
كارثة مؤنسة النقطة الفاصلة.. بعد مصرع 18 فتاة وسائق.. أشهر الحوادث على الطريق الإقليمي تكشف خريطة الموت الصامت
بينما كانت
الطريق الإقليمي مشروع طموح بواقع قاتم
الحادث الأخير لم يكن الأول، ولن يكون الأخير إن لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لحماية أرواح المارة والمسافرين، فمنذ افتتاح الطريق قبل أعوام قليلة، تحوّل من شريان تنموي واعد إلى واحد من أخطر الطرق في البلاد، بسبب خلل واضح في التخطيط، وغياب الرقابة، وسوء تنظيم حركة المرور.
يمتد الطريق الدائري الإقليمي لمسافة تتجاوز 400 كيلومتر، يربط بين عدة محافظات رئيسية، منها القاهرة، الجيزة، القليوبية، الشرقية، المنوفية، الفيوم وبني سويف. وكان الهدف الأساسي منه تخفيف الضغط عن الطرق الداخلية والدائري القديم، وفكّ الزحام عن القاهرة الكبرى، لكن هذا الطريق، الذي تكلفت مراحل إنشائه مليارات الجنيهات، يعاني من نقص الإنارة في كثير من قطاعاته، وغياب فواصل الطرق، وعدم وضوح علامات المرور، فضلًا عن ضعف الرقابة المرورية، خاصة في ساعات الفجر والمساء.
كارثة مؤنسة: النقطة الفاصلة
في 27 يونيو 2025، اصطدمت شاحنة نقل ثقيل بمركبة ميكروباص كانت تقلّ 18 فتاة من قرية كفر السنابسة في طريقهن إلى العمل في مزارع العنب. الحادث وقع على الطريق الإقليمي بالقرب من مدخل قرية مؤنسة، وأسفر عن وفاة جميع الفتيات، إلى جانب السائق.
تحقيقات أولية حول حادث مؤنسة بالمنوفية، الذي أدى إلى مصرع 18 فتاة وسائق الميكروباص، كشفت أن سائق الشاحنة كان مرهقًا، وأن المركبة كانت تسير بسرعة كبيرة دون التزام بمسارها، فيما لم تتوفر أي إشارات ضوئية أو لافتات تحذيرية على الطريق.
سجل الحوادث الكبرى على الطريق الإقليمي
1. حادث "الصف" 2022: 20 قتيلاً في اصطدام مروع
في مارس 2022، اصطدمت سيارة ميكروباص بشاحنة نقل ثقيل قرب مركز الصف بالجيزة، ما أدى إلى وفاة 20 شخصًا وإصابة 7 آخرين، التحقيقات أشارت إلى سير الشاحنة عكس الاتجاه في غياب أي دورية مرورية في المنطقة.
حادث "السلام" 2021: شاحنة تسحق سيارة ملاكي
في منطقة السلام، وقع حادث مروّع في صيف 2021، حينما دهست شاحنة نقل سيارة ملاكي كانت تقلّ عائلة من أربعة أفراد، جميعهم لقوا حتفهم الحادث وثّقته كاميرا مراقبة وأثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.
حادث "بلبيس" 2020: حريق ضخم بعد تصادم 5 سيارات
في نهاية 2020، تسبب تصادم بين 5 سيارات على الطريق الإقليمي قرب بلبيس بمحافظة الشرقية في حريق هائل، أودى بحياة 7 أشخاص وتفحّمت الجثث بالكامل. السبب الرئيسي كان السرعة الزائدة، إضافة إلى غياب إشارات مرورية.
حادث "بني سويف" 2023: 9 قتلى و15 مصابًا
في فبراير 2023، شهدت محافظة بني سويف أحد أسوأ حوادث الطريق الإقليمي، حيث اصطدمت حافلة نقل ركاب بسيارة نقل مواد بناء، ما أدى إلى وفاة 9 ركاب وإصابة 15 آخرين، بعضهم بإصابات بليغة. التقرير الفني أوضح أن الحافلة لم تتمكن من التوقف بسبب خلل في المكابح.
القواسم المشتركة بين الحوادث
رغم تنوع المواقع والظروف، إلا أن هناك خيوطًا مشتركة بين أغلب الحوادث على الطريق الإقليمي:
غياب الرقابة: لا توجد نقاط ثابتة للشرطة أو وحدات إسعاف في معظم قطاعات الطريق.
انعدام الإنارة: غالبية الحوادث تقع في ساعات الفجر أو الليل، حيث الظلام شبه تام.
سير الشاحنات في أوقات ممنوعة: رغم وجود قرار بمنع سير الشاحنات الثقيلة على الطريق في ساعات معينة، إلا أن هذا القرار لا يُنفذ بصرامة.
تهالك المركبات: عدد من المركبات المستخدمة في النقل، خاصة الميكروباصات، لا تخضع لصيانة دورية أو فحص فني.
غياب فواصل أو حواجز آمنة: ما يؤدي إلى انحراف المركبات إلى الاتجاه المقابل.
لماذا يستمر الطريق في حصد الأرواح؟
الطريق الإقليمي لا يعاني من عيب واحد فقط، بل من سلسلة متشابكة من الأخطاء تبدأ من مرحلة التصميم وحتى التشغيل. لا يوجد نظام مراقبة بالكاميرات على مدار الساعة، كما أن عمليات الصيانة الدورية تكاد تكون منعدمة، كذلك، فإن غياب وحدة مرور متخصصة للطريق – مثل ما يحدث في الطريق الصحراوي أو السويس – يترك المجال واسعًا للتجاوزات، خصوصًا من سائقي النقل الثقيل الذين يقودون لساعات طويلة دون راحة.
ردود الفعل المجتمعية
في أعقاب الحادث الأخير، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة غضب واسعة، تحت وسم #طريق_الموت و#ضحايا_الإقليمي. ناشطون طالبوا بتدخل رئاسي عاجل، كما تقدمت بعض منظمات المجتمع المدني بمذكرات رسمية لوزارة النقل تطالب بتحقيق شفاف في جميع حوادث الطريق خلال السنوات الخمس الأخيرة.
أرواحنا ليست ثمنًا للتنمية
إن الحوادث المتكررة على الطريق الإقليمي تكشف أن البنية التحتية وحدها لا تكفي. فالطريق، أي طريق، مهما كان اتساعه وتكلفته، يتحوّل إلى ساحة موت إذا غابت العدالة في التنظيم، وتراجعت الدولة عن مسؤوليتها في الرقابة والردع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 44 دقائق
- مصرس
المنوفية.. أعداد غفيرة تشارك في جنازة ضحايا حادث الإقليمي بكفر السنابسة
في مشهد نادر ومهيب، امتلأت ساحة قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية عن آخرها بآلاف المشيعين، الذين احتشدوا لتوديع بنات القرية ضحايا حادث الطريق الإقليمي، وسط أجواء من الحزن والانكسار لم تشهدها القرية من قبل. وامتد صف المشيعين من أطراف المسجد الكبير إلى الشوارع الجانبية المحيطة، حتى بدت الساحة وكأنها بحر بشري من الرجال والنساء والشباب والأطفال، جميعهم توحدوا في لحظة وداع مؤلمة، حاملين على عاتقهم آهات الغضب والدموع، وقلوبًا مثقلة بالمأساة.وبالرغم من حلول المساء، لم يتوقف توافد الأهالي من مختلف القرى المجاورة، لتوديع الضحايا الذين صُفّت نعوشهم في انتظار لحظة الصلاة والدفن، في جنازة جماعية غير مسبوقة أكدت حجم الفاجعة التي ألمّت بالقرية والمنوفية بأكملها.وشهدت محافظة المنوفية، صباح اليوم الجمعة، واحدة من أسوأ حوادث الطرق خلال العام الجاري، بعدما اصطدمت سيارة نقل ثقيل (تريلا) بمركبة ميكروباص تقل عمالة يومية أغلبها من الفتيات، وذلك على الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون. وأسفر الحادث عن تهشم السيارتين بالكامل، وسقوط العشرات بين قتيل ومصاب.وتلقى اللواء محمود الكموني، مدير أمن المنوفية، إخطارًا بالحادث من العميد محمد أبو العزم، مأمور مركز شرطة أشمون، حيث تم الدفع بقوة أمنية إلى موقع التصادم وفرض كردون أمني، فيما باشرت النيابة العامة التحقيق في ملابساته.وأعرب اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، عن خالص تعازيه لأسر الضحايا، ووجّه برفع درجة الاستعداد في جميع المستشفيات لتقديم الرعاية الكاملة للمصابين، وتكليف مديرية التضامن الاجتماعي بسرعة دراسة حالات الضحايا لصرف التعويضات اللازمة.وأكد الدكتور عمرو مصطفى، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، في تصريح خاص ل«الشروق»، أن الفرق الطبية والإسعافية تعاملت مع الحادث منذ لحظاته الأولى، وتم التنسيق بين المستشفيات لسرعة استقبال ونقل الجثامين والمصابين، مشيرًا إلى استمرار المتابعة الميدانية.فيما صرّح محمد جمعة، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة، أن لجنة من المديرية تحركت فورًا إلى المستشفيات لمتابعة حالة المصابين، وتم البدء في إجراءات حصر المتوفين لدراسة صرف التعويضات المستحقة لأسرهم

مصرس
منذ 44 دقائق
- مصرس
حادث جديد على الطريق الإقليمي بالمنوفية: إصابة عدد من المجندين في انقلاب سيارة أمن مركزي
أُصيب عدد من مجندي الأمن المركزي، صباح اليوم السبت؛ إثر انقلاب سيارة تابعة لقوات الأمن على الطريق الإقليمي في نطاق محافظة المنوفية، أثناء توجهها في مهمة عمل. كان اللواء محمود الكموني مدير أمن المنوفية، تلقى إخطارًا بالحادث، وعلى الفور انتقلت قوة من الشرطة وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفي لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، فيما تم رفع آثار الحادث وإعادة فتح الطريق أمام حركة المرور.وبحسب مصادر محلية، أسفر الحادث عن إصابات متفاوتة بين المجندين، ولم يتم حتى الآن الإعلان عن وجود حالات وفيات، وتُجرى حاليًا التحقيقات للوقوف على ملابسات الحادث وأسبابه، وسط ترجيحات أولية بأن السرعة الزائدة أو خللاً فنياً في السيارة قد يكونا وراء الواقعة.ويشهد الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية في الفترة الأخيرة تكرارًا للحوادث، ما يدفع إلى تجديد المطالبات بضرورة تكثيف الرقابة وتحسين عوامل الأمان على هذا الطريق الحيوي الذي يربط عددًا من المحافظات.يأتي حادث انقلاب سيارة الأمن المركزي اليوم بعد ساعات من الحادث المأساوي الذي شهده الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، الذي أسفر عن وفاة 19 شخصًا وإصابة 3 آخرين، جميعهم من أبناء قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف.وكان الضحايا، ومعظمهم من الفتيات، في طريقهم إلى أحد مصانع المنطقة الصناعية، حينما اصطدمت سيارة نقل ثقيل (تريلا) بمركبة ميكروباص تقلهم، ما أدى إلى تحطم السيارتين بالكامل، وتحول الحادث إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة في المحافظة.وأثار الحادث موجة غضب واسعة، وسط مطالبات من الأهالي والمسئولين بتكثيف الإجراءات المرورية وتوفير وسائل نقل آمنة للعمال، خاصة الفتيات القاصرات، إلى جانب مراجعة معايير السلامة على الطريق الإقليمي، الذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مسرح متكرر لحوادث دامية، نظرًا لسوء حالة بعض مناطقه، وغياب كاميرات المراقبة والإشارات التنظيمية في أجزاء منه.ودفعت محافظة المنوفية بفرق إنقاذ وطوارئ وقيادات تنفيذية لموقع الحادث، وتم تشييع الضحايا في جنازة جماعية مهيبة بقرية كفر السنابسة، شارك فيها الآلاف، وسط حالة من الصدمة والحزن العارم.


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
"كانت تستعد لزفافها".. آية زغلول إحدى ضحايا حادث الإقليمي بالمنوفية (صور)
المنوفية - أحمد الباهي: "خرجت للعمل ومساعدة أسرتها فعادت في الكفن"، ذلك ما جرى لـ "آية زغلول" طالبة كلية التربية بجامعة السادات إحدى ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية، والتي تعمل في حصاد العنب والعمل بالمزارع منذ 6 سنوات، رفقة شقيقتها وأبناء عمومتها بقرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية. يحكي جيران أسرة "آية" لموقع مصراوي، أن الفقيدة تعمل في المزارع منذ أن كانت طالبة بالشهادة الإعدادية، وخلال عيد الفطر الماضي اجتمع حولها الأهل والأصدقاء في حفل خطوبتها المشهود، لكنها فور إنهاء امتحاناتها بكلية التربية، اتجهت مباشرة للعمل في الإجازة الصيفية بحثًا عن مال يساعدها في جهازها - خاصة أن حفل زفافها الشهر المقبل- وسعيًا منها أيضًا يخفف عبء تكاليف المعيشة عن أسرتها. لكن الفاجعة أو وصل خبر وفاتها لأسرتها هي وشقيقتها واثنتين من أبناء عمومتها، صبيحة أمس الجمعة، فلم تعد بـ 180 جنيه"اليومية"، لكن عادت جثة بالكفن الأبيض، وشهد دفنها الآلاف من أبناء قريتها، وسط حالة شديدة الحزن. وكان الطريق الإقليمي، شهد صباح الجمعة، حادثًا مأساويًا أمام قرية مؤنسة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، إثر تصادم سيارة نقل مع سيارة أجرة ميكروباص، مما أسفر مع مصرع 19 حالة وإصابة 3، وقد تحرر عن الواقعة المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيقات.