
كربلاء غزة
عند العودة إلى التاريخ الإسلامي وتحديدا سنة (61هـ)، ومتابعة مجريات الأحداث، يلاحظ وجود صراع في البعد السياسي من الشريعة، بين محورين:
– الأول محور الحق الذي مثله الإمام الحسين (عليه السلام).
– المحور الثاني محور الشر الذي جسّده يزيد بن معاوية.
لم ينتهِ الصراع بين الحسين (عليه السلام) ويزيد، بل ما زال قائمًا وساحاته مفتوحة؛ وما غزة إلا إحدى هذه الساحات، والممارسات العدوانية الصهيونية والأمريكية، ضد أبناء الشعب الفلسطيني، الذي يعيش يوم عاشوراء منذ ما يقارب ستة أشهر. فعلى الرغم من اختلاف الجغرافية بين المدينتين، إلا أنَّ هناك تشابهًا كبيرًا في تفاصيل الأحداث الجارية بينهما، من الإبادة والعنف، والاحتلال، والاجتياح للمدن، وانتهاك الحقوق.
نقول: إنَّ غزة اضحت مثل كربلاء بالعديد من الصور:
– أولًا: إنَّ سنابك خيل عبيد الله بن زياد، التي داست صدر إمام الثائرين، وسبط النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تعود اليوم من جديد على شكل آليات عسكرية صهيونية، لتجتاح قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.
– ثانيًا: سياسة الحصار الاقتصادي، فكما حوصر معسكر الإمام الحسين – عليه السلام – وسُدّ عنهم باب الورود، بأمر من السلطة الحاكمة آنذاك، بمنع الماء من قبل عمر بن سعد. ها هم الصهاينة يعيدون السيرة بمنع الماء عن قطاع غزة، يؤكد ذلك ما جاء على لسان وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس: إنَّ تل أبيب لن تعيد الماء والكهرباء والوقود، إلا بعودة الأسرى الإسرائيليين، الذين تم احتجازهم من قبل حركة حماس، الذين أطلقوا عملية طوفان الأقصى في 3/10/2023.
ثالثًا: كثرة المرتزقة. إنَّ سنان بن أنس وهو أحد مرتزقة جيش عمر بن سعد، كان يقول:
املأ ركابي فضة وذهبا أنا قتلت الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا وخيرهم إذ ينسبون نسبا
على الشاكلة ذاتها، هناك في الدول نفط يملأ ركاب المرتزقة بالأموال.
رابعًا: قلة المؤازرة العربية، فكما امتنع كثير من القبائل العربية، عن مناصرة الإمام في ثورة الحق ضد الباطل؛ كذلك امتنعت بعض من دول الجوار الجغرافي العربي، عن مناصرة حركة حماس في طوفانه ضد الكيان الصهيوني؛ لا بل امتنعت حتى عن فتح المنافذ الحدودية، لإيصال المساعدات الغذائية والإنسانية، كما هو الحال مع (معبررفح)، الذي يقع بين قطاع غزة في فلسطين، وشبه جزيرة سيناء في جمهورية مصر العربية. كنوع من سياسة التجويع الذي أقره مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة 2018 ضمن جرائم الحرب.
خامسا: وكما شكل اليمنيون (67%) من أنصار الحسين (عليه السلام) في كربلاء، اليوم نرى أنَّ اليمنيين حاضرون وبقوة في دعم غزة ونصرة أهلها، وهم يقومون بسلسلة من العمليات العسكرية، انطلاقا من موقعهم الجغرافي الفريد على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وعرقلة حركات السفن البحرية الصهيونية والداعمين لها ؛ مما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن والتأمين، مع تحول حركة المرور البحرية إلى طريق ' رأس الرجاء الصالح ' جنوب أفريقيا، تفاد للخطر؛ مما سبب اضطراب بمجالات الاقتصاد الحيوي عالميا.
نذكر هنا، قوله تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾(الأحزاب:23)، فإنَّ حركة حماسة، ومنظومات المقاومة في العالم الإسلامي، أمام مواجهة قوى الاستكبار، والاستبداد في كل مكان وزمان، لا ترعبهم قوة العدوان، بنفس قائدهم الحسين الثائر الأكبر، وبالعبارات نفسها التي كان يرددها: ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة. وهيهات منا الذلة، من أجل الدفاع عن أرضهم وعرضهم، وهم يعلمون أنَّ الموت يتربص بهم، وأنَّ الصهاينة لا يتورعون عن قتلهم؛ لكن هذا القتل لم يكن مانعا لهم أن يقفوا في وجه الصهاينة. يعلمون قطعَّا أنَّ الموت حياة لقضيتهم، والشهادة طريقهم، ولا استسلام في قاموسهم، لأنَّ قضاياهم عادلة وقضيتهم قضية دين وأمة، وهم تعلموا من كربلاء الحسين -عليه السلام- أنَّ دماءهم لا تسيل هدرًا، وأنَّ هذه الدماء دماء شرف ستمزق الأقنعة؛ غزة ستنتصر إذ ينبئنا اللطيف الخبير، بمصداق قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾(الحج:40).
فما اشبه اليوم بالبارحة، فغزة هي كربلاء وستنتصر؛ لأنَّها امتداد للطفوف، وسيخلدون في كل الميادين حسينا، وستبقى فلسطين وتبقى كرامتها، وستسقط الكيانات اليزيدية المعتدية، وتمحى من خريطة العالم السياسية، ولا يذكرون إلا على سبيل الدم، كما هو حال يزيد وابن زياد، فسلام على حسين غزة وحسين كربلاء، والنصر لكل من كان شعاره هيهات منا الذلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
زينب محمد ياسين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة اليمنية
منذ ساعة واحدة
- وكالة الصحافة اليمنية
مصادر عسكرية رفيعة تكشف التفاصيل الكاملة للتصدي للهجوم الإسرائيلي على الحديدة
صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية: كشفت مصادر عسكرية رفيعة، مساء اليوم، تفاصيل العملية النوعية التي نفذتها الدفاعات الجوية لقوات صنعاء في التصدي لهجوم شنّه طيران الاحتلال الإسرائيلي على محافظة الحديدة، غربي اليمن. وأوضحت المصادر أن القوات الجوية أطلقت أول موجة من صواريخ 'أرض-جو' باتجاه الطائرات المعادية فور اقترابها من الأجواء اليمنية، ما أجبر نحو عشر طائرات إسرائيلية على التراجع والمغادرة قبل تنفيذ أي عملية قصف. وأكدت المصادر أن بعض الطائرات الإسرائيلية لم تتمكن من دخول أجواء الحديدة فعليًا، نتيجة الرصد المبكر والتعامل السريع من قبل وحدات الدفاع الجوي. وفي أول تصريح رسمي، قال الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع: إن 'القوات الجوية اليمنية تتصدى في هذه الأثناء للعدوان الصهيوني على بلدنا'، في أول إعلان من نوعه عن مواجهة مباشرة بين دفاعات صنعاء وطائرات الاحتلال. بدوره أكد العميد سريع أن الدفاعات الجوية جاهزة وحاضرة للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية على اليمن بكل قوة واقتدار بإذن الله. وأضاف سريع: 'الدفاعات الجوية اليمنية تصدت بفاعلية للعدوان الإسرائيلي وأجبرت جزءاً كبيراً من تشكيلاته على المغادرة، وذلك بدفعة كبيرة من صواريخ أرض جو محلية الصنع مما تسبب في حالة كبيرة من الإرباك لدى طياري العدو وغرف عملياته'. وأضافت المصادر أن التصدي الناجح أحدث حالة من الإرباك في صفوف طياري العدو، وكذلك داخل غرفة عمليات الاحتلال، التي اضطرت إلى فصل الاتصال مع الطيارين بشكل عاجل، وإعادة عدد من الطائرات دون تنفيذ الأوامر الهجومية، في مؤشر على فشل العملية الإسرائيلية عسكريًا واستخباريًا. وكان العدو الصهيوني شن عدوانًا جويًا استهدف ميناءي الحديدة ورأس عيسى بمحافظة الحديدة، بعد أسابيع من التهديد بتوسيع الحرب على اليمن. عن ذلك علقت وسائل الإعلام العبرية بشكل ساخر قائلة: 'بعد أسابيع من الحديث عن جمع بنك أهداف مؤثر في اليمن، سلاح الجو يشن غارات على مرافئ الحديدة التي استهدفت ثلاث مرات قبل هذا'، في إشارة إلى الفشل الاستراتيجي في الحرب على هذه الجبهة.


يمنات الأخباري
منذ ساعة واحدة
- يمنات الأخباري
ترامب قبل لقاء نتنياهو: نقترب من صفقة بشأن غزة ونعمل على اتفاق دائم مع إيران
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: نحن قريبون جدا من صفقة بشأن غزة. ولفت في تصريح مقتضب فجر الاثنين 7 يوليو/تموز 2025 ان هناك حظوظ كبيرة بعقد صفقة مع حماس لإطلاق عدد كبير من الرهائن الاسرائيليين. ونوه إلى انه يتم العمل على كثير من الأمور مع إسرائيل، مضيفا: 'ربما نتوصل إلى صفقة دائمة مع إيران'. واكد انه سيناقش مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو – الذي وصل واشنطن – العمل على اتفاق دائم مع إيران. والأحد؛ قال نتنياهو، أثناء صعوده إلى الطائرة المتجهة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، إن الرئيس دونالد ترامب 'بإمكانه أن يساعد في تقريبنا' من اتفاق وقف إطلاق النار. ولفت إلى انه يجري العمل على التوصل إلى الاتفاق الذي تمت مناقشته، وفقًا للشروط المتفق عليها. واضاف: أرسلتُ فريق تفاوض بتعليمات واضحة، وأعتقد أن الحوار مع الرئيس ترامب يمكن أن يساعد بالتأكيد من النتيجة التي نأملها جميعًا. ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو بترامب في واشنطن العاصمة، الاثنين، وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها الجانبان في البيت الأبيض منذ بداية ولاية ترامب الثانية. وغادر فريق تفاوض إسرائيلي إلى الدوحة، الأحد، لبدء محادثات غير مباشرة مع حماس، وهي على الأرجح إحدى المراحل الأخيرة قبل أن يتمكن الوسطاء من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بناء على مقترح هدنة مدته 60 يومًا، قدمته قطر للجانبين الأسبوع الماضي.


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
شعارٌ لغزة وقذيفةٌ لمنزل مواطن يمني.. جولة في بازار الشعارات الحوثية
خلال ساعات من وقوعها، صارت جريمة اغتال الشيخ صالح حنتوس إلى العنوان الأبرز وكانت سبباً للفت أنظار العالم العربي، الذي كان بدأ ينخدع بشعارات الحوثي في نصرة غزة والقضية الفلسطينية التي أطلقها مستغلا "طوفان الأقصى" في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، إلى حقيقة تلك الشعارات، وكيف تُستخدم كورقة سياسية لا علاقة لها بجوهر القضية. وخلال مسيرتهم لم يترك الحوثيون قضية عادلة إلا واتخذوا منها شعارا لتغطية سوء أعمالهم، يفهم اليمنيون ذلك، ويعرفون الميليشيا جيدا منذ أطلقت شعارها الأول "الحفاظ على المذهب الزيدي من مد الوهابية" أواخر القرن العشرين في محافظة صعدة بأقصى الشمال اليمني، مرورا بشعار "مظلومية صعدة" وعشرات الشعارات بين ذلك وبين شعار "إسقاط الجرعة" الذي أخفت خلفه مطامع اجتياح صنعاء والسيطرة على البلاد وإشعال الحرب، وليس انتهاءً بشعار "إسناد غزة". في منتصف ٢٠٢٣، عثر مواطنون على ١٦ جثة لمواطنين في جرف بمديرية حرف سفيان، شمال محافظة عمران، بعد ١٣ عاما على اختفائهم، كان الحوثيون قد قتلوهم وأخفوهم، وكانت الذريعة أنهم ذاهبون "للقتال مع البشمركة وصغير بن عزيز"، وفق اعتراف القيادي الحوثي البارز يوسف المداني للقبائل لاحقا. ليذكرنا بشماعة القتال في تلك المرحلة "البشمركة"، وهو المسمى الذي استعاروه من اسم القوات الكردية لتخويف الناس من القبائل والجيش الذي كان يواجههم في الحرب السادسة عام ٢٠١٠. وهكذا، ابتكروا في كل مرحلة شعارا ليغطوا جرائمهم، وكما كان "إسقاط الجرعة" غطاء لمئات الجرائم من إسقاط للدولة ونهب الممتلكات وتفجير البيوت والمساجد والقتل واستباحة البلاد، والذي تغير بمجرد تدخل تحالف دعم الشرعية إلى "التصدي للعدوان" و"الحج بالبنادق" التي لم يذهب ضحاياها سوى يمنيين، يأتي شعار "نصرة غزة" مؤخرا للهدف نفسه. ففي بلدة المعذب بمديرية السلفية في محافظة ريمة، قُتل الشيخ حنتوس، أحد أبرز مشايخ تعليم القرآن في منطقته، في عملية اقتحام نفذتها ميليشيا الحوثي مطلع يوليو الجاري، بعد يوم من الحصار والقصف الذي شاركت فيه عشرات الأطقم المسلحة، وجُرحت زوجته خلاله، وقُتل أحد أحفاد أخيه. حاصر الحوثيون القرية، وقصفوا، واختطفوا جثمان الشيخ، واقتادوا رجال القرية إلى جهات مجهولة، فيما تُركت النساء وسط وضع إنساني بالغ القسوة، في الوقت نفسه الذي كان متحدث الميليشيا يلقي بيانا يتحدث فيه عن ما زعم أنه إطلاق صاروخ إلى دولة الكيان الإسرائيلي؛ نصرة لغزة. الصاروخ الحوثي لم يحدث شيئا في إسرائيل، لكن قذائف الجماعة قتلت الشيخ، وكانت التهمة الرسمية التي ساقتها الجماعة ضده: التحريض على الفوضى ورفض مواقف الجماعة الداعمة للقضية الفلسطينية. اتهامٌ أثار موجة سخرية وغضب في أوساط يمنية وعربية، فالشيخ حنتوس كان من أكثر الداعمين للمقاومة الفلسطينية، منذ عقود، عبر جمع التبرعات وإقامة المحاضرات والندوات الداعمة، لكنه دعمٌ لم يمر عبر "النسخة المعتمدة" من التضامن الحوثي. في بيان لشرطة الجماعة بمحافظة ريمة، قالت الميليشيا إن الشيخ كان يمارس التحريض ضد ما وصفته بـ"الدولة والشعب اليمني الداعمين لفلسطين"، وأضافت أن "حملة أمنية" داهمت منزله بعد رفضه لإنذارات سابقة. كتب الصحفي الفلسطيني ياسر الزعاترة: "لا أسوأ من الجريمة غير تبريرها... حشر فلسطين في السياق ضرب من الابتذال والإساءة لقضيتها". أما الصحفي العراقي عثمان المختار فاستعاد جريمة مشابهة في العراق عام 2006، حين قُتل محفظ قرآن آخر على يد ميليشيا محلية، ليقول إن "الوجع يتكرر بتوقيع المليشيات ذاتها، مهما اختلفت الأسماء". هذه المفارقة المؤلمة دفعت فاطمة المسوري زوجة الشيخ، حنتوس، وهي الأخرى معلّمة قرآن، إلى أن تصرخ: "أخبروا من صدّق الحوثي بنصرة غزة، أن عبدالملك يفعل بنا ما يفعله نتنياهو بأهلنا في غزة"، العبارة التي تداولها يمنيون وعرب بكثافة، لخصت الخديعة الكبرى التي سقط فيها كثيرون ممن انبهروا بصواريخ الجماعة، ونسوا أن تلك الصواريخ لم تجرح جنديا إسرائيليا، بينما قتلت دعاة ونشطاء ومواطنين ودمرت قرى ومساجد داخل اليمن. وما حدث في ريمة، بحسب مراقبين وناشطين، لا يمكن فصله عن استراتيجية حوثية إيرانية أوسع: استخدام الشعارات الكبرى لتبرير القمع الداخلي، وفي سوق الشعارات الحوثية، كل شيء يُعاد تأويله وتطويعه لخدمة مشروع سياسي مغلق على فكرة "الحق الإلهي" في السلطة والحكم. الصحفي علي الفقيه كتب على حسابه بمنصة إكس: "كل قرآن لا يثبت لهم الولاية ويمنحهم الأحقية الحصرية في الحكم والعلم إلى الأبد هو ليس قرآنًا بنظرهم ولا يعنيهم. الله والنبي وعلي والقدس والأقصى وكل المقدسات بالنسبة لهذه الجماعة مجرد يافطات لدكانهم الكبير". وتكشف حادثة ريمة عن سلوك طويل الأمد، اتخذته الجماعة منذ سنوات، في استهدافها للمساجد ودور تحفيظ القرآن والعلماء المستقلين، لكن في حالة حنتوس، تضاعفت رمزية الجريمة: رجل أعزل، سبعيني، قضى عمره في التعليم، يُقتل لأنه لم يسلم المنبر للميليشيا. يقول صحفيون وناشطون، إن الدرس الذي قدّمه الشيخ صالح حنتوس بدمه، وكما كان درسا في العقيدة والشموخ والإباء والعزة والكرامة والثبات، هو أيضا درس في الإدراك السياسي، لقد كشف أن شعار "المقاومة" يمكن أن يُستخدم كقيد، وأن اسم "القرآن" يمكن أن يُحوّل إلى رخصة للقتل، وأن القدس يمكن أن تُستدعى لتبرير تدمير قرية يمنية أو قتل شيخ أعزل.