
تجارب شعرية مغربية وسودانية وعراقية تؤثث ليلة الشعر العربي بتطوان
واحتفت هذه الليلة، التي تروم تسليط الضوء على سحر القصيدة العربية، بتجارب متميزة لأصوات الشعر العربي المعاصر، قادمة من السودان والعراق لتلتقي بتطوان المبدعة.
وأحيى هذه الأمسية نخبة من الشعراء العرب، حيث افتتح الشاعر العراقي حسام الدين نايف الأمسية بإلقاء قصائد مختارة من ديوانه 'أنا لم أمت يا صانع التماثيل'، حاملا الحضور في رحلة عبر مشاهد الاغتراب وألم المنفى، تلته الشاعرة التطوانية أمينة الجباري، التي ألقت نصوصا شعرية من دواوينها 'ممرات ضيقة' و 'عناق الريح' و'ياسمين تخلع جلباب القبيلة'، ليختتم الشاعر والدبلوماسي السوداني بدر الدين عبد الله الأمسية بباقة من قصائده المنتقاة من دواوينه 'منحدرات الكاكاو'، و 'توابل موسيقية'، و 'مشغول بأحزان الأرض'، و'أبناء الشجر العاري'.
وقد أضفت الفنانة صليحة الوزاني على هذه الليلة لمسة موسيقية ساحرة، من خلال وصلات مستوحاة من روائع الشعر العربي، تمزج بين التراث التطواني، وفن الحضرة، والطرب الأندلسي والعربي الأصيل.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، أن هذه الفعالية أضحت محطة ثقافية سنوية بارزة، تستضيف خلالها تطوان شعراء من مختلف البلدان العربية والقارات الشعرية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تعد فرصة ثمينة للتلاقي والتفاعل بين الشعراء المغاربة ونظرائهم العرب، في إطار انتماء مشترك لوطن شعري رحب، متعدد الأصوات والجغرافيات والأساليب.
وتعتبر ليلة الشعر العربي إحدى التظاهرات المميزة التي دأبت دار الشعر بتطوان على تنظيمها منذ سنة 2016، إلى جانب سلسلة من الفعاليات الأخرى، مثل ليالي الزجل، ليلة الملحون، ليلة الشعر الأمازيغي، ليلة الأندلس، ليالي الشعر العالمي، بالإضافة إلى أنشطة متنوعة كـحدائق الشعر، وتوقيعات، والأطلال (قراءات شعرية في مواقع أثرية)، وبحور الشعر، وشاعر في الذاكرة، وليلة المبدعات، وملتقى الشعر والتشكيل، وملتقى الشعر والمسرح، وملتقى زرقاء اليمامة.
وقد جابت هذه التظاهرات مدنا عديدة بالمملكة بمشاركة شعراء من أكثر من عشرين دولة، وعدد كبير من الشعراء المغاربة، ممثلين مختلف الأجيال والتيارات الشعرية.
وليلة الشعر العربي ليست مجرد أمسية فنية، بل هي فضاء حي للقاء بين الشعر وجمهوره، وبين القصيدة والموسيقى، في احتفال بالهوية الثقافية والإبداع العربي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 طنجة
منذ 2 أيام
- 24 طنجة
تجارب شعرية مغربية وسودانية وعراقية تؤثث ليلة الشعر العربي بتطوان
احتضنت مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان، مساء الجمعة، فعاليات الدورة التاسعة من ليلة الشعر العربي، التي تنظمها دار الشعر بتطوان، احتفاء بالتجارب الشعربية من مختلف جغرافيات وطن لغة الضاد. واحتفت هذه الليلة، التي تروم تسليط الضوء على سحر القصيدة العربية، بتجارب متميزة لأصوات الشعر العربي المعاصر، قادمة من السودان والعراق لتلتقي بتطوان المبدعة. وأحيى هذه الأمسية نخبة من الشعراء العرب، حيث افتتح الشاعر العراقي حسام الدين نايف الأمسية بإلقاء قصائد مختارة من ديوانه 'أنا لم أمت يا صانع التماثيل'، حاملا الحضور في رحلة عبر مشاهد الاغتراب وألم المنفى، تلته الشاعرة التطوانية أمينة الجباري، التي ألقت نصوصا شعرية من دواوينها 'ممرات ضيقة' و 'عناق الريح' و'ياسمين تخلع جلباب القبيلة'، ليختتم الشاعر والدبلوماسي السوداني بدر الدين عبد الله الأمسية بباقة من قصائده المنتقاة من دواوينه 'منحدرات الكاكاو'، و 'توابل موسيقية'، و 'مشغول بأحزان الأرض'، و'أبناء الشجر العاري'. وقد أضفت الفنانة صليحة الوزاني على هذه الليلة لمسة موسيقية ساحرة، من خلال وصلات مستوحاة من روائع الشعر العربي، تمزج بين التراث التطواني، وفن الحضرة، والطرب الأندلسي والعربي الأصيل. في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، أن هذه الفعالية أضحت محطة ثقافية سنوية بارزة، تستضيف خلالها تطوان شعراء من مختلف البلدان العربية والقارات الشعرية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تعد فرصة ثمينة للتلاقي والتفاعل بين الشعراء المغاربة ونظرائهم العرب، في إطار انتماء مشترك لوطن شعري رحب، متعدد الأصوات والجغرافيات والأساليب. وتعتبر ليلة الشعر العربي إحدى التظاهرات المميزة التي دأبت دار الشعر بتطوان على تنظيمها منذ سنة 2016، إلى جانب سلسلة من الفعاليات الأخرى، مثل ليالي الزجل، ليلة الملحون، ليلة الشعر الأمازيغي، ليلة الأندلس، ليالي الشعر العالمي، بالإضافة إلى أنشطة متنوعة كـحدائق الشعر، وتوقيعات، والأطلال (قراءات شعرية في مواقع أثرية)، وبحور الشعر، وشاعر في الذاكرة، وليلة المبدعات، وملتقى الشعر والتشكيل، وملتقى الشعر والمسرح، وملتقى زرقاء اليمامة. وقد جابت هذه التظاهرات مدنا عديدة بالمملكة بمشاركة شعراء من أكثر من عشرين دولة، وعدد كبير من الشعراء المغاربة، ممثلين مختلف الأجيال والتيارات الشعرية. وليلة الشعر العربي ليست مجرد أمسية فنية، بل هي فضاء حي للقاء بين الشعر وجمهوره، وبين القصيدة والموسيقى، في احتفال بالهوية الثقافية والإبداع العربي.


جريدة الصباح
منذ 3 أيام
- جريدة الصباح
'ضفاف شعرية' تحط بنواحي مراكش
تنظم دار الشعر بمراكش، اليوم (الجمعة) ابتداء من الساعة السابعة والنصف مساء، فعاليات الدورة الخامسة من برنامجها 'ضفاف شعرية'، والذي يحط الرحال في جماعة تزارت دائرة التوامة (إقليم الحوز)، بتنسيق مع جمعية تانميرت للتنمية (دوار أنزال). ويشهد هذا اللقاء تنظيم قراءات شعرية بمشاركة الشعراء: مبارك العباني ومحمد


كش 24
٠٦-٠٧-٢٠٢٥
- كش 24
'الطعريجة'.. رمز متجذر في احتفالات المغاربة بعاشوراء
تتميز عاشوراء عند المغاربة بكونها مناسبة مرادفة للفرح واللعب والغناء، حيث تشهد الأسواق الشعبية والمحلات التجارية الكبرى، منذ دخول شهر محرم، حركة مهمة للأسر التي تسارع إلى اقتناء لوازم الاحتفال بهذه الذكرى، وفي مقدمتها 'الطعريجة' المغربية. وتشكل 'الطعريجة'، التي تعد رمزا من رموز الثقافة الشعبية المغربية، نجمة هذه الاحتفالات، التي يجتمع خلالها النساء والأطفال مرددين أهازيج شعبية خاصة بهذه المناسبة الدينية المتجذرة في الموروث الثقافي المغربي. وهكذا، تعرف 'الطعريجة' إقبالا كبيرا خلال هذه الفترة، من طرف الصغار والكبار، الذين يتهافتون على اقتناء هذه الآلة الموسيقية ببهجة. لكن قبل وصولها إلى أيدي الزبناء، تمر هذه الآلة الشعبية عبر عدة مراحل دقيقة وفريدة، يتناقلها الصناع التقليديون المغاربة جيلا عن جيل. والمثال من دوار 'الحشالفة' الذي يقع بتراب الجماعة القروية لأولاد احسين، على بعد حوالي 25 كيلومترا جنوب مدينة الجديدة، والذي يعتبر من أهم المناطق المتخصصة في صناعة الطعريجة بمختلف أنواعها وأشكالها. وفي هذا السياق، أبرز مصطفى أبو معروف رئيس تعاونية 'خير الفخار'، أن دوار الحشالفة يعد الوحيد المتخصص في صناعة الطعريجة بالمغرب، إذ يتوافد عليه التجار من مختلف أنحاء المملكة لاقتنائها وإعادة بيعها في الأسواق الوطنية. وأشار أبو معروف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المنطقة تعرف تواجد أزيد من 100 صانع، يعملون طيلة السنة في صناعة هذه الآلات الموسيقية الشعبية باختلاف أنواعها وأحجامها، والتي ما تزال تحظى بإقبال كبير لدى المغاربة، لاسيما خلال ذكرى عاشوراء. وعن كيفية صناعتها، أوضح أن الصناع التقليديين يستقدمون المادة الأولية (نوع معين من التربة) من نواحي آسفي، ويعملون على تفتيته قبل وضعه في الماء ليختمر، ثم يتم تجفيفه ليشرع بعد ذلك في تطويعه عبر آلة للتدوير لصنع قوالب خاصة يتم تشكيلها حسب الأحجام المراد صنعها. وأشار إلى أن الصناع معتادون في الغالب على صنع قوالب الأنواع المتفق عليها من 'الطعاريج'، ثم بيعها لتجار يتكلفون بتجليدها وتزيينها بألوان ورسومات مختلفة، مضيفا أن هذا القطاع يشغل العديد من النساء والرجال والشباب، كل متخصص في جانب من جوانب الصنعة، بداية من ترطيب التربة ومرورا بتحضيرها وتصنيع القوالب، ووصولا إلى عملية التجليد والتزيين. من جانبه، أكد رشيد جياط، المكلف بالتعاونيات التابعة للمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالجديدة، أن قطاع الفخار يعتبر من أهم الحرف التقليدية بالمنطقة، حيث يساهم في تشغيل يد عاملة مهمة، وإحداث دينامية سوسيو-اقتصادية على الصعيد المحلي. وأشار إلى أن المديرية الإقليمية تعمل، رفقة باقي الشركاء، على مواكبة الصناع وتشجيعهم على إحداث هيئات مهنية وتعاونيات حرفية متخصصة في الفخار، بالإضافة إلى العمل على التكوين المستمر لهؤلاء الصناع وإطلاعهم على التقنيات الجديدة لتنويع المنتوج والحفاظ على استمراريته. وفي إطار تطوير القطاع، يضيف جياط، خصصت المديرية الإقليمية بدعم من عدد من شركائها غلافا ماليا يبلغ 10.5 مليون درهم، ساهمت فيه وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بما قيمته 3 ملايين درهم من أجل اقتناء أفرنة غازية لفائدة الفخارين بدل الأفرنة التقليدية، مشيرا إلى أنه تم تسليم دفعة أولى تضم 16 فرنا غازيا، فيما سيتم تسليم 9 أفران أخرى في إطار الدفعة الثانية. وعموما، ما تزال تشهد هذه الأداة الموسيقية إقبالا كبيرا من طرف الصغار والكبار على حد سواء، وتحظى بمكانة متميزة في مختلف الاحتفالات والمناسبات المغربية. كما تظل صناعة الطعريجة جزء مهما من الموروث الثقافي المغربي، الذي يحرص الصناع التقليديون على تطويره والحفاظ عليه وتناقله جيلا عن جيل.