
هل أخطأ الوزير؟ قراءة موضوعية في تصريحات النزاهة الأكاديمية
هل أخطأ الوزير؟ قراءة موضوعية في تصريحات #النزاهة_الأكاديمية
د. بلال شنيكات الشارقة
تابع المجتمع الأكاديمي في الأردن وخارجه باهتمام بالغ التصريحات الأخيرة المنسوبة إلى معالي وزير التعليم العالي حول مؤشر النزاهة الأكاديمية في الجامعات الأردنية، وهو مؤشر طوره أحد الأساتذة في الجامعة الأمريكية في بيروت. أثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً، بين من رأى فيها شجاعة في الطرح، وبين من اعتبرها غير مناسبة من حيث الوسيلة والتوقيت.
أولًا: ما قاله الوزير يعكس واقعاً لا يمكن إنكاره، وهو واقع يتحدث عنه كثير من الأكاديميين في جلساتهم الخاصة، لكن نادراً ما يُطرح بشكل علني. الإشكالية لم تكن في المضمون بقدر ما كانت في الأسلوب؛ إذ كان من الأفضل، وربما الأجدى، طرح الموضوع في اجتماع مغلق مع رؤساء الجامعات الأردنية، وفتح حوار وطني حول جودة البحث العلمي ومخاطر تراجع النزاهة.
ثانيًا: من المؤسف أن البعض انبرى لمهاجمة الوزير شخصياً والتشكيك في صدقية ما قاله، بدل التوقف عند جوهر القضية. كثير من هذه الانتقادات جاءت من خارج الوسط الأكاديمي، أو من أكاديميين لا يتابعون بعمق النقاشات العالمية الجارية بشأن النزاهة البحثية، ولا يدركون كيف تتعامل الجامعات الغربية بصرامة مع أي إخلال بمعايير البحث العلمي.
ثالثًا: مؤشر مخاطر نزاهة البحث الذي أشار إليه الوزير ليس مؤشراً عشوائياً، بل يقوم على معيارين رئيسيين:
مخاطر السحب (Retraction Risk): ويقيس مدى احتواء الإنتاج البحثي للمؤسسة على مقالات تم سحبها لأسباب أخلاقية أو علمية جسيمة، ويُحسب بعدد المقالات المسحوبة لكل 1000 مقالة منشورة خلال العامين الأخيرين. مخاطر النشر في مجلات محذوفة (Delisted Journal Risk): ويقيس نسبة الأبحاث المنشورة في مجلات تم حذفها من قواعد بيانات Scopus أو Web of Science بسبب خروقات في آليات النشر أو المراجعة.
هذه المعايير تعتمدها جهات دولية مرموقة، وحذف المجلات من قواعد البيانات لا يتم اعتباطاً، بل بناءً على رصد خوارزمي وشكاوى رسمية، وأداء ضعيف في مؤشرات مثل معدلات الاقتباس أو الزيادة المفاجئة في عدد المقالات. وبالتالي، من الظلم وصف هذا المؤشر بعدم المصداقية دون الاطلاع الدقيق على آلياته.
رابعًا: من أبرز مسببات تراجع النزاهة في البحث العلمي في بعض المؤسسات الأكاديمية الأردنية هو الانشغال المحموم بتحقيق مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية، وخصوصًا QS وتصنيف Times، واللذَين يركزان بدرجة كبيرة على الكمّ لا النوع. هذا ما دفع جامعات أوروبية عريقة مثل أوتريخت (هولندا) وزيورخ (سويسرا) إلى الانسحاب من تلك التصنيفات. ونتيجة لذلك التسابق الكبير لتسجيل مراكز متقدمة في التصنيفات، تطلب الجامعات من عضو هيئة التدريس أن ينشر أكبر عدد ممكن من الأبحاث في ظل عبء تدريسي وإداري كبير، مما قد يفتح الباب أمام ممارسات غير أخلاقية.
خامسًا: النزاهة البحثية ليست أزمة أردنية فحسب، بل قضية عالمية. وهناك حالات شهيرة لأكاديميين في جامعات مرموقة في الولايات المتحدة وأوروبا فقدوا وظائفهم بعد انكشاف تلاعبهم أو إخلالهم بالمعايير الأخلاقية في البحث العلمي.
خلاصة القول: التصريحات الأخيرة يجب أن تكون دافعاً نحو مراجعة السياسات البحثية، وتعزيز ثقافة النزاهة، وربط البحث العلمي بقيم الجودة والأصالة، لا بالكمّ والمنافسة الشكلية. النقاش الصادق هو السبيل الوحيد لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي، وهو ما نحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
أولمرت: المستوطنون يرتكبون جرائم حرب والجيش يقتل الفلسطينيين يوميا
#سواليف اعترف رئيس #حكومة #الاحتلال الإسرائيلي السابق 'إيهود أولمرت'، بأن الجيش يقتل #الفلسطينيين يوميا و #جرائم #المستوطنين في الضفة مدعومة من #الحكومة . وقال أولمرت في مقابلة مع /القناة 13/ العبرية: 'الجنود يقتلون الفلسطينيين يوميًا في الضفة ويرتكب فتيان التلال (مجموعات من المستوطنين) #جرائم_حرب'. وأضاف: 'هؤلاء ليسوا أقلية، هذا ادعاءٌ كاذب. لديهم دعم، وإلا لما فعلوا هذا'. وتصعد قوات الاحتلال والمستوطنون من اعتداءاتهم واقتحاماتها لمدن الضفة الغربية منذ انطلاق معركة 'طوفان الأقصى' في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، بالتزامن مع عدوان واسع ومدمر على قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال.


سواليف احمد الزعبي
منذ 5 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
هجوم مركّب للمقاومة الفلسطينية على دبابتين إسرائيليتين في قطاع غزة / شاهد
#سواليف نشرت وسائل إعلام عبرية مساء اليوم السبت مقطع فيديو يوثق هجوما مركّبا للمقاومة الفلسطينية على #دبابتين #إسرائيليتين خلال نشاط للجيش شمال قطاع #غزة. وأظهر مقطع الفيديو المنشور خروج #مقاوم من بين #أنقاض_مبنى، وألقى #عبوة_ناسفة على دبابة وفرّ دون وقوع إصابات. وأوضحت مصادر عبرية أن 'العملية حدثت ، خلال نشاط للجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة، حيث تمكن مقاوم من الخروج من أنقاض مبنى وألقى عبوة ناسفة على دبابة #ميركافا تابعة للواء 401'. وأشارت إلى أن 'طاقم الدبابة كان داخلها مع إغلاق الفتحات، وانفجرت العبوة خارج الدبابة، وقبل ذلك، تم إطلاق قذيفة أر بي جي باتجاه دبابة ثانية. في الأيام الأخيرة، يلاحظ الجيش الإسرائيلي تزايدا في جرأة المقاومة، وتشير بعض التقديرات أن حماس تسعى لتحقيق مكاسب ميدانية قبيل احتمال وقف إطلاق النار. وأكدت وسائل إعلام عبرية أن هذا التوثيق مقلق ويشير إلى اتجاه بدأ قبل أسبوعين، حيث أصبحت المقاومة أكثر نشاطا. وأفاد الإعلام العبري مساء السبت، بورود تقارير عن حدث أمني صعب جديد في خان يونس في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، تم على إثرها عمليات إجلاء جوي لمصابين في صفوف الجيش الإسرائيلي بواسطة طائرات مروحية. وقالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' إن '5 جنود في الجيش الإسرائيلي أصيبوا يوم السبت في ثلاثة حوادث مختلفة في قطاع غزة. هذا وأعلن الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية مقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين بعضهم بحالة حرجة في اشتباكات شمالي غزة.


سواليف احمد الزعبي
منذ 5 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
'القسام' تعلن قنص جندي 'إسرائيلي'
#سواليف قالت كتائب 'القسام' الجناح العسكري لحركة ' #حماس ' إنها تمكنت من ' #قنص #جندي #صهيوني وإصابته إصابة قاتلة' في منطقة #عبسان الكبيرة شرق مدينة #خان_يونس جنوبي قطاع #غزة. وكانت 'القسام' قد أعلنت في وقت سابق من اليوم تدمير جرافتين عسكريتين من نوع D9 في مدينة غزة، قبل 10 أيام. بدورها قالت 'سرايا القدس' الجناح العسكري لحركة 'الجهاد الإسلامي'، إنها دمرت آلية عسكرية تابعة للاحتلال بعبوة مزروعة مسبقا على طريق 'كيسوفيم'، شمال شرق خان يونس، جنوبي قطاع غزة قبل 4 أيام. ودأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال. كما دأبت على نصب كمائن محكمة ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى. وتستمر فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في مناطق عديدة من قطاع غزة بعد استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، عقب توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة. وتواصل قوات الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.