logo
أزمة جوع غير مسبوقة تضرب غزة.. ومحاولات الحصول على الطعام تنتهي بالموت

أزمة جوع غير مسبوقة تضرب غزة.. ومحاولات الحصول على الطعام تنتهي بالموت

الدستورمنذ 12 ساعات
سلطت صحيفة "فاينانشال تايمز"، اليوم السبت، الضوء على أزمة الجوع غير المسبوقة التي تضرب قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأهالي، حتى من يملكون المال، باتوا عاجزين عن العثور على طعام يسد رمقهم، في مشهد قالت إنه "لا يفرق بين غني وفقير، بعدما أصبح لا يوجد ما يشترى أصلًا".
وتحت عنوان "لا يوجد ما يُشترى".. انزلاق غزة نحو مجاعة جماعية، نقلت الصحيفة في تقرير موسع أن المواطن الغزي مصطفى أصبح يخرج يوميًا من منزله، محفظته ممتلئة وبطنه خاوية، "يطارد رائحة الدقيق كرجال المباحث"، على أمل أن يعثر على شيء يُطعم به أسرته.
وفي مدينة باتت أشبه بالأنقاض، ظل مصطفى يمشي ساعات طويلة يوميًا خلف الشائعات، بحثًا عن طحين أو عدس أو أي شيء يؤكل، لكنه لعدة أيام متتالية عاد خالي الوفاض.
العدس بـ100 دولار.. وأول وجبة منذ أسبوع
وأشارت الصحيفة إلى أن مصطفى اضطر بعد أربعة أيام من الفشل المتكرر، إلى تتبع بائع في السوق السوداء داخل أحد الأزقة، حيث دفع 100 دولار مقابل كيلوجرام من العدس، في صفقة وصفتها بأنها "أول وجبة منذ أسبوع لعائلة من 15 فردًا: ستة أطفال وتسعة بالغين، تقاسموا بضع ملاعق عدس في ماء مالح دافئ، طُهي على الحطب".
وأضافت الصحيفة أن قصة مصطفى تمثل نموذجًا مأساويًا لانحدار غزة نحو مجاعة جماعية، حيث أصبح الناس "يلعقون السكر" ويشربون الماء بالملح لتسكين الجوع، بينما تفقد الأمهات القدرة على إرضاع أطفالهن.
ولفتت إلى أن "مصطفى"، الذي كان طويل القامة وعريض المنكبين، فقد 40 كيلوجرامًا من وزنه، ويشعر بالحرج حتى من إرسال صورة له، قائلًا: "إذا لم نمت في قصف إسرائيلي، سنموت جوعًا.. وإذا حدث ذلك، رجاءً سامحونا."
الجوع لا يستثني أحدًا
كررت "فاينانشال تايمز" أن معاناة مصطفى لم تعد حالة فردية، بل تحولت إلى واقع يومي لمئات الآلاف في غزة. وقالت:"حتى من كانوا قبل أشهر ينتمون إلى الطبقة المتوسطة من محامين وأطباء وأساتذة جامعات باتوا يلاحقون الشائعات حول أكياس دقيق أو بقايا عدس في أحياء مدمرة".
وتابعت الصحيفة أن هؤلاء "أنفقوا مدخراتهم وسحبوا تحويلات من الخارج"، لكن الجوع كان أسرع من المال، والطعام أصبح نادرًا إلى حد أنه لم يعد يُشترى حتى بأغلى الأثمان.
ونقلت شهادة صادمة عن المواطن يوسف أحمد عابد (36 عامًا) حيث قال:"أنفقت 25 ألف دولار فقط لأُبقي أسرتي على قيد الحياة، لكن الآن حتى المال لم يعد ينفع. لا يوجد شيء للشراء أصلًا".
ولفت "عابد" إلى أنه تحمل عمولات ضخمة للصرافين، ودفع كل ما يطلبه التجار، فقط حتى "لا يصل الأمر إلى أن يبكي ابني من أجل الخبز".
وذكرت الصحيفة أن أسعار المواد الأساسية باتت خيالية؛ فكيلو السكر قد يصل إلى 100 دولار، ما يدفع البعض لشراء حفنة صغيرة منه فقط "ليلحسها الأطفال"، في مشهد يلخص شدة الأزمة.
أطفال يسألون عن الطحين
وقالت أسماء طافش، وهي موظفة سابقة في الأمم المتحدة كانت تتقاضى 1200 دولار شهريًا، إنها اضطرت إلى بيع مجوهراتها للبقاء على قيد الحياة، بعد أن أصبحت العمولة على تحويل راتبها من الخارج تُفقدها الجزء الأكبر منه.
وأضافت:"كان بإمكاني استئجار سيارة والخروج مع أولادي وتناول الطعام في المطاعم.. اليوم لا نفكر إلا في الطعام". وأردفت: إن ابنها الأصغر يسألها يوميًا: "يا أمي، هل دخل أي دقيق إلى غزة؟".
وأفادت الصحيفة بأن معظم المساعدات التي يُسمح بدخولها تبقى عالقة على الحدود، بسبب استمرار القتال، وخطورة الطرق، وانتشار الفوضى، وأحيانًا بسبب هجمات إسرائيلية على المتجمعين.
ونقلت عن مسؤولين محليين أن أكثر من 1000 شخص استشهدوا خلال الأشهر الماضية أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، لافتة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترف بإطلاق النار في عدة مناسبات، مدعيًا أن المتجمعين اقتربوا "بشكل تهديدي" من الجنود.
وقالت "فاينانشال تايمز" إن سياسات دولة الاحتلال، بما في ذلك الحصار الكامل ومنع دخول الغذاء منذ مارس، دفعت سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة إلى حافة المجاعة.
وأشارت إلى أن دولة الاحتلال تفضل دعم "مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل، التي تدير أربعة مواقع توزيع معسكرة، في نموذج وصفته الأمم المتحدة بأنه "محاولة لتسليح المساعدات".
وأضافت أن دولة الاحتلال تبرر القيود بحجة منع حماس من الاستيلاء على الإمدادات، رغم تأكيد المسؤولين الدوليين مرارًا أنه لا يوجد دليل على وجود تحويل منظم للمساعدات.
عمولات قاتلة
وأكدت الصحيفة أن البنوك وأجهزة الصراف الآلي توقفت عن العمل منذ شهور، ما أدى إلى نقص حاد في العملة الصعبة، واضطرار السكان إلى دفع عمولات تصل إلى 45% عند صرف الحوالات الخارجية، وسط انتشار السوق السوداء.
واختتمت فاينانشال تايمز تقريرها برصد كيف أن العائلات باتت تتخطى وجبات الطعام بالكامل. بدأ الأمر بأن يتنازل الرجال عن وجباتهم، ثم الأمهات، حتى بدأ الأطفال أيضًا يعانون من الجوع الحاد.
وقال "مصطفى" إن الأيام الأخيرة كانت الأصعب على الإطلاق، حيث لا يجد وأخوه طعامًا، فيعطون أطفالهم ملعقة من الملح مع كوب ماء.
وختم بكلمات تلخص المأساة:"كنت طويل القامة وعريض المنكبين، وكان أصدقائي يمزحون بأني أستحق أن أكون ممثلًا. الآن لا أستطيع إرسال صورة لنفسي. أعتذر عن الحالة التي أوصلتنا إليها إسرائيل."
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كمبوديا تغلق 488 مدرسة وسط احتدام القتال مع تايلاند
كمبوديا تغلق 488 مدرسة وسط احتدام القتال مع تايلاند

المشهد العربي

timeمنذ 31 دقائق

  • المشهد العربي

كمبوديا تغلق 488 مدرسة وسط احتدام القتال مع تايلاند

أعلنت السلطات الكمبودية اليوم السبت، عن إغلاق 488 مدرسة مؤقتاً في 5 مقاطعات حدودية (أودار مينتشاي، برياه فيهيار، باتامبانج، بانتياي مينتشاي، وسيام ريب)؛ بسبب تصاعد الاشتباكات المسلحة مع تايلاند على طول الحدود المشتركة بين البلدين، في أعقاب يومين من الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وإصابة أكثر من 130 آخرين، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف من السكان من الجانبين. ووفقاً لوزارة التعليم والشباب الكمبودية، تم إجلاء الطلاب والمعلمين من المناطق المتضررة لضمان سلامتهم، حيث شهدت المقاطعات الحدودية قصفاً مدفعياً وهجمات بصواريخ BM-21، إلى جانب غارات جوية تايلاندية بطائرات إف-16 استهدفت مواقع عسكرية كمبودية. وقد أثارت هذه الأحداث قلقاً دولياً واسعاً، حيث دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والصين ودول رابطة آسيان إلى وقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين. ويعود الصراع بين كمبوديا وتايلاند إلى نزاع حدودي يمتد لأكثر من قرن حول مناطق متداخلة على طول الحدود الممتدة لـ 508 أميال (817 كيلومتراً)، خاصة حول معابد تاريخية مثل برياه فيهيار وتا موين ثوم، وتصاعدت التوترات في عام 2008 عندما سجلت كمبوديا معبد برياه فيهيار كموقع تراث عالمي لليونسكو، مما أثار احتجاجات تايلاندية حادة. وفي عام 2011، أدت الاشتباكات إلى مقتل حوالى 20 شخصاً وتشريد الآلاف، وأكدت محكمة العدل الدولية في 2013 حكماً لصالح كمبوديا بشأن معبد برياه فيهيار، لكن تايلاند رفضت اختصاص المحكمة في نزاعات أخرى، وتفاقمت الأزمة الحالية في مايو 2025 بعد مقتل جندي كمبودي في اشتباك حدودي، تلته إصابة جنديين تايلانديين بانفجار ألغام أرضية، مما دفع تايلاند إلى اتهام كمبوديا بزرع الألغام، وهو ما نفته الأخيرة. وتصاعدت الاشتباكات يوم الخميس الماضي، مع تبادل إطلاق نار وصواريخ، ونشر تايلاند لطائرات مقاتلة؛ مما أدى إلى تدمير أهداف عسكرية كمبودية، وأفادت تقارير بأن معبد برياه فيهيار، وهو موقع تراث عالمي، تعرض لأضرار جسيمة، مما دفع كمبوديا إلى اتهام تايلاند بانتهاك القانون الدولي. وأدت الأزمة إلى نزوح جماعي، حيث أجلت تايلاند حوالى 138,000 شخص من أربع مقاطعات، بينما أجلت كمبوديا أكثر من 4,000 عائلة من مقاطعة أودار مينتشاي وحدها. وطالب رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعقد اجتماع عاجل، واصفاً تصرفات تايلاند بـ«العدوان العسكري غير المبرر»، بينما أكد رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة فومثام ويتشاياتشاي أن بلاده تدافع عن سيادتها وستواصل الرد على «الاستفزازات». ودعت منظمة يونيسف جميع الأطراف إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس»، مشيرة إلى تأثير الصراع على الأطفال، بما في ذلك إغلاق المدارس ومقتل مدنيين، من بينهم أطفال. كما أصدرت دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا تحذيرات سفر لمواطنيها، داعية إلى تجنب المناطق الحدودية.

مسئولون إسرائيليون: لا دليل على قيام الفصائل الفلسطينية بسرقة مساعدات الأمم المتحدة
مسئولون إسرائيليون: لا دليل على قيام الفصائل الفلسطينية بسرقة مساعدات الأمم المتحدة

أهل مصر

timeمنذ 3 ساعات

  • أهل مصر

مسئولون إسرائيليون: لا دليل على قيام الفصائل الفلسطينية بسرقة مساعدات الأمم المتحدة

صرح مسؤولون عسكريون إسرائيليون كبار لصحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت بأنه لا يوجد دليل على أن الفصائل الفلسطينية تسرق المساعدات بشكل منهجي من الأمم المتحدة، التي قدمت معظم المساعدات لغزة خلال أغلب فترات الحرب. يأتي ذلك رغم تأكيد الاحتلال الإسرائيلي مرارا أن حركة حماس تستغل المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة، خاصة تلك التي تقدم عبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لتبرير فرض قيود على دخول الغذاء والمعدات إلى القطاع. وقال المسؤولون للصحيفة الأمريكية إن آلية توزيع المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة في غزة "موثوقة نسبيًا وأقل عرضة لتدخل الفصائل الفلسطينية"، والسبب الرئيسي لذلك أن الأمم المتحدة تدير بنفسها سلسلة التوريد والتوزيع على الأرض. ووفقًا لهم، فإن الفصائل الفلسطينية ربما استولت على مساعدات من منظمات أصغر لم تكن لها وجود فعلي على الأرض، لكن "لا يوجد دليل على سرقات منتظمة من الأمم المتحدة". كما خلص تحليل داخلي أجرته الحكومة الأمريكية إلى النتيجة نفسها. ووفقا لتقرير أصدرته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أمس، لم يتوفر أي دليل على أن الفصائل الفلسطينية قامت بسرقة المساعدات الإنسانية الممولة من الحكومة الأمريكية بشكل ممنهج. وفي ظل أزمة الجوع المتفاقمة في غزة وتزايد انتقادات المجتمع الدولي، قرر الاحتلال الإسرائيلي في مايو استبدال آلية المساعدات الأممية بصندوق المساعدات الإنسانية العالمي (GHF)، الذي يترأسه ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. ويعمل الصندوق في المناطق التي تسيطر عليها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمساعدة متعاقدين مسلحين، إلا أن عدد نقاط التوزيع أقل بكثير من تلك التي كانت تديرها الأمم المتحدة. ومنذ بدء عمل الصندوق، تم تسجيل حوادث إطلاق نار شبه يومية قرب مواقع توزيع المساعدات. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قتل نحو 1100 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، بعضهم برصاص جنود الاحتلال. وقد ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن إطلاق النار في بعض الحالات جاء بعد اقتراب الحشود بشكل كبير أو تعريضها القوات للخطر. وفي سياق متصل، قال أنتوني أجيلار، وهو متعاقد أمني أمريكي عمل لدى مؤسسة GHF في مايو ويونيو 2025، لبي بي سي، إنه "شهد، بلا شك، جرائم حرب" ارتكبتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومتعاقدون من المؤسسة الأمريكية. وبحسب روايته، أطلقوا الذخيرة الحية، واستخدموا المدفعية وقذائف الهاون ونيران الدبابات ضد المدنيين في مواقع توزيع المساعدات الغذائية. وأضاف في تصريحاته للشبكة البريطانية: "طوال مسيرتي المهنية، لم أر مثل هذا المستوى من الوحشية والاستخدام العشوائي وغير الضروري للقوة ضد المدنيين، كما رأيته في غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمتعاقدين الأمريكيين".

الداخلية تضبط 5 قضايا اتجار بالمخدرات في دمياط وأسوان
الداخلية تضبط 5 قضايا اتجار بالمخدرات في دمياط وأسوان

الطريق

timeمنذ 4 ساعات

  • الطريق

الداخلية تضبط 5 قضايا اتجار بالمخدرات في دمياط وأسوان

السبت، 26 يوليو 2025 12:40 مـ بتوقيت القاهرة وجه قطاع الأمن العام بمُشاركة الأجهزة الأمنية بمديريتى أمن (دمياط - أسوان) حملات أمنية بعدد من دوائر أقسام ومراكز الشرطة، حيث أسفرت جهودها عن تحقيق النتائج الإيجابية التالية: مديرية أمن دمياط ضبط 5 قضايا جلب مواد مخدرة ضُبط خلالهم أكثر من 7 كيلو جرام لمخدر الحشيش 12 كيلو جرام لمخدر البانجو أكثر من 13 كيلو جرام لمخدر الهيدرو كمية لمخدر الهيروين، وضبط 2 قطعة سلاح نارى "بدون ترخيص" 2 فرد خرطوش بحوزة 6 متهمين "لـ 5 منهم معلومات جنائية". مديرية أمن أسوان ضبط 2 قضية جلب مواد مخدرة ضُبط خلالهما قرابة 7 كيلو جرام لمخدر الحشيش، وضبط 2 قطعة سلاح نارى "بدون ترخيص" (بندقية آلية – فرد خرطوش) بحوزة (3 متهمين"لـ 2 منهم معلومات جنائية"). تنفيذ 818 حكم قضائى متنوع، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية، وجارى إستمرار الحملات الأمنية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store