
تقرير إسرائيلي جديد يتهم حماس باستخدام العنف الجنسي كسلاح في هجمات 7 أكتوبر
ويضم مشروع "داينا" خمس خبيرات في القانون وقضايا النوع الاجتماعي اجتمعن بعد الهجوم لتأسيس ما يصفنه بأنه "المرجع الأساسي لتحقيق العدالة لضحايا العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات". وأعد التقرير ثلاث من مؤسِّسات المشروع، هن: البروفسورة روث هالبرين-كاداري، العقيدة في الاحتياط شارون زاغاغي-بينياس، والقاضية المتقاعدة نفا بن-أور، تحت عنوان: "سعي نحو العدالة: 7 تشرين الأول وما بعده".
العنف الجنسي كسلاح ممنهج في النزاع
التقرير الذي وصف العنف الجنسي بأنه لم يعد مجرد "نتيجة عرضية للحرب"، بل سلاح يُستخدم عمدًا لنزع إنسانية الضحايا وبث الرعب والتفكك المجتمعي، أشار إلى توثيق مثل هذه الانتهاكات في عدة مواقع شملت مهرجان نوفا الموسيقي، طريق 232، قاعدة نحال عوز العسكرية، كيبوتس كفار عزة، كيبوتس نير عوز وكيبوتس راعيم. ووصف التقرير هذه الاعتداءات بأنها كانت تهدف إلى "إزالة الطابع الإنساني عن المجتمع الإسرائيلي برمته".
وشددت معدّات التقرير على أن التحدي لا يكمن فقط في إثبات وقوع هذه الجرائم بل في جمع الأدلة، إذ إن غالبية الضحايا قُتلوا، والناجون أو الأسرى المحررون قد يكونون عاجزين نفسيًا عن الإدلاء بشهاداتهم، كما أن الأدلة الجنائية يصعب توثيقها في مواقع لا تزال مناطق حرب.
إطاران جديدان للأدلة والمساءلة
يقترح التقرير إطارين للتعامل مع هذه الجرائم: الأول "إثباتي"، ينظم جميع المعطيات المتاحة بحسب موثوقيتها ومصدرها، من شهادات مباشرة وغير مباشرة إلى روايات المسعفين والأدلة البصرية. والثاني "قانوني"، يطرح نموذجًا خاصًا بالأدلة في جرائم العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، ويأخذ في الحسبان خصوصية هذه الجرائم من حيث صعوبة توثيقها بوسائل الإثبات التقليدية.
ويشدد التقرير على أن "نمطية الانتهاكات" هي ما يثبت المنهجية المتعمدة، داعيًا إلى اعتماد روايات شهود العيان والمعلومات الظرفية كأدلة مقبولة، وتوسيع المسؤولية الجنائية لتشمل كل من شارك في تسهيل هذه الجرائم، حتى من دون ارتباط مباشر بالفعل نفسه.
شهادات الأسرى المحررين وتوسيع دائرة الأدلة
اعتمد التقرير على شهادات 15 شخصًا، بينهم أسرى محررون وصفوا انتهاكات تشمل الاغتصاب، محاولات اغتصاب، الاعتداء الجنسي، التعري القسري، الإذلال اللفظي والجنسي، والتهديد بالزواج القسري. وأشار إلى أن معظم الضحايا قُتلوا، فيما يعاني الناجون من آثار نفسية عميقة تعيق الشهادة. وذكر أن أسيرين من الذكور أبلغا عن أشكال خاصة من الإذلال الجنسي، منها التعري القسري.
ودعا التقرير إلى اعتماد هذه الجرائم ضمن إطار "جرائم ضد الإنسانية"، ومحاسبة الجناة، وتحقيق إدانة دولية واسعة لاستخدام العنف الجنسي كسلاح حرب.
ورغم الإقرار بحجم الدمار الذي ألحقته إسرائيل بقطاع غزة، أكّد معدو التقرير أن هدفهم هو إيصال "رسالة واضحة ومستقلة مفادها أن العنف الجنسي خلال النزاعات لا يمكن أن يُقبَل أو يُبرَّر أو يُفهَم وفق السياق".
يشدد التقرير على ضرورة الاعتراف بالعنف الجنسي المرتبط بالنزاعات كفئة قانونية مستقلة تستوجب مقاربة إثباتية مختلفة، مع توسيع مصادر الأدلة المقبولة لتشمل الروايات الشخصية، شهادات المسعفين والعاملين في الطب الشرعي، وحتى الوسائط الإعلامية المفتوحة. كما يشير إلى أن النماذج السابقة، سواء الصادرة عن جهات أممية أو منظمات دولية غير رسمية، عانت من قصور في استيعاب طبيعة هذه الجرائم، بينما يقدّم هذا التقرير نموذجًا شاملًا ومتكاملًا لمحاكمة هذه الانتهاكات.
بعثة أممية زارت إسرائيل والضفة الغربية
وفي وقت سابق، وبناء على دعوة من الحكومة الإسرائيلية، قامت المستشارة المعنية بالعنف الجنسي في الأمم المتحدة براميلا باتن بزيارة رسمية إلى إسرائيل مدعومة من فريق من الخبراء التقنيين من 29 كانون الثاني حتى 14 شباط، "لجمع وتحليل والتحقق من ادعاءات بوقوع عنف جنسي مرتبط بالصراع أثناء الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وما بعدها".
وزار الفريق أيضًا رام الله في الضفة الغربية المحتلة للتواصل مع السلطة الفلسطينية والمحتجزين المُفرج عنهم والمجتمع المدني وأطراف معنية أخرى. وبالنظر إلى الأعمال العدائية الجارية، لم يطلب الفريق زيارة قطاع غزة الذي تعمل فيه جهات أممية أخرى، بما فيها تلك التي ترصد وتعالج العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس.
وقال بيان صحفي صادر عن مكتب باتن في حينها إن "في سياق الهجمات المنسقة من حماس وغيرها من جماعات مسلحة ضد أهداف مدنية وعسكرية بأنحاء غلاف غزة، وجد فريق البعثة أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن عنفًا جنسيًا مرتبطًا بالصراع وقع في عدة مواقع أثناء هجمات 7 تشرين الأول، بما فيها اغتصاب واغتصاب جماعي في 3 مواقع على الأقل: موقع مهرجان نوفا الموسيقي والمنطقة المحيطة به، طريق 232، وكيبوتس رئيم".
وذكر البيان أن الضحايا، في معظم هذه الحوادث، الذين تعرضوا أولًا للاغتصاب، قُتلوا بعد ذلك، وأن حادثتين على الأقل تتعلقان باغتصاب جثث نساء. وأضاف أن الفريق وجد أيضًا نمطًا بين الضحايا – ومعظمهم من النساء اللاتي عُثر عليهن عاريات بشكل كامل أو جزئي – أُطلق عليهن الرصاص في مواقع متعددة. وعلى الرغم من ظرفية النمط، كما قال البيان، إلا أنه قد يكون مؤشرًا على نوع من العنف الجنسي، بما فيه التعذيب الجنسي والمعاملة القاسية وغير الإنسانية والمهينة.
حماس تنفي وتستنكر
وقد سبق لحركة حماس أن أعلنت في 5 آذار/مارس 2024، رفضها تقرير الأمم المتحدة حول حدوث "اغتصاب وعنف جنسي" في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، مستنكرة بشدة التقرير الذي أصدرته المسؤولة الأممية براميلا باتن، بخصوص الادعاءات بارتكاب المسلحين الفلسطينيين حوادث اغتصاب وعنف جنسي، واعتبرت أن "هذه الادعاءات جاءت بعد محاولات إسرائيلية فاشلة لإثبات ذلك الاتهام الباطل الذي ثبت أنه لا أساس له من الصحة".
ورأت الحركة أن التقرير جاء لـ"التستر على تقرير مقرري الأمم المتحدة بشأن وجود أدلة قاطعة على انتهاكات مروّعة لحقوق الإنسان ضد النساء والفتيات الفلسطينيات على يد القوات الإسرائيلية"، مشددة على أن "التقرير الأممي لم يوثّق أي شهادة ممن تسميهم ضحايا هذه القضايا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 44 دقائق
- فرانس 24
الاتحاد الأوروبي يتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لاستئناف تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة
أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، الخميس التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يهدف إلى دخول المزيد من شاحنات الأغذية إلى غزة وفتح نقاط عبور إضافية. في هذا الصدد، قالت كايا كالاس عبر إكس: "توصلنا اليوم إلى اتفاق مع إسرائيل لتوسيع نطاق الوصول الإنساني إلى غزة". وأضافت: "هذا الاتفاق يعني فتح المزيد من المعابر، ودخول المزيد من شاحنات المساعدات والمواد الغذائية إلى غزة، وإصلاح بنى تحتية حيوية، وحماية عمال الإغاثة. نعوّل على أن تنفذ إسرائيل كل الإجراءات التي تم الاتفاق عليها". يذكر أن سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني نسمة يواجهون ظروفا إنسانية صعبة بسبب تقييد إسرائيل المساعدات بشكل كبير خلال حربها المدمرة مع حماس. وصرحت كالاس في بيان إن التدابير التي وافقت عليها إسرائيل: "يتم أو سيتم تنفيذها في الأيام المقبلة، مع تفاهم مشترك بأن المساعدات على نطاق واسع يجب أن تصل مباشرة إلى السكان". كما أشارت إلى أن الخطوات تشمل "زيادة كبيرة في عدد الشاحنات اليومية المحملة بالأغذية والمواد غير الغذائية" التي تدخل غزة، وفتح نقاط عبور أخرى في كل من المناطق الشمالية والجنوبية من القطاع، وإعادة فتح ممرات نقل المساعدات من الأردن ومصر. وجاء في البيان أن " الاتحاد الأوروبي على استعداد للتنسيق مع جميع أصحاب المصلحة الإنسانيين ذوي الصلة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على الأرض، لضمان التنفيذ السريع لهذه الخطوات العاجلة". ويأتي هذا الاتفاق فيما تستمر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس حول تفاصيل اتفاق ل وقف إطلاق النار تدعمه الولايات المتحدة. وكان الاتحاد الأوروبي يدرس اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بعدما خلص إلى أنها تنتهك اتفاق التعاون الثنائي بسبب سلوكها في غزة. إلا أن الاتحاد الذي يضم 27 دولة يواجه صعوبة في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها بسبب انقسامه بين مؤيدين لإسرائيل ودول تدعم الفلسطينيين. ويذكر أن الحرب في غزة اندلعت بعدما شنت حركة حماس هجوما على مناطق في جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين. وفي نطاق ردها على الهجوم، أطلقت إسرائيل حملة عسكرية مدمرة في غزة أسفرت عن مقتل 57680 فلسطينيا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبر الأمم المتحدة معطياتها موثوقة.


فرانس 24
منذ 6 ساعات
- فرانس 24
بالخريطة، ما هي خطة إسرائيل لغزة؟ وأين تتعثر المفاوضات؟
05:32 08/07/2025 محادثات ترامب -نتنياهو: اتفاق على التهدئة في غزة وزيادة الضغط على ايران الشرق الأوسط 23/06/2025 الحرب الإسرائيلية الإيرانية: ما الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا؟ تحليل الشرق الأوسط 21/06/2025 كيف السيبل إلى فوردو؟ كوماندوز إسرائيلي أم ضربة أمريكية للنيل من أيقونة إيران النووية؟ أهم الأخبار الشرق الأوسط 01/06/2025 تفاصيل استهداف فلسطينيين عند مركز لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية الشرق الأوسط 01/06/2025 اليخت "مادلين" يبحر نحو غزة في محاول جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع الشرق الأوسط 01/06/2025 حماس ترد على مقترح ويتكوف والأخير يعتبره "غير مقبول على الإطلاق" الشرق الأوسط 29/05/2025 لماذا سربت واشنطن مخطط الضربة الإسرائيلية على إيران مرتين؟ الشرق الأوسط 26/05/2025 دليل ميشلان يمنح مطعما هنديا ومطعما آخر في دبي ثلاث نجوم في سابقة عالمية الشرق الأوسط


فرانس 24
منذ 8 ساعات
- فرانس 24
أستراليا: تصاعد معاداة السامية بنسبة 300% خلال عام وشعور متزايد بانعدام الأمان لدى اليهود
قالت المبعوثة الخاصة للحكومة الأسترالية المعنية بمعاداة السامية جليليان سيغال الخميس إن اليهود الأستراليين يشعرون بـ"انعدام أمان حقيقي" بعدما تزايدت ضدهم التهديدات وأعمال التخريب والعنف منذ اندلعت الحرب في غزة. ومنذ تعيينها قبل عام، أصدرت سيغال سلسلة توصيات لمكافحة معاداة السامية ونددت بتصاعد العنف ضد يهود أستراليا. ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأشعل فتيل الحرب في قطاع غزة، سُجلت زيادة "مقلقة للغاية" في معاداة السامية، وفق سيغال. وقالت المسؤولة خلال مؤتمر صحافي أن عدد هذه الحوادث زاد بنسبة 300% خلال عام واحد. وأشارت "لقد شهدنا إحراق سيارات، وإحراق معابد يهودية، ويهودا يتعرضون لمضايقات وهجمات. هذا أمر غير مقبول على الإطلاق". وإذ فصّلت بعضا من هذه الهجمات، قالت "هذه ليست حوادث معزولة، بل هي جزء من نمط أوسع من الترهيب والعنف يُشعِر اليهود الأستراليين بعدم الأمان". وحذّرت من أن "هذا الأمر ينبغي أن يشكل مصدر قلق لجميع الأستراليين، لأن سلامة المجتمع وكرامته تعنينا جميعا".