
اكتساب السلاح النووي واجب على الأمة الإسلامية
وهذا المريض نفسيا وعقليا هو الذي زعم أن الأخلاق اختلقها الضعفاء لحماية أنفسهم من تسلط الأقوياء، فالأخلاق الإنسانية هي مظهر من مظاهر ضعف الإنسان، وعليه فالإنسان القوي هو من يدوس على الأخلاق والقيم وعلى حامليها من البشر، وبهذا يتعاون مع نظرية دارون التي تعلي الجوانب البهيمية الحيوانية في الإنسان، فما الإنسان إلا حيوان متطور، وعالم الإنسان هو عالم الصراع الدائم، والغلبة فيه تكون للأقوى والأشد وحشية، يضاف إلى ذلك بهارات ميكافيلي الذي أسس للنفاق السياسي، والكيل بمكيالين، وتبرير الوسيلة بالغاية، (مع أن غايات الغرب كوسائله حقيرة بربرية)، مما نتلمسه في السياسة الدولية والداخلية لكل دول الغرب، خاصة التي يُزعم أنها كبرى.
ولا ريب أن الفلسفات الغربية المادية الإلحادية الأخرى كلها أسهمت بسهم معين في صناعة هذه الخلكة العجيبة للمدنية الغربية الشاذة المتوحشة المتعجرفة، التي لا تؤمن إلا بالقوة، فما عاد للحق وزن، وما عاد للعدل قيمة، وما عاد للأخلاق معنى، وما عاد للإنسانية وجود، بل حتى الأفكار الليبرالية التي يزعم أن هذه الحضارة قامت عليها من حرية ومساواة وأخوة... إلخ، هذه الأكاذيب الهزلية كفر بها الغرب نفسه، فلا إيمان إلا بالقوة، والبطش، والمادة، وتميز الجنس الأبيض.
أمام هذا الوضع المأساوي للبشرية الذي أوصله إليه الغرب بفلسفاته المادية الإلحادية، تنتصب مؤسسات دولية تقوم بوظيفة الممثل القراقوز لتنويم الشعوب المقهورة بالقوة، فتضع المواثيق الدولية والمعاهدات والمؤسسات... إلخ، وتغني أغنية مكرورة الكلمات: الضمير الدولي، المجتمع الدولي، القانون الدولي، الأعراف الدولية، سيادة الدول، العيش المشترك، حقوق الإنسان، حقوق المرأة، حقوق الطفل، الحد من انتشار السلاح النووي، الحد من السباق نحو التسلح... إلخ، وكل هذا كلام جميل، ولكنه سمّ قاتل حين ينطق به غربي، وأجزم جزما يقينيا أنه لا يمكن للبشرية أن تحقق هذه المعاني إلا في ظل الإسلام؛ لأنه دين السلام، ودين الإنسان، ودين العدل: {يأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافَة}، {وإن جنحوا للسلم فاجنح}، {ولقد كرمنا بني ءادم}، {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}، {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، {ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}، وليس يحول بين أن تنعم البشرية بهذه المبادئ الربانية الإنسانية إلا حال المسلمين، الذين تركوا هداية ربهم واتبعوا ضلالات الغرب، ومن تجربة إلى أخرى لا يزدادون إلا تخلفا وتضعضعا وضعفا وذلا وهوانا، مع إصرار غريب وغبي أن الحل في التغرب، (ولي يجرب لمجرب عقلوا مخرب) كما يقول عقلاء العوام، فأولى بالمسلمين أن يرجعوا إلى دينهم، وأن يفهموه فهما صحيحا، ويعملوا به بصدق وإيمان، ويقوموا برسالتهم في هداية البشرية.
وأولى بالمسلمين أيضا أن يفهموا منطق الحياة، وسنن التاريخ، ومحركات الواقع، وأظهر شيء فيه أن دول الاستكبار العالمي مهما تفننت في الكلام المعسول فهي تنطلق دائما من خلفيتها الإيديولوجية: تفوق الغرب، وقصور باقي الأمم، والنفوذ والاستغلال، منطق القوة لا منطق الحق، وما دمت الأقوى عسكرية فيحق لي أن أفعل ما أشاء، وأن أحدد ما هو الحق وما هو العدل... وهذا وضع لا بد أن يغير، ولا يقبل أن نرضى به ونخضع له؛ لأن ذلك معناه الاستعمار الدائم والذل الأبدي، والغرب لا يفهم إلا بالقوة، ولا يصغي إلا للأقوياء، وهذا ما يوجب على الأمة الإسلامية أن تقوي نفسها في كل المجالات العلمية التربوية، والاقتصادية التكنولوجية، والعسكرية النووية، نعم يجب على الأمة امتلاك السلاح النووي، ودعك من دعاوى الحد من انتشاره، فالذين وضعوا هذه المعاهدات هم الأكثر سعيا لتطويره وتكثيره، ودعك من مزحة وقوعه في الأيدي الخاطئة، فهو فعليا في الأيدي الخاطئة: الأمريكان، والصهاينة، والفرنسيس، والإنجليز.. وهؤلاء أكثر الدول قتلا للأبرياء في تاريخ البشرية، والأمريكان هم فقط من استعمله في الحرب كما هو معلوم، مع أن الأصل فيه أنه سلاح ردعي، يحقق التوازن ولا يستعمل فعليا بسبب آثاره التي لا يمكن التحكم فيها، فلماذا يملكه هؤلاء ويمنع علينا؟ من أعطاهم حق المنع هذا؟، إن الله تعالى أوجب علينا الإعداد للحرب كما أمرنا بالجنوح للسلم، وهذه هي الحكمة البالغة، والواقعية السديدة، قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، و«هذا عام في كل ما يتقوى به على حرب العدو، وكل ما هو آلة للغزو والجهاد فهو من جملة القوة'، بما في ذلك السلاح النووي، ولا ريب أن مما يبق السلاح النووي تطوير القوة الصاروخية وسلاح الطيران عامة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ألا إن القوة الرميُ، ألا إنّ القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي» رواه مسلم؛ لأن الرمي من السهام إلى الرصاص إلى الصواريخ 'من أنجع ما يتعاطى في الحرب وأَنكاه في العدو وأَقربه تناولا للأرواح؛ ولهذا خصها صلى الله عليه وسلم بالذكر والتنبيه عليها'.
بهذا يفهم الغرب، وبهذا ينتصر الحق، وبهذا يعز الإنسان. والمنتظر من السادة العلماء إصدار فتوى في هذا الصدد، حتى نخرج من قوقعة الرهاب من الغرب الاستعماري إلى إرهابه: {ترهبون به عدو الله وعدوكم وءاخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم}.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حدث كم
منذ 7 ساعات
- حدث كم
انتخاب السيد محمد عبد النباوي بالإجماع رئيسا لجمعية المحاكم العليا التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية
تم خلال الاجتماع السنوي لجمعية المحاكم العليا التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية (AHJUCAF) ، المنعقد بالرباط خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 4 يوليوز الجاري، انتخاب الرئيس الأول لمحكمة النقض والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، السيد محمد عبد النباوي، رئيسا جديدا للجمعية، وذلك بإجماع الأعضاء الحاضرين . وذكر بلاغ للرئيس الأول لمحكمة النقض، السيد محمد عبد النباوي، أن هذا الانتخاب يأتي تتويجا للمكانة المتميزة التي تحظى بها المملكة المغربية داخل الفضاء القضائي الفرنكفوني، واعترافا بالدينامية التي تعرفها السلطة القضائية المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله . وأضاف المصدر ذاته أن هذا الانتخاب يعكس أيضا ثقة الشركاء الدوليين في التجربة المغربية، ويعزز الحضور المؤسساتي والدبلوماسي للمملكة على الصعيد القضائي الدولي. تجدر الإشارة إلى أن جمعية المحاكم العليا التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية (Association des Hautes Juridictions de Cassation des pays ayant en partage l'usage du français) تضم محاكم النقض أو الهيئات القضائية العليا في الدول التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية. وتهدف هذه الجمعية إلى تعزيز التعاون القضائي، وتبادل الاجتهادات والخبرات، ودعم استقلال القضاء وتطوير أدائه في الفضاء الفرنكفوني. ح/م


الخبر
منذ 9 ساعات
- الخبر
اكتساب السلاح النووي واجب على الأمة الإسلامية
لا يخفى على عاقل أننا نعيش في عالم صبغه الغرب بصبغته الوحشية، وفرض عليه منطقه الدارويني: البقاء للأقوى، وحكمه بمنطق عنصرية الرجل الأبيض، الذي يمثل أعلى درجات تطور الشامبانزي، الرجل السوبرمان، الذي ينظر لباقي البشرية من علٍ، منطلقا من مرجعيته الفكرية الإلحادية، التي شكلتها نظريات العدمية المادية، خاصة فلسفة نيتشه الأحمق الذي أعطى لنفسه الحق بأن يعلن موت الإله، فلم ينشب أن مات هو كما يموت الخلق جميعا، ومع هذا لم تمت فلسفته العدمية المعادية للإنسان والخير، وبقيت تفسد عقول كثير من الأغبياء، بما فيهم بعض المسلمين المستلبين حضاريا. وهذا المريض نفسيا وعقليا هو الذي زعم أن الأخلاق اختلقها الضعفاء لحماية أنفسهم من تسلط الأقوياء، فالأخلاق الإنسانية هي مظهر من مظاهر ضعف الإنسان، وعليه فالإنسان القوي هو من يدوس على الأخلاق والقيم وعلى حامليها من البشر، وبهذا يتعاون مع نظرية دارون التي تعلي الجوانب البهيمية الحيوانية في الإنسان، فما الإنسان إلا حيوان متطور، وعالم الإنسان هو عالم الصراع الدائم، والغلبة فيه تكون للأقوى والأشد وحشية، يضاف إلى ذلك بهارات ميكافيلي الذي أسس للنفاق السياسي، والكيل بمكيالين، وتبرير الوسيلة بالغاية، (مع أن غايات الغرب كوسائله حقيرة بربرية)، مما نتلمسه في السياسة الدولية والداخلية لكل دول الغرب، خاصة التي يُزعم أنها كبرى. ولا ريب أن الفلسفات الغربية المادية الإلحادية الأخرى كلها أسهمت بسهم معين في صناعة هذه الخلكة العجيبة للمدنية الغربية الشاذة المتوحشة المتعجرفة، التي لا تؤمن إلا بالقوة، فما عاد للحق وزن، وما عاد للعدل قيمة، وما عاد للأخلاق معنى، وما عاد للإنسانية وجود، بل حتى الأفكار الليبرالية التي يزعم أن هذه الحضارة قامت عليها من حرية ومساواة وأخوة... إلخ، هذه الأكاذيب الهزلية كفر بها الغرب نفسه، فلا إيمان إلا بالقوة، والبطش، والمادة، وتميز الجنس الأبيض. أمام هذا الوضع المأساوي للبشرية الذي أوصله إليه الغرب بفلسفاته المادية الإلحادية، تنتصب مؤسسات دولية تقوم بوظيفة الممثل القراقوز لتنويم الشعوب المقهورة بالقوة، فتضع المواثيق الدولية والمعاهدات والمؤسسات... إلخ، وتغني أغنية مكرورة الكلمات: الضمير الدولي، المجتمع الدولي، القانون الدولي، الأعراف الدولية، سيادة الدول، العيش المشترك، حقوق الإنسان، حقوق المرأة، حقوق الطفل، الحد من انتشار السلاح النووي، الحد من السباق نحو التسلح... إلخ، وكل هذا كلام جميل، ولكنه سمّ قاتل حين ينطق به غربي، وأجزم جزما يقينيا أنه لا يمكن للبشرية أن تحقق هذه المعاني إلا في ظل الإسلام؛ لأنه دين السلام، ودين الإنسان، ودين العدل: {يأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافَة}، {وإن جنحوا للسلم فاجنح}، {ولقد كرمنا بني ءادم}، {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}، {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، {ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}، وليس يحول بين أن تنعم البشرية بهذه المبادئ الربانية الإنسانية إلا حال المسلمين، الذين تركوا هداية ربهم واتبعوا ضلالات الغرب، ومن تجربة إلى أخرى لا يزدادون إلا تخلفا وتضعضعا وضعفا وذلا وهوانا، مع إصرار غريب وغبي أن الحل في التغرب، (ولي يجرب لمجرب عقلوا مخرب) كما يقول عقلاء العوام، فأولى بالمسلمين أن يرجعوا إلى دينهم، وأن يفهموه فهما صحيحا، ويعملوا به بصدق وإيمان، ويقوموا برسالتهم في هداية البشرية. وأولى بالمسلمين أيضا أن يفهموا منطق الحياة، وسنن التاريخ، ومحركات الواقع، وأظهر شيء فيه أن دول الاستكبار العالمي مهما تفننت في الكلام المعسول فهي تنطلق دائما من خلفيتها الإيديولوجية: تفوق الغرب، وقصور باقي الأمم، والنفوذ والاستغلال، منطق القوة لا منطق الحق، وما دمت الأقوى عسكرية فيحق لي أن أفعل ما أشاء، وأن أحدد ما هو الحق وما هو العدل... وهذا وضع لا بد أن يغير، ولا يقبل أن نرضى به ونخضع له؛ لأن ذلك معناه الاستعمار الدائم والذل الأبدي، والغرب لا يفهم إلا بالقوة، ولا يصغي إلا للأقوياء، وهذا ما يوجب على الأمة الإسلامية أن تقوي نفسها في كل المجالات العلمية التربوية، والاقتصادية التكنولوجية، والعسكرية النووية، نعم يجب على الأمة امتلاك السلاح النووي، ودعك من دعاوى الحد من انتشاره، فالذين وضعوا هذه المعاهدات هم الأكثر سعيا لتطويره وتكثيره، ودعك من مزحة وقوعه في الأيدي الخاطئة، فهو فعليا في الأيدي الخاطئة: الأمريكان، والصهاينة، والفرنسيس، والإنجليز.. وهؤلاء أكثر الدول قتلا للأبرياء في تاريخ البشرية، والأمريكان هم فقط من استعمله في الحرب كما هو معلوم، مع أن الأصل فيه أنه سلاح ردعي، يحقق التوازن ولا يستعمل فعليا بسبب آثاره التي لا يمكن التحكم فيها، فلماذا يملكه هؤلاء ويمنع علينا؟ من أعطاهم حق المنع هذا؟، إن الله تعالى أوجب علينا الإعداد للحرب كما أمرنا بالجنوح للسلم، وهذه هي الحكمة البالغة، والواقعية السديدة، قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، و«هذا عام في كل ما يتقوى به على حرب العدو، وكل ما هو آلة للغزو والجهاد فهو من جملة القوة'، بما في ذلك السلاح النووي، ولا ريب أن مما يبق السلاح النووي تطوير القوة الصاروخية وسلاح الطيران عامة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ألا إن القوة الرميُ، ألا إنّ القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي» رواه مسلم؛ لأن الرمي من السهام إلى الرصاص إلى الصواريخ 'من أنجع ما يتعاطى في الحرب وأَنكاه في العدو وأَقربه تناولا للأرواح؛ ولهذا خصها صلى الله عليه وسلم بالذكر والتنبيه عليها'. بهذا يفهم الغرب، وبهذا ينتصر الحق، وبهذا يعز الإنسان. والمنتظر من السادة العلماء إصدار فتوى في هذا الصدد، حتى نخرج من قوقعة الرهاب من الغرب الاستعماري إلى إرهابه: {ترهبون به عدو الله وعدوكم وءاخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم}.


خبر للأنباء
منذ يوم واحد
- خبر للأنباء
هكذا ينظر أصحاب (المسيرة القرآنية) للقرآن الكريم!!
يشن السلاليون حرباً بلا هوادة على الذات اليمنية تاريخا وهوية، مثلما يشنون حرباً ضارية على مصادر الدين الذي يتحدثون باسمه ويناقضونه جملة وتفصيلا!! نهاية العام 2020، أعلنت وسائل إعلام حوثية العثور على مصحف قالوا إنه بخط علي بن أبي طالب. فهل حقاً ثمة نسخة من القرآن بخط علي أم أن المسألة برمتها تندرج ضمن سلسلة تخرصات طويلة تعكس أنهم يعيشون أزمة حقيقية مع القرآن الكريم، وعلى أساس تلك الأزمة القديمة سموا زعيم جماعتهم (القرآن الناطق) وسموا عصاباتهم (المسيرة القرآنية) وأطلقوا على كهنتهم ومشعوذيهم (قرناء القرآن)!! المسألة ليست بالبساطة التي قد يتخيلها البعض.. دعونا نلقي نظرة سريعة على بعض أسباب ونتائج أزمتهم الدائمة والقديمة مع كتاب الله. استوجبت نظرية الوصي الوثنية التي تجعل من علي وأبنائه ورثة للحكم والنبوة، وتسمى أيضا (الولاية، الحق الإلهي)، استوجبت مجموعة من التعديلات الفكرية اللازمة على جوهر الدين لكي تستقيم النظرية إذ لا دليل قرآني لها وليس لديها مستند نبوي صحيح. وقد ترتب على هذه التعديلات مجموعة هائلة (ومتناقضة) من الاستدلالات تفرعت إلى قسمين أحدهما من جانب القرآن، والآخر من جهة السنة. فأما ما يتعلق منها بالقرآن الكريم (موضوع حديثنا) فهي ما يلي: أولاً: التأويل التعسفي لمدلول الآيات! نشوء التأويل لآيات القرآن الكريم بنسبة أو بأخرى لجعل آياتٍ معينة تفضي، بالتأويل، إلى تأكيد الوصيّة؛ فالآية: ﴿يا أيها الرسولُ بلّغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعلْ فما بلّغتَ رسالتَه﴾(المائدة67)، وهي من أوائل ما نزل في المدينة، ولكنهم زعموا أنها نزلت بعد حجة الوداع حتى يتسنى لهم ادّعاء أن أمر التبليغ في الآية كان بخصوص ولاية علي. ويزعمون أنه بمجرد نزولها جمع النبي المسلمين في طريق عودته من الحج في "غدير خم" وخطب بهم خطبةً أعلن فيها أن علياً هو الإمام من بعده، كما يفترون، وبعد ذلك البلاغ نزلت الآية: ﴿اليومَ أكملتُ لكم دينَكم...﴾ (المائدة 3) وهي الآية التي ثبت أنها نزلت في يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة) أي قبل يوم "الغدير" بتسعة أيام. نموذج آخر في التأويل، الآية: ﴿إنما يريدُ الله ليُذهبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويطهرَكم تطهيراً﴾ (الاحزاب 33)، رغم أن السياق الذي وردت فيه الآية يدلّل أن المقصود فيها نساء النبي، قال تعال: ﴿يا نساء النبي لستُنّ كأحدٍ من النساء إن اتّقَيتنَُّ فلا تخْضَعْنَ بالقول فيطمعُ الذي في قلبِه مرضٌ وقُلْنَ قولاً معروفا. وقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ ولاَتَبَرَّجْنَ تبرُّجُ الجاهلية الأولى وأَقِمْنَ الصلاةَ وءاتِيْنَ الزكاةَ وأطِعْنَ اللهَ ورسولَه إنما يريدُ الله ليُذهبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويطهرَكم تطهيراً. واْذكُرْنَ ما يُتلى في بُيوتِكُنّ من ءَاياتِ الله والحكمةِ إن اللهَ كان لطيفاً خبيراً﴾ (الأحزاب 32، 33، 34). الآية واضحة أنها تقصد بأهل البيت نساء النبي إلا أنهم زعموا أنها في علي وفاطمة والحسنين وذريتهما، ثم جعلوها دالةً على اشتراكهم مع النبيّ، عليه الصلاة والسلام، في قوله تعالى: ﴿ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر﴾ (الفتح 2).. يعزّز ذلك تأولّهم -أيضاً- قوله تعالى: ﴿قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى﴾ (الشورى 23)، فهذه الآية مكّية ولم يكن عليّ حينها قد تزوج بفاطمة، ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وبين رسول الله وبينهم قربى، فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه نزلت، وتفسيرها "ما دمتم قد أبيتم إجابة دعوتي وطاعتي، فاحفظوا حق القربى بيني وبينكم ولا تؤذوني.. ولكن هوى الشيعة اقتضى أن يفسّروها وفقاً لنظريتهم، فجعلوا المخاطب فيها المسلمين، والقربى عليّاً وأبناءه من فاطمة، وتجاهلوا قوله تعالى: ﴿فإن توليتم فما سألتكم من أجرٍ إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين﴾ (يونس 72)، والعديد من الآيات التي تدحض افتراءاتهم.. وأما (حبل الله) في قوله تعالى: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعاً...﴾ (آل عمران 103)، فهو بحسب تأويلهم الأئمة من العِتْرة، وهم أيضاً النحل في قوله تعالى: ﴿وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون﴾ (النحل 68)، وأما الشراب الذي يخرج من بطونها فهو علْمهم.."(راجع الإسلام الصحيح، محمد النشاشيبي). يقول الدكتور عبدالرحمن بدوي في كتابه "مذاهب الإسلاميين": إن الصفة المشتركة التي يدين بها الذين اعتنقوا نحلة الباطنية هي تأويل النص بالمعنى الباطني تأويلاً يذهب مذاهب شتى قد يصل إلى حد التناقض، فهو يعني أن النصوص الدينية المقدسة (القرآن) رموز وإشارات إلى حقائق خفية وأسرار، وأن الطقوس الدينية أيضا رموز وإشارات إلى حقائق خفية، بل إن الأحكام العملية (العبادات) هي الأخرى رموز وأسرار. ثانياً: القول بنقص القرآن! ثم لمّا لم يكن التأويل كافياً لإثبات مسألةٍ مهمةٍ، كالولاية العامة، نشأت فكرة "نقص القرآن" وبرز من يقول بنقصه من جهة السور وأن الصحابة أخفوا سورة الولاية وهي موجودة عند بعض الشيعة على النحو التالي: "يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم * نبي وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير * إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم * والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبون * إن لهم في جهنم مقاماً عظيماً إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين * ما خلفتهم المرسلين إلا عني وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب وسبح بحمد ربك وعليٌّ من الشاهدين": تعالى الله عما يفترون. (أحمد جوادة، من هم الشيعة، ص 197). ثالثاً: القول بتعرض القرآن للتحريف ولأنهم امتداد شاخص لمدرسة الشرك وتيار النفاق، ولا يجدون في القرآن إلا ما ينسف أهواءهم ودعاواهم، فقد قالوا بأن القرآن تعرض لعملية تحريف واسعة مغطاً لحق علي وأبنائه في مسألة الولاية.. أشهرها: كتاب "فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب" للنوري الطبرسي، الذي جمع فيه أكثر من ألفي رواية (موضوعة) تنص على تحريف القرآن الكريم، وجمع فيه أقوال جميع فقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين، حيث ثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهائهم المتقدمين منهم والمتأخرين، يقولون إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرّف، ومنهم هاشم البحراني، ونعمة الله الجزائري، وأن القرآن الحقيقي هو "الذي عند علي والأئمة من بعده عليهم السلام، حتى صار عند القائم (عج)، وهو الإمام الثاني عشر الغائب.." (الموسوي، لله ثم للتاريخ). رابعاً: المصاحف المخبّأة!! وعندما يحتج عليهم، سواء من قبل أناس من الشيعة أو السنة، بأن مقاصد آيات القرآن الكريم يشدّ بعضها بعضاً لنسف الشرك والوثنية، فإنهم يزعمون أن القرآن الكريم ليس إلا مصحفاً واحداً من بين جملة مصاحف هي: - "الجامعة": يقولون: هي "صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وإملائه من فلق فيه، وخَطِّ عليّ بيمينه، فيها كل حلال وحرام، وكل شيء يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش". (الكافي، وبحار الأنوار). - صحيفة "الناموس": يقولون: عن الرضا في حديث علامات الإمام "المهدي المنتظر" قال: وتكون صحيفة عنده فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة، وصحيفة فيها اسماء أعدائهم إلى يوم القيامة. - صحيفة "العبيطة": يقولون نقلا عن عليّ أنه قال: وأيْم الله إن عندي لصحفاً كثيرة قطائع رسول الله صلى الله عليه وآله، وأهل بيته، وإن فيها لصحيفة يقال لها العبيطة وماورد على العرب أشد منها، وإن فيها لستين قبيلة من العرب بهرجة، ما لها في دين الله من نصيب"!! - صحيفة "ذؤابة السيف": يقولون: عن أبي بصير عن أبي عبدالله أنه كان في ذؤابة سيف رسول الله صحيفة صغيرة فيها الأحرف التي يفتح كل حرف منها ألف حرف.. قال أبو بصير: فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة. - صحيفة "علي": يقولون: عن أبى عبدالله قال: وُجِدَ في ذؤابة سيف رسول الله صحيفة فإذا فيها مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، إن أعتى الناس على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله، ومن ضرب غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه، فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد، ومن أحدث حدثاً أو آوى محدثاً لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً.. - الجفر: وهو نوعان: الجفر الإبيض، والجفر الأحمر. يقولون: "عن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبدالله يقول: إن عندي الجفر الأبيض قال: فقلت: إيّ شيء فيه؟ قال: زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم والحلال والحرام..، وعندي الجفر الأحمر.. قال: قلت: وأي شيء في الجفر الأحمر؟ قال: السلاح، وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل. فقال له عبدالله بن أبي اليعفور: أصلحك الله، أيعرف هذا بنو الحسن؟ فقال: أي والله، كما يعرفون الليل أنه الليل، والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيراً لهم". (أصول الكافي). يقول حسين الموسوي: "وقد سألت مولانا الإمام الراحل الإمام الخوئي عن الجفر الأحمر، من الذي يفتحه ودم من الذي يراق؟ فقال: يفتحه صاحب الزمان عجل الله فرجه، ويريق به دماء العامة النواصب (الأمة من غير الشيعة) فيمزقهم شذر مذر، ويجعل دماءهم تجري كدجلة والفرات، ولينتقمن من صنمي قريش وابنتيهما (عائشة وحفصة) ومن نعثل (وقصد به: عثمان) ومن بني أمية والعباس فينبش قبورهم نبشاً". - مصحف فاطمة: يقولون: عن علي بن سعيد عن أبي عبدالله أنه قال: ".. وعندنا والله مصحف فاطمة، ما فيه آية من كتاب الله، وإنه لإملاء رسول الله وخط عليٍّ بيده". في نفسهم منه شك!! واختصارا لنظرة هؤلاء لكتاب الله يرجى العودة لمؤلفات إحسان إلهي ظهير رحمه الله رحمة واسعة. والبعض قد يقول إن الاستدلالات التي اعتمد عليها هذا المقال خاصة بشيعة إيران والعراق والحق أنها معتمدة لدى شيعة اليمن بوصفهم امتدادا لنفس الفكرة الشيطانية، ومرتهنون لها فكريا وسياسيا!! ومن كل ما سبق يتبيّن كيف أن محاولة إصباغ الشرعية على أهواء وثنية؛ قد أدى في النهاية إلى تقويض مصدر التشريع نفسه.