
الحزب يشهر الفيتو: لن نترك السلاح
الآن، لم يعد هناك أي مبرر لاستئناف النقاش في مصير السلاح، طالما أن إسرائيل تشن حرباً على كامل تراب الشرق الأوسط، وتقف متأهبة عند حدوده، وتبحث عن دولة جديدة لتستأنف حربها ضدها.
يدرك رئيس الجمهورية، جوزاف عون، ومعاونوه ذلك جيداً، ويدركه أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وربما رئيس الحكومة نواف سلام كما القريب والبعيد. وقبل هؤلاء جميعاً، يدرك حزب الله ذلك أكثر، لأنه حيث هو، يداه في النار وتحت الجمر.
سبق للحزب أن أبلغ من يعنيهم الأمر في لبنان، بأن الوقت ليس وقت بحث مصير السلاح أو مناقشته أو حتى التفكير بتسليمه. الأولوية هي لمناقشة كيفية حماية لبنان من وحش إسرائيلي هائج.
على الأرجح، وضع الحزب بين أيدي أركان السلطة مجموعة قرائن توضح أن المشروع الإسرائيلي الحالي لا يهدف إلى نزع سلاحه فقط، بل إلى تجريد لبنان من عناصر قوته، ليصبح بلداً ضعيفاً، يسهل بعده قضم ما تيسر من جغرافيته الصغيرة أصلاً. ولا شك لدي، ولو للحظة، بأن عمليات التجريف الجارية عند الحدود الجنوبية تتجاوز مسألة إنشاء منطقة آمنة مزعومة. كما أن التحشيدات العسكرية على الحدود الشرقية مع سوريا لا تنحصر في مكافحة ما يسمى التهريب؛ بل هناك ما هو أبعد من ذلك، ويتم التحضير له استناداً إلى كلام المبعوث الأميركي المؤقت، توم براك، حين تحدث عن اتفاقية "سايكس – بيكو" بوصفها خطأ.
على أي حال، جميع المعطيات المتوفرة تؤكد أن إسرائيل بصدد استئناف حربها. بل أكثر من ذلك، يبدو أنها تتجه نحو لبنان مجدداً، ويبقى فقط تحديد التوقيت. ولو نجحت إسرائيل في مشروعها لضرب إيران وإضعاف نظامها، لما كانت لتتردد في مهاجمتنا ومهاجمة حزب الله، بل كانت ستشن حربها الخاطفة فوراً، وتجتاح البلاد، وربما تصل إلى طريق مطار بيروت الدولي، حيث تنهمك الدولة في مشروع تجميله.
سبق أن نُقل عن سفير غربي في بيروت، إبداؤه تخوفاً من تحرك إسرائيلي وشيك، دون أن يستبعد غزواً برياً واسعاً، واضعاً مهلة شهرين تقريباً لوقوع ذلك، رابطاً الخطوة تلك بمدى التزام لبنان توفير مناخات وظروف تتعلق بحصر السلاح. بالموازاة، ارتفع الحديث داخلياً عن خلايا إرهابية قادمة من سوريا، وعن مخاطر مصدرها "الخاصرة".
بناء عليه، كيف يمكن لحزب الله أن يناقش مصير سلاحه؟
في أثناء ذلك، تقول إسرائيل إن هدفها الحالي هو إضعاف إيران، لأن إسقاط النظام نهائياً، على غرار ما حصل مع نظام صدام حسين في العراق، يحتاج إلى قوة خارقة، وتدخل بري، وربما معجزة.
وتدرك إسرائيل، كما حلفاؤها، أن إيران دولة كبيرة، تمتلك منظومات قتالية وصاروخية مؤثرة وحساسة، والانخراط في حرب مباشرة معها ليس بالأمر السهل. لكنها إذا أرادت الانتهاء من شيء اسمه محور، عليها التخلص من النظام القائم في طهران.
تبعا للمسار الحالي، فإن الحرب طويلة. وزيارة توم براك إلى بيروت تصب في هذا الاتجاه. إنها مرحلة انتقالية قصيرة بنافذة مفتوحة، قبل أن يُشرع الباب جنوباً وشرقاً.
لا شك أن ما يدركه حزب الله واقعي: احتمال أن يشن الإسرائيلي حرباً مباغتة عليه أو معركة استباقية على شاكلة الهجوم الذي وقع بين ٢٣ و٢٤ أيلول الماضي، بدافع توجيه ضربة قوية لما تبقى من قدرات، منعاً لاستخدامها، أو بدافع الخشية الإسرائيلية من أن الحزب المرن، الذي يتعافى تدريجياً، قد يقدم على فتح معركة استنزاف في الجنوب حين يحين الوقت.
من هنا تبدأ القراءة من الهجمات الدورية التي تشنها الطائرات الإسرائيلية في الجنوب والبقاع، وأحياناً في الضاحية. وهذا هو مربط الفرس: إذ تقول إسرائيل وتكرر أن الحزب ما يزال يمتلك قدرات، ولديه شبه اكتفاء ذاتي في التصنيع العسكري، وبالتالي لا بد من الإجهاز على تلك القدرات لإضعافه، وجعله لقمة سائغة عند الحاجة.
بالمناسبة، لو أن الحزب ضعيف، ولا يمتلك إمكانات أو قدرات، لما كانت إسرائيل شنت غاراتها، ولا كانت واشنطن قد لحقت به مطالبة إياه بتسليم سلاحه.
في جميع الأحوال، الحرب قادمة، سواء الآن أو لاحقاً، ويجب الانتباه، وعدم تكرار الأخطاء السابقة، وعلى رأسها السماح للإسرائيلي بتحقيق عامل المفاجأة.
في النهاية، لا بد من الإقرار بأن صمود إيران عسكرياً أعطى دفعاً قوياً للحزب، الذي أخذ مذذاك يتشدد أكثر. وأمينه العام، الشيخ نعيم قاسم، يصر على اعتماد لغة المواجهة، والتلويح بها، والأهم، التأكيد على رفض تسليم السلاح. حزب الله انتعش سياسياً وعسكرياً، كما إيران، ولذلك من المنطقي الاعتقاد بأن استعادة الحرب، بصرف النظر عن الشكل، أمر واقعي ومحتوم للحؤول دون انتعاش "المحور".
عملياً، أدركت إيران جيداً أن ما بعد ١٣ حزيران ٢٠٢٥ ليس كما قبله، وأدرك الحزب أن هذا التاريخ مفصلي. بل يدرك الحزب، أكثر من أي وقت مضى، أن اتفاق ٢٧ تشرين الثاني يغبنه، تماماً كما تعتبر إسرائيل أن الضربات التي سبقت الاتفاق المذكور أجبرتها على وقف الحرب، ولو استمرت في بعدها الأمني، من دون أن تحقق لها أهدافها.
الطرفان، إذاً، لا يعجبهما الاتفاق، وهو تماماً ما حصل بعد صدور القرار ١٧٠١ في عام ٢٠٠٦، إذ كان لكل منهما تحفظاته. الفرق أن الحزب لا يبدو في صدد الخروج منه، لكنه يقول إن بعض مندرجاته لم تعد صالحة بعد ١٣ حزيران ٢٠٢٤، فيما الإسرائيلي يستعد للانسحاب، تاركاً القرار للجانب الأميركي، الذي أشار، بطريقة عكسية، إلى هذا الانهيار، عندما تطرق توم براك إلى "آلية التنسيق" (الميكانيزم) معترفاً بعدم نجاحها، ما يشكل مقدمة للخروج من الاتفاق عاجلاً أو آجلاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ 27 دقائق
- المركزية
من سيبقى في لبنان: إسرائيل، إيران، أم ؟؟؟
عندما ينتقل الجهد الدبلوماسي من الترويج المنمّق لاقتراح إلى التجاهل المطلق لطرح بعض مفاصله الرئيسية على النقاش فهذا يعني أنّ المحاور دخل حقبة تحذير الطرف الآخر من إنعكاسات سلبية تطاله إذا لم يتجاوب مع الرغبة في التوصل إلى صيغة حاسمة لحل نزاع، وهو ما اعتمده الموفد الأميركي توم باراك في طرح مقاربته لأزمة لبنان. باراك أبلغ اللبنانيين عموماً في مقابلة صحافية أن 'لا أحد سيبقى يفاوض مع لبنان حتى العام المقبل (الرئيس دونالد) ترامب يتمتع بشجاعة مذهلة وتركيز مذهل لكن ما ليس لديه هو الصبر.' بذلك يكون باراك قد كشف للرأي العام اللبناني أنّ صيغة التسوية التي تسلّمها من الرؤساء عون وبري وسلام، والتي بقيت سرية ولم يتبلغ بها حتى وزراء الحكومة اللبنانية، لا تفي بالمطلوب، محلياً وإقليمياً ودولياً، ليُعمل بموجبها. كما يُفهم من كلام باراك أنّ حزب الله يماطل في موضوع تسليم سلاحه الذي يريد الإحتفاظ به إلى ما بعد الإنتخابات النيابية في شهر أيار من العام المقبل لأنّ وجود السلاح يحول دون حرية ترشح القوى، الشيعية وغير الشيعية، التي تعارض الحزب. وفي السياق بدا واضحاً أنّ المعضلة التي تواجه منظومة الترويكا الحاكمة تتلخص في أنها تنتظر موافقة حزب الله على صيغة معينة لنقلها إلى الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية المعنية بالمسألة اللبنانية (أميركا-فرنسا-السعودية-قطر-مصر) ما يجعلها ناقلة لقرار بدلاً من أن تكون صاحبة القرار المتعلق بشأن سيادي كخطة لتسليم سلاح الحزب مقرونة بأجندة زمنية وتحقيق إصلاحات مالية متعلقة بالقطاع المصرفي وحظر مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله والمتهمة بتبييض الأموال والتهرب الضريبي إضافة إلى مستقبل تواجد قوة اليونيفل وحرية حركتها كونها تتعرض لإعتداءات شبه يومية من أنصار الحزب مضافاً إلى هذه العناوين مسألة ترسيم الحدود الإسرائيلية-اللبنانية والسورية-اللبنانة في ضوء علاقة لبنان بالسلطة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع والتي تحظى بدعم عربي ودولي وتركي ما يزعج إيران وأذرعها. وفي السياق نفذت وحدات عسكرية إسرائيلية من قوات الإحتياط أربع عمليات إنزال في جنوب لبنان ودمرت ما قال بلاغ عسكري إنه 'بنى تحتية تابعة لحزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان …لمنع حزب الله من إعادة تمركزه في المنطقة'. وتابع، 'وفي إحدى العمليات في منطقة جبل البلاط، عثرت قوات من اللواء 300 على مجمّع يحتوي على مستودعات أسلحة ومواقع إطلاق نار تابعة لحزب الله، وقام جنود الاحتياط بتفكيك البنية التحتية'. وأضاف البيان، أنه 'في عملية أخرى، عثر جنود احتياط من اللواء التاسع على أسلحة مخبأة في منطقة كثيفة في منطقة اللبونة، بما في ذلك قاذفة متعددة الفوهات، ومدفع رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة، وصادرت القوات وفككت المعدات والأسلحة العسكرية التي كانت موجودة في المنطقة'. وزعم البيان أيضاً أنه في نفس المنطقة 'عُثر على مبنى تحت الأرض يُستخدم لتخزين الأسلحة، وتم تفكيك البنية التحتية في عملية هندسية نفذتها قوات اللواء'. تتزامن العمليات الإسرائيلية الهادفة لتدمير مواقع ومنشآت حزب الله في الجنوب مع تردد معلومات حول توجه أميركي-إسرائيلي-أوروبي لترتيب إتفاقية سلام ثلاثية تضم سوريا وإسرائيل ولبنان لضمان إستقرار المثلث الحدودي للدول الثلاث، والذي يشمل القطاع الشرقي من جنوب لبنان. الخطة التي تحظى باهتمام ترامب تتضمن تحييد المقلب الشرقي-السوري من جبل الشيخ والمقلب الغربي-اللبناني بمسافة العشرين كيلومتراً المقدرة من بلدة حضر السورية وصولاً إلى مربع العرقوب الذي يضم شبعا، كفرشوبا، الهبارية وكفرحمام في لبنان على أن يحسم مصير مزارع شبعا الـ 14 لصالح لبنان ومن ضمنها مزرعة مغر شبعا المصنفة سورية مع أنّ مالكيها جميعهم من اللبنانيين المسجلة ملكيتهم في الدوائر العقارية السورية. يذكر أن مغر شبعا كانت مقراً لغرفة العمليات المصرية المكلفة بالإشراف على ثورة العام 1958 في لبنان أثناء الوحدة العربية بين دمشق والقاهرة ، وكانت تؤمن شحنات الأسلحة والذخائر للمعلم كمال جنبلاط في المختارة، والتمويل لقيادة الثورة في بيروت. ثورة العام 1958 سلّحها وموّلها الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وأنهتها الولايات المتحدة الأميركية بإرسال مشاة بحريتها إلى لبنان بالتنسيق مع قائد الجيش اللبناني المحايد فؤاد شهاب حيث فرضوا وقفاً لإطلاق النار وفق تسوية أطلق لها الرئيس صائب سلام شعار 'لا غالب ولا مغلوب' أتاحت للرئيس كميل شمعون إكمال ولايته الرئاسية وعدم ترشحه لولاية جديدة وإنتخاب اللواء شهاب رئيساً للجمهورية . وبقيت منطقة العرقوب محميّة بإتفاقية الهدنة لعام 1949 مع إسرائيل، ما أعطى لبنان إستقراراً من دون إتفاقية سلام لمدة 20 سنة، وإنهارت الإتفاقية عندما وقع لبنان إتفاق القاهرة الذي أعطى منظمة التحرير الفلسطينية حق محاربة إسرائيل عبر نقاط مرور' من العرقوب، وما زال البؤس مخيماً على الجنوب حتى الآن. تتجه سوريا ولبنان إلى ما يشبه إتفاقية الهدنة مع إسرائيل، بحيث تؤمّن استقراراً وسلاماً من دون تطبيع، على أن يكون الرئيس السوري أحمد الشرع مسؤولاً عن الإشراف على إلتزام لبنان بمندرجاتها برعاية أميركية، بحيث لا يسمح لقوى إيرانية بالعودة إلى الجنوب لتهديد أمن المنطقة. التقديمات التي ستؤمنها صيغة التسوية للبنان مغرية تساهم في إطلاق ورشة الإعمار وتحقيق الإصلاحات التي كانت متعثرة، وتبقى غير محرجة للبنان لأنها تكرار لما سبق، ولأنها تعفي لبنان من توقيع إتفاقية سلام وما تشمله من تطبيع وتبادل السفراء . وفي محاولة لتشجيع لبنان على الدخول في التسوية، تفيد المعلومات أنه يتم تخصيص 'رزمة' حوافز مشتركة مع سوريا، ليس أقلها تخصيص مساعدات للنازحين السوريين للعودة إلى بلادهم، على أن تدفع في لبنان قبل العودة وفي سوريا بعد ذلك مباشرة، إضافة إلى تعهد السلطات السورية بترسيم الحدود المشتركة مع لبنان، على أن يبلغ لبنان للأمن العام السوري 'تفاصيل' فلول التحالف الأسدي-الفارسي البائد الذين هربوا إلى لبنان ولجأوا إلى حزب الله على أن تتولى 'الميكانيزم' أي آلية تنفيذ الإتفاقات، الإشراف على العملية. فمن سيبقى في لبنان: إسرائيل، إيران، أم سوريا؟ محمد سلام - هنا لبنان


ليبانون 24
منذ 35 دقائق
- ليبانون 24
عزالدين: ما عجز عنه أعداؤنا في الميدان لن يستطيعوا الحصول عليه في السياسة
رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين خلال الاحتفال التكريمي، الذي أقامه " حزب الله" للشهيدين حسين سالم خليل ونجله مهدي حسين خليل في مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز، أن "أميركا تريد أن تهيمن وتتسلط وتتسيّد ليس على هذه المنطقة فحسب، وإنما على العالم إن استطاعت لذلك سبيلا، ولكننا لا نظن أنها تستطيع ذلك، وما يجري اليوم في المنطقة، لن يأخذ شكلاً نهائياً حتى نقول أن أميركا استطاعت أن تهيمن وتتسيّد وتتسلّط هي وربيبتها إسرائيل ، ولذلك هي تريد أن تُخضِع وتصادر الهوية الثقافية والحضارية وكل الثروات والمقدرات وما تمتلك وتختزن هذه المنطقة". وشدد على أن "ما عجز عنه أعداؤنا في الميدان، لن يستطيعوا أن يحصلوا عليه في السياسة من خلال الألاعيب والاحتيال والتضليل والمساومات والضغوط التي تمارس من بعض الأفرقاء في الداخل أو من بعض الدول العربية أو الأجنبية، وبالتالي، لا يمكن أن يكون لبنان محميّة أميركية أو مستوطنة إسرائيلية، ولن يكون إلا على شاكلة الشهداء الذين بذلوا دمهم لأجل أن يبقى لبنان عزيزاً وحراً وسيداً ومستقلاً". وأوضح أن " المقاومة في لبنان أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذا الشعب، سواء بهويته أو ثقافته أو سلوكه أو حياته اليومية، لنحيا معها جميعنا، لأنه بدونها لا حياة، وبدون سلاحها لا نستطيع أن نعيش حياتنا بكرامة وعزة كما يريد الله لنا"، مشدداً على أن "هذه المقاومة انتصرت على هذا العدو وحررت الأرض المحتلة، وحققت أول نصر عربي عام 2000 دون قيد أو شرط، وأخرجت هذا العدو من قرى الشريط دون أي اتفاق ذليل يجر الخيبة وراءه، وقدمت الكثير لهذا الوطن، وبالتالي لا يمكن أن نأخذ اللحظة الراهنة فقط، وإنما علينا أن ننظر إلى المسار التاريخي وكيف راكمت الانجازات وصنعت الانتصارات". واعتبر أن "المقاومة لم تعد اليوم ملكاً لفئة أو لحزب أو لمجموعة من الناس، بل أصبحت ملكاً للأمة ولكل الشعب، ولذلك لا يستطيع أحد أن يفرض عليها إذا ما أرادت الدفاع عن هذا الوطن والشعب، لأن حق الدفاع شرّعه الله سبحانه وتعالى أولاً، وهو جزء لا يتجزأ من فطرة الإنسان، بحيث أنه بمجرد أن يواجه عدواً، فإن أول رد فعلي يكون هو المواجهة، ولذلك هذا حق مشروع لا يحتاج إلى إذن من أحد، ولا إلى مشورة مع أحد". وقال: "ان المقاومة قد تعافت من الآلام والجروح التي أصابتها، وهي باقية وموجودة وستبقى وستقوى يوماً بعد يوم". ورأى ان "الهدف والغاية من العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي شُن على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، هو إنهاء النظام الإسلامي في إيران ، وتدمير القدرات الصاروخية الإيرانية والبرنامج النووي السلمي، ولكن تمكنت الجمهورية الإسلامية بحكمة قائدها من أن تبادر سريعاً وتمتص الصدمة، وتضع معادلة جديدة في عملية المواجهة وترد على العدوان بشكل سريع، فبدأت تتساقط الصواريخ على هذا الكيان الغاصب من على مسافات بعيدة، وبدأ العدو لأول مرة في تاريخ كيانه، يخوض حرباً وهو يعيش وينظر ويتطلع إلى الآثار الجسيمة داخل كيانه". أضاف: "ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية خرجت من هذه الحرب، كدولة إقليمية قوية وقادرة ومقتدرة، لا يستطيع أحد أن يتجاوزها ويتجاوز دورها في المنطقة، فضلاً عن أن هذه المواجهة أظهرت الولاء الشعبي والتفاف الناس حول القيادة وبالخصوص حول الإمام القائد السيد علي الخامنئي، وهذا إنما يؤكد على مدى الانتماء القومي والإسلامي والحضاري والوطني لهذه الجمهورية". ولفت الى أن "الالتفاف الجماهيري والمظاهرات المؤيدة للنظام في أغلب المحافظات الإيرانية، جددت في الحقيقة روح الثورة، وذكرتنا بثورة الإمام الخميني عندما انتصرت من خلال الولاء للقائد، والالتفاف الشعبي حولها". وأشار الى أنه "عندما نتحدث عن كربلاء، فإننا نتحدث عن سر البقاء والخلود لها، لأن كربلاء ليست حادثة تاريخية، بل هي من وقائع الحياة، ولأنها تتجدد في كل آن وزمان ومكان، ولذلك هي حيّة ومستمرة، وعليه، فإذا أردنا أن نتحدث اليوم عن كربلاء، فإننا نتحدث عن فلسطين وما يجري فيها، فهي معيار الحق والباطل اليوم، ومن يكون معها ويقترب منها، فإنه يقترب من الحق والإنسانية والقيم والإنسانية التي نحملها في هذه الحياة، والتي بدونها لا حياة عزيزة وكريمة". وختم: "إننا نجد اليوم ما بين الحق والباطل ما نجده في فلسطين التي فيها أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله ومقدسات المسلمين والمسيحيين"، مشيراً إلى أن "المقاومة التي يريدون أن يقتلعونها من جذورها، نراها بعد مرور حوالى السنتين عمّا يجري في غزة، أنها تقوى وتشتد وهي صاحبة اليد العليا في الميدان والقتال، وليس في القتل، لأن الإسرائيلي يتفوّق في القتل وتدمير المنازل والمستشفيات والمدراس، ويقتل في أي لحظة ووقت، ولكن في الميدان نجد أن المقاومة ما زالت قوية ويدها هي الأعلى".


بيروت نيوز
منذ 40 دقائق
- بيروت نيوز
كيف سيتعامل حزب الله مع المرحلة المقبلة؟
يبدو أن 'حزب الله' يتجه في المرحلة المقبلة إلى إدارة استحقاق ما بعد الحرب بعقلية مختلفة، تقوم على ثلاثة مرتكزات أساسية: تمرير الوقت، ترميم القدرات، وتغيير العقيدة القتالية. أولًا، التمسك بالوقت كوسيلة لامتصاص الضغوط. 'الحزب' يدرك أن مرحلة ما بعد الحرب محاطة بأجواء سياسية ضاغطة داخليًا وخارجيًا، خصوصًا مع عودة الحديث عن سحب السلاح من الجنوب، بل حتى المطالبة بنزع السلاح بالكامل. لكن الثابت أن 'حزب الله' لا يرى نفسه معنيًا بأي تسليم للسلاح، حتى في حال انسحبت إسـرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة والتزمت بالقرارات الدولية. ما يسعى إليه في المدى القريب هو إدارة الوقت بذكاء وهدوء سياسي، ريثما تتغير الظروف أو تتراجع الضغوط. ثانيًا، ترميم القدرات العسكرية، ولا سيما الصاروخية. الحرب الأخيرة، كانت مكلفة على بنية الحزب القتالية، لكن التجربة أثبتت أن الحزب يملك قدرة استثنائية على التعافي وإعادة بناء قوته. سيسعى جاهدًا إلى إعادة إنتاج شبكة صواريخ دقيقة وفعالة، وتعويض ما قد يُفقد من مستودعات أو منظومات، خصوصًا أن هذه القدرة تشكل صمام الأمان له في ميزان الردع مع إســرائيل.بمعنى أوضح، العودة إلى ما قبل الحرب من الناحية العسكرية لن تكون مجرد خيار، بل أولوية استراتيجية وان كانت صعبة. ثالثًا، وربما الأهم، التحول نحو عقيدة دفاعية بالكامل. هذه المقاربة تعكس إدراك الحزب لحجم التحولات الجيوسياسية، ولحقيقة أن أي سلوك هجومي في المستقبل قد يُكلفه أثمانًا باهظة. لذلك، يُرجّح أن يتحول تركيزه إلى احتواء المخاطر بدل استباقها، والتعامل مع أي تهديد بمنطق الدفاع لا الهجوم، خصوصًا ضمن الحدود اللبنانية. هذا التحول لا يعني التراجع عن المواجهة أو التخلي عن السلاح، بل يعني إعادة تعريف الهدف من امتلاك القوة، من الهجوم إلى الردع، ومن المبادرة إلى الحماية.