
مجلس الجالية لتوقيع كتب عبد الله بوصوف
تحوّل مجلس الجالية المغربية بالخارج، الذي أُنشئ ليكون همزة وصل بين مغاربة العالم والمؤسسات الوطنية، إلى مجرد 'دار نشر متنقّلة'، يترأسها عبد الله بوصوف، الذي يبدو أنه وجد ضالته أخيرًا في توقيع الكتب بدلًا من توقيع الاتفاقيات، وفي الجلوس على منصات الملتقيات الأدبية بدلًا من الانشغال بهموم الجالية في المنافي والمهجر.
'مجلس الجالية… للتوقيع'؛ عبارة أصبحت تُعبّر بدقة عن الوضع الحالي لهذه المؤسسة، التي كان يُنتظر منها أن تُجري زيارات ميدانية، وتفتح حوارات جادة مع أفراد الجالية، وتساهم في إيجاد حلول واقعية لمشاكلهم المتفاقمة في مجالات متعددة: من الهوية إلى الحقوق، ومن الخدمات القنصلية إلى الاندماج، لكن، للأسف، فضّل رئيس المجلس السفر في العناوين والإقامة في الفصول، تاركًا الجالية تواجه مصيرها بين التهميش والتجاهل.
وما زاد الطين بلة، هو حالة الجمود التام التي أصبحت تميّز هذا المجلس، في ظل غياب أي دينامية حقيقية أو مشاريع ميدانية ذات أثر ملموس على واقع المهاجرين المغاربة، فالاجتماعات نادرة، والمواقف منعدمة، والتقارير غائبة… والكل يسأل: ماذا يفعل المجلس؟ وأين هي ميزانيته؟ ولمن تُمنح؟.
ميزانيات تُصرف بسخاء على جمعيات 'مقرّبة' لا نعرف عنها شيئًا، لا تقدّم تقارير، ولا تخضع للمحاسبة، بينما تُحرَم جمعيات فاعلة وجادة في أوروبا وأمريكا وأفريقيا من الدعم، أو حتى من الحق في التفاعل مع المجلس، أموال المغاربة تُنثر هنا وهناك باسم 'الأنشطة الثقافية' و'اللقاءات التواصلية'، من دون أثر ملموس أو عائد واضح، لا على المستوى التنظيمي ولا في خدمة قضايا الجالية.
وفي الوقت الذي تنتظر فيه الجالية المغربية إعادة الاعتبار لها عبر التمكين السياسي والمشاركة المؤسسية الحقيقية، ينشغل رئيس المجلس بترويج مؤلفاته، ويغيب عن النقاشات الحقيقية، وكأن الأمر لا يعنيه، أو كأن المجلس أُسّس ليكون منبرًا شخصيًا لا مؤسسة وطنية.
أمام هذا الواقع، تطرح الجالية اليوم سؤالًا مشروعًا: هل لا يزال مجلس الجالية يُمثّلنا فعلًا؟ أم أصبح مجرد عنوان وهمي تُصرف باسمه الأموال، وتُستعمل فيه القضايا الكبرى كغطاء لتلميع الصور وتوقيع الكتب؟.
لقد حان الوقت لمراجعة شاملة لهذا المجلس، وربطه بمسؤوليته الأصلية: تمثيل الجالية، لا تمثيل الذات والأنانية المفرطة. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ ساعة واحدة
- هبة بريس
المهاجرون المغاربة في إسبانيا: هل أصبحوا وقودًا لصراعات سياسية لا ناقة لهم فيها؟
هبة بريس – محمد زريوح في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، شهدت إسبانيا قبل خمسة وعشرين عامًا أحداث إليخيدو التي اندلعت بسبب حادث فردي استُهدِف فيه المهاجرون المغاربة. واليوم، تتكرر المعاناة في بلدة توري باشيكو بإقليم مورسيا حيث تم تصوير حادث عنف ضد عجوز إسباني من قبل مهاجرين مغاربة ونشره عبر 'تيك توك'، مما أدى إلى تصاعد جديد للعنف ضد الجالية المغربية. ورغم أن الحادث يمكن أن يُعتبر مجرد تصرف فردي، إلا أنه في ظل الظروف السياسية الراهنة أصبح يمثل تمهيدًا لاستمرار التصعيد العنصري ضد المهاجرين المغاربة في إسبانيا. لقد عاشت إسبانيا منذ سنوات أزمات عدة تتعلق بالهجرة والعنصرية، لكن اليوم، يُضاف إلى هذا السياق تصعيد مواقف بعض الأحزاب السياسية التي تثير التوترات مع المغرب. الحملة العنصرية ضد المهاجرين المغاربة تأخذ أبعادًا جديدة مع دعوة الحزب الشعبي الإسباني لممثل جبهة البوليساريو لحضور مؤتمر رسمي. هذا التصرف، الذي يهدف إلى إحداث توتر في العلاقات مع المغرب، لم يمر دون رد فعل قوي من المملكة المغربية، حيث قررت تجميد التبادل التجاري عبر معبري سبتة ومليلية المحتلتين. ويُظهر هذا الموقف الحازم أن المغرب لا يمكنه التنازل عن قضيته الوطنية المتعلقة بالصحراء، التي أصبحت اليوم محور العلاقات مع إسبانيا. ما يثير القلق في هذه الفترة هو التصعيد المتزايد داخل الساحة السياسية الإسبانية بين اليمين واليسار، والذي يعكس صراعًا من أجل الهيمنة على المشهد السياسي في إسبانيا. في هذا السياق، يُستخدم 'الخطر المغربي' كأداة لتحفيز الانقسامات السياسية الداخلية، حيث يسعى اليمين المتطرف والحزب الشعبي لتوسيع هوة الصراع مع المغرب، وتغذية الخوف بين الإسبان من تهديد محتمل يفرضه المغرب. ولعل ما يثير الاستغراب في هذا السلوك هو أنه يتم استخدام القضية المغربية بشكل سياسي، حيث يسعى بعض السياسيين الإسبان إلى تحويلها إلى ذريعة لزيادة الإنفاق العسكري. في خضم هذه الأزمات السياسية، يعاني المهاجرون المغاربة في إسبانيا من تحديات كبيرة على الصعيد الاجتماعي. الشباب المغاربة، ولا سيما القاصرين غير المرافقين، يجدون أنفسهم عالقين في حلقة مفرغة من السلوكيات المنحرفة التي تقودهم إلى السجون. هذا الوضع يتسبب في تشويه صورة المهاجرين المغاربة في إسبانيا بشكل عام، ويجعل من الصعب على الجالية المغربية الاندماج بشكل إيجابي في المجتمع الإسباني. كما أن هؤلاء الشباب يواجهون التهميش الاجتماعي والاقتصادي، مما يعزز العزلة الاجتماعية لهم. التحديات التي يواجهها المهاجرون المغاربة في إسبانيا لا تقتصر على الصعوبات الاجتماعية فقط، بل تشمل أيضًا الآثار الاقتصادية المترتبة على تدهور وضعهم في الخارج. مع تصاعد العنصرية ضدهم، انخفضت تحويلات المغتربين المغاربة بشكل ملحوظ، وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا للاقتصاد المغربي، الذي يعتمد بشكل كبير على هذه التحويلات. وتُظهر الأرقام أن هناك تراجعًا كبيرًا في تحويلات العملة الصعبة من المغتربين، وهو ما يعكس الأثر السلبي للظروف الصعبة التي يواجهها المهاجرون في دول المهجر. لكن الوضع ليس فقط انعكاسًا للواقع الخارجي، بل أيضًا يعكس بعض المشكلات التي يعاني منها المغرب نفسه. فارتفاع معدلات الفقر، وتزايد معدلات تسرب الشباب من التعليم، وانتشار المخدرات، كلها عوامل تلعب دورًا في دفع العديد من الشباب للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. هؤلاء الشباب، الذين يبحثون عن فرص أفضل في دول المهجر، يواجهون تحديات أكبر، ما يساهم في زيادة أعدادهم في السجون الأوروبية ويُفاقم من التوترات بين المغاربة والمجتمعات المضيفة. علاوة على ذلك، تكشف تقارير الأمم المتحدة عن التحولات المقلقة في أنماط تعاطي المخدرات في المغرب، خاصة بين الفئات الشابة. هذه الظاهرة تضع مزيدًا من الضغط على الجالية المغربية في الخارج، إذ تؤدي إلى زيادة الوعي بمشكلات المراهقين المغاربة المرتبطين بهذه السلوكيات، مما يضر بصورة الجالية بأكملها في الدول المضيفة. ويتضاعف التحدي، إذ يعاني هؤلاء الشباب من أزمة هوية في بلدهم وفي دول المهجر. من جانب آخر، لم يغفل الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء عن الإشارة إلى الجالية المغربية في الخارج، حيث أشاد بروح المواطنة التي يتمتع بها أفراد الجالية، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى ضرورة تحسين أوضاعهم. رغم هذه الدعوة، لا يزال مشروع المجلس الجديد للجالية المغربية معلقًا، ولا يزال هناك نقص في فاعلية المؤسسات المعنية بشؤون هذه الجالية…


هبة بريس
منذ 20 ساعات
- هبة بريس
إطعام التماسيح عن قرب... مشهد لا يُصدق في أكادير!
للتوصل بأخبار و فديوهات حصرية يرجى تحميل تطبيق هبة بريس من البلاي سطور و ذلك بالضغط على الرابط الأتي … تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X


هبة بريس
منذ 20 ساعات
- هبة بريس
برشلونة.. القنصلية العامة للمغرب تندد بالحادث الشنيع لحرق المركز الإسلامي في بييرا
هبة بريس – أحمد المساعد عبرت القنصلية العامة للمملكة المغربية ببرشلونة عن تلقيها ببالغ الأسى والاستنكار الفعل الشنيع الذي تسبب في حريق المركز الإسلامي بـبييرا (إقليم برشلونة)، ليلة الجمعة / السبت 12 يوليوز الجاري. وأعربت القنصلية العامة عن بالغ قلقها إزاء تصاعد الأفعال العنصرية والكراهية ضد الجاليات المغربية والمهاجرة. وحسب مصادر موقع ' هبة بريس'، قامت القنصلية العامة بالاتصالات اللازمة مع السلطات المحلية المختصة، وكذا مع ممثلي الجالية الإسلامية بمدينة بييرا، للتعبير عن تضامنها أمام هذا العمل الشنيع. وجددت القنصلية العامة دعوتها إلى التسامح، كما دعت الجالية المغربية إلى إظهار روح التضامن في إطار احترام القوانين المعمول بها. وفي ظل هذه الأوقات التي تشهد تصاعد الكراهية، جددت القنصلية العامة المغربية دعوتها للسلطات المحلية من أجل ضمان حماية أماكن العبادة.