
ليونارد بوساك.. العقل الخفي وراء ثورة الشبكات والاتصال
علاوة على ذلك، يعد بوساك أحد رواد الأعمال الحقيقيين الذين أدركوا الإمكانات الهائلة لتقنيات الربط الشبكي في وقت مبكر، عندما كانت هذه المفاهيم لا تزال في مهدها. فوفقًا لمجلة 'فوربس' الأميركية، يقدر صافي ثروته بحوالي 200 مليون دولار. ما يعكس النجاح التجاري الهائل لمساهماته. كما، في عام 2009، حاز بوساك على جائزة رواد الأعمال الحاسوبيين. وهو تكريم مستحق لدوره المحوري في تأسيس سيسكو سيستمز، وقيادته الفذة في تطوير وتسويق تقنية التوجيه، التي أحدثت تغييرات جذرية وغير مسبوقة في صناعة الحاسوب برمتها.
الحياة المبكرة والتعليم
وُلد ليونارد بوساك في 18 أغسطس عام 1952م، في ولاية بنسلفانيا، ضمن عائلة بولندية كاثوليكية. وتخرج من مدرسة لاسال كوليدج الثانوية في عام 1969م. تشكلت بداياته التعليمية في بيئة أكاديمية رصينة؛ حيث أظهر ميلًا مبكرًا للاستكشاف التقني. وفي عام 1973م، تخرج بوساك من كلية الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة بنسلفانيا. ليلتحق بعدها بشركة المعدات الرقمية (DEC) كمهندس أجهزة، ليكتسب خبرات عملية قيمة في مجال الأجهزة الإلكترونية.
وفي عام 1979، قبل بوساك في جامعة ستانفورد؛ حيث بدأ دراسة علوم الحاسوب، لتتفتح أمامه آفاق جديدة من المعرفة المتخصصة. فخلال فترة وجوده في ستانفورد، نسب إليه الفضل في أن يصبح مهندس دعم لمشروع طموح انطلق في عام 1981م. والذي هدف إلى ربط جميع أجهزة الحاسوب الرئيسية والصغيرة وأجهزة LISP وأجهزة Alto داخل الجامعة.
وفي السياق ذاته، كانت مساهمته الكبرى تتجلى في العمل على جهاز توجيه الشبكة. الذي أتاح لشبكة الحاسوب التي كان يديرها مشاركة البيانات بين مختبر علوم الحاسوب. وشبكة كلية الدراسات العليا لإدارة الأعمال في جامعة ستانفورد.
المسيرة المهنية وتأسيس سيسكو
التقى بوساك بزوجته آنذاك، ساندرا ليرنر، في جامعة ستانفورد؛ حيث كانت تشغل منصب مديرة مختبر كلية إدارة الأعمال. وتكللت علاقتهما بالزواج في عام 1980م. هذا اللقاء شكّل نقطة تحول مفصلية في مسيرته المهنية. ففي عام 1984م، أسس الزوجان شركة سيسكو سيستمز في مينلو بارك، وهو قرار غير مجرى التاريخ التقني. وكان هدفهما تسويق خادم البوابة المتقدم، الذي كان نسخة معدّلة من جهاز توجيه ستانفورد الذي قام ببنائه ويليام ييغر وآندي بيتشولشيم.
صمم بوساك وليرنر وصنعا أجهزة التوجيه في منزلهما، وأجريا تجارب مكثفة باستخدام شبكة ستانفورد. في البداية، توجها إلى ستانفورد بعرض لبدء تصنيع وبيع أجهزة التوجيه، إلا أن الجامعة رفضت العرض. وعندها، اتخذا قرارًا جريئًا بتأسيس شركتهما الخاصة، وأطلقا عليها اسم 'سيسكو'. وهو اسم مشتق من اسم مدينة سان فرانسيسكو القريبة.
من ناحية أخرى، يشاع على نطاق واسع أن ليرنر وبوساك صمما أول جهاز توجيه لربط أنظمة الكمبيوتر غير المتوافقة في مكاتب ستانفورد التي كانا يعملان بها، حتى يتمكنا من إرسال الرسائل إلى بعضهما البعض. وعلى صعيد آخر، يعد هذا التصور أسطورة غير صحيحة، فالتطوير الفعلي كان أعمق وأكثر تعقيدًا.
صعود سيسكو ومساهماته الجوهرية
من ناحية أخرى، طور منتج سيسكو الرائد في مرآبهما، وبدأ بيعه في عام 1986م محققًا نجاحًا متزايدًا. وفي شهرهم الأول وحده، استطاعت سيسكو إبرام عقود تجاوزت قيمتها 200 ألف دولار. ما عكس الحاجة الماسة في السوق لتقنياتهم. وأنتجت الشركة تقنيات ثورية غيرت قواعد اللعبة، مثل أول بطاقات خطوط مخصصة لأجهزة التوجيه متعددة المنافذ، وبروتوكولات توجيه متطورة. وهو ما منحها هيمنة سريعة على السوق. وفي المقابل، تعد هذه الابتكارات هي حجر الزاوية الذي بنى عليها بوساك صرح سيسكو.
وفي خُطوة ليست على غير المعتاد، طُرحت سيسكو للاكتتاب العام في عام 1990م، وهو العام نفسه الذي استقال فيه بوساك. استقال بوساك وليرنر من سيسكو بمبلغ 170 مليون دولار بعد أن أجبرهما على المغادرة المديرون المحترفون الذين جلبهم مستثمرو رأس المال الاستثماري في الشركة، في خطوة أثارت الكثير من الجدل حينها.
علاوة على ذلك، انفصل بوساك وليرنر في أوائل التسعينيات، لتبدأ كل شخصية مسارها الخاص. وفي عام 1996م، بلغت إيرادات سيسكو 5.4 مليار دولار، ما جعلها إحدى أكبر قصص النجاح في وادي السيليكون. وفي مطلع الربع الثاني من عام 1998م، قدّرت قيمة الشركة بأكثر من 6 مليارات دولار، وسيطرت على أكثر من ثلاثة أرباع أعمال أجهزة التوجيه، في شهادة واضحة على إرث بوساك المستمر.
الإنجازات الرائدة والتأثير المستمر
إلى جانب مشاركته في تأسيس شركة سيسكو سيستمز، يعدّ بوساك مسؤولًا بشكلٍ كبير عن ريادة التسويق التجاري الواسع النطاق لشبكات المناطق المحلية (LAN). لقد نجح هو وزملاؤه في جامعة ستانفورد في ربط 5000 جهاز كمبيوتر في الجامعة عبر مساحة حرم جامعي تبلغ 16 ميلًا مربعًا (41 كيلومترًا مربعًا). وتعد هذه المساهمة بالغة الأهمية في سياقها، إذ لم تكن تقنية مثل تلك المستخدمة في شبكات المناطق المحلية (LAN) معروفة آنذاك. ما يؤكد رؤيته الاستشرافية.
كذلك، كان التحدي الذي واجههم هو التغلب على مشكلات عدم التوافق بين الأنظمة المختلفة، من أجل إنشاء أول نظام شبكة مناطق محلية حقيقي وفعال. وإلى جانب ذلك، شغل بوساك أيضًا مناصب قيادية تقنية بارزة في مختبرات بيل التابعة لشركة AT&T وشركة المعدات الرقمية. ما أثرى خبرته في مجال الاتصالات والشبكات. وبعد حصوله على درجة الماجستير في علوم الحاسوب من جامعة ستانفورد، أصبح مديرًا لمرافق الحاسوب في قسم علوم الحاسوب بالجامعة. ليعزز دوره في الأوساط الأكاديمية والبحثية.
اسهاماته في شبكة ARPANET الناشئة
علاوة على ما فات، كان بوساك مساهمًا رئيسيًا في شبكة ARPANET الناشئة. والتي تعد بمثابة اللبنة الأولى للإنترنت اليوم. ما يجعله أحد آباء الشبكة العنكبوتية. وتتضمن أحدث التطورات التكنولوجية التي أجراها بوساك ابتكاره لأنظمة تضخيم الألياف الضوئية المضمنة الجديدة. القادرة على تحقيق سرعات غير مسبوقة في زمن انتقال البيانات تبلغ 6.071 ميلي ثانية على مسافة 1231 كيلومترًا من الألياف. وهي المسافة تقريبًا بين شيكاغو ومدينة نيويورك.
كما استلهم بوساك فكرته من اعتقاده بأنه من خلال الاستفادة من الفيزياء الكامنة، ولكن غير المستغلة في كثير من الأحيان، لمكونات الألياف الضوئية، يمكن زيادة سرعات نقل البيانات باستخدام أجهزة تستهلك طاقة أقل ومساحة أقل وتتطلب تبريدًا أقل. ما يعكس التزامه بالابتكار والكفاءة.
إرث متواصل من الابتكار
في النهاية، تشكّل قصة نجاح ليونارد بوساك دليلًا قويًا على أن الرؤية الثاقبة والعزيمة الصلبة يمكنهما تحويل الأفكار المجردة إلى واقع ملموس يحدث تحولًا جذريًا في حياة الملايين. فبصفته العقل المدبر وراء سيسكو سيستمز، لم يكتفِ بوساك ببناء شركة عملاقة، بل أسس بنية تحتية رقمية عالمية أصبحت عصب الاتصالات الحديثة.
لقد برهن بوساك على أن الابتكار الحقيقي ينبع من فهم عميق للتحديات التقنية والقدرة على تخيل حلول غير تقليدية. فحتى بعد خروجه من سيسكو، استمر في دفع حدود المعرفة والتقنية، كما يتضح من مساهماته في الشبكات البصرية عالية السرعة التي تعد بحق نقلة نوعية في عالم اتصالات البيانات.
ويبقى بوساك رمزًا للريادة التقنية، وتذكيرًا بأن التأثير الحقيقي لا يقاس دائمًا بالظهور العلني، بل بالعمق والجودة التي يتركها المبتكرون في مسيرة التقدم البشري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
البتكوين تتجاوز حاجز الـ 123 ألف دولار
سجل سعر العملة الرقمية المشفرة الأكبر والأشهر في العالم بتكوين رقما قياسيا جديدا في تعاملات اليوم الاثنين لتتجاوز في بعض الأسواق مستوى 123 ألف دولار للوحدة الواحدة لأول مرة في تاريخها. وبحسب بيانات منصة كوين ماركت كاب، ارتفع سعر البتكوين إلى أكثر من 123 ألف دولارا للوحدة الواحدة، بعد أن كان قد اقترب من مستوى 120 ألف دولار في ختام تعاملات الأسبوع الماضي. وذكرت وكالة أسوشيتد برس للأنباء أن العملة المشفرة الأقدم والأشهر في العالم تعتبر حاليا خامس أكبر أصل من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة تبلغ 4ر2 تريليون دولار، لتتفوق على القيمة السوقية لإمبراطورية التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا الأمريكية أمازون دوت كوم. وأرجع محللون صعود العملة المشفرة الأقدم في العالم إلى الوضع السياسي الجديد في الولايات المتحدة بعد عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. كان ترامب يعارض البتكوين خلال فترة حكمه الأولى من 2017 إلى 2021 ثم تحول موقفه تماما خلال حملته الانتخابية الأخيرة. ومنذ إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر، ارتفع سعر البتكوين بنحو 75%. في الوقت نفسه، يستعد مجلس النواب الأمريكي لمناقشة عدة تشريعات متعلقة بالعملات المشفرة، وذلك في إطار ما يُعرف بـ'أسبوع العملات المشفرة' في الكونجرس. وتعرض المشرعون لضغوط من الرئيس دونالد ترامب وجماعات الضغط ذات الإنفاق الضخم والداعمة للعملات المشفرة، لتمرير التشريعات بسرعة. وأصبح قطاع العملات المشفرة لاعبًا رئيسيًا في واشنطن بعد أن شعر باستهداف إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن له بشكل غير عادل. وأنفق القطاع مبالغ طائلة على انتخابات الرئاسة والكونجرس العام الماضي، كما أنفق بكثافة على جماعات الضغط وجهود التأثير الأخرى هذا العام. وشهدت عملة البيتكوين انتعاشًا ملحوظًا منذ أبريل، عندما انخفضت لفترة وجيزة إلى ما دون 75 ألف دولار للوحدة الواحدة.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
الذكاء الاصطناعي يدعم انتقال المملكة نحو اقتصاد قائم على المعرفة ولابتكار
كيف تسهم إستراتيجية سيسكو في مجال الذكاء الاصطناعي في تسريع انتقال المملكة العربية السعودية نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار في إطار رؤية 2030؟ تتضمن القيم الأساسية لإستراتيجيتنا الخاصة بالذكاء الاصطناعيالمحافظة على الريادة في مجال الابتكار التكنولوجي، ودعم تطوير المواهبالمحلية، وبناء بنية تحتية آمنة وقابلة للتكيف، وتنويع الآفاق الاقتصادية. وتتوافق جميع هذه القيم بشكل مباشر مع أهداف المملكة العربية السعودية في التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار وفق رؤية 2030. تتوافق رؤية سيسكو مع رؤية المملكة العربية السعودية الرامية إلى بناء مستقبلٍ قائم على الذكاء الاصطناعي الآمن والقابل للتطوير، حيث يكون الابتكار محلياً، والبنية التحتية سيادية، والمهارات المحلية قادرة على تحقيق النجاح في الاقتصاد الرقمي. من أهم الخطوات الإستراتيجية التي قمنا بها شراكتنا مؤخراً مع شركةHUMAIN - شركة الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية - للمساعدة في إنشاء واحدة من أكثر البنى التحتية للذكاء الاصطناعي انفتاحاً ومرونة وكفاءة من حيث التكلفة على مستوى العالم، مصممة لدعم أحمال عمل الذكاء الاصطناعي المحلية والعالمية. وبالتوازي مع ذلك، نقوم بالتركيز على تنمية المهارات الرقمية المحلية من خلال العديد من المبادرات مثل أكاديمية سيسكو للشبكات. في ظل تزايد التهديدات السيبرانية، كيف تقوم سيسكو بتكييف حلولها الأمنية لتلبية الاحتياجات المتطورة لكل من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في المملكة؟ يتطلب التحول الرقمي المتسارع في المملكة العربية السعودية واعتماد التقنيات المتقدمة تدابير قوية واستباقية للأمن السيبراني مدفوعة بالذكاء الاصطناعي. فالذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الأمن، ولكن يزيد من مستويات التهديد. فوفقًا لمؤشر جاهزية الأمن السيبراني لشركة سيسكو،واجهت 91% من المنظمات في المملكة حوادث متعلقة بالذكاء الاصطناعي العام الماضي. فمع استغلال مجرمي الإنترنت للذكاء الاصطناعي في هجماتهم، لا يمكن للمنظمات الاعتماد على الدفاع البشري؛ ولذلك تدمج سيسكو الذكاء الاصطناعي عبر نطاق محفظتها للأمن السيبراني لمساعدة وتلقائي وتعزيزقدرات فرق العمليات الأمنية. وللتغلب على تحديات مشهد التهديدات الذي نعيشه اليوم، ينبغي علىالشركات في المملكة العربية السعودية الاستثمار في حلول تستند إلى الذكاء الاصطناعي، وتبسيط البنى التحتية الأمنية، وتعزيز الوعي بتهديدات الذكاء الاصطناعي. ويُعدّ إعطاء الأولوية للذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات والاستجابة لها والتعافي منها أمراً بالغ الأهمية، فضلاً عن معالجة النقص في الكفاءات والحد من مخاطر الأجهزة غير المُدارة والذكاء الاصطناعي غير المُدار. ويشير المؤشر ان الشركات بالمملكة على المسار الصحيح، حيث 93% من الشركات تستفيد من الذكاء الاصطناعي في تعزيز استراتيجياتها الأمنية. ونحن نعمل في المملكة بشكل وثيق مع عملاءنا من الحكومة وقطاع الأعمال للمساعدة في التحول من الدفاع التفاعلي إلى المرونة الاستباقية. ونقوم بدمج الأمن مباشرةً في بنية الشبكة، ما يُمكّن من الكشف والاستجابةوالتعافي بسرعة فائقة. وتدعم مراكز بيانات الأمن المحلية بالمملكة من شركة سيسكو خدمات سحابية مثل Cisco Secure Access وUmbrella DNS وSecure Service Edge (SSE)، ما يُساعد المؤسسات على تطبيق حمايةمتسقة لجميع المستخدمين والأجهزة. كيف تضمن سيسكو أن البنية التحتية الرقمية الجاري تطويرها في المملكة اليوم ستكون جاهزة للمستقبل، وآمنة، وقادرة على دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع؟ يجب أن تكون البنية التحتية المهيئة للمستقبل آمنة ومرنة ومصممة لدعم متطلبات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. وتساعد سيسكو المؤسسات في جميع أنحاء المملكة على تحديث شبكاتها لتلبية تعقيدات أحمال عمل الذكاء الاصطناعي، وبيئات السحابة، والعمليات الهجينة. ونقدم من خلال مراكز بياناتنا المحلية، خدمات آمنة وعالية الأداء تتوافق مع معايير حوكمة البيانات في المملكة. وقمنا بتصميم أحدث ابتكاراتنا فيمجال الشبكات لتوفير سرعة ووضوح ومرونة أكبر، وهي أمور أساسية فيعالم أصبحت فيه التطبيقات والمستخدمون والتهديدات أكثر انتشارًا من أيوقت مضى. وقد أطلقنا مؤخراً تقنيات مثل AgenticOps ونموذج Cisco Deep Network، وهي أدوات مصممة خصيصاً تُدمج الذكاء والأمان في أسسالشبكة. ويُساعد هذا النهج المتكامل الشركات في المملكة على بناء البنيةالتحتية اللازمة للتوسع بثقة وأمان في عصر الذكاء الاصطناعي. ما هي أولويات سيسكو فيما يتعلق بتطوير المواهب المحلية في مجالي الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في المملكة، وكيف يتم قياس الأثر؟ تولي سيسكو اهتماماً بالغاً لتطوير المواهب المحلية في مجال الذكاءالاصطناعي والأمن السيبراني في المملكة من خلال برامج تعليمية تركز علىالذكاء الاصطناعي، ومبادرات بحثية مُبتكرة. وتُعدّ هذه الجهود جزءاً لا يتجزأ من التوسع الاقتصادي والتقدم التكنولوجي، وهي تدعم بشكل مباشرأهداف رؤية السعودية 2030. وقمنا من خلال أكاديمية سيسكو للشبكات، بتدريب أكثر من 401,000 متدرب في المملكة، 36% منهم من الإناث. كما تعهدنا بتوفير تدريب مجانيل 500,000 متدرب في المملكة على مدى خمس سنوات. وتغطي هذه المبادرةمجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وعلوم البيانات، والبرمجة،ويتم تنفيذها بالتعاون مع جهات معنية في جميع أنحاء المملكة. وفي خطوة نهدف من خلالها إلى دعم التعليم التقني المتقدم، نقوم أيضاًبالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بتوسيع نطاق الوصولإلى شهادة خبير سيسكو المعتمد في مجال الشبكات الإلكترونية (CCIE) وهي واحدة من الشهادات الأكثر شهرة وتقديراً في الصناعة. وأخيراً وليس آخراً، أعلنّا عن خطط لإنشاء معهد سيسكو للذكاءالاصطناعي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، والذي سيعملكمنصة للأبحاث المتقدمة، وتنمية المهارات، والتعاون العالمي. كيف يمكن لتقنيات سيسكو أن تساعد المدن والبلديات في مختلف أنحاء المملكة على تطبيق نماذج المدن الذكية القابلة للتوسع، بما يحقق نتائج تتمحور حول المواطن؟ يُعد برنامجنا العالمي لتسريع التحول الرقمي (CDA)، والذي تم إطلاقه فيالمملكة في عام 2016، محورياً في التزامنا تجاه المملكة. ونجح البرنامجحتى الآن في تنفيذ أكثر من 20 مشروعاً ذا تأثير وطني يدعم رؤية 2030. وينصب تركيز هذا البرنامج على بناء مدن ذكية ومرنة من خلال الاستفادةمن التقنيات الرقمية لتحسين الخدمات والسلامة وجودة الحياة. كما تعمل سيسكو بالتعاون مع أصحاب المصلحة في القطاع العام، علىتمكين خدمات متصلة، من إدارة المرور والطاقة إلى التنقل الحضري والرعايةالصحية، وتساعد أيضاً السلطات المحلية في تصميم أنظمة أكثر أماناًواستجابة. وفضلاً عن ذلك، ندعم تحديث البنية التحتية الحيوية من خلال ربط وتأمينالأصول الأساسية كالمباني والطرق والمرافق. واستناداً إلى خبرتنا العالمية،بما في ذلك تجاربنا الناجحة في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها،نهدف إلى مساعدة المدن والبلديات في جميع أنحاء المملكة على تطبيق أفضل الممارسات، والتكيف مع الاحتياجات المحلية، وبناء مجتمعات أكثر مرونة وترابطًا. ما الدور الذي تلعبه سيسكو في بناء منظومة ابتكار في المملكة تدعم الشركات الناشئة المحلية، والبحث والتطوير، والخدمات الرقمية من الجيل القادم؟ لطالما كانت سيسكو شريكاً تكنولوجياً موثوقاً للمملكة لأكثر من ثلاثة عقود،حيث دعمت التحول الرقمي في المملكة من خلال توفير بنية تحتية آمنةوالابتكار والتعاون. وبينما نتطلع إلى المستقبل، فإننا نعمل على ترسيخ هذا الالتزام من خلال مبادرات جديدة تتوافق بشكل وثيق مع رؤية 2030. كما أننا نواصل الاستثمار في مراكز البيانات المحلية التي تقدم خدماتسحابية آمنة. لدى سيسكو مراكز بيانات عاملة في المملكة تستضيفخدمات مثل منصة Webex للتعاون وسحابة سيسكو للأمن (Cisco Security Cloud)، ما يتيح تعاوناً آمناً وعالي الأداء، وأمناً سيبرانياًمتقدماً للمؤسسات العامة والخاصة على حد سواء. وتم تصميم مراكزبيانات الخدمات السحابية هذه لتلبية المتطلبات المتطورة للشركات السعودية،بما يسمح لها بالتوسع بثقة في عالم يعتمد بشكل متزايد على السحابة. ولإكمال خدماتنا الأمنية والتعاونية، أعلنا مؤخراً عن خطة لإنشاء سحابةMeraki في المملكة لتوفير حلول الشبكات المُدارة سحابياً. وأعلنا أيضاً عن خطط لإنشاء عمليات تصنيع محلية، بدءاً بالتقنيات اللاسلكية، وهذه العمليات مصممة بما يتيح لها التوسع وفقاً لاحتياجاتالسوق. وتعكس هذه التطورات استراتيجيتنا الرامية إلى تحقيق أثر اقتصادي طويل الأمد من خلال مواءمة الابتكار العالمي مع الأولويات المحلية، وإنشاء منظومة رقمية مرنة وجاهزة للمستقبل.


صدى الالكترونية
منذ ساعة واحدة
- صدى الالكترونية
شركة الدرعية توقع عقدًا لتطوير المنطقة التجارية بـ 400 علامة محلية وعالمية
أعلنت شركة الدرعية توقيع عقد إنشائي بقيمة 2.249 مليار ريال (600 مليون دولار) مع شركة ساليني العربية السعودية (التابعة لمجموعة وي بيلد الإيطالية)؛ لتنفيذ المنطقة التجارية البارزة في مشروع ميدان الدرعية، الواقع في قلب المشروع، ضمن المخطط الرئيس الفريد المستوحى من الطراز النجدي الأصيل. وصُمّم ميدان الدرعية لتطوير المنطقة التجارية بـ 400 علامة محلية وعالمية في قطاعات التجزئة والترفيه والمطاعم، تركز على تقديم تجارب فريدة للزائرين، من خلال بيئة مخصصة للمشاة، توفّر فرصًا للتسوق وتناول الطعام، وتسعى الدرعية إلى أن يكون الميدان هو المحرك الرئيس لمستقبل المشهد التجاري والترفيهي في المنطقة؛ ليُرسّخ مكانة الدرعية وجهةً عالميةً رائدة. وتقوم شركة (ساليني) حاليًّا ببناء مواقف سيارات تحت الأرض بسعة (10,500) سيارة أسفل ميدان الدرعية، وستكون من بين أكبر مواقف للسيارات في العالم، حيث تشتمل على مرافق متكاملة لخدمة الحافلات، ومناطق مخصصة لسيارات الأجرة وإنزال الركاب، إضافةً إلى أربعة مسارات تحت الأرض تربط أجزاء المخطط الرئيس؛ مما يُسهم في تقديم تجربة وصول سهلة إلى مواقف ميدان الدرعية، كما تعمل (ساليني) أيضًا على تنفيذ الأعمال الإنشائية لجميع مرافق ميدان الدرعية، بما في ذلك مناطق التجزئة والفنادق والوحدات السكنية والفندقية والمكاتب، إضافةً إلى الجامع الكبير. ويتضمّن عقد تطوير المنطقة التجارية الجديدة في ميدان الدرعية إنشاء (73) مبنى، فيها (400) وحدة تجارية، على مساحة إجمالية تبلغ (365,340) مترًا مربعًا، مع تنفيذ كامل الواجهات والتشطيبات والتجهيزات الداخلية للوحدات، كما يستخدم كل مبنى تصميمات معمارية نجدية تقليدية؛ لإضفاء طابع نجدي أصيل يعكس تاريخ المنطقة الممتد لقرابة 600 عام، ضمن بيئة تجارية راقية مخصصة للمشاة في قلب الدرعية. وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية السيد جيري إنزيريلو: 'يُعد ميدان الدرعية أحد أبرز مشاريعنا المميزة والنوعية والفاخرة، ونحن سعداء بإبرام هذا العقد، حيث يُجسّد ميدان الدرعية إحدى أهم المحطات في مسيرة تطوير الدرعية الذي سيُسهم في توفير مساحات واسعة من محالّ التجزئة، لاستقبال مجموعة كبيرة من المتسوقين من المجمعات السكنية والمساحات المكتبية المحيطة، وملايين الزوار الذين يزورون الدرعية سنويًّا'. من جهته، أعرب الرئيس التنفيذي لمجموعة (وي بيلد) بيترو ساليني عن الفخر بالإسهام في مشروع يحمل رمزية إستراتيجية كبيرة للمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن هذا المشروع سيُعزّز حضورهم في المملكة، ويؤكّد التزامهم نحو المساهمة في تنمية المنطقة ومجتمعها المحلي. وقال: 'نحن متحمسون للعمل في هذه المرحلة الجديدة من ميدان الدرعية، بصفته جزءًا مهمًّا من هذا المشروع الفريد، وسنواصل دعمها في تنفيذ أبرز مشاريع البنية التحتية في العالم، لا سيما في قطاع الإنشاءات والتنقل المستدام، وتحلية المياه'. ويُعد ميدان الدرعية القلب النابض لقطاع التجزئة ضمن مشروع الدرعية، إذ يضم أرقى العلامات التجارية العالمية والمنتجات الحرفية المحلية في بيئةٍ تمزج الثقافة والترفيه، ويشمل الميدان (400) من إجمالي (1000) منفذ بيع مُخطط لتوفيرها ضمن المخطط الرئيس لمشروع الدرعية، الذي يُقام على مساحة (14) كيلومترًا مربعًا. ومن المتوقع أن تُسهم الدرعية بنحو (70) مليار ريال (18.6 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وستوفّر قرابة (180) ألف فرصة عمل، وستكون موطنًا لما يُقدر بنحو (100) ألف نسمة، وستضم مساحات مكتبية حديثة لعشرات الآلاف من المتخصصين في التكنولوجيا والإعلام والفنون والتعليم، ومتاحف، وجامعة، ودار الأوبرا الملكية، وفنادق عالمية فاخرة، ومطاعم، إضافة إلى النادي الملكي للجولف في وادي صفار، إلى جانب ملعب القولف للبطولات من تصميم جريج نورمان، والنادي الملكي للفروسية والبولو في وادي صفار.