logo
الصين تكثف جهودها لتقليص الفجوة مع "ستارلينك" في سباق الإنترنت الفضائي

الصين تكثف جهودها لتقليص الفجوة مع "ستارلينك" في سباق الإنترنت الفضائي

تشهد الصين تأخراً ملحوظاً في جهودها لتأسيس شبكات أقمار صناعية منافسة لـ"ستارلينك"، الخدمة التي أطلقتها شركة "سبيس إكس" التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك.
وحسبما ذكرت "نيويورك تايمز"، فإنه لم تتمكن أكبر شبكتين صينيتين حتى الآن من إطلاق سوى أقل من واحد في المئة من العدد المقرر من الأقمار الصناعية، رغم الطموحات الكبرى المعلنة في هذا المجال.
يأتي هذا التأخير في وقت تتزايد فيه أهمية الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض، والتي تقع على ارتفاع يصل إلى 1200 ميل، باعتبارها حجر أساس في تطوير تطبيقات متقدمة مثل المركبات ذاتية القيادة، والطائرات المسيّرة، والمراقبة العسكرية.
وترى الصين في "ستارلينك" تهديدًا محتملاً، خاصة مع ارتباطها بالجيش الأميركي، وهو ما دفع بكين إلى تمويل شبكتين ضخمتين هما "تشيانفان" (Qianfan) و"جوووانج " (Guowang)، تخططان مجتمعتين لإطلاق أكثر من 27 ألف قمر صناعي.
تقدم بطيء
ورغم إعلان شركة Shanghai Spacesail Technologies، المطوّرة لشبكة "تشيانفان"، عن هدف إطلاق 650 قمراً اصطناعياً بحلول نهاية العام الجاري، لم يُطلق سوى 90 قمراً منذ بدء العمليات في أغسطس الماضي. أما شبكة "جوووانج"، فالوضع أقل تقدماً، إذ لم تطلق حتى الآن سوى 34 قمراً فقط، رغم خطتها التي تقضي بإطلاق قرابة 13 ألف قمر خلال العقد المقبل.
ويرجع هذا التباطؤ إلى تحديات تقنية أساسية لم تتمكن الصين من تجاوزها بعد، أبرزها غياب الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام.
وبينما تعتمد "سبيس إكس" على صواريخ "فالكون 9"، التي تتميز بإمكانية استعادة المرحلة الأولى منها بعد كل إطلاق، ما يوفّر الوقت والتكاليف ويزيد من وتيرة الإطلاقات، لا تزال الشركات الصينية تستخدم صواريخ مخصصة للاستخدام لمرة واحدة فقط، مثل "لونج مارش 8".
وتضاعف هذا التحدي بفعل صعوبات في عمليات تصنيع الأقمار الصناعية نفسها، إذ تبيّن أن نحو 13 قمراً من أصل 90 أطلقتها "تشيانفان" لم تصل إلى المدار المحدد، ما يرجّح أنها غير صالحة للعمل.
كما لم تنجح حتى الآن محاولات تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، رغم تجارب محدودة لصواريخ مثل Zhuque-3 وTianlong-3، التي ما زالت في مراحلها الأولية ولم تُثبت جاهزيتها التشغيلية بعد.
منافسة قوية
في المقابل، تواصل "ستارلينك" توسعها بسرعة لافتة، حيث تجاوز عدد أقمارها العاملة في المدار الأرضي المنخفض عتبة 8 آلاف قمر اصطناعي، في ظل جدول إطلاق منتظم شهرياً.
ومع هذا الانتشار الكبير، فقد تمكنت "ستارلينك" من لعب دور حاسم في عدة سياقات، لا سيما في الحرب في أوكرانيا، حيث تُستخدم شبكتها لتأمين الاتصالات وتنفيذ هجمات الطائرات المسيّرة.
رغم ذلك، لا تزال الصين تواصل تسويق خدماتها الفضائية دولياً، في الأسواق التي تتجنب الاعتماد على الشركات الأميركية.
وقد أعلنت شركة Spacesail الصينية، دخولها في مفاوضات مع نحو 30 دولة، من بينها البرازيل وتايلندا وماليزيا، لتوفير خدمات الإنترنت الفضائي، كما أسست فرعاً محلياً لها في كازاخستان.
لكن الضغط الدولي لا يقتصر على المنافسة التجارية، فبحسب لوائح الاتحاد الدولي للاتصالات، يتوجب على أي شبكة، إطلاق 10% من أقمارها الاصطناعية خلال عامين من الموافقة على الترددات، وإكمال النشر الكامل خلال سبع سنوات. وهو ما يشكّل تحدياً إضافياً للشبكات الصينية المتأخرة عن هذه المهل، ما قد يؤدي إلى تقليص حجم شبكاتها أو فقدان حقوق الترددات.
ورغم التحديات، يرى مراقبون أن العام الحالي والمقبل قد يشهدان تحولاً نوعياً في المشهد، إذا ما تمكنت الشركات الصينية من تحقيق اختراق تقني ملموس.
ويُتوقَّع أيضاً أن ترتفع وتيرة الإطلاقات الصينية في النصف الثاني من العام، كما هو معتاد سنوياً.
وفي حين تمضي "ستارلينك" نحو ترسيخ هيمنتها، تبقى الصين على مسار السباق، مدفوعة برؤية استراتيجية أعلنها الرئيس الصيني شي جين بينج، مفادها أن "استكشاف الفضاء وبناء قوة فضائية هو حلمنا الذي لا ينتهي".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

30×30 .. ريادة سعودية في مبادرة عالمية لحماية البيئات البرية والبحرية
30×30 .. ريادة سعودية في مبادرة عالمية لحماية البيئات البرية والبحرية

صحيفة سبق

timeمنذ 6 ساعات

  • صحيفة سبق

30×30 .. ريادة سعودية في مبادرة عالمية لحماية البيئات البرية والبحرية

في خطوة تُجسّد التزام المملكة العربية السعودية بحماية التنوع البيئي وتعزيز الاستدامة الطبيعية، أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عن تقدم المملكة كإحدى أوائل الدول المنضمة إلى مبادرة "30×30"، الهادفة إلى حماية ثلاثين في المئة من المساحات البرية والبحرية بحلول عام 2030، وفقًا لمستهدفات رؤية المملكة. وتمثل المبادرة التزامًا عالميًا اعتمدته اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، وتسعى من خلاله الدول إلى حفظ النظم البيئية، والتصدي لفقدان الموائل الطبيعية، والحد من التأثيرات البيئية السلبية. وتأتي المملكة في طليعة الدول التي بادرت بتطبيق هذا المفهوم عبر إطلاق استراتيجية وطنية متكاملة لتحقيق هذا الهدف، ضمن رؤية السعودية 2030. ويُعد هذا التحرك السعودي جزءًا من جهود أوسع في المحافظة على البيئة والحياة الفطرية، من خلال رفع مستوى الحماية للمناطق ذات القيمة البيئية العالية، وتوسيع نطاق المحميات الطبيعية، وإدراجها ضمن التصنيفات الدولية المعترف بها من الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. كما يشمل المسار تعزيز العمل العلمي، وتحديث البيانات البيئية، وبناء أنظمة مراقبة شاملة لرصد التغيرات. ويؤكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن انخراط المملكة في هذه المبادرة يعكس التزامًا استراتيجيًا طويل الأمد، يسهم في حفظ التنوع الأحيائي، وضمان مستقبل أكثر توازنًا واستدامة للأجيال القادمة. 30×30 ريادة سعودية في مبادرة عالمية لحماية 30٪ من المساحات البرية والبحرية للمملكة بحلول 2030. #بحياتها_نحيا — المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية (@NCW_center) August 5, 2025

أميركا تسبق روسيا..ناسا تخطط لبناء مفاعل نووي على القمر
أميركا تسبق روسيا..ناسا تخطط لبناء مفاعل نووي على القمر

العربية

timeمنذ 11 ساعات

  • العربية

أميركا تسبق روسيا..ناسا تخطط لبناء مفاعل نووي على القمر

أفادت وثائق داخلية جديدة بأن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر. علم الفضاء وأضافت أن "ناسا" تعتزم طلب مقترحات ملموسة من الشركات خلال 60 يوما لبناء مفاعل بقدرة 100 كيلوات، إذ من المقرر أن يبدأ تشغيله بحلول عام 2030، وفقاً لموقع "بوليتيكو" الإخباري يوم الاثنين. كما من المتوقع أن يعلن القائم بأعمال مدير ناسا، شون دافي، عن هذه الخطط خلال الأيام المقبلة. ويأتي هذا المشروع في ظل احتدام المنافسة مع الصين، التي تهدف إلى تنفيذ أول مهمة مأهولة إلى القمر في نفس الفترة تقريبا. فكرة روسية طرحت قبل سنوات يُذكر أن فكرة المفاعل النووي على القمر ليست جديدة، حيث طرحت روسيا هذه الفكرة منذ سنوات، بينما كثفت ناسا في الآونة الأخيرة أبحاثها الخاصة في هذا المجال. وسيوفر المفاعل مصدر طاقة مستقرا للمهمات المستقبلية على القمر، لاسيما خلال فترة الليل القمري التي تستمر نحو أسبوعين، حيث تكون الطاقة الشمسية غير متوفرة. إلى ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة رواد فضاء إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من 50 عاما، وذلك ضمن برنامج "أرتميس"، حيث تخطط ناسا لإنزال طاقم على سطح القمر في عام 2027. مع ذلك، تم تأجيل الجدول الزمني عدة مرات، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيواصل دعمه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store