
قبل الذوق العالي.. كيف كان شكل التعاون الفني بين الكينج محمد منير وتامر حسني؟
أجواء صيفية
ورغم أن البرومو التشويقي لأغنية "الذوق العالي" جاء قصيراً للغاية، إلا أنه اعتلى ترند منصات التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الشغف لدى جمهور النجمين، وجاءت أجواء تلك الأغنية والتي تم تصويرها بطريقة الفيديو كليب مبهجة ومناسبة لأجواء فصل الصيف، إذ ارتديا تامرحسني ومحمد منير قمصان مزينة بأكثر من لون فاتح يجعلك تشعر بأجواء هذا الفصل، هذا إلى جانب المكان الذي صورت به الأغنية فجاء وسط مناظر وأجواء طبيعية من حشائش خضراء وورود محاطة بـ أحواض مائية كبيرة "حمامات سباحة".
وكانت الأولوية للنجم محمد منير إذ قال في مقطع تلك الأغنية "عمال تعلي الذوق بذوقك العالي" ليرد عليه تامر بمقطع آخر قائلاً من خلاله: "اه ياوخدنا لفوق، حلاوتك ياللي في بالي".
View this post on Instagram
A post shared by RotanaMusic (@rotanamusic)
ولم تمر سوى ساعات، ليعبر تامر حسني عن سعادته الشديدة بهذا الديو الغنائي الذي يجمعه بالنجم الكبير محمد منير ، معتبراً غنائه معه بمثابة جائزة كبيرة له، و ذلك من خلال منشور له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، جاء كالتالي: "كلمتين من قلبي في حق الفنان الأسطوري محمد منير، بعيداً عن إنه أخويا الكبير و حبه في قلبي عشق لا ينتهي".
إلا أنه قبل هذه الاغنية، كان هناك تعاون فني جمع الثنائي بطرق مختلفة، هذا ما سوف نتعرف من خلال التقرير التالي .
تعاون غنائي وسط النجوم: حب وود متبادل
وتماشياً مع المثل العربي الشهير "رب ضارة نافعة"، جاء أول تعاون بين الثنائي خلال فترة جائحة فيروس "كورونا" الذي انتشر في العالم وتسبب في إلغاء المحافل الفنية، إذ اجتمع في الثنائي أوبريت "أنت أقوى" مع كوكبة كبيرة من نجوم الطرب في الوطن العربي، وكان الهدف منه رفع الروح المعنوية ونشر الأمل لدى الناس بسبب الإحباط الذي أصابه نتيجة فيروس "كورونا".
وبدأ محمد منير الأوبريت بكلمات محفزة لحب الحياة: "كل يوم الشمس تطلع كل يوم.. تطلع تملى بـالنور الوجود كل لحظة خير يعدي في القلوب... ولا الورد هي نور الإنسانية اللي بيعدي الحدود أنت أقوى أنت أبقى سر أسرار الحياة مد أيدك فوق".
وجاء من بعده تامر حسني ليكمل الرسالة التي بدأها "منير" في بث الأمل بين جموع الناس، ليقول في مقطعه الغنائي المخصص له "مهما هـتكون الديانة او شعوب باللغات ولون.. ربنا إدالنا الأمانة وقال لآدم قوم وكون الأرض لينا مش لغيرنا لأجل أولادنا وخيرنا... ياما من أزامات عبرنا رجعوا الضحكة العيون".
والمميز في هذا العمل الغنائي ، هي الحالة التي ظهر عليها تامر حسني ومحمد منير في كواليسها، حيث سادت بينهما حالة من الحب والود المتبادل الذي تخلله لحظات داعمة وطريفة كان بطلها "تامر حسني"، هذه الصورة تؤكد على قوة العلاقة التي تربطهما سواء كانت فنية أو على المستوى الشخصي.
لحظة طربية صادقة
وفي وقت سابق ، اجتمع تامر بـ "منير" في منزل أحدهما، في لحظة كان عنوانها الطرب الأصيل، إذ بادر "نجم الجيل" بغناء إحدى أغاني محمد منير التي تركت علامة وأثر كبير لدى جمهوره وهي أغنية "ممكن"، وعلى موسيقى "الأورج الكهربائي" الهادئة تقمص تامر دور العازف، ليبادله "منير" الغناء ، لتسجل هذه اللحظة مشاركة فنية اكتست بطابع خاص جداً، ورغم مرور سنوات عدة على هذه اللحظة إلا أن جمهور الثنائي لا يزال يتذكرها، من خلال نشر مقطع الفيديو الخاص بها على منصات التواصل الاجتماعي.
إشادة ورد للجميل
وفي السياق ذاته علينا أن نتذكر ، التصريحات التي أدلى بها "الكينج" محمد منير خلال لقائه منذ سنوات في البرنامج الشهير "البيت بيتك" والتي من خلالها أثنى على موهبة تامر حسني ، معتبراً إياه صورة لجيله ولمجتمعه، قائلاً: "تامر مغني صادق جدا جداً.. ليه بحبه هو صورة لجيله لمجتمعه.. تامر مغني جميل".
لتمر الأيام والسنوات، ليقرر تامر حسني رد الجميل للنجم محمد منير، قائلاً في لقاء مع الإعلامي عمرو الليثي على شاشة "النهار" في برنامج "واحد من الناس".
أن الكينج محمد منير هو الفنان الوحيد الذي سانده كثيرًا جدًا ووقف بجانبه منذ طفولته، وكان يقدمه للجمهور في حفلاته وهو يدين بالفضل له.
وتابع أن منير هو الفنان الوحيد الذي تحدث عنه وقدمه للجمهور في حفلاته، وعندما يحدث له أي موقف كان يتحدث معه ويفهمه الأمر، وأكد قائلًا: "أنا بحبه جدًا".
أحدث رسائل محمد منير لـ تامر حسني: "أنا فخور بيك"
وفي الختام وفي ظل التوقعات العالية لأغنية "الذوق العالي" يترقب عشاق النجمين محمد منير وتامر حسني لقاءً فنياً استثنائياً يجسد الإبداع والتألق"، وأمام ذلك حرص الفنان محمد منير على التأكيد بـ إعجابه الشديد بالنجم تامر حسني، مسترجعاً خلال ذلك الخطوات الأولى للأخير في عالم الغناء والطرب، إذ نشر "منير" صورة الملصق الدعائي لأغنية الذوق العالي، عبر صفحته على "فيسبوك"، وعلق قائلاً: "تامر حسني كنت شاهد علي رحلة نجاحك من أول مشاركة في البوم (ليه يا دنيا الواحد) ، النهارده انا فخور بيك كـنجم كبير في عالمنا الفني".
يمكنكم قراءة... الذوق العالي.. محمد منير مفاجأة ألبوم تامر حسني
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا " إنستغرام سيدتي".
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا " تيك توك سيدتي".
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر "تويتر" " سيدتي فن".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 22 دقائق
- عكاظ
إليسا تتألق بفستان من توقيع نيكولا جبران
في أحدث إطلالة لها، تألقت الفنانة إليسا بفستان من تصميم اللبناني نيكولا جبران، حيث اختارت فستانًا يميل إلى النمط الكلاسيكيّ بلون التان اللامع خلال إحيائها حفلاً ضمن حفلاتها الصيفية. أضفى الفستان لمسة فاخرة من خلال تطريزات الترتر اللامعة، وقفازات طويله زادت من رونق اطلالتها. تركت إليسا شعرها منسدلاً، وأكملت إطلالتها بمكياج ناعم من تنفيذ خبير التجميل بسام فتوح. هذه الإطلالة تُعدّ جزءًا من سلسلة اختياراتها المميزة بتوقيع نيكولا جبران، الذي يُعرف بتصاميمه الراقية التي تعكس الأنوثة والجاذبية. إليسا، التي تعتبر من أبرز النجمات في العالم العربي، لا تفوت أي فرصة لاختيار تصاميم هذا المصمم اللبناني الشهير، ما يعكس ذوقها الرفيع والأنثوي. أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
أجمل مجوهرات سيرين عبدالنور..تصاميم راقية تخطف القلوب
بعد غياب استمر سنتين، أطلقت سيرين عبدالنور أغنية جديدة بعنوان: عاملن عقدة، تصدّرت من خلالها محركات بحث غوغل، وحققت نجاحاً كبيراً منذ إطلاقها. اختارت سيرين في كليب الأغنية مجموعة إطلالات شديدة الأناقة، أكملتها بقِطَع مجوهرات ناعمة تناسبت مع الشخصية التي تؤديها. لنستعِدْ معكم بضع إطلالات اختارتها سيرين عبدالنور في المناسبات المهمة، وأكملتها بقِطع مجوهرات مميزة، عكست ذوقها الرفيع وشخصيتها الجميلة. في السطور التالية من «سيدتي» نستعيد وإياكم أبرز المجوهرات التي اختارتها سيرين عبدالنور، وكيف نسّقتها. سوار Cuff ذهبي View this post on Instagram A post shared by • سيرين عبد النور • (@cyrineanour) في أحدث إطلالة لها على صفحتها على إنستغرام، عنونتها بـ"المحارب الحكيم يتجنّب المعركة"، اختارت سيرين عبدالنور إطلالة من الجلد الأسود، مع تسريحة شعر مبللة مسحوبة إلى الخلف، ومكياج عيون قوي. وأكملت إطلالتها بسوار Cuff من الذهب المنقوش، وأقراط بيضاوية الشكل، أضفيا الكثير من البوهيمية الجميلة على الإطلالة. مزيج من الذهب الأصفر والأبيض View this post on Instagram A post shared by • سيرين عبد النور • (@cyrineanour) حضرت سيرين عبدالنور حفل افتتاح عيادة تجميلية في قطر، ومن أجل هذه المناسبة ارتدت فستاناً أنيقاً من الدانتيل من تصميم نجا سعادة. وأكملت إطلالتها بمجموعة من المجوهرات من توقيع سارتورو Sartoro والفردان Alfardan، ضمت مجموعة من العقود من الذهب الأصفر و الذهب الأبيض مرصّعة بالألماس، ارتدتها بصيحة التكديس. ومجموعة أساور من الذهب الأصفر والذهب الأبيض، بالإضافة إلى أقراط وخواتم. خواتم مفتوحة وأقراط متدلية View this post on Instagram A post shared by • سيرين عبد النور • (@cyrineanour) في مناسبة فخمة في الإمارات، اختارت سيرين عبدالنور إطلالة الفستان الذهب الملتصق بالجسم من زهير مراد، ونسّقته مع مجموعة من المجوهرات من مارلي Marli؛ حيث ارتدت خاتمين مفتوحين، أحدهما مرصّع بالألماس، وأقراطاً متدلية ذهبية بتصميم هندسي مميز. أقراط طويلة كالثريا View this post on Instagram A post shared by • سيرين عبد النور • (@cyrineanour) نشرت سيرين عبدالنور صورة لها وهي ترتدي إطلالة سوداء اللون بياقة عالية مزيّنة بالدانتيل، وأكملتها بمجموعة من المجوهرات الذهبية الضخمة المزينة بالأحجار الكريمة، ضمّت أقراطاً طويلة متدلية كالثريا وصلت إلى كتفيها. اقرأي أيضاً لمناسبة يوم ميلادها: شاهدي أجمل المجوهرات الراقية لرؤى الصبان ساعة مرصّعة بالكامل بالألماس View this post on Instagram A post shared by • سيرين عبد النور • (@cyrineanour) خطفت سيرين عبدالنور الأنظار في حفل توزيع جوائز جوي Joy Awards في السعودية مؤخراً، بإطلالتها الفخمة التي ارتدت فيها فستان حفلات مرصعاً من زهير مراد، ونسّقته مع مجموعة من المجوهرات الألماسية من شوبارد Chopard؛ حيث ارتدت زوجاً من الأقراط وخاتماً، بالإضافة إلى ساعة بتصميم زهرة مرصّعة بالكامل بأحجار الألماس البرّاق. يمكنكِ أيضاً قراءة لمناسبة يوم ميلادها: شاهدي أجمل مجوهرات نيكول كيدمان طقم ألماسي بديع View this post on Instagram A post shared by • سيرين عبد النور • (@cyrineanour) نشرت سيرين عبدالنور صورة جميلة لها في ديسمبر لتعايد بها متابعيها بيوم الكريسماس، واختارت إطلالة الفستان الأحمر المرصّع بالكامل والملتصق بالجسم، مع شق طويل عند الساق اليسرى، وقفازات أوبرا من أنطوان قارح. أما لمجوهراتها فقد اختارت مجوهرات من نصولي Nsouli، تضمنت عِقداً مرصّعاً بالألماس، بتصميم ناعم من الزهور مع أقراط متدلية. إطلالة ألماسية برّاقة View this post on Instagram A post shared by • سيرين عبد النور • (@cyrineanour) في حفل توزيع جوائز بيلبورد عربية، اختارت سيرين عبدالنور فستاناً أسود مخملياً بقَصة تكشف عن الكتفين، من جان لوي ساباجي. ونسّقت إطلالته مع مجوهرات من مارلي Marli؛ حيث ارتدت عِقداً ألماسياً بتصميم الياقة مع زوج من الأقراط ومجموعة من الخواتم الألماسية البرّاقة.


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
سردية القتل الأول
في روايتها «فوق رأسي سحابة» الصادرة أخيراً عن «دار العين» بالقاهرة تشيّد الكاتبة الروائية المصرية دعاء إبراهيم عالماً تخييلياً ينهض على واحدة من أقدم قصص التراث الإنساني، فتُعيد تأويل قصة «قابيل وهابيل» ضمن سياق نفسي معاصر، فمنذ الجملة الافتتاحية لروايتها تستدعى «الغراب»، ليس بوصفه نذيراً للشؤم كما في التراث الشعبي فحسب، إنما بوصفه رمزاً للموت القريب، وشاهداً على الذنب الذي يُلازم بطلة الرواية كظلّ لا ينزاح عنها. ومن ثم، لا تبدو «السحابة» التي يشير إليها العنوان، رغم شاعريتها الظاهرة، سوى تمثيل مبطن للذنب الذي يُعيد إنتاج نفسه في سياقات مختلفة، فالبطلة التي تعبر القارات في رحلة تأخذها من مصر إلى اليابان، لا تنجح عبر تلك المسافات الطويلة أن تنفصل عن عالمها النفسي المُظلم بفعل صدمات الطفولة، بداية من الأم التي استبدلتها بزيجات مُتكررة، وجعلتها دوماً على الهامش، والأب المُتخلي الذي يتركها ليؤسس أسرة جديدة في اليابان، فتذهب إليه بعد موت أمها أملاً في فصل جديد ينزعها من عملها المرير في مستشفى حكومي وسط مستنقع اجتماعي وعائلي بائس، فتنتقل إلى القارة البعيدة محتفظة داخلها بميراثها الغاضب تجاه هذا الأب بعد أن تخلى عنها طفلة: «رأيتني من دمه، أحمل اسمه، ملامحه، طريقته في الحديث، ربما أحمل نذالته أيضاً لكنه لا يزال غريباً، غريباً وعدواً». طفولة معقدة كأرضية، ترفنا الرواية، التي جاءت في 200 صفحة، بسنوات الطفولة المعقدة للبطلة، وصولاً لعملها رئيسة للممرضات، أو ما يعرفن مجازاً بـ«ملائكة الرحمة»، فيما المفارقة أنها تُمارس جرائم القتل الرحيم تحت ستار التمريض تحت ذريعة «تحقيق العدالة» على طريقتها الخاصة، لتتحوّل تدريجياً إلى شبح غراب «الجريمة الأولى»، وبذلك تخلق الرواية تقاطعات بين سردية قصة «قابيل وهابيل»، وبين عالم البطلة المضطرب التي يتراءى لها فيه «قابيل»، لا بوصفه القاتل فحسب، بل كامتداد خفي لذاتها، فتقودها ضلالات مُجسدة في صوت نعيق الغراب وكأنه يوسوس لها بالقتل: «سيموت اليوم». هكذا تسمعه يستشرف موت من تختارهم للرحيل، فيما يتحوّل «قابيل» في لا وعيها إلى مجاز للحب والرغبة، فتبدو بعض مشاهد الرواية أقرب إلى تخيّلات لحالة عشق تجمعها به، في تماهي سردي يربط بين الحب والجريمة والذنب، فتتساءل: «هل كنت أعرف أنني البنت التي أحبها القاتل الأول منذ آلاف السنين؟». نسق ياباني يبدو اغتراب البطلة أبعد من حدود الجغرافيا والمكان، فتتغرب عن «بيت الجدة» الحنون لتجد نفسها أسيرة «فوتون»، عبارة عن مرتبة تُفرش على الأرض للنوم، في شقق اليابان التي لا تتجاوز الستين متراً. وبهذا الانتقال المادي من مصر إلى أقصى الشرق الآسيوي، تكشف الرواية عن تفاوت كبير بين الأنساق الثقافية في البلدين. لكن اليابان برغم صورتها كمجتمع متقدّم ومنضبط، لا تُقدم هنا كملاذ، بل على العكس، فهي تُعيد قولبة الفرد في منظومة مغلقة، قوامها الامتثال الكامل والتلاشي داخل الجماعة، فيصبح والدها الذي تقطع الأميال من أجله «يابانياً أكثر مما ينبغي» كما تصفه، فلا يمثل حضناً عائلياً مستعاداً، بل يصبح نموذجاً لفقدان المرجع، والذوبان الكامل: «بدا لي المجتمع من الخارج مجتمعاً كاملاً من الملائكة، هذا ما جعلني أكرههم. بدوا جامدين كروبوتات من حديد، مهذبين لدرجة محرجة، يتشابهون في كل شيء؛ طريقة الحديث، وإيماءات التعجب والاستغراب، وتناول الطعام، وأوقات تناولها، كأنهم جميعاً خرجوا من مصنع واحد، مسخهم جميعاً على هيئة واحدة». مواجهة جديدة في اليابان، لا تجد البطلة خلاصاً، بل مواجهة جديدة مع منظومات أكثر صرامة وتعقيداً، فتبدأ في العمل في مطعم صغير تتعرف فيه على معايير طبقية مغايرة عن تلك التي كانت تعانيها في مصر كرئيسة للممرضات، بكل ما يتعرضن له من إهانات من مرضى وأطباء على السواء، حيث تُزامل في المطعم الذي تعمل به طلبة من كليات الطب بعد انتهاء اليوم الدراسي ليتمكنوا من سداد مصاريف الجامعة في اليابان، وتبدو البطلة منفتحة على تعلم اللغة اليابانية، والانفتاح على «التطور» الثقافي الذي حررها نسبياً من الحصار الذكوري المُشوّه في مصر الذي كان يمثله أفراد من عائلتها، ولا سيما «الخال»، و«حارس العقار»، فنشأت عندها أزمة تخص علاقتها بجسدها وهُويتها، إلا أن «غُرابها» الملازم لها، يدفعها إلى منعطف يعصف بهذا المُستقبل المضيء المحتمل في اليابان، فيحرضها على قتل الأب بالأسلوب نفسه؛ القتل الرحيم، ومن بعدها تُتهم بقتل «تومودا سان»، زوجة أبيها اليابانية، لتنتقل إلى مواجهة مع «عدالة أخرى» مُشددة داخل السجون اليابانية، التي لا يفارقها فيها غُرابها ولا سيرة قابيل. لا يبدو وصول البطلة إلى محطة السجن في نهاية الرواية إدانة ولا تبرئة لها، بل ذريعة فنية لفتح أفق سردي يُحكم السيطرة أكثر على تضاريس البطلة النفسية المشروخة، ففي تلك العزلة المغلقة، تنسحب البطلة ذهنياً داخل سردية «قابيل والغراب»، فيتلاشى المكان لصالح هلاوس تعتمل بداخلها المضطرب، وهنا، ينقلب الغراب عليها بعد أن كان مُرشداً لها فتقول: «سمعت الغراب يصرخ في أذن قابيل يُحرضه على قتلي: ستموت اليوم، لولاها ما قتلتَ أخاك» لتنفتح الرواية على أفق بدائي ومُجرد، لا تعود الجريمة فيه فعلاً فردياً، بل نمطاً وجودياً، وذريعة قابلة دوماً للتُجدد في كل سياق، وتحت كل سحابة.