logo
"جرش" يحتضن مشاريع إنتاجية صغيرة تعبق برائحة التراث

"جرش" يحتضن مشاريع إنتاجية صغيرة تعبق برائحة التراث

الغدمنذ 3 أيام
صابرين الطعيمات
اضافة اعلان
جرش- للمرة الثامنة على التوالي، تشارك وحدة تمكين المرأة في مهرجان جرش للثقافة والفنون، من خلال بلدية جرش الكبرى التي تعمل جاهدة على دعم سيدات المجتمع المحلي وتطوير وتنمية مواهبهن في المشاريع الخاصة التي تمولها الوحدة وتشرف على عملها بشكل مباشر، ولا يقل عددها عن 120 مشروعا من داخل محافظة جرش وممثلين من مختلف محافظات المملكة.وتعتبر السيدات المشاركات في المهرجان، أنه من أفضل وأكبر الفرص التسويقية التي توفر لهن العرض والموقع والحضور الكبير والتشبيك مع الجهات المصدرة والمنتجة، فضلا عن فرصة تسويق المنتجات بأسعار مناسبة، وشهرة المنتج على المستوى المحلي والعربي والدولي من خلال الجهات الإعلامية المتخصصة والعالمية التي تغطي فعاليات المهرجان.وتعيل هذه المشاريع الأسر التي تقوم عليها من خلال الإنتاج والتسويق، وتختلف الأنماط الإنتاجية وفق موهبة وقدرات كل سيدة، فمنهن من تنتج الأطعمة بمختلف أنواعها وأبرزها المربيات والمخللات ومنتجات الألبان والأعشاب الطبية والمقدوس والمجمدات، وأخريات يعملن في الإكسسوارات وصناعة الصابون ومواد التجميل وصناعة الملابس التراثية والحرف والفنون، والمهن المختلفة كالرسم على الخشب والرسم على الزجاج والنحت وإعادة التدوير، ومنهن من يصنعن المواد الغذائية داخل الموقع مباشرة.وتعتبر المنتجة جمانا الكردي، أن مهرجان جرش من أكبر وأضخم المهرجانات التي تتيح لهن الفرصة لعرض وتسويق المنتجات التي تتخصص فيها كل سيدة، فضلا عن ان المهرجان يفتح لهن فرصة التشبيك مع منتجين ومصدرين وإعلاميين لعرض هذه المنتجات على مستوى محلي وعربي وعالمي.وأوضحت أنها تحرص على المشاركة في المهرجان منذ سنوات طويلة، لما يتمتع به المهرجان من حضور كبير وقوي وتسويق عالمي وشهرة تستقطب زوار من مختلف دول العالم لحضور برنامج إحتفالات ضخم، فضلا عن مدة المهرجان وهي مدة مناسبة لتنفيذ خطة متكاملة في تسويق المنتج الجرشي.بدورها أكدت المشاركة مريم فريحات، أنها تحرص منذ عدة سنوات على المشاركة في المهرجان لضمان تسويق جزء كبير من منتوجاتها الغذائية التي تتخصص فيها، لاسيما وأن المهرجان فرصة تسويقية مناسبة لعرض منتجاتهم وبيعها بأسعار مناسبة، والتخلص من حالة الكساد التي تمر بها المنتجات نظرا للظروف السياسية والإقتصادية التي تؤثر على الإقليم وإنعاكساتها السلبية على قطاع السياحة، لاسيما وان المنتجين والحرفيين يعتمدون على السياحة في تسويق منتجاتهم.وأشارت فريحات أن أهم مطالب منتجين جرش هو تسويق مشاركتهم بالمهرجان وزيادة عدد طاولات العرض لهم وتوفير تجهيزات مناسبة في الموقع مثل غازات وأفران مجهزة لضمان تجهيز الطعام والحلوى الشعبية داخل الموقع دون التأثير على طبيعة حجارة الموقع الأثري.وتعتقد أن مشاركة مشاريع تمكين المرآة في مهرجان جرش بمثابة دعم مباشر لهذه المشاريع وضمان تسويق منتجها وتطويره وتحديثه، خاصة وأن عدد زوار المهرجان تراجع في السنوات الأخيرة والإقبال على ما تبقى منها متواضع، مقارنة بحجم زوار مهرجان جرش والسمعة التي يتمتع بها المهرجان.أما المنتجة أم حمزه قوقزه، فهي تحرص منذ عشرات السنينن على المشاركة في فعاليات المهرجان ويساعدها 7 من أفراد أسرتها في صناعة المعجنات والفطائر والحلوى الشعبية مثل الزلابية والإقراص، والتي تعدها أمام الزوار مباشرة وتقدم ساخنة لهم مع الحرص على تجهيز الشاي على الحطب.وعادة في أيام المهرجان يصطف الزوار على الدور أمام طاولة الستينية أم حمزة لتذوق المنتجات التي تعد بدقة وحرفية عالية وجودة ونظافة وإتقان، حتى يكتسب منتجها شعبية كبيرة وتسويق واسع، نظرا لطبيعة العرض وطريقة الإنتاج التي تعيد الزوار إلى زمن الطفولة وتسترجع ذكريات بعيدة كانت تحرص الجدات والأمهات على إعدادها قبل سنوات طويلة.بدورها تقوم بلدية جرش الكبرى بضمان مشاركة السيدات المنتجات الجرشيات في المهرجان وتقدم لهن كافة أشكال الدعم الفني واللوجستي وتقدم الخدمات كافة اللازمة لهن داخل الموقع، إلى جانب تعريفهن بطريقة التسويق والتواصل والتشبيك مع مختلف فئات زوار المهرجان والاستفادة من مدة المهرجان في تسويق المنتج الجرشي عربيا وعالميا.وتهدف وحدة تمكين المرأة إلى دعم مشاريع السيدات الصغيرة التي تدار من داخل المنازل وتوفر مصادر رزق ثابتة لهذه الأسر وتدعمها ماديا ومعنويا وتشرف عليها، وتحاول البلدية تطويرها على الدوام لضمان استمراريتها، لا سيما أن هذه المشاريع نافذة مهنية حرفية يتم العمل فيها بدقة وحب وإبداع وفن مميز يليق بالإرث التراثي والأثرية والتاريخي والسياحي لمدينة جرش.وتشارك وحدة تمكين المرأة في بلدية جرش الكبرى بحوالي 120 طاولة عرض مبدئيا ويشاركهم حرفيين ومهنيين من مختلف محافظات المملكة، تتنوع وفق منتجات كل مشروع في مهرجان جرش للثقافة والفنون في نسخته الـ39، والوحدة تشارك في المهرجان للسنة الثامنة على التوالي، وستقوم السيدات هذا العام بعرض منتوجاتهن الغذائية ومشغولاتهن من الحرف اليدوية والتراثية والتقليدية، والمطابخ التي صنعت من قبل أعضاء تمكين المرأة. وتهدف هذه المشاريع إلى تحقيق الأثر الاقتصادي على سيدات المجتمع المحلي المشاركات في البازار وعائلاتهن، وتحقيق مكاسب ربحية من خلال بيع المنتجات مباشرة لزوار المهرجان، وبذلك يتم تحقيق فرصة الاستقلال المالي للنساء وتطوير مهاراتهن الحرفية وزيادة المشاركة الاقتصادية لهن في سوق العمل.ويعد المهرجان فرصة للسيدات لعرض منتجاتهن في البازار الذي يقع في الساحة الرئيسية في مدينة جرش، ويتوجه إليه الزوار عند دخول الموقع لتذوق المنتجات الجرشية، وخاصة الغذائية منها، التي تتميز بها محافظة جرش ويطلبها الزوار من كل صوب وحدب، خاصة المغتربين الذين يحرصون على شراء المونة الجرشية.واعتاد زوار المهرجان على وجود السيدات المنتجات في كل زوايا المهرجان، وتحت الأعمدة وبجانب الأحجار الأثرية الكبيرة، ومنهن من يعددن الطعام والحلوى الشعبية ومنهن من يجدن صنع الملابس والاكسسوارات التراثية التي لا يمكن إيجادها إلا في أروقة المهرجان سنويا، فضلا عن التسوق مباشرة من دون وساطة من داخل الموقع بأسعار رمزية بالكاد تغطي تكاليف العمل، إلا أن الهدف هو تسويق المنتج الجرشي عربيا وعالميا حتى يبقى الإنتاج تراثا وثقافة وحضارة ترتبط بالمدينة الأثرية وبالمهرجان ارتباطا وثيقا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"محاولة إخراج ممثلين حمقى".. نافذة على العبث الإنساني
"محاولة إخراج ممثلين حمقى".. نافذة على العبث الإنساني

الغد

timeمنذ 7 ساعات

  • الغد

"محاولة إخراج ممثلين حمقى".. نافذة على العبث الإنساني

معتصم الرقاد اضافة اعلان عمان- على خشبة عارية إلا من شجرة وحيدة خالية من الأوراق، يفتح المخرج حسام حازم نافذته على العبث الإنساني في عرضه "محاولة إخراج ممثلين حمقى"، عرض يشتبك مع فكرة الضياع الوجودي والبحث المحموم عن الخلاص.شابان يبدوان كظلين تائهين، بقمصان بيضاء وبناطيل داكنة وشيالات بسيطة، أحدهما يسير بلا وجهة والآخر يقتلع حذاءه الموجع بلا جدوى، يتحاوران، يبدلان الأدوار، لكن الألم لا يزول، كل شيء يبدو وكأنه يعيد نفسه في دائرة مغلقة من السؤال واللاجواب.الشجرة الرمز الوحيد في المكان يظنانها إشارة اللقاء، ليفاجئهما صديقهما الثالث، ظلٌ أم سراب؟ أم وهم وجودي آخر؟ يطاردانه بالسؤال: هل رأيناه فعلاً، أم أن الأموات يرون الأموات؟الأسئلة لا تنتهي، لا تلد إلا الشك، ولا تقود إلا إلى مزيد من الحيرة، الأشجار تتكاثر فجأة كما تتكاثر الأوهام، والشاب الغريب يمر، يراقب، ويختفي، وكأن المكان يتنفس عبثه الخاص. الأحذية تتكدس، في محاولة عبثية للتخلص من الألم، ولكن لا مخرج، لا حل.يتحول المكان إلى ساحة عبثية تعاد فيها المشاهد وتستهلك الحوارات، الشجار يتفاقم، ويظهر الصديق الثالث ليكون ضحية أخرى كان ربما خلاصهم، لكنهم يقتلونه بأيديهم، كما يقتل الإنسان خلاصه حين يقيده بالخوف والشك والأسئلة العقيمة. وفي لحظة شبه ميتافيزيقية، يدرك أحدهما أنهما مجرد شخصيتين عالقتين في نص لا يملك لحظة النهاية، يدخلان، ينتظران، يتشاجران ولكن، متى يخرجان؟ لا أحد كتب ذلك.المخرج حسام حازم، عبر رؤية بصرية مقتصدة ولكن محملة بالرموز، وبتكثيف مشهدي يذكرنا بمسرح العبث الوجودي، وضع أبطاله بل الإنسان نفسه أمام محكمة أسئلته العقيمة، حيث يدور في دائرة مفرغة من التكرار والانتظار، ويعاقب ذاته بالخوف واللايقين، في مسرحية كتب فيها كل شيء إلا المخرج.العرض قدم ضمن المسار الشبابي في مهرجان ليالي المسرح الحر الـ20، من تأليف: أحمد إسماعيل، وسينوغرافيا معتز كرامة، وتمثيل معتصم سميرات، عبدالله خليل، يوسف الشوابكة، وبمشاركة الأخير كمساعد مخرج، مع إدارة خشبة لـمنى الرفوع وأحمد القيسي، وإدارة إنتاج أحمد عياش.

اليوسف يحاول الاقتراب من زياد أبو لبن في "على حافة الضوء"
اليوسف يحاول الاقتراب من زياد أبو لبن في "على حافة الضوء"

الغد

timeمنذ 7 ساعات

  • الغد

اليوسف يحاول الاقتراب من زياد أبو لبن في "على حافة الضوء"

عزيزة علي اضافة اعلان عمان- كتاب "زياد أبو لبن على حافة الضوء"، ليس تمجيدا، ولا سيرة شخصية تقليدية، بل هو محاولة للاقتراب من صورة مركّبة، متعددة الأبعاد، لكاتب وفاعل ثقافي ظلّ واقفا على حافة الضوء، يطل على العالم من زاوية مختلفة، ويكتب من موقعٍ نادر: موقع من يرى، ويفكر، ويختار الصمت حين يعجز الضجيج عن قول شيء ذي قيمة.ويعد هذا الكتاب الذي صدر عن دار الخليج للنشر والتوزيع، وقام بإعداده وتقديم له الكاتب سمير اليوسف، محاولة لقراءة ملامح مشروع ثقافي اتسع للنقد، والسرد، والحوار، والتعليم، وجمع بين الحضور العام والعزلة المنتجة. هو شهادة وقراءة، بعض وفاءٍ لرجل آمن بالكلمة، وترك أثرا لا يُرى بسهولة، لكنه لا يُمحى."زياد أبو لبن على حافة الضوء"، الذي جاء ضمن سلسلة "بعض وفاء"، ليس مجرد عنوان، بل توصيف دقيق لمكانه في المشهد الثقافي: قريب بما يكفي ليُرى، عميق بما يكفي ليُقرأ، ومتفرّد بما يكفي ليظلّ حاضرا، ولو بصمت.في كلمة له، يقول سمير اليوسف: "كل كتابة عن مبدع هي غرس شجرة في حديقة الزمن، تورق حين يذبل كثيرون. من خلال هذه السلسلة (بعض وفاء)، نغرس أسماءهم في تربة الذاكرة الثقافية، لتمنح الأجيال شجرة للظل والمعنى".وفي مقدمة الكتاب، يقول اليوسف: "على الحافة التي تؤدي إلى الضوء" ليس مجرد عنوان، ولا "على حافة الضوء" محض استعارة شعرية تُغري بالقراءة، بل هو مدخل تأويلي عميق إلى عالم زياد أبو لبن، الكاتب والناقد والقاص والأكاديمي الأردني، الذي اختار أن يتموضع، طيلة تجربته، في تلك المسافة القلقة بين الضياء والظل، بين مركز الضوء وضفافه.فالضوء هنا ليس اكتمالا، بل هو سؤال مفتوح، والحافة ليست نهاية، بل تخومٌ مرنة يقف عندها من يريد أن يرى الأشياء من زوايا لا تراها العيون المعتادة. ولذلك يبدو زياد أبو لبن كاتبا لا يكتب من قلب الضجيج، بل من الهامش النبيل، من منطقة "الرؤية"، حيث ينمو النص على مهل، ويُصاغ الموقف بعين المسؤول لا بعين الرائج.وحين نستدعي هذا العنوان إلى واجهة هذا الكتاب، فإننا لا نستعيره من لغة الشعر فقط، بل نستلهمه من طبيعة التجربة نفسها، التي اختار صاحبها أن يحيا في حوار دائم مع الفكرة، مع الجمال، مع الوطن، ومع أسئلته الخاصة والعامة.ويضيف اليوسف: زياد أبو لبن هو المثقف الذي لا تغريه الأضواء البراقة، بل ذلك الضوء الداخلي، الخافت أحيانا، لكنه اليقيني، الذي يرشد خطاه في العتمات. فمنذ انطلاقة تجربته الأدبية وحتى يومنا هذا، لم تكن الكتابة عنده ترفا أو سلعة، بل بحثا دائما عن المعنى، وإقامة أخلاقية في فضاء الإبداع.وُلد زياد محمود أبو لبن في عين السلطان بمدينة أريحا عام 1962، ونشأ في بيئة فلسطينية زاخرة بالقيم والانتماء. انتقل لاحقا إلى الأردن، حيث أسس لنفسه موقعا بارزا في المشهد الثقافي الأردني والعربي، وتدرج في التعليم الأكاديمي بدءا من جامعة اليرموك، وصولا إلى معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة، حيث أنجز رسالة الماجستير حول "المونولوج الداخلي عند نجيب محفوظ"، وهو موضوع مهّد لبداياته النقدية المبكرة.ثم حصل على شهادة الدكتوراة في النقد الحديث من الجامعة الأردنية عام 2013، ومنذ ذلك الحين انطلق في مشوار معرفي متنوع، جمع فيه بين الإبداع والنقد، بين الكتابة والحوار، وبين التعليم والعمل الثقافي المؤسساتي.عمل أبو لبن في سلك التعليم، كما شغل مواقع مختلفة في وزارة الثقافة الأردنية، منها رئاسة قسم الدراسات والنشر. وقد تولّى رئاسة رابطة الكُتّاب الأردنيين بين عامي 2015 و2017، وكان عضوا فاعلا في اتحاد الكُتّاب العرب، وأتيليه القاهرة، ونادي الرواد الثقافي، وشارك في تحرير مجلة "أوراق".ولم ينقطع عن التعليم الجامعي منذ عام 1999، حيث حاضر في الجامعة الأردنية، وجامعة فيلادلفيا، وجامعة الزيتونة، وجامعة البتراء، والجامعة العربية المفتوحة، وغيرها.ويرى سمير اليوسف أن هذا الامتداد الزمني والعملي لم يكن مجرّد مسار وظيفي، بل كان مصحوبا بمشروع ثقافي واضح، يقوم على الإيمان بفاعلية الكلمة، وضرورة حضور المثقف في صميم التحوّلات الثقافية والاجتماعية.كتب زياد أبو لبن في النقد الأدبي برؤية متعمقة، تتجلى في كتبه: "المونولوج الداخلي عند نجيب محفوظ"، "اللسان المبلوع"، "رؤية النص ودلالته"، "في قضايا النقد والأدب"، "رؤى تقديرية في الشعر"، وغيرها من المؤلفات التي شكّلت إسهاما نوعيا في حقل النقد العربي.كما كتب القصة القصيرة بنفس التأمل العميق؛ لا يلاحق الحدث، بل يكشف الداخل الإنساني ويستخرج المعنى من التفاصيل الصغيرة، ويتجلى هذا النهج في مجموعاته القصصية مثل: "هذيان ميت"، "أبي والشيخ"، "ذات صباح".ولأن ثقافته لم تكن انعزالية، خاض أبو لبن مجال الحوار الثقافي، وأجرى مقابلات مع عشرات الأدباء العرب، جمعها في كتب منها: "حوارات مع أدباء من الأردن وفلسطين"، "حوارات من الداخل"، مُقدّما بذلك أرشيفا حيا للتجارب الأدبية العربية، وموثّقا لحظات التأمل الذاتي لدى الشعراء والروائيين الذين التقاهم.وكان له أيضا إسهامات بارزة في أدب الطفل، وفي إعداد مختارات شعرية لأسماء عربية لامعة مثل نزار قباني، ومظفّر النوّاب، وأحمد مطر. كما عمل على جمع وتحقيق تراث عدد من الأدباء الأردنيين المنسيين، مثل خليل زقطان، ونديم الملاح، وعبد الفتاح الكواملة.يرى اليوسف أن هذا التنوع في الإنتاج، يقابله تنوع في الدور؛ فأبو لبن ليس مجرد كاتب، بل "فاعل ثقافي" بامتياز، يؤمن بالمؤسسة كما يؤمن بالفرد، ويجمع بين العمل المكتبي والكتابة الحرة، بين التدريس والتأليف، وبين الحضور في الفعاليات الثقافية، والمكوث في عزلته ليكتب.وهذه الصورة الكاملة، أو هذا "البورتريه المركّب"، هو ما يسعى هذا الكتاب إلى تقديمه، من خلال مجموعة من المقالات والشهادات والقراءات التي تسبر عوالمه النقدية والإبداعية والفكرية.يقول سمير اليوسف إنه قسّم الكتاب إلى مجموعة من الفصول التي تتناول أعمال زياد أبو لبن بالتحليل أو العرض أو الشهادة، وتكشف عن أبعاد مختلفة من تجربته. ففي بعض النصوص، نراه ناقدا يعيد تفكيك النصوص الكبرى بعيون ناقدٍ مدرّب، وفي بعضها الآخر قاصا يكتب بأسلوبٍ مشحون بالحساسية والمفارقة، وفي نصوص ثالثة يبدو المحاور المستمع، أو المحقق الجامع، أو الباحث الصبور عن التفاصيل المطمورة.ويُبين أن الأهم من كل ذلك، هو أن هذا الكتاب لا يتعامل مع أبو لبن بوصفه كاتبا مُنجزا فحسب، بل بوصفه واحدا من أولئك الذين أسهموا، بوعي ومثابرة، في تشكيل ذائقة جيل، وصياغة خطاب ثقافي لا يُساوِم، ويضع الكلمة في موقعها الطبيعي: أداة للوعي، وجسرا للحرية، وصوتا للإنسان.ويأتي هذا العمل استكمالا لما انتهجته سلسلة "بعض وفاء" في احتفائها بالمبدعين وتوثيق منجزهم، مواصلة خطّها الذي بدأته في كتبها السابقة: "رؤيا النقد والإبداع: قراءات في أعمال عبد الله رضوان"، "إبراهيم العجلوني: مرايا الحضور"، "العجلوني وآفاق المعرفة والانتماء"، "الصعود إلى النص: أضواء على خطاب إبراهيم تحليل النقدي – الجزء الأول"، "الصعود إلى النص: حول المنجز النقدي لإبراهيم خليل – الجزء الثاني".ويُشكّل هذا الإصدار لبنة جديدة في صرح الذاكرة الثقافية الأردنية والعربية، واستمرارا وفيّا لمسعى التوثيق النقدي الهادف، وشيئا من الوفاء لأولئك الذين منحونا من إبداعهم ما يستحق أن يُقرأ ويُخلَّد. فهذه السلسلة ليست تمجيدا للأشخاص بقدر ما هي محاولة لإنصافهم، ولإبقاء ذاكرتهم حيّة في الوجدان الجمعي، من خلال قراءة أعمالهم وتقديمهم للأجيال القادمة.وإذا كانت سلسلة "بعض وفاء" تسعى إلى تقديم صورة بانورامية للمبدعين الأردنيين والعرب، فإن زياد أبو لبن، بحضوره الخافت اللامع، وبمنجزه المتنوع، كان ممن يستحقون هذا الوقوف والتوثيق. لافتا إلى أن كتاب "على حافة الضوء" ليس فقط عنوانا لكتاب عن زياد أبو لبن، بل هو توصيف دقيق لمكانه الرمزي: كاتبٌ ظلّ على مقربة من النور، دون أن يبهت في وهجه، ودون أن يخاف من الظلال.

إدارة مهرجان جرش تولي 'المونودراما' اهتماما خاصا كأحد أشكال التعبير المسرحي الرفيع
إدارة مهرجان جرش تولي 'المونودراما' اهتماما خاصا كأحد أشكال التعبير المسرحي الرفيع

رؤيا نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • رؤيا نيوز

إدارة مهرجان جرش تولي 'المونودراما' اهتماما خاصا كأحد أشكال التعبير المسرحي الرفيع

ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته التاسعة والثلاثين، ينطلق برنامج 'المونودراما المسرحي' بعرض افتتاحي مميز بعنوان 'المحطة الأخيرة'، تؤديه الفنانة القديرة عبير عيسى، وهو من تأليف وإخراج حكيم حرب. ويجسد هذا البرنامج اهتمام إدارة المهرجان بالمسرح كفن يحمل رسالة فكرية وإنسانية، تُعبر عن قضايا الوطن والهوية والإنسان، وتفتح أبواب الحوار والتأمل والانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى. المونودراما، بصيغتها الفردية المكثفة، تعكس قدرة الممثل على تجسيد التجربة الإنسانية بأدواته الإبداعية الخاصة، وهو ما تحرص إدارة المهرجان على إبراز حضوره هذا العام. كما أعلن المهرجان عن اختيار الدكتورة ريم سعادة شخصية للمهرجان لهذا العام، تقديرا لمسيرتها الغنية في مجالات التلفزيون، والمسرح، والدوبلاج الصوتي، ووفاء لعطائها الممتد في الساحة الفنية. ويشتمل برنامج المونودراما على عشرة عروض مسرحية من عدة دول عربية، هي: الأردن، مصر، سوريا، فلسطين، العراق، تونس، سلطنة عمان، ليبيا، الجزائر، والبحرين، بالإضافة إلى ورشة عمل بعنوان 'اتجاهات النقد المسرحي الحديث' تقدّمها الدكتورة سامية حبيب من مصر، وندوة حوارية بعنوان 'مقاربة التمثيل بين الخشبة والشاشة' للفنانة تقلا شمعون من لبنان. ويحل على المهرجان هذا العام ضيوف شرف بارزون من رموز الفن العربي، وهم: أسعد فضة (سوريا): أحد أعمدة المسرح والدراما السورية ، تقلا شمعون (لبنان): ممثلة أكاديمية بارزة وصاحبة حضور فني مميز خالد زكي (مصر): ممثل قدير ومخرج مسرحي صاحب تجربة طويلة في خشبة المسرح.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store