logo
'ناشيونال إنترست' تكشف .. إسرائيل تُزيد اعتمادها على واشنطن وسط فتور متصاعد

'ناشيونال إنترست' تكشف .. إسرائيل تُزيد اعتمادها على واشنطن وسط فتور متصاعد

موقع كتاباتمنذ 3 أيام
وكالات- كتابات:
نشرت مجلة (ناشيونال إنترست)؛ تقريرًا يُسلط الضوء على تحولٍ بارز في العلاقة بين 'إسرائيل' و'الولايات المتحدة'، حيث باتت 'تل أبيب' تعتمد بشكلٍ متزايد على 'واشنطن' التي تُظهر تعاطفًا أقل تجاهها، مقارنةً بالماضي.
ويأتي هذا التغيَّر في وقتٍ تحتاج فيه 'إسرائيل' إلى دعم أميركي أكثر من أي وقتٍ مضى.
ورُغم المساعدات العسكرية الأميركية السخية التي تلقتها 'إسرائيل' عبر العقود، والتي مكنتها من الحصول على أحدث الأسلحة والتقنيات، لم تُشّرك 'الولايات المتحدة' قواتها المسلحة، في قتالٍ مباشر نيابةً عن 'إسرائيل' منذ نشأتها عام 1948.
وكانت سياسة عدم طلب قوات قتالية أميركية من الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلنها 'إسحاق رابين' في سبعينيات القرن الماضي، واتبعها جميع رؤساء الوزراء الإسرائيليين بعده.
لكن في حزيران/يونيو الماضي؛ كسر رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ 'بنيامين نتانياهو' هذه القاعدة، وطلب دعمًا أميركيًا غير مسبّوق يشمل الطيارين والطائرات الأميركية لقصف مواقع نووية إيرانية، في خطوة وصفها محرر صحيفة (هاآرتس)؛ 'ألوف بن'، بأنها: 'ذروة غير مسبّوقة' في اعتماد 'إسرائيل' على 'الولايات المتحدة'.
وفي الوقت نفسه؛ يُثّير هذا الاعتماد المتزايد، قلقًا في الكيان وسط تغيَّرات ديموغرافية وسياسية داخل 'الولايات المتحدة'.
ووفق التقرير؛ فقد بدأ الجيل الذي شهد الحرب العالمية الثانية ويعرف جيدًا أهمية دعم 'إسرائيل' يتراجع، ليحل محله جيل: 'أكثر غموضًا في موقفه تجاه المجتمع اليهودي والدولة العبرية'.
كذلك؛ أصبح الحزب (الديمقراطي) الأميركي، الذي كان يعتمد تقليديًا على دعم اليهود الليبراليين، يتّشكل بشكل متزايد من مجموعات متنوعة، تشمل ناشطين سودًا ولاجئين لاتينيين ومسلمين، الذين ينظرون إلى 'إسرائيل' من منظور نقدي بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين، ويرونها امتدادًا للمؤسسة البيضاء التي يدعون إلى مواجهتها.
أما الحزب (الجمهوري)؛ ورُغم تعاطفه الظاهري مع 'إسرائيل'، فقد تحوّل إلى تيار أكثر شعبوية وانعزالية، مع تراجع نفوذ صقوره المحافظين الجدَّد.
ويظل المسيحيون الإنجيليون المؤيدون لـ'إسرائيل' جزءًا من قاعدته الانتخابية، لكن الجدل داخل حركة (لنجعل أميركا عظيمة مجددًا) حول سياسة التدخل في النزاع 'الإيراني-الإسرائيلي'، كشف عن تزايد نفوذ تيار داعم لسياسة خارجية أقل تدخلًا، ويرى أن المصالح الأميركية والإسرائيلية ليست متطابقة دائمًا.
وتدعو هذه الحركة إلى تقليل المساعدات الأمنية الأميركية لـ'إسرائيل'، والاكتفاء بالدعم السياسي الرمزي، مبررةً ذلك بضرورة إعادة توجيه الموارد لمصلحة الأميركيين أنفسهم.
وبذلك؛ بدأت النخب المؤيدة لـ'إسرائيل' في كلا الحزبين الرئيسيين تتراجع عن المشهد السياسي، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل السياسة الأميركية تجاه 'إسرائيل' في ظل تزايد اعتماد الأخيرة على دعم 'واشنطن' الذي يبدو أقل حماسة وتماسكًا من ذي قبل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثورة العشرين أم الثورات
ثورة العشرين أم الثورات

الزمان

timeمنذ 15 ساعات

  • الزمان

ثورة العشرين أم الثورات

ثورة العشرين أم الثورات – عباس الصباغ بقيت الثورة كمصفوفة ومفاعيل تراود المخيال الجمعي العراقي في كافة منعطفاته التاريخية الدامية التي وصفت بأنها 'ثورة' 1958/1963/1968 وقبلها حركات رشيد عالي الكيلاني 1941/الشواف 1959 وجميع ما تقدم وغيرها التي سميت بالثورات لم ترتقِ في ابسط مدلولاتها اللغوية او السياسية وحتى الاستعارية الى التعريف الموجز المبسط للثورة: Revolution (وهي التغيير المفاجئ السريع بعيد الأثر في الكيان الاجتماعي لتحطيم استمرار الأحوال القائمة في المجتمع وذلك بإعادة تنظيم وبناء النظام الاجتماعي بناءً جذرياً) كونها حركات هي اقرب للانقلابات العسكرتارية منها الى مفهوم الثورة كونها ذات طابع عسكري قامت بها مجاميع من العسكر وقوى الأمن لغرض تداول السلطة بالطرق اللاسلمية ولم تكن ذات مد او قاعدة او هدف جماهيري او شعبوي وقد تنفرد حركة تموز/58 بشيء من الخصوصية فهي بحكم السمات التي اتصف بها الزعيم قاسم وكاريزميته الشعبية والراديكالية والانجازات التي حققها فهي اقرب الى توصيف الثورة من غيرهــــا الى حـــد ما. أما الحركة التي انطلقت في الثلاثين من حزيران سنة 1920 فهي الحركة الوحيدة في تاريخ العراق الحديث والمعاصر باستثناء الانتفاضة الشعبانية 1991، التي تتمظهر فيها سمات الثورة وصفاتها ومقارباتها فضلا عن أسبابها ونتائجها وإسقاطاتها على مجمل التاريخ العراقي الحديث والمعاصر فهي تشبه الثورة الفرنسية (1789) كمقياس من حيث المد الثوري الشعبي العفوي الهادر والهيجان المسلح ذي الطابع الراديكالي العنيف وتختلف عنها من نواح عدة أهمها ان ثورة العشرين ثورة ذات تنظيم عشائري/مناطقي بالدرجة الأساس وتوجه ديني ممزوج بالحس الوطني فهي ثورة عشائرية/ دينية/وطنية تواشجت فيها المفاعيل القبلية/المناطقية مع الدينية/الوطنية لتعطينا نموذجا مازال راسخا في جميع السرديات الوطنية كعلامة فارقة من علامات التحرر الوطني . الثورة الفرنسية وهي ثورة ذات نتائج مفصلية كالنتائج التي حققتها الثورة الفرنسية وان كانت لم تحقق الهدف الرئيسي من قيامها وهو طرد المحتل البريطاني الذي دخل الى العراق بموجب توافقات دولية كان من ضمنها تقسيم مناطق النفوذ في العالم الثالث بين القوى العظمى آنذاك بريطانيا وفرنسا وايطاليا وكان العراق وفقاً لاتفاقية سايكس بيكو 1916 من 'حصة' بريطانيا، وذلك قبل أن تبرز الولايات المتحدة كلاعب دولي/كوني فاعل إبان الحرب العالمية الثانية.. إلا إن ثورة العشرين حققت عدة نتائج مهمة منها إنها أجهضت المشروع البريطاني في العراق في ضمه الى منظومة دول الكومنولث (وهو اتحاد طوعي مكون من 53 دولة) وربطه مباشرة بالتاج البريطاني كمستعمرة كما فعلت مع الهند التي اعتبرتها 'درة' هذا التاج فكان العراق عصيا على الإرادة البريطانية وقد سبق الهنود في هذا المضمار الى أن جاء المهاتما غاندي (اغتيل عام 1948) وقاد حركة التحرير في بلاده وهي حركة تميزت بالعصيان المدني غير المسلح. كما كشفت ثورة العشرين عن أولى بوادر المواطنة والوطنية العراقية ما يدل على بداية تأسيس الوعي الوطني الواضح المفضي الى ارتقاء المشاعر والأحاسيس المواطنية والوطنية الى الاتجاه نحو بلورة المشروع الوطني العراقي في ملامحه الاولى وهذا لم يتأتَ إبان الحكم العثماني الذي دام لأكثر من أربعة قرون فلأول مرة يتلاحم الشعب العراقي بأغلب مكوناته ومناطقه أي بأغلب نسيجه السوسيولوجي وتضاريسه الجغرافية وخريطته الطبوغرافية وتشكيلته المذهبية والقومية وفسيفسائه الاثني وقواسمه الانثروبولوجية في فعل وطني/ثوري مشترك وبتشارك نوعي تاريخي بعد أن كان هذا الفعل مجرد 'مشاغبات' مناطقية/عشائرية/فردية محلية وجزئية وبطابع محلي بحت، تتعرض للقمع والتنكيل دائما في ذلك العهد الذي مهد الطريق للاحتلال البريطاني للعراق الذي كان من تداعياته وأخطائه الفادحة نشوب ثورة العشرين التي ساهم نجاحها الجزئي في 'تسريع' بريطانيا لتأسيس أول دولة عراقية (آب/ 1921) بأخطاء تأسيسية فادحة صارت فيما بعد 'خارطة طريق' لمشاريع دولتية اكثر فشلا وخرابا أوسع، وتشكيل أول حكومة عراقية على أساس طوائفي عنصري شوفيني و'باستيراد' ملك من خارج البلاد لتتأسس فيما بعد النزعة الطوائفية المناطقية الاقصائية ومن ثم النزعة الطوائفية/العشائرية/العائلية.. المهم إن ثورة العشرين كانت النواة الاولى نحو تأسيس الدولة العراقية الحديثة وهذا لم تفعله أية ثورة عربية معاصرة حينئذٍ ما يكشف عن قوة فاعليتها وعمقها الوطني الإستراتيجي.. نتائج الثورة وفي رأينا إن من أهم نتائج ثورة العشرين إنها حققت الطموح الشعبي ضد أهم الأسباب التي قامت من اجلها وهي إنها كسرت الإرادة البريطانية في استنساخ تجربة الهند (الشرق الأقصى) على الواقع العراقي (الشرق الأوسط) مايدل على قلة الخبرة البريطانية في التعامل مع واقعين حضاريين مختلفين تماما وهو ما اضطر بريطانيا لإرضاء غرورها الامبريالي والانتقام لمركزها الكولونيالي على الساحة الدولية آنذاك نتيجة لخسائرها الفادحة في الميدان العراقي وتخلخل موقعها كإمبراطورية عظمى وقطب دولي محوري فقامت بتأسيس مشروع الدولة العراقية الاولى حاملا معه منظومة جينية متكاملة من تلك الأخطاء التي ظلت تستنسخ نفسها مع كل مفصل تاريخي مهم. الى أن جمعت تلك المنظومة كل أخطائها وخطاياها في تموز 1968 في مفارقة تاريخية سحبت معها خرابا شموليا واحتلالا آخر أعاد الى الذاكرة العراقية بيان الجنرال ستانلي مود (1917) وهو يرسل 'البشارة' الى الشعب العراقي بان البريطانيين لم يأتوا الى العراق فاتحين بل جاؤوا 'محررين' فكانت ثورة العشرين الرد الواضح على هذا 'البيان' الذي أسس لمنظومة الخراب في هذا البلد وما زال يؤسس.

.. أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا..!بقلم بكر السباتين
.. أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا..!بقلم بكر السباتين

ساحة التحرير

timeمنذ 20 ساعات

  • ساحة التحرير

.. أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا..!بقلم بكر السباتين

.. أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا..! هل هو تَحَوُّلٌ في الرؤية الأمريكية أم جرعةُ مورفين لتخدير الوعي العربيِّ المسلوب!وأسئلة أخرى بقلم بكر السباتين ربما هو اعتراف أمريكي بما اقترفه الاستعمار الأوروبي من جرائم وكوارث بحق الوطن العربي مطلع القرن الماضي!أو هي حقنة مورفين يفرغها مستشارو ترامب في الجسد العربي المنهك؛ لتسهيل عملية استئصال ما تبقى من وعيٍ تاريخيٍّ إزاء مجريات الأحداث في الشرق الأوسط الذي يعربد في تفاصيله الشيطان!فقد ينخدع البعض للوهلة الأولى بالكلام الصادر عن أحد أهم المقربين المتصهينين من الرئيس الأمريكي دوناند ترامب، على اعتبار أن ما قاله مجرد صليةِ رصاصٍ يطلقها ترامب ضد الموروث الاستعماري للمنطقة، الناتج عن 'سايسبيكو' من خلال المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس بارك، أثناء لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في مدينة إسطنبول التركية، لمناقشة عدد من الملفات الحيوية وسُبل دعم الاستثمارات الأجنبية في سوريا (الإخبارية السورية).فقد انتقد بارك اتفاقية 'سايكس بيكو' وهو في تركيا ممجداً الحكم العثماني على اعتبار أنه تمكن من خلق حالة من الوئام والسلم المجتمعي رسّخت العلاقة بين فسيفساء المنطقة القومية والطائفية على مدى قرون خلت، متأملاً في أنْ تتمكنَ أمريكا من تحقيق ذلك في وقتنا الراهن، اعتماداً على تفاهمات محلية بين دول المنطقة دون تدخل من الدول الغربية الاستعمارية كما كان دأبها، متجاهلاً حقيقة دامغة فحواها أن وحدة وجوهر الدين الإسلامي وسماحته إزاء الطوائف المنضوية تحت جناحيه، كان الأساس في ذلك، إلى جانب اللغة العربية وتشابه العادات والتقاليد، فيما لم يكن لليهود وجود يذكر بين العرب المنفتحين على بعضهم دون قيود أو حدود.ولكن بعد هزيمة الدولة العثمانية، والتغلغل الاستخباراتي الإنجليزي الفرنسي في الهلال الخصيب، تقاسم الاستعماران الفرنسي والبريطاني تركة رجل أوروبا المريض، فرسِّمت الحدودُ عشوائياً وكأنه 'سدر كنافة' على مائدة اللئام.. فيما تم غرس الكيان الإسرائيلي 'اللقيط' في القلب كمحراك للشر في الشرق الأوسط إلى وقتنا الراهن حتى لا يستعيد العرب وعيهم التاريخي ووحدتهم المفقودة على أساس اللغة والدين.و'سايسبيكو' هي معاهدة سرية أبرمت بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق) بين فرنسا وبريطانيا بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الثانية باستثناء فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني.ويبدو أن بارك بأوهامه يريد التشكيك بالحدود البينيّة بين الدول العربية، التي أصبحت قانونية ومقدسة، وعُمِّدَتْ بالدماء التي نزفت ذوداً عنها.. وخاصة ما يتعلق بسوريا المعنية باللقاء، حيث تجاهل بارك التلميح إلى الشعب الفلسطيني الذي سلبت منه أرضه عام 1948 خارج سياق 'ساكسبيكو'من قبل العصابات الصهيونية تحت غطاء الانتداب البريطاني، بمنح اليهود وعد بلفور ، الصادر 'ممن لا يملك الأرض، لمن لا يستحقّها' في سابقة غير مشهودة عبر التاريخ المعاصر.إلا إذا وجد باركُ البديلَ الروحيَّ للإسلام الذي وحّدَ الأمةَ العربيةَ في الحقبةِ العثمانية، بالديانة الإبراهيميةِ التي يأمل ترامب أن توحِّدَ فسيفساءَ إقليم الشرق الأوسط بعد طمس معالم القضية الفلسطينية التي تشكل جوهرياً العقبةَ الكأداءَ لمشروعه المُغَلَّفُ بورقِ الهدايا والمُزَيَّنُ بابتسامةِ الذئبِ في وجوه الحملان، بغية مسح أيِّ أثرٍ للدم الفلسطيني المُراق في زمن تعددت مكاييله!فماذا قال بارك بالتفصيل في انتقاده ل'سايكسبيكو':اتهم الاتفاقية بالجور، قائلاً: بأنها'خطأ تاريخي' لمطامع استعمارية، ودفعت ثمنه أجيالٌ بكاملها!؟ 'عجبي!'وكأن أمريكا مُنَزّهَةٌ عن مثل هذه الخطايا، ما يعني أن إعادة رسم الحدود نية ترامبية مبيتة، وقد فعلها من قبل، على نحو الاعتراف بضم الجولان السوري للكيان الإسرائيلي المحتل، ومحاولة تفريغ القضية الفلسطينية من عنصريّ الأرض والإنسان توطئة لضم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى ما يسمى ب'إسرائيل'.إذن هل بوسع بارك مخاطبة الفلسطينيين بنفس المنطق لو تجرأ على ذلك! بينما هم يقاومون الاحتلال في أجزاء من فلسطين المحتلة التي منحها اللورد بلفور للعصابات الصهيونية عام 1917 ليأتي الرئيس الأمريكي ترامب فيدافع عن الوجود الاستعماري الإسرائيلي بالحديد والنار، مخالفاً القانون الدولي بدعمه حرب الإبادة على قطاع غزة واضعاً العراقيل أمام تنفيذ قراري محكمة العدل والجنايات الدوليتين.ففي التفاصيل ستجد ما يثير الحيرة والاتباس، حينما ينتقد بارك معاهدة 'سايكس بيكو' قائلاً بأنها 'خطأ'.وهي المرة الثانية التي يستهدف فيها المفكرون الأمريكيون هذه المعاهدة، بغية تفتيت المجزأ، حينما أعاد المفكر البريطانيّ الأصل برناند لويس رسم خرائط للشرق الأوسط على أساس طائفي ليشرعن ليهودية 'إسرائيل'، وأقرها الكونغريس الأمريكي عام 1983 في عهد الرئيس ريغان الذي لم يكن متحمساً كثيراً لها.وفي تقديري أن خرائط لويس كانت تنتظر رئيساً مقامراً مثل ترامب، حتى ينفذ هذا المشروع مع شريكه المتطرف، نتنياهو.ورغم أن تلك الخرائط حفظت في خزائن البيت الأبيض؛ إلا أنه جاء من يبشر بالبديل من خلال شرق أوسط جديد يلبي حاجة 'إسرائيل' الاستراتيجية والأمنية، من بوابة الاتفاقيات الإبراهيمية وإعادة رسم الحدود 'غير المقدسة' وكأن القضية الفلسطينية طويت إلى الأبد، وسوريا ستكون موحدة ومنسجمةً فسيفسائياً دون الالتفات إلى ما سوف يُقْضَمُ من أراضيها شمالاً، لصالح تركيا إلى جانب ضم هضبة الجولان إلى 'إسرائيل' وفق ما ينادي به نتنياهو كشرط للسلام مع سوريا خلافاً لشعارات وحدة سوريا، وهي بمثابة السم في الدسم.ولكم أن تستذكروا في سياق ذلك ما قاله ترامب في مناسبات عديدة بأن 'إسرائيل' ضيقة المساحة وتحتاج للتوسع باتجاه الضفة الغربية، ولولا صمود المقاومة في غزة لنفذت هذه الأجندة كأمر واقع في ظل صمت دولي مطبق.وبكل غرور، وفي نشوة السوبرمان الأمريكي القادر على اجتراح المعجزات وتغيير العالم وفق المصالح الأمريكية، آخذاً في حساباته أن'إسرائيل' مصلحة أمريكية، قال بارك: إن الغرب ارتكب قبل قرن من الزمن 'خطأ تاريخياً' بتقسيم المنطقة عبر خرائط وقرارات استعمارية، مؤكداً أن واشنطن لن تكرر ذلك المسار، وأن الوقت قد حان لتمكين السوريين وشعوب المنطقة من رسم مستقبلهم بأنفسهم.وقال في تغريدة على حساب أنشأه مؤخراً ووثقته منصة 'إكس' باعتباره جهة حكومية، إن فرضَ الغرب قبل قرنٍ من الزمان خرائط وانتداباتٍ ورسمَ حدوداً بأقلام الرصاص و(نصّب نفسه عليها) حاكماً أجنبياً. فقسّمت اتفاقية سايكس-بيكو سوريا وعموم المنطقة لأجل المطامع الإمبريالية لا لأجل السلام. وقد كلّف ذلك الخطأ أجيالاً بأكملها. ولن نُكرّرهُ مرة أخرى'.متناسياً بارك دور أمريكا بفرض أجندتها التقسيمية في جنوب شرق أسيا، ولولا هزيمة أمريكا النكراء في حرب فيتنام عام 1959 لتغير شكل قارة آسيا وفق المصالح الأمريكية الاستعمارية.وأضاف بارك: 'عصرُ التدخل الغربي قد ولّى إلى غير رجعة. أما المستقبلُ فهو للحلول التي تضعها المنطقة بنفسها، وللشراكات، وللدبلوماسية القائمة على الاحترام (المتبادل)'.وهذا إيحاء مبطن بأن 'إسرائيل' جزء من الإقليم، وقادرة على ضبط ساعته وفق الاتفاقيات الإبراهيمية؛ لبناء شرق أوسطي جديد يقوم شكلاً على مبادئ السلام والتعاون الاقتصادي بينما مضمونه يقوم على تحقيق نبوءة إسرائيل الكبرى وفق ما بشر به جابوتسكي ووريثه نتنياهو الذي يجر الشرق الأوسط من حرب إلى أخرى بدعم أمريكي مفتوح على كافة الصعد؛ لتحقيق هذا الحلم على حساب القضية الفلسطينية، دون أن يدركَ بارك استحالة ذلك لأنه لا يتعلم من التاريخ.إن 'إسرائيل' التي فشلت في هزيمة المقاومة في قطاع غزة، ولم تحقق أهدافها في إيران، وعجزت عن لجم الخطر الحوثي عند باب المندب؛ لن يكون بوسعها التمدد في الشرق الأوسط لمجرد أنها حجمت حزب الله شمالاً، واحتوت سوريا لتقوم بدورها الوظيفي: بالتنازل عن الجولان- وهذا لم يحصل بعد- وقطع خط الإمدادات عن حزب الله، وربما مشاغلة حزب الله إذا نفذت 'إسرائيل' خطتها بخلط الأوراق في وجهه، وإحراجه بتسليم مزارع شبعا لحكومة الشرع والاعتراف بسوريتها، والوضع مهيأ لذلك.والغريب أن بارك أشار إلى خطاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الرياض عام 2017 قائلاً: 'فإنّ الأيّام التي كان فيها المتدخّلون الغربيون يطيرون إلى الشرق الأوسط ليحاضروا فيكم عن الطريقة التي يجب أن تعيشوا حياتكم فيها وتديروا بها شأنكم قد ولّت'.وكأن ترامب منزه عن ذلك! وهو يتدخل حتى في القضاء الإسرائيلي المستقل لصرفه عن محاكمة نياهو وهذا تدخل سافر في شؤون الدول، لا بل يحاول تخليصة من ملاحقة محكمة الجنايات الدولية بتهمة جرائم حرب! وكيف أنه يدعم حرب الإبادة على غزة وتهجير الفلسطينيين قسرياً منها! فماذا لو أضفنا إلى ذلك مطالبته بضم كندا إلى الولايات المتحدة دون موافقتها! ومحاولته الاستحواذ على قناة بنما.. وغيرها من التدخلات غير المشروعة في شؤون الغير.سأكتفي بهذا القدر من حديث بارك الذي جاء ليكسب ودّ تركيا من خلال مدحه للعثمانيين، وقد وضع السم في الدسم لجذب السوريين إلى هذا المنطق الذي يخفي شكله البراق جوهره المسموم، وفي المحصلة ليُسَوِّقَ ترامبَ بطريقة غير مباشرة كرجل سلام وبناء، معني بحل الأزمات الجيوسياسية في المنطقة.3 يوليو 2025 The post .. أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا..!بقلم بكر السباتين first appeared on ساحة التحرير.

'هاآرتس': قمع الصحافة يتصاعد .. الرقابة العسكرية تحذف تقريرًا عن نجل نتانياهو حول فضيحة مالية
'هاآرتس': قمع الصحافة يتصاعد .. الرقابة العسكرية تحذف تقريرًا عن نجل نتانياهو حول فضيحة مالية

موقع كتابات

timeمنذ 2 أيام

  • موقع كتابات

'هاآرتس': قمع الصحافة يتصاعد .. الرقابة العسكرية تحذف تقريرًا عن نجل نتانياهو حول فضيحة مالية

وكالات- كتابات: في أحدث خطوات التسَّتر على الفضائح المالية وسط المحاكمة المَّعقدة التي يخوضها رئيس الحكومة الإسرائيلية؛ 'بنيامين نتانياهو'، أمرت الرقابة العسكرية صحيفة إسرائيلية بحذف تقرير عن شراء نجله شقة سكنية في 'المملكة المتحدة'، وذلك بعد ساعتين من نشره، وفقًا لما ذكرته صحيفة (هاآرتس). وكانت صحيفة (كالكاليست)؛ قد نشرت التقرير في الصفحة الأولى من نسختها المطبوعة، أمس الأربعاء، وذكرت فيه أن 'أفنير نتانياهو'؛ الابن الأصغر لرئيس الوزراء الإسرائيلي: 'اشترى شقة في إنكلترا في عام 2022، وذلك أثناء دراسته في جامعة أكسفورد، باسم آفي أفنير سيغال، بنحو: (1.98) مليون شيكل خلال فترة وجيزة – عندما كان سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الشيكل منخفضًا للغاية – وسدّد ثمنها بالكامل من دون الحاجة إلى رهن عقاري أو قروض'. ولفت التقرير إلى أنّه في ذلك الوقت: 'كان الإبلاغ عن أي ممتلكات في الخارج لمصلحة الضرائب الإسرائيلية، إلزاميًا، فقط إذا تجاوزت قيمتها: (2.018) مليون شيكل'. وأكّد نجل 'نتانياهو'؛ أنه: 'غيّر اسمه قانونيًا إلى: آفي أفنر سيغال، متبنيًا اسم عائلة جدته لأبيه قبل الزواج'، وأضاف أنّ والديه هما من دفعا ثمن المنزل، وأنّهما أبلغا السلطات الضريبية الإسرائيلية والبريطانية بكل ما يلزم. استخدام الرقابة.. وفي الإطار؛ أشارت (هاآرتس) إلى أنّ الرقابة العسكرية سحبت الخبر بعد نشره على موقع (كالكاليست) بفترة وجيزة، مشيرةً إلى أنّ استخدام هذه الآلية لحذف مقال بناءً على مصالح شخصية وسياسية: 'أثار غضبًا واسعًا'. وفي إثر ذلك؛ أصدرت 'نقابة الصحافيين' في كيان الاحتلال بيانًا؛ جاء فيه: 'دور الرقابة العسكرية هو حماية الأمن، ووسائل الإعلام تتعاون معها لأنها تشاركها هذا القلق'، لكن في الوقت نفسه: 'يجب ألا تُستخدم أداة الرقابة إلاّ عند وجود خوف حقيقي من المسّاس بسلامة إسرائيل، ولا يمكن لأحد أن يدّعي أن هذا ينطبق على قصة (كالكاليست) المتعلقة بأحد أبناء رئيس الوزراء'. وأضاف البيان أنّ هذا يُمثّل: 'ضربة قوية لثقة الصحافيين بقرارات جهاز الرقابة'، داعيةً قائد الرقابة العسكرية إلى التراجع عن القرار وتوضيح بروتوكولاتها. في النهاية؛ تراجعت الرقابة العسكرية بعد مفاوضات مع (كالكاليست)، وأُعيد نشر القصة على الإنترنت، ولكن مع حذف بعض التفاصيل، بما في ذلك التاريخ الدقيق للبيع. ورُغم وقف إطلاق النار مع 'إيران'؛ والحديث عن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار مع (حماس)، فإنّ: 'حرب إسرائيل على الصحافة في الداخل؛ وعلى طول حدود غزة، لا تُظهِر أي علامة على التباطؤ'، بحسّب (هاآرتس). فالصحيفة كانت قد أشارت في افتتاحيتها، الاإثنين الماضي، إلى أنّ اللجنة الوزارية للتشريع وافقت على مشروع قانون اقترحه وزير من حزب (الليكود) لخصخصة قسم الأخبار في 'هيئة الإذاعة العامة'؛ (كان)، وهي: 'خطوة أولى' نحو إلغاء الأخبار والشؤون الجارية الإسرائيلية المَّمولة من القطاع العام، والتي يصّفها مشروع القانون بأنّها: 'غير ضرورية'. وفي اليوم نفسه؛ وبعد أن كشف تحقيق للصحيفة عن شهادات جنود بشأن أوامر صدَّرت لهم بإطلاق النار على المدنيّين العَّزل في مواقع المساعدات في 'غزة'، تعهد رئيس بلدية؛ 'أراد يائير مايان'، (من حزب الليكود)، بحظر الصحيفة من المتاجر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store