logo
قسمةُ ملايين

قسمةُ ملايين

الشرق الأوسطمنذ 15 ساعات
كثيرةٌ هي النصائحُ التي تحذّرُنا من بلطجيَّةِ وسائلِ التواصل. رسائلُ مزعومةٌ من البنكِ أو من مصلحةِ الضرائبِ أو شركةِ الهاتف، الهدفُ منها الحصولُ على رقمِ حسابِك للسَّطوِ على رصيدِك، سواء أكانَ عامراً أم ضامراً. ورغمَ التحذيراتِ المتكررةِ فإنَّ هناك من يقعُ في الفخّ. إذْ يظنُّ الطيّبونَ أنَّ العالمَ مؤلَّفٌ منَ الصَّادقينَ على طولِ الخط. يَفترضُونَ حُسنَ النّيَّةِ وَيقعُونَ فِي الغَفلةِ، وهيَ من أخَواتِ السَّذاجَة.
يحدثُ أن تتلقَّى رسالةً مزيفةً من صديقٍ تعرفُه يخبرُكَ بأنَّه مسافرٌ في تايلاند وقدْ أضاعَ محفظتَه. ليسَ معه سِوى رقمِك. ويطلبُ منك أن تحوّلَ له مبلغاً على الحِساب الفلانِي. لكن تلك صارتْ خدعةً قديمةً مكشوفة. والأحدثُ منها: التَّسوُّلُ الإلكتروني. يكتبُ لكَ أحدُهم ليخبرَك بأنَّه يعيلُ عائلةً كبيرة في الكونغو أو زائير. وهو يناشدُ مروءتَك لإطعامِ أطفالِه. وتقولُ لنفسِك: لو كانَ الجوعُ رجلاً لقتلتُه. وهناكَ من يستغلُّ مأساةَ غزةَ، ويستصرخُ ضميرَكَ لترسلَ له مساعدةً على حسابٍ مجهولٍ في الأردن.
تَعدَّدتِ الوسائلُ والاحتيالُ واحدٌ. وصلتنِي قبلَ أيامٍ رسالةٌ لطيفةٌ من السَّيدة أوزوسكا إبرو. هكذا قدَّمتْ لِي نفسَها. كتبتْ تقولُ: «أعرضُ عليكِ صداقتِي وآملُ أن تتقبَّليني بصدرٍ رحب. لقد تشجَّعتُ للتواصلِ معكِ لمعرفة أفضلِ السُّبلِ لمساعدةِ بعضِنا بعضاً. أنا موظفةٌ مصرفيةٌ في بنكِ أضنةَ قيصري التركي. وكانَ لدينا مواطنٌ من بلدِكمْ يحملُ لقبَكِ ذاتَه، يعملُ في تجارةِ الذَّهبِ هنا في إسطنبول، ولديهِ وديعةٌ ثابتةٌ لدى مصرفِنا قدرُها 9.300.000 دولارٍ أميركي (تسعةُ ملايين وثلاثُمائةِ ألفِ دولارٍ). للأسف، كانَ عميلُنا من بين ضحايا الغزوِ الرُّوسي لأوكرانيا؛ حيث تُوفّيَ في 27 فبراير/شباط 2022 في رحلةِ عملٍ بمدينةِ كييف».
أفهمُ من الرّسالةِ أنَّ المرحومَ فلانَ الفلاني لم يحددْ أياً من أقاربِه عند فتحِ الحِساب. ولم يكنْ متزوجاً وليسَ لديه أبناء. والمُهمُّ أنَّ إدارةَ المصرفِ لم تعلمْ بوفاتِه بعد، باستثناءِ صاحبةِ الرسالةِ التي هي الموظفةُ المسؤولةُ عن حسابِه. وفِي الختامِ تَعرضُ عليَّ أن تقدمَني للإدارةِ باعتباري أقربَ أقرباءِ العميلِ المتوفَّى، لأنَّ اسمَ عائلتينَا واحدٌ، وبهذا سيتمُّ تسليمِي المبلغَ الذي سنتقاسمُه بالتَّساوي بيننَا (بيني وبين أوزوسكا). سيهبطُ عليَّ منَ السَّماءِ أكثرُ من 4 ملايين (من الأوراقِ الخضراء).
بعد ساعاتٍ عادتْ صاحبةُ الرّسالة وكتبتْ لِي معاتبةً، لأنَّني لم أهتمَّ بعرضِها. لقد توقَّعتْ منّي أن أبعثَ لها تفاصيلَ حسابِي على الفور قبلَ ضياعِ الملايين. وهكذَا وجدتْ أنَّ من اللّياقةِ أن أقابلَ كرمَهَا الحاتميَّ بردٍّ مُناسِب: «عزيزتي أوزوسكا. أشكرُكِ على رسالتِك التي جعلتنِي أطيرُ من الفَرح. لكنَّ المشكلةَ أنّني لستُ الوحيدةَ التي تحملُ هذا اللقب. لهذَا كتبتُ إلى أخِي وشقيقاتي وأبناءِ عمومتِي وأبنائِهم وأحفادِهم لكي نتقاسمَ التَّركةَ سويَّاً وفقَ الشَّرعِ والقَانون. وأنَا أنتظرُ جوابَ كلّ واحدٍ وَوَاحدة. وطبعاً فإنَّ حصتَكِ محفوظةٌ. تشكّرات خانم».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد القوة البحرية لـ«حماس» بشمال غزة
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد القوة البحرية لـ«حماس» بشمال غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد القوة البحرية لـ«حماس» بشمال غزة

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، إنه اغتال ما وصفه بقائد القوة البحرية لحركة «حماس» رمزي رمضان علي صالح، في شمال قطاع غزة، خلال قصف على مدينة غزة، الأسبوع الماضي. وأضاف الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن صالح «يُعد مصدراً مركزياً للمعرفة والخبرة داخل (حماس)، وكان، على مدار الأسابيع الأخيرة، يخطط وينسق عمليات مسلّحة من خلال المجال البحري ضد قوات جيش الدفاع العاملة في القطاع»، مشيراً إلى أنه جرى استهدافه داخل مبنى برفقة مسلّحين آخرين. #عاجل جيش الدفاع وجهاز الشاباك قضيا على قائد القوة البحرية التابعة لحماس شمال قطاع غزة وعدد من المخربين الآخرين في غارة نُفذت الاثنين الماضي في مدينة غزةشنت طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، بتوجيه من سلاح البحرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، غارة يوم الاثنين والتي أسفرت عن... — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 6, 2025 وأشار الجيش إلى أن مِن بين المسلّحين الآخرين، الذي اغتالهم في القصف، «هشام أيمن عطية منصور، نائب قائد خلية في وحدة قذائف الهاون، التابعة لـ(حماس)، ونسيم محمد سليمان أبو صبحة وهو عنصر في وحدة قذائف الهاون بـ(حماس)». يأتي هذا في الوقت الذي يتوقَّع أن تُجرى في الدوحة، الأحد، جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل و«حماس»؛ للتوصل إلى هدنة في غزة، واتفاق للإفراج عن الرهائن، عشية زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض.

الفصائل الفلسطينية في غزة: أبو شباب وعصابته أدوات للاحتلال ودمهم مهدور
الفصائل الفلسطينية في غزة: أبو شباب وعصابته أدوات للاحتلال ودمهم مهدور

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

الفصائل الفلسطينية في غزة: أبو شباب وعصابته أدوات للاحتلال ودمهم مهدور

أكدت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية في غزة، اليوم الأحد، أن المجموعة المسلحة التابعة لياسر أبو شباب، والموجودة في بعض مناطق رفح جنوب القطاع، تشكل «أداة» في يد الجيش الإسرائيلي، وتوعدت بـ«ملاحقتهم ومحاسبتهم». وقالت الفصائل الفلسطينية، في بيان، إن «المدعو ياسر أبو شباب وعصابته يشكلون أداة في يد الاحتلال الإسرائيلي»، متهمة إياهم بـ«الخيانة والعمل تحت حماية جيش الاحتلال وبمباركة قيادته السياسية، في محاولة فاشلة لتعويض فشل الاحتلال في غزة منذ أكثر من 20 شهراً». وأضافت الفصائل أن «العميل أبو شباب ومن معه منزوعو الهوية الوطنية، وهم خارجون عن الصف الوطني الفلسطيني، ودمهم مهدور بإجماع فصائل المقاومة»، وفق ما نقله «المركز الفلسطيني للإعلام». وأوضح البيان أن «هذه العصابة شكلها العدو وسلحها لتأدية أدوار أمنية قذرة على الأرض»، وتوعد بـ«ملاحقتهم ومحاسبتهم بما يليق بالخونة والعملاء». ووصف البيان المجموعة بأنها «ثلة مارقة وخارجة عن شعبها، ولن تنفعها حماية الاحتلال»، وشدد على أن «العدو سيتخلى عنهم كما تخلى عن أمثالهم في محطات سابقة». وثمنت الفصائل الفلسطينية في غزة موقف العشائر والعائلات الفلسطينية التي رفضت الانجرار وراء هذه الفئة المأجورة، مؤكدة أن «الشعب الفلسطيني يميز جيداً بين الخيانة والعمل الوطني، رغم المعاناة القاسية التي يعيشها». وختمت الفصائل بيانها بالتأكيد على أن «الاحتلال وأعوانه لن يتمكنوا من كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو ثني المقاومة عن مواصلة الدفاع عن حقوقه وكرامته». وأجرى أبو شباب، الذي تنشط مجموعته في منطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية بغزة، مقابلة مع إذاعة «مكان» الإسرائيلية الناطقة بالعربية، قال فيها إن مقاتليه «شباب من أصل فلسطيني يعيشون في قلب القطاع، لا ينتمون لأي آيديولوجية أو تنظيم سياسي». وأضاف: «لقد ذقنا المرارة والظلم الذي مارسته (حماس) علينا، وحملنا على عاتقنا مواجهة هذا العدوان. لا نستبعد المواجهة مع (حماس)، ولا نستبعد الحرب الأهلية مهما كلف الأمر». وأكد في المقابلة، لأول مرة، أن قواته تتعاون مع الجيش الإسرائيلي «على مستوى ما». وقال: «لم يكن لدينا أي أمن، على عكس الحال في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية... دخلنا مناطق ونفذنا عمليات فاقت التوقعات. وطالما كان ما نحتاجه هو الدعم والمساعدة (من الجيش الإسرائيلي) لا أكثر، فعندما ننفذ مهمة، نُبلغهم بذلك فقط، وننفذ العملية العسكرية».

استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلًا بمدينة غزة
استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلًا بمدينة غزة

صحيفة سبق

timeمنذ 8 ساعات

  • صحيفة سبق

استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلًا بمدينة غزة

استشهد 12 فلسطينيًا وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي اليوم، منزلًا في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء في القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ فجر اليوم إلى 17 شهيدًا. وأفادت مصادر طبية فلسطينية بإصابة صياد برصاص الزوارق الحربية الإسرائيلية في بحر مدينة دير البلح وسط القطاع، ترافق ذلك مع تصاعد عمليات نسف وتدمير منازل وممتلكات الفلسطينيين في جباليا وخان يونس والأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store