
نجران.. حضارةٌ على ضفاف القيم وقيادةٌ تُشعل فتيل النهضة
حين تذكر نجران، تستحضر تاريخًا ضاربًا في جذور الزمن، وأرضًا نسجت ملامحها من رحيق الأصالة ووعي الإنسان. نجران تلك المدينة الجنوبية المكتسية بعباءة النخل والتراث العميق، وتروي قصةً متجددةً من التنمية والحضارة التي تتسع عامًا بعد عام، حتى غدت أنموذجًا يُحتذى في بناء المكان وصناعة الإنسان.
في قلب هذه المسيرة المشرقة، يسطع اسم صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران، قائدٌ أدرك بفطرته أن التنمية تستمد قوتها من القيم الراسخة، وأن النهضة الحقيقية تنطلق حين تحتضن القيادة الناس بحبٍ وصدق، جعل الأمير جلوي من أبواب الإمارة جسورًا مفتوحةً لكل فكرةٍ طموحة ولكل يدٍ تبني وتعمّر، فصار أهل نجران يلمسون أثر هذه الجهود في تفاصيل حياتهم، في الطرق التي اتسعت، وفي المشاريع التي ازدهرت، وفي الحراك السياحي والثقافي والاجتماعي الذي نما في قلوبهم قبل ملامح مدينتهم.
وهذا التوجه التنموي يحمل روح القيادة السعودية الرشيدة التي غرست في نفوس مسؤوليها أن خدمة المواطن شرفٌ ومسؤولية. ويقف إلى جواره سمو نائبه الأمير تركي بن هذلول بن عبدالعزيز الذي أحبته القلوب بحضوره الدائم وتواصله القريب مع الناس، وبصماته الواضحة في مسارات التنمية ورعاية المبادرات المجتمعية.
وتكتمل هذه الصورة الزاهية بصفاء إنسانها، فهذه الأرض الطيبة يسكنها رجالٌ ونساءٌ لهم من الفضائل والكرم أوفر النصيب، يفيضون مروءةً ونخوةً ووفاءً، يعتزون بقيمهم الأصيلة، ويقابلون التقدير بالمحبة والإحسان، ويحتفظون برصيدٍ كبيرٍ من الإخلاص لمن عاش بينهم أو عبر أرضهم.
ويمتد وهج نجران أبعد من حاضرها المزدهر، ليعانق تراثًا ضاربًا في أعماق التاريخ، صنعته أجيال متتابعة صنعت المجد وورثت الحكاية؛ فلهذه الأرض ذاكرةٌ نابضةٌ تسكن حصونها الطينية وقلاعها العتيقة، وفي مقدمتها قلعة الأخدود، الشاهدة على حضارةٍ خالدةٍ سطرت على جدرانها ملامح القوة والعراقة. وتأتي آبار حمى وموقع الأخدود الأثري ضمن كنوز التاريخ الإنساني التي تفيض أسرارًا وحكمًا وحضاراتٍ متعاقبةٍ صاغت شخصية المكان والإنسان.
وجاء موسم هذا العام صيف 2025 (صيفنا هائل) حاملًا معه معنى يليق بطموح المكان وأهله، فـ"هائل" في وجدانهم يعني العظمة في الأثر والعمق في التجربة واتساع الفرح والأنشطة والثقافة. انطلقت فعاليات الموسم مؤخرًا في حفلٍ بهيجٍ جمع عبق الأصالة بروح التجديد، لتصبح نجران وجهةً صيفيةً تحتفي بالحياة والتنوع والجمال.
وقد كان لأوبريت "في ربى نجران" حضورٌ مؤثرٌ في حفل صيفنا هائل 2025، حاملاً معاني الوفاء والانتماء لأرض الجنوب الطيبة. كلمات الأوبريت التي نظمها شاعر الوطن والإبداع علي السبعان، الذي قلّما تفوّت كلماته بُعدَ الأثرٍ والجمال، ولحنه الفنان عبدالرحمن باحمدين الذي صاغ ألحانًا تلامس القلب وتنثر شغف التراب والهوى، وأداه بصوتهما العذب الفنانان القديران عبادي الجوهر وطلال سلامة، فامتزجت نبراتهم بين الصدى الجبلي وجريان التاريخ في الضفاف. رسموا بأصواتهم لوحةً موسيقيةً حيةً، جعلت من "في ربى نجران" تلك اللحظة التي اجتمعت فيها أصالة الكلمة وصدق الأداء تحت سماء الحفل البهيج.
وامتدت روعة الأوبريت إلى الحضور الذي تفاعل بحرارة وصفق طويلاً لكل مقطع، وشارك بالغناء والوجدان، حتى تحولت المنصة إلى مساحة مشتركة من الحب والفخر. بدت الوجوه مشرقةً والقلوب عامرةً بالاعتزاز، وصار الأوبريت عنوانًا يليق بهذه الليلة الكبيرة التي ستبقى حيّةً في ذاكرة نجران وأهلها.
وبصفتي ممن تشرفت ضيفًا حضر الحفل المبارك، أجدني مدفوعًا بصدق الامتنان والعرفان لأمانة منطقة نجران، تقديرًا لجهودهم المخلصة الدؤوبة في المنطقة، ولتنظيمهم الرائع الذي أنصف مكانة نجران وأظهرها كما هي منبعًا للتميز والإبداع في كل محفل.
نجران اليوم تكتب صفحةً واثقةً من تاريخها، وتصنع حاضرًا مفعمًا بالطموح، في ظل قيادة تؤمن أن التنمية تكتمل حين تلتقي المشروعات الكبيرة بالوجوه المشرقة والقلوب الناصعة، وحين تتعانق الأحلام مع القيم.
وما بين أهازيج الزامل وعبق التاريخ وصدق الولاء، تظل نجران شامخةً بأميرها ونائبه وأهلها، مضيئةً برصيدها العريق، ماضيةً بثقة نحو غدٍ أجمل، تحفظ فيه تراثها، وتحتفي بإنسانها، وترفع راية الإبداع عاليًا في سماء الوطن.
هكذا تكتب نجران فصولًا جديدةً في سجل المجد، وتروي حكاية أرضٍ آمنت بأن الحضارة لا تُبنى إلا حين تجتمع القيادة الملهمة بالإنسان الوفي حيث تنمو التنمية على ضفاف القيم والهوية الأصيلة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 17 دقائق
- العربية
عراك وصفعات تحت قبة البرلمان الأرميني.. فيديو يوثق
شهدت قاعة البرلمان الأرميني، صباح الثلاثاء، شجارا بين النواب شمل اشتباكات بالأيدي وتبادلاً للصفعات خلال مناقشة مشروع قرار رفع الحصانة عن النائب أرتور سركيسيان من كتلة "أرمينيا" المعارضة. وأفادت نائبة من المعارضة، بأن الاشتباكات اندلعت بعد مغادرة زميلها سركيسيان قاعة الجلسة، حيث تعرض لهجوم من قبل النائب جالوميان من الحزب الحاكم "العقد المدني". MPs scuffle in Armenia's parliament as a debate over stripping opposition MP Artur Sarkisyan of his immunity turns physical. Authorities accuse him of plotting an armed coup, an allegation he firmly denies, according to Armenian media. #Armenia — Al Arabiya English (@AlArabiya_Eng) July 8, 2025 كما نشرت لقطات تظهر لحظة الاشتباك والعراك، ما أثار جدلاً واسعاً حول سلوك النواب وتصاعد التوتر بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة. يأتي هذا التصعيد في ظل خلافات سياسية حادة حول قضايا تتعلق بالحصانة البرلمانية وملفات أخرى تثير الجدل في الأوساط السياسية الأرمنية. وتشهد أرمينيا تصعيدا جديدا في الأزمة السياسية الداخلية، حيث أعلنت السلطات عن إجراء تحقيقات واعتقالات طالت عددا من الشخصيات البارزة. كما جاء ذلك بعد تصريحات لرئيس الوزراء نيكول باشينيان الذي اتهم ما وصفه بـ"تحالف الأوليجارشية" بالتخطيط لـ"انقلاب" ضد السلطة الشرعية.


الشرق الأوسط
منذ 20 دقائق
- الشرق الأوسط
بن سليم رئيس الاتحاد الدولي للسيارات: الانتخابات الرئاسية ستكون «نزيهة»
ضحك الإماراتي محمد بن سليم رئيس الاتحاد الدولي للسيارات على ما تردد بشأن «عهد الإرهاب» داخل الاتحاد، ووعد اليوم (الأحد) بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون نزيهة وشفافة. ويسعى المسؤول الإماراتي للفوز بولاية ثانية في ديسمبر (كانون الأول) المقبل بعد انتخابه للمرة الأولى عام 2021، في حين يُعتبر الأميركي تيم ماير المنافس الوحيد الذي أعلن ترشحه لمنافسة بن سليم. وأعلن ماير ترشحه الجمعة الماضي قبل سباق جائزة بريطانيا الكبرى ضمن بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات في سيلفرستون، وقال في مؤتمر صحافي إنه رأى «فشلاً في القيادة» في الاتحاد الدولي للسيارات. وقال ماير: «هؤلاء الناس يعملون بجدية. إنهم يستحقون قيادة توفر لهم الأدوات والرؤية والموارد، والأهم من ذلك كله، قيادة لا تُثير فيهم الإرهاب والرعب كلما دخلوا المكتب». ووجد بن سليم أن هذا الادعاء مثير للسخرية. وقال لـ«رويترز»: «ضحكتُ فقط. في الواقع ابتسمت. قلت إن من يقول هذا، فهو منفصل عن الاتحاد الدولي للسيارات. بصراحة. اذهب للاتحاد الدولي للسيارات وادخل لترى. أجلس معهم، وأخبرهم أن الأمر بينك وبينهم فقط وأطرح عليهم السؤال. أعتقد أنه ربما يخطئ يخلط بين الفترة والوقت». ويقع المقر الرئيسي للاتحاد الدولي للسيارات في باريس في ساحة الكونكورد، حيث تم تنفيذ عمليات الإعدام العلنية بالمقصلة في الفترة من 1793 إلى 1794 خلال «عهد الإرهاب» الثوري الفرنسي. وحدث تغيير كبير في المسؤولين البارزين منذ تولي بن سليم منصبه، بما في ذلك نائب الرئيس السابق للرياضة روبرت ريد الذي استقال في أبريل (نيسان) الماضي. وقال ريد حينها: «يتم اتخاذ القرارات خلف الأبواب المغلقة، متجاوزين الهياكل والأشخاص الذين يمثلهم الاتحاد الدولي للسيارات». ودافع بن سليم، الذي شهدت فترة ولايته حتى الآن عددا من الخلافات بما في ذلك تعديلات على القانون يقول المعارضون إنها تجعل من الصعب على المنافسين الوقوف ضده، عن سجله. وقال «هل سبق لك أن قرأت مقالاً تحدثت فيه بشكل سلبي عن شخص واحد؟ هذا ليس أنا». وعندما ذُكر أنه قال لـ«رويترز» في مايو (أيار) الماضي إنه «نظف بيت الاتحاد الدولي للسيارات» وخلَّصه من الأعداء الذين أرادوا طعنه في ظهره، ابتسم بن سليم قائلاً: «ليس لأنهم لا يريدون طعني، بل لأنه لم يعد هناك مساحة. في الحقيقة، الأرقام لا تكذب... إنهم (الأعضاء) أكثر سعادة، ويستطيعون رؤية الأموال يتم استثمارها مرة أخرى. وفي كل شيء هناك حوكمة».


العربية
منذ 31 دقائق
- العربية
وزير الخارجية السعودي ونظيره الإيراني يناقشان تطورات المنطقة
استقبل وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، نظيره الإيراني عباس عراقجي، إذ جرى في الاستقبال بحث العلاقات الثنائية، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة، والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار فيها. حضر الاستقبال مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية الأمير مصعب بن محمد الفرحان، وسعادة مستشار الوزير محمد اليحيى، و مدير عام الإدارة العامة للدول الآسيوية ناصر ال غنوم، والمستشار بوزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.