logo
سفينة 'نوتيكا'.. من مهمة إنقاذ إلى منصة تهريب بيد الحوثيين بصمت أممي

سفينة 'نوتيكا'.. من مهمة إنقاذ إلى منصة تهريب بيد الحوثيين بصمت أممي

اليمن الآنمنذ 20 ساعات
المرسى- عدن
كشفت وثائق وتقارير حقوقية، فضلاً عن تصريحات رسمية، تورط غير مباشر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في فضيحة تتعلق باستخدام ناقلة النفط 'نوتيكا' (التي تم تغيير اسمها إلى 'يمن') في عمليات تهريب نفط خام لصالح مليشيا الحوثي، بعد انتهاء مهمة تفريغ خزان النفط العائم 'صافر' في أغسطس 2023.
في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة عبر برنامجها الإنمائي أنها لا تملك ناقلة 'نوتيكا' ولا تسيطر على استخدامها. وأوضحت أن ملكيتها نُقلت إلى شركة 'صافر لاستكشاف وإنتاج النفط'، وهي شركة حكومية يمنية، إلا أن الناشط الحقوقي عبدالقادر الخراز أكّد أن الشركة باتت تحت سيطرة مليشيا الحوثي عمليًا، ما يجعل من تسليم السفينة لها بمثابة تمكين مباشر للجماعة المسلحة.
الخراز كشف في منشور مدوٍ على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، أن برنامج الأمم المتحدة تعاقد مباشرة مع شركة 'يوروناف' البلجيكية لتشغيل الناقلة، بموازنة تشغيلية بلغت أكثر من 10 ملايين دولار خلال 23 شهرًا، تُصرف على رواتب الطاقم وصيانة السفينة.
الطاقم العامل على الناقلة جميعهم من الجنسية الجورجية، بقيادة القبطان بيريدز أليكس، ويتنقلون داخل وخارج اليمن تحت تنسيق مباشر مع البرنامج الأممي نفسه.
وبحسب معلومات موثّقة، فإن عمليات نقل وتهريب كميات من النفط الخام تمت فعليًا من ناقلة 'نوتيكا' إلى ناقلات بحرية إيرانية أو مرتبطة بالحوثيين، بعد تفريغ الحمولة الأصلية من خزان 'صافر'، وذلك عبر قوارب صغيرة انطلقت من السفينة إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر.
وأكّدت مصادر ملاحية وتقارير دولية سابقة، أن الناقلة الراسية قبالة سواحل الحديدة لا تزال مركزًا لعمليات تهريب سرية تشمل ديزل ونفط خام، في ظل صمت أممي وتضارب في التصريحات بشأن المسؤوليات القانونية.
في تصريحات لجريدة 'الشرق الأوسط'، قال متحدث باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن البرنامج أبلغ شركة 'صافر' بوقف أي عمليات على متن السفينة شفهياً وخطياً، وأكد عدم مسؤوليته عن التهريب أو عن كيفية استخدام الناقلة بعد تسليمها.
لكن الخراز اعتبر ذلك محاولة مكشوفة للتنصل من المسؤولية، لا سيما في ظل استمرار وجود الشركة البلجيكية المتعاقدة مع برنامج الأمم المتحدة في إدارة السفينة، ونشر وثائق تعاقد رسمية بين الجانبين تؤكد استمرار التنسيق الإداري والتشغيلي.
الناشط الحقوقي الخراز شدد على أن الأمم المتحدة كانت قد استلمت نحو 145 مليون دولار لتنفيذ عملية نقل النفط من 'صافر' وإنهاء خطره البيئي، لكنها فشلت في مغادرة الناقلة بعد التفريغ، وسلمتها فعليًا إلى ميليشيا الحوثي، التي غيّرت اسمها إلى 'يمن' واستخدمتها لأغراض مشبوهة.
وأشار إلى أن ذلك يعيد تهديدات بيئية سبق أن حذّر منها خبراء ومختصون، بسبب استمرار وجود الناقلة في نفس الموقع دون رقابة أو إشراف دولي.
الهجوم لم يقتصر على الأمم المتحدة، بل طالت الانتقادات وزارتي المياه والبيئة، والتخطيط والتعاون الدولي في الحكومة الشرعية، حيث كانتا الجهتين المسؤولتين عن تنسيق اتفاق تسليم ناقلة بديلة وتفريغ النفط. لكن بعد تسليم 'نوتيكا' للحوثيين، لم تُسجَّل أي اعتراض رسمي أو إجراء قانوني منهما، ما يعكس فشلًا إداريًا وسكوتًا مريبًا.
وقال الناشط الحقوقي عبدالقادر الخراز أن ما يحد له مؤشرات خطيرة، تُظهر هذه التطورات جملة من المخاطر والاختلالات، أبرزها: فساد مالي وإداري في آليات الأمم المتحدة الإنمائية داخل اليمن، وتواطؤ غير مباشر ساعد الحوثيين على استغلال موارد أممية لتهريب النفط، ناهيك عن استمرار التهديد البيئي في سواحل الحديدة رغم انتهاء عملية 'صافر'.
وايضًا فقدان الثقة في برامج الأمم المتحدة، خاصة بعد تقديم دعم مالي جديد من مركز الملك سلمان للناقلات المهددة مثل 'روبيمار'، إضافة إلى استغلال الحوثيين للأزمات الإنسانية لتعزيز نشاطهم التجاري والعسكري مستغلين عدم شفافية في عمل الوكالات الدولية، ما يضاعف الإحباط المحلي والدولي.
وأكد الخراز أن الحكومة فشلت في الرقابة والمتابعة على الناقلة والنفط الخام المتواجد فيها ما ساعد في استمرار الوضع دون تدخل حاسم. وكذا غياب المساءلة، وهو ما يرفع مطالبات بفتح تحقيق دولي مستقل في الملف.
ويطالب نشطاء ومسؤولون يمنيون بفتح تحقيق دولي مستقل ومحاسبة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب الجهات الحكومية التي قصّرت في الرقابة، مؤكدين أن التهاون في هذا الملف قد يعيد مأساة 'صافر' بصيغة أكثر تعقيدًا، ويمنح الحوثيين موارد إضافية لاستمرار الحرب والعبث بالثروات الوطنية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

17 يوليو 1978… يوم وُلدت الدولة واستشهد الزعيم واقفًا
17 يوليو 1978… يوم وُلدت الدولة واستشهد الزعيم واقفًا

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

17 يوليو 1978… يوم وُلدت الدولة واستشهد الزعيم واقفًا

17 يوليو 1978… يوم وُلدت الدولة واستشهد الزعيم واقفًا قبل 5 دقيقة في مثل هذا اليوم من العام 1978، لم يُنتخب رئيس، بل بدأ تاريخ جديد لليمن… تاريخ صاغه رجل من بين الناس، حمل همّ وطن ممزق، ودولة على حافة الانهيار، وشعب يائس من المستقبل… علي عبدالله صالح، الرجل الذي حول الحلم إلى واقع… رجل الدولة الذي لم يغادر الميدان حتى آخر لحظة من حياته… ها نحن اليوم نعيد قراءة حكاية الدولة والإنسان… في ذكرى السابع عشر من يوليو… وطن… لم يهرب ولم يتذرع بالعجز بل حمل اليمن على كتفيه وبدأ مشروع بناء الدولة من الصفر. أعاد بناء الجيش والأمن، فرض النظام والقانون، فتح أبواب التنمية… شُقت الطرق، بُنيت المدارس والمستشفيات، وصلت الكهرباء والمياه إلى كل بقعة… وصار حضور الدولة واقعًا يلمسه المواطن. التعليم… القلم الذي انتصر على الجهل تم إنشاء آلاف المدارس في الريف والحضر… توسعت الجامعات الحكومية والأهلية… تخرجت الملايين من الطلاب… صار التعليم بوابة الأمل لكل يمني… الاقتصاد… من الضعف إلى البناء أُطلق مشروع سد مأرب… طُورت مصافي عدن… أُنشئت مصافي صافر في مأرب… استُكشفت حقول النفط والغاز… أُنشئت المناطق الحرة… افتُتحت المناطق الصناعية… العلاقات الاجتماعية والمواطنة… التعايش والسلم ترسيخ التعايش والسلم الاجتماعي… برامج مصالحة وطنية… رعاية القبائل في إطار الدولة… تعزيز هوية وطنية جامعة… حرية الإعلام والتعددية السياسية في 1988 جرت أول انتخابات نيابية… مع الوحدة عام 1990 ترسخت التعددية السياسية… وفي 1993 شهد اليمن أول انتخابات برلمانية ديمقراطية… تأسست الأحزاب والصحف المستقلة… وارتفعت أصوات الشعب بلا خوف… التشريعات والقوانين… دعامة الدولة الحديثة إصدار دستور الجمهورية اليمنية… تعديل القوانين بما يواكب التحديات… سن قانون السلطة المحلية… بناء الأجهزة الرقابية… سن القوانين التي تحمي الحريات وتدعم الاستثمار… الحكم المحلي… نقل السلطة للشعب قانون السلطة المحلية عام 2000… نقل الصلاحيات للمحافظات… انتخاب المجالس المحلية… تمكين المواطن من إدارة شؤونه… الوحدة… الحلم الكبير الذي تحقق توحد اليمن بالحوار والعقل… جاءت التعددية والديمقراطية وحرية الصحافة… الديمقراطية… خيار الشعب وإرادته من انتخابه في مجلس الشعب… إلى انتخابه من الشعب مباشرة في 1999… ثم في 2006 بنسبة 77%… ظل الزعيم خيار الناس وإرادتهم… برامج الدعم الحكومي… رعاية المواطن قبل الربح ثبتت الدولة أسعار صرف الريال عبر تدخلات البنك المركزي… دعمت السلع الأساسية عبر مؤسسات الدولة… تم دعم المشتقات النفطية بأسعار رمزية… كُفلت الكهرباء والمياه والخدمات بأسعار مدعومة… أُنشئت صناديق الرعاية الاجتماعية لتخفيف معاناة الفقراء… ظل هذا الدعم قائمًا حتى 2011… القائد في زمن العواصف… صمام الأمان واجه الإرهاب… واجه الفتن والمؤامرات… وظل صمام أمان اليمن… 2011… طعنة الظهر وبطولة التسليم خانه من راهن عليهم… لكنه سلم السلطة حقنًا للدماء… وظل حارسًا للجمهورية حتى الشهادة… بعده… وطن ممزق ومليشيات عابثة المليشيات مزقت الدولة… الانقسام عصف بالوطن… نهب ميليشيات الحوثي… اقتصاد الحرب والجبايات منذ انقلابها في 2014… لم تكتفِ بتدمير مؤسسات الدولة… بل نهبت كل شيء… استولت على ترليونات الريالات… وصادرت أكثر من 159 مليار دولار من أموال الدولة والتجار والمشايخ والمواطنين… أموال البنك المركزي، الضرائب، الجمارك، الزكاة، المساعدات… نهبت ممتلكات القطاع الخاص… فرضت الجبايات وأموال الحرب ونهبت الأسواق باسم المجهود الحربي… حوّلت الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد حرب ونهب منظم… تفنيد المزاعم… ثروته الحقيقية هي الشعب اتهموه بالفساد… فنّدها بالأدلة… وأثبت أن ثروته الحقيقية هي الشعب… فساد النخبة… تقرير كشف المستور كشفه تقرير فريق الخبراء 2021… كل الأطراف تورطت… تجار الحروب تقاسموا الوطن… الخرافات الدينية… الإمامة والولاية الإمامة الكهنوتية عادت… خرافة الولاية تلبست بالدولة… 'ثروة الزعيم'… وثائقي الحقيقة كشفها وثائقي قناة اليمن اليوم… ثروته في الشعب… في بناء الدولة… في حماية الجمهورية… ترسيم الحدود… بالحكمة والحنكة أنهى النزاع مع السعودية باتفاق جدة 2000… وحُسم مع سلطنة عمان في 1992… وكان يردد: "لا ضرر ولا ضرار بيننا وبين أشقائنا في عمان." واتفاق مع إرتيريا حول أرخبيل حنيش في 1998… انتفاضة ديسمبر 2017… وقفة الكرامة انتفاضة ضد الحوثي… خرج هاتفًا باسم اليمن… استشهد واقفًا… كما عاش واقفًا… اليوم… هل نرثي رجلاً أم وطناً؟ لا نرثي رجلاً… بل نرثي وطنًا… ونطرح السؤال: أين اليمن بعدك يا زعيم؟

جنرال أمريكي يشكو الخسائر التي تكبّدتها أمريكا في اليمن
جنرال أمريكي يشكو الخسائر التي تكبّدتها أمريكا في اليمن

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 6 ساعات

  • المشهد اليمني الأول

جنرال أمريكي يشكو الخسائر التي تكبّدتها أمريكا في اليمن

في اعتراف لافت بحجم الاستنزاف العسكري الذي تعرّضت له الولايات المتحدة خلال العام ونصف الماضي أقرت البحرية الأمريكية بأن معركة البحر الأحمر شكّلت تحديًا غير مسبوق من حيث كثافة الهجمات وكلفة التصدي لها. وأكد الفريق جيمس كيلبي القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية الأمريكية في تصريحات لموقع بيزنس إنسايدر العسكري أن القوات الأمريكية استخدمت كميات 'كبيرة للغاية' من ذخائر الدفاع الجوي في منطقة الشرق الأوسط. وهو ما ألقى بظلاله على الجاهزية التشغيلية وموارد الصناعة الدفاعية. وأضاف كيلبي أن المواجهة في البحر الأحمر كشفت عن فجوة مالية متزايدة بين كلفة التهديدات القادمة خصوصًا من الطائرات المسيّرة والصواريخ منخفضة الكلفة وبين الأسلحة الباهظة التي تستخدمها واشنطن لاعتراضها. مشيرًا إلى أن هذه المعضلة باتت تمثل 'أولوية عاجلة' في الخطط العملياتية الأمريكية. وبحسب كيلبي فقد استخدمت البحرية صواريخ اعتراضية باهظة الثمن للتصدي لهجمات قادمة من اليمن منذ أكتوبر 2023. لافتًا إلى أن حجم الهجمات فاق التوقعات وأدى إلى استنزاف كبير في الذخائر والموارد. وفي سياق متصل أشار المسؤول الأمريكي إلى أن البحرية الأمريكية شاركت مؤخرًا في اعتراض صواريخ إيرانية باستخدام صواريخ SM-3 المتطورة والتي تتراوح كلفتها ما بين 10 إلى 30 مليون دولار للواحد. ما يعكس حجم الإنفاق الهائل في مواجهة تهديدات توصف بأنها منخفضة الكلفة وعالية الفعالية. وتأتي هذه التصريحات في ظل تزايد الأصوات داخل الأوساط العسكرية الأمريكية التي تحذّر من استدامة هذه المواجهة. في وقت تؤكد فيه تقارير استخبارية أن ما تواجهه واشنطن في البحر الأحمر يُعد من أعقد التحديات منذ الحرب العالمية الثانية.

العلاج بالكيّ: هل تنجو الشرعية من مأزقها الاقتصادي..؟!
العلاج بالكيّ: هل تنجو الشرعية من مأزقها الاقتصادي..؟!

يمنات الأخباري

timeمنذ 6 ساعات

  • يمنات الأخباري

العلاج بالكيّ: هل تنجو الشرعية من مأزقها الاقتصادي..؟!

حسام ردمان تعود جذور الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الشرعية إلى العام 2022؛ حينما حُرمت الحكومة من أهم مواردها بعد ضرب الحوثيين لموانئ تصدير النفط، ومنذ ذلك الوقت بدأ الخبراء الاقتصاديون يتعجبون؛ ليس من سرعة الانهيار بل من قدرة الحكومة على التماسك! وبفضل الثقة الدولية التي تبلورت تجاه البنك المركزي ووزارة المالية، استطاعت الحكومة أن تسترد العديد من أرصدتها في الخارج لتغطية نفقاتها وتسديد فاتورة المرتبات. منها على سبيل المثال مبلغ 600 مليون دولار ساعد الفرنسيون والبريطانيون الحكومة الشرعية في استخدامها، من حقوق السحب الخاصة، وهي تعود لأرصدة حكومية من أيام اليمن الشمالي تم إيداعها بالخارج في سبعينيات القرن الماضي. ورغم أهمية هذه المساعدة الدولية، فإن الحكومة اليمنية ما كانت لتصمد دون التمويل السخي من دول التحالف العربي الذي تعهدت به عقب مشاورات الرياض. لكن التمويل السعودي والإماراتي هذه المرة لم يكن جزءًا من اقتصاد الحرب، بل جاء كمقدمة لعملية التعافي الاقتصادي والحوكمة المؤسسية. لذا فإنه كان مشروطًا بإصلاحات عاجلة، وهو ما ظلت السلطة الشرعية تتهرب منه طيلة الفترة الماضية. وبالتوازي مع هذا التهرب الحكومي، كان المأزق الاقتصادي للشرعية يتراكم على مدار ثلاثة أعوام، إلى أن بلغت الأمور منعطفًا لا يمكن احتماله في العام 2025. ورغم قتامة الوضع، إلا أن مصير الشرعية ما زال في يدها، ولديها خياران في المتناول لتجاوز الأزمة: إما قيام الحكومة بتصدير النفط رغمًا عن الحوثي أو بالتفاهم معه. وإما إنجاز الحكومة لوصفة الإصلاحات المطلوبة منها لاستيعاب شرائح الدعم المالي من حلفائها. والصواب إنجاز الأمرين معًا، لكن الإصلاحات تبدو اليوم الأكثر إلحاحًا لأنها تعزز إجراءات الحوكمة وتحقق الاستدامة المالية. والخطير في أزمة الشرعية الاقتصادية، أنها لم تقتصر على إغضاب الحاضنة الشعبية في المناطق المحررة، بل إنها عمّقت الفجوة الاستراتيجية مع جماعة الحوثي: فبالرغم من تظافر الشروط الموضوعية بالضد من الحوثي بعد فرض العقوبات وتدمير ميناء الحديدة؛ عجزت الشرعية عن توفير الشروط الذاتية التي تمكّنها من استثمار الفرص لتغيير ميزان القوى الاقتصادي لصالحها، تمهيدًا لتعديل ميزان القوى السياسي والعسكري لاحقًا. لذا فإن طريق الحسم الاستراتيجي في مواجهة الحوثي، وطريق تحسين الوضع المعيشي في المناطق المحررة؛ يبدأ أولًا بعلاج المأزق الاقتصادي للشرعية، والعلاج هنا يجب أن يتم بالكيّ ودفعة واحدة من خلال حزمة الإصلاحات. وبحسب ما أكدته مصادر دبلوماسية خليجية وغربية؛ فإن 'وصفة الإصلاحات' تتضمن خمس نقاط، غير إعجازية، وافق عليها مجلس القيادة الرئاسي، ويبقى أن تنفذها الحكومة، وهي: 1- إقرار موازنة عامة للحكومة، وهو أمر بديهي في أي دولة محترمة. 2- تحرير سعر الريال الجمركي، مع العلم بأن المواد الأساسية من غذاء ودواء مستثناة وستظل مدعومة. ولكن لا يُعقل أن تدفع الدولة فارق الدولار لتاجر سيارات أو مستورد أثاث فاخر، في حين تعجز عن دفع مرتبات موظفيها. 4- التوريد لحساب الحكومة في البنك المركزي من كل الهيئات الاقتصادية الحكومية والسلطات المحلية. 5- إقرار لجنة تغطية الاستيراد، والتي قد تم تحديدها والتوافق على أعضائها، ويبقى فقط إصدار قرار بها. هذه الإصلاحات تصب في خدمة الدولة والمواطن ومجتمع الأعمال والمانحين الدوليين، والطرف الوحيد المستفيد من تعطيلها هو الحوثي، أو التجار الطفيليون المتواطئون معه. حاليًا تقف الشرعية أمام منعرج مصيري، ولن يكون بوسع أحد إنقاذها.. فإما أن تبادر إلى علاج نفسها بنفسها، وإما أن تستمر في مشاهدة مرضها العضال وهو يستشري في كامل جسدها الاقتصادي والسياسي والأمني، وسوف يعني ذلك قريبًا دخولها مرحلة الموت السريري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store