logo
بحضور جماهيري كبير .. افتتاح مهرجان الاراجوز المصري واهداء الدور الرابعة الطفلة الفلسطينية هند رجب واكفال غزة

بحضور جماهيري كبير .. افتتاح مهرجان الاراجوز المصري واهداء الدور الرابعة الطفلة الفلسطينية هند رجب واكفال غزة

صدى مصرمنذ 3 أيام
بحضور جماهيري كبير .. افتتاح مهرجان الاراجوز المصري واهداء الدور الرابعة الطفلة الفلسطينية هند رجب واكفال غزة
كتب – محمود الهندي
افتُتحت مساء أمس، الثلاثاء الاول من يوليو فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الأراجوز المصري والذي يقام تحت شعار اقتصاديات التراث في بيت السناري، التابع لمكتبة الإسكندرية، بحي السيدة زينب في القاهرة، وسط حضور كبير من المهتمين بالتراث والفنون الشعبية، وعدد من الأكاديميين والفنانين والإعلاميين .
بدأ المهرجان بعرض تمثيلي غنائي احتفى بروح فن الأراجوز ومكانته في الوجدان الشعبي، تلاه افتتاح رسمي للمهرجان الذي يُعد أحد أبرز المبادرات الثقافية الهادفة إلى إعادة إحياء الفنون الشعبية وتحفيز الوعي العام بأهميتها .
وفي لفتة إنسانية مؤثرة، تم إهداء المهرجان إلى الطفلة الفلسطينية هند رجب وأطفال غزة جميعًا، تكريمًا لشجاعتها واستشهادها المروّع وهي تواجه، بجسدها النحيل، جيشًا مدججًا بالسلاح. وقد ظلت الطفلة في اتصال مع طواقم الهلال الأحمر حتى لحظات استشهادها، بعد أن أُصيبت بـ355 رصاصة، في واحدة من أقسى اللحظات التي تلخص قسوة الإبادة الجارية. وقد جاء الإهداء ليعبّر عن تضامن المهرجان مع براءة الطفولة ومعاناة المدنيين، وليكون ذكرها حافزًا لتحريك ضمير العالم في وجه هذا الصمت .
• اقتصاديات التراث …
أعقب الافتتاح ندوة فكرية بعنوان 'اقتصاديات التراث'، شارك فيها نخبة من الباحثين والخبراء والفنانين، وناقشت سبل تحويل التراث الشعبي من موروث ثقافي هامشي إلى مورد اقتصادي فاعل يساهم في التنمية المستدامة. افتتح الدكتور مصطفى جاد، الخبير في الثقافة الشعبية، المداخلات بتأكيده على أن التراث الشعبي يُعد ثروة اقتصادية متجددة يمكن توظيفها لدعم الاقتصاد الوطني، داعيًا إلى إعادة الفنون الشعبية، وعلى رأسها فن الأراجوز، إلى المجال العام بوصفها أدوات تواصل جماهيري لا تزال قادرة على التأثير في الكبار والصغار على حد سواء .
ثم قدّم الدكتور محمد ثروت عطية، أستاذ فلسفة الإعلام الآسيوي ومدير تحرير 'اليوم السابع'، مداخلة موسعة تناولت التجارب الآسيوية في توظيف التراث، خصوصًا في دول جنوب شرق آسيا، التي استطاعت تحويل عناصرها الثقافية إلى علامات تجارية وسلع قابلة للتصدير. وأشار إلى أن هذه الدول دمجت تراثها في منظومة التنمية من خلال التوثيق والترويج والتعليم الجامعي، ما جعله رافدًا اقتصاديًا وسياحيًا وثقافيًا .
• فرقة ومضة …
أما الدكتور أحمد نبيل، فتحدث عن تجربة فرقة 'ومضة' كنموذج عملي لترجمة مفهوم اقتصاديات التراث إلى واقع. وأوضح أن الفرقة أسهمت في تحويل الفنون الشعبية إلى مورد اقتصادي فعلي من خلال عروضها المحلية والدولية، والتي بُنيت على منهج علمي انطلق من التوثيق واستعادة الفنون، ثم توظيفها في عروض مسرحية وورش تدريبية. وأكد أن 'ومضة' قدمت إضافة حقيقية للعمل الأكاديمي، بإتاحة فرص تعليمية وتدريبية للطلاب، وأسهمت في تشكيل وعي ثقافي لدى الأجيال الجديدة .
واختتم الندوة الدكتور نبيل بهجت، مؤسس فرقة 'ومضة'، مشيرًا إلى اهتمامه العميق باقتصاديات التراث منذ بدايات عمله مع فن الأراجوز، وأنه صاغ هذا المصطلح لأول مرة عام 2008 في دراسة أكاديمية عن الأراجوز، وأطلق حينها دعوة للاهتمام بالبعد الاقتصادي للتراث. وأوضح أن تجربة الفرقة تُعد تطبيقًا عمليًا لهذا المفهوم، منطلقة من شعارها: 'لدينا ما يستطيع أن يعبّر عنا'، ومؤمنة بأن الثقافة هي المنتج الأقوى الذي يمتلكه الوطن العربي، والذي يمكن أن يشكل قوة ناعمة قادرة على الحضور في الأسواق العالمية والتأثير في المجتمعات .
• العرض المسرحي التمساح …
عقب الندوة، قُدّم العرض المسرحي 'التمساح'، من تأليف وإخراج الدكتور نبيل بهجت، وبطولة الفنانين علي أبوزيد سليمان، محمود سيد حنفي، صابر شيكو (كبير لاعبي الأراجوز المعاصرين)، ومصطفى الصباغ الذي شارك أيضًا في تأليف وتلحين أغنية الافتتاح. ويُعد هذا العرض مستوحًى من يابه شعبية قديمة تحمل الاسم نفسه، أُعيد تقديمها برؤية درامية معاصرة تتناول قضايا التعاون، والوفاء، ومساعدة الآخرين دون انتظار مقابل، ورفض الطمع، في قالب فني بسيط يعكس عمقًا إنسانيًا واجتماعيًا، مع الحفاظ على روح الفكاهة والأسلوب التفاعلي المرتبط بفن الأراجوز .
كما شهد الختام عرضًا تراثيًا لفن الأراجوز، قدّم فيه الفنان الشعبي مجموعة من الفقرات المرتجلة، واستدعى عددًا من الأغاني الشائعة لجذب تفاعل الجمهور، الذي استجاب بحفاوة بالغة، في مشهد استعاد أجواء الفرجة الشعبية الأصيلة التي طالما جمعت الناس حول البهجة والحكمة في آن واحد .
اختُتمت الليلة الأولى من المهرجان وسط أجواء من الفرح والتفاعل الحي، حيث عبّر الحضور عن إعجابهم بمستوى العروض وعمق الطروحات الفكرية التي قُدمت في الندوة. وتجلّى ذلك في تصفيق حار، وابتسامات باسمة، وعبارات ثناء على الجهد المبذول في استعادة مكانة فن الأراجوز، وتقديمه كأداة فعالة للتعليم والتثقيف والمتعة معًا. ليلة أكدت مجددًا أن التراث، إذا ما أُحسن توظيفه، لا يُحفظ في المتاحف فقط، بل يُعيد صياغة الحاضر، ويشارك في بناء المستقبل .
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمسية فنية متنوعة على المسرح الروماني بمكتبة الزاوية الحمراء تُعيد وهج الثمانينات والتسعينات
أمسية فنية متنوعة على المسرح الروماني بمكتبة الزاوية الحمراء تُعيد وهج الثمانينات والتسعينات

صدى مصر

timeمنذ 5 ساعات

  • صدى مصر

أمسية فنية متنوعة على المسرح الروماني بمكتبة الزاوية الحمراء تُعيد وهج الثمانينات والتسعينات

أمسية فنية متنوعة على المسرح الروماني بمكتبة الزاوية الحمراء تُعيد وهج الثمانينات والتسعينات د كتب – محمود الهندي أقامت مكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، مساء الجمعة 4 يوليو، أمسية فنية مميزة على المسرح الروماني بالمكتبة، بالتعاون مع فريق 'بابيون باند' بقيادة المايسترو أحمد جودة، وسط حضور جماهيري كبير وتفاعل لافت . بدأت الفعاليات بعرض مسرحي قصير بعنوان 'راديو 360' من تأليف وإخراج إسراء أمجد، استعرض خلاله طيفاً من المشاهد الدرامية المستوحاة من نوستالجيا الإذاعة المصرية، حيث تنقلت الأحداث بين محطات الزمن الجميل في سرد بصري مؤثر . تلا العرض المسرحي فقرة غنائية وطنية قدّمها فريق 'كورال شارعنا'، شملت مجموعة من الأغنيات الوطنية الخالدة التي لاقت تفاعلاً كبيراً من الحضور، من بينها: 'وطني الأكبر'، 'يا حبيبتي يا مصر'، 'أحلف بسماها'، و'صورة'، حيث امتلأت الأجواء بمشاعر الحماسة والانتماء . وفي ختام الأمسية، صعد فريق 'بابيون باند' إلى المسرح ليأخذ الجمهور في رحلة موسيقية إلى حقبتي الثمانينات والتسعينات، من خلال باقة من الأغنيات التي ارتبطت بذاكرة أجيال كاملة، وخلقت حالة من الحنين لنجوم تلك الفترة مثل محمد فؤاد، راغب علامة، وإيهاب توفيق. شهد الحفل أجواءً من البهجة والدفء الفني، وأكد على الدور الحيوي الذي تلعبه المكتبة في دعم الفنون والثقافة وتقديم تجارب فنية متنوعة تُخاطب كل الأذواق.

التراث تجارب ملهمة في ثالث ايام مهرجان الاراجوز المصري في بيت السحيمي «صور»
التراث تجارب ملهمة في ثالث ايام مهرجان الاراجوز المصري في بيت السحيمي «صور»

صدى مصر

timeمنذ 7 ساعات

  • صدى مصر

التراث تجارب ملهمة في ثالث ايام مهرجان الاراجوز المصري في بيت السحيمي «صور»

التراث تجارب ملهمة في ثالث ايام مهرجان الاراجوز المصري في بيت السحيمي «صور» كتب محمود الهندي في ثالث أيام مهرجان الأراجوز المصري في دورته الرابعة، استضاف بيت السحيمي التابع لصندوق التنمية الثقافية فعاليات اليوم، وسط حضور لافت من المهتمين بالتراث والفنون الشعبية . افتُتح اليوم بندوة فكرية حملت عنوان 'التراث: تجارب ملهمة'، ناقشت سبل توظيف التراث في التنمية المستدامة، وتسليط الضوء على اقتصاديات التراث من خلال نماذج ناجحة في مصر . استعرض الدكتور محمد مندور، المستشار الأسبق لوزير الثقافة، مجموعة من التجارب الملهمة التي جسدت كيفية تحويل التراث إلى مشروع اقتصادي وثقافي حي، وهم: • ويصا واصف في مجال إحياء فن النسيج وتنمية الإبداع الفطري لدى الأطفال من خلال مركز الحرانية، • أسعد نديم في الحفاظ على التراث المعماري وتوثيق المأثورات الشعبية عبر مشاريع مؤسسية رائدة، • شهيرة محرز في توثيق وإحياء الأزياء التقليدية ودعم الحرف اليدوية بأسلوب معاصر، • وعزة فهمي في تحويل الرموز التراثية إلى مجوهرات تحمل طابعًا عالميًا دون التفريط في الهوية . الفولكلور التطبيقي كما تحدث الدكتور عاطف نوار عن دور الفولكلور التطبيقي والاقتصاد الإبداعي أو ما يُعرف بـ'الاقتصاد البرتقالي'، مشيرًا إلى أهمية دمج التراث في خطط التنمية ودعم الجيل الجديد من المبدعين في مجالات الفنون والحرف التراثية . وقد أشاد المتحدثون خلال الندوة بتجربة فرقة ومضة لفنون الأراجوز وخيال الظل، التي أسسها د. نبيل بهجت، واعتبروها نموذجًا ناجحًا لكيفية تحويل فن شعبي مهدد بالاندثار إلى مشروع ثقافي ومهني حيوي، يجمع بين العرض الفني والتدريب والحفاظ على الهوية . وعقب الندوة، قُدِّمت مجموعة من العروض المسرحية التي عكست روح المقاومة الكامنة في التراث . الديك الهادر الغادر جاء العرض الأول بعنوان 'الديك الهادر الغادر'، تأليف الكاتب الفلسطيني غنام غنام وإخراج د. نبيل بهجت، حيث صوّر العرض، بأسلوب ساخر، ديكًا مخادعًا يرمز إلى المستعمر المتسلل الذي يستغل طيبة الناس ويبتزهم دون مقاومة . ثم تلا ذلك العرض المسرحي 'على الأبواب'، تأليف وإخراج د. نبيل بهجت، وبطولة كل من علي أبوزيد سليمان، مصطفى الصباغ، محمود سيد حنفي، ولاعب الأراجوز صابر شيكو. يدور العمل حول الخطر الكامن وراء الأبواب، متمثلًا في الأعداء المتربصين بالأمة منذ قرون، مشددًا على أن التوحد واليقظة هما السبيل الوحيد لمواجهة هذا المصير . أكدت عروض اليوم الثالث أن التراث الشعبي لا يزال قادرًا على أداء دوره كمصدر للوعي والمقاومة والإلهام، حين يُعاد توظيفه بفكر معاصر وروح مسؤولة .

أمسية شعرية وقصصية تثري الوجدان في معرض الفيوم للكتاب
أمسية شعرية وقصصية تثري الوجدان في معرض الفيوم للكتاب

صدى مصر

timeمنذ يوم واحد

  • صدى مصر

أمسية شعرية وقصصية تثري الوجدان في معرض الفيوم للكتاب

أمسية شعرية وقصصية تثري الوجدان في معرض الفيوم للكتاب كتب – محمود الهندي تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وفي إطار البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الفيوم للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، عقدت أمسية أدبية وشعرية حملت طابعًا نقديًا، جمعت بين دفتيها الشعر والقصة القصيرة، وسط حضور نوعي من الأدباء والمثقفين . شهدت الأمسية مناقشة ديوان 'صفحة من كتاب الأماني' للشاعر الدكتور محمود أحمد، والمجموعة القصصية 'أحيانًا أكون أنا' للكاتب عادل الجمال، وأدار اللقاء الصحفي الأستاذ طارق محمود عوض، بمشاركة كل من الدكتورة شيرين العدوي، الشاعرة والناقدة الأدبية، والناقد الدكتور محمد صلاح زيد . في كلمتها، أكدت د. شيرين العدوي أن الشاعر محمود أحمد يطلق العنان للخيال والفؤاد، فيقدم تجربة شعرية تنأى عن التأريخ التقليدي، وتعتمد على الإشارات والدلالات والصور الجمالية التي تخلد قصائده عبر الأجيال . وأضافت أن ديوانه يمثل مرآة للذات الجمعية، من خلال تناوله لموضوعات تمس الوعي المجتمعي، مثل أدب الطفل، وقضايا المرأة، وأيديولوجيات التطرف . أما الناقد د. محمد صلاح زيد فتناول المجموعة القصصية 'أحيانًا أكون أنا' لعادل الجمال، معبرًا عن إعجابه بتقنيات السرد المكثف والإيجاز والتلميح، التي ميزت نصوص المجموعة، وتوقف عند عنوان المجموعة، متسائلًا: 'لماذا أحيانًا؟ وليس دائمًا؟' ليجد أن الكاتب يجيب من خلال قصصه، خاصة تلك التي تدور حول ثنائية الواقع والحلم، وازدواجية الذات الساردة بين 'أنا' و'هو' . وأشار الناقد إلى قصة 'الكافورة العجوز'، التي جسّد فيها الكاتب المكان كرفيق وونس، عبر وصف دقيق وشفاف لشارع وفندق، بينما تناولت قصة أخرى مشاعر الاغتراب والوحدة من خلال حكاية ابنه المغترب المتزوج من سيدة إندونيسية . وفي قصة 'أحيانًا أكون أنا غالبًا'، يقدّم الكاتب شخصية شاب يُدعى يونس، يحلم بالزواج من حبيبته 'عزيزة'، لكنه لم يتمكن من ذلك، وتنتهي قصة الحب بزواجها من آخر، كذلك، يسلّط الضوء في 'أبو سعاد' على بطل شعبي مزعوم، وفي 'عبد الحميد وأنا' على طالب جامعي يعمل بائع فول، ثم يختفي فجأة، في قصص تنبض بالحياة والتفاصيل اليومية . في ختام الأمسية، عبّر الحضور عن تقديرهم لهذه التجربة الأدبية والنقدية التي لامست مشاعرهم، وأثرت وجدانهم، ضمن أجواء ثقافية ملهمة في قلب الفيوم .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store