logo
مجدداً.. تحذيرات دولية من مخاطر تهدد شجرة دمع الأخوين في سقطرى

مجدداً.. تحذيرات دولية من مخاطر تهدد شجرة دمع الأخوين في سقطرى

اليمن الآن٢٠-٠٥-٢٠٢٥
يمن إيكو|تقرير:
جدد خبراء بيئيون دوليون تحذيراتهم من أن شجرة دم الأخوين في سقطرى اليمنية تواجه خطر الانقراض بسبب التغيرات المناخية وعدم الاهتمام الرسمي من قبل الحكومة ببرامج حماية التنوع النباتي النادر في جزيرة أرخبيل سقطرى، وفقاً لما نشرته وكالة أسوشيتد برس ورصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'،
وكشفت الوكالة- في تقرير حديث- عن تصاعد المخاوف الدولية من تهديدات مناخية وبيئية متزايدة تهدد شجرة دم الأخوين الشهيرة في جزيرة سقطرى، أحد أبرز الرموز البيئية والاقتصادية للسياحة البيئية في اليمن.
وأكد التقرير تراجع نمو هذا النوع النادر بسبب الأعاصير المتكررة، ورعي الماعز الغازية، والتغيرات المناخية الحادة، ما يهدد بفقدان مصدر دخل حيوي لسكان الجزيرة القائم على السياحة البيئية، مستعرضاً قصصاً وشهادات لسكان محليين عانوا في السنوات الأخيرة من تراجع الأنشطة السياحية نظراً لانحسار الغطاء النباتي، تحت تأثيرات العواصف المدارية، وسوء الاهتمام الحكومي بحماية البيئة النباتية وعلى رأسها شجرة دم الأخوين.
ونقلت الوكالة عن 'سينا كيباني'- التي تدير عائلتها مشتلاً مخصصاً للحفاظ على أشجار دم الأخوين التي لا توجد إلا في جزيرة سقطرى اليمنية- قولها: 'إن رؤية الأشجار تموت يشبه فقدان أحد أطفالك'.
ودعا خبراء البيئة (دوليون ومحليون) إلى إدراج ملف شجرة دم الأخوين ضمن أولويات المناخ والبيئة في اليمن، وتوفير تمويل مستدام لمشاريع الحماية البيئية، بما يشمل إنشاء أسوار متينة للمشاتل وتشجيع مبادرات زراعية تحافظ على التنوع البيولوجي الفريد للجزيرة.
ونقلت الوكالة، عن كاي فان دام، عالم الأحياء البلجيكي المتخصص في الحفاظ على البيئة والذي عمل في سقطرى منذ عام 1999 تحذيراته من تداعيات فقدان الغطاء النباتي على النظام البيئي، مؤكداً ذلك بالقول: 'عندما تفقد الأشجار، تفقد كل شيء؛ التربة، والمياه، والنظام البيئي بأكمله'.
وأضاف كاتب التقرير: 'مع قلة الدعم الوطني، تُترك جهود الحفاظ على البيئة في معظمها لأهالي سقطرى'، مؤكدة أنه رغم محاولات المجتمعات المحلية لإنشاء مشاتل خاصة لحماية الشتلات الصغيرة من رعي الماعز، فإن الموارد محدودة، والدعم الحكومي غائب في ظل تركيز السلطات على الملفات الخدمية والأمنية.
ونقل عن عبد الرحمن الإرياني، المستشار في شركة جلف ستيت أناليتيكس، وهي شركة استشارات مخاطر مقرها واشنطن، قوله: إن 'الحكومة اليمنية تواجه 99 مشكلة حالياً'. مضيفاً: 'يركز صانعو السياسات على استقرار البلاد وضمان استمرار الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه. أما معالجة قضايا المناخ، فستكون ترفاً'. في إشارة إلى عجز الحكومة اليمنية عن القيام بواجبها تجاه حماية البيئة في سقطرى.
وأضح التقرير أن الجزيرة تعد وطناً لنحو 825 نوعاً من النباتات النادرة في العالم- غير أن شجرة دم الأخوين الموجودة فيها ولا توجد في أي مكان آخر على الأرض، مشيراً إلى أنها تلعب دوراً بيئياً واقتصادياً مهماً، إذ تسهم في جمع المياه وتوفير الظل لأنواع نباتية أخرى. كما ترتبط بشكل وثيق بصناعة السياحة المستدامة في الجزيرة، التي تستقطب نحو 5000 زائر سنوياً.
واستدرك التقرير قائلاً: لكن مع زوال هذه الأشجار، يُخشى أن تنهار معها شبكة من الأنشطة الاقتصادية المحلية في أرخبيل جزيرة سقطرى- الذي يقارن بأرخبيل جزر غالاباغوس التابع للأكوادور- التي توفر فرص عمل وتمثل أحد روافد التنمية في ظل اقتصاد هش يعاني من تداعيات الحرب المستمرة منذ سنوات.
وكان أرخبيل سقطرى قد شهد في عام ٢٠١٥، عاصفة مدمرة مزدوجة وغير مسبوقة في شدتها، ضربت الجزيرة واقتلعت آلاف الأشجار التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، بعضها يزيد عمره عن ٥٠٠ عام، والتي صمدت أمام عواصف سابقة لا تُحصى. واستمر الدمار في عام ٢٠١٨ مع إعصار آخر، وتأتي تلك العواصف خلال السنوات الأخيرة بالتزامن مع الانتهاكات العسكرية الإماراتية للنظام البيئي البحري والبري في محافظة الأرخبيل.
وكانت منظمة اليونسكو للتراث العالمي التابعة للأمم، أرسلت في بداية مايو الجاري، لجنة ميدانية استقصائية إلى أرخبيل سقطرى اليمني، لتقييم أوضاعه والتحقيق في الانتهاكات البيئية والعسكرية التي تشهدها المحمية الطبيعية المصنفة ضمن التراث العالمي منذ عام 2008م، وجاءت زيارة اللجنة في أعقاب تقارير محلية ودولية تفيد باستمرار تدهور التنوع البيئي الفريد في الجزيرة، التي تتعرض للتدمير الممنهج منذ السيطرة الإماراتية عليها عام 2017، وعقب تحذير المنظمة، قبل أشهر، من إسقاط الأرخبيل من قائمة التراث العالمي لليونسكو.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سقطرى.. أجمل الجزر اليمنية وكنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة
سقطرى.. أجمل الجزر اليمنية وكنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة

اليمن الآن

timeمنذ يوم واحد

  • اليمن الآن

سقطرى.. أجمل الجزر اليمنية وكنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة

تستقر جزيرة سقطرى اليمنية في قلب المحيط الهندي كجوهرة بيئية نادرة، تحتضن تنوعًا بيولوجيًا مذهلًا لا مثيل له على وجه الأرض، لكن هذه الجزيرة المعزولة، التي ظلّت لقرون بعيدة عن الأنظار، تواجه اليوم أخطر التحديات البيئية في تاريخها، بسبب التغير المناخي، والرعي الجائر، والسياحة غير المنظّمة. آ تُقارب مساحة سقطرى مساحة جزيرة "لونغ آيلاند" في نيويورك، وتمتاز بنظام بيئي فريد تطوّر عبر ملايين السنين من العزلة الجغرافية، وتُشير منظمة اليونسكو إلى أن ثلث النباتات البالغ عددها نحو 825 نوعًا في الجزيرة لا توجد في أي مكان آخر في العالم، من أبرزها: شجرة دم الأخوين، وأشجار اللبان النادرة، والصبّار العلاجي، والشعاب المرجانية الزاخرة بالحياة البحرية. آ ويصف عالم البيئة الهولندي كاي فان دامه، الذي عمل في الجزيرة لأكثر من 20 عامًا، سقطرى بأنها "غالاباغوس المحيط الهندي"، لكنه يحذّر من أن هذا التنوع بات مهددًا بشكل خطير. آ وقال فان دامه في تصريح لشبكةآ NBC:"التغيّر المناخي هو بلا شك التهديد الأكبر لتنوّع سقطرى البيولوجي، إنها جزيرة صغيرة ذات مناخ جاف، وأي تأثير بسيط قد يُحدث ضررًا هائلًا على أنظمتها البيئية الهشّة". آ وقد تضررت سقطرى بشدة من الأعاصير المدمّرة التي ضربتها في عامي 2015 و2018، والتي خلّفت دمارًا واسعًا شمل تآكل التربة، وتدمير الشعاب المرجانية، واقتلاع النباتات النادرة، وسط موجات جفاف متكررة. آ تشير تقارير "الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة" إلى أن أربعًا من أصل 11 نوعًا من أشجار اللبان في سقطرى صُنّفت على أنها "مهددة بالانقراض بدرجة حرجة"، فيما صُنّفت خمسة أنواع أخرى بأنها "مهددة بالانقراض"، مما يعكس حجم التدهور البيئي المتسارع. آ ويؤكد عالم البيئة الهولندي فان دامه أن الرعي الجائر، خصوصًا من قبل الماعز، يفاقم الأزمة، مؤكدًا:"الرعي يؤدي إلى تدمير المواطن الطبيعية، ويمنع نمو الأشجار الجديدة، ما يهدد استمرار الأنواع المعمّرة". آ ورغم إدراج الجزيرة ضمن قائمة التراث العالمي، فإن نمو النشاط السياحي فيها أثار قلقًا بيئيًا واسعًا، إذ تجذب سقطرى آلاف السيّاح بجمال شواطئها ومياهها الفيروزية، وشكلت مقصدًا لعشّاق الطبيعة والمغامرة، غير أن هذا التدفق السياحي بات يمثل ضغطًا شديدًا على بيئتها الهشة. آ ويقول الناشط البيئي المحلي علي يحيى، منسق جولات سياحية في الجزيرة:"السلطات وافقت على تحديد عدد الزوار سنويًا بـ 4500 سائح فقط، ومنعت البناء أو الفنادق الكبيرة في المناطق البيئية الحساسة، لكن بعض الشركات السياحية تتجاوز الضوابط" آ ولا تقتصر التهديدات على البيئة فحسب، إذ يرى يحيى، أن السياحة بدأت تؤثر كذلك على النسيج الاجتماعي والثقافي للجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 60 ألف نسمة، لا يزال كثير منهم يتمسّكون بتقاليدهم العريقة ويتحدّثون باللغة السقطرية القديمة، وهي لغة شفوية غير مكتوبة تعود جذورها إلى ما قبل الإسلام. آ وقال يحيى: آ«السلوكيات الأجنبية بدأت تؤثر في السكان المحليين، ونخشى أن يؤدي ذلك إلى تآكل تقاليدناآ». وأضاف أن السياح مرحّب بهم عموماً، آ«لكن على بعضهم احترام الخصوصية الثقافية أكثرآ». آ وأشار إلى صورة نُشرت على آ«إنستغرامآ» تظهر امرأة ترتدي لباس السباحة تحت شجرة دم الأخوين، قائلاً إنّها أثارت غضب سكان قرية جبلية اعتبروا ذلك تصرّفاً منافياً لقيمهم المحافظة. آ أما الدليل السياحي المحلي عبدالرؤوف الجمحي، فأكد في رسائل صوتية أن بعض الزوّار يشعلون النيران أسفل أشجار دم الأخوين، وينقشون كتابات على لحائها، كما يستخدمون الطائرات المسيّرة التي تُزعج الطيور، ويتركون خلفهم النفايات. آ ورغم ذلك، شدد الجمحي على أهمية السياحة لسكان سقطرى، موضحا:"السياحة مهمة جدًا لأبناء الجزيرة، فهي مصدر رزق رئيسي للمرشدين وسائقي السيارات وأصحاب الفنادق والمطاعم وبائعي الحِرف اليدوية. لكنها تحتاج إلى تنظيم صارم". آ وفي تحذير لافت، قال فان دامه إن بعض الأنواع المهددة بالانقراض تُقتل أو تُؤسر فقط من أجل صور "سيلفي"، مشيرًا إلى اصطياد الحرباء وأنواع نادرة أخرى لهذا الغرض. آ ويخشى خبراء البيئة من أن تكرار التجاوزات البيئية، واستمرار استغلال موارد الجزيرة دون رقابة، قد يدفع سقطرى نحو مصير مشابه لجزر "غالاباغوس"، حيث تسببت الأنشطة البشرية غير المنضبطة في انقراض أنواع نادرة وتدهور النظام البيئي. آ وقال الجمحي في ختام حديثه:"نتوقع زيادة أعداد السياح في السنوات المقبلة، وهذا سيفرض ضغطًا كبيرًا على الجزيرة. إذا لم تترافق هذه الزيادة مع حماية حقيقية للبيئة، فسقطرى مهددة بخسارة هويتها الطبي. آ ورغم الضغوط المتزايدة، يرى فان دامه أن هناك مؤشرات إيجابية، إذ أبدت السلطات في سقطرى انفتاحاً على التعاون، وبدأت مشاريع حماية بيئية يقودها المجتمع المحلي تحقّق تقدّماً ملموساً. آ وقال: آ«المبادرات التي يقودها المجتمع المحلي، إلى جانب الجهود القائمة الأخرى، تُعدّ جوهرية. وطالما استمرّت هذه المبادرات، فهناك أمل حقيقي لمستقبل الجزيرةآ».

سقطرى اليمنية.. كنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة
سقطرى اليمنية.. كنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة

اليمن الآن

timeمنذ 2 أيام

  • اليمن الآن

سقطرى اليمنية.. كنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة

تستقر جزيرة سقطرى اليمنية في قلب المحيط الهندي كجوهرة بيئية نادرة، تحتضن تنوعًا بيولوجيًا مذهلًا لا مثيل له على وجه الأرض، لكن هذه الجزيرة المعزولة، التي ظلّت لقرون بعيدة عن الأنظار، تواجه اليوم أخطر التحديات البيئية في تاريخها، بسبب التغير المناخي، والرعي الجائر، والسياحة غير المنظّمة. تُقارب مساحة سقطرى مساحة جزيرة "لونغ آيلاند" في نيويورك، وتمتاز بنظام بيئي فريد تطوّر عبر ملايين السنين من العزلة الجغرافية، وتُشير منظمة اليونسكو إلى أن ثلث النباتات البالغ عددها نحو 825 نوعًا في الجزيرة لا توجد في أي مكان آخر في العالم، من أبرزها: شجرة دم الأخوين، وأشجار اللبان النادرة، والصبّار العلاجي، والشعاب المرجانية الزاخرة بالحياة البحرية. ويصف عالم البيئة الهولندي كاي فان دامه، الذي عمل في الجزيرة لأكثر من 20 عامًا، سقطرى بأنها "غالاباغوس المحيط الهندي"، لكنه يحذّر من أن هذا التنوع بات مهددًا بشكل خطير. وقال فان دامه في تصريح لشبكة NBC :"التغيّر المناخي هو بلا شك التهديد الأكبر لتنوّع سقطرى البيولوجي، إنها جزيرة صغيرة ذات مناخ جاف، وأي تأثير بسيط قد يُحدث ضررًا هائلًا على أنظمتها البيئية الهشّة". وقد تضررت سقطرى بشدة من الأعاصير المدمّرة التي ضربتها في عامي 2015 و2018، والتي خلّفت دمارًا واسعًا شمل تآكل التربة، وتدمير الشعاب المرجانية، واقتلاع النباتات النادرة، وسط موجات جفاف متكررة. تشير تقارير "الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة" إلى أن أربعًا من أصل 11 نوعًا من أشجار اللبان في سقطرى صُنّفت على أنها "مهددة بالانقراض بدرجة حرجة"، فيما صُنّفت خمسة أنواع أخرى بأنها "مهددة بالانقراض"، مما يعكس حجم التدهور البيئي المتسارع. ويؤكد عالم البيئة الهولندي فان دامه أن الرعي الجائر، خصوصًا من قبل الماعز، يفاقم الأزمة، مؤكدًا:"الرعي يؤدي إلى تدمير المواطن الطبيعية، ويمنع نمو الأشجار الجديدة، ما يهدد استمرار الأنواع المعمّرة". ورغم إدراج الجزيرة ضمن قائمة التراث العالمي، فإن نمو النشاط السياحي فيها أثار قلقًا بيئيًا واسعًا، إذ تجذب سقطرى آلاف السيّاح بجمال شواطئها ومياهها الفيروزية، وشكلت مقصدًا لعشّاق الطبيعة والمغامرة، غير أن هذا التدفق السياحي بات يمثل ضغطًا شديدًا على بيئتها الهشة. ويقول الناشط البيئي المحلي علي يحيى، منسق جولات سياحية في الجزيرة:"السلطات وافقت على تحديد عدد الزوار سنويًا بـ 4500 سائح فقط، ومنعت البناء أو الفنادق الكبيرة في المناطق البيئية الحساسة، لكن بعض الشركات السياحية تتجاوز الضوابط" ولا تقتصر التهديدات على البيئة فحسب، إذ يرى يحيى، أن السياحة بدأت تؤثر كذلك على النسيج الاجتماعي والثقافي للجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 60 ألف نسمة، لا يزال كثير منهم يتمسّكون بتقاليدهم العريقة ويتحدّثون باللغة السقطرية القديمة، وهي لغة شفوية غير مكتوبة تعود جذورها إلى ما قبل الإسلام. وقال يحيى: «السلوكيات الأجنبية بدأت تؤثر في السكان المحليين، ونخشى أن يؤدي ذلك إلى تآكل تقاليدنا». وأضاف أن السياح مرحّب بهم عموماً، «لكن على بعضهم احترام الخصوصية الثقافية أكثر». وأشار إلى صورة نُشرت على «إنستغرام» تظهر امرأة ترتدي لباس السباحة تحت شجرة دم الأخوين، قائلاً إنّها أثارت غضب سكان قرية جبلية اعتبروا ذلك تصرّفاً منافياً لقيمهم المحافظة. أما الدليل السياحي المحلي عبدالرؤوف الجمحي، فأكد في رسائل صوتية أن بعض الزوّار يشعلون النيران أسفل أشجار دم الأخوين، وينقشون كتابات على لحائها، كما يستخدمون الطائرات المسيّرة التي تُزعج الطيور، ويتركون خلفهم النفايات. ورغم ذلك، شدد الجمحي على أهمية السياحة لسكان سقطرى، موضحا:"السياحة مهمة جدًا لأبناء الجزيرة، فهي مصدر رزق رئيسي للمرشدين وسائقي السيارات وأصحاب الفنادق والمطاعم وبائعي الحِرف اليدوية. لكنها تحتاج إلى تنظيم صارم". وفي تحذير لافت، قال فان دامه إن بعض الأنواع المهددة بالانقراض تُقتل أو تُؤسر فقط من أجل صور "سيلفي"، مشيرًا إلى اصطياد الحرباء وأنواع نادرة أخرى لهذا الغرض. ويخشى خبراء البيئة من أن تكرار التجاوزات البيئية، واستمرار استغلال موارد الجزيرة دون رقابة، قد يدفع سقطرى نحو مصير مشابه لجزر "غالاباغوس"، حيث تسببت الأنشطة البشرية غير المنضبطة في انقراض أنواع نادرة وتدهور النظام البيئي. وقال الجمحي في ختام حديثه:"نتوقع زيادة أعداد السياح في السنوات المقبلة، وهذا سيفرض ضغطًا كبيرًا على الجزيرة. إذا لم تترافق هذه الزيادة مع حماية حقيقية للبيئة، فسقطرى مهددة بخسارة هويتها الطبي. ورغم الضغوط المتزايدة، يرى فان دامه أن هناك مؤشرات إيجابية، إذ أبدت السلطات في سقطرى انفتاحاً على التعاون، وبدأت مشاريع حماية بيئية يقودها المجتمع المحلي تحقّق تقدّماً ملموساً. وقال: «المبادرات التي يقودها المجتمع المحلي، إلى جانب الجهود القائمة الأخرى، تُعدّ جوهرية. وطالما استمرّت هذه المبادرات، فهناك أمل حقيقي لمستقبل الجزيرة».

سقطرى اليمنية.. كنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة
سقطرى اليمنية.. كنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة

الصحوة

timeمنذ 2 أيام

  • الصحوة

سقطرى اليمنية.. كنز بيئي فريد يواجه خطر التغير المناخي والسياحة الجائرة

تستقر جزيرة سقطرى اليمنية في قلب المحيط الهندي كجوهرة بيئية نادرة، تحتضن تنوعًا بيولوجيًا مذهلًا لا مثيل له على وجه الأرض، لكن هذه الجزيرة المعزولة، التي ظلّت لقرون بعيدة عن الأنظار، تواجه اليوم أخطر التحديات البيئية في تاريخها، بسبب التغير المناخي، والرعي الجائر، والسياحة غير المنظّمة. تُقارب مساحة سقطرى مساحة جزيرة "لونغ آيلاند" في نيويورك، وتمتاز بنظام بيئي فريد تطوّر عبر ملايين السنين من العزلة الجغرافية، وتُشير منظمة اليونسكو إلى أن ثلث النباتات البالغ عددها نحو 825 نوعًا في الجزيرة لا توجد في أي مكان آخر في العالم، من أبرزها: شجرة دم الأخوين، وأشجار اللبان النادرة، والصبّار العلاجي، والشعاب المرجانية الزاخرة بالحياة البحرية. ويصف عالم البيئة الهولندي كاي فان دامه، الذي عمل في الجزيرة لأكثر من 20 عامًا، سقطرى بأنها "غالاباغوس المحيط الهندي"، لكنه يحذّر من أن هذا التنوع بات مهددًا بشكل خطير. وقال فان دامه في تصريح لشبكة NBC:"التغيّر المناخي هو بلا شك التهديد الأكبر لتنوّع سقطرى البيولوجي، إنها جزيرة صغيرة ذات مناخ جاف، وأي تأثير بسيط قد يُحدث ضررًا هائلًا على أنظمتها البيئية الهشّة". وقد تضررت سقطرى بشدة من الأعاصير المدمّرة التي ضربتها في عامي 2015 و2018، والتي خلّفت دمارًا واسعًا شمل تآكل التربة، وتدمير الشعاب المرجانية، واقتلاع النباتات النادرة، وسط موجات جفاف متكررة. تشير تقارير "الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة" إلى أن أربعًا من أصل 11 نوعًا من أشجار اللبان في سقطرى صُنّفت على أنها "مهددة بالانقراض بدرجة حرجة"، فيما صُنّفت خمسة أنواع أخرى بأنها "مهددة بالانقراض"، مما يعكس حجم التدهور البيئي المتسارع. ويؤكد عالم البيئة الهولندي فان دامه أن الرعي الجائر، خصوصًا من قبل الماعز، يفاقم الأزمة، مؤكدًا:"الرعي يؤدي إلى تدمير المواطن الطبيعية، ويمنع نمو الأشجار الجديدة، ما يهدد استمرار الأنواع المعمّرة". ورغم إدراج الجزيرة ضمن قائمة التراث العالمي، فإن نمو النشاط السياحي فيها أثار قلقًا بيئيًا واسعًا، إذ تجذب سقطرى آلاف السيّاح بجمال شواطئها ومياهها الفيروزية، وشكلت مقصدًا لعشّاق الطبيعة والمغامرة، غير أن هذا التدفق السياحي بات يمثل ضغطًا شديدًا على بيئتها الهشة. ويقول الناشط البيئي المحلي علي يحيى، منسق جولات سياحية في الجزيرة:"السلطات وافقت على تحديد عدد الزوار سنويًا بـ 4500 سائح فقط، ومنعت البناء أو الفنادق الكبيرة في المناطق البيئية الحساسة، لكن بعض الشركات السياحية تتجاوز الضوابط" ولا تقتصر التهديدات على البيئة فحسب، إذ يرى يحيى، أن السياحة بدأت تؤثر كذلك على النسيج الاجتماعي والثقافي للجزيرة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 60 ألف نسمة، لا يزال كثير منهم يتمسّكون بتقاليدهم العريقة ويتحدّثون باللغة السقطرية القديمة، وهي لغة شفوية غير مكتوبة تعود جذورها إلى ما قبل الإسلام. وقال يحيى: «السلوكيات الأجنبية بدأت تؤثر في السكان المحليين، ونخشى أن يؤدي ذلك إلى تآكل تقاليدنا». وأضاف أن السياح مرحّب بهم عموماً، «لكن على بعضهم احترام الخصوصية الثقافية أكثر». وأشار إلى صورة نُشرت على «إنستغرام» تظهر امرأة ترتدي لباس السباحة تحت شجرة دم الأخوين، قائلاً إنّها أثارت غضب سكان قرية جبلية اعتبروا ذلك تصرّفاً منافياً لقيمهم المحافظة. أما الدليل السياحي المحلي عبدالرؤوف الجمحي، فأكد في رسائل صوتية أن بعض الزوّار يشعلون النيران أسفل أشجار دم الأخوين، وينقشون كتابات على لحائها، كما يستخدمون الطائرات المسيّرة التي تُزعج الطيور، ويتركون خلفهم النفايات. ورغم ذلك، شدد الجمحي على أهمية السياحة لسكان سقطرى، موضحا:"السياحة مهمة جدًا لأبناء الجزيرة، فهي مصدر رزق رئيسي للمرشدين وسائقي السيارات وأصحاب الفنادق والمطاعم وبائعي الحِرف اليدوية. لكنها تحتاج إلى تنظيم صارم". وفي تحذير لافت، قال فان دامه إن بعض الأنواع المهددة بالانقراض تُقتل أو تُؤسر فقط من أجل صور "سيلفي"، مشيرًا إلى اصطياد الحرباء وأنواع نادرة أخرى لهذا الغرض. ويخشى خبراء البيئة من أن تكرار التجاوزات البيئية، واستمرار استغلال موارد الجزيرة دون رقابة، قد يدفع سقطرى نحو مصير مشابه لجزر "غالاباغوس"، حيث تسببت الأنشطة البشرية غير المنضبطة في انقراض أنواع نادرة وتدهور النظام البيئي. وقال الجمحي في ختام حديثه:"نتوقع زيادة أعداد السياح في السنوات المقبلة، وهذا سيفرض ضغطًا كبيرًا على الجزيرة. إذا لم تترافق هذه الزيادة مع حماية حقيقية للبيئة، فسقطرى مهددة بخسارة هويتها الطبي. ورغم الضغوط المتزايدة، يرى فان دامه أن هناك مؤشرات إيجابية، إذ أبدت السلطات في سقطرى انفتاحاً على التعاون، وبدأت مشاريع حماية بيئية يقودها المجتمع المحلي تحقّق تقدّماً ملموساً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store