logo
ثمن على لبنان دفعه...

ثمن على لبنان دفعه...

الرأيمنذ 3 أيام
ليس في استطاعة لبنان ركوب قطار التطورات المتسارعة في المنطقة، كما يقترح المبعوث الأميركي توم برّاك الذي ركّز، غير مرّة في اثناء وجوده في بيروت، على أهمّية ما تشهده سوريا. كان يشير بوضوح إلى العلاقة التي تتحسن بين سوريا وإسرائيل وإلى الاتصالات المباشرة بين الجانبين.
في الوقت ذاته، ليس في استطاعة لبنان، بوضعه الحالي، البقاء خارج القطار، أي خارج مسيرة رسم التاريخ الجديد للمنطقة، وهي مسيرة بدأت مع «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023. يعطي هذا العجز عن ركوب القطار والعجز الآخر الذي يتمثل في عدم القدرة على البقاء خارجه، فكرة عن المأزق اللبناني. أدى هذا المأزق إلى تراجع أهمّية لبنان أميركياً وجعله ملحقاً بسوريا. لم يعد للبنان مبعوث أميركي خاص به، كما كانت الحال مع مورغان اورتيغوس. يتولّى توم برّاك الملفين السوري واللبناني في آن. من الواضح أن الأولوية لديه للملفّ السوري في حين يدعو اللبنانيين إلى حل مشكلة «حزب الله» داخليّاً، كما لو أن الحزب هبط على لبنان من السماء وليس من خيرات «الجمهوريّة الإسلاميّة» على البلد!
مع هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته «حماس» وردّ الفعل الإسرائيلي عليه، تغيّر الشرق الأوسط جذرياً، خصوصاً مع سقوط المشروع التوسعي الإيراني وانتقال الحرب إلى داخل «الجمهوريّة الإسلاميّة» التي يدافع أركانها عن النظام عبر رفع شعارات ذات طابع إيراني بحت بعيداً عن شعارات «الثورة الإسلاميّة» والرغبة في تصدير الثورة إلى دول الجوار.
من المفارقات أنّ «الجمهوريّة الإسلاميّة» باتت، في ضوء الضربات الإسرائيليّة والأميركيّة، تستنجد بجيرانها العرب، في مقدّمهم المملكة العربيّة السعوديّة، بغية حماية نظامها من جهة وإظهار حسن سلكوها في منطقة الخليج من جهة أخرى. ليست زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للمملكة حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سوى تعبير عن بداية استعادة إيران لوعيها من جهة ولضرورة مواجهة الواقع الإقليمي الجديد من جهة أخرى.
لا يدرك لبنان حجم التغيير الذي حصل في المنطقة وهو تغيير يحتاج إلى الارتقاء إلى مستواه، خصوصاً مع سقوط النظام العلوي في سوريا. مثل هذا السقوط يعني أول ما يعنيه سقوط حلف الأقليات الذي دفع حافظ الأسد إلى قيامه بسبب حقده العميق على بعض الفئات المذهبية في سوريا ولبنان... والعراق أيضاً.
ماذا يعني ذلك كلّه؟ مطلوب بكلّ بساطة، قبل أي شيء آخر، دور قيادي على مستوى الرئاسات الثلاث في لبنان بعيداً عن الرغبة في تسجيل رئيس لنقاط على الرئيس الآخر. بقي نواف سلام، رئيساً للحكومة أم لم يبق، الحاجة إلى تفاهم على سياسة عامة للدولة اللبنانية، تفاهم يأخذ في الاعتبار أن لبنان لا يمكن أن يكون في معزل عن التغييرات الإقليميّة.
توجد تجارب عدّة يمكن للبنان الاستفادة منها في هذا المجال. قد تكون التجربة الأولى تلك التي مرّ بها البلد في عهد سليمان فرنجية، الجدّ بين العامين 1970 و1976. وقتذاك، لم يستوعب سليمان الجدّ، أبعاد التغييرات التي تشهدها المنطقة بدءاً بتدفق المسلحين الفلسطينيين على لبنان وموت جمال عبدالناصر، وسيطرة حافظ الأسد، على سوريا. لم يكن الموضوع موضوع الحس الوطني لسليمان الجد، مقدار ما كان موضوع ثقافة سياسية ومعرفة بشؤون المنطقة والعالم تتجاوز السياسات الداخليّة. لم يفهم رئيس الجمهورية وقتذاك، وكان يمتلك صلاحيات مختلفة عن رئيس الجمهورية الحالي بموجب دستور ما بعد الطائف، مغزى اضطراره إلى استقبال وزير الخارجية الأميركي هنري كيسينجر في مطار رياق العسكري في البقاع. انعكس ذلك لاحقاً على لبنان بعدما فهم كيسينجر أن البلد في حاجة إلى وصيّ خارجي... وقد أتى بالوصي السوري لاحقاً بطلبه من حافظ الأسد، إدخال جيشه إلى لبنان.
يفترض بلبنان في الوقت الحاضر التصرّف كبلد يمتلك فيه الرؤساء الثلاثة صفات قيادية تستند إلى فهم لواقع مرحلة ما بعد «طوفان الأقصى». ليس كافياً الكلام عن «حصرية السلاح». الكلام، عن كيف تجاوز هذه المشكلة التي ستؤدي في حال استمرارها إلى تعميق المأزق السياسي وتهديد وجود الدولة اللبنانية.
باختصار شديد، لا مستقبل للبنان ما دام سلاح «حزب الله» موجوداً على أي بقعة من الأرض اللبنانية. لم يساهم هذا السلاح في تدمير لبنان فحسب، كان أيضا جزءاً لا يتجزّأ من الحرب التي تعرّض لها الشعب السوري منذ العام 2011، حتّى نهاية 2024.
آن أوان الإجابة لبنانياً عن الأسئلة الحقيقية بدل السقوط في لعبة الحسابات الشخصية، خصوصاً أن الوقت ليس في خدمة البلد. يبدأ طرح الأسئلة الحقيقية من الاعتراف بواقع أن لبنان خسر حربه مع إسرائيل. كانت حرباً لا علاقة له بها من قريب ولا ناقة له فيها ولا جمل. كانت حرباً شنّها «حزب الله» واسماها «حرب إسناد غزّة» بناء على طلب إيراني.
على لبنان بكلّ بساطة الاعتراف أيضاً بأن هناك ثمناً لابد من دفعه نتيجة خسارة الحرب. أكثر من ذلك، لا مفرّ من الانتهاء من سلاح «حزب الله» في حال كان مطلوباً إعادة إعمار الجنوب والتخلّص من الاحتلال الإسرائيلي الذي تسببت به «حرب إسناد غزّة».
ما العمل؟ الحاجة إلى مواصفات قيادية وخطوات جريئة من كل الرئاسات، جرأة يبدو البلد في حاجة إليها أكثر من أي وقت... في حال كان مطلوباً الخروج من أزمة تلوح في الأفق.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محور إسرائيلي جديد يقسّم «خان يونس» جنوبي غزة
محور إسرائيلي جديد يقسّم «خان يونس» جنوبي غزة

الأنباء

timeمنذ 6 ساعات

  • الأنباء

محور إسرائيلي جديد يقسّم «خان يونس» جنوبي غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي إقامة محور جديد هو الرابع في غزة، حيث يقسم مدينة خان يونس إلى قسمين غربي وشرقي، فيما حذرت أوساط فلسطينية من تداعياته على تقطيع أوصال القطاع الساحلي، وذلك وسط استمرار الغارات والتوغلات البرية في القطاع، والتي أدت إلى مقتل عشرات المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات الإنسانية. وقال أفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش للإعلام العربي في بيان إن قوات اللواء 188 ولواء غولاني استكملت فتح محور «ماجيك عوز» في منطقة خان يونس. وأضاف البيان أن المحور الذي يفصل بين شرق وغرب خان يونس يمتد على مسافة نحو 15 كم ويشكل جزءا مركزيا في الضغط على حركة «حماس» وحسم المعركة ضد لواء خان يونس. وأشار إلى أن قيادة المنطقة الجنوبية توسع وتعزز السيطرة على هذا المحور المركزي وتعمل على حماية أمن مواطني دولة إسرائيل، وسكان غلاف غزة بشكل خاص. وهذا رابع محور يقيمه الجيش الإسرائيلي في القطاع، حيث هناك بالفعل 3 محاور، وهي: محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، ومحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ومحور موراغ الفاصل بين رفح وخان يونس. وتعليقا على ذلك، قال عضو المكتب السياسي في (حماس) باسم نعيم في بيان إن «فتح محور جديد لا يعني كثيرا من الناحية الميدانية العملية لكنه يؤكد على نوايا ومخططات الاحتلال طويلة الأمد بالبقاء داخل القطاع وعدم الانسحاب وعدم إنهاء الحرب». وتابع نعيم ان إقامة المحور «يكذب كل ما يدعيه الاحتلال على طاولة المفاوضات أو يبلغه للوسطاء، كما أنه منخرط في العملية التفاوضية نظريا من أجل الصورة للداخل الإسرائيلي وتخفيف الضغط الدولي». من جهة أخرى، قال نعيم لوكالة فرانس برس: «الاحتلال لم يسلم حتى الآن أي خرائط جديدة معدلة بشأن الانسحابات العسكرية من القطاع، وما يعلنه الاحتلال عن تسليم خرائط جديدة غير صحيح. وما يجري على الأرض يؤكد نوايا الاحتلال ومخططاته لإبقاء واستمرار السيطرة العسكرية لأمد طويل داخل قطاع غزة وعدم وقف الحرب». من جهتها، حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من تداعيات المحور الجديد على تقطيع أوصال القطاع وتكريس احتلاله وتعميق الكارثة الإنسانية في صفوف المدنيين الفلسطينيين ومحاولات حشرهم في مربعات جغرافية تحت شعار «مدن الخيام» غير إنسانية تمهيدا لتهجيرهم بالقوة. ميدانيا، أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية أن حصيلة غارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة خلال 24 ساعة بلغت 94 قتيلا فيما بلغ عدد الإصابات أكثر من 252. وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان: «استشهد 21 مواطنا منهم 15 اختناقا نتيجة إطلاق الغازات على المجوعين والتدافع الذي تلا ذلك في مركز توزيع المساعدات الأميركية (مصائد الموت) جنوب مدينة خان يونس». وأضافت الوزارة أنه «للمرة الأولى يتم تسجيل شهداء جراء الاختناق والتدافع الشديد للمواطنين في مراكز توزيع المساعدات. الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسة الأميركية يتعمدان ارتكاب المجازر بطريقة ممنهجة وبأساليب متنوعة بحق المجوعين». وبينت أن «من بين الشهداء الذين وصلوا إلى أقسام الطوارئ 7 فلسطينيين وأكثر من 30 إصابة كانوا يبحثون عن المساعدات ليرتفع إجمالي شهداء «لقمة العيش» ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 851 شهيدا وأكثر من 5634 إصابة منذ فتح مراكز التوزيع».

مفاوضات الدوحة... بين «التقدم الكبير» و«حملة التضليل»
مفاوضات الدوحة... بين «التقدم الكبير» و«حملة التضليل»

الرأي

timeمنذ 10 ساعات

  • الرأي

مفاوضات الدوحة... بين «التقدم الكبير» و«حملة التضليل»

- «حماس»: إسرائيل تريد إبقاء السيطرة العسكرية على غزة لأمد طويل - سقوط 21 فلسطينياً جراء اختناق وتدافع في موقع توزيع مساعدات - «هآرتس»: 70 في المئة من مباني غزة غير صالحة للسكن تقدم... لا تقدم حتى الآن في أي من القضايا الرئيسية محل النقاش. هذه هي حال المفاوصات غير المباشرة في الدوحة، وفق الطرفين المتحاربين. ففي حين تحدثت مصادر إسرائيلية مطلعة، عن «تقدم كبير» طرأ على المفاوضات بشكل «يمهد الطريق نحو إبرام صفقة»، أكدت حركة «حماس» أن «الاحتلال يواصل سياسة تعطيل أي اتفاق، ويواصل حملته في التضليل والكذب والخداع بأن هناك تقدماً بالمفاوضات لإيهام الرأي العام العالمي، وتحميل حماس مسؤولية أي فشل قد يحصل». إسرائيلياً، ذكرت القناة 13، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أوعز للفريق المفاوض بمرونة إضافية في شأن انسحاب الجيش من قطاع غزة، تقترب أكثر من موقف الحركة «ما أدى إلى حدوث التقدم». وذكر مسؤولون إسرائيليون، أن «الحديث يدور عن انسحاب موقت فقط لمدة 60 يوماً، مع النية للعودة إلى القتال بعد انتهاء وقف إطلاق النار». وأشاروا إلى أن انطباعهم من الحوار مع نتنياهو، هو أنه يرغب جداً في التوصل إلى صفقة خلال الأيام القريبة، لكنه لا يريد إنهاء الحرب. وبموجب مقترح خريطة الانتشار الثالثة التي أعلنت تل أبيب أنها قدمتها، ستقلص وجودها العسكري إلى منطقة عازلة بعرض كيلومترين على طول الحدود الجنوبية قرب رفح. لكن عضو المكتب السياسي في الحركة باسم نعيم قال لـ «فرانس برس»، إن «الاحتلال لم يسلم حتى الآن أي خرائط جديدة معدلة في شأن الانسحابات العسكرية من القطاع، وما يعلنه الاحتلال عن تسليم خرائط جديدة غير صحيح... ما يجري على الأرض يؤكد نوايا الاحتلال ومخططاته لإبقاء واستمرار السيطرة العسكرية لأمد طويل داخل قطاع غزة وعدم وقف الحرب». وأضاف نعيم الذي يقيم في الدوحة أن «ما يجري على الأرض يؤكد نوايا الاحتلال بعدم الانسحاب من القطاع، على عكس ما يدعيه الاحتلال في المفاوضات المستمرة في الدوحة، وعلى عكس ما يبلغه للوسطاء». واعتبر أن الوفد الإسرائيلي المفاوض «منخرط في العملية التفاوضية نظرياً من أجل صورته في الإعلام للداخل الصهيوني ولتخفيف الضغط الدولي على حكومة نتنياهو في ظل ما يرتكبه الاحتلال من حرب إبادة ومجازر يومية بحق المدنيين واستخدام التجويع كأداة لقتل المدنيين» في قطاع غزة. تقسيم خان يونس وفي السياق، أفاد جيش الاحتلال بأن قواته استكملت شق محور جديد في منطقة خان يونس، يمتد 15 كيلومتراً ويفصل شرق المدينة الجنوبية عن غربها، في محاولة لتضييق الخناق على عمليات «حماس». وذكرت إذاعة الجيش، أنه «بعد محاور نتساريم، فيلادلفيا وموراغ، يُعلن الجيش عن شق محور جديد يُعرف باسم ماغين عوز (درع الشجاعة) الذي يقسم خان يونس إلى شطرين: شرق وغرب». وأعلن جيش الاحتلال أن «المحور يلعب دوراً مركزياً في الضغط على حماس وهزيمة لواء خان يونس». وتظهر صورة نشرها الجيش أن الطريق يتصل بممر موراغ الذي يفصل خان يونس عن رفح. حجم الدمار ونقلت صحيفة «هآرتس» عن تحليل صور أقمار اصطناعية وخبراء، بأن حجم الدمار في قطاع غزة أكبر مما كان يعتقد سابقاً، وبأن ما لا يقل عن 70 في المئة من المباني «أصبحت غير صالحة للسكن». وأضافت أنه تم تدمير 89 في المئة من المباني في رفح و84 في المئة في شمال القطاع. وفي مدينة غزة دمر 78 في المئة من المباني، بشكل كلي أو جزئي. وكشفت أن تدمير المباني يتم بواسطة مقاولين إسرائيليين بإشراف الجيش. وتابعت أن «المقاولين يتقاضون نحو 5 آلاف شيكل لكل مبنى يدمرونه، ويضغطون لتوسيع مناطق التدمير». ضحايا التدافع وفي اليوم الـ649 من حرب الإبادة، واصلت إسرائيل غاراتها على القطاع، حيث استشهد عشرات الفلسطينيين، بينهم 49 في مدينة غزة، إثر الغارات المتواصلة على منازل وخيام النازحين وتجمعات لمنتظري «المساعدات». وقال مسؤولون في مجال الصحة لـ «رويترز»، إن 21 فلسطينياً لقوا حتفهم جراء الاختناق في الموقع. وأفاد أحد المسعفين بأن كثيرين حُشروا في مساحة صغيرة وسُحقوا في التدافع. وذكر شهود أن حراساً في الموقع رشوا رذاذ الفلفل عليهم بعدما أغلقوا بوابات الموقع ما أدى إلى حصارهم بين البوابات والسياج الشائك الخارجي. وذكرت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، ان 19 لقوا حتفهم جراء التدافع وطُعن آخر حتى الموت خلال الحادث الذي وقع بأحد مراكزها في خان يونس. وأضافت في بيان «لدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بأن عناصر من بين الحشود، أي مسلحين وعناصر من حماس، تعمدوا إثارة الاضطرابات». ورفضت الحركة اتهامات المؤسسة ووصفتها بأنها «كاذبة ومضللة». والثلاثاء، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان انها وثقت سقوط 875 قتيلاً على الأقل خلال الأسابيع الستة الماضية بالقرب من مواقع وقوافل المساعدات في غزة، معظمها في محيط نقاط توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية. «شاس» يترك نتنياهو قرّر «مجلس حكماء التوراة»، التابع لحركة «شاس»، انسحاب الحزب من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي دخلت التاريخ بوصفها حكومة اليمين الكامل، وذلك غداة انسحاب حزب يهدوت هتوراه (التوراة اليهودي المتحد)، على خلفية عجز الحكومة عن تمرير قانون يعفي بشكل مقبول شرائح واسعة من طلاب المدارس الدينية الحريدية من الخدمة العسكرية. ووفقاً للحزب، فإن أعضاء الكتلة لا ينوون التعاون مع كتل المعارضة. وتشهد الكنيست حالة غليان سياسي، فيما تكشف استطلاعات الرأي عن تراجع غير مسبوق في شعبية الحكومة، مع دعوات داخلية لإعادة تشكيل التحالف أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة، في ظل تصدّع واضح بين مكونات الائتلاف. ويرى مراقبون أن نتنياهو قد لا يصمد طويلاً إذا استمر التمرد داخل الائتلاف، خصوصاً مع بدء انزياح بعض القواعد التقليدية لليمين نحو المعارضة، وتزايد الأصوات المطالِبة بتغيير القيادة.

مصر تبلغ ويتكوف رفضها إنشاء مدينة للخيام جنوب غزة
مصر تبلغ ويتكوف رفضها إنشاء مدينة للخيام جنوب غزة

الرأي

timeمنذ 10 ساعات

  • الرأي

مصر تبلغ ويتكوف رفضها إنشاء مدينة للخيام جنوب غزة

- القاهرة تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية والسورية - صندوق النقد: مصر استقبلت 603 آلاف سوداني منذ آخر ديسمبر ما بين القاهرة والدوحة، وفيما تتواصل الجهود المصرية - القطرية - الأميركية مع حركة «حماس» وإسرائيل، من أجل العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، كثفت الدبلوماسية المصرية، في الساعات الأخيرة اتصالاتها ومشاوراتها، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف خفض التصعيد وحدة التوتر في المنطقة، خصوصاً في ملفات فلسطين وايران والأمن الإقليمي، فقد أجرى وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبدالعاطي عدداً من الاتصالات شملت، نظيره الإيراني عباس عراقجي، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي. وتناول عبدالعاطي، أهمية العمل على الدفع بالحلول السلمية واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني، خصوصاً مع الاقتناع بأنه «لا حلول عسكرية لهذا الملف وباقي الأزمات التي تتعرض لها المنطقة». وجرى تبادل الأفكار والرؤى حول سبل خفض التصعيد وتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل كامل، وضمان عدم تجدد الأعمال العدائية والدفع بالمسار السياسي والسلمي. كما تناول الوزير المصري مع ويتكوف، الجهود المكثفة المبذولة حالياً للتوصل إلى هدنة في غزة والعمل على استدامته، وبما يدفع باتجاه إطلاق سراح مجموعة من الرهائن والأسرى مقابل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات من دون عوائق وبشكل كاف في ظل الأوضاع الكارثية في القطاع. وجدد عبدالعاطي، رفض مصر الكامل لكل الأفكار التي تتردد حول إنشاء مدينة للخيام في جنوب القطاع، أو إجراء أي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتم تناول الطرح المصري بعقد مؤتمر دولي في مصر معني بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار بعد التوصل لوقف إطلاق النار، بما يسهم فى تحقيق التعافي المبكر وبدء عملية إعادة الإعمار، وفقاً للخطة العربية الإسلامية. وتناول الوزير المصري، أيضاً، أهمية العمل على الدفع بالحلول السلمية واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. إدانة الاعتداءات الإسرائيلية في سياق ثانٍ، دانت مصر الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية والسورية و«ما تشكله من انتهاك سافر لسيادة البلدين العربيين الشقيقين وخرق لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة». وشددت في بيان للخارجية، على «أهمية احترام سيادة كل من لبنان وسورية والرفض الكامل للتدخل في شؤونهما الداخلية، وضرورة احترام وحدة وسلامة أراضيهما». وأكدت القاهرة أن «هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة من شأنها تعميق حدة التوتر، وتمثل عنصراً أساسياً لعدم الاستقرار في البلدين الشقيقين والمنطقة، في ظل ظرف دقيق تُبذل فيه جهود إقليمية ودولية حثيثة بمشاركة مصرية فعالة لخفض التصعيد ودعم الأمن والاستقرار الإقليمي». اللاجئون في إطار آخر، أفاد صندوق النقد الدولي، في تقرير حديث مساء الثلاثاء، عن مصر، أن «الصدمات الخارجية المتتالية والمستمرة أدت إلى تعقيد تنفيذ السياسات، مع ظهور تحديات جديدة في الأفق، لعل أبرزها الحرب المستمرة في السودان، والتي اندلعت في أبريل 2023، وأدت لتدفق عدد كبير من اللاجئين إلى مصر، إذ جرى تسجيل نحو 603 آلاف لاجئ سوداني لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اعتباراً من 31 ديسمبر 2024». وأضاف: «أدت الاضطرابات التجارية في البحر الأحمر منذ ديسمبر 2023 إلى تقليل تدفقات النقد الأجنبي من قناة السويس بمقدار 6 مليارات دولار في 2024، مقارنة بعام 2023، بينما ظلت أحجام تجارة الترانزيت عند ثلث مستويات ما قبل الصراع».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store