logo
عندما يكسر الصيف قواعده.. أمطار تضرب القاهرة وبعض المحافظات فى يوليو.. تحذير لا يمكن تجاهله يضع مصر فى مرمى المناخ المتقلب.. الأرصاد: تغير مناخى للأنماط الجوية المعتادة.. وخبراء: أحداث متطرفة ستصبح أكثر شدة

عندما يكسر الصيف قواعده.. أمطار تضرب القاهرة وبعض المحافظات فى يوليو.. تحذير لا يمكن تجاهله يضع مصر فى مرمى المناخ المتقلب.. الأرصاد: تغير مناخى للأنماط الجوية المعتادة.. وخبراء: أحداث متطرفة ستصبح أكثر شدة

اليوم السابعمنذ 21 ساعات
فى مشهد لم يستعد له المصريون، ولم تعتاده العاصمة والمحافظات المجاورة لها خلال فصل الصيف، تعرضت مناطق متفرقة من البلاد، الثلاثاء الماضى لتساقط أمطار متوسطة الشدة، فلم تكن هذه مجرد زخات صيفية عابرة، بل كانت هطولًا كثيفًا يندر حدوثه في مثل هذا التوقيت من العام، تحديدًا فى ذروة فصل الصيف، حيث تبلغ درجات الحرارة أوجها وتسطع الشمس بلا هوادة.
هذه الظاهرة الجوية المفاجئة، غير المعتادة، أحدثت صدمة مناخية حقيقية، مثيرةً عاصفة من التساؤلات حول أسباب هذا التحول غير المألوف، وما إذا كانت هذه الأمطار غير المتوقعة تنذر بتغيرات أوسع نطاقًا في الأنماط الجوية التي ألفتها البلاد.
على الرغم من أن الأمطار الصيفية الخفيفة قد تحدث أحيانًا في مناطق جنوب الصعيد بسبب امتداد الحزام المداري، إلا أن الأمطار الغزيرة التي تؤثر على القاهرة ومناطق أخرى من الوجه البحري ومدن القناة في يوليو، هي بالفعل حدث غير معتاد وتوصف بأنها لم تحدث منذ عقود.
لم تكن الأمطار الغزيرة التي هطلت في قلب الصيف مجرد ظاهرة جوية عابرة، بل تحولت إلى حديث الساعة بين المواطنين، الذين لم يعتادوا على رؤية السماء تمطر بهذا الشكل في شهر يوليو، وتحولت بعض شوارع القاهرة وتحديدًا مدينة نصر والقاهرة الجديدة فى محافظة القاهرة وعواصم محافظات أخرى مثل القليوبية والغربية والشرقية، إلى ما يشبه مشاهد الشتاء، حيث غمرت المياه بعض الطرقات، مما أثار بعض الارتباك المروري في البداية.
وعلى الفور، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالصور ومقاطع الفيديو التي توثق لحظات هطول الأمطار، حيث تبادل المستخدمون تعليقات تعبر عن استغرابهم، وربط البعض بينها وبين التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.
وتراوحت ردود الأفعال بين الفكاهة والتعجب، وصولاً إلى القلق من دلالات هذه الظاهرة على مستقبل الطقس في البلاد، هذا التفاعل السريع عكس مدى ندرة الحدث وأهميته في الوعي الجمعي للمصريين.
"منخفض الهند الموسمي" يفسر الظاهرة.. والتغير المناخي السبب الرئيسي
كشفت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن السبب وراء الأمطار التي فاجأت المصريين في يوليو هو وجود منخفض جوى في طبقات الجو العليا يُعرف بمنخفض الهند الموسمى. هذا المنخفض، الذي رافقته زيادة كبيرة في نسبة الرطوبة وتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة، كان العامل الأساسي وراء سقوط الأمطار على القاهرة الكبرى ومحافظات الوجه البحري ومدن القناة.
وأشارت غانم إلى أن منخفض الهند الموسمي ليس بظاهرة جديدة كليًا، إلا أن تكراره وتأثيره على مناطق الشمال والقاهرة يعد جديدًا، ويرجع ذلك بشكل مباشر إلى التغيرات المناخية التي أصبحت واقعًا ملموسًا، فبينما كانت الأمطار الصيفية تقتصر في السنوات الماضية على محافظات الصعيد وتُعرف بـ "الأمطار الصيفية"، أصبحت الآن تمتد لتشمل محافظات الشمال والقاهرة الكبرى، مما يؤكد على تأثير التغير المناخي على الأنماط الجوية المعتادة في مصر.
"حمل حرارى" غير طبيعى
من جانبه أكد الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، أن ما حدث "غير طبيعي على الإطلاق" موضحًا أن هناك امتداد منخفض جوي في طبقات الجو العليا، أطلق عليه اسم "حمل حرارى".
وأوضح سمعان أن هذه الأمطار ناتجة عن سحب تشكلت بفعل تصاعد هواء ساخن ورطب، مشيرًا إلى أن نسبة الرطوبة تجاوزت 60% بالتزامن مع الحرارة الشديدة، ما أدى إلى تكون سحب ركامية كثيفة.
كما ربط أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ هذه الأمطار مباشرة بـتغير المناخ، مؤكدًا أنها لا تحدث عادةً في هذا الوقت من العام.
وشدد سمعان على أهمية التشجير كعامل رئيسي في التخفيف من درجات الحرارة، وضرورة وجود نظم إنذار مبكر فعالة للتعامل مع مثل هذه التقلبات الجوية المفاجئة.
ولفت الدكتور سمعان إلى أن مصر تمتلك بالفعل نظم إنذار مبكر وأقمارًا صناعية قادرة على رصد هذه الظواهر، مؤكدًا على أهمية التوعية ومتابعة النشرات الجوية بشكل مستمر.
التحديات الاقتصادية والتنموية.. استثمارات ضرورية في وجه المناخ المتقلب
تبرز ظاهرة الأمطار الصيفية غير المعتادة في مصر جانبًا آخر شديد الأهمية للتغيرات المناخية، وهو تأثيراتها الاقتصادية والتنموية المباشرة، فالتقلبات الجوية المفاجئة كهذه يمكن أن تلحق أضرارًا بالبنية التحتية، وتعطل حركة التجارة والنقل، وتؤثر سلبًا على قطاعات حيوية مثل الزراعة والسياحة، قد تتسبب الأمطار الغزيرة في تلف المحاصيل، أو إعاقة حركة السياح، مما يفرض تحديات جديدة على الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي. لمواجهة هذه المخاطر المتزايدة، يصبح الاستثمار في بنية تحتية مقاومة للمناخ، وتطوير نظم الصرف الصحي، ووضع خطط طوارئ فعالة، ليست رفاهية بل ضرورة تنموية ملحة لضمان صمود الاقتصاد ومرونته في وجه تقلبات الطقس المستقبلية.
السياق العالمي: مصر جزء من ظاهرة أوسع وتحديات متزايدة
ما شهدته مصر من أمطار صيفية غير معتادة ليس حدثًا معزولًا، بل هو انعكاس لظاهرة عالمية أوسع نطاقًا، فكوكب الأرض يواجه تداعيات التغيرات المناخية التي باتت تفرض نفسها بقوة، مسببةً تقلبات جوية متطرفة في مختلف أنحاء العالم، من موجات الحر غير المسبوقة، إلى الفيضانات المدمرة، مرورًا بالجفاف المطول والعواصف الشديدة، أصبحت الظواهر الجوية الخارجة عن المألوف هي "الوضع الطبيعي الجديد" في العديد من المناطق.
ويتفق خبراء المناخ على أن هذه الأمطار غير الموسمية في مصر، وغيرها من الأحداث المناخية المتطرفة حول العالم، ستصبح أكثر تكرارًا وشدة في المستقبل لذلك يجب اتخاذ إجراءات حاسمة واستعدادات كبيرة، وتشير التوقعات إلى أن تأثيرات الاحترار العالمي ستزيد من فوضى الأنماط الجوية، مما يفرض تحديات كبيرة على البنية التحتية، الزراعة، والاقتصاديات المحلية والعالمية، وهذا يؤكد على أهمية الالتزام بالاتفاقيات الدولية للمناخ والعمل الجماعي لمواجهة هذا التحدي الوجودى.
التغيرات المناخية.. واقع يفرض تحدياته
ما حدث في مصر من أمطار صيفية غير معتادة هو مجرد مثال واحد على التأثيرات المتزايدة للتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، فارتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى تغييرات جذرية في الأنماط الجوية، بما في ذلك زيادة حدة وتواتر الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأمطار الغزيرة غير الموسمية، والجفاف، وموجات الحر الشديدة.
تتطلب هذه التغيرات استراتيجيات تكيف وطنية ودولية، تشمل تطوير البنية التحتية لمواجهة الأمطار المفاجئة، ووضع خطط للطوارئ، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية متابعة التحذيرات الجوية، كما أن التوسع في المشروعات الخضراء مثل التشجير يصبح ضرورة بيئية واقتصادية للتخفيف من حدة تأثيرات التغيرات المناخية والحفاظ على جودة الحياة.
إن أمطار يوليو في مصر ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل هي دعوة واضحة لإعادة تقييم مدى استعدادنا لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة، وضرورة العمل الجاد نحو مستقبل أكثر استدامة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

درجات الحرارة غدا..طقس شديد الحرارة والرطوبة على أغلب الأنحاء والقاهرة 38
درجات الحرارة غدا..طقس شديد الحرارة والرطوبة على أغلب الأنحاء والقاهرة 38

جريدة المال

timeمنذ 41 دقائق

  • جريدة المال

درجات الحرارة غدا..طقس شديد الحرارة والرطوبة على أغلب الأنحاء والقاهرة 38

أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، عن ارتفاع درجات الحرارة غدا الجمعة علي مختلف المدن، لتشهد أجواءً شديدة الحرارة رطبة نهارًا على معظم المناطق، مع طقس مائل للحرارة رطب ليلًا وفي الصباح الباكر، وأشارت إلى أن ارتفاع نسب الرطوبة يزيد من الإحساس بدرجات الحرارة بما يتراوح بين درجتين إلى ثلاث درجات عن القيم المسجلة في الظل. تتوقع ان تسجل درجات الحرارة غدا في القاهرة العظمى 38 درجة مئوية والصغرى 25، وفي الجيزة 37 للعظمى و25 للصغرى. تسجل درجات الحرارة غدا في الإسكندرية 30 للعظمى و22 للصغرى، وتصل درجة الحرارة في مرسى مطروح إلى 31 للعظمى و23 للصغرى. أما في مدن الصعيد، فتسجل الأقصر 41 درجة مئوية للعظمى و27 للصغرى، وأسوان 42 للعظمى و28 للصغرى، وسوهاج 40 للعظمى و26 للصغرى، بينما تسجل قنا 41 للعظمى و26 للصغرى. وفي شمال الصعيد، تبلغ درجة الحرارة في الفيوم 38 للعظمى و24 للصغرى، وبني سويف 38 للعظمى و23 للصغرى، والمنيا 38 للعظمى و23 للصغرى، وأسيوط 39 للعظمى و25 للصغرى. في مدن القناة، تسجل السويس 38 درجة مئوية للعظمى و23 للصغرى، والإسماعيلية 38 للعظمى و23 للصغرى، وبورسعيد 32 للعظمى و25 للصغرى، بينما تصل درجات الحرارة في دمياط إلى 31 للعظمى و24 للصغرى. أما في سيناء، فمن المتوقع أن تسجل شرم الشيخ 40 للعظمى و29 للصغرى، والطور 38 للعظمى و25 للصغرى، والعريش 33 للعظمى و22 للصغرى، ورفح 33 للعظمى و22 للصغرى. وفي مدن ومحافظات أخرى، تسجل العلمين 30 للعظمى و21 للصغرى، والغردقة 39 للعظمى و29 للصغرى، وسفاجا 39 للعظمى و27 للصغرى، والسلوم 34 للعظمى و22 للصغرى، بينما تسجل رأس سدر 39 للعظمى و26 للصغرى. وفيما يخص حالة البحرين، أوضحت الهيئة أن البحر المتوسط يشهد حالة من الاعتدال إلى خفيف، وارتفاع الموج يتراوح بين متر ومترين، مع رياح شمالية غربية. أما البحر الأحمر فيتراوح ارتفاع الموج فيه من 1.25 إلى 1.75 مترًا، وحالته خفيفة إلى معتدلة، والرياح أيضًا شمالية غربية ونعرض في التقرير التالي تفاصيل درجات الحرارة غدا علي مختلف المدن:

شمس لا ترحم ورطوبة تثقل الأنفاس.. حالة الطقس اليوم الجمعة 4 يوليو 2025
شمس لا ترحم ورطوبة تثقل الأنفاس.. حالة الطقس اليوم الجمعة 4 يوليو 2025

اليوم السابع

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليوم السابع

شمس لا ترحم ورطوبة تثقل الأنفاس.. حالة الطقس اليوم الجمعة 4 يوليو 2025

تتوقع الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن يشهد اليوم الجمعة 4 يوليو 2025، طقسا حارا رطب إلى شديد الحرارة نهاراً على أغلب الأنحاء، مائل للحرارة رطب ليلاً وفى الصباح الباكر. وكشف الدكتور محمود شاهين مدير عام إدارة التنبؤات والإنذار المبكر بمخاطر الطقس بهيئة الأرصاد الجوية، أنه من المتوقع اليوم ارتفاع نسب الرطوبة ما يزيد من الإحساس بحرارة الطقس عن المتوقع في الظل بقيم تتراوح من (3:2) درجات. وتوقع شاهين أيضا أن يشهد غدا شبورة مائية من 8:6 صباحاً على بعض الطرق المؤدية من وإلى شمال البلاد حتى القاهرة الكبرى ومدن القناة ووسط سيناء. وفيما يلى درجات الحرارة على المدن والعواصم بمحافظات الجمهورية درجات الحرارة فى القاهرة الصغرى 25 والعظمى 36 درجات الحرارة فى العاصمة الإدارية الصغرى 24 والعظمى 37 درجات الحرارة فى 6 أكتوبر الصغرى 24 والعظمى 37 درجات الحرارة فى بنها الصغرى 25 والعظمى 36 درجات الحرارة فى دمنهور الصغرى 24 والعظمى 35 درجات الحرارة فى وادى النطرون الصغرى 24 العظمى 36 درجات الحرارة فى كفر الشيخ الصغرى 23 والعظمى 34 درجات الحرارة فى المنصورة الصغرى 24 والعظمى 35 درجات الحرارة فى الزقازيق الصغرى 25 والعظمى 36 درجات الحرارة فى شبين الكوم والصغرى 24 والعظمى 35 درجات الحرارة فى طنطا الصغرى 24 والعظمى 35 درجات الحرارة فى دمياط الصغرى 24 والعظمى 31 درجات الحرارة فى بورسعيد الصغرى 25 والعظمى 31 درجات الحرارة فى الاسماعيلية الصغرى 24 والعظمى 39 درجات الحرارة فى السويس الصغرى 23 والعظمى 38 درجات الحرارة فى العريش الصغرى 23 والعظمى 33 درجات الحرارة فى رفح الصغرى 22 والعظمى 32 درجات الحرارة فى رأس سدر الصغرى 25 والعظمى 38 درجات الحرارة فى نخل الصغرى 20 العظمى 37 درجات الحرارة فى سانت كاترين الصغرى 16 والعظمى 32 درجات الحرارة فى الطور الصغرى 25 والعظمى 36 درجات الحرارة فى طابا الصغرى 22 والعظمى 35 درجات الحرارة فى شرم الشيخ الصغرى 29 والعظمى 39 درجات الحرارة فى الإسكندرية الصغرى 22 والعظمى 30 درجات الحرارة فى العلمين الصغرى 21 والعظمى 30 درجات الحرارة فى مطروح الصغرى 22 والعظمى 29 درجات الحرارة فى السلوم الصغرى 21 والعظمى 32 درجات الحرارة فى سيوة الصغرى 22 والعظمى 37 درجات الحرارة فى الغردقة الصغرى 28 والعظمى 39 درجات الحرارة فى مرسى علم الصغرى 28 والعظمى 38 درجات الحرارة فى شلاتين الصغرى 27 والعظمى 38 درجات الحرارة فى حلايب الصغرى 27 والعظمى 35 درجات الحرارة فى أبو رماد الصغرى 26 والعظمى 37 درجات الحرارة فى رأس حدربة الصغرى 27 والعظمى 34 درجات الحرارة فى الفيوم الصغرى 24 والعظمى 38 درجات الحرارة فى بنى سويف الصغرى 23 والعظمى 38 درجات الحرارة فى المنيا الصغرى 23 والعظمى 38 درجات الحرارة فى أسيوط الصغرى 24 والعظمى 39 درجات الحرارة فى سوهاج الصغرى 26 والعظمى 40 درجات الحرارة فى قنا الصغرى 28 والعظمى 41 درجات الحرارة فى الأقصر الصغرى 27 والعظمى 41 درجات الحرارة فى أسوان الصغرى 28 والعظمى 41 درجات الحرارة فى الوادى الجديد الصغرى 24 والعظمى 42 درجات الحرارة فى أبو سمبل الصغرى 27 والعظمى 42

الأرصاد: كتلتان هوائيتان وراء موجة الحر غير المسبوقة في أوروبا
الأرصاد: كتلتان هوائيتان وراء موجة الحر غير المسبوقة في أوروبا

جريدة المال

timeمنذ 3 ساعات

  • جريدة المال

الأرصاد: كتلتان هوائيتان وراء موجة الحر غير المسبوقة في أوروبا

أكدت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن التغير المناخي لم يعد مجرد احتمال، بل أصبح واقعًا نعيشه، ليس فحسب في مصر وإنما في مختلف دول العالم، مشيرة إلى أن موجات الحر الشديدة التي تضرب أوروبا حاليًا تمثل نموذجًا صارخًا لهذا التغير. وأوضحت، في مداخلة هاتفية في برنامج "خط أحمر" على فضائية الحدث اليوم، أن بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا سجلت درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية، في حين بلغت في دول مثل البرتغال وإسبانيا 46 درجة، وهي قِيم غير مسبوقة تُصنف كموجات حرارة حادة وخطيرة. وأضافت أن تفاقم هذه الظواهر يعود إلى الأنشطة البشرية المتزايدة، وظاهرة الاحتباس الحراري، وارتفاع الإحساس الحراري العام، مما يجعل الظواهر الجوية أكثر حدة وتكرارًا واتساعًا. لذلك، شددت على ضرورة رفع الوعي المجتمعي بملف التغيرات المناخية، والعمل على التكيف والتأقلم مع آثارها. وأشارت "غانم" إلى أن أوروبا تتعرض حاليًّا لما يُعرف بـ"القبة الحرارية"، وهو مرتفع جوي في طبقات الجو العليا يعمل على حبس الهواء الساخن ومنع تحركه، بالتزامن مع كتل هوائية صحراوية قادمة من شمال أفريقيا، مما أدى إلى تصاعد درجات الحرارة بشكل خطير. وفيما يخص تحذير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من درجات حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط الاستثنائية، أوضحت "غانم" أن ارتفاع حرارة البحر المتوسط ناتج عن التغير المناخي والأنشطة البشرية، لكنه ليس السبب المباشر لموجات الحر، بل هو عامل مساعد يفاقم من التأثير. وشددت على أن الهيئة العامة للأرصاد الجوية تتابع من كثب هذه الظواهر، وتعمل على تحليل أسبابها، ونشر الوعي المجتمعي، وتقديم التوصيات اللازمة للتكيف المناخي، في ظل تصاعد المؤشرات الخطيرة إقليميًّا ودوليًّا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store