ما الذي فعلته "غارة إسرائيلية" ب 8 أطفال في دير البلح؟
وأظهر مقطع فيديو من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جثث عدة أطفال وآخرين ملقين على الأرض، بينما كان المسعفون يقومون بمعالجة جراح المصابين.أعلنت منظمة "مشروع الأمل" الأمريكية للإغاثة، المشرفة على إدارة العيادة، أن الهجوم يشكل "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي".في المقابل، زعم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "إرهابياً من حماس" وأعرب عن أسفه لأي ضرر أصاب المدنيين.وكان هؤلاء من بين 66 شخصاً استشهدوا في غارات إسرائيلية يوم الخميس، في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل وحماس المحادثات - غير المباشرة - بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار.رغم التفاؤل الذي أبدته الولايات المتحدة، التي تشارك قطر ومصر في الوساطة، إلا أنها لا تبدو حتى الآن قريبة من إحراز اختراق حقيقي.من جانبها أعلنت منظمة "مشروع الأمل" أن الضربة التي وقعت صباح الخميس أمام عيادتها الصحية في دير البلح حدثت بينما كان المرضى ينتظرون في الخارج لفتح الأبواب لتلقي العلاج من سوء التغذية والالتهابات والأمراض المزمنة وغيرها.قال يوسف العايدي لوكالة فرانس برس: "فجأة، سمعنا صوت طائرة مسيرة تقترب، ثم وقع الانفجار. اهتزت الأرض تحت أقدامنا، وتحول كل ما حولنا إلى دماء وصراخ يصم الآذان".أظهرت لقطات مصورة، نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتم التحقق من صحتها بواسطة بي بي سي، المشهد الذي أعقب الهجوم مباشرة، حيث كان عدد من الأشخاص، بينهم أطفال، ملقين في الشارع، بعضهم يعاني من جروح خطيرة والآخرون دون حراك.في مشرحة مستشفى الأقصى، بكى أقارب الشهداء وهم يلفون الأطفال في أكفان بيضاء وأكياس الجثث قبل أداء صلاة الجنازة.أفادت إحدى السيدات لبي بي سي بأن ابنة أختها منال الحامل وابنتها فاطمة كانتا من بين الضحايا، وأن ابن منال لا يزال في وحدة العناية المركزة.قالت انتصار: "كنت واقفة في طابور للحصول على المساعدات الغذائية للأطفال عندما وقع الحادث".في حين قالت امرأة أخرى كانت واقفة بالقرب منها: "بأي خطيئة قُتلوا؟".وأضافت: "نموت أمام أنظار العالم كله. العالم يراقب ما يجري في قطاع غزة. فإذا لم يُقتل الناس على يد الجيش الإسرائيلي، فإنهم يموتون أثناء محاولتهم الحصول على المساعدة".قال رئيس مجلس إدارة مشروع الأمل والمدير التنفيذي، ربيع طربيه، إن عيادات المنظمة الإغاثية تشكّل "ملاذاً آمناً في غزة، حيث يُحضر الناس أطفالهم الصغار، وتحصل النساء على رعاية الحمل وما بعد الولادة، ويتلقى المرضى علاجاً لسوء التغذية، إلى جانب خدمات أخرى متعددة".وأضاف: "ومع ذلك، تعرضت عائلات بريئة هذا الصباح لهجوم وحشي أثناء وقوفها في طوابير انتظاراً لفتح الأبواب".وتابع: "نشعر بالرعب والحزن العميق، ولا نستطيع التعبير بدقة عن مشاعرنا".وأشار إلى أن ما جرى يُعد "انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، وتذكيراً قاسياً بأنه لا أحد ولا مكان آمن في غزة، حتى مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار. لا يمكن أن يستمر هذا الوضع".من جانبها، قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: "قتل العائلات التي تسعى للحصول على مساعدات منقذة للحياة أمرٌ لا يُحتمل".وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف "عضواً من قوات النخبة التابعة للجناح العسكري لحركة حماس، الذي شارك في هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل".وأضاف البيان: "يتلقى الجيش الإسرائيلي تقارير عن وقوع عدد من الإصابات في المنطقة. الحادث قيد التحقيق، ويعرب الجيش عن أسفه لأي ضرر قد يصيب مدنيين غير متورطين".أُقيمت صلاة الجنازة أمام مستشفى الأقصى على القتلى الذين سقطوا خارج المستشفى.التعليق على الصورة، أُقيمت صلاة الجنازة أمام مستشفى الأقصى على القتلى الذين سقطوا خارج المستشفى.وفي مكان آخر، أفاد جهاز الدفاع المدني في غزة بأن طائرة إسرائيلية بدون طيار استهدفت خياماً في منطقة المواصي الساحلية جنوب قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد خمسة أشخاص.ونشر مقطعاً مصوراً يُظهر رجال الإنقاذ وهم يخرجون جثث ثلاثة أطفال من تحت الرمال والركام.ووقعت الهجمات في حين يسعى الوسطاء إلى دفع المحادثات غير المباشرة في الدوحة نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. مع ذلك، لا تزال هناك فجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس.وكان قد صرّح مسؤول إسرائيلي بارز للصحفيين في واشنطن، الأربعاء، بأن التوصل إلى اتفاق قد يستغرق ما بين أسبوع وأسبوعين.أضاف المسؤول، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، أنه في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لإنهاء الحرب بشكل دائم، بشرط نزع سلاح حركة حماس.وكان نتنياهو قد أكد، الخميس، أنه "مع بدء وقف إطلاق النار، سنبدأ مفاوضات من أجل إنهاء دائم للحرب، أي وقف دائم لإطلاق النار"، مشيراً إلى أن شروط إسرائيل تشمل نزع سلاح حماس وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.وأضاف: "إذا تمكنّا من تحقيق ذلك عبر المفاوضات، فسيكون ذلك أفضل بكثير. أما إذا لم يتمّ ذلك خلال 60 يوماً، فسنعمل على تحقيقه بوسائل أخرى، باستخدام قوة جيشنا البطل".أفاد نتنياهو لوكالة "نيوز ماكس" الإعلامية الأمريكية بأن حماس لا تزال تحتجز 50 أسيرا، منهم "20 على قيد الحياة بالتأكيد، وحوالي 30 آخرين غير أحياء".وأضاف: "لدينا الآن اتفاق يُفترض أن نخرج بموجبه نصف الأحياء ونصف الموتى"، مشيراً في حديثه مع "نيوزماكس" إلى أن الوضع كان "مثل الجحيم" بالنسبة لهم.في وقت سابق، أصدرت حماس بياناً قالت فيه إن المحادثات كانت صعبة، وألقت باللوم على "التعنت" الإسرائيلي.وأكدت الحركة أنها أبدت مرونةً بموافقتها على إطلاق سراح عشر أسرى، لكنها جددت تأكيدها على سعيها للتوصل إلى اتفاق "شامل" يُنهي الهجوم الإسرائيلي.في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي الخميس، أنه توصل إلى اتفاق مع إسرائيل لفتح المزيد من المعابر أمام المساعدات، وكذلك لإصلاح البنية التحتية وحماية عمال الإغاثة.وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس: "نحن نعتمد على إسرائيل لتنفيذ كل الإجراءات المتفق عليها".وأكدت الأمم المتحدة أنها سلّمت أول شحنة من الوقود إلى غزة منذ أربعة أشهر، لكنها حذّرت من أن كمية 75 ألف لتر من الوقود لا تكفي حتى لتلبية احتياجات يوم واحد.بدوره حذّر متحدث باسم المنظمة من أن الخدمات الحيوية سوف تتوقف ما لم تصل إمدادات كافية من الوقود على الفور.وكان الجيش الإسرائيلي قد شنَّ حملة عسكرية في غزة ردّاً على الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص واحتجاز251 آخرين.ومنذ ذلك الحين، استشهد ما لا يقل عن 57,762 شخصاً في غزة، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.كما أُجبر معظم سكان غزة على النزوح مرات عديدة، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 90 في المئة من المنازل في غزة قد تضررت أو دُمرت. كما انهارت أنظمة الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والنظافة، ويعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والوقود والأدوية والمأوى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
عقيدة بيجن.."حق إسرائيل في أن تملك وحدها السلاح النووي"
(بي بي سي) يوم 18 أبريل نيسان 2025، نشرت صحيفة جيروسالم بوست الإسرائيلية مقالاً افتتاحياً، تدعو فيه حكومة، بنيامين نتنياهو، إلى "التحرك بمفردها إذا تطلب الأمر، لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وتدميرها في أقرب وقت ممكن". وقالت الصحيفة، في حضها للحكومة الإسرائيلية على شن الهجمات، التي وقعت فعلاً يوم 13 يونيو حزيران، إن "عقيدة بيغن، لا ينبغي أن تبقى مجرد حدث تاريخي في الذاكرة، وإنما لابد أن تكون سياسة تمارس في الواقع اليومي". ما عقيدة بيغن.. وماذا تعني؟ تنسب هذه العقيدة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن ( 1977 إلى 1983). وهو زعيم صهيوني يميني. ولد عام 1913 في بيلاروسيا حالياً، ودرس في بولندا. ومات في تل أبيب عام 1992. ويعرف أكثر بتوقيعه اتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر عام 1979. ومنح بيغن جائزة نوبل للسلام، في عام 1978، مناصفة مع الرئيس المصري، أنور السادات، بعد توقيعهما على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وفي مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، تولى بيغن قيادة منظمة مسلحة تعرف باسم، إيرغون. وهي منظمة يهودية متطرفة، تناهض الانتداب البريطاني، وتعادي العرب في فلسطين. وتدعو إلى إقامة دولة يهودية على ضفتي نهر الأردن. وفي عام 1946، فجرت منظمة إيرغون، بقيادة مناحم بيغن، فندق الملك داوود في القدس. وقتل في العملية 91 شخصاً، بينهم جنود بريطانيون. وأصبح بيغن بعدها مطلوبا للسلطات الأمنية البريطانية بتهمة "الإرهاب". وعرضت بريطانيا مكافأة مالية لمن يقبض عليه. وهاجمت مجموعة مسلحة، تابعة لمنظمة إيرغون، في 1948 قرية دير ياسين الفلسطينية، وقتلت فيها 100 شخص على الأقل. وكانت "مجزرة دير ياسين" من بين الأحداث الدامية، التي عجلت بنزوح الكثير من الفلسطينيين عن ديارهم، خوفاً على حياتهم. أما عقيدته فتقوم على مبدأ استراتيجي مفاده بأن إسرائيل "لها الحق في منع أي دولة، تراها معادية، من الحصول على السلاح النووي". ويكون ذلك بضرب الأهداف، التي تحددها لهذا الغرض. وتوصف هذه العمليات العسكرية، في عقيدة بيغن، بأنها "دفاع استباقي عن النفس". وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي عقيدته هذه أول مرة في 1981، بقوله: "لن نسمح لأي عدو بأن يطور أسلحة الدمار الشامل فيستعملها ضدنا". ومن أجل تحقيق ذلك، وضع أساساً أمنياً تلتزم به الدولة، وتتعهد فيه بشعار أن "ندافع عن شعبنا بكل الوسائل المتاحة لنا". ويعتقد أنصار بيغن أن إسرائيل من "حقها ضرب الأهداف العسكرية، التي ترى فيها تهديداً محتملاً لأمنها". ويرون أيضاً أن "الضربات الاستباقية" من شأنها أن "تردع خصوم إسرائيل، وتجعلهم يترددون في تطوير الأسلحة النووية، مخافة أن تضربها إسرائيل". وكان بيغن يحرص، في الترويج لعقيدته، على ربطها بالمحرقة اليهودية. وقال لتبرير الغارات الجوية على المنشأة النووية العراقية تموز في 1981، إن "محرقة أخرى كانت ستقع في تاريخ الشعب اليهودي"، لو أن إسرائيل لم تنفذ ضربتها. "القنبلة النووية الإسرائيلية" لا يعرف أحد حجم الترسانة النووية الإسرائيلية. ولا يمكن لأحد أن يعرف بالتدقيق. فإسرائيل تنتهج سياسة التعتيم على هذا الملف. فلا تعترف ولا تنفي امتلاكها للأسلحة النووية. ولكن هذه المسألة أصبحت اليوم من الأسرار المكشوفة. ففي عام 1999 نشر الباحث الإسرائيلي الأمريكي، أفنير كوهين، كتاباً بعنوان "إسرائيل والقنبلة". اعتمد فيه على آلاف الوثائق الحكومية الأمريكية والإسرائيلية، التي رُفعت عنها السرية. واستند على حوارات أجراها مع فاعلين في المشروع النووي الإسرائيلي. وكشف الباحث أن إسرائيل أنتجت أول قنبلة نووية في عام 1967، يوماً واحداً قبل اندلاع حربها مع جيرانها العرب. وبدأ المشروع مع ديفيد بن غوريون، بإنشاء اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية في 1952، بمساعدة من فرنسا، التي أمدتها بالتكنولوجيا المطلوبة. ويقول الكاتب إن إسرائيل تكتمت على برنامجها النووي في الداخل والخارج، حتى لا تثير مخاوف جيرانها العرب. وأخفت حقيقته العسكرية حتى عن الإدارة الأمريكية، التي كانت وقتها قلقة بشأن انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم. والواقع أن عقيدة بيغن تعود إلى مطلع ستينات القرن الماضي. فكانت إسرائيل تجتهد في تطوير الأسلحة النووية لنفسها. وتعمل في الوقت نفسه، بكل "الوسائل المتاحة لها"، على تدمير أي محاولة من جيرانها للحصول على هذه التكنولوجيا. صواريخ عبد الناصر في 2022، رفع الموساد السرية عن وثائق، عمرها 40 سنة، تكشف كيف تعقب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، عالماً ألمانياً وقتله في عام 1962. والسبب أنه كان يشرف على برنامج مصري، لتطوير صواريخ طويلة المدى، في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وكان هانس كروغ من العلماء، الذين طوروا صناعة الصواريخ الألمانية في الحرب العالمية الثانية. وبعد سقوط النازية، تسابقت العديد من الدول لتوظيف هؤلاء العلماء والاستفادة من كفاءتهم وخبرتهم، في صناعاتها العسكرية، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا. ولعل أشهرهم ، فيرنر فان براون، الذي كان عضواً بارزاً في الحزب النازي، وفي جهاز مخابراته، ورائد صناعة الصواريخ الألمانية. ودفع التنافس مع الاتحاد السوفييتي بالولايات المتحدة إلى توظيف فان براون ليقود برامجها الصاروخية والفضائية في وكالة ناسا. وأقنعت السلطات المصرية بدورها كروغ ومجموعة من زملائه العلماء بمساعدتها في تطوير الصواريخ وصناعتها محلياً. ووصلت المعلومات عن البرنامج المصري إلى إسرائيل، فاعتبرت ذلك تهديداً مباشراً لأمنها. وقررت، وفق وثائق الموساد، إيقافه بكل الوسائل. وبدأت المهمة بتخويف العلماء وتهديدهم ليتركوا العمل مع الحكومة المصرية. وانتهت بالاختطاف والقتل. وتذكر وثائق الموساد أن تصفية كروغ تمت في غابة قريبة من ميونيخ، على يد عميل ألماني، متهم بجرائم الحرب، اسمه أوتو سكورزني. وكان سكورزني، قبل أن يصبح عميلاً للموساد، عضواً في الحزب النازي، ومخابراته، ومن رجال زعيمه أدولف هتلر المقربين. ومنحه هتلر وسام الفارس الصليبي الحديدي، لأنه أنقذ في سبتمبر أيلول 1943 صديقه، بينيتو موسيليني، من السجن. أوزيراك.. مفاعل تموز العراقي كانت فرنسا، التي زودت إسرائيل بالتكنولوجيا النووية بداية من الخمسينات، تسعى إلى موطئ قدم لها في المنطقة العربية بثروتها النفطية الهائلة. وأقامت باريس منذ الستينات علاقات متميزة مع بغداد، أثمرت عن صفقات مربحة لشركاتها، وعلى رأسها توتال. ووقعت حكومة، جاك شيراك، في 1975 اتفاقاً مع حكومة، صدام حسين، تبني بموجبه فرنسا مفاعلاً نووياً للعراق. ولكن بناء مفاعل الماء الخفيف، الذي يستعمل حصراً لإنتاج الطاقة الكهربائية، حسب تأكيد المسؤولين الفرنسيين، لم ينطلق إلا بعد 4 سنوات. وكان العراق انضم منذ 1970 إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التي تسمح له باستعمال التكنولوجيا النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية. ولكن إسرائيل، التي لم توقع على المعاهدة إلى اليوم، كانت تنظر إلى نظام صدام حسين على أنه تهديد مباشر لأمنها. "عمليات تخريبية مشبوهة" تعثر إنجاز مشروع أوزيراك، بتسميته الفرنسية، أو مفاعل تموز، عند الحكومة العراقية، مرات عديدة، على الرغم من العلاقات المتميزة بين البلدين. وتعرض قبل انطلاقه إلى عراقيل و"عمليات تخريب" مشبوهة، لم يكشف فاعلها رسمياً إلى اليوم. التزمت فرنسا بتزويد العراق بمركز للبحث النووي، وتدريب 600 مهندس عراقي. وفي أبريل نيسان 1979، كانت تجهيزات مفاعل تموز 1، في مخازن ميناء، لاسين سور مير، جنوب شرقي فرنسا، تنتظر شحنها إلى العراق. وكان معها 65 كيلو من اليورانيوم المخصب. وفي ليل 5 إلى 6 أبريل نيسان وصلت مجموعة من الأشخاص، في هيئة سياح، على متن حافلة إلى مدينة تولون. وقصدوا الميناء. ونزل 5 منهم وتسلقوا الجدار. ووصلوا إلى المخازن، التي فيها تجهيزات المفاعل النووي، وثبوا فيها متفجرات تعمل بالتحكم عن بعد، وغادروا المكان. وبعد دقائق، دمر الانفجار 60 في المئة من التجهيزات، وتسبب في خسائر قدرها 23 مليون دولار. وتأخر التسليم بذلك سنة كاملة. ولم تسفر التحقيقات الفرنسية عن شيء. ولكن مهندساً إسرائيلياً أكد لصحيفة هآرتس، في 2021، مسؤولية الموساد عن تلك التفجيرات. وفي صباح يوم 14 يونيو حزيران 1980، عثرت عاملة التنظيف، بفندق مريديان في باريس، على نزيل مقتول في غرفته. كان المهندس المصري، يحيى المشد، يبلغ من العمر 48 عاماً، ومن أبرز علماء الذرة في العالم العربي وقتها. كلفته وكالة الطاقة الذرية العراقية بتمثليها في التواصل مع المسؤولين الفرنسيين. وكان يفترض أن يستلم منهم، في اليوم التالي، تجهيزات ومواد علمية ينقلها إلى العراق. ولم تكشف التحقيقات الأمنية الفرنسية، مرة أخرى، عن هوية القاتل أو الجهة المسؤولة عنه. وبعد أيام من اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، أغارت طائرات فانتوم 4 الإيرانية، في سبتمبر أيلول 1980، على مجمع التويثة للبحث النووي، في بغداد. ولكن الهجمات أصابت البناية من الخارج، ولم تتسبب في أي خسائر بالمنشأة نفسها. أول غارة على مفاعل نووي واصل العراقيون إنجاز مشروعهم بالتعاون مع الفرنسيين. وكان يفترض أن يبدأ المفاعل في العمل، وفق تقارير الاستخبارات الإسرائيلية، في سبتمبر أيلول 1981. ويعتقد أن إسرائيل حددت يوم 10 مايو أيار 1981 لضرب المنشأة العراقية. وتزامن ذلك مع الانتخابات الرئاسية في فرنسا. ولكن زعيم المعارضة وقتها، شيمون بيريز، طلب من بيغن تأجيل الضربة، حتى لا تفسد أخبارها عرس الانتخابات على صديقه الحميم الرئيس، فرانسوا متيران. وتقرر تنفيذها يوم 7 يونيو حزيران، الذي يصادف ذكرى حرب الستة أيام 1967، بين إسرائيل وجيرانها العرب. في منتصف نهار 7 مايو أيار 1981، أقلعت 8 مقاتلات أف 16 إسرائيلية مدعومة بطائرات اعتراضية أف 15 من قاعدتها في سيناء المصرية، التي كانت تحتلها إسرائيل. وعبرت الأجواء الأردنية والسعودية إلى الأجواء العراقية، دون أن ترصدها الرادارات. وحلقت على ارتفاع 30 متراً فوق مجمع التويثة في بغداد، وأطلقت عليه صواريخها، فدمرت مفاعل أوزيراك - تموز تماماً. حدث كل ذلك في دقيقتين من الزمن. وعادت الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها سالمة. ولم تنتبه لها الدفاعات الجوية في عودتها أيضاً. لم يعلن العراق عن الهجوم إلا بعد 24 ساعة من وقوعه، عندما صرحت به إسرائيل. وقالت في بيان إن: "القنبلة الذرية، التي كان بمقدور ذلك المفاعل إنتاجها، بحجم قنبلة هيروشيما. ويعني هذا أنه كان خطراً قاتلاً، يتطور ليهدد شعب إسرائيل". وأثارت الغارات الإسرائيلية، التي قتل فيها 10 عراقيين وفرنسي واحد، تنديداً دولياً واسعاً، لأنها كانت أول هجوم على مفاعل نووي. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم بالإجماع، دون أن تعترض الولايات المتحدة على القرار. وبعد أسبوعين من الهجوم على المنشأة العراقية، اعترفت إسرائيل، لأول مرة، بأنها تملك القدرة على إنتاج القنبلة النووية. ثم كشف الخبير الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، في 1986 مشاركته، منذ السبعينات، في برامج إسرائيلية سرية لإنتاج الأسلحة النووية. "اليورانيوم الفرنسي المغشوش" بعد أربعين سنة، كشفت وثائق أمريكية، رفعت عنها السرية في 2021، أن الفرنسيين طمأنوا الأمريكيين في اجتماع يوم 25 يوليو تموز 1980 في باريس بأن مفاعل أوزيراك تموز لا يمكنه أن ينتج الأسلحة النووية نظراً لتصميمه، وبسبب نوعية المادة، التي تسلمها فرنسا للعراق. وأكد الفرنسيون في الاجتماع أن تصميم المفاعل العراقي لا يسمح بإنتاج الوقود للقنبلة النووية. وكان المهندسون الفرنسيون يغيرون سراً التركيبة الكيميائية لليورانيوم، الذي يسلمونه للعراقيين، بطريقة تجعله غير صالح تماماً لإنتاج الأسلحة النووية. "مفاعل الكبر" في سوريا وفي العاشرة والنصف ليلاً من يوم 5 سبتمبر أيلول 2007، انطلقت طائرات أف 16 مصحوبة بطائرات أف 15 من جنوب إسرائيل، باتجاه دير الزور في سوريا. وأغارت هناك على مجمع قالت إسرائيل إنه "مشروع مفاعل نووي تبنيه سوريا بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية". ولم تعترف إسرائيل بالهجوم، الذي قتل فيه عشرات السوريين، إلا في 2018. وكتب الرئيس الأمريكي، جورج بوش الابن، في مذكراته إنه رفض طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بضرب المفاعل السوري المزعوم، "دون إعلان المبررات". ولكن أولمرت رد عليه، حسب المستشار الأمريكي، إليوت أبراهامز: "إذا لم تتحركوا لضرب المفاعل، فإننا سنفعل بمفردنا". وقال في 2018: "عندما اكتشفنا وجود مفاعل نووي في سوريا. قررنا على الفور أن ندمره. يستحيل أن نقبل به على حدودنا". وأثنت جيروسالم بوست على موقف أولمرت ووصفته بأنه يترجم عقيدة بيغن، التي ينبغي أن يلتزم بها نتنياهو في تعامله مع إيران. وقالت "إن الذين حذروه من رد سوريا في 2007، كانوا على خطأ. فسوريا لم ترد، مثلما لم يرد العراق في 1981". "القنبلة النووية الإسلامية" عندما أجرت الهند أول تفجير نووي في مايو أيار 1974، قررت باكستان الحصول على القنبلة النووية بأي ثمن. وينقل عن الرئيس، ذو الفقار علي بوتو، قوله بشأن ذلك: "سنأكل العشب ونحصل عليها". وتحقق طموح بلاده في مايو أيار 1998، على يد العالم النووي، عبد القادر خان. وتعتقد باكستان أن إسرائيل سعت منذ السبعينات إلى إفشال برنامجها النووي. فقد تعرضت الشركات الأوروبية، التي كان عبد القادر خان يتعامل معها لتمويل مشروعه، إلى هجمات مشبوهة. وتعرض خان نفسه إلى مضايقات وتهديدات بقتله. وذكر الجنرال الباكستاني، فيروز حسن خان، في كتابه "نأكل العشب"، أن باكستان كانت متخوفة من هجوم هندي إسرائيلي على منشأة كاهوتا النووية الباكستانية. ويعتقد أن الأمريكيين هم الذين نبهوا الحكومة الباكستانية إلى الأمر في 1984. وللتعبير عن قلقه من البرنامج النووي الباكستاني، كتب بيغن رسائل إلى قادة الدول العظمى، من بينها رسالة بعث بها في مايو أيار 1979 إلى رئيسة الوزراء البريطانية، مارغريت ثاتشر، يطالب فيها بمنع الشركات البريطانية من تمويل باكستان بالمواد والتكنولوجيا النووية. وطمأنته ثاتشر في ردها يوم 19 يونيو حزيران 1979 بأن حكومتها ملتزمة بذلك. ولكنها نبهته إلى أن إسرائيل مطالبة هي الأخرى "بتجنب نشر الأسلحة النووية في الشرق الأوسط". وأضافت أن "إسرائيل وجميع الدول الأخرى مطالبة باحترام معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية". "برنامج السعودية النووي" عبّر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان منذ 2018، عن عزم بلاده على امتلاك التكنولوجيا النووية. وقال لقناة فوكس نيوز الأمريكية، في 2023: "نحن قلقون من أي دولة تمتلك القنبلة النووية. وإذا نجحت إيران في تطوير قنبلة نووية، فإننا سنحصل على واحدة". وحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن السعودية اشترطت في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مساعدتها في تطوير برنامجها النووي. ولكن إسرائيل رفضت هذا الشرط، كما اعترض عليه أنصار، جو بايدن، في الكونغرس. وتصطدم عقيدة بيغن و "حق إسرائيل" في منع أعدائها من الحصول على الأسلحة النووية، مع "حق دول المنطقة المماثل"، في منع أعدائها أيضاً من الحصول على الأسلحة النووية. وهو ما عبر عنه ولي العهد السعودي بقوله: "نحن قلقون من أي دولة تمتلك القنبلة النووية". وأكد على ذلك مدير المخابرات السعودي السابق، تركي الفيصل، في مقال أثار تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. ويدعو تركي الفيصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "من باب العدل، إلى تدمير المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونا، مثلما قصفت طائراته المنشآت النووية الإيرانية". ويتسع الاعتقاد في الغرب، بين المثقفين والحقوقيين وخبراء الطاقة النووية، بأن الغارات الإسرائيلية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية قد تزيد من إصرار النظام على تطوير السلاح النووي. وهو ما يدفع بمنطقة الشرق الأوسط إلى مواجهة نووية مدمرة. سلاح "لإبادة البشرية وتدمير الأرض" تذكر الحملة الدولية لمنع الأسلحة النووية أن رأساً نووياً واحدًا يمكنه أن يقتل مئات الألاف من البشر في لحظة واحدة. ويتسبب في أضرار فادحة للإنسان والبيئة. وقد يصل عدد ضحايا تفجير نووي واحد على مدينة، مثل نيويورك، إلى أكثر من 583 ألف قتيل. وتملك الصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة، مجتمعة أكثر من 12300 رأس نووي. قوة رأس واحد منها أكبر وأكثر فتكاً من القنبلة، التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما، في اليابان. الدولة النووية الوحيدة والدولة الوحيدة، التي تملك السلاح النووي في الشرق الأوسط، هي إسرائيل. أما تركيا فتؤوي أسلحة نووية أمريكية على أراضيها، ولكنها لا تملكها ولا تتصرف فيها. وتخزن الولايات المتحدة رؤوسًا نووية، في بلدان أخرى هي بلجيكا وألمانيا وهولندا. أما روسيا فلها رؤوس نووية مخزنة في بلاروسيا المجاورة. وهناك دول أخرى لا تملك أسلحة نووية، ولا تؤويها على أراضيها، ولكنها توافق، بحكم معاداتها وتحالفاتها العسكرية، على تخزين الأسلحة النووية، أو مرورها أو إطلاقها من أراضيها. كل هذه الدول، فضلاً عن 9 دول تمتلك أسلحة نووية، و6 دول أخرى تخزنها في أراضيها، موافقة على تفجير القنبلة النووية، في أي نزاع عسكري. وهددت روسيا مراراً باستعمال مقدراتها النووية التكتيكية في نزاعها مع الغرب، بشأن حربها في أوكرانيا. ولكن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم، حتى الآن، التي استعملت السلاح النووي. وألقت في 1945 قنبلة أولى على مدينة هيروشيما في اليابان، فقتلت 140 ألف شخص. ثم استهدفت قنبلة ثانية مدينة ناغازاكي بقنبلة ثانية، فقتلت 80 ألف إنسان في لحظة واحدة. ضربة "يوم القيامة" يذكر الباحث الإسرائيلي، أفنير كوهين، أن إسرائيل كانت مرتين على وشك استعمال السلاح النووي، في حربها مع جيرانها العرب. المرة الأولى كانت في حرب 1967، عندما أراد القادة الإسرائيليون توجيه رسالة إلى مصر والدول العظمى بأنهم يملكون "سلاح يوم القيامة". وعندما فشل الهجوم الإسرائيلي المضاد على القوات المصرية في 1973، اقترح وزير الدفاع، موشي ديان، الخيار النووي يومي 9 و17 أكتوبر. ويبدو أن رئيسة الوزراء غولدا مائير وافقت، على إخراج صواريخ أريحا وتركيب الرؤوس النووية عليها، ثم تراجعت في آخر لحظة. وحسب تقديرات الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية فإن روسيا تتصدر دول العالم من حيث عدد الرؤوس النووية بحوالي 5449 رأساً. وتليها الولايات المتحدة بحوالي 7277 رأساً، من بينها 20 رأسا تخزنها في منطقة الشرق الأوسط بتركيا. وتقدر الحملة الدولية مقدرات إسرائيل النووية بعدد 90 رأساً على الأقل، ولا تفصح إسرائيل عن الأرقام الحقيقية. ولا تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذا يجعل منطقة الشرق الأوسط مخزناً لأكثر من 110 رؤوس نووية، تحت تصرف إسرائيل والولايات المتحدة. 66 مليون شخص مهددون بالإبادة ويمكن لهذه الرؤوس النووية إذا فُجرت كلها، حسب الخبراء العسكريين، أن تبيد 66 مليون إنسان في لحظات. ويعني هذا أنها ستقضي تماماً على سكان سوريا والأردن وإسرائيل وفلسطين مجتمعين، فلا تبقي منهم أحداً. أو تقضي على 80 في المئة من سكان تركيا أو إيران. وتملك إسرائيل والولايات المتحدة قوة نووية عسكرية مخزنة في الشرق الأوسط، بإمكانها إبادة سكان الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، مجتمعين، أو القضاء على سكان السعودية ودول الخليج العربية الأخرى كلها، وفق تقديرات الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية. أما إذا اندلعت حرب نووية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة فإنها ستؤدي إلى هلاك مئات الملايين من البشر. وتسبب الإشعاعات في تزايد الأمراض والتشوهات الخلقية. ويؤدي تدمير البيئة إلى مجاعة عالمية تمس المليارات من البشر على وجه الأرض.


خبر صح
منذ 3 ساعات
- خبر صح
أحداث السويداء كاملة.. اشتباكات دموية وخطة حكومية لفرض الأمن بالقوة
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 37 شخصًا على الأقل وإصابة نحو 50 آخرين خلال اشتباكات اندلعت يوم الأحد بين مقاتلين دروز ومجموعات بدوية في محافظة السويداء، حيث شملت الاشتباكات حي المقوس شرقي المدينة وعدة مناطق أخرى بالمحافظة، وفقًا لما ذكرته قناة 'بي بي سي'. أحداث السويداء كاملة.. اشتباكات دموية وخطة حكومية لفرض الأمن بالقوة مقال له علاقة: اختراق أمني خطير يوضح كيف استهدفت إسرائيل إيران من داخل أراضيها مواجهات باستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف المتبادل وتوزعت الحصيلة، بحسب المرصد، بين 27 قتيلًا من الدروز بينهم طفلان و10 من البدو، في مواجهات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والقصف المتبادل. تأتي هذه الاشتباكات بعد أشهر من التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الحكومة السورية وأعيان الطائفة الدرزية، عقب مواجهات عنيفة مع قوات الأمن في أبريل ومايو الماضيين، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى. العميد نزار الحريري، معاون قائد الأمن الداخلي في السويداء، أوضح أن الاشتباكات جاءت نتيجة حادثة سلب استهدفت تاجرًا على طريق دمشق السويداء، وما تبعها من عمليات خطف متبادلة أشعلت التوتر من جديد. من جانبها، أرجعت وزارة الداخلية السورية التصعيد إلى غياب مؤسسات الدولة في المنطقة، مما فاقم حالة الفوضى وعجز المجتمع المحلي عن احتواء الأزمة، وفقًا لبيان رسمي. وأشارت التقارير إلى أن شرارة الاشتباكات اندلعت بعد هجوم شنه مسلحون دروز لتحرير 10 أشخاص احتجزهم بدو، ردًا على خطف مسلحين دروز عددًا من البدو عقب اعتداء تعرض له سائق شاحنة درزي في ريف دمشق. مواضيع مشابهة: إقالة غير متوقعة لـ3 مسؤولين في إدارة ترامب تثير تساؤلات حول تصاعد التوترات لاعتداءات على هذا الطريق استمرت مما زاد حدة التوتر داخل المحافظة تُعد السويداء المعقل الأكبر للدروز في سوريا، والذين يقدّر عددهم بنحو 700 ألف نسمة، ورغم التفاهمات السابقة بين الحكومة والمشايخ لتأمين الطريق الحيوي الرابط بين دمشق والسويداء، إلا أن الاعتداءات على هذا الطريق استمرت، مما زاد حدة التوتر داخل المحافظة. وبحسب منصة 'السويداء 24″، شهدت مناطق متفرقة تصعيدًا، إذ هاجمت مجموعات مسلحة حاجزًا للشرطة قرب منطقة براق، وردّت قوات الأمن بإطلاق النار، فيما تعرضت قرية الصورة الكبيرة لقصف بقذائف الهاون. كما قُطع طريق دمشق السويداء في عدة نقاط بريف دمشق، مما دفع الحواجز الأمنية لوقف حركة المرور، وامتدت الاشتباكات إلى الريفين الغربي والشمالي، خاصة في قريتي الطيرة ولبين، وتكررت الاعتداءات بقذائف الهاون على قرية الصورة شمالًا. وقف فوري لإطلاق النار في محاولة لاحتواء الموقف، أعلنت وزارة الداخلية إرسال وحدات أمنية بالتنسيق مع وزارة الدفاع لفض الاشتباكات وفرض الأمن، بينما انتشرت قوى الأمن على الحدود الإدارية بين درعا والسويداء، وفقًا لما أفادت وكالة 'سانا'. وزارة التربية السورية بدورها أعلنت تأجيل امتحان مادة التربية الدينية في السويداء حفاظًا على سلامة الطلاب، فيما أطلق محافظ السويداء مصطفى البكور نداءً لضبط النفس وتغليب لغة الحوار. كما صدرت بيانات من وجهاء حي المقوس وقيادات روحية درزية دعت لوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن المخطوفين، واللجوء إلى الحوار تحت إشراف عقلاء المحافظة، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو مزيد من العنف.


الأسبوع
منذ 11 ساعات
- الأسبوع
ارتفاع حصيلة الاشتباكات بين مقاتلين دروز وبدو في السويداء لـ37 قتيلا
السويداء قُتل 37 شخصًا أمس الأحد، وأُصيب عشرات آخرون في اشتباكات بين مقاتلين دروز وبدو في محافظة السويداء، وفقًا لما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما صرّح مصدر حكومي بأن قوات وزارة الداخلية توجّهت إلى المنطقة لفضّ الاشتباكات. وتُعد هذه الاشتباكات أول أعمال عنف تشهدها المنطقة منذ تلك التي وقعت بين دروز وقوات الأمن وأودت بحياة العشرات في أبريل ومايو الماضيين. وأحصى المرصد، ومقره لندن، في حصيلة جديدة سقوط 24 قتيلًا، بينهم طفلان، وهم: 20 من الدروز، و4 من البدو، جراء الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء، ومناطق أخرى في المحافظة. وكانت منصة "السويداء 24" قد أفادت بحصيلة "تتزايد باستمرار، وبلغت حتى الساعة 10 ضحايا"، إضافة إلى "أكثر من 50 إصابة من مختلف الأطراف". كذلك، أفادت المنصة بأن الاشتباكات أدت إلى قطع طريق دمشق- السويداء الدولي. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر رسمي أن قوات تابعة لوزارة الداخلية توجّهت "لفضّ الاقتتال". ودعا محافظ السويداء، مصطفى البكور، إلى "ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار"، مضيفًا: "نُثمّن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين". ودعت قيادات روحية درزية إلى التهدئة، وحثّت سلطات دمشق على التدخل. من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن قوى الأمن الداخلي انتشرت على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي درعا والسويداء، استجابة للتطورات الأمنية الأخيرة. وأعلنت وزارة التربية والتعليم "تأجيل امتحان مادة التربية الدينية في امتحانات الشهادة الثانوية العامة، في الفرعين العلمي والأدبي، المقرّر اليوم الإثنين 14 يوليو 2025، وذلك في محافظة السويداء فقط، إلى موعد يحدد لاحقًا". وتشكّل محافظة السويداء أكبر تجمع للدروز في سوريا، ويُقدّر عددهم بنحو 700 ألف نسمة. وكانت اشتباكات دامية قد اندلعت في منطقتين قرب دمشق في أبريل الماضي، وامتدت تداعياتها إلى السويداء، وأسفرت عن مقتل 119 شخصًا على الأقل، بينهم مسلحون دروز وعناصر من قوات الأمن، في مواجهة دموية تدخلت خلالها إسرائيل بشنّ غارات جوية وتحذير دمشق من المساس بأبناء الطائفة. وإثر تلك الاشتباكات، أبرم ممثلو الحكومة السورية وأعيان من الطائفة الدرزية اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد، الذي سلط الضوء مجددًا على التحديات التي تواجهها السلطة الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت الحكم ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات، عقب الإطاحة بالحكم السابق في ديسمبر.