عودة يطالب بمعاقبة القتلة.. وقبلان: الدولة معدومة السيادة جنوبًا
وقال: "أملُنا ألا تمرَّ جريمة دمشق، كسائر الجرائم الكثيرة، بلا عقاب. حياةُ الإنسان ليست مُباحة، وكرامته من كرامة خالقه، ولا يحقّ لأيّ مخلوقٍ أن يستهين بعمل الخالق، والإنسان أرقى ما خُلِق".
ورفع الصلاة "من أجل شهداء كنيسة مار إلياس في دمشق، والمصابين وذويهم، سائلًا الله أن يمنح الجميع الصبر والعزاء، وأن يحفظ الكنيسة من كلّ شرّ، ويثبّت الإيمان في قلوب أبنائها".
الراعي: لبنان بحاجة إلى مسيحيّين أحرار
من جهته، أكد البطريرك المارونيّ بشارة الراعي، في عظة الأحد من بكركي أن "لبنان بحاجةٍ إلى مسيحيّين ثابتين، مُشرقين، أحرار، متجذّرين في الإيمان؛ لبنان بحاجةٍ إلى علمانيّين قدّيسين فاعلين، مُتغذّين من الأسرار والصلاة. فلنُصلِّ كي يمنح الله لبنان مسيحيّين قدّيسين، هنا والآن، لا ينتظرون ظُروفًا مثاليّة، بل يلتزمون القداسة في العمل والصلاة والخدمة والمحبّة والفرح والرجاء".
قبلان: أهل الجنوب ليسوا هدية
في سياقٍ متّصل، أكّد المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان أنّ "أهل الجنوب ليسوا هديّةً لأحد، والمقاومة التي استعادت لبنان طيلة عقود لن تقبل ببيع لبنان". وقال في بيانٍ مطوَّل: "لأنّنا في شهر مُحرَّم الحرام، ولأنّ القضيّة لبنان، ولأنّ الدولة دولةٌ بسيادتها وأسباب قوّتها وتاريخيّةِ تضحياتها وما يلزم من ملحمة تحرير لبنان من أخطر احتلالٍ إسرائيلي، فضلًا عن إصرارها على حماية بلدها وناسها، خاصة بعدما بسطت يدَها على جنوب النهر، ليتفاجأ الجميع بإسرائيل تسرح وتمرح دون أيّ ندّيّةٍ نسبيّةٍ من الدولة المعدومة الوجود؛ لذلك المطلوب إثبات قدرة الدولة على حماية ناسها وسيادتها، خصوصاً في جنوب النهر، وهذا ليس بالوارد، إلا إذا كان الجنوب والبقاع والضاحية وناسهم ليسوا من لبنان. والدولة في هذا المجال مُدانة ومقصِّرة جدًّا، وتعاقب ناسها عَمْدًا وبإصرارٍ مُبيَّت، بل غارقة بشُبهات مواقفها".
وأضاف: "لا عُذرَ للدولة الّتي أخذت على عاتقها إثبات نفسها بجنوب النهر كقوّةٍ سياديّةٍ وضامنٍ أمني، وإذا بالإسرائيلي الذي ذاق مُرَّ الهزائم على يد المقاومة ـ لدرجة أنّه لم يستطع احتلال بلدةٍ مثل الخيام الحدوديّة ـ يتمدّد على طول بلدات الحافة الأمامية إلى ما وراءها، لينسف البيوت والبلدات على مرأى من الدولة المعدومة السيادة وإرادة القرار. اللحظة للبنان وسيادته بعيدًا عن لعبة الكواليس ومشاريع الخرائط، ولبنان وأهل الجنوب ليسوا هديّةً لأحد، والمقاومة التي استعادت لبنان طيلة عقود لن تقبل ببيع لبنان. وحيثيّة الشرعيّة اللبنانية تبدأ من سلاح المقاومة الذي حرّر لبنان، ومن انتفاضة 6 شباط، والقدرة الوطنية التي قادها الرئيس نبيه برّي لإنقاذ الدولة اللبنانيّة من أخطر صَهْينةٍ طالتها في الصميم، وليس ممّن لا يعرف ماذا يجري بالجنوب وسماء لبنان وصولًا إلى الضاحية والبقاع إلا إذا كان يعرف ولا يهمّه الأمر. اللعبة الإعلامية في البلد أشبه بموسادٍ عميقٍ يريد رأس المقاومة وناسها، وعينه على نحر الجنوب والبقاع والضاحية، والتسريبات السياسية والإعلامية أشبه بحربٍ؛ ونصيحة: لا تجرّبوا إطفاء نار الفشل السيادي بالبنزين، فالحرب على طائفةٍ بأكملها تعني خراب لبنان. ولِمَن يهمّه الأمر أقول: لن نُسلِّم رقبة لبنان لأحد، ومن يهمّه أمر الأمن والسيادة لا يضع عُنقه بيد واشنطن ومن خلفها إسرائيل".
أبي المنى: لمصالحة وطنية
إلى ذلك، رعى شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز سامي أبي المنى، مراسم مصالحةٍ عائليةٍ في رويسة البلوط، ودعا في كلمة ألقاها إلى "مواجهة محاولات تشويه الهوية التاريخية للمسلمين الموحّدين الدروز بالتشبّث بالثوابت العقائدية والاجتماعية والوطنية، مهما تبدّلت الأحوال". ورأى أن "لا مظلّة تحمي مسيرة الدولة إلّا مظلّة الشراكة الروحية الوطنية التي نادى بها وسيواصل المناداة بها"، مؤكّدًا أنّ "لبنان قويّ بتضامن قواه الوطنية وعائلاته الروحية".
وشدّد شيخ العقل على أنّ المصالحة بين العائلتين تمثّل "نموذجًا يحتذى" لطيّ صفحات الخلاف في القرى والبلدات اللبنانية، لافتًا إلى أنّ "كلّ مصالحةٍ في الجبل تفتح الباب أمام مصالحاتٍ أوسع وأشمل". وأثنى على "اليد الأبوية السخيّة" لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وعلى دعم رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال إرسلان، والشيخ نصر الدين الغريب، ومشايخ المتن، لإنجاز الاتفاق. وأضاف أبي المنى أنّ البلاد مرّت بـ"محنٍ ماليةٍ وانهياراتٍ كادت تطيح بآمال اللبنانيين"، داعيًا إلى "التماسك ووحدة الكلمة" في مواجهة الأزمات. واعتبر أنّ "الشراكة الروحية الوطنية" هي "السلاح الأقوى" لحماية الدولة في العهد الرئاسي الجديد.
في ختام كلمته، توجّه الشيخ أبي المنى إلى اللبنانيين قائلًا: "يكفينا ما مرّت به البلاد من حروبٍ وانهياراتٍ مالية؛ لم يعد يفيد إلا التماسك ووحدة الكلمة والعمل معًا لرأب الصدوع". ورأى أن "ذاكرتنا الوطنية وثوابتنا التاريخية" هي التي صانت الوجود الدرزي في لبنان عبر القرون، مؤكّدًا استعداد الطائفة لـ"الانفتاح على المستقبل" مع الحفاظ على العمق العربيّ والهوية الوطنية الجامعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 4 ساعات
- المنار
القوات المسلحة تقصف مطار بن غوريون و3 أهداف حساسة في يافا وعسقلان وإيلات
نفّذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللُّد في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع 'فلسطين 2″، بحسب ما أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع. وأكد سريع أن العملية حققت هدفها بنجاح بفضل الله، وتسببت في حالة هلعٍ في صفوف المستوطنين، ما أدى إلى فرار الملايين من قُطعان الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار. وفي سياق متصل، نفّذ سلاح الجو المسيّر في القوات المسلحة اليمنية ثلاث عمليات عسكرية استهدفت ثلاثة أهداف حساسة تابعة للعدو الإسرائيلي في مناطق يافا وعسقلان وأم الرشراش (إيلات) في فلسطين المحتلة، مستخدمًا ثلاث طائرات مسيّرة. وشدّد العميد سريع على أن القوات المسلحة اليمنية، بالتوكل على الله والاعتماد عليه، تواصل عملياتها الإسنادية رفضًا لجرائم الإبادة الجماعية بحقّ إخواننا في غزة، وتأكيدًا على أن هذه الأمة لن تتخلى عن واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم. وأكد سريع أن العمليات ستستمر حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، مشددًا على أن هذه العمليات تأتي انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وردًا على جريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها العدو الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة. وفي وقت سابق اليوم، شهدت مناطق القدس المحتلة وتل أبيب، إضافة إلى مستوطنات في الضفة الغربية، إطلاق صافرات الإنذار، بالتزامن مع توقف الرحلات الجوية في مطار 'بن غوريون' الرئيسي. وادعى الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية تحاول اعتراضه. وفي الوقت ذاته، زعم الجيش الإسرائيلي عن اعتراض قذيفتين أطلقتا من جنوب قطاع غزة باتجاه منطقة 'غلاف غزة'. وأفادت تقارير إسرائيلية بأن منظومات الدفاع الجوية اعترضت إحدى القذائف، في حين سقطت قذيفة أخرى داخل منطقة 'غلاف غزة' بعد إطلاقهما من القطاع. المصدر: وكالات


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
حزب الله: نحن أبناء الحسين.. ولن نخضع مهما اشتدّ العدوان كلّ الوسائل الديبلوماسيّة فشلت.. وما يحصل "بلطجة" يُمارسها الأميركي المتوحّش
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب *أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور إبراهيم الموسوي، خلال كلمة ألقاها في المجلس العاشورائي المركزي، الذي يقام في مقام السيدة خولة بمدينة بعلبك، أنّ "العدو الإسرائيلي الذي يُروّج بأنه لا يُقهر، قد كُسر على أيدي أبناء هذا الشعب، من مجاهدي المقاومة وقادتها، منذ العام 1982، مرورًا بكل المحطات المفصلية حتى انتصارات 2000 و2006". وأشار إلى أن "هذه المقاومة صنعت معادلات ردع وتحرير، وحمت لبنان، ووفّرت له عزة وكرامة على مدى عقدين، بينما كان العدو الإسرائيلي واقفًا على قدمٍ ونصف، يرتجف من معادلة الردع التي رسّختها المقاومة". وأضاف: "يحاول البعض اليوم غسل الأدمغة وإنكار هذه التضحيات والانتصارات، ويسوّق للتطبيع مع العدو على أنه طريق للسلام والخيرات، لكننا نقول كما قال الإمام الحسين (ع): هيهات منا الذلة. لا نركع لا لأميركا ولا لإسرائيل، لا سياسيًا ولا عسكريًا ولا اقتصاديًا". وتابع الموسوي: "الذين وقّعوا اتفاقات سلام مع العدو، كـ«كامب ديفيد» و«وادي عربة»، لم يجلبوا لشعوبهم لا رفاهًا ولا استثمارات، بل مزيدًا من الإذلال والتجويع، وتلك الاتفاقات لم تحمِهم من الابتزاز الصهيوني، الذي لا يلتزم بأي عهد". وشدد على أن "من حق اللبنانيين أن يحموا بلدهم، ومن واجب الدولة أن تدافع عن السيادة والحياة والكرامة، لا أن تساير العدو في إملاءاته. سلاح المقاومة هو ما حرر ويحمي، وسنبقى متمسكين به". وختم الموسوي بالقول: "نحن أبناء كربلاء وعاشوراء، أبناء الحسين وأبي الفضل العباس. وسنظل أهل الوفاء والصبر، مهما اشتدت التحديات والابتلاءات. لن نُهزم، لأننا على حق، وعلى بينة من ديننا وربنا". *أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي، خلال افتتاح معرض ومضيف هيئة أنصار الحسين في بلدة البازورية الجنوبية، أن "ما يجري في لبنان اليوم يحدث في ظلّ "البلطجة" التي يمارسها "السيد الأميركي"، واصفًا إياه بـ"العم سام المتوحش، المجرم، والغادر"، لافتا إلى "الصمت المطبق من قبل المجتمع الدولي، والتفلت الصارخ من قبل العدوّ الإسرائيلي من كل القيم والمبادئ، والالتزامات، والقوانين، والأنظمة، وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة". وأشار إلى أن "كل الوسائل الديبلوماسية، وعلى مدى سبعة أشهر، فشلت في ردع العدوان، ولم تتمكن من وقف القتل والإجرام اليومي الذي يمارسه العدو على أهلنا وشعبنا"، معتبرًا أن "التمسّك بخيار المقاومة اليوم هو مصداقٌ من مصاديق التمسّك بنهج الإمام الحسين". أضاف أن "ما يريده الأميركي، والذي يطرح اليوم موضوع سحب السلاح ويضع شروطه، ليس قدراً محتوماً على الشعوب، ولا كتاباً منزلاً"، مشيرًا إلى أن "لهذا الأميركي تجربة سابقة في لبنان سنة 1982، وخرج يومها يجرّ أذيال الخيبة والخسران. وتابع: "نحن لا نخاف الأميركي، ولا نخشاه"، موجّهًا رسالة واضحة إلى من وصفهم بـ"أدعياء السيادة": "إذا كنتم صادقين في طلب السيادة، فلا تخضعوا لإملاءات الأميركي وشروطه، لأنه لن يستطيع أن يفعل شيئاً إذا تمسّكنا بقوّتنا ووحدتنا في مواجهة هذا الفرعون المتغطرس، الذي يُمثّل اليوم فرعون العصر". وأوضح النائب جشي أن "قدر الشعب اللبناني هو مواجهة هذا العدو، إذ لا خيار آخر أمامه، لأنه شعب لا يخضع ولا يرضى بالذل، والله لا يرضى لعباده الذل، مستشهدًا بشعار الإمام الحسين: "هيهات منا الذلة"، ومضيفًا: "يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون". وأكد أن "لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى المقاومة، "التي تُجسّد قوته وعزته وكرامته"، لافتًا إلى أن "الجميع يعلم أنه لولا المقاومة، لكان شارون ما زال جالسًا في القصر الجمهوري"، ومشدّدًا على أن "المقاومة لها حق على جميع اللبنانيين، فكل اللبنانيين مدينون لها، لأنها حرّرت الأرض، وأعزّت هذا الشعب".


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
عودة التقى سفيرة النمسا
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده قبل ظهر امس، سفيرة النمسا في لبنان Franziska Honsowitz، وتباحث معها في أوضاع لبنان والمنطقة.