
ربع قرن على اتفاقية التمسك بالحد الأدنى (2- 2)
إسرائيل، وبقراءة موضوعية لمسار الأحداث، لم تسعَ إلى السلام كما يُقال، بل من الأرجح أنها لم تؤمن به أصلًا. ما جرى بعد قمة كامب ديفيد لا يمكن تفسيره إلا فى إطار سعى استراتيجى لتكريس الهيمنة وتصفية الحقوق الفلسطينية عبر أدوات تفاوضية وهمية.
فقد تبين لاحقًا أن ما قُدم فى تلك القمة تحت مسمى «تنازلات إسرائيلية مؤلمة» لم يكن سوى غطاء لتقنين الاحتلال، غطاء يجمّل خنق الضفة الغربية وتصفية غزة، ومنح إسرائيل شرعية زائفة لبقاء السيطرة على المفاصل الأمنية والمعابر والحدود.
لم يكن ما تلا القمة أقل خطورة. فاقتحام أرييل شارون المسجد الأقصى فى سبتمبر 2000 لم يكن فعلًا عابرًا، بل كان بمثابة الشرارة التى أشعلت انتفاضة الأقصى (انتفاضة الدرة)، كما سُمّيت فى وجدان الشعوب العربية. وقد استغلت إسرائيل هذه الانتفاضة لتعيد احتلال مدن الضفة الغربية، وشن عملية تدمير ممنهجة لمؤسسات السلطة الفلسطينية، ولمحاصرة ياسر عرفات فى مقره فى رام الله، حتى وفاته عام 2004 وسط غموض واتهامات بالاغتيال البطىء.
فى هذه الأثناء، لم يكن الاستيطان متوقفًا أو متجمدًا كما يفترض باتفاقيات السلام، بل كان يتسارع بشكل غير مسبوق. الضفة الغربية تعانى، والقدس تحولت إلى ساحة تهويد معلنة، يجرى فيها طمس كل ما يمت بصلة للهوية العربية الإسلامية، وغزة حدث ولا حرج.
أما (حق العودة)، فقد جرى تحويله تدريجيًا من قضية جوهرية إلى ملف إنسانى، ثم إلى بند مغيب كليًا من أى أجندة مفاوضات حتى الآن.
فى ظل هذا المشهد، يصبح من المشروع التساؤل: هل كانت أوسلو فعلًا خيارًا واقعيًا ضمن الممكن السياسى، أم كانت فخًا استراتيجيًا نصبته إسرائيل لابتلاع الأرض والشرعية فى آنٍ معًا؟ المؤكد أن الاتفاق، كما تبلور لاحقًا، تحول إلى أداة لتفريغ المشروع الوطنى الفلسطينى من مضمونه، بعد أن حوّل السلطة إلى جهاز إدارى محاصر، بلا سيادة ولا قدرة على تمثيل حقيقى.
اللافت أن كل المحطات اللاحقة، لم تخرج عن هذا المسار ذاته، بل رسخته أكثر. حتى خطاب إسرائيل الرسمى بات يتحدث علنًا عن وسائل للتعايش دون إنهاء للاحتلال.
اليوم، وبعد ربع قرن، لم تعد القضية الفلسطينية كما كانت. هناك وقائع تُفرض، وحقائق تُطوى، ومسارات جديدة تُرسم على حساب الذاكرة والحق والتاريخ.
فهل كان التمسك بالحد الأدنى هو آخر ما أمكن فعله فى مواجهة المشروع الإسرائيلى؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ 40 دقائق
- الوكيل
الكسواني: الوصاية الهاشمية درعٌ يحمي الأقصى من الأطماع...
10:50 م ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- ثمّن مدير المسجد الأقصى المبارك - الحرم القدسي الشريف، الشيخ عمر الكسواني، عاليًا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات المسيحية في فلسطين عامة، خاصة بعد الاعتداء الآثم من قبل المستوطنين المتطرفين على كنيسة الخضر وتكسير القبور في المقبرة المسيحية في بلدة الطيبة برام الله. اضافة اعلان وأكد الكسواني، الأربعاء، أن جهود جلالته تكشف للعالم حجم الاعتداءات الآثمة من قبل المستوطنين المتطرفين على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين عامة، وفي القدس على وجه الخصوص. وشدد على أن هذه الجهود ليست غريبة على الهاشميين وحرصهم الدائم على حماية المقدسات، وخاصة جلالة الملك عبدالله الثاني، داعيًا العالم الحر إلى دعم جهود جلالته لوقف الاعتداءات والانتهاكات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية كافة. وأشار إلى جهود جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال متابعته ورعايته المستمرة لشؤون المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، لا سيما المسجد الأقصى المبارك، بكل مساحته البالغة 144 دونمًا، وتنفيذ مشروعات الإعمار فيه، وتوجيهات جلالته لتنفيذ مشروعات الكهرباء والبلاط والإضاءة والصوتيات، بالإضافة إلى إطلاق مشروع "وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم" وتوفير أكثر من 1000 وظيفة في القدس والمسجد الأقصى ودائرة الأوقاف الإسلامية، ما يعني دعم معيشة 1000 عائلة مقدسية وتثبيتها في المدينة. وأكد الكسواني أن الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى المبارك كانت وما تزال الدرع الواقي لحمايته من أطماع ومخططات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المتطرفين التي تحاك ضد المسجد.

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
مدير المسجد الأقصى: الوصاية الهاشمية الدرع الواقي لحمايته
عمون - ثمن مدير المسجد الأقصى المبارك - الحرم القدسي الشريف الشيخ عمر الكسواني عاليا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات المسحية في فلسطين عامة خاصة بعد الاعتداء الآثم من قبل المستوطنين المتطرفين على كنيسة الخضر وتكسير القبور في المقبرة المسيحية في بلدة الطيبة برام الله. وأكد الكسواني في تصريحات صحفية الاربعاء أن جهود جلالته تكشف للعالم حجم الاعتداءات الآثمة من قبل المستوطنين المتطرفين على المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين عامة والقدس على وجه الخصوص. وأكد ان هذه الجهود ليست غريبة عن الهاشميين وحرصهم على حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية خاصة جلالة الملك عبدالله الثاني، داعيا العالم الحر لدعم جهود جلالة الملك لوقف الاعتداءات والانتهاكات على المقدسات الاسلامية والمسيحية في كافة الاراضي الفلسطينية. وأشار الى جهود جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال متابعته ورعايته المستمرة لشؤون المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة خاصة المسجد الاقصى المبارك بكل مساحته البالغة 144 دونما وتنفيذ مشروعات الإعمار في المسجد وتوجيهات جلالته لتنفيذ مشروعات الكهرباء والبلاط والاضاءة والصوتيات في المسجد واطلاق مشروع وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم وتوفير اكثر من 1000وظيفة في القدس والمسجد الاقصى ودائرة الاوقاف الاسلامية ما يعني دعم معيشة 1000 عائلة مقدسية وتثبيتها في المدينة المقدسة.

السوسنة
منذ 3 ساعات
- السوسنة
عمر الكسواني يشيد بدور الملك في حماية المقدسات
السوسنة - ثمن مدير المسجد الأقصى المبارك - الحرم القدسي الشريف الشيخ عمر الكسواني عاليا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية المقدسات المسحية في فلسطين عامة خاصة بعد الاعتداء الآثم من قبل المستوطنين المتطرفين على كنيسة الخضر وتكسير القبور في المقبرة المسيحية في بلدة الطيبة برام الله.وأكد الكسواني في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم أن جهود جلالته تكشف للعالم حجم الاعتداءات الآثمة من قبل المستوطنين المتطرفين على المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين عامة والقدس على وجه الخصوص.وأكد ان هذه الجهود ليست غريبة عن الهاشميين وحرصهم على حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية خاصة جلالة الملك عبدالله الثاني، داعيا العالم الحر لدعم جهود جلالة الملك لوقف الاعتداءات والانتهاكات على المقدسات الاسلامية والمسيحية في كافة الاراضي الفلسطينية.وأشار الى جهود جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال متابعته ورعايته المستمرة لشؤون المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة خاصة المسجد الاقصى المبارك بكل مساحته البالغة 144 دونما وتنفيذ مشروعات الإعمار في المسجد وتوجيهات جلالته لتنفيذ مشروعات الكهرباء والبلاط والاضاءة والصوتيات في المسجد واطلاق مشروع وقفية المصطفى لختم القرآن الكريم وتوفير اكثر من 1000وظيفة في القدس والمسجد الاقصى ودائرة الاوقاف الاسلامية ما يعني دعم معيشة 1000 عائلة مقدسية وتثبيتها في المدينة المقدسة.وأكد الكسواني أن الوصاية الهاشمية على المسجد الاقصى المبارك كانت وما تزال الدرع الواقي لحمايته وحفظه من اطماع ومخططات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المتطرفين التي تحاك ضد المسجد الاقصى . اقرأ أيضاً: