اضطرابات الأكل لدى النساء .. أزمة خفية تتفاقم بصمت
رغم الصورة النمطية التي تربط اضطرابات الأكل بالمراهقات، تشير الأبحاث الحديثة، بحسب موقع HealthyWomen، إلى أن النساء في الأربعينيات والخمسينيات من العمر يعانين من هذه الاضطرابات بشكل متزايد وغالبًا في صمت.
والواقع أن اضطرابات الأكل لا تميز بين الأعمار، وتستمر في التأثير على النساء في مختلف المراحل، مما يجعل الوعي بها والاعتراف بها ومعالجتها ضرورة ملحة للحفاظ على صحتهن النفسية والجسدية.
اضطرابات الأكل لا تقتصر على المراهقات
لطالما ارتبطت اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي (anorexia nervosa)، النهام العصبي (bulimia)، واضطراب نوبات الأكل القهري (binge eating disorder) بالفتيات في سن المراهقة أو الشابات.
لكن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن هذه الاضطرابات منتشرة أيضا، وربما أكثر خطورة، بين النساء في منتصف العمر. وفي ضوء ذلك تقول الرئيسة التنفيذية للجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل (NEDA) الدكتورة دورين مارشال توضح، أن اضطرابات الأكل لها أساس بيولوجي، وغالبا ما تتزامن مع اضطرابات نفسية أخرى.
أما في منتصف العمر، فتظهر محفزات جديدة مثل التغيرات الهرمونية، مشكلات الخصوبة، الحمل والولادة، وانقطاع الطمث. كل هذه عوامل قد تفتح الباب لظهور اضطرابات أكل جديدة أو إعادة إحياء مشاكل قديمة."
ووفقا لدراسة نُشرت في International Journal of Eating Disorders، فإن واحدة من كل خمس نساء قد عانت من اضطراب أكل بحلول سن الأربعين أي ضعف العدد مقارنة بمن في سن الحادية والعشرين.
كما أظهرت دراسة أجرتها جامعة كارولينا الشمالية أن أكثر من 13% من النساء فوق الخمسين أظهرن أعراضًا واضحة لاضطراب أكل نشط.
محفزات منتصف العمر: ضغط خفي ومزمن
منتصف العمر فترة مليئة بالتغيرات الجذرية، مثل فقدان الأحباب، التقاعد، الطلاق، التغيّر في أدوار الأسرة، وانخفاض مستويات هرمون الإستروجين. وكل ذلك يؤثر على الأيض والوزن، ويعيد إشعال القلق حول صورة الجسد.
وتضيف الدكتورة دورين، أن الثقافة الرئاجة والمهووسة بالنحافة والمثالية الجمالية، والضغط الاجتماعي للظهور بمظهر "شبابي" كل ذلك لا يزول مع التقدم في السن. بل على العكس، يصبح أكثر قسوة.
أما في دراسة أخرى نشرتها JAMA Network Open وجدت أن 73% من النساء في منتصف العمر غير راضيات عن أوزانهن، وهو عامل خطر أساسي لتطور اضطرابات الأكل.
وفي دراسة نشرتها The American Journal of Psychiatry وجدت أن النساء فوق الأربعين اللواتي يعانين من فقدان الشهية العصبي هنّ أكثر عرضة للوفاة بأربعة أضعاف من غيرهن في نفس الفئة العمرية.
أنواع الاضطرابات الأكثر شيوعا
الأنواع الأكثر انتشارا بين النساء في منتصف العمر تشمل:
فقدان الشهية العصبي: تقليل شديد للسعرات وعدم تقبّل الوزن الطبيعي.
النهام العصبي: نوبات من الأكل المفرط تتبعها محاولات تطهير جسدية.
اضطراب الأكل القهري: استهلاك كميات كبيرة من الطعام بشكل متكرر، من دون تطهير، وغالبًا بسبب التوتر أو الاكتئاب.
آثار صحية جسيمة
قد يكون من الصادم للبعض معرفة أن اضطرابات الأكل هي ثاني أكثر الأمراض النفسية تسببا في الوفاة، بعد الإدمان على المخدرات. أما بالنسبة للنساء في منتصف العمر، تتفاقم المخاطر بسبب التقدّم في السن، مثل:
هشاشة العظام نتيجة سوء التغذية أو فقدان الحيض لفترات طويلة.
مشاكل القلب والدورة الدموية.
ضعف في جهاز المناعة.
مشاكل في الأسنان والجهاز الهضمي.
تراجع في القدرات المعرفية واتخاذ القرار.
العلاج ممكن.. ولكن الصمت هو العدو
تقول الدكتورة دودين" هذه اضطرابات تنمو في الظل والصمت، وعندما تتحدث المرأة أو تطلب المساعدة، يكون ذلك الخطوة الأولى نحو التعافي.
والعلاج يكون متعدّد الجوانب، من دعم نفسي من مختصين وإشراف طبي، ومتابعة غذائية دقيقة من مختص في التغذية.
فوشيا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 12 ساعات
- السوسنة
اضطرابات الأكل تصيب نساء منتصف العمر
السوسنة - أظهرت دراسات حديثة تزايداً ملحوظاً في معدلات اضطرابات الأكل لدى النساء في مرحلة منتصف العمر، في ظل تغيّرات بيولوجية واجتماعية قد تعيد إحياء مشكلات قديمة أو تخلق محفزات جديدة، وسط صمت مجتمعي متواصل حول هذه القضية الصحية والنفسية.وتُعرف اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي والنهام واضطراب الأكل القهري بأنها مشكلات غالباً ما ترتبط بالفتيات في مرحلة المراهقة أو النساء الشابات. غير أن بيانات بحثية صدرت مؤخراً تُظهر انتشاراً متزايداً لهذه الحالات بين النساء في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، ما يستدعي إعادة النظر في الصورة النمطية السائدة حول هذه الاضطرابات.وبحسب موقع HealthyWomen، فإن العديد من النساء في منتصف العمر يعانين من شعور دائم بعدم الرضا عن أجسادهن، وهو شعور يبدأ غالباً منذ مرحلة المراهقة ويستمر في مراحل الحياة المتقدمة، متأثراً بالتغيرات الهرمونية مثل انقطاع الطمث، ومشكلات الخصوبة، والحمل والولادة، فضلاً عن ضغوط اجتماعية ترافق هذه المرحلة، مثل التقاعد أو الطلاق أو تغيّر أدوار الأسرة.وتقول الرئيسة التنفيذية للجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل (NEDA)، الدكتورة دورين مارشال، إن لهذه الاضطرابات أساساً بيولوجياً، وغالباً ما تترافق مع اضطرابات نفسية أخرى، مشيرة إلى أن الثقافة السائدة المهووسة بالمظهر المثالي والشباب الدائم تفرض ضغطاً مستمراً على النساء في مختلف الأعمار.ووفقاً لدراسة نُشرت في International Journal of Eating Disorders، فإن واحدة من كل خمس نساء تعاني من اضطراب أكل بحلول سن الأربعين، وهو ضعف العدد المسجّل لدى الفئة العمرية الأصغر. كما بيّنت دراسة أجرتها جامعة كارولينا الشمالية أن أكثر من 13% من النساء فوق سن الخمسين تظهر عليهن أعراض اضطراب أكل نشط.وتشمل الحالات الأكثر شيوعاً في منتصف العمر: فقدان الشهية العصبي المتمثل في الامتناع الشديد عن الطعام؛ النهام العصبي الذي يتميز بنوبات أكل مفرط يعقبها تطهير جسدي؛ واضطراب الأكل القهري الذي يرتبط غالباً بمشاعر التوتر أو الاكتئاب، ويحدث دون تطهير جسدي.وتترافق هذه الاضطرابات مع آثار صحية جسيمة، خصوصاً لدى النساء المتقدمات في السن، مثل هشاشة العظام، ومشاكل القلب والمناعة، واضطرابات هضمية وأسنان، إضافة إلى تراجع في القدرات الإدراكية واتخاذ القرار.وفي دراسة نشرتها JAMA Network Open، أُشير إلى أن 73% من النساء في منتصف العمر غير راضيات عن أوزانهن، وهو ما يُعد عامل خطر رئيسي لتطور اضطرابات الأكل. بينما وجدت دراسة أخرى نشرتها The American Journal of Psychiatry أن النساء فوق الأربعين اللواتي يعانين من فقدان الشهية العصبي أكثر عرضة للوفاة بأربعة أضعاف مقارنة بغيرهن في نفس الفئة العمرية.وتؤكد الدكتورة مارشال أن هذه الاضطرابات "تنمو في الظل والصمت"، وأن الحديث عنها أو طلب المساعدة هو الخطوة الأولى في طريق التعافي، مشددة على أن العلاج يتطلب نهجاً متعدد الجوانب يجمع بين الدعم النفسي والمراقبة الطبية والتغذية السليمة. اقرأ ايضاً:

عمون
منذ 15 ساعات
- عمون
تحذيرات من انتشار أوبئة في قطاع غزة
عمون - أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن استشهاد 94 فلسطينيا وإصابة 439 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع. وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي إن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب الأوضاع الميدانية الصعبة. وأفادت الوزارة بأن حصيلة الشهداء جراء العدوان منذ 7 تشرين الأول 2023 ارتفعت إلى 60933 شهيدا، إضافة إلى 150027 إصابة. ونبهت الوزارة إلى تصاعد حالات الشلل "الرخو الحاد" ومتلازمة "غيلان باريه" بين الأطفال في القطاع، نتيجة التهابات غير نمطية وتفاقم سوء التغذية الحاد. وأشارت إلى أن الفحوصات الطبية كشفت عن وجود فيروسات معوية غير مرتبطة بشلل الأطفال، ما يعكس بيئة صحية ملائمة لانتشار الأمراض المعدية بشكل خارج عن السيطرة. وحذرت الوزارة من أن استمرار هذا الوضع البيئي والصحي، مع نقص الأدوية والعلاجات اللازمة، يهدد بانتشار واسع للمرض في القطاع، داعية جميع الجهات المعنية والمنظمات الدولية والإنسانية إلى التدخل العاجل لتوفير الأدوية والعلاجات الضرورية، ورفع الحصار فورا لوقف التدهور الصحي والبيئي المتسارع.

عمون
منذ 16 ساعات
- عمون
عملية جراحية نادرة لطفل في مستشفى الملك المؤسس
عمون - نجح فريق طبي في مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي من إجراء عملية جراحية معقدة ونادرة لطفل يبلغ من العمر ثماني سنوات في إنجاز طبي غير مسبوق على مستوى المملكة، استمرت لأكثر من سبع ساعات وتُعد الأولى من نوعها في الأردن. وبحسب بيان صادر عن المستشفى، اليوم الاثنين، تم خلال العملية إجراء تحويلة وريدية بين الوريد المساريقي العلوي والوريد البوابي الأيسر، باستخدام الوريد الوداجي الداخلي، الذي تم استخراجه من الرقبة. وقال استشاري جراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الأعضاء الدكتور خالد علي عبيدات إن العملية أُجريت بنجاح بالتعاون مع نخبة من الأطباء والكوادر الطبية المتخصصة، في عملية وُصفت بالمعقدة والدقيقة نظراً لحساسية الحالة وصغر عمر المريض. وأضاف أن العملية جاءت بعد معاناة استمرت أكثر من ثلاث سنوات، حيث كان الطفل يعاني من نوبات نزيف متكررة من المعدة والمريء، حيث أظهرت الفحوصات الطبية وجود دوالي مريئية ناجمة عن انسداد في الوريد البوابي، نتيجة تكون خثرات دموية خارجه. وعقب تقييم الحالة من قبل فريق طبي متخصص ضم: الدكتورة هناء غرايبة، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي والكبد لدى الأطفال والدكتور مأمون العمري استشاري الأشعة التداخلية والدكتور خالد عبيدات استشاري جراحة الكبد وزراعة الأعضاء، تبين بعد التقييم الدقيق أن الانسداد يقتصر على الجزء الخارجي من الوريد البوابي بعد التأكد من أن الانسداد يقع خارج الكبد، مع عدم وجود أي تليف أو تشمع في الكبد تقرّر ضرورة إجراء العملية مما جعل الطفل مرشحاً مثالياً لإجراء هذا النوع من العمليات النادرة. وبين عبيدات ان العملية تكللت بالنجاح باستخدام تقنية توصيل الوريد المساريقي العلوي بالوريد البابي الأيسر عبر الوريد الوداجي الداخلي، وأظهرت صور الأمواج فوق الصوتية ما بعد العملية كفاءة التوصيلة الوريدية، فيما بدأت المؤشرات السريرية بالتحسن، ومن أبرزها ارتفاع مستوى الصفائح الدموية وتراجع النزيف واختفاء دوالي المريء ولوحظ تحسن كبير في حالة الطفل وخرج من المستشفى وهو بحالة صحية جيدة دون تسجيل أي مضاعفات بفضل الله. وأوضح ان أهمية العملية تكمن في أنها تسهم بمنع النزيف المعدي المتكرر، وتُساعد على اختفاء دوالي المريء وعودة الطحال المتضخم إلى حجمه الطبيعي وتحسن عدد الصفائح الدموية، ما يُعزز جودة حياة المريض بشكل كبير وفي نفس الوقت تمنع تكون تسمم الدماغ الكبدي (encephalopathy) وتمنع من تدهور حالة الكبد الى التشمع في المستقبل مما يساعد على تجنيب المريض الحاجة الى زراعة الكبد، في قصة طبية تُضاف إلى سجل الإنجازات النوعية التي يحققها المستشفى. من جهته، عبّر مدير عام مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي الأستاذ الدكتور حسان البلص عن فخره واعتزازه بالكوادر الطبية والإدارية في المستشفى، وبالجهود الكبيرة المبذولة في تقديم أفضل الخدمات الصحية للمرضى والمراجعين، مشددا على أهمية الاستثمار في العنصر البشري باعتباره الركيزة الأساسية لأي نظام صحي ناجح. وبين مدير الدائرة الطبية الدكتور عاصم القضاة ان هذه النجاحات تميز بها اطباء المستشفى في مختلف التخصصات وهو ما يدل على المستوى العالي والكفاءة المهنية المتميزة التي يتمتع بها اطباء المستشفى على اختلاف تخصصاتهم. وشارك في إنجاز هذا العمل الطبي فريق متخصص ضمّ: الدكتور محمد الهزايمة أخصائي التخدير وفريقه والأطباء المقيمين الدكتور خليل أيوب والدكتور أحمد عماش وطاقم التمريض رهام بيدس، عطاف بطاينة، أحمد طواها، وريم حداد.