logo
خصخصة الإبادة: شبكة من الشركات الأمريكية والأمريكيين الإسرائيليين دعموا مؤسسة غزة الإنسانية على أمل التربح منها

خصخصة الإبادة: شبكة من الشركات الأمريكية والأمريكيين الإسرائيليين دعموا مؤسسة غزة الإنسانية على أمل التربح منها

القدس العربي منذ يوم واحد
لندن- 'القدس العربي':
كشفت صحيفة 'واشنطن بوست' في تقرير أعدته كارين دي يونغ وكيت براون عن شبكة التربح من إبادة غزة والجهات التي تأمل من تحقيق الأرباح من استمرار عمل المؤسسة الغامضة والمثيرة للجدل 'مؤسسة غزة الإنسانية' التي أصبحت المشروع الأمريكي- الإسرائيلي البديل عن منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والجهات الدولية الإنسانية الأخرى.
وقالت الصحيفة إن موضوع استمرار غزة الإنسانية هي مشكلة عالقة في المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، حيث تصر الأولى على عودة منظمات الأمم المتحدة وتصر الأخيرة على استمرار المشروع الذي تنتقده المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بأنه عجلة لدفع الفلسطينيين السفر عبر مناطق خطيرة وتنظيف شمال القطاع من السكان ودفعهم للهجرة.
وقُتل أكثر من 800 فلسطيني منذ بداية المشروع المثير للجدل العمل في شهر أيار/ مايو، وذلك جراء إطلاق النار من الجنود الإسرائيليين المحيطين بمراكز التوزيع الأربعة والوحيدة في جنوب القطاع والتي تحرسها وتديرها جماعات مرتزقة أمريكية، عادة ما تطلق الرصاص التحذيري على القادمين إلى المراكز ورذاذ الفلفل لمنع الازدحام.
وتقول الصحيفة إن مؤسسة غزة الإنسانية أصبحت في مرمى المحادثات الأخيرة. وتريد حماس عودة نظام الأمم المتحدة الذي طبق في القطاع على مدى عقود. وتزعم إسرائيل أن حماس أفسدت النظام هذا. وتريد حكومة نتنياهو السيطرة الكاملة على المساعدات الإنسانية من خلال مؤسسة غزة الإنسانية. وهو ما يجعل مجتمع الإغاثة الإنسانية، بما فيه الأمم المتحدة شاكا في أغراض هذه المؤسسة وأنها خلقت من أجل تعزيز أهداف الحرب الإسرائيلية وتقديم المساعدات بشكل انتقائي وغير كاف وإجبار سكان غزة على تعريض حياتهم للخطر من أجل الحصول على رزمة مؤن.
وكما هو الحال مع الكثير مما يحدث داخل غزة، حيث منعت إسرائيل المراسلين الدوليين إلا في جولات قصيرة ينظمها الجيش لإسرائيلي، لا تزال جذور وعمليات مؤسسة غزة الإنسانية غامضة. والأكثر غموضا هو تمويلها، حيث تقول المؤسسة إنها تلقت حوالي 100 مليون دولار كأموال لبدء التشغيل من حكومة رفضت الكشف عن هويتها.
وفي أواخر حزيران/ يونيو، قالت إدارة ترامب إنها ستقدم 30 مليون دولار لعمليات مؤسسة التمويل الدولية. وتكشف وثائق التخطيط الداخلية أن الإمارات العربية المتحدة كانت ستتبرع بمبلغ كبير للمؤسسة، وهو ما لم يتحقق حسب الخطط التي اطلعت عليها صحيفة 'واشنطن بوست'، ونفت الحكومة الإسرائيلية أن يكون لها يد في تمويل هذه المؤسسة.
وتقف وراء مؤسسة غزة الإنسانية المسجلة كمنظمة غير ربحية تقف وراءها شبكة مترابطة من الأفراد الأمريكيين والإسرائيليين والشركات الأمريكية الخاصة، بما فيها تلك الشركات التي تأمل في نهاية المطاف بتحقيق الأموال من جهود الإغاثة، وفقا لوثائق عامة وخاصة اطلعت عليها 'واشنطن بوست' ومقابلات مع 12 مسؤولا أمريكيا وإسرائيليا وممثلي أعمال وغيرهم من المعنين بالمشروع، وكلهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
ومن بين الجهات المهيأة للاستفادة من عقود 'مؤسسة غزة الإنسانية' شركة أسهم خاصة في شيكاغو اسمها 'ماكنالي كابيتال' التي ساعدت واحدة من شركاتها وهي 'أوربيس أوبريشنز' في إنشاء 'مؤسسة غزة الإنسانية' وكذا 'سيف ريتش سوليوشنز'، شركة التعهدات الأمنية التي تشرف على عمليات 'مؤسسة غزة الإنسانية' في غزة، وهي شركة أنشئت العام الماضي لهذا الغرض.
ويملك شركة 'سيف ريتش سوليوشنز' صندوق ائتماني مقره في ولاية وايومينغ، تعتبر شركة 'ماكنالي كابيتال' المستفيد الأول منه.
كما شاركت شركة 'بوسطن كونسالتينغ غروب' في جهود إنشاء 'مؤسسة غزة الإنسانية' على افتراض أنها مؤسسة غير ربحية. ففي آذار/مارس وقعت هذه الشركة عقدا مدته شهران بأكثر من مليون دولار مع شركة ماكنالي، لمواصلة مساعدة شركة 'سيف ريتش سوليوشنز' وتمديد للعقد في أيار/مايو. وكانت صحيفة 'فايننشال تايمز' أول من كشف عن تورط مجموعة بوسطن. وقد انسحبت هذه الشركة من الترتيبات. وقالت المتحدثة باسم الشركة إنه لم يتم قبول أي مال، مقابل الخدمات.
وبدأت غزة الإنسانية عملياتها في نهاية أيار/ مايو، حيث قدمت وجبات معدة في صناديق كافية لإطعام 5.5 شخص لمدة 3.5 يوم، لكن تناقص الموارد حد من عدد الشاحنات المتاحة لإحضار الطعام إلى القطاع إلى حوالي 70 إلى 80 شاحنة يوميا، مقارنة بالخطط المبكرة لأكثر من 300 شاحنة، حسب أشخاص على معرفة بالخطط.
وتم تأجيل إنشاء مراكز جديدة بسبب نقص التمويل والعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة والحاجة إلى إزالة الذخائر غير المنفجرة في جميع أنحاء غزة. كما أدت المشاكل المالية والنتيجة غير المعروفة لمفاوضات وقف إطلاق النار إلى تعليق خطط لتقديم اقتراح أكثر شمولا، ومثيرة للجدل، لنقل سكان غزة، والذي تم تلخيصه في عرض تقديمي من 19 صفحة تم توزيعه في السفارة الأمريكية في تل أبيب في أيار/ يناير، وفقا لعدة أشخاص.
بالإضافة إلى توزيع الغذاء، تضمنت الخطط إنشاء مجمعات سكنية واسعة النطاق داخل غزة، وربما خارجها، حيث يمكن لسكانها الإقامة فيها أثناء 'نزع سلاح القطاع وإعادة إعماره'. وأشارت الشرائح المقدمة في الخطة إلى أن هذا النهج سيسمح للمؤسسة كسب ثقة سكان غزة، وهي فرصة يمكن استغلالها 'لتسهيل رؤية الرئيس ترامب' للقطاع المتضرر من الحرب.
وتقول الصحيفة إن فكرة 'مؤسسة غزة الإنسانية' كانت جزءا من جهد أكبر قامت به مجموعة من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين ورجال الأعمال الإسرائيليين والشركاء الأجانب لدعم الجهود العسكرية الإسرائيلية والتخطيط لمستقبل غزة.
وقد بدأ أفراد المجموعة لقاءاتهم بعد وقت قصير من بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة وفي أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقد قطعت المساعدات الإنسانية عن القطاع مع بدء الحرب، حيث بررت حكومة نتنياهو التي طالما كانت غير واثقة من الأمم المتحدة، التي نسقت عمليات تسليم الغذاء والوقود والإمدادات الطبية، الحصار بزعم أن حماس تسيطر على توزيع المساعدات وتستفيد منها.
ورغم ضغوط إدارة بايدن والمنظمات الإنسانية وتحذيرها من منع المساعدات عن القطاع والذي سيعتبر جريمة حرب إلا أن مسؤولا مطلعا أخبر الصحيفة قائلا: 'كانت هناك حاجة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة'، لكن كان من الضروري أن يتم ذلك 'بطريقة غير تابعة للأمم المتحدة'.
وأشارت الصحيفة إلى جهود مجموعة العمل الخاصة بغزة، حيث طلبت في كانون الثاني/يناير 2024، المشورة من مايكل فيكرز، وهو جندي سابق في القوات الخاصة الأمريكية وعضو سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)، ووكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات خلال إدارة أوباما. كان فيكرز عضوا في مجلس إدارة شركة 'أوربيس أوبيريشنز'، وهي شركة استشارية مقرها ماكلين، فرجينيا، أسسها خبراء سابقون في الأمن القومي والجيش والاستخبارات، واشترتها ماكنالي كابيتال عام 2021. وكان رد فيكرز على المجموعة التي طلبت مشورته: 'لست الشخص المناسب، لكنني أعرف من يمكنه التحدث إليكم'، وذلك حسب شخص مطلع على الخطة. وأضاف فيكرز أن الشخص الذي يحتاجونه هو نائب رئيس شركة' أوربيس' آنذاك، فيليب رايلي، وهو ضابط عمليات بارز سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يتمتع بخبرة واسعة في عمليات الأمن الخاصة.
وسرعان ما اكتسب رايلي ثقة الجيش الإسرائيلي ومجموعة التخطيط لحرب غزة، وقضى معظم عام 2024 منغمسا في تفاصيل الحرب. ولم يجب فيكرز ولا رايلي على استفسارات حول مشاركتهما في مبادرة غزة.
وتشير الصحيفة إلى أن إدارة بايدن كانت تعرف أن الحكومة الإسرائيلية وإسرائيليين وأمريكيين من القطاع الخاص، كانوا يعملون معها على خطة لفرض نظام جديد لإيصال المساعدات. وبينما أبدى بعض أعضاء الإدارة دعمهم، كان معظمهم متشككا. لكنهم لم يتدخلوا مباشرة في المشروع.
وبحلول خريف ذلك العام، كانت الخطوط العريضة لخطة مساعدات بديلة جاهزة في دراسة جدوى مطولة أعدتها شركة 'سيلات تكنولوجيز'، وهي شركة تابعة لأوربيس. وتصورت إنشاء كيان غير ربحي، هو 'مؤسسة غزة الإنسانية'، 'لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بأمان'. وذكرت وثائق التخطيط الموزعة على مدى الأشهر القليلة التالية أن قيادة المؤسسة ستشمل شخصيات إنسانية مرموقة مثل ديفيد بيزلي، الرئيس السابق لبرنامج الغذاء العالمي، وتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي يدير الآن معهدا لتقديم المشورة للقادة السياسيين. وعلى الرغم من وصف الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة غير الحكومية الرئيسية العاملة بالفعل في غزة بأنها جزء لا يتجزأ، إلا أن دورها المقترح لم يكن واضحا. وسيشمل برنامج متطور للتواصل على وسائل التواصل الاجتماعي والعلاقات العامة التواصل مع صحافيين مختارين لتقديم صورة إيجابية عن مؤسسة غزة الإنسانية.
وبناء على التصور، ستعين المؤسسة متعهدا 'رئيسيا' لتنظيم والإشراف على بناء المواقع وعملية الإغاثة داخل غزة. وبعد ذلك، تقوم هذه الشركة بالتعاقد مع شركة أمنية خاصة، ويفضل أن يكون مقرها في الولايات المتحدة، لتكون هي الحارس والمنقذ على الأرض، وتحرس المساعدات أثناء نقلها إلى مراكز التوزيع وحماية المراكز نفسها. وشملت الشركات الخاصة التي اصطفت لخدمة المؤسسة المخطط لها أيضا 'بوسطن كونسالتينغ غروب'حيث كان كل من رايلي وفيكرز مستشارين رئيسيين لها. وتوقعت مجموعة بوسطن التي صرحت لاحقا بأن خدماتها الأولية كانت تقدم مجانا، ملياري دولار كتكاليف تشغيل أولية لمؤسسة غزة الإنسانية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، تم تسجيل شركة جديدة في جاكسون بولاية وايومينغ باسم 'سيف ريتش سوليوشنز'، ووضعت تحت إدراة صندوق إئتماني وهو 'تو اوشين تراست'، وبينما لم تشر معلومات في وثائق التسجيل إلى طبيعة عمل الشركة الجديدة أو من يديرها أو من ستوظفه أوالمستفيد من الصندوق الائتماني أو الأموال التي ستجنيها. ورفض متحدثون باسم 'تو أوشين تراست وسيف ريتش سوليوشنز التعليق. ولكن ماكنالي كابيتال قالت في بيان للصحيفة إنها 'لم تستثمر في سيف ريتش سوليوشنز ولم تدرها بنشاط'، لكنها قالت إن لديها 'مصلحة اقتصادية' فيها. وقد أسس وورد ماكنالي من عائلة راند ماكنالي، الشركة عام 2008 وهي مختصة في الاستحواذ على شركات الطيران والدفاع والتكنولوجيا.
وترى الصحيفة أن عملية نتساريم أثناء وقف إطلاق النار الهش كانت بمثابة اختبار تجريبي لعملية توزيع الغذاء، وكانت 'يو جي' و'سيف ريتش شوليوشنز' في وضع جيد لتوليها نيابة عن 'مؤسسة غزة الإنسانية' التي سجلت في 2 شباط/ فبراير، كمنظمة إنسانية غير ربحية في سويسرا وديلاوير. وكان لدى حكومة نتنياهو كل الأسباب للاعتقاد بأن ترامب سيدعم المبادرة.
وعندما انهار وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس، واستأنف الجيش الإسرائيلي العمليات البرية والغارات الجوية، منعت إسرائيل مجددا جميع المساعدات الإنسانية من دخول غزة. ومع مرور الأيام والأسابيع، تراكمت آلاف الأطنان من المواد الغذائية والسلع في مستودعات خارج حدودها وبدأ برنامج الأغذية العالمي وغيره من الجهات الفاعلة الإنسانية في إحصاء تقارير المجاعة في الداخل.
وبحلول أوائل أيار/ مايو، تعرضت إسرائيل لضغوط دولية متزايدة لإنهاء حصارها للمساعدات، وكان ترامب يتطلع إلى إحراز تقدم بشأن وعده بإنهاء الحرب بينما كان يستعد لرحلة إلى الخليج العربي. وفي مؤتمر صحافي في 9 أيار/مايو عقده السفير الأمريكي في تل أبيب، مايك هاكابي زعم أن مؤسسة غزة الإنسانية هي 'مبادرة' من ترامب.
وسعى ممثلون أمريكيون، بمن فيهم أرييه لايتستون، وهو مسؤول يعمل الآن مع المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، وشغل سابقا منصب مساعد لديفيد فريدمان عندما كان سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، إلى إقناع الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين بالتوقيع على الخطة. لكن المعارضة للخطة تزايدت ورفضت الأمم المتحدة ومعظم شركاء الإغاثة، وأدانوا علنا الاقتراح باعتباره غير أخلاقي ويهدف إلى تعزيز خطط إسرائيل الحربية ضد حماس من خلال 'عسكرة' المساعدات لأكثر من مليون مدني محصورين في 'مناطق آمنة' متقلصة باستمرار حددها الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة.
لم يوافق بيزلي ولا بلير على العمل معها. وعشية بدء عمليات غزة الإنسانية، نشر جيك وود، المدير التنفيذي الجديد للمؤسسة، وهو جندي مخضرم في مشاة البحرية الأمريكية ورئيس مجلس إدارة مشارك مؤسس لفريق روبيكون، وهي منظمة إنسانية تعمل في مناطق الكوارث، عن استقالته، حيث قال في بيان إن بعض الخطط لا تتوافق مع 'المبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية'. كما استقال ديفيد بيرك، وهو زميل ذو خبرة في مشاة البحرية وموظف سابق في فريق روبيكون، والذي عين رئيسا للعمليات في مؤسسة غزة الإنسانية.
وقامت مؤسسة غزة الإنسانية بترقية جون أكري، المسؤول السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والذي عين في البداية رئيسا لعمليات المؤسسة داخل غزة، إلى منصب المدير التنفيذي المؤقت للمؤسسة.
أثار افتتاح المواقع مشاكل جديدة، حيث اندفع عشرات الآلاف من سكان غزة اليائسين نحو الطعام الموعود. في الأسبوع الأول من عمليات مؤسسة غزة الإنسانية ، قال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار باتجاه الفلسطينيين المصطفين خارج مواقع التوزيع المسيجة ثلاث مرات على الأقل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وفد سعودي في دمشق لتدشين استثمارات بقيمة 4 مليارات دولار
وفد سعودي في دمشق لتدشين استثمارات بقيمة 4 مليارات دولار

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

وفد سعودي في دمشق لتدشين استثمارات بقيمة 4 مليارات دولار

ينطلق اليوم الأربعاء منتدى الاستثمار السوري السعودي في العاصمة دمشق بحضور وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح و نحو 120 مستثمراً سعودياً من رجال الأعمال، ويتوقع أن يتم خلاله توقيع اتفاقات استثمارية بنحو 15 مليار ريال سعودي (أربعة مليارات دولار)، في مجالات تشمل الطاقة، الزراعة، النقل، الاتصالات، وتطوير البنية التحتية، وذلك في زيارة وُصفت بأنها "نقطة تحوّل" في مسار العلاقات الاقتصادية بين الرياض ودمشق، بعد أكثر من عقد على القطيعة. ويأتي هذا الانفتاح السعودي في سياق أوسع من التحركات الإقليمية لإعادة دمج النظام السوري في محيطه العربي، بعد استعادة عضوية سورية في جامعة الدول العربية العام الماضي، ومسار "خطوة مقابل خطوة" الذي تدفع به عدة أطراف إقليمية ودولية، رغم استمرار العقوبات الغربية على النظام، ولا سيما "قانون قيصر" الأميركي. وقال الدكتور مازن ديروان مستشار وزير الاقتصاد السوري لـ"العربي الجديد" إن "الزيارة تمهّد لمرحلة جديدة من التعاون الاستثماري بين الجانبين"، مشيراً إلى أن المشاريع التي ستُطرَح "تستهدف قطاعات حيوية تعاني من نقص التمويل والتحديث منذ سنوات الحرب". وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن المنتدى يهدف إلى بحث فرص التعاون وإبرام صفقات لتعزيز التنمية المستدامة. وأضافت أن وفداً يضم رجال أعمال ومستثمرين سعوديين سيصل إلى العاصمة السورية اليوم الأربعاء، بهدف "استكشاف فرص التعاون المشترك". وقالت الوكالة إن من المقرر أن تشهد الزيارة إعلان عدد من الصفقات والمشاريع المشتركة، إضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم بين الجانبين في مجالات متعددة. أسواق التحديثات الحية الحكومة السورية تلغي البطاقة الذكية للغاز وأشارت الوكالة إلى أن المنتدى الاستثماري يضم لقاءات مباشرة مع رجال الأعمال والصناعيين السوريين، ويبحث آفاق التعاون في مجالات الصناعة، الطاقة، البناء، والزراعة. ويشهد برنامج الزيارة أيضاً إطلاق مشروع مصنع فيحاء للإسمنت الأبيض في عدرا الصناعية، ضمن إطار دعم إعادة الإعمار. ستضيف دمشق غداً وفداً من رجال الأعمال السعوديين للمشاركة في منتدى استثماري مشترك، يهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية وتوقيع اتفاقيات تعاون في قطاعات متعددة. 🔗 #السعودية #سوريا #سانا — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@Sana__gov) July 22, 2025 من جانبها، ذكرت قناة الإخبارية السعودية الحكومية أن وزير الاستثمار السعودي سيرأس وفد بلاده، وأضافت أن من المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع صفقات تجارية تتجاوز قيمتها 15 مليار ريال. وتسعى القيادة السورية الجديدة بزعامة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع لتعزيز علاقاتها بالزعماء العرب والغربيين عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. و التقى الشرع قبل أيام وفداً من رجال الأعمال السعوديين في دمشق، لبحث آفاق التعاون الاقتصادي. اقتصاد عربي التحديثات الحية هل يتأثر الاقتصاد السوري بإقصاء "أبو غزالة وشركاه"؟ وقالت الرئاسة السورية إن "اللقاء بحث آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وسبل تعزيز الشراكات في مجالات مختلفة". كذلك أجرى وزير الاقتصاد والصناعة السوري محمد نضال الشعار، الشهر الماضي، مباحثات مع وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، تناولت سُبل تطوير التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين. ووفقاً لوزارة الاقتصاد والصناعة السورية، فإنّ الشعار والفالح عقدا اجتماعاً افتراضياً عبر تقنية الاتصال المرئي، ناقشا خلاله الفرص الاستثمارية المتاحة في سورية وآليات تفعيل الشراكة الاقتصادية بين البلدين، بما يشمل دعم الاستثمارات النوعية في القطاعات الإنتاجية والخدمية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص. وتأتي هذه الخطوة في ظل أزمة اقتصادية خانقة تمرّ بها سورية، تتجلّى بعدم ثبات قيمة الليرة السورية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، فيما يرى مراقبون أن الرياض تسعى، من خلال هذا الحضور الاستثماري المكثّف، لتوسيع نفوذها الاقتصادي في سورية، وموازنة الدور المتعاظم لكل من إيران وروسيا في إعادة الإعمار. وبينما لم تُعلن تفاصيل الاتفاقيات رسمياً بعد، لفتت بعض التسريبات إلى نية الجانب السعودي الاستثمار في مناطق حيوية مثل مرفأ اللاذقية، وخطوط السكك الحديدية، وبعض المشاريع الزراعية الكبرى في المنطقة الشرقية. يذكر أن إجمالي حجم التجارة الثنائية بين البلدين خلال العشر سنوات الماضية يصل إلى حوالى 2.4 مليار دولار مع فائض تجاري لصالح سورية بقيمة 1.8 مليار دولار. (الدولار = 3.7513 ريالات)

الأمم المتحدة: المدنيون في غزة يُستهدفون أثناء اقترابهم من شاحنات الغذاء
الأمم المتحدة: المدنيون في غزة يُستهدفون أثناء اقترابهم من شاحنات الغذاء

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

الأمم المتحدة: المدنيون في غزة يُستهدفون أثناء اقترابهم من شاحنات الغذاء

نيويورك: قالت الأمم المتحدة، إن المدنيين في قطاع غزة لا يزالون يتعرضون لإطلاق النار أثناء اقترابهم من مستودعات وشاحنات المساعدات الغذائية. جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، مساء الثلاثاء، خلال مؤتمره الصحافي اليومي. وأشار دوجاريك إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أفاد بأن 'آخر شرايين الحياة التي تُبقي الناس على قيد الحياة في غزة، تنهار بسرعة'. وأضاف: 'بحسب السلطات الصحية المحلية، فقد مات أكثر من اثني عشر طفلاً وبالغاً نتيجة الجوع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وحدها'. وأوضح أن الإمدادات الغذائية تُدخل إلى غزة بكميات غير كافية، مؤكداً أن المدنيين الذين يقتربون مستودعات وشاحنات الأمم المتحدة يتعرضون لإطلاق النار. ولفت إلى أن إطلاق النار على المدنيين يتعارض تماماً مع مبدأ تسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية. ولم يذكر دوجاريك الجهة التي تطلق النار على المدنيين إلا أن بيانا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة الأحد أعلن استشهاد 995 فلسطينيا، وإصابة 6 آلاف و11 آخرين، إضافة إلى 45 مفقودا منذ 27 مايو/ أيار الماضي جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على المصطفين لتلقي المساعدات. وفي 27 مايو الماضي، اعتمدت تل أبيب وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات محدودة بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ما فاقم معاناة الفلسطينيين في غزة. وأشار دوجاريك إلى أن موظفي الأمم المتحدة مثل أي شخص آخر في غزة، يعانون من الجوع والإرهاق، وأن العديدبن منهم لا يزالون في المنطقة على الرغم من تعرضهم لإطلاق النار لأنه لا يوجد مكان آمن يمكنهم الذهاب إليه. أونروا: فلسطينيو غزة يموتون وموظفونا يغمى عليهم من التجويع الشديد وذكرت وكالة الأونروا الأممية، الأربعاء، أن الفلسطينيين في غزة بمن فيهم موظفوها يتعرضون للإغماء بسبب الجوع الشديد، مشيرة إلى وفاة أطفال ومعاقين في القطاع نتيجة التجويع وسوء التغذية الحاد. وجددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' في منشور على منصة 'إكس'، الدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لإنهاء المجاعة فيه. وقالت: 'يغمى على الناس في غزة بمن فيهم موظفو الأونروا، بسبب الجوع والتجويع الشديدين'. وأضافت: 'يموت الناس، بمن فيهم الأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة، بسبب سوء التغذية الحاد'. وأردفت: 'لدى الأونروا وحدها آلاف الشاحنات في الدول المجاورة تنتظر دخول غزة، منذ أن حظرت السلطات الإسرائيلية دخولها في مارس/ آذار' الماضي. وتابعت الوكالة الأممية: 'يجب رفع الحصار الآن للسماح بدخول مساعداتنا الإنسانية المنقذة للحياة'. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة وفيات المجاعة وسوء التغذية منذ أكتوبر 2023 إلى 101، بينهم 80 طفلا، بعد وفاة 15 فلسطينيا بينهم 4 أطفال خلال الـ24 ساعة الماضية. وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد الماضي، من أن القطاع أصبح على أعتاب 'الموت الجماعي'، بعد أكثر من 140 يوما من إغلاق المعابر. ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود. ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967. (الأناضول)

"شبيغل": ألمانيا توافق على تسليم تركيا طائرات يوروفايتر
"شبيغل": ألمانيا توافق على تسليم تركيا طائرات يوروفايتر

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

"شبيغل": ألمانيا توافق على تسليم تركيا طائرات يوروفايتر

ذكرت مجلة شبيغل الإخبارية في تقرير، اليوم الأربعاء، أن الحكومة الألمانية مهدت الطريق لتسليم 40 طائرة من طراز يوروفايتر تايفون إلى تركيا عقب قرار من مجلس الأمن الاتحادي لصالح تسليمها. وفي وقت لاحق، وقعت أنقرة ولندن مذكرة تفاهم تسمح للأولى بأن تكون مستخدما لمقاتلات يوروفايتر تايفون، في خطوة كبيرة نحو شراء الطائرات. وقالت بريطانيا إن المفاوضات مع تركيا بشأن الصفقة ستستمر خلال الأسابيع المقبلة. وتجري تركيا محادثات لشراء هذه الطائرات، التي يصنعها تحالف يضم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، ممثلا في شركات إيرباص وبي.إيه.إي سيستمز وليوناردو. ويعمل مجلس الأمن الاتحادي الألماني، المخول بالموافقة على صادرات الأسلحة، في سرية ولا تعلق الحكومة عادة على قراراته. وأحجمت وزارة الدفاع الألمانية عن التعليق على التقرير. فيما لم ترد وزارة الاقتصاد بعد على طلب تعليق أرسل عبر البريد الإلكتروني. أسواق التحديثات الحية الكويت تتجه إلى شراء مقاتلات "يوروفايتر" بتسعة مليارات دولار وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن ألمانيا وبريطانيا اتخذتا موقفا إيجابيا بشأن بيع الطائرات، وأضاف أن أنقرة ترغب في إتمام عملية الشراء في أقرب وقت ممكن. وفي فبراير/ شباط الماضي، أشار نائب الرئيس التركي جودت يلماز إلى أن بلاده ترحب بالتقدم الإيجابي الذي أحرزته المفاوضات مع بريطانيا بشأن توريد مقاتلات "يوروفايتر تايفون". وأعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تخطيط بلاده لشراء 40 طائرة "يوروفايتر تايفون" القتالية متعددة المهام. و"يوروفايتر تايفون" الأوروبية مقاتلة من الجيل 4.5، صُممت لتحقيق التفوق في القتال الجوي، وتنفيذ ضربات دقيقة ضد الأهداف الأرضية. (رويترز، الأناضول)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store