
مقتل 5 جنود إسرائيليين بعمليتين منفصلتين في بيت حانون شمالي قطاع غزة
جيش الاحتلال الإسرائيلي
، صباح اليوم الثلاثاء، عن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين في عمليتين منفصلتين
للمقاومة الفلسطينية
ببلدة بيت حانون شمالي
قطاع غزة
المحاصر. ووفق وسائل إعلام عبرية، فإن الجنود القتلى يتبعون لوحدة "نيتسح يهودا" المتطرفة في لواء "كفير".
واقتصر إعلان جيش الاحتلال على الإشارة إلى سقوط الجنود القتلى والجرحى جراء انفجار عبوات ناسفة، لكن وسائل إعلام عبرية تحدثت في ساعة متأخرة من مساء أمس عن "حوادث أمنية صعبة واستئنائية" تعرض لها جنود جيش الاحتلال في بيت حانون. وأفادت مواقع عبرية بأن عدد الإصابات أعلى بكثير مما أعلن عنه جيش الاحتلال، مشيرة إلى أن الجيش يكتفي بإعلان عدد القتلى والإصابات الخطيرة.
أبو عبيدة: عملية بيت حانون ضربة لهيبة جيش الاحتلال
من جانبه، قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" إن "عملية بيت حانون المركبة هي ضربةٌ إضافيةٌ سددها مجاهدونا الأشداء لهيبة جيش الاحتلال الهزيل ووحداته الأكثر إجراماً في ميدانٍ ظنّه الاحتلال آمناً بعد أن لم يُبق فيه حجراً على حجر"، مضيفا أن "معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يومٍ خسائر إضافية، ولئن نجح مؤخراً في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة؛ فلربما يفشل في ذلك لاحقاً ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون".
أخبار
التحديثات الحية
"القسام" تعلن تفاصيل عملية ضدّ جيش الاحتلال في خانيونس
وتابع في تغريدة "إن صمود شعبنا وبسالة مقاوميه الشجعان هما حصراً من يصنعان المعادلات ويرسمان معالم المرحلة القادمة، وإن القرار الأكثر غباءً الذي يمكن أن يتخذه (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو سيكون الإبقاء على قواته داخل القطاع".
تفاصيل الكمين
وحسب التفاصيل التي أوردها الإعلام العبري، فقد تعرض جنود الاحتلال إلى حادثة تفجير عبوة ناسفة وكمين إطلاق نار في بيت حانون، حيث وقع الحدث في إطار عملية عسكرية مشتركة بين لواءين ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيت حانون، وهي بلدة صغيرة تقع أقصى شمالي القطاع وتعرضت للتدمير الشامل منذ الأيام الأولى للحرب.
وقالت وسائل الإعلام العبرية إن قوة من كتيبة 97 "نيتسح يهودا"، وهي أول كتيبة حريدية (يهود متطرفون) في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبرت طريقًا سيرًا على الأقدام ضمن الهجوم على بيت حانون. وخلال مرورها، فجر مقاومون عبوتين ناسفتين عن بعد، وأثناء إخلاء المصابين من موقع العبوات الناسفة، أطلق المقاومون النار من كمين على قوات الإنقاذ التي تكبدت خسائر إضافية، تضمنت إصابة 14 جندياً، بينهم اثنان بحالة خطيرة. وفي بداية الحدث، قالت مواقع عبرية إن عددا من آليات جيش الاحتلال مرت فوق حقل ألغام، وأدى تفجيره إلى احتراقها، قبل استهداف المنطقة بقذائف "آر بي جي" من قبل المقاومة.
أخبار
التحديثات الحية
جيش الاحتلال يعترف: لم نقتل القيادي في "القسام" حسين فياض
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن المنطقة التي وقع فيها الكمين تعرضت لغارات جوية مكثفة الأسبوع الماضي لتمهيد العملية البرية، لكن العبوات انفجرت بدقة أثناء مرور القوة الإسرائيلية.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في المراحل الأولى من الحرب عن اغتيال قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسام حسين فياض، لكن الأخير ظهر للعلن خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير الذي خرقته إسرائيل، ويبدو أنه لا يزال يدير العمليات في المنطقة شبه المبادة بالكامل.
وصعّدت كتائب القسام في الأيام الأخيرة وتيرة استهداف جنود وآليات جيش الاحتلال المتوغلة في القطاع المحاصر، في حين يواصل الأخير عمليات الإبادة والقصف الممنهج للمدنيين ومنتظري المساعدات، ضمن الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
بيت حانون باكورة كمائن المقاومة لزيادة الكلفة على الاحتلال
تصاعدت وتيرة كمائن المقاومة الفلسطينية وعملياتها العسكرية في قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة بشكل يعيد للأذهان ما جرى خلال الأشهر الأولى لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، من عمليات طاولت جنود الاحتلال خلال بداية التوغل البري الأول في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. واعترف الاحتلال، اليوم الثلاثاء، بمقتل خمسة جنود إسرائيليين وإصابة 14 آخرين في عمليتين منفصلتين للمقاومة الفلسطينية ببلدة بيت حانون، شمالي القطاع المحاصر، حيث طاولت العملية جنوداً يتبعون لوحدة "نيتسح يهودا" في لواء "كفير". واقتصر إعلان جيش الاحتلال على الإشارة إلى سقوط الجنود القتلى والجرحى جراء انفجار عبوات ناسفة، لكن وسائل إعلام عبرية تحدثت في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، عن "حوادث أمنية صعبة واستثنائية" تعرض لها جنود جيش الاحتلال في بيت حانون. أحمد الطناني: أداء المقاومة يجسّد إصراراً واضحاً على رفع كلفة أي تحرك عسكري إسرائيلي جرأة كمائن المقاومة الفلسطينية ولا تعتبر عملية بيت حانون الأخيرة هي الوحيدة، إذ شهدت الأيام الأخيرة نشر الأذرع العسكرية للمقاومة، تحديداً كتائب القسام وسرايا القدس، مقاطع فيديو مصورة توثق هذه العمليات الميدانية. وتشهد مناطق شمالي القطاع ومنطقة خانيونس، على وجه الخصوص خلال الشهر الأخير، سلسلة من العمليات التي تحولت بعض مشاهدها إلى لقطات "أيقونية" يجري تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، نظراً للجرأة العالية للمقاومين الفلسطينيين خلال التنفيذ. ومنذ عودة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في شهر مارس/ آذار الماضي قتل 38 جندياً إسرائيلياً، بينهم 27 بفعل عبوات ناسفة. ويتم توظيف العبوات الناسفة بشكل أساسي من خلال نمطين مركزيين، وفقاً لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الأول هو كمائن عبوات مزروعة على المحاور والطرقات، والثاني هو مبانٍ مفخخة. في الأثناء، قال المتحدث العسكري باسم القسام أبو عبيدة إن "عملية بيت حانون المركبة هي ضربةٌ إضافيةٌ سددها مجاهدونا الأشداء لهيبة جيش الاحتلال الهزيل ووحداته الأكثر إجراماً في ميدانٍ ظنّه الاحتلال آمناً بعد أن لم يُبقِ فيه حجراً على حجر". وأضاف في تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي في تطبيق تليغرام: "معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يومٍ خسائر إضافية، ولئن نجح أخيراً في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة، فلربما يفشل في ذلك لاحقاً ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون". وبحسب أبو عبيدة، فإن "صمود شعبنا وبسالة مقاوميه الشجعان هما حصراً من يصنعان المعادلات ويرسمان معالم المرحلة القادمة، وإن القرار الأكثر غباءً الذي يمكن أن يتخذه نتنياهو سيكون الإبقاء على قواته داخل القطاع". وتتزامن كمائن المقاومة الفلسطينية مع مسار المفاوضات المتواصل في العاصمة القطرية الدوحة، للوصول إلى صفقة تبادل جزئية يطرح خلالها التفاوض على إنهاء الحرب كلياً في القطاع. تقارير دولية التحديثات الحية حيرة وسجالات في إسرائيل عقب مقتل 5 جنود في كمين بيت حانون بدوره، قال مدير مركز عروبة للأبحاث والدراسات الاستراتيجية أحمد الطناني إن المقاومة قدّمت رؤيتها بوضوح إزاء مصير الوجود طويل الأمد لجيش الاحتلال في غزة، وذلك في سياق ردّ مباشر على تسريبات اجتماعات "الكابينت" الإسرائيلي، التي تناولت خططاً أمنية ترمي إلى استكمال احتلال أراضي القطاع وفرض السيطرة العسكرية عليها. وأوضح الطناني في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن ما جرى في كمين بيت حانون وغيره من كمائن المقاومة أعاد النقاش مجدداً داخل المجتمع الإسرائيلي، وعلى مستويات صنع القرار، حول جدوى استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، في ظل الثمن الدموي الباهظ لبقاء الجيش داخل القطاع، خصوصاً بعد سقوط وهم "الحسم العسكري" بشكل شبه نهائي عقب أكثر من 20 شهراً من القتال المتواصل. وأشار إلى أن هناك ملامح ميدانية فارقة ظهرت في أداء المقاومين، تعكس جرأة وحيوية غير مسبوقة، لا تنسجم مع كونهم يخوضون اشتباكاً واسعاً منذ نحو 20 شهراً، استخدمت خلاله إسرائيل أقصى أدوات القتل والتدمير، ونفّذت عمليات موسعة في معظم مناطق القطاع. وبيّن الطناني أن هذا الأداء الميداني للمقاومة يجسّد إصراراً واضحاً على رفع كلفة أي تحرك عسكري إسرائيلي وإيقاع خسائر مؤثرة، خصوصاً في الأرواح، في صفوف جنود الاحتلال، كما يعكس قدرة لافتة لدى المقاومة على استخلاص العبر من التجارب السابقة، ما يمنح غالبية عملياتها نسب نجاح مرتفعة وضربات دقيقة ومؤثرة. وأكد أن طبيعة الضربات التي تنفذها المقاومة تُظهر تماسكاً في قدراتها الاستخبارية، سواء في رصد حركة جيش الاحتلال أو في تقدير مسارات التقدم المتوقعة، وهو ما يُساهم بشكل مباشر في إنجاح كمائن المقاومة ضد القوات المتوغلة. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في المراحل الأولى من الحرب عن اغتيال قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسام حسين فياض ، لكن الأخير ظهر للعلن خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير الذي خرقته إسرائيل. رامي أبو زبيدة: كمائن المقاومة الأخيرة أحدثت أثراً عميقاً في بنية القرار العسكري الإسرائيلي نقلة عسكرية نوعية إلى ذلك، أكد الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة أن ما يجري يعكس نقلة نوعية في مستوى الاحتراف التكتيكي والعملياتي، وتراكم الخبرة الميدانية لدى مقاتلي المقاومة في القطاع خلال الفترة الأخيرة. وقال أبو زبيدة في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إن ما يجري ليس مواجهات عشوائية، بل كمائن محكمة تُنفّذ استناداً إلى معلومات دقيقة، وتتداخل فيها عدة عناصر، كزرع العبوات الناسفة، ونصب الكمائن النارية، والتفخيخ، والتصوير، وإرباك وحدات الاحتلال. واعتبر أن كمائن المقاومة تعبّر عن منظومة قتال مرنة قادرة على التكيّف، توزّع جهدها على محاور متزامنة، وتستغل الثغرات الأمنية وتكرار العدو لخططه، مشيراً إلى أن ما يجري تطور في نوعية الاشتباك، وليس فقط في كثافته أو وتيرته. وبحسب أبو زبيدة، فإن المقاومة قادرة على فرض الاشتباك في التوقيت الذي تختاره وفي المناطق التي تجيد القتال فيها، إذ إن الكثير من العمليات تبدأ بانفجار عبوة ناسفة، ثم تتحول إلى معركة متعددة المراحل، تتداخل فيها قوة التدخل وقوة الإسناد والإنقاذ. ورأى أن ما يجري أعمق من مجرد كمائن، بل بمثابة حرب استنزاف مدروسة، تستهدف تفكيك القوتين البشرية والمعنوية للاحتلال على المدى المتوسط، فيما لا يقتصر الاستنزاف على عدد القتلى والجرحى، بل يشمل أيضاً استنزافاً نفسياً، إذ يعيش الجنود الإسرائيليون تحت ضغط وخوف دائمين من الكمائن في كل لحظة. وفي سياق تأثير هذه العمليات على الواقع العسكري الإسرائيلي، اعتبر أبو زبيدة أن "كمائن المقاومة الأخيرة أحدثت أثراً عميقاً في بنية القرار العسكري الإسرائيلي، وقد بدا ذلك واضحاً في تصريحات رئيس الأركان (إيال زامير) ووزير الحرب الإسرائيلي (يسرائيل كاتس)، إذ أصبح من الجلي أن ما يُسمّى بالمناطق المطهّرة أو الآمنة لم تعد كذلك، ما يعني أن التقدير الاستخباري الإسرائيلي يتعرّض لانتكاسات متواصلة". رصد التحديثات الحية الحاخام الرئيس السابق يستغل كمين بيت حانون للدعوة إلى رفض التجنيد


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
ثلاثة قتلى من طاقم سفينة شحن تعرضت لهجوم في البحر الأحمر
صنعاء ـ «القدس العربي»: تعرّضت سفينة الشحن 'إتيرنيتي سي' التي ترفع علم ليبيريا، لهجوم استمر منذ الإثنين، وأفادت مهمة بحرية أوروبية بمقتل ثلاثة أفراد من طاقمها، مع استئناف الحوثيين هجماتهم في الممر البحري الحيوي. كذلك بثت حركة 'أنصار الله'(الحوثيون)، مساء الثلاثاء، مقاطع فيديو من استهداف وإغراق السفينة اليونانية 'ماجيك سيز'، التي أعلنوا، الاثنين، إغراقها 'لانتهاك الشركة المالكة لها حظر الدخول لموانئ فلسطين المحتلة'، وفق بيان الحركة. ويظهر الفيديو لحظات إطلاق التحذيرات للسفينة، ومن ثم استهدافها، وصعود قوات للحوثيين على متنها، وأعقب ذلك حصول تفجيرات في إرجائها، وصولًا إلى غرقها، إلى أن غمرتها مياه البحر. وفي الاثناء كانت سفينة الشحن اليونانية الأخرى «إتيرنيتي سي» تتعرض لهجوم، منذ الاثنين، في البحر الأحمر، وفق هيئة بحرية بريطانية، ولم يتمكن طاقمها من المغادرة، فيما تتحدث تقارير عن مقتل وفقدان وإصابة بعضهم، وهو ما لم تؤكده وزارة العمال المهاجرين الفلبينية في المؤتمر الصحافي، أمس الثلاثاء. وقالت البحرية البريطانية، إن سفينة «إتيرنيتي سي»، التي ترفع علم ليبريا، تعرضت أمس الثلاثاء «لأضرار جسيمة وفقدت كل قوة الدفع»، وهي محاطة بزوارق «وتتعرض لهجوم مستمر». فيما تحدثت تقارير عن مقتل وإصابة بعض أفراد طاقم هذه السفينة معظمهم فلبينيون،وهو ما لم تؤكده وكالة الأنباء الفلبينية، موضحة، أن التحقيق جار للتأكد من صحة ما حملته تلك التقارير. يأتي ذلك عقب هجوم سابق تعرضت له السفينة، الاثنين، من خلال زوارق سريعة وقذائف صاروخية وإطلاق النار. بدأ ذلك الهجوم بعد ساعات من إعلان حركة «أنصار الله» (الحوثيون) غرق سفينة «ماجيك سيز»، التي استهدفوها، الأحد، قُبالة ميناء الحُديدة اليمنية. وكان مركز عمليات التجارة البحرية (يو كاي إم تي أو) التابع للبحرية البريطانية، قد أعلن، مساء الاثنين، عن تلقيه بلاغات عن حادث على بُعد 51 ميلا بحريا غرب الحُديدة في اليمن، تعرضت فيه سفينة تجارية لهجوم، وهو ما أكده مسؤول أمن الشركة المالكة للسفينة، موضحا أن السفينة تعرضت لهجوم بخمس قذائف صاروخية متعددة من زوارق صغيرة. وتحدثت تقارير أخرى، وفق موقع «لويدز ليست» البريطاني، المتخصص بشؤون النقل البحري – والتي أكدتها القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، بعد إجرائها اتصالاً جزئيا عبر ترددات عالية جدًا مع الطاقم- عن وقوع ثلاث إصابات على متن السفينة، بمن فيهم كبير المهندسين، وعامل تشحيم، ومهندس محركات. وأصيب شخصان آخران على الأقل بجروح خطيرة، أحدهما كهربائي روسي فقد ساقه». وقال الموقع، إن السفينة تعرضت لأضرار جسيمة، ثم مالت بزاوية 15 درجة إلى اليمين. كما تضررت غرفة المحركات بشدة، وفقدت السفينة كل قوة الدفع. وأضاف: صدر أمر بإخلاء السفينة في الساعة 06:13 صباحا، ولكن تعذّر الإخلاء بسبب تدمير قوارب النجاة خلال الموجة الأولى من الهجمات، مشيرا إلى أن سفينة حاويات قريبة، تُدعى باريون، ترفع علم سانت كيتس ونيفيس، كانت في طريقها لتقديم المساعدة، إلا أن المهمة توقفت بعد رصد زورق صغير يقترب من السفينة المنكوبة. وأشار إلى أن السفينة، منذ الهجوم الأول، تعرضت لهجمات من قبل ما يصل إلى ثمانية زوارق صغيرة مزودة بقذائف آر بي جي وأسلحة صغيرة، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار. ومساء الإثنين، أبلغت شركة 'أمبري' البريطانية للأمن البحري عن إصابة شخصين وفقدان اثنين آخرين من أفراد طاقم السفينة. فيما قال موقع «تريد ويندز» البريطاني المتخصص بشؤون الملاحة البحرية، أنه «يُخشى من مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم مستمر منذ الاثنين على سفينة بضائع يونانية ». وأفاد «أن شخصين فُقدا من سفينة 'إترنيتي سي' التي تبلغ حمولتها 36,800 طن ». ويوجد على متن هذه السفينة 22 بحارا، 21 فلبينيا وروسي واحد، وفق وكالة الأنباء الفلبينية. وأكد وزير العمال المهاجرين الفلبيني، هانز ليو كاكداك، أمس الثلاثاء، أنه لن يُسمح للبحارة الفلبينيين بعد الآن بالصعود على متن السفينتين «إم في ماجيك سيز» و«إم في إترنيتي سي» عقب الهجمات المسلحة المتتالية على السفينتين من قِبل الحوثيين يومي الأحد والاثنين. وقال، وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية، «لقد عاد الخطر بشكل متكرر. يرجى تجنب البحر الأحمر. وإذا كنتم ترغبون في المرور عبر البحر الأحمر، فلا تستخدموا بحارة فلبينيين على متن سفينتكم». وذكّرت إدارة شؤون البحارة الفلبينية، مالكي السفن ووكالات التوظيف بأنه بموجب أمرها رقم 1، الصادر في مارس/ أذار 2024، يجب عليهم الإبلاغ عن الرحلات المخطط لها عبر البحر الأحمر وخليج عدن، والتأكد من إطلاع أفراد الطاقم الفلبينيين على المخاطر بشكل كامل. كما أكدَّت على حق البحارة الفلبينيين في رفض الإبحار في «مناطق الحرب» دون خوف من فقدان وظائفهم. وفي أول تعليق لواشنطن، أدانت السفارة الأمريكية لدى اليمن، ما وصفته بـ 'الهجوم المتهور والوحشي' للحوثيين على سفينة 'إترنيتي سي' والذي أسفر عن 'إصابات وخسائر فادحة في الأرواح بين أفراد طاقمها المدني'، وفق بيان للسفارة نشرته على منصة 'إكس'. ويعدُّ هذا الحادث هو الثاني عقب استهداف سفينة «ماجيك سيز»، التي تبنى الحوثيون الهجوم عليها. ويأتي بعد فترة هدوء شهدها هذا الممر المائي الحيوي الهام، وامتدت منذ بداية العام الجاري. وأشارت الوكالة الفلبينية الرسمية، إلى أن سبعة عشر بحارا فلبينيا واثنين آخرين من أفراد الطاقم تمكنوا من مغادرة سفينة «ماجيك سيز»، وأنقذتهم سفينة الحاويات المارة «سفين بريزم». وأفاد كاكداك أنهم الآن في أمان وهم في طريقهم إلى ديارهم بعد نجاتهم من الهجوم. وغادر طاقم «ماجيك سيز» ظهر السفينة على قارب نجاة، ووفق موقع مجلة «ذا مارتيم إكزيكيوتيف» الأمريكية المتخصصة بشؤون النقل البحري، فقد «أصدرت عملية 'أتلانتا' التابعة للقوة البحرية الأوروبية بيانًا يؤكد تفاصيل إجلاء الطاقم. وذكرت أن السفينة كانت على بُعد 51 ميلاً بحرياً جنوب غرب الحديدة، اليمن، وأنها نسقت عملية إنقاذ طاقمها المكون من 22 فرداً. وقد تركوا السفينة في قارب نجاة، وأنقذتهم سفينة تجارية عابرة. وأفادت أتالانتا بأنها نسقت مع خفر السواحل الجيبوتي لضمان نزول الطاقم. وأفادت هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي بأن سفينة الحاويات «سفين بريزم»، نقلت الطاقم إلى جيبوتي. وتم إنقاذ 22 بحاراً، من بينهم روماني وفيتنامي وعشرون فلبينياً». وأفاد طاقم السفينة باندلاع حرائق في مقدمة السفينة وغرفة المحركات، وغمرت المياه عنبرين على الأقل، وفقًا لتقرير رويترز. كما انقطع التيار الكهربائي عن السفينة. وصرح بودوروغلو بأن السفينة كانت تنقل الأسمدة والحديد بين الصين وتركيا. وتُدار شركة «ماجيك سيز» أيضا بالاشتراك مع شركة «أليسيز مارين» التي زار أسطولها موانئ إسرائيل، وفقًا لرويترز. وعقب توقف استمر ستة أشهر تقريبًا، استأنفت حركة 'أنصار الله (الحوثيون) هجماتها البحرية، وذلك بإعلانها استهداف سفينة «ماجيك سيز» الاثنين في سياق حملتها التي انطلقت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لضرب السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها أو التي سبق لشركاتها خرق حظر الدخول لموانئ فلسطين المحتلة، وذلك 'تضامنًا مع غزة' التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول2023.


العربي الجديد
منذ 8 ساعات
- العربي الجديد
كسر إيران استراتيجياً
لا بدّ من التذكير بأن إسرائيل بضربها إيران قطعتْ خطّ التفاوض المفتوح بين طهران وواشنطن، الذي كاد الطرفان يتوصّلان من خلاله إلى تفاهمات مبدئية، وضاقت بينهما الفجوات المتعلّقة بمسائل خلافية مثل مستقبل تخصيب اليورانيوم، والكمّيات المخصّبة بالفعل، وغيرها من مسائل شهدت حلحلةً في الجولة الماضية من التفاوض، قبل الضربة الإسرائيلية بأيام. أي أن حرمان إيران من امتلاك سلاح نووي كان قريباً، وهو هدف المباحثات مع واشنطن أساساً. وقد انخرطت إيران في المسار التفاوضي وهي تدرك ذلك جيداً وتُقرّ به، وتعتبره متّسقاً مع موقفها الرسمي، الذي ينكر نيّتها امتلاك سلاح نووي. لكن لأنّ هدف إسرائيل قابل للتحقيق بأكثر من طريقة، اختارت منها الطريقة السينمائية: استعراض القوة، وتأكيد التفوّق العسكري الكاسح، وكسر الكبرياء الإيراني، والسخرية من الشعارات الرنّانة التي يردّدها الإيرانيون تهديداً ووعيداً لتل أبيب. وإسرائيل في هذا السياق الاستعراضي لم تهمل الجانب العملي، فجاءت ضرباتها شاملةً ومتنوّعةً، ولم تستثن أيّاً من مكوّنات منظومة القوة العسكرية الإيرانية ذات الأهمية، بدءاً بمنشآت نووية، مروراً بمنصّات الدفاع الجوي وقواعد صاروخية، وانتهاء بقيادات الصفّ الأول في المؤسّسة العسكرية، وبعلماء وخبراء نوويين. ورغم أن تلك العملية، التي أطلقت عليها تل أبيب "الأسد الصاعد"، حملت معها نتائج شديدة السلبية (والخطورة) على أمن المنطقة واستقرارها، وفتحت باباً واسعاً لنزاعات ومواجهات أخرى لاحقة؛ إلّا أن مزاياها أكثر، ومردودهاً أوسع نطاقاً وأعمق أثراً، من وجهة النظر الإسرائيلية، خصوصاً بالمقارنة مع ما كان متوقّعاً حال التوصل إلى اتفاق تفاوضي بين طهران وواشنطن، فالاتفاق، أيّاً كان مضمونه، لم يكن سيؤدّي إلى التخلّص من قيادات الصفّ الأول في الجيش الإيراني ومؤسّساته الرئيسة، وبصفة خاصّة الحرس الثوري، كما كانت طهران ستحتفظ بعلمائها وكوادرها البشرية الخبيرة في البحوث والأنشطة النووية، ولم تكن ستتخلّى كلياً، لا عن استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة ما، ولا عن احتفاظها ببعض كمّيات اليورانيوم المخصّب بالفعل. هذا كلّه، فضلاً عن العامل الداخلي الذي يمثّل مُحدِّداً جوهرياً في قرارات بنيامين نتنياهو الخارجية، فهو منذ اندلاع "طوفان الأقصى"، وانكشاف ضعف البنية الأمنية وهشاشة التوافق السياسي في حكومته، يبحث بدأب عن مواجهات خارجية تطيل عمره في الحكم، ويغطّي بها الفشل الذريع في منع "السابع من أكتوبر"، ثمّ الإخفاق مراراً في تحرير الأسرى من دون صفقات مع حركة حماس، وليست ببعيدٍ التحرّشات والمناوشات التي باشرتها تل أبيب في الحدود المصرية، خصوصاً عند معبر رفح، ثمّ التوغّل داخل الأراضي السورية بعد سقوط بشّار الأسد. أمّا وقد نجحت عملية "البيجر" في قصم ظهر حزب الله، وبعدها إيلام الحوثيين بشدّة وتحجيمهم، فإنّ الاستفراد بإيران منطقي تماماً، بعد أن أصبحت فعلياً، وبالمقاييس كلّها "عدواً نموذجياً"، وهدفاً مثالياً للتصويب عليها. رغم تلك المعطيات، والبيئة المواتية لحشر طهران في الزاوية، ليس من أهداف إسرائيل ولا الولايات المتحدة، تدمير الدولة الإيرانية، أو حتى تغيير نظام الحكم فيها، بعد النتائج المتباينة وغير المتوقّعة للتغيير في كلّ من العراق وليبيا والسودان واليمن، خصوصاً أن نظام الحكم الإيراني يقدّم خدمات مجّانية لواشنطن وتل أبيب، بتوتير المنطقة وتهديد استقرارها وإثارة قلاقل داخلية فيها، فضلاً عن أنه مصدر تهديد دائم لدول الخليج، ما يكفي تماماً، ويُبرّر ارتماء بعضهم في أحضان واشنطن، وتحالف بعضهم الآخر مع إسرائيل. ولذلك، فإن "كسر" إيران وتطويع سياساتها من دون تنازلات أو ثغرات، هو هدف استراتيجي، لكن ليس إسرائيلياً وأميركياً فحسب.