
عامان على انقلاب النيجر.. «خطاب الأمة» يوسّع الشرخ مع الغرب
جاء ذلك في خطاب للأمة ألقاه الجنرال عبد الرحمن تياني بالذكرى الثانية للإطاحة بالرئيس المعزول محمد بازوم وتوليه السلطة في 26 يوليو/ تموز 2023.
ومنذ الانقلاب، يُحتجز بازوم الذي انتخب رئيسا عام 2021، مع زوجته هديزا في جناح داخل القصر الرئاسي في نيامي، بحسب محاميه.
وفي خطابه الذي بثه التلفزيون والإذاعة الرسميين في النيجر، اتهم تياني «قوى الاستعمار الجديد بعرقلة تنمية بلاده ذات السيادة وزعزعة استقرارها».
ووفقا له، فإن هذه القوى تؤثر سلبا على الحياة اليومية للنيجريين وتمنع البلاد وشعبها من تحقيق التقدم الذي أحرزته حكومته.
ومعترفا بالصعوبات في صد «الهجمات الخارجية متعددة الأوجه»، أكد الجنرال تياني للنيجريين أن هناك خيارين فقط متاحين لإنقاذ البلاد من القوى الإمبريالية.
فإما «الفوضى والخضوع، أو رفض الخضوع، أي خيار الكرامة والشرف»، على حد تعبيره.
في المقابل، لم يتطرق الجنرال تياني إلى مئات الجنود والمدنيين الذين قُتلوا في الهجمات الإرهابية الأخيرة، ومع ذلك، دعا النيجريين إلى «الدعاء من أجل نيجر مشرقة».
وفي 4 يوليو/ تموز الجاري، قُتل 10 جنود في هجومين يُشتبه بأن إرهابيين نفذوهما في غرب النيجر قرب الحدود مع بوركينا فاسو، وفق ما أعلنت السلطات التي أشارت إلى مقتل 41 مهاجما.
والبلد الواقع في غرب أفريقيا والذي يحكمه مجلس عسكري، يشهد منذ عشر سنوات هجمات إرهابية تشنها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش.
عامان على الانقلاب
واليوم، تحل الذكرى الثانية للانقلاب الذي أوصل عبد الرحمن تياني إلى السلطة، فقبل عامين، حاصر الحرس الرئاسي مقر إقامة رئيس الدولة محمد بازوم بالعاصمة نيامي.
وقادت الانقلاب قوات النخبة فيما رفض بازوم حينها الاستقالة، ومنذ عامين، ورغم محاولات الوساطة لإطلاق سراحه، يعيش الرئيس المخلوع محتجزا مع زوجته.
ويخضع الزوجان بازوم للحراسة على مدار الساعة، ويُمنعان من الخروج أو فتح النوافذ، ويعيشان حياة يومية منعزلة تماما في غرفتين: غرفة معيشة، وأخرى للنوم، وممرّ لممارسة النشاط البدني، وفق إعلام فرنسي.
الأرقام.. الوجه الآخر للسياسة
بعد عامين من الانقلاب، لا يزال السجل الاقتصادي للمجلس العسكري متباينا، فقد استعادت بعض القطاعات السيطرة فيما لايزال النظام المصرفي في حالة سيئة، والتضخم مرتفع.
لكن نمو البلاد قوي بفضل زيادة إنتاج النفط ووفرة المحاصيل الزراعية، حيث نما الاقتصاد النيجري بنسبة 8.4% العام الماضي.
ومن بين الإجراءات الرئيسية التي اتخذها المجلس العسكري خلال أول عامين من حكمه إعادة تقييم بعض العقود، لا سيما من خلال تأميم فرع شركة اليورانيوم الفرنسية متعددة الجنسيات "أورانو".
كما أغلق الحدود مع بنين، المنفذ التجاري الرئيسي للبلاد، ونتيجة لذلك، تراجعت التجارة بشكل حاد، وارتفعت أسعار السلع المستوردة، وخاصةً المواد الغذائية. وتسارع التضخم ليصل إلى 9.1% العام الماضي.
وحاولت الحكومة احتواء هذه الزيادة من خلال دعم الوقود والأسمنت، لكن معدل الفقر المدقع ارتفع بشكل حاد، وفقا للبنك الدولي.
ويشير الخبير الاقتصادي إبراهيم آدمو لوشي، في حديث لإعلام فرنسي، إلى أن القطاع المصرفي يعاني أيضا من أزمة سيولة، كما أن هذا القطاع لا يزال هشا للغاية.
وما يغذي ما سبق أنه تحت تأثير عقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وانخفاض الودائع، انخفضت الأصول السائلة بنسبة 62% بين يوليو/ تموز 2023، قبيل الانقلاب، ونهاية عام 2024.
كما انخفض الإقراض للقطاع الخاص بشكل حاد، مما أثر بشكل مباشر على السكان، حيث انخفض خلق الوظائف الرسمية بنسبة 60%.
aXA6IDIzLjk0LjIzOC4xNzcg
جزيرة ام اند امز
US

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
الصومال تكافح الإرهاب.. ضربة لـ«داعش» وعملية «قيد التحضير» ضد «الشباب»
تشهد الساحة الصومالية تطورات ميدانية حاسمة على جبهتين متوازيتين، ضد تنظيم "داعش"، وحركة "الشباب" المرتبطة بـ"القاعدة". وتُحقق قوات بونتلاند تقدما استراتيجيا ضد "داعش" في الشمال، بينما تستعد الحكومة الفيدرالية لشن هجوم مضاد واسع في وسط الصومال ضد حركة "الشباب"، في محاولة لاستعادة زمام المبادرة في مناطق فقدت مؤخرًا. في الشمال، أكد مركز مكافحة الإرهاب في بونتلاند أن عملية "البرق" العسكرية دخلت مرحلتها الأخيرة، وسط انهيارات متتالية في صفوف تنظيم "داعش" المتمركز في جبال كال-مسكاد الوعرة بإقليم باري. وذكر أن القوات عثرت على كهف تدريبي يحتوي على مواد باللغة العربية وبطاقة هوية لمسلح تنزاني، في مؤشر على انكشاف شبكة التنظيم العابرة للحدود. وذكر مصدر لوسائل إعلام محلية، أن القوات ضبطت مركبة إمدادات متجهة إلى مواقع المسلحين قرب بوصاصو، ما يكشف حجم الضغط اللوجستي المفروض على التنظيم. ومنذ إطلاق العملية "البرق" في يناير/كانون الثاني 2025، استعادت القوات عشرات المواقع الاستراتيجية، وقتلت أكثر من 200 مسلح في غارات ومعارك مباشرة، بدعم من الشركاء الدوليين وبالتحديد قوات أفريكوم. وتشير التقديرات الرسمية بحسب مركز مكافحة الإرهاب إلى أن 98% من أراضي كال-مسكاد باتت تحت سيطرة الحكومة الإقليمية. عملية أمنية في المقابل، تتحضر الحكومة الفيدرالية الصومالية لإطلاق عملية عسكرية لاستعادة منطقتي موقوكوري وماكساس في إقليم هيران، اللتين سقطتا مؤخرا بيد حركة "الشباب". التحضيرات جارية وفق بيان حكومي نقلته مصادر إعلامية صومالية من معسكر لاما-غالاي في بلدوين، حيث يُشرف الحاكم السابق لهيران، كالي جيتي، على تنسيق العملية المرتقبة بمشاركة قوات من غوبالاند والجيش الوطني الصومالي، بالإضافة إلى وحدات من قوة الاتحاد الأفريقي (أوصوم). فيما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر عسكرية قولها إن العملية تستهدف إعادة فرض السيطرة على طرق العبور الاستراتيجية التي تستخدمها حركة "الشباب" في شن هجماتها، في ظل تصاعد التهديدات الأمنية بالمنطقة. خريطة أمنية متقلبة وتعكس هذه التحركات، وفق مراقبين، واقعا أمنيا متباينا في الصومال، نجاحات ميدانية كبيرة لبونتلاند ضد "داعش" في الشمال الشرقي، مقابل تحديات عسكرية وأمنية للحكومة الفيدرالية في المناطق الوسطى، حيث لا تزال حركة الشباب تحتفظ بقدرة على المناورة والتمدد. كما تسلط الوثائق المضبوطة التي كشف عنها مركز مكافحة الإرهاب في بونتلاند الضوء على اعتماد "داعش" على مجندين أجانب من شرق أفريقيا وشمالها، ما يثبت الطبيعة الدولية للتهديد ويعزز المخاوف من تحول جبال بونتلاند إلى مركز عبور أو تخطيط للعمليات خارج الحدود. aXA6IDE4NS4xODQuMjQwLjYyIA== جزيرة ام اند امز IT


سكاي نيوز عربية
منذ 3 أيام
- سكاي نيوز عربية
أزمة ثقة نووية.. إيران تختبر حدود التعاون والغرب يضغط
فبعد الضربات الأميركية والإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية في يونيو، يتأهب وفد من الوكالة لزيارة طهران خلال أسبوعين، وسط أجواء مشحونة تنذر بما هو أكثر من مجرد خلاف تقني حول التخصيب والمراقبة. الزيارة المرتقبة تأتي بعد إعلان المدير العام للوكالة الدولية، رافاييل غروسي ، عن استئناف المحادثات الفنية مع إيران. إلا أن الأخيرة، وفقًا لردود أفعالها السياسية والتشريعية، لا تعتبر ذلك "عودة طبيعية" للعلاقات، بل تراه خطوة مؤقتة في سياق أزمة أعمق. ففي خطوة لافتة، أقر البرلمان الإيراني قانونًا يقيد صلاحيات الوكالة على الأراضي الإيرانية، ويشترط موافقة "المجلس الأعلى للأمن القومي" على أي عمليات تفتيش مستقبلية. وهو ما يشير إلى رغبة طهران في إعادة تعريف العلاقة مع الوكالة، ليس بصفتها هيئة رقابة فنية محايدة، بل طرفًا سياسيًا يجب التعامل معه بحذر. ترامب يصعّد... وإيران تحذّر وفي تطور موازٍ، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصعيد لهجته تجاه إيران، متهمًا إياها بإرسال "إشارات سيئة ومقلقة جدًا"، ومهددًا بأن أي تحرك نووي جديد "سيرد عليه بقوة وعلى الفور". تصريحات ترامب، وفقًا لما أورده المحلل الخاص محمد صالح صدقيان في مقابلة مع برنامج التاسعة على "سكاي نيوز عربية"، تعكس "عقلية مشروطة" تحاول فرض رؤى أحادية على طهران، وهو ما ترفضه الأخيرة رفضًا قاطعًا. يقول صدقيان إن ترامب كان يأمل أن تستجيب إيران خلال المهلة غير المعلنة التي أعقبت ضرباتها، إلا أن طهران لا ترى نفسها "تحت الوصاية" ولا تعترف بشروط تفرض خارج إطار الاحترام المتبادل. ويضيف: "هناك أزمة ثقة عميقة بين الطرفين، تأصلت منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، ولا تزال تلقي بظلالها على أي محاولة تفاوض جديدة". 400 كلغ من اليورانيوم عالي التخصيب تثير القلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعربت مؤخرًا عن قلق بالغ حيال مصير نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، بعضها بنسبة 60%، ما يضعه ضمن "العتبة الفنية" لتطوير سلاح نووي، إن وُجدت النية لذلك. إيران تنفي بشكل قاطع سعيها لحيازة قنبلة نووية، وتؤكد أن برنامجها محض سلمي، وتخضع منشآتها للتفتيش رغم القيود. وفي الوقت ذاته، تلوّح بالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي في حال استُخدمت آليات مثل "الزناد" أو "سناب باك" لإعادة فرض عقوبات دولية، وهو ما قد يحدث الشهر المقبل إن مضت الأطراف الأوروبية نحو التصعيد. طريق مسدود أم مفاوضات بشروط جديدة؟ الجمود الحالي لا يقتصر على العلاقة بين طهران والوكالة، بل يمتد إلى المسار التفاوضي الأوسع مع الولايات المتحدة. المفاوضات غير المباشرة توقفت منذ اندلاع الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، ولا توجد خطط لاستئنافها، رغم تأكيد إيران على استعدادها لذلك إذا اقتضت المصلحة الوطنية. ويؤكد صدقيان أن إيران لم تعد تثق في جدوى المفاوضات إن لم تُبنَ على قاعدة "رابح-رابح"، مع احترام المصالح والسيادة. ويضيف: "الجولات الخمس التي جرت مع مندوب ترامب للشرق الأوسط، سيبويه كوب، فشلت لأن طهران لم ترَ فيها لا المصالح المشتركة ولا الاحترام المتبادل". أما فيما يتعلق بمخزون اليورانيوم، فتقول طهران إنها قدمت بالفعل مقترحات لتسوية موضوع التخصيب المرتفع، لكن ذلك مشروط برفع العقوبات، وهو ما تعتبره "عنصرًا جوهريًا في أي اتفاق ممكن". الجانب الأوروبي، الذي لا يمتلك الكثير من هامش الحركة – وفقًا لصدقيان – قد يكون الوسيط الوحيد القادر على إعادة فتح القنوات بين طهران وواشنطن. لكن تفعيل آلية الزناد لفرض العقوبات قد يدفع إيران للانسحاب من معاهدة عدم الانتشار، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تصعيدا، وربما يهدد بسباق تسلح إقليمي. ويضيف صدقيان: "إيران تعتبر أن الخسائر التي تعرضت لها منشآتها النووية لا تلغي جوهر البرنامج، بل تعزز من قناعته بأنه مشروع وطني لا يمكن التخلي عنه. وإذا استمر الضغط دون مخرج سياسي واضح، فإن احتمالات التصعيد سترتفع، وقد نكون أمام أزمة تتجاوز حدود البرنامج النووي". أزمة ثقة على مفترق طرق في ظل هشاشة المشهد الإقليمي وتزايد التهديدات، تتجه أزمة البرنامج النووي الإيراني نحو منعطف مصيري. ما بين التفتيش المقيّد، والمخاوف من التخصيب المرتفع، والتصعيد السياسي من واشنطن، تظل فرص العودة إلى طاولة التفاوض رهينة معادلة دقيقة: ضمان المصالح الإيرانية مقابل رقابة فعالة، وضمانات غربية مقابل تهدئة حقيقية. وحتى ذلك الحين، تظل المنطقة فوق صفيح نووي ساخن.


صحيفة الخليج
منذ 3 أيام
- صحيفة الخليج
بعد انتهاء الحقبة الباريسية.. يورانيوم النيجر يثير شهية موسكو النووية
منذ الانقلاب الذي نفذه قائد الحرس الرئاسي، عبدالرحمن تياني في الـ26 من يوليو 2023 سرت بالفعل عديد من التكهنات في شأن الجهة التي ستستحوذ على يورانيوم النيجر؛ إذ شكّل أحد المفاتيح لفهم الحدث وارتداداته في الغرب وفرنسا على وجه الخصوص، علماً بأن النيجر زودت الاتحاد الأوروبي بأكثر من ربع احتياجاته من اليورانيوم عام 2022. ولم تتردد قوى عالمية عن الدخول على خط هذا الملف؛ إذ باتت الصين وروسيا من جهة وفرنسا من جهة أخرى في قلب صراع محموم على يورانيوم النيجر الذي يستخدم في صناعة الطاقة النووية والأسلحة، وأعلنت روسيا الاثنين صراحة رغبتها في «استخراج اليورانيوم» وتطوير الطاقة النووية المدنية في النيجر، وفقاً لما قال وزير الطاقة الروسي خلال زيارة رسمية لنيامي. واختار العسكريون الحاكمون في النيجر بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني، التخلي عن فرنسا القوة الاستعمارية السابقة، والتعاون مع روسيا التي تساعدهم على مكافحة الإرهاب. وقام النظام العسكري في يونيو بتأميم شركة سوماير التابعة للشركة الفرنسية العملاقة في مجال اليورانيوم أورانو (المعروفة سابقاً باسم أريفا)، التي فقدت السيطرة التشغيلية عليها منذ أشهر عدة. تطوير الطاقة النووية وأجرى وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليوف زيارة رسمية لنيامي على رأس وفد روسي، حيث التقى الجنرال عبد الرحمن تياني لمناقشة التعاون الاقتصادي بين البلدين. وقال تسيفيليوف للتلفزيون الرسمي بعد اللقاء: «مهمتنا لا تقتصر على المشاركة في استخراج اليورانيوم، بل إنشاء نظام كامل لتطوير الطاقة النووية المدنية في النيجر». ووقعت مجموعة روساتوم ووزارة الطاقة النيجرية «مذكرة تفاهم» بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الطاقة الروسية حول الزيارة. ومنذ توليه السلطة، أعرب المجلس العسكري مرات عدة عن رغبته في إعادة النظر في نظام استغلال الموارد الطبيعية على أرض النيجر من قِبَل شركات أجنبية. في ديسمبر 2024، أعلنت أورانو فقدان السيطرة التشغيلية على ثلاثة فروع تعدين تابعة لها في النيجر، تملك أكثر من 60% من أسهمها: منجم سوماير ومنجم كوميناك (مغلق منذ عام 2021) وحقل إيمورارين أحد أكبر الحقول في العالم. وأوضحت أورانو فسي مايو أن جهات عديدة أبدت اهتمامها بتولي تشغيل مواقعها التعدينية في النيجر. ولم تُكشف أي معلومات خلال زيارة وزير الطاقة الروسي لنيامي، الاثنين، تشير إلى أن مواقع أورانو ستنتقل إلى السيطرة الروسية، وامتنعت أورانو عن التعليق لفرانس برس على رغبة موسكو في «استغلال» اليورانيوم في النيجر. وقود يضيء فرنسا وتعد النيجر سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم وفقاً لبيانات الجمعية النووية الدولية، وكانت سابقاً حتى 2015 رابع أكبر منتج، لكن إنتاجها تراجع على مر السنين. وخلال الحقبة الباريسية التي انتهت مع فجر الانقلاب العسكري، واجهت فرنسا، المستعمر السابق، اتهامات بسرقة موارد النيجر، وتهيمن شركة «أورانو» الفرنسية حالياً على معظم احتياطيات البلاد. وفي السابق، قيل إن 3 من كل 4 مصابيح في فرنسا تضاء بواسطة اليورانيوم النيجري الذي يغذّي حوالي 56 مفاعلاً نووياً موزعة على 18 محطة طاقة. وتستمد فرنسا قرابة 70% من الكهرباء من الطاقة النووية. ويغذيها اليورانيوم القادم من النيجر بأكثر من 20% من إجمالي احتياجاتها، وفقاً لبيانات الوكالة النووية الأوروبية (يوراتوم) (1440 طناً من إجمالي 7131 طناً استوردتها باريس في 2022). أما الاتحاد الأوروبي، فقد استورد من النيجر 25.4% من احتياجاته من اليورانيوم (2975 طناً) في 2022 وفقاً لوكالة يوراتوم. لعقود طويلة، تفردت فرنسا بيورانيوم النيجر، فهي من اكتشفت وجوده بالبلاد لأول مرة عام 1957، وكانت «أورانو» الشركة الفرنسية هي المسؤولة عن تشغيل المناجم الثلاثة الرئيسية لاستخراج اليورانيوم بالنيجر. واعتمدت فرنسا على النيجر في ما يقرب من 20 في المئة من اليورانيوم الذي استوردته لتشغيل منشآتها للطاقة النووية على مدى العقد الماضي، وفقاً لتقرير صدر في يونيو/حزيران 2024 عن معهد دراسات الحرب. وقالت الجماعة الأوروبية للطاقة الذرية إنه عام 2022 قامت النيجر بتسليم نحو 25.4 في المئة من إمدادات الاتحاد الأوروبي، بينما كانت كازاخستان أكبر مورد للكتلة، وجاءت كندا في المركز الثالث. واكتُشف اليورانيوم في البلاد في عام 1957 من قبل المكتب الفرنسي للبحوث الجيولوجية والتعدين (BRGM)، وبدأ الإنتاج في عام 1971. في عام 2023، أنتجت البلاد 3527 طناً من اليورانيوم، أي ما يعادل 6,3% من الإنتاج العالمي، وفقاً لبيانات غلوبال داتا المتخصصة في مجال التعدين. لماذا تتصارع الدول على اليورانيوم؟ لم تظهر إمكانية استخدام اليورانيوم مصدراً للطاقة حتى منتصف القرن العشرين، والآن أصبح يستخدم لتشغيل المفاعلات النووية التجارية التي تنتج الكهرباء وإنتاج النظائر المستخدمة للأغراض الطبية والصناعية والدفاعية في جميع أنحاء العالم. ومع انتعاش الطاقة النووية منذ انزلاق العالم إلى أزمة طاقة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، أصبحت إمدادات اليورانيوم أمراً حيوياً بالنسبة للعديد من الدول التي واجهت صعوبة في مواكبة الزيادة في الطلب على الطاقة. كما تتطلع شركات التكنولوجيا العالمية إلى التفوق على بعضها بعضاً بالإعلانات المتعلقة بالطاقة النووية، والتي تأمل أن تعمل على توليد الكهرباء اللازمة لتوليد مراكز البيانات الضخمة لتطوير الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن شركات المرافق العامة تحتفظ بمخزونات كبيرة من اليورانيوم لتشغيل مفاعلاتها النووية، فإنها على استعداد لتأمين الوقود النووي بأي ثمن تقريباً، وهي عوامل أسهمت معاً في تصعيد الصراع العالمي للحصول على إمدادات اليوانيوم اللازمة لتلبية احتياجات الطاقة.