logo
انقسام إسرائيلي حول الخطوة التالية: حرب غزّة أمام أفق مسدود

انقسام إسرائيلي حول الخطوة التالية: حرب غزّة أمام أفق مسدود

في ظلّ الفشل العسكري والجمود السياسي المتواصل في مسار الحرب على قطاع غزة، تتصاعد الانتقادات الداخلية في إسرائيل ضد أداء الحكومة والجيش، في وقتٍ تبدو فيه الخيارات أمام تل أبيب محدودة ومحفوفة بالمخاطر، ولا سيما لناحية مصير الأسرى الإسرائيليين لدى حركة «حماس»، والضغط الدولي المتزايد بفعل تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع. وبحسب تقرير بثّته «القناة 13» العبرية، أبلغ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قادة الجيش أن عملية «عربات جدعون»، التي انتهت أخيراً، «لم تحقق أهدافها»، فيما نقلت القناة عن مسؤول أمني رفيع قوله إن «الجيش سيعرض على الكابينت جملة خطط عسكرية جديدة في محاولة للخروج من حالة الركود».
ووفق المصدر نفسه، فإن إحدى هذه الخطط تقضي بـ«توسيع نطاق العمليات العسكرية لتشمل احتلال مناطق إضافية في قطاع غزة، كالنصيرات، ودير البلح، والبريج، وتشديد الحصار على مخيمات وسط القطاع، وعلى مدينة غزة ومنطقة المواصي». إلا أن هذا التوسيع، وفق المستوى الأمني الإسرائيلي، لا يخلو من مخاطر، أبرزها «فقدان الشرعية الدولية»، وتعريض حياة الأسرى للخطر، وسط غياب أي بدائل سياسية واضحة. كما أشار مصدر أمني آخر، في حديث إلى القناة نفسها، إلى أن «الجيش سيعرض خطة للسيطرة على نحو 90 إلى 100% من مساحة غزة»، معتبراً أن «الوقت قد حان لحسم الأهداف الميدانية بعد فشل العملية السابقة».
في المقابل، كشفت «هيئة البث الرسمية» أن مسؤولاً إسرائيلياً وصف الوضع في غزة، بأنه «الأسوأ حتى الآن»، لافتاً إلى «جمود المفاوضات، وركود الجيش في الميدان، واستمرار مقتل الجنود من دون تحقيق مكاسب»، فيما لا تزال حركة «حماس» تتصرّف بـ«ثقة ولا تشعر بأي ضغط فعلي». وجاءت هذه التقديرات في وقت كشفت فيه تقارير عبرية استمرار الاتصالات اليومية بين الجهات الأمنية الإسرائيلية والوسطاء في قطر ومصر، على الرغم من توقّف المحادثات الرسمية.
وفي حين جدّد مصدر أمني إسرائيلي التأكيد أن «الخيار الوحيد لإنقاذ صفقة تبادل الأسرى هو الضغط الأميركي المتزايد على قطر لتكثيف الضغط على حماس»، أفيد عن أن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، سيزور واشنطن هذا الأسبوع للقاء المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ومناقشة الوضع في غزة والملف الإيراني معه.
على خطّ مواز، أكّدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة جاءت «بهدف التخفيف من التدهور الحادّ في صورة إسرائيل عالمياً، بعد أن تفوّقت رواية حماس الإعلامية، حتى لدى حلفاء إسرائيل الغربيين». وذكرت الصحيفة أن «الفكرة المثيرة للجدل» المتعلّقة بإقامة «مدينة إنسانية» في رفح للفلسطينيين قد «تراجعت»، لغياب القرار السياسي، وعدم وجود خطة بديلة، فضلاً عن تعليق المسار التفاوضي الذي كان مقرّراً أن يترافق مع انسحابات إسرائيلية جزئية من جنوب القطاع.
وانطلاقاً من ذلك، يرتفع منسوب التوتر داخل الائتلاف الحكومي بين نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش، زعيم حزب «الصهيونية الدينية»، الذي هدّد بسحب وزراء حزبه من الحكومة ما لم يحصل على «ضمانات واضحة بالقضاء على حماس». ووفق صحيفة «جيروزاليم بوست»، فإن العلاقة بين الطرفين باتت «معقّدة للغاية». وفي محاولة لتثبيت الائتلاف، كشفت صحيفة «هآرتس» عن نية نتنياهو «عرض خطة لضم مناطق في القطاع، لإبقاء سموتريتش ضمن الحكومة».
أما المعارضة، فقد أطلق زعيمها يائير لابيد تحذيراً قال إنه مبنيّ على «معلومات استخباراتية وعملياتية»، مؤكّداً أن الحكومة «فشلت في الحرب»، وأن الاستراتيجية الراهنة لتحرير الأسرى «أثبتت عجزها». ودعا لابيد إلى «إنهاء الحرب، وإتمام صفقة شاملة، مع سحب الجيش إلى حدود القطاع، وترك إدارة غزة لتحالف عربي معتدل بقيادة مصر»، معتبراً أن «مواصلة الحرب بلا هدف واضح تهدد أرواح الجنود ولا تخدم استعادة الأسرى».
وعلى المقلب الأميركي، يستمرّ الرئيس دونالد ترامب في إطلاق التصريحات والمواقف المتناقضة، حيث دعا أمس إلى «وقف فوري لإطلاق النار في غزة»، كاشفاً عن تواصله مع نتنياهو والعمل على «خطط متعددة للإفراج عن الرهائن». وأكّد ترامب أن «نسق القتال يجب أن يتغيّر» من دون أن يوضح ماهية «التغيير» المطلوب، وأن «إسرائيل مسؤولة عن تحسين الوضع الإنساني»، محذّراً من أن «مواصلة العمليات قد تودي بحياة الرهائن، الذين تعرف واشنطن أماكن وجود بعضهم، لكنها ترفض الاقتراب من تلك المواقع خشية قتلهم».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس تدعو لإيقاف الإنزال الجوي للمساعدات وتطالب بفتح معابر غزة
حماس تدعو لإيقاف الإنزال الجوي للمساعدات وتطالب بفتح معابر غزة

صوت بيروت

timeمنذ 12 دقائق

  • صوت بيروت

حماس تدعو لإيقاف الإنزال الجوي للمساعدات وتطالب بفتح معابر غزة

دعا القيادي في حركة حماس باسم نعيم، إلى وقف إسقاط المساعدات جوا على قطاع غزة، لأنها 'خطر على سكان غزة'. قال نعيم: «لا أعرف السبب في إصرار البعض على إنزال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة عبر الجو، رغم علمهم بمخاطرها المباشرة على المواطنين، وأنها لا تغطي شيئاً ذا بال من احتياج الناس»، وفق ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام. وأضاف: «الإنزال الجوي يتم بالتنسيق مع إسرائيل، فلماذا لا يتم الضغط عليها لفتح المعابر فوراً وإدخال المساعدات الإنسانية، لأنها، حسب المؤسسات الأممية والدولية، الطريقة الوحيدة لوقف المجاعة وإنهاء الأزمة الإنسانية». أغلى 100 مرة من جانبه، قال المفوض العام للأونروا، الجمعة، إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ سكان غزة من الجوع هي إدخال المساعدات بكثافة عبر المعابر. كما تابع فيليب لازاريني بالقول 'الإنزال الجوي أغلى بـ100 مرة من الشاحنات التي تنقل ضعف الكمية، وإذا كان مسموحا بالإنزال، فيجب أن تكون هناك إرادة سياسية لفتح المعابر'. يأتي ذلك، فيما أفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا أسقطت مساعدات غذائية على قطاع غزة اليوم الجمعة، فيما دعا إسرائيل إلى القيام بالمزيد لمواجهة الجوع الذي يعاني منه الفلسطينيون هناك. وكتب ماكرون على موقع التواصل الاجتماعي، إكس 'المساعدات الغذائية الجوية غير كافية. يجب أن تفتح إسرائيل المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل لمواجهة خطر المجاعة'. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لقناة 'فرانس إنفو' إن أربع رحلات جوية من الأردن ستحمل كل منها عشرة أطنان من المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة. وبدأت فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا والمملكة المتحدة والبحرين أيضا إسقاط مساعدات غذائية على غزة اليوم الجمعة، لتنضم إلى مصر والأردن والإمارات. ومنذ الأحد الماضي، وعقب تزايد الانتقادات العالمية للوضع المروع الذي يعيشه المدنيون الفلسطينيون في غزة، سمحت إسرائيل مجددا بوصول شحنات أكبر عبر البر، ودعمت عمليات الإنزال الجوي للمساعدات. تأتي هذه الخطوات في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة استمرار الحصار وإغلاق المعابر منذ مطلع مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى تراجع حاد في المخزون الغذائي والطبي، وسط تحذيرات متكررة من منظمات أممية من 'كارثة مجاعة وشيكة' تهدد حياة مئات الآلاف من السكان، خاصة الأطفال والمرضى. ووصلت المحادثات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الدوحة إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي مع تبادل الجانبين الاتهامات بالتسبب في الجمود واستمرار الفجوات بشأن قضايا منها الخطوط التي ستنسحب إليها القوات الإسرائيلية. ويتزايد الضغط في غزة على حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، ووضع حد للوضع الإنساني 'الكارثي' في القطاع الفلسطيني.

خطة طارئة من ترامب لغزة.. ومبعوثه يقيم الوضع الإنساني ميدانيًا
خطة طارئة من ترامب لغزة.. ومبعوثه يقيم الوضع الإنساني ميدانيًا

صوت بيروت

timeمنذ 13 دقائق

  • صوت بيروت

خطة طارئة من ترامب لغزة.. ومبعوثه يقيم الوضع الإنساني ميدانيًا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يعمل على خطة لتوفير الطعام لسكان غزة، في حين أكد مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أنه أمضى اليوم أكثر من 5 ساعات داخل القطاع. وأضاف ترامب لموقع أكسيوس، 'نريد مساعدة الناس في قطاع غزة على العيش، وكان ينبغي أن يحدث هذا منذ زمن طويل'. وقال إنه يشعر بقلق من التقارير عن المجاعة في غزة، متهما حركة حماس بالمسؤولة عما وصفه بسرقة وبيع ما يدخل القطاع من مساعدات. وقال ترامب للموقع إن ويتكوف يقوم بعمل عظيم، وإنه لم يتلق منه حتى اللحظة إحاطة منه بشأن زيارته لغزة. ورفض التعليق على إمكانية الانتقال من اتفاق تدريجي بشأن غزة، إلى اتفاق شامل مكتفيا بالقول 'سترون قريبا'. زيارة ويتكوف إلى غزة وفي السياق ذاته، قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إنه التقى -رفقة السفير الأميركي بتل أبيب وبتوجيه من الرئيس ترامب- مع مسؤولين إسرائيليين لبحث الوضع الإنساني في غزة. وذكر أنه أمضى أكثر من 5 ساعات داخل قطاع غزة، واجتمع مع مسؤولين في مؤسسة غزة الإنسانية ووكالات إغاثة أخرى. وأكد أن زيارته لغزة تهدف إلى 'المساعدة في وضع خطة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان القطاع'. مباحثات ويتكوف ونتنياهو وكشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية- مع المبعوث الأميركي الخاص إلى غزة، ستيف ويتكوف، كان 'ذا أهمية إستراتيجية'، في ظل تعثر المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتراجع فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي أن الولايات المتحدة تُظهر دعما كاملا للموقف الإسرائيلي، وأن هناك تنسيقا مشتركا بين الطرفين بشأن التطورات في قطاع غزة. وبحسب مسؤولين إسرائيليين تحدثوا للصحيفة، فإن الأيام المقبلة قد تشهد اتخاذ قرارات مهمة، خاصة مع تضاؤل احتمالات التقدم في صفقة تبادل الأسرى، في ظل 'انقطاع تام' في التواصل بين إسرائيل وحماس، التي 'لا تبدي استعدادا للعودة إلى طاولة المفاوضات'، وفق المصدر ذاته. وأضافت الصحيفة نقلا عن المصدر المذكور أن 'إمكانية استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية بدأت تتقلص'، فقد 'وصلنا إلى وضع علينا فيه تحقيق أهداف الحرب بخاصة هزيمة حماس وإعادة المخطوفين وإن لم يكن بواسطة صفقة فبطريقة أخرى' حسب تعبيره.

وثائق سرية تهدد حياة ترامب… وحزب الله في فخ إيران! جورج الصغير يفضح أسرار 31 آب: كل شيء سيتغيّر
وثائق سرية تهدد حياة ترامب… وحزب الله في فخ إيران! جورج الصغير يفضح أسرار 31 آب: كل شيء سيتغيّر

ليبانون ديبايت

timeمنذ 24 دقائق

  • ليبانون ديبايت

وثائق سرية تهدد حياة ترامب… وحزب الله في فخ إيران! جورج الصغير يفضح أسرار 31 آب: كل شيء سيتغيّر

"RED TV" هل فعلاً الحزب سبب احتلال إسرائيل للجنوب؟ ماذا تعني 'الاستراتيجية الدفاعية '؟ هل إيران قتلت قادة الحزب؟ هل نعيم قاسم مهدد ؟ ماذا حدث لنصرالله؟ هل ترامب فعلاً مهدد بوثائق جيفري إبستين؟ ما العلاقة بين نتنياهو وترامب؟ لماذا يُعتبر نتنياهو أكبر عقبة أمام ترامب؟ من هو 'البطل' في جنوب لبنان؟ ما دور السنوار في المعركة؟ كيف تسببت العقائد الدينية في ورطة لبنان؟ هل هناك مؤامرة داخل حزب الله؟ ما سيناريو ما بعد 31 آب؟ هل تستمر الفوضى في لبنان أم سيطرأ تغيير؟ كيف تؤثر هذه الخلافات على مستقبل المنطقة؟ هل يمكن أن يتغير مصير ترامب قريبًا؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store