logo
مقارنة بين حرب غزة وإسرائيل وحرب إيران وإسرائيل؟

مقارنة بين حرب غزة وإسرائيل وحرب إيران وإسرائيل؟

الشرق الجزائريةمنذ 19 ساعات
كتب عوني الكعكي:
لفتني تصريح لوزير الدفاع العدو الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن العملية العسكرية في غزة أصبحت على مشارف الانتهاء. وللعلم فقط فإنّ العملية العسكرية في غزة بدأت منذ ما يقارب السنتين عندما قامت مجموعة بتوجيه من القائد يحيى السنوار بعملية عسكرية فريدة من نوعها، ولأوّل مرّة يحصل مثل هذا مع العدو الإسرائيلي.
بدأت معركة «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول 2023 حين ألقى القائد العام لكتائب الشهيد عزّ الدين القسّام محمد الضيف بياناً في تمام الساعة الثامنة صباحاً، وفيه أعلن وبصريح العبارة بدء عملية عسكرية سمّاها «طوفان الأقصى»، مؤكداً أن الضربة الأولى استهدفت مواقع العدو ومطاراته ومواقعه العسكرية، وقد تجاوزت الـ5000 صاروخ.
لقد تسلّل المقاومون الفلسطينيون الى مستوطنات غلاف غزة عبر السياج الحدودي، وعبر وحدات الضفادع البشرية من البحر، إضافة الى مظليين من فوج «الصقر» التابع لكتائب القسّام. واعتبر الضيف أن هذا اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال، وأسفر الهجوم عن مقتل 1538 إسرائيلياً وأسر 248 إسرائيلياً.
أما بالنسبة للحرب بين إيران وإسرائيل، فإنني أتساءل: عجيب غريب أمر إيران حين تعترف بقولها أبلغنا دولة قطر أننا سوف نقصف قاعدة «العديد» الأميركية الموجودة هناك… ما يثير الريبة والشكوك حول جدّية إيران في هذه الحرب ضد الدولة العبرية.
قد تبدو صورة هذه الحرب جدّية في ظاهرها، وقد يستنتج المتابع أنّ هدف إسرائيل من الحرب، كان منع إيران من إنتاج أسلحة نووية، وإضعاف حلفائها وأتباعها (أذرعها) في المنطقة كحزب الله اللبناني.
لكن الواقع يشير الى أن الحرب كانت «وهميّة» في حقيقتها رغم الغارات التي شنّتها إسرائيل على إيران، ورغم الضربة الأميركية التي أعلنت الولايات المتحدة على أثرها تدمير مفاعل فوردو ونطنز وأصفهان. ولم تقتنع إيران بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان جاداً حين أعطى مهلة ستين يوماً لإيران وهاجم في اليوم الـ61، وفي المهلة الثانية ضرب المفاعل لأنه لمس عدم جدّية إيران في السلام.
وما يجعل تأكيدنا على «وهميّة» المعارك أقرب الى الحقيقة. رغم أن التدمير بين البلدين صار أشبه بسباق «الماراثون» تُبذل فيه الطاقات.
صحيح أن إسرائيل فاجأت إيران، ليس فقط في المبادرة الى الهجوم المباغت، وما رافقه من عمليات تضليل ناجحة، بل أيضاً في بنك الأهداف. فقد بدأت بسلسلة اغتيالات طالت قادة الجيش والحرس الثوري وعلماء الذرّة. وبدا فيها أن القيادة الإيرانية لم تتعلم من درس «حزب الله» اللبناني، ولم تتوقع إصابة قادتها الذين اصطادتهم إسرائيل بسهولة مذهلة.
رغم ذلك كله، فإنّ الردّ الإيراني على إسرائيل لم يكن يوازي العمليات العسكرية الإسرائيلية، ولو بدا أنه أصاب أهدافاً في تل أبيب وحيفا ودمّرها.
مقارنة بين موقف كل من إسرائيل وإيران أقول:
لقد نفّذت تلّ أبيب سلسلة من الضربات المباشرة استهدفت قلب البنية النووية والعسكرية الإيرانية، وأدّت الى مقتل قيادات بارزة من الحرس الثوري والقوات المسلحة والعلماء كما أشرنا. هذه الضربات وضعت طهران أمام اختبار بالغ الحساسية يتعلق بردّها وحجم قدرتها، خصوصاً أنّ الجيش الإيراني كان يُعدّ رابع أقوى جيش في العالم في عهد الشاه.
فكيف بدأ الردّ الإيراني الذي اتضح أنه غير كافٍ، بالرغم من أنها المرّة الأولى التي تصل الصواريخ الى قلب إسرائيل.
أما ما أعلنته هيئة الأركان الإيرانية فإنها لم تطلق أي صاروخ باتجاه إسرائيل بعد وقف إطلاق النار، فذلك يعتبر أن هناك اتفاقاً ضمنياً بين إسرائيل وإيران، هذا أولاً…
ثانياً: مجلس الأمن القومي الإيراني أفاد بأنّ «ردودنا أرغمت العدو على وقف الهجمات، وقواتنا ما زالت في حالة تأهب تام، ونحن مستعدون للردّ على أي خرق».
هذان الأمران، جعلا طهران تعلن أنها حققت نصراً إلهيّاً على إسرائيل… فهل هذه حقيقة؟
حتى يكون النصر نصراً حقيقياً، لا بدّ من مقارنة النتائج:
(ألف): إيران خسرت مجموعة من قياداتها في الحرس الثوري والقوات المسلحة.
(باء): خسرت ما يقارب العشرين من علماء الذرّة الكبار فيها.
(جيم): تعطلت عمليات التخصيب بعد تدمير المفاعل في كل من فوردو ونطنز وأصفهان.
من هنا، ومن خلال مقارنة موضوعية بين حرْبَي غزة وإسرائيل، وإيران وإسرائيل أقول:
ألف- المقاومة الفلسطينية لا تزال تناضل باللحم الحيّ، رغم القصف والحصار والتجويع وحرب الإبادة وقصف المستشفيات، ولم تستطع إسرائيل أن تحقق أيّاً من هدفيها: سحق حماس وتحرير المخطوفين.
أما في إيران فكان الردّ الإيراني -كما أشرنا- دون ما هو متوقع، ولم يبلغ حداً يجعل ما قيل عن انتصار إيراني إلهي أمراً مقنعاً.
والأهم من هذا وذاك، أن مجموعة من أبطال «طوفان الأقصى» عددهم بالمئات فقط كبّدوا إسرائيل خسائر بشرية لم تتعرض لها في تاريخها، والأهم أن إسرائيل عجزت عن إنهاء حركة حماس، إضافة الى عدم قدرتها على تحرير مخطوف واحد خلال حوالى سنتين.
بالمقابل، فإنّ الدولة العظمى «الإمبراطورية الإيرانية» وبفضل نظام الملالي لم تصمد أمام إسرائيل أكثر من 12 يوماً… سبحان الله.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب: إذا تم تمرير قانون خفض الإنفاق والضرائب فستشهد أمريكا نهضة اقتصادية لم تعرفها من قبل، وقد توصلنا للتو إلى اتفاق تجاري مع فيتنام.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: إذا تم تمرير قانون خفض الإنفاق والضرائب فستشهد أمريكا نهضة اقتصادية لم تعرفها من قبل، وقد توصلنا للتو إلى اتفاق تجاري مع فيتنام.

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

الرئيس الأميركي دونالد ترامب: إذا تم تمرير قانون خفض الإنفاق والضرائب فستشهد أمريكا نهضة اقتصادية لم تعرفها من قبل، وقد توصلنا للتو إلى اتفاق تجاري مع فيتنام.

Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب زمن التسويات الثقيلة: لبنان يستعد لصفقة كبرى على حافة الانهيار؟ القوات تخسر معركة المغتربين... مخاوف من تعطيل المجلس حسين السلامة بين التطبيع والتصفية: لماذا اختارت تل أبيب قصف قلب دمشق؟ المخرج للسلاح بالتوافق بين عون وبري وقاسم وسلام بري لصحافيين :وليد جنبلاط أقرب سياسي لي زعيم المختارة يرفض عزل حزب الله و"الدق" برئيس المجلس المفتي دريان يجتمع مع الشرع السبت... ماذا على الطاولة؟ عريمط لـ "الديار": أهل السنّة في لبنان ليسوا بحاجة لحماية من أحد أياً كان! اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 18:12 الرئيس الأميركي دونالد ترامب: إذا تم تمرير قانون خفض الإنفاق والضرائب فستشهد أمريكا نهضة اقتصادية لم تعرفها من قبل، وقد توصلنا للتو إلى اتفاق تجاري مع فيتنام. 17:43 وسائل إعلام "إسرائيلية": عدد من الجنود أصيبوا إثر استهدافهم بصواريخ آر بي جي في غزة. 17:42 الدفاع المدني السوري: مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين في حصيلة أولية لانفجار في مزارع جبرين بمحيط مدينة حماة. 17:42 الأونروا: الناس في غزة منهكة ويجب تجنب المجاعة واستئناف إدخال المساعدات بموجب آليات الأمم المتحدة. 17:41 الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: مصممون على الدفاع عن حدود إيران وأمنها وشعبها. 17:13 الرئاسة التركية: الفاتيكان يخطّط لزيارة البابا ليو إلى تركيا في نهاية تشرين الثاني.

سي بي أس عن مصادر "إسرائيلية": حكومة نتنياهو تدعم مقترحا لوقف إطلاق النار وليس اتفاقا نهائيا، وهي أعربت عن دعمها للمسؤولين الأميركيين بشأن مقترح وقف إطلاق النار.
سي بي أس عن مصادر "إسرائيلية": حكومة نتنياهو تدعم مقترحا لوقف إطلاق النار وليس اتفاقا نهائيا، وهي أعربت عن دعمها للمسؤولين الأميركيين بشأن مقترح وقف إطلاق النار.

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

سي بي أس عن مصادر "إسرائيلية": حكومة نتنياهو تدعم مقترحا لوقف إطلاق النار وليس اتفاقا نهائيا، وهي أعربت عن دعمها للمسؤولين الأميركيين بشأن مقترح وقف إطلاق النار.

Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب زمن التسويات الثقيلة: لبنان يستعد لصفقة كبرى على حافة الانهيار؟ القوات تخسر معركة المغتربين... مخاوف من تعطيل المجلس حسين السلامة بين التطبيع والتصفية: لماذا اختارت تل أبيب قصف قلب دمشق؟ المخرج للسلاح بالتوافق بين عون وبري وقاسم وسلام بري لصحافيين :وليد جنبلاط أقرب سياسي لي زعيم المختارة يرفض عزل حزب الله و"الدق" برئيس المجلس المفتي دريان يجتمع مع الشرع السبت... ماذا على الطاولة؟ عريمط لـ "الديار": أهل السنّة في لبنان ليسوا بحاجة لحماية من أحد أياً كان! اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 18:13 سي بي أس عن مصادر "إسرائيلية": حكومة نتنياهو تدعم مقترحا لوقف إطلاق النار وليس اتفاقا نهائيا، وهي أعربت عن دعمها للمسؤولين الأميركيين بشأن مقترح وقف إطلاق النار. 18:12 الرئيس الأميركي دونالد ترامب: إذا تم تمرير قانون خفض الإنفاق والضرائب فستشهد أمريكا نهضة اقتصادية لم تعرفها من قبل، وقد توصلنا للتو إلى اتفاق تجاري مع فيتنام. 17:43 وسائل إعلام "إسرائيلية": عدد من الجنود أصيبوا إثر استهدافهم بصواريخ آر بي جي في غزة. 17:42 الدفاع المدني السوري: مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين في حصيلة أولية لانفجار في مزارع جبرين بمحيط مدينة حماة. 17:42 الأونروا: الناس في غزة منهكة ويجب تجنب المجاعة واستئناف إدخال المساعدات بموجب آليات الأمم المتحدة. 17:41 الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: مصممون على الدفاع عن حدود إيران وأمنها وشعبها.

صراع.. ماذا يجري بين ترامب والإستخبارات الأميركية؟
صراع.. ماذا يجري بين ترامب والإستخبارات الأميركية؟

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

صراع.. ماذا يجري بين ترامب والإستخبارات الأميركية؟

قال الكاتب بول ر. بيلار، الباحث في مركز الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخل في صدام مع أجهزة الاستخبارات الأميركية مرتين خلال أسبوع واحد، بسبب الملف النووي الإيراني، ولكن من زاويتين متناقضتين. وذكر التقرير أنه 'في المرة الأولى، رفض ترامب علناً تقييم مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، التي أكدت أن إيران لا تطوّر سلاحاً نووياً في الوقت الراهن، وأن المرشد علي خامنئي لم يأمر باستئناف البرنامج منذ توقفه في 2003، واكتفى ترامب بالرد: إنها مخطئة'. وأضاف بيلار، وهو زميل في معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، في مقال بموقع Responsible Statecraft أن ترامب أعلن بعد الضربات الجوية الأميركية على منشآت إيران النووية، أن البرنامج 'دُمّر بالكامل'، رغم أن تقارير مسرّبة من وكالة الاستخبارات الدفاعية، أوضحت أن الأضرار، وإن كانت جسيمة، لم تؤخر البرنامج سوى بضعة أشهر. في المقابل، رفض البيت الأبيض هذه التقارير وهاجمها، واعتبرها دعاية مضللة، بينما واصلت الاستخبارات تقديم تحليلاتها المهنية المعتمدة على بيانات ميدانية. وتابع الكاتب أن الضربات التي استهدفت منشآت مثل فوردو، ونطنز، وأصفهان ألحقت أضراراً واضحة، وأقرت طهران بها، لكن ذلك لا يعني نهاية البرنامج النووي، وأضاف: 'هناك احتمال كبير أنَّ مواداً ومعدات حيوية نُقلت إلى مواقع سرية قبل الضربة، وأن الكوادر العلمية الإيرانية ما زالت قادرة على إعادة التشغيل خلال أشهر'. وأوضح الكاتب أن 'منشأة فوردو، المحصّنة تحت الأرض، كانت هدفاً رئيساً للقنابل الخارقة للتحصينات، لكنها لا تزال قائمة'، وأضاف: 'حتى إن تعطلت أجهزة الطرد المركزي بفعل الاهتزازات، فالبنية التحتية الأساسية تمكّن إيران من استئناف التخصيب لاحقاً'. ورجّح الكاتب أن طهران نقلت حوالي 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى مواقع غير معلنة، ما يجعل حجم الأضرار الفعلية موضع شك، وأكمل: 'أما التحدي الأكبر، حسب بيلار، فهو الكفاءات العلمية المنتشرة داخل إيران، والتي يصعب تحييدها أو إيقافها حتى بعد ضرب المنشآت، طالما أن الإرادة السياسية والدعم المالي متوفران'. وأشار الكاتب إلى أن تصريحات ترامب أن البرنامج 'اختفى لسنوات' تفتقر إلى الأدلة، لا سيما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مُنعَت من التفتيش بعد الضربات، وبالتالي، لا يمكن التحقق من الوضع ميدانياً. واستشهد الكاتب بتجارب تاريخية، مثل العراق بعد قصف مفاعل تموز في 1981، وباكستان في السبعينات، ليثبت أن الضربات العسكرية غالباً ما تُسرّع تطوير البرامج النووية بدل تعطيلها. وحول نيات طهران، أشار الكاتب إلى أن لا دليل قاطعاً على أن إيران اتخذت قراراً ببناء سلاح نووي، ما يسمح للسياسيين مثل ترامب باستغلال هذا الغموض لتشكيل الرواية التي تناسبهم، وأكمل: 'إن لم تسعَ إيران للتسلح، يدّعي ترامب أنه ردعها، وإن فعلت لاحقاً، يقول إن النية كانت موجودة منذ البداية'. وأشار الكاتب إلى أن استطلاعات الرأي في أميركا تعكس حجم التضليل الإسرائيلي يتهديد إيران، حيث اعتقد 61% من الأميركيين في 2021، خطأً، أن إيران تملك سلاحاً نووياً، موضحاً أنَّ 'إسرائيل تستغل تقارير استخباراتية منتقاة لتضخيم الخطر، كما حدث قبل غزو العراق في 2003، لدفع واشنطن إلى التصعيد بدل التفاوض'. ورغم الضربات، أكد الكاتب أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال يظهر مجدداً، في ظل غياب آلية تفتيش فعالة، كتلك التي وفّرها اتفاق 2015 قبل انسحاب ترامب منه. وفي الواقع، ترفض طهران عودة المفتشين، متهمةً الوكالة الدولية بالتواطؤ مع الغارات الإسرائيلية، بينما تلوّح تل أبيب بضربات إضافية ضمن سياسة 'فرض التنفيذ'. (24)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store