logo
حين ينكسر جدار الصمت: مسيحية سوريا بين حضور متجذر ومصير مهدّد

حين ينكسر جدار الصمت: مسيحية سوريا بين حضور متجذر ومصير مهدّد

النهارمنذ يوم واحد

من الذاكرة إلى اللحظة
في قلب دمشق، حيث تفوح رائحة التاريخ من حجارة الكنائس القديمة، ضرب التفجير الأخير كنيسة مار الياس فهزّ الأرض كما الوجدان.
لكن في بلد لا يُعالج تاريخه، بل يُراكم صمته، لم يكن الانفجار حدثًا معزولًا، بل لحظة رمزية كشفت هشاشة المسيحية السورية في حاضرها، واستدعت ماضيها العنيف.
وهذا الماضي ليس بعيدًا. فمن مجازر 1860، إلى تفجيرات اليوم، ومن صمت السلطة البعثية، إلى تعقيدات العهد الجديد مع أحمد الشرع، تبدو الكنيسة السورية وكأنها تعيش تاريخها في زمن دائري، تُستهدف فيه عند كل تحوّل، وتصمت فيه عند كل خطر.
قراءة بانورامية للذاكرة – 1860 واستشهاد الأخوة المسابكيين
في حزيران (يونيو) 1860، اجتاحت الفوضى الطائفية جبل لبنان، لكنها لم تتوقف عنده.
في دمشق، وتحديدًا في حي باب توما، تكرّرت المأساة حين استُبيحت الكنائس والمنازل، واقتحم الغوغاء دير الآباء الكبوشيين، حيث استُشهد "الأخوة المسابكيين".وفي عام 2025، أعلنت الكنيسة قداسة الأخوة المسابكيين الذين استُشهدوا عام 1860.
هذه المجزرة لم تكن فقط دموية، بل تأسيسية في الوعي المسيحي السوري: لقد أظهرت أن الكنيسة، حتى في زمن الإمبراطورية العثمانية، ليست محمية من العنف، ولا معفاة من الكراهية.
من وجهة أنثروبولوجية، بقي هذا الحدث جرحًا غير معالج، اختار المسيحيون الصمت بشأنه، كما اختاروا لاحقًا تجنّب الخطاب السياسي العلني.
فالكنيسة في سوريا لم تُعطَ الفرصة لتكون فاعلًا سياسيًا، بل حُوصرت بدور الطقس والرعاية، وأُقصيت عن فضاء القرار والمطالبة.
المسيحية السورية – حضور لا صوت له
المسيحية في سوريا ليست دخيلة. هي من جذور الأرض، من حجارة المدن القديمة، من لغة السريان، ومن الكنائس المحفورة في الجبال.
لكن حضورها، رغم عمقه التاريخي، لم يتحوّل إلى قوة تمثيلية في الدولة الحديثة.
في ظل غياب الديمقراطية، تحوّلت الكنيسة إلى ما يشبه الملاذ الصامت.
فقد كانت المؤسسة الكنسية تفضّل الانكفاء، لا من باب الجبن، بل من باب الحذر.
وهذا الحذر ترافق مع فقدان الأداة السياسية، وغياب الخطاب الحقوقي، وخوف دائم من تكرار المآسي.
من منظور فلسفي–سياسي، لم تُنتج الكنيسة سردية واضحة لموقعها من السلطة، من المجتمع، من التاريخ.
واكتفت بالبقاء، لا بالحضور.
الصمت كنظام في عهد الأسد – الحماية مقابل الولاء
في عهد الأسد الأب، ثم الابن، اتخذ الصمت المسيحي طابعًا منهجيًا.
لم يكن فقط سياسة غير مُعلنة، بل شرطًا للبقاء.
الدولة تُقدّم الحماية، والكنيسة تمتنع عن الكلام، حتى حين كانت البلاد تُسحق تحت الاستبداد، والسجون تبتلع الأبرياء، والحروب تُفتَعل.
هذا النمط من العلاقة حوّل الكنيسة إلى رمز دون صوت، وإلى طيف من الحضور.
وفق تحليل ميشيل فوكو، فإن الصمت هنا ليس عدمًا، بل آلية إنتاج لمعانٍ مشروطة بالسياق السلطوي.
بينما ترى هانا آرنت أن السكوت الطويل أمام الاستبداد لا يحمي الجماعة، بل يُخرجها من السياسة، ويجعل وجودها هشًا أمام أي تبدّل.
وهذا ما حصل بالفعل: الصمت لم يمنع التفجير، ولم يؤمّن الأمان.
التفجير كلحظة انكشاف – مار الياس يفتح الجرح، والبطريرك يرفع الصوت
لم يكن تفجير كنيسة مار الياس في دمشق مجرّد عملية أمنية أو انفجارًا في الجغرافيا، بل كان انفجارًا في المعنى والصمت والزمن.
هذا الحدث لم يستهدف فقط حجارة الكنيسة ولا المؤمنين بداخلها، بل أصاب التوازن الرمزي الذي حافظت عليه المسيحية السورية لعقود.
فمنذ حكم البعث، وتحديدًا في ظل الأسد الأب والابن، تموضع الحضور المسيحي ضمن معادلة دقيقة: "احتمِ، ولكن لا تعترض. كن هنا، ولكن لا تتكلم.".
لكن التفجير كسر هذه المعادلة، لأنه أصاب من لم يكن طرفًا في أي صراع ظاهر، ولا جزءًا من خطاب سياسي معارض. وهنا تمامًا برز حدث نوعي وفارق: عظة البطريرك يوحنا العاشر اليازجي.
في عظة أُلقيت بعد أيام من التفجير، خرج البطريرك عن اللغة التقليدية الحذِرة، وقالها بوضوح:
"لا يمكن بعد اليوم أن نقبل أن تُستهدف كنائسنا ويُقتل أبناؤنا ويُطلب منا الصمت. الكرامة ليست ترفًا، والشهادة ليست صمتًا، بل حق في الحياة والوجود والقول".
بهذا الخطاب، انكسر الصمت رسميًا. لم يعد الكلام محصورًا في الأروقة، بل خرج من أعلى منبر كنسي، ليدخل الفضاء العام.
من الناحية الأنثروبولوجية، يُعدّ هذا الحدث لحظة "نطق جماعي"، أي أن الجماعة التي كانت صامتة أصبحت لها صوت ممثل ومعلن.
ومن الناحية السياسية–الفلسفية، يمكن فهم هذا الموقف كاستعادة للكرامة المدنية. لم تعد الكنيسة مجرد ملاذ روحي، بل فاعل في تحديد شروط العيش المشترك.لقد تحوّلت الكنيسة، في لحظة الألم، من حالة رمزية صامتة إلى حالة نبوية ناطقة.
عهد أحمد الشرع والتفجير – اختبار الوجود والحرية
حدث التفجير في كنيسة مار الياس أثناء حكم أحمد الشرع، وهو ما يضع الكنيسة أمام اختبار جديد وحساس في تاريخها.
في هذا العصر، حيث السلطة السياسية تتغير، لكن مخاطر العنف والتوترات الطائفية تبقى حاضرة، تواجه الكنيسة سؤالًا مصيريًا:
هل تستمر في سياسة الصمت حفاظًا على بقائها، أم تتحوّل إلى قوة مطالبة بحقها في الوجود والحرية؟
إنها لحظة حاسمة تتطلب حكمة بالغة في الموازنة بين المبادئ المسيحية، التي تدعو إلى المحبة والتسامح والسلام، وبين الحق المشروع في التعبير، والمطالبة بالكرامة، وبمشاركة فاعلة في بناء المجتمع.
الكنيسة مدعوة اليوم إلى تجاوز الانكماش الذي ورثته، وإلى استعادة صوتها الذي لا يهدد أحدًا، بل يطالب بحماية الوجود وحرية الضمير.
هذه ليست فقط مسألة دينية، بل قضية سياسية وإنسانية، تعكس حقيقة أن الحرية والمطالبة بالحقوق هما من أسمى تعاليم المسيحية نفسها.
في هذا الإطار، يصبح التفجير ليس فقط حدثًا مأساويًا، بل منعطفًا تاريخيًا يدعو الكنيسة السورية إلى إعادة النظر في علاقتها مع السلطة، والمجتمع، والنفس.
من الكنيسة إلى الشهادة
لقد آن الأوان للمسيحية السورية أن تتجاوز دور الكنيسة الطقسية إلى كنيسة التاريخ والمصير.
أن تتحرّر من الحياد القاتل، ومن ثقافة الخوف، وأن تدخل فضاء الشهادة الحيّة:
الشهادة التي لا تعني الموت فقط، بل تعني الكلام، المطالبة، الإسهام في بناء سوريا أخرى.
لا خلاص جماعي بلا ذاكرة، ولا مستقبل بلا كلام.
والكنيسة، إن أرادت أن تحيا، فعليها أن تنطق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير لـ"The Spectator" يكشف: هذا ما يحصل على الحدود الإسرائيلية السورية
تقرير لـ"The Spectator" يكشف: هذا ما يحصل على الحدود الإسرائيلية السورية

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

تقرير لـ"The Spectator" يكشف: هذا ما يحصل على الحدود الإسرائيلية السورية

ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أن "الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع ، يسعى جاهدًا للبقاء على الحياد في الحرب الإيرانية الإسرائيلية. فقد أدانت معظم دول الشرق الأوسط بشدة هجوم إسرائيل المفاجئ على إيران ، إلا أن الحكومة السورية التزمت الصمت بشكل ملحوظ. ومنذ وصولها إلى السلطة في كانون الأول 2024، واجهت قوات الشرع الفصائل المدعومة من إيران في العديد من مناطق سوريا ، وتحركت للحد من القوة الناعمة لطهران من خلال طرد رجال الدين الإيرانيين وإغلاق المراكز الدينية الشيعية.إن هذه المجموعة المتنوعة من الإسلاميين السنّة، الذين يشكلون الآن جزءاً كبيراً من الجيش السوري، لديهم قائمة طويلة من الحسابات التي يريدون تصفيتها مع الشيعة وراعيهم الرئيسي. لكن في الوقت عينه، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا ووسعت احتلالها بشكل كبير، إلى ما هو أبعد من مرتفعات الجولان". وبحسب الصحيفة، "ردًا على ذلك، اتخذت دمشق موقفًا تصالحيًا مذهلاً تجاه إسرائيل. إن الشرع رجل عملي للغاية، فهو يريد أن يتذكره الناس باعتباره الزعيم الذي وحد سوريا وأنهى الحرب الأهلية هناك، ولذلك فهو لا يستطيع أن يتحمل قبول التحدي الإسرائيلي للقتال. بعد الامتناع عن مقاومة العدوان الإسرائيلي بأي شكلٍ من الأشكال،وبعد أن منعت إسرائيل الشرع من فرض سيطرته جنوب دمشق، تغتنم قواتٌ جديدة مدعومة من إيران الفرصة لملء فراغ السلطة. وفي مساء الثاني من حزيران، وللمرة الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد ، أطلق مسلحون سوريون صاروخين على شمال إسرائيل، سقطا في منطقة غير مأهولة بالسكان في جنوب مرتفعات الجولان. وبعد ساعات قليلة، أعلن فصيل مدعوم من إيران، "أولي البأس"، مسؤوليته عن الهجوم. وفي المقابل، هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية منشآت أسلحة وأهدافا أخرى في مختلف أنحاء سوريا في الأيام التالية". وتابعت الصحيفة، "بصفتها فصيل مدعوم من إيران، تُعدّ "أولي الباس" عدوًا مشتركًا للدولتين السورية والإسرائيلية، لكن إسرائيل منعت الحكومة السورية من ممارسة السيطرة الأمنية في جنوب سوريا، حيث تشن إسرائيل غارات جوية متكررة، مما يسمح للجماعة بتجنيد مقاتلين. وبحسب روب جايست بينفولد، المحاضر في دراسات الدفاع في كلية كينغز لندن، فإن جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا تهاجم القوات الإسرائيلية داخل سوريا بشكل منتظم منذ سقوط نظام الأسد لحشد الدعم المحلي. أضاف: "هذه استراتيجية مجرّبة ومُختَبَرة. كان احتلال إسرائيل المُطوّل لجنوب لبنان هو ما منح حزب الله ، بدعمٍ إيراني، الشرعية والقدرة على ترسيخ وجوده داخل لبنان". وتابع: "إن ضعف الحكومة السورية سيسمح لإيران بإعادة تأسيس شبكاتها الراسخة في البلاد. ومع ذلك، تعمل إسرائيل بلا كلل لتحقيق هذا السيناريو تحديدًا"." وبحسب الصحيفة، "هناك الآن خمسة خطوط فاصلة تفصل إسرائيل عن سوريا، وتُشكّل معًا ما يُشبه الحدود، وكل خط يفصل منطقة سيطرة أو وضعًا قانونيًا مختلفًا. وعلى الجانب الآخر فقط من الخطوط الخمسة تتمتع الدولتان الإسرائيلية والسورية بالسيطرة الأمنية الكاملة والسيادة المعترف بها دوليا. الخط الأول هو الأسهل، وهو للمتجه من الجانب الإسرائيلي باتجاه سوريا، ويمكن لأي مواطن إسرائيلي أو أجنبي يحمل تأشيرة المرور، كما ولا توجد حتى نقطة تفتيش. أما الخط الثاني فهو المكان الذي يتوقف عنده الجميع تقريبًا، وهو خط برافو. وبعد خط برافو، توجد منطقة عازلة تتمركز فيها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي يبلغ متوسط عرضها حوالي ستة إلى سبعة كيلومترات. وبعد ذلك، يأتي خط ألفا، الذي نصّت عليه اتفاقية عام 1974 حدًّا غربيًّا للقوات السورية. وفي 8 كانون الأول 2024، انهار نظام الأسد، وفرّت قوات الحدود السورية من مواقعها. وفي اليوم عينه، اجتازت القوات الإسرائيلية حدودًا غير محمية على الإطلاق. ومنذ ذلك الحين، احتلت إسرائيل 220 كيلومترًا مربعًا إضافيًا من الأراضي السورية، ليصل إجمالي مساحة الأراضي المحتلة في سوريا إلى 460 كيلومترًا مربعًا". وتابعت الصحيفة، "الخط الرابع هو الموقع العملياتي الأمامي للقوات الإسرائيلية، والذي يمتد من قمة جبل الشيخ في الشمال ، مروراً ببلدتي خان أرنبة ومدينة السلام، ويصل إلى مشارف منطقة قطنا بالقرب من دمشق. وفي 27 كانون الثاني، زار وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الجانب المحتل حديثا من جبل الشيخ، وقال إن القوات الإسرائيلية ستبقى هناك، وفي "المنطقة الأمنية"، إلى أجل غير مسمى. ويشكل الخط الأخير منطقة عازلة خلف خط المواجهة الإسرائيلي الجديد. وفي احتفال عسكري في 23 شباط، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "انتبهوا: لن نسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول المنطقة الواقعة جنوب دمشق". وطالب بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، للسبب المعلن وهو حماية السكان الدروز المحليين. وبعد أيام قليلة اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاتلين دروز ومسلحين مرتبطين بالحكومة الانتقالية السورية في إحدى ضواحي دمشق، ما أدى إلى مقتل العشرات". وأضافت الصحيفة، "ينقسم الدروز السوريون بشأن ما إذا كانوا يريدون الاندماج في الدولة الإسلامية السورية الجديدة أو القتال من أجل الحكم الذاتي بمساعدة إسرائيل. وبغض النظر عن موقف الرأي العام السوري الدرزي من مسألة التدخل الإسرائيلي، فإن حمايتهم كانت المبرر الأساسي للحملة الإسرائيلية في سوريا. لكن إسرائيل بررت أيضاً وجودها الموسع في سوريا باعتباره إجراء ضرورياً لمنع الجماعات الجهادية من ترسيخ وجودها بالقرب من حدودها الشمالية وشن هجمات عبر الحدود". وختمت الصحيفة، "إن احتمال زعزعة الحرب الإيرانية الإسرائيلية استقرار سوريا والمنطقة بأسرها هائل. فمنذ أن بدأت إسرائيل بضرب إيران، نفذت ثلاث عمليات توغل برية في جنوب غرب سوريا. في غضون ذلك، تُطلق القوات المدعومة من إيران في غرب العراق النار على مواقع الحكومة السورية عبر الحدود. ومع تفاقم هذا الصراع، يُصرّ الشرع وقواته على الصمود، آملين تجنّب فخّ قد يُعرّضهم لمزيد من العقاب".

هذا الفيديو ليس لأول ظهور لأسماء الأسد في موسكو FactCheck#
هذا الفيديو ليس لأول ظهور لأسماء الأسد في موسكو FactCheck#

النهار

timeمنذ 4 ساعات

  • النهار

هذا الفيديو ليس لأول ظهور لأسماء الأسد في موسكو FactCheck#

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "أول ظهور لزوجة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أسماء الأسد، في موسكو". الا أنّ هذا الادعاء خاطئ. الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 30 حزيران 2023. وتظهر أسماء الأسد خلال حوار أجراه معها برنامج "نيوزميكر" على قناة آر تي (روسيا اليوم) في موسكو، على خلفية تخرّج ابنها حافظ بشار الأسد من جامعة موسكو الحكومية. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم دقيقة واحدة مدّة الفيديو. تظهر المشاهد سيدة محاورة أسماء الأسد، قائلة: "أسماء الأسد في موسكو اليوم بصفة أم بالدرجة الأولى. هناك مناسبة حضرتيها مدام أسماء، مناسبة تخرج ابنك من جامعة موسكو الحكومية بدرجة شرف. بداية، شو بتقولي اليوم كأم؟ شو شعورك، وخاصة أنه ابنك تخرج بتنويه إيجابي وجميل للغاية بالنسبة لحضرتك يللي هوي درجة الشرف؟ أسماء الأسد: درجة الشرف بالنسبة لألي هي انعكاس لمجموعة مبادئ موجودة بشخصية الإنسان للي بتوصلو لهذه الدرجة. الالتزام، التحدي، المسؤولية، المثابرة. فشعوري اليوم شعور الفخر كأي أم امتلكو أبناءها هالصفات اللي هني طريق للنجاح وللتميز. وشعوري أيضا شعور الرضا لأنه كل أهل دائما بيسعوا ليقدمو أفضل أبناؤهن أو أفضل الأبناء لبلدهم. وهذا الشيء اللي أنا شفته اليوم بتفوق حافظ". وقد انتشر المقطع أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "أول ظهور لأسماء الأسد في موسكو". لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك) الا أنّ هذه المزاعم غير صحيحة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يضع أمامنا خيوط اً توصلنا اليه منشوراً في فيديو أطول في موقع "روسيا اليوم" ، في 30 حزيران 2023، بكونه يعود الى حوار مع أسماء الأسد ضمن برنامج "نيوزميكر" على قناة RT (آر تي- روسيا اليوم). ومن حاورت الأسد هي ريمي معلوف، التي أطلت في بداية الفيديو (9.32 دقائق)، لتقدّم الأسد، موضحة ان الحوار معها جاء على خلفية احتفال تخرج ابنها حافظ بشار الأسد من جامعة موسكو الحكومية. وعرض البرنامج لقطات من احتفال التخرج. لقطة من الفيديو المنشور في موقع روسيا اليوم في 30 حزيران 2023 خلال الحوار معها، أكدت أسماء الأسد أن ما تتعرض له روسيا وسوريا من محاولات للتقسيم والتهميش والحصار يهدف إلى السيطرة على قراراتهما، معتبرة أنه "تحد كبير للحاضر والمسقبل". وتعليقاً على التحديات المشتركة التي تواجهها روسيا وسوريا في هذا العصر، قالت: "التحدي الأشمل والأعم بالنسبة للعالم هو تحدّي الليبرالية الحديثة ، التي الهدف منها تذويب الهويات الوطنية والإنسانية والانتماء للوطن والمفاهيم الاجتماعية والصحية... والأخلاق والعادات والتقاليد والنسيج المجتمعي المتمثل بالأسرة التي هي الخليّة الأساسية لكل مجتمع". لقطة من الفيديو المنشور في موقع روسيا اليوم في 30 حزيران 2023 وأشارت إلى أنه من هذا المنطلق والمحاور "يجب أن يكون هناك حوار بين شباب مجتعاتنا الشرقية التي تُعتبر مهدّدة بالدرجة الأولى وبشكل مباشر، ولكنها أيضا هي الأقدر على التصدي لهذه الهجمة عبر ثقافتها والأخلاق والقيم التي تحملها في داخلها". وعن الأدوات والحلول التي يجب أن تكون متوافرة اليوم من أجل مواجهة هذه التحديات، قالت: "بالدرجة الأساسية هناك مؤسسات أساسية معنية بالحوار قبل المواجهة وهي مؤسسات شبابية وعلمية وثقافية، والأرضية موجودة لهذا الحوار". فيديو الحوار منشور في حساب قناة المشهد في يوتيوب، في 30 حزيران 2023 يومذاك، حضرت أسماء الأسد احتفال تخرج ابنها حافظ بشار الأسد ، بدرجة ماجستير بالرياضيات في جامعة موسكو الحكومية وسط العاصمة الروسية ، بعد تلقيها دعوة رسمية. وظهرت في مقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تبارك لابنها البكر وتعانقه. كذلك، التقطت صورا تذكارية مع ابنها أمام المبنى الرئيسي لجامعة موسكو الحكومية "لومونوسوف"، وفي بعض الأماكن الأخرى داخل الحرم الجامعي. وأسماء الأسد البالغة 49 عاما موجودة في روسيا إلى جانب زوجها الذي فر إلى موسكو، حليفته الكبرى، بعد سقوط نظامه في 8 كانون الاول 2024، وفقاً لما ذكرت وسائل اعلام روسية. في دمشق جسدت أسماء التي تنتمي إلى الطائفة السنية، فيما زوجها من الطائفة العلوية، في تلك الفترة رمزا للحداثة، محدثة تغيرا جذريا في دور السيدة السورية الأولى بعدما بقيت أنيسة والدة بشار الأسد بعيدة عن الأضواء عندما كان زوجها رئيسا، وفقا لما كتبت وكالة "فرانس برس". أنجب الزوجان ثلاثة أطفال هما صبيان حافظ، كريم، وابنة زين. وفي أيار 2023، أعلنت الرئاسة السورية أن اسماء الأسد مصابة باللوكيميا بعدما عولجت من سرطان الثدي بين العامين 2018 و2019. عام 2020 فُرضت عليها عقوبات أميركية إلى جانب والديها وشقيقيها، واعتبرها وزير الخارجية الأميركي في تلك الفترة "من أكبر المستفيدين من الحرب في سوريا". تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "أول ظهور لزوجة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أسماء الأسد، في موسكو". في الحقيقة، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 30 حزيران 2023. وتظهر أسماء الأسد خلال حوار أجراه معها برنامج "نيوزميكر" على قناة آر تي (روسيا اليوم) في موسكو، على خلفية تخرّج ابنها حافظ بشار الأسد، من جامعة موسكو الحكومية.

'لم نعد آمنين هنا' – مسيحيون في سوريا يخشون على مستقبلهم بعد تفجير كنيسة مار إلياس
'لم نعد آمنين هنا' – مسيحيون في سوريا يخشون على مستقبلهم بعد تفجير كنيسة مار إلياس

سيدر نيوز

timeمنذ 8 ساعات

  • سيدر نيوز

'لم نعد آمنين هنا' – مسيحيون في سوريا يخشون على مستقبلهم بعد تفجير كنيسة مار إلياس

تحذير: يحتوي هذا التقرير على تفاصيل مؤلمة 'أخوك بطل'، هذا ما قيل لعماد بعد علمه بمقتل شقيقه في تفجير انتحاري في كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق. حاول شقيقه ميلاد، برفقة شخصين آخرين، دفع الانتحاري خارج مبنى الكنيسة، فقُتل على الفور، إلى جانب 24 من الموجودين في الكنيسة. أصيب 60 شخصاً آخرون في الهجوم على كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس، في منطقة الدويلعة شرق دمشق في 22 يونيو/حزيران الماضي. ماذا نعرف عن تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق؟ ويعد هذا الهجوم هو الأول من نوعه في دمشق منذ أن أطاحت هيئة تحرير الشام بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، منهيةً 13 عاماً من الحرب الأهلية المدمرة. وبينما ألقت السلطات السورية باللوم في الهجوم على تنظيم 'الدولة الإسلامية' فقد أعلنت سرايا أنصار السنة، الأقل شهرة، مسؤوليتها عن الهجوم. ويقول مسؤولون حكوميون إن سرايا أنصار السنة لا تعمل بشكل مستقل عن تنظيم 'الدولة الإسلامية'. BBC كان ميلاد يحضر قداساً مساء الأحد في كنيسة مار إلياس، عندما أطلق رجل النار على المصلين قبل أن يُفجّر سترته الناسفة. سمع عماد دويّ الانفجار من منزله، ولم يتمكن من الوصول إلى شقيقه لساعات. ويقول عماد الذي تحدث من منزله الصغير المكون من غرفتين ويتشاركه مع عدد من أقاربه : 'ذهبتُ إلى المستشفى لرؤيته. لم أستطع التعرف عليه. كان نصف وجهه محترقاً'. عماد رجل طويل ونحيف في الأربعينيات من عمره، وجهه حادّ يحمل علامات حياة قاسية. وهو مثل أخيه، يعمل عامل نظافة في مدرسة في الحي الفقير، الذي تقطنه العديد من العائلات من الطبقة المتوسطة والفقيرة، ومعظمهم من المسيحيين. خلال فترة حكم بشار الأسد، اعتقد أبناء أقليات دينية وعرقية في سوريا أن الدولة تحميهم. والآن، يخشى كثيرون ألا تحذو الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع حذوها. وفي حين تعهد الشرع وحكومته بحماية جميع المواطنين، إلا أن العنف الطائفي الدامي الأخير في المناطق الساحلية ذات الغالبية العلوية، ثم في مجتمعات درزية محيطة بدمشق، جعل بعض الأشخاص يشككون في قدرتها على السيطرة على الوضع. وأعرب العديد من أفراد عائلة عماد عن هذا الشعور، قائلين: 'لم نعد آمنين هنا'. BBC أنجي عوابدة (23 عاماً) كانت على بُعد شهرين فقط من تخرجها في الجامعة عندما أصيبت في الهجوم. سمعت أنجي دوي إطلاق النار قبل الانفجار. قالت أنجي من سريرها في المستشفى وهي تتعافى من جروح سببتها شظايا في وجهها ويدها وساقها، بالإضافة إلى كسر في ساقها: 'حدث كل شيء في ثوانٍ'. أنجي تشعر بالخوف وتشعر بعدم وجود مستقبل للمسيحيين في سوريا. 'أريد فقط مغادرة هذا البلد. عشت الأزمة والحرب وقذائف الهاون. لم أتوقع يوماً أن يحدث لي مكروه داخل كنيسة'، تقول أنجي. وأضافت: 'ليس لديّ حل. عليهم إيجاد حل، هذه ليست مهمتي، إذا لم يتمكنوا من حمايتنا، فنحن نريد المغادرة'. قبل الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاماً، كان المسيحيون يشكلون حوالي 10 في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة، لكن أعدادهم تقلصت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين مع فرار مئات الآلاف إلى الخارج. كانت الكنائس من بين المباني التي قصفتها الحكومة السورية والقوات الروسية المتحالفة معها خلال الحرب، لكن ليس أثناء وجود المصلين داخلها. كما أُجبر آلاف المسيحيين على ترك منازلهم بسبب تهديد جماعات مسلحة مثل تنظيم 'الدولة الإسلامية'. خارج المستشفى الذي تُعالج فيه أنجي، اصطفت توابيت بعض ضحايا هجوم الكنيسة، استعداداً للدفن. حضر أشخاص من مختلف أطياف المجتمع السوري، يمثلون مختلف شرائحه، مراسم جنازة أُقيمت في كنيسة قريبة وسط إجراءات أمنية مشددة. وفي عظته، أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا يازجي، على أن 'تتحمل الحكومة المسؤولية كاملةً'. قال يازجي إن اتصالاً هاتفياً من رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع لتقديم تعازيه 'لم يكن كافياً لنا'، مما أثار تصفيق الحضور. 'نحن ممتنون لهذه المكالمة. لكن الجريمة التي وقعت أكبر من ذلك بقليل'، وفق يازجي. ووعد الشرع الأسبوع الماضي بأن المتورطين في الهجوم 'الشنيع' سيُحالون إلى العدالة. بعد يوم من التفجير، قُتل اثنان من المشتبه بهم وأُلقي القبض على ستة آخرين في عملية أمنية استهدفت خلية تابعة لتنظيم 'الدولة الإسلامية' في دمشق. لكن هذا لم يُخفف المخاوف بشأن الوضع الأمني ​​هنا، خاصةً بالنسبة للأقليات الدينية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store