logo
كيف سيتعامل حزب الله مع المرحلة المقبلة؟

كيف سيتعامل حزب الله مع المرحلة المقبلة؟

بيروت نيوزمنذ 2 أيام
يبدو أن 'حزب الله' يتجه في المرحلة المقبلة إلى إدارة استحقاق ما بعد الحرب بعقلية مختلفة، تقوم على ثلاثة مرتكزات أساسية: تمرير الوقت، ترميم القدرات، وتغيير العقيدة القتالية.
أولًا، التمسك بالوقت كوسيلة لامتصاص الضغوط. 'الحزب' يدرك أن مرحلة ما بعد الحرب محاطة بأجواء سياسية ضاغطة داخليًا وخارجيًا، خصوصًا مع عودة الحديث عن سحب السلاح من الجنوب، بل حتى المطالبة بنزع السلاح بالكامل. لكن الثابت أن 'حزب الله' لا يرى نفسه معنيًا بأي تسليم للسلاح، حتى في حال انسحبت إسـرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة والتزمت بالقرارات الدولية. ما يسعى إليه في المدى القريب هو إدارة الوقت بذكاء وهدوء سياسي، ريثما تتغير الظروف أو تتراجع الضغوط.
ثانيًا، ترميم القدرات العسكرية، ولا سيما الصاروخية. الحرب الأخيرة، كانت مكلفة على بنية الحزب القتالية، لكن التجربة أثبتت أن الحزب يملك قدرة استثنائية على التعافي وإعادة بناء قوته. سيسعى جاهدًا إلى إعادة إنتاج شبكة صواريخ دقيقة وفعالة، وتعويض ما قد يُفقد من مستودعات أو منظومات، خصوصًا أن هذه القدرة تشكل صمام الأمان له في ميزان الردع مع إســرائيل.بمعنى أوضح، العودة إلى ما قبل الحرب من الناحية العسكرية لن تكون مجرد خيار، بل أولوية استراتيجية وان كانت صعبة.
ثالثًا، وربما الأهم، التحول نحو عقيدة دفاعية بالكامل. هذه المقاربة تعكس إدراك الحزب لحجم التحولات الجيوسياسية، ولحقيقة أن أي سلوك هجومي في المستقبل قد يُكلفه أثمانًا باهظة. لذلك، يُرجّح أن يتحول تركيزه إلى احتواء المخاطر بدل استباقها، والتعامل مع أي تهديد بمنطق الدفاع لا الهجوم، خصوصًا ضمن الحدود اللبنانية. هذا التحول لا يعني التراجع عن المواجهة أو التخلي عن السلاح، بل يعني إعادة تعريف الهدف من امتلاك القوة، من الهجوم إلى الردع، ومن المبادرة إلى الحماية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في ذكرى الحرب تعالوا نتذكّر ونفكّر!
في ذكرى الحرب تعالوا نتذكّر ونفكّر!

المردة

timeمنذ ساعة واحدة

  • المردة

في ذكرى الحرب تعالوا نتذكّر ونفكّر!

في مثل هذه الأيام قبل عقدين تقريباً شنت 'إسرائيل' عدوانها على لبنان عام 2006، وخلال شهر كامل كانت طائرات جيش الاحتلال تقصف وتدمر الجسور والأبنية وتستهدف الحجر والبشر على امتداد مساحة لبنان، وتقدّم للبنانيين شروطها الواضحة، تسليم حزب الله السلاح وإلا المزيد من القتل والتدمير، وكانت واشنطن ممثلة بوزيرة خارجيتها غونداليزا رايس تضغط لصالح المطلب الإسرائيلي وتقترح تحويل اليونيفيل إلى قوات متعددة الجنسيات تعمل وفق الفصل السابع، تشرف على نزع السلاح ومراقبة الحدود اللبنانية السورية وتتسلم المطار والمرفأ، وتصف ما يجري بأنه مخاض ولادة شرق أوسط جديد، وهو ما يعلنه بنيامين نتنياهو هذه الأيام عن رؤيته لوظيفة الحروب التي يخوضها، وكان في لبنان منذ اليوم الأول من يردّد صدى التهديدات الأميركية الإسرائيلية، من داخل الحكم وخارجه، ويقول إن التسريع بتسليم السلاح سوف يُسرّع بإنهاء الحرب، تماماً كما يحدث الآن. انتهت الحرب بعد 33 يوماً ولم تنجح محاولات الحصول على توقيع المقاومة بالاستسلام وتسليم السلاح، رغم أن القرار 1701 تحدّث عن تصوّر نهائي لا مكان فيه إلا لوجود سلاح الدولة اللبنانية، لكنه وضع أولويّة للانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية فوراً، وربط جعل جنوب الليطاني منطقة حصريّة للجيش اللبناني بتنفيذ 'إسرائيل' للانسحاب ووقف الانتهاكات، وهو ما لم يتحقق، ببقاء الاحتلال في الجزء اللبناني من بلدة الغجر واستمرار انتهاك الأجواء والمياه اللبنانية. وبسبب هذا التعطيل الاسرائيلي لمراحل الاتفاق تجمّد كل شيء، بما في ذلك المرحلة الثانية من الانسحاب الإسرائيلي إلى الحدود الدولية للبنان، واعتماد حل لمزارع شبعا يقترحه الأمين العام للأمم المتحدة، وقد وضع الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون مقترحاً بنقل السيادة على المزارع لليونيفيل بانتظار تفاهم لبنانيّ سوريّ على ملكيّتها على قاعدة الانسحاب قبل الترسيم ولا ترسيم في ظل الاحتلال، وكما رفضت 'إسرائيل' الانسحاب من الجزء اللبناني من بلدة الغجر رغم وعودها بفعل ذلك ورفضت وقف طلعاتها الجوية وانتهاكاتها البحرية، رفضت مقترح بان كي مون، وتعطل كل مسار القرار 1701 بما في ذلك ما كان يتّصل بترسيم الحدود اللبنانية السورية وضمان أمنها، وفتح باب النقاش حول سلاح المقاومة ضمن استراتيجية للدفاع الوطني. هذه المرّة استفاد الأميركي والإسرائيلي من الارتباك الذي عاشته المقاومة مع الداخل اللبناني بسبب إقدامها على فتح جبهة إسناد لغزة من خارج الإجماع اللبناني، ما أفقدها خاصية الدفاع التي ميزتها دائماً وما معها من قدرة ردع، ووضعها في موقع الهجوم خارج العنوان الوطني اللبناني الجامع، خصوصاً أن هذا الارتباك السياسي ترافق مع ارتباك عسكريّ ناتج عن الضربات التي لحقت بقيادات المقاومة وبيئتها وبناها العسكرية والتنظيمية مع ضربات البيجر واللاسلكي، رغم أن الجبهة الأماميّة نجحت بعد ذلك بتعديل التوازن بنسبة كبيرة بصمودها الأسطوريّ، وفرض هذا الثبات نفسه على مفاوضات وقف إطلاق النار، بإعادة إنتاج اتفاق تحت سقف القرار 1701 نفسه كإطار لتوازن مشابه لتوازن ما بعد حرب 2006، مع تعديلات تكتيكية عبرت عن نسبة الخلل الذي نجح الاحتلال بفرضه، سواء لجهة استبدال الانسحاب الفوري والوقف الفوري للاعتداءات بمهلة ستين يوماً تم تمديدها ورغم انتهاء المهل لا زال الاحتلال قائماً ولا زالت الاعتداءات مستمرّة، أو لجهة جعل انسحاب المقاومة من جنوب الليطاني لصالح الدولة اللبنانية قبل انسحاب الاحتلال ووقف اعتداءاته، بعدما كان القرار 1701 قد جعل هذا الانسحاب لاحقاً لانسحاب الاحتلال ووقف اعتداءاته. وهذا يعني رغم التعديلات التكتيكية أن الإطار الاستراتيجي لم يتغير، فلا قوات متعددة الجنسيات ولا فصل سابع، ولا صك استسلام بإلقاء السلاح كشرط لوقف الحرب، والقرار 1701 نفسه يعود إطاراً لترتيبات وقف النار. كان التحوّل الأهم هو ما ترتب في الداخل اللبناني، بالتزامن مع تحوّل كبير في سورية وتغيير النظام وهويته وموقفه من المقاومة ومن المواجهة مع الاحتلال، والواضح أن الصراع الدائر حول هوية الدولة اللبنانية وموقفها من الاحتلال والسيادة الوطنية والمقاومة ضمناً، هو بالضبط الذي سوف يقرّر ميزان القوى النهائي، فقد اندفع الزخم الغربي والعربي نحو إعادة تركيب السلطة في لبنان وفق رؤية تقول بمحاصرة المقاومة، لم يلبث أن ظهر أنها رؤية متسرّعة، فالرئيس المنتخب العماد جوزف عون الذي أعلن سعيه لحصر السلاح بيد الدولة، وجد من المقاومة كل التعاون في الانسحاب من جنوب الليطاني ترجمة لرؤيته التي قبلت بها المقاومة، والتي تقول بخطوة أولى في جنوب الليطاني تبدأ بها المقاومة ويليها التزام الاحتلال بالانسحاب ووقف الاعتداءات، وفقاً لنص الاتفاق والضمانة الأميركية الفرنسية، على ان يلي ذلك فتح باب البحث بالاستراتيجية الدفاعية وضمنها مستقبل سلاح المقاومة، وهو يكتشف خلال سبعة شهور مضت على الاتفاق أن لا نية بالضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته، بل مزيد من الضغط على لبنان طلباً للبدء بنزع سلاح المقاومة كشرط لمطالبة الاحتلال بالانسحاب ووقف الاعتداءات. وكما في المرة السابقة يتردّد صدى هذه المطالبات داخلياً باتهام رئيس الجمهورية بالخوف المبالغ به من الحرب الأهلية، وهو يؤكد التمسك بما سبق واتفق عليه مع المقاومة ومع الأميركيين، ولم يكن الإخلال من جانب المقاومة، فكيف ينقلب على ما تمّ الاتفاق عليه، ويترك البلد لقمة سائغة لـ'إسرائيل' التي إذا سقط حافزها بما يتصل بمستقبل سلاح المقاومة لن تنسحب ولن توقف اعتداءاتها، ما دامت لم تفعل ذلك والحافز أمامها، والحديث عن ضمانات أميركية يكرّر الحديث الذي سبق عن الضمانات المعطاة مع اتفاق وقف إطلاق النار؟ عدنا الى ما كان عليه الوضع مع تعطيل تطبيق القرار 1701، ومسار مستقبل السلاح ضمناً، لكن مع فارق أن هناك تحديات مستمرة تتمثل بالاحتلال والاعتداءات وتعطيل إعادة الإعمار، ما يستدعي حواراً بين الدولة والمقاومة، حول كيفية مواجهة هذه التحديات بروح وفاقية وفرض حقوق لبنان بالقوة التي تجمع قدرات لبنان المتعددة، بالتوازي مع تقديم رؤى مستقبلية حول علاقة المقاومة بالدولة ومستقبل السلاح، تزيد موقع الدولة قوة نحو الخارج بدون أن تضعف لبنان والمقاومة.

ماذا كشف برّاك عن سلاح 'الحزب'؟
ماذا كشف برّاك عن سلاح 'الحزب'؟

IM Lebanon

timeمنذ 2 ساعات

  • IM Lebanon

ماذا كشف برّاك عن سلاح 'الحزب'؟

كشف المبعوث الأميركي الخاص توم براك، عن أن الولايات المتحدة سهّلت محادثات خلف الكواليس بين لبنان وإسرائيل، رغم الحظر القانوني في لبنان على التواصل المباشر مع تل أبيب. وقال براك في مقابلة مع 'عرب نيوز': 'نحن شكّلنا فريق تفاوض وبدأنا نلعب دور الوسيط. وبرأيي، الأمور تسير بوتيرة متسارعة.' وحذّر من أنّه 'إذا لم يُسرع لبنان في الانخراط، فسيتجاوزه الجميع'، وذلك خلال مناقشته لاحتمال تحوّل 'حزب الله' من جماعة مسلّحة مدعومة من إيران إلى كيان سياسي بالكامل داخل لبنان. وعند سؤاله عمّا إذا كانت الإدارة الأميركية ستنظر في شطب 'حزب الله' من قوائم الإرهاب إذا تخلّى عن سلاحه، قال براك: 'هذا سؤال مهم'، مضيفاً: 'لست أتهرّب من الإجابة، لكن لا يمكنني الإجابة عنه.' وأشار إلى أنّه رغم تصنيف واشنطن لـ'حزب الله' كجماعة إرهابية، فإن جناحه السياسي فاز بمقاعد نيابية ويمثّل شريحة كبيرة من السكان الشيعة في لبنان، إلى جانب حركة 'أمل'. وتابع: 'إن لحزب الله جزئين، فصيل مسلّح مدعوم من إيران ومصنّف كياناً إرهابياً، وجناح سياسي يعمل ضمن النظام البرلماني اللبناني'. إلى ذلك، شدّد المبعوث الأميركي على أن أي عملية لنزع السلاح يجب أن تكون بقيادة الحكومة اللبنانية، وبموافقة كاملة من 'حزب الله' نفسه، وقال: 'هذه العملية يجب أن تبدأ من مجلس الوزراء. عليهم أن يُصدروا التفويض. وحزب الله، كحزب سياسي، عليه أن يوافق على ذلك.' وأردف: 'ما يقوله حزب الله هو: حسناً، نحن نفهم أنّه لا بد من قيام لبنان واحد لماذا؟ لأن سوريا واحدة بدأت تتشكّل.، لافتاً إلى أنّ هذا الدفع نحو الوحدة يأتي وسط تغيّرات إقليمية متسارعة، لاسيما في ضوء ما وصفه بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب 'الجريئة' تجاه إيران. وقال: 'الجميع يعيد تدوير مستقبله'، في إشارة إلى إعادة تموضع إقليمي أوسع، يشمل إعادة إعمار سوريا واحتمال انطلاق حوارات جديدة تشمل إسرائيل. وأضاف: 'برأيي، حزب الله – كحزب سياسي – ينظر إلى الأمور ويقول بمنطقية: من أجل شعبنا، يجب أن يرتكز نجاح لبنان على جمع السنّة والشيعة والدروز والمسيحيين سوياً. الآن هو الوقت. كيف نصل إلى ذلك؟ يجب أن تكون إسرائيل جزءاً من هذه العملية.' وأكّد أن جوهر أي اتّفاق سيكون مسألة السلاح؛ ليس الأسلحة الخفيفة التي وصفها بأنها شائعة في لبنان، بل الأسلحة الثقيلة القادرة على تهديد إسرائيل، متابعاً أن هذه الأسلحة 'مخزّنة في كراجات ومناطق تحت الأرض تحت المنازل.' واقترح أن عملية نزع السلاح ستتطلّب تدخّل الجيش اللبناني، المؤسسة التي وصفها بأنّها تحظى باحترام واسع، بدعم أميركي ودولي. وقال: 'عليكم تمكين الجيش اللبناني. ثم يمكن للجيش أن يقول لحزب الله: هذه هي آلية إعادة السلاح. نحن لا نتحدث عن حرب أهلية.' وعبّر براك عن أسفه لتدهور مؤسسات الدولة وتعطّل المصرف المركزي وجمود قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي والشلل العام في البرلمان.

الشيعية السياسية: مناورة أم مغامرة؟
الشيعية السياسية: مناورة أم مغامرة؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 3 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

الشيعية السياسية: مناورة أم مغامرة؟

تتضمّن المناورة السياسية معنى الخديعة والمداوَرَة، ومعنى استخدام الأساليب غير المباشرة، للوصول إلى الأهداف، وتنطوي المغامرة على معنى المخاطرة والتحدّي، وعلى معنى المفاجأة المثيرة، والحديث الجريء المفتوح على اللامتوقع، المعنوي أو الجسدي، أو الإثنين معاً. لبنان حالياً، في ميدان مناورات سياسية مختلطة، خارجية وداخلية. لا يتساوى لاعبو الداخل في اطمئنانهم، ولا يتساوون في هواجس حساباتهم، وفي النتائج المترتبة اللاحقة. لكل من اللاعبين مستنداته الداخلية والخارجية التي تعزّز اطمئنانه، أو تفاقم قلقه، فوق الرقعة الوطنية ذاتها، التي تصطرع بين جنباتها كل الحسابات. في الراهن اللبناني، تبدو الشيعية "كتلة" القلق الأوسع، فهي التي رمتها بالاستهداف التطورات الناجمة عن عملية طوفان الأقصى، والنتائج التي أسفرت عنها حرب الإسناد التي تولاّها حزب الله، والحرب على الحرب، التي شنتها القوات الإسرائيلية. كيف تدير "الشيعية" مناوراتها؟ الناطق الرسمي باسمها هو "الثنائي" الذي أوكلت إليه أمرها. التدقيق اليوم يوجب الوقوف أمام مسألة ازدواجية التمثيل إفراديّاً، فحركة أمل ليست دائماً تتمة الثنائي، وحزب الله ليس دائماً كفاية عددها. هناك تمايز بين الحليفين يعود إلى أساس النشأة، وإلى طبيعة السيرة، وإلى عدم تطابق الحسابات. يحرص الطرفان على "التكامل" الإجمالي، مثلما يحرصان على التكافل العام، لكن ذلك لا يلغي نظرة اللبنانيين إلى كل منهما، بحيث تحفظ النظرة للرئيس نبيه برّي خانة فهْمٍ ميثاقي لا تخصّ بها حزب الله، الذي تنسب إليه سلوك الخروج على الانتظام العام. مقارنة قول كل طرفٍ من الثنائي بسلوكه العملي، تقدم عناصر وضوح حيال الأهداف القريبة التي يريد الثنائي الوصول إليها، وحول المخاطر البعيدة التي يتحاشى التعرّض لها. في ضوء الزيارة الأخيرة للديبلوماسي الأميركي "باراك"، وفي سياق صياغة الرّد اللبناني الرسمي على ورقة المطالب الأميركية، لم يكن الثنائي ثنائياً. لذلك كان لحزب الله ردّه الخاص الذي حملته تصريحاته، والذي أسهبت في شرحه مقابلة الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، بحيث بدا الأمر وكأنه عودٌ على بدء، حتى لا يقال إنها عودة إلى نقطة الصفر. الرّد الأحادي، ظهّر التمايز ضمن أهل بيت "الشيعية"، أي أنه ظهّر الحسابات الثنائية، وأعاد التذكير بالخلفيات السياسية التي تحكم صياغة كل منها. لا يتردّد المزاج السياسي اللبناني الغالب، في نسبة "لبنانية" أعلى إلى حساب حركة أمل، ولا يتردَّد المزاج ذاته، في نسبة "الخارجية" العالية إلى حسابات حزب الله. لقد تجاوز الرّد الرسمي اللبناني الموحد، التمايز الشيعي إلى حين، فوظّفه في مشهد وحدة وطنية في الموقف وفي التوجهات، وحدّ من تأثير الموقف الأحادي لحزب الله، فأدرجه في سياق السلوك الرسمي الذي يعتمد الحكمة والرويّة في معالجة مسألة سلاح الحزب، بما يستجيب لحصرية الدولة التي يعود إليها وحدها حق امتلاك كل سلاح. ولنطرح السؤال: هل اختار حزب الله طريق المغامرة؟ وهل بدا له أن الرئيس برّي قد ذهب أكثر من اللازم في طريق المناورة؟ الجواب غير التبسيطي يقتضي التدقيق في تشدّد حزب الله، ليعيد قراءة آفاقه. فقد يكون خلف ما يبدو أنه مغامرة، لون من المناورة، وقد يكون خلف ما يذهب إليه الرئيس برّي من مناورة، إحاطة مدروسة من قبله للتفاهم على اجتناب المغامرة وكيف ذلك؟ يدرك المتابع السياسي أن حزب الله في صدد مراجعة سلوكه، وأنه مستمرٌّ في قراءة معطيات المرحلة الأخيرة من الحرب، وأنه على علم بالتطورات الإقليمية والدولية، وباحتمالات انعكاساتها... لكل ذلك، هل ستكون لدى الحزب خلاصة غير عاقلة بحيث يركب مركب المغامرة؟ لنا أن نقرأ الأبعاد الداخلية في خطاب الحزب السياسي، فهو وقد أدرك خسارته، ولو أعلنها نصراً، يسعى إلى عدم "تلاشيه"، ولأنه يدرك حجم الخسارة، ضمن الكتلة الشيعية، وفي إطار التوازنات اللبنانية العامة. عليه، هل يفاوض الحزب على مستقبله السياسي وهو يفاوض على سلاحه؟ هذا هو "المنطق" الأرجح، وهل يرفع راية السيادة والدفاع عن الوطن وعدم التفريط بمقدرات الحصانة اللبنانية، ليجد حصانته المضمرة "الصغرى" في ظلال الشعارات الكبرى؟ الجواب الراجح بالإيجاب أيضاً؟ وهل يذهب الحزب إلى مناوشة سريعة أخيرة، لحفظ ماء "وجه السلاح"؟ ربّما فقط. لماذا ربّما، لأن للمناوشة طرفان، أحدهما "إسرائيل" التي قد تستغل المناوشة فتجعلها "وقيعةً" كبرى، حالها مثل حال الإسناد وقواعد الاشتباك التي سقطت عندما رفض العدو الاستمرار في رقصة "التانغو" المملّة. في السياق هذا، ماذا عن الرئيس برّي؟ يقتضي "المنطق" السياسي العام القول إنه لا يستطيع ملازمة حزب الله في "مغامرته" المستبعدة، ولعلّه يرسل أكثر من إشارة عن فك هذا التلازم، إذا ما رأى أن ما هو مستبعد نظريّا بات راجحاً عملياً. هكذا سلوك يضع حدّاً للمناورة السياسية لرئيس المجلس، لأنه يصير في مواجهة السؤال عن مصير الوجود الشيعي، ما دام الحزب يكثر من الإعلان عن تهديد وجودي يحيق بالشيعية عموماً. في موازاة ذلك، ماذا عن الشيعة الآخرين الذين تدور المعركة السياسية بينهم وفي جوارهم؟ ثمة دور ثالث لمجموعة ثالثة، تتقدم لتدلي برأيها حول شؤون استقامة وجودها في الكيان، وحول شروط استقامة وجود الكتل الأهلية معها. يعود إلى هذه المجموعة أو المجموعات، النطق بخطاب يرفض كل سلوك مغامر، ويدعو إلى دعم كل سلوك يعيد الكتلة الشيعية إلى "الدولة"، ويدعو سائر الكتل إلى التخلّي عن كلام "السكاكين الطويلة"، لأن في ذلك مساعدة أكيدة لكل كتلة خاصة، ولأن تعميق شعور الحصار لدى أي كتلة، كفيل بتعزيز "صواعق" الانفجار. أحمد جابر - المدن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store