
من هو بابلو نيرودا الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله
في مثل هذا اليوم وتحديدًا 12 يوليو لعام 1904، وُلد أحد أبرز شعراء العالم في القرن العشرين، بابلو نيرودا، في مدينة بارال التشيلية، ونشأ في بيئة بسيطة، حيث كان والده عاملًا في السكك الحديدية، وتوفيت والدته بعد شهر من ولادته.
نشأة بابلو نيرودا
منذ طفولته، شُغف بابلو نيرودا بالشعر، وبدأ يكتب في سن العاشرة رغم رفض والده، فاتخذ اسمًا مستعارًا هو "بابلو نيرودا"، الذي أصبح اسمه الرسمي لاحقًا.
شجّعته الشاعرة التشيلية جابرييلا ميسترال في بداياته، ونشر قصائده الأولى في الصحف المحلية، وفي العشرين من عمره، أصدر ديوانه الشهير "عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة"، الذي عبّر فيه بصدق وجرأة عن عاطفة شابة وملتهبة، وجعله من أشهر شعراء جيله في أمريكا اللاتينية.
لاحقًا، شغل بابلو نيرودا مناصب دبلوماسية عدة في آسيا وأوروبا، وعاش في فترات طويلة من الفقر والوحدة، ما انعكس على أعماله مثل ديوان "إقامة على الأرض"، حيث مزج بين رؤى كابوسية وأسئلة وجودية في أسلوب غامض تأثر بالسريالية.
في إسبانيا، خلال الحرب الأهلية، انخرط في الدفاع عن الجمهوريين، وكتب ديوانه "إسبانيا في القلب"، ليصبح شاعرًا ثوريًّا منحازًا لقضايا الحرية والعدالة الاجتماعية، وفي ديوانه الملحمي "النشيد العام" (Canto General)، قدّم نظرة شاملة لتاريخ أمريكا اللاتينية، محتفيًا بحضاراتها القديمة ومعارك شعوبها ضد الاستعمار.
بعد عودته إلى تشيلي عام 1952، بنى منزله الشهير في إيسلا نيجرا، وبدأ مرحلة جديدة من الكتابة بأسلوب بسيط وقريب من الناس، كما في "الأناشيد الأولية" التي تغنّى فيها بالبصل، والطماطم، والقطط، والأشياء اليومية.
سياسيًّا، دعم نيرودا الرئيس سلفادور أليندي، وعيّنه الأخير سفيرًا في فرنسا. وخلال وجوده هناك، وبينما كان يعاني من مرض السرطان، فاز بجائزة نوبل في الأدب عام 1971، ليصبح أول شاعر تشيلي يحقق هذا الإنجاز.
عاد إلى بلده طريح الفراش، وتوفي في سبتمبر 1973، بعد أيام قليلة من الإطاحة بأليندي في انقلاب عسكري دموي بقيادة بينوشيه، وحتى اليوم يثير سبب وفاته جدلًا واسعًا، إذ تشير بعض الدراسات إلى احتمال تعرضه للتسميم بسبب مواقفه السياسية.
أبرز مؤلفات بابلو نيرودا
ترك نيرودا إرثًا أدبيًّا ضخمًا، جمع بين شعر الحب، والقصائد الوجودية، والملحمية، وأشعار الأشياء اليومية. من أبرز أعماله "عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة"، "إقامة على الأرض"، "النشيد العام"، و"الأناشيد الأولية"، إلى جانب مذكراته الشهيرة "أعترف أنني قد عشت" التي صدرت بعد وفاته.
بابلو نيرودا وجائزة نوبل
نال بابلو نيرودا العديد من الجوائز التقديرية أبرزها جائزة نوبل في الآداب عام 1971، ووفقا لموقع جائزة النوبل الرسمي فقد حصل عليها: "لأشعاره الممزوجة بالقوة العنصرية والتي تحضر أحلام ومصائر حية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ 8 ساعات
- الدولة الاخبارية
ذاكرة اليوم.. نجاة جاك شيراك من الاغتيال وميلاد سميرة محسن ورحيل أسمهان
الإثنين، 14 يوليو 2025 01:07 صـ بتوقيت القاهرة وقعت فى يوم 14 يوليو العديد من الأحداث المهمة التى غيرت خريطة العالم، حيث ولد فى مثل هذا اليوم العديد من نجوم الفن والسياسة والأدب وفى شتى المجالات، ورحلت أيضًا عنا شخصيات أدبية وسياسة وفنية بارزة، كما يصادف اليوم الاحتفال بمناسبات سنوية بشكل دورى، وهذا ما نستعرضه خلال التقرير التالى حدث فى مثل هذا اليوم 1789 - سقوط سجن الباستيل فى فرنسا ويعد من أهم أحداث الثورة الفرنسية. 2002 - نجاة الرئيس الفرنسى جاك شيراك من محاولة اغتيال أثناء استعراض 14 يوليو العسكرى. ولد فى مثل هذا اليوم 1454 - أنجلو بوليزيانو، شاعر وكاتب مسرحى إيطالى. 1862 - جوستاف كليمت، رسام نمساوى. 1874 - الخديوى عباس حلمى الثانى، خديوى مصر. 1945 - سميرة محسن، ممثلة مصرية. رحل فى مثل هذا اليوم 1200 - ابن البراق الأندلسى، عالم مسلم وشاعر أندلسى. 1944 - أسمهان، مغنية سورية. 1954 - خاسينتو بينابنتى، أديب إسبانى حاصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1922. 2012 - محمد البساطى، أديب مصرى. 2022 - كمال عيد، مخرج مسرحي مصري.


الدولة الاخبارية
منذ 8 ساعات
- الدولة الاخبارية
وولي سوينكا.. أديب نيجيري ترك سجن سياسيا وحصد نوبل في الأدب
الإثنين، 14 يوليو 2025 12:54 صـ بتوقيت القاهرة يحتفل الكاتب النيجري وولي سونيكا اليوم بعيد ميلاده الـ 91، إذ ولد في مثل هذا اليوم 13 يوليو عام 1934، وحصد جائزة نوبل في الأدب عام 1986، وفي ضوء ذلك نستعرض لمحات من حياة الكاتب. وُلِد وولي سوينكا في أبيوكوتا، نيجيريا، كان والده قسيسًا في الكنيسة الأنجليكانية ومديرًا لمدرسة، كانت والدته تملك متجرًا وكانت ناشطة في حركة تحرير المرأة، تنتمي عائلته إلى شعب اليوروبا، الذي أثرت ثقافته على أعمال سوينكا، بعد دراسته في نيجيريا والمملكة المتحدة، عمل سوينكا في مسرح بلندن، وقد ساهم انتقاده اللاذع للأنظمة السياسية النيجيرية في إقامته في الخارج، وخاصةً في الولايات المتحدة، حيث شغل مناصب أستاذية في العديد من الجامعات. وولي سوينكا سجين سياسي لمدة 22 شهر خلال الحرب الأهلية في نيجيريا، ناشد سوينكا في مقالٍ له وقف إطلاق النار، ونتيجةً لذلك، اعتُقل عام 1967 بتهمة التآمر مع ثوار بيافرا، واحتُجز سجينًا سياسيًا لمدة 22 شهرًا حتى عام 1969، نشر سوينكا حوالي 20 عملاً أدبيًا، تراوحت بين الدراما والرواية والشعر، يكتب باللغة الإنجليزية، وتتميز لغته الأدبية بغزارة كلماته وتنوعها. اشتهر وولي سوينكا ككاتب مسرحي، إلى جانب مسيرته الأدبية، عمل أيضًا ممثلًا ومسرحيًا في نيجيريا وبريطانيا العظمى، تشمل أعماله أيضًا الشعر والرواية والمقالات، يكتب سوينكا باللغة الإنجليزية، لكن أعماله متجذرة في موطنه نيجيريا وثقافة اليوروبا، بأساطيرها وحكاياتها وتقاليدها، كما تتضمن كتاباته تأثيرات من التقاليد الغربية، من المآسي الكلاسيكية إلى الدراما الحديثة. أعمال وولي سوينكا المسرحية ككاتب مسرحي، تأثر سوينكا، من بين آخرين، بالكاتب الأيرلندي ج. م. سينج، لكنه يرتبط بالمسرح الأفريقي الشعبي التقليدي بمزيجه من الرقص والموسيقى والحركة، ويستند في كتاباته إلى أساطير قبيلته - اليوروبا - مع أوجون، إله الحديد والحرب، في قلبها، كتب مسرحياته الأولى خلال فترة وجوده في لندن، "سكان المستنقع" و "الأسد والجوهرة" (كوميديا خفيفة)، والتي عُرضت في إبادان في عامي 1958 و1959 ونُشرت في عام 1963، ومن المسرحيات الكوميدية الساخرة اللاحقة "محاكمة الأخ جيرو" (عُرضت في عام 1960، ونُشرت في عام 1963) مع تكملة لها، "تحول جيرو" (عُرضت في عام 1974، ونُشرت في عام 1973)، و"رقصة الغابات" (عُرضت في عام 1960، ونُشرت في عام 1963)، و "حصاد كونغي" (عُرضت في عام 1965، ونُشرت في عام 1967) و "المجانين والمتخصصون" (عُرضت في عام 1970، ونُشرت في عام 1971). من بين مسرحيات سوينكا الفلسفية الجادة (إلى جانب " سكان المستنقع ") : " السلالة القوية " (عُرضت عام 1966، ونُشرت عام 1963)، و "الطريق " (1965)، و "الموت وفارس الملك" (عُرضت عام ١٩٧٦، ونُشرت عام 1975). في مسرحية "الباخوس" ليوربيديس (1973)، أعاد كتابة "الباخوس" للمسرح الأفريقي، وفي "أوبرا وونيوسي" (عُرضت عام 1977، ونُشرت عام 1981)، استلهم سوينكا من "أوبرا المتسول" لجون جاي و "أوبرا البنسات الثلاثة" لبريخت . أما أحدث أعمال سوينكا الدرامية فهي "مسرحية العمالقة" (1984) و "قداس لعالم مستقبلي" (1985). جائزة نوبل في الأدب وقد مُنحت جائزة نوبل في الأدب عام 1986 إلى وولي سوينكا "الذي صاغ دراما الوجود في منظور ثقافي واسع وبإشارات شعرية"، وذلك حسب ما ذكره موقع جائزة نوبل الرسمي.


بوابة الأهرام
منذ 9 ساعات
- بوابة الأهرام
الخواجاية.. سيرة روائية
أهدانى الصديق المهندس إبراهيم المعلم صاحب دار الشروق هذا العمل الأدبى الفريد. وقد توقفت قبل أن أُصبِحَ فى دنيا العمل نفسه أمام الكلمة البليغة والمؤثرة التى كتبها القاص الروائى الدكتور محمد المخزنجى لهذا العمل. كان عنوان كلمته: - هنا حيث الغياب يبتعث الحضور. كتب الدكتور المخزنجي: - عندما وصلتنى نسخة رقمية من هذا العمل لفتتنى مفارقة اسم الكاتبة: فيمونيه عكاشة، التى لم أسمع باسمها، وما إن بدأت أقرأ أولى صفحاته حتى لم أستطع التوقف، فأنهيته فى يومٍ وليلة. وهذا أمرٌ صار نادر الحدوث عندي. وللمصادفة البحتة كنتُ قد قرأتُ قبله عملاً يتناول الموضوع نفسه، وهو: لم أخرج من ليلة. للكاتبة الفرنسية: آنى أرنو، التى حصلت على جائزة نوبل فى الأدب لعام 2022. ورغم فارق خبرة الكتابة لدى الفرنسية النوبلية وكاتبتنا وعملها الأول، فإننى أُقرر بكل اطمئنان أن عمل فيمونيه عكاشة أرحب وأجمل وأغنى من عمل آنى أرنو، رغم أن التيمة واحدة عن ابنة ترصد مآل أمها التى يبتلعها ما يسمونه الخرف – وأسميه التيه – عقب جلطة بالمخ. وهو عارض لأسباب عديدة مختلفة أشهرها مرض آلزهايمر. يُكمِل صاحب المقدمة: - وهذا التيه لمن عايش نوائبه لا يكتفى بسحق كينونة المصاب به وحده. بل بسحقه لمشاعر المحيطين به من أهل وأحبة. وفى حومة هذا السحق التراجيدى تتجلى فروق الرصد مُعبِّرة عن روح الراصد، ومتجسدة فى حساسية السرد. وهذه الحساسية هى الأهم عن جدل التصنيف النقدى عما إذا كان شكل الرصد هو سيرة ذاتية أو رواية سيرة ذاتية. فإننى مؤمن بأن ما من رواية إلا وهى سيرة مموهة أو تخاييل ذاتى تبعا للمصطلح الذى فجرته أعمال آنى أرنو نفسها. والتى أخرجت النقد من هذا الارتباك بمقولتها: - إننا لا يمكن أن نسجل ما نشعر به مباشرة، لابد من الدوران حوله. وهذا كلامٌ مهم خاصة عندما تكتبه روائية. ويكون له أثر لدى النُقَّاد. إن من يقرأ هذا النص لابد أن يُدرك أن فيمونيه عكاشة تكتفى بالدوران الذى لا مفر منه حول ما تسجله أو ترصده أو تنفعل به. بل ذهبت بعيدا لتستدعى بروح الحنين أزمنة ضائعة وعوالم مفقودة جعلت من هذا العمل، الذى فجرته المأساة يفوح بأريجٍ حلو لقصة حب عابرة للبحار والأقطار بين والدها مهندس النسيج المصرى وأمها الهولندية أو الخواجاية كما سمَّاها محيطنا المصرى الذى لم تعش خارجه أو على أطرافه، بل فى قلب قلبه فى مدينة المحلة ومديرية التحرير والقاهرة والإسكندرية وفى زمنٍ كان رقيقا وأنيقا – أكثر رقة وأناقة – فى كل مكوناته وبشره سواء من بسطاء الناس أو خاصتهم. هكذا استدعت أحزان تيه الوعى الذى نُكِبّت به هذه الأم الخواجاية البديعة لدى ابنتها المصرية ذات الاسم الخواجاتى حضورا لمباهج زمن وناس وبيئة مضت كلها. مصر أخرى عندما نُقارنها بما نراه خارج الرواية نكتشف أنها بديعة ووديعة ومتحابة التشكيل والتكوين. إنه استدعاء مدعوم بتوثيق مصور وانفعال مطمئن لمصر مختلفة كثيرا. وعالم مفارق لعالم نعيشه. سنرى مدينة المحلة الكُبرى كما لم توصف من قبل. ومديرية التحرير على غير ما نعرف. وإسكندرية يوم أن كانت «بهية». والقاهرة ليست كمدينة متورمة باستئثار الصالح والطالح، بل كمركز تتلاقى فيه امتدادات بلد رخى فى عالم لم يكن فردوسا. لكنه – برغم أى قسوة اكتنفته – كان أرحم وأرحب من زمانٍ نعيشه ولا يعيننا على قدر الحنان والحنين، وهو ما تزخر به هذه الرواية الجميلة. الجديد فى هذا النص الروائى أنه مزود بصور لأبطاله. وهذا ما يجعل أن استقدام تعبير سيرة روائية ربما لم يكن دقيقاً. ففى العمل قدرٌ كبير من السير الذاتية. وهى تختلف اختلافا جوهريا عن السير الروائية. أيضاً فإن الصور التى تملأ فصول الكتاب وسنوات التقاطها يخرج بها من الخيال الذى نجده عادة فى النص الروائي. ونستمتع بخياله كثيرا. الروائية لا تركز فى كتابتها على الخيال الإنسانى كثيرا. لكنها تكتُب عن واقعٍ تحياه، وأحداث تجرى لها هنا وهناك فى بر مصر. تكتُب فى الفصل الذى يحمل عنوان: مركز بدر: - عندما أُصيب العالم بوباء الكورونا واضطررنا للانعزال كان أول ما فكرتُ فيه أنى حمدتُ الله على أن أمى قد رحلت قبل كل هذا. كنت سأشرح لها أنها لن تستطيع الخروج. وأن كل الأماكن مُغلقة. وأننى كنت سأرتعب من قدوم أى أحد للمنزل. وأننى كنتُ سأخاف إن حضنتها. لم تكن لتستوعب كل ما يحدث عندما تأتيها حالات التيه. رحلت فى الوقت المناسب قبل حدوث هذا كله بثلاثة أشهر. مكتوب على الغلاف الخلفى للرواية أن المؤلفة فيمونيه عكاشة عملت مرشدة سياحية لسنوات. وأسست شركة مصرية «شركة مصرية ميديا» للترجمة والدوبلاج وأدارتها لأربعة عشر عاما. ثم تركت الشركة لمتابعة اهتماماتها بالفن والتراث. حيث حصلت على الماجستير وتعاونت لفترة مع شركة الورشة المسرحية، وفرقة المصطبة، ونشرت قصتين ضمن المجموعة القصصية المشتركة، والتى نُشِرت بعنوان: حكايات عن بُعد. وتُعِد حاليا فيلما وثائقيا عن حياة والدتها. إن هذا النص ينبع جماله من واقعيته، رغم أن أبطال العمل غُرباء. ولكن يبدو أن هذه الغُربة أنتجت لنا تجربة بالغة العذوبة والجمال. وهى تمزج بين أحداث الرواية والسنوات الأساسية فى حياتها مثل عام 1952 الشهير بالثورة التى قامت فيه وغيَّرت الدُنيا كلها. إنه نص رغم أن فصله الأخير عنوانه: أطياف الحُزن والجمال، إلا أنه يوحى بواقعية بالغة العذوبة والرِقَّة والخيال.