
"هجوم داعشي"... تفاصيل جديدة عن إنفجار الكنيسة في دمشق
أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الأحد، أن انتحاريًا تابعًا لتنظيم "داعش" نفّذ هجومًا على كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث أطلق النار داخل الكنيسة قبل أن يفجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة.
وجاء في بيان الوزارة: "أقدم انتحاري ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي على الدخول إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، حيث أطلق النار على المصلين، ثم فجّر نفسه بحزام ناسف".
وأضاف البيان، "وفقًا للمعلومات الأولية، أسفر الهجوم عن سقوط عدد من القتلى المدنيين وإصابة آخرين بجروح. وقد سارعت الوحدات الأمنية إلى موقع الحادث وفرضت طوقًا أمنيًا في المنطقة، فيما باشرت الفرق المختصة جمع الأدلة ومتابعة التحقيقات للكشف عن ملابسات الهجوم".
وسط تضارب في الروايات حول عدد الضحايا والجهة المنفذة، شهدت العاصمة السورية دمشق، مساء الأحد، هجومًا إرهابيًا دمويًا استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة شرقي المدينة، أثناء إقامة قداس ديني، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وإثارة حالة من الذعر في الأوساط المدنية.
وأفادت قناة "سكاي نيوز عربية" أن 25 شخصًا لقوا حتفهم وأصيب العشرات نتيجة الانفجار، في حين ذكرت قناة "الحدث" حصيلة أولية مختلفة تحدثت عن مقتل 5 أشخاص فقط وسقوط عدد من الجرحى، بينما تستمر عمليات الإنقاذ والإخلاء في محيط الكنيسة، وسط غياب أي تأكيد رسمي حتى لحظة إعداد الخبر.
وبحسب روايات شهود عيان نقلتها وكالة "نوفوستي" الروسية، فإن الهجوم كان عملية انتحارية، حيث دخل أحد المسلحين إلى الكنيسة أثناء الصلاة، وقام بإطلاق النار على المصلين، قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف. وأدى التفجير إلى أضرار جسيمة في هيكل الكنيسة، إضافة إلى وقوع إصابات بين المدنيين بدرجات متفاوتة.
وفي وقت لاحق، أفادت وزارة الصحة السورية في تصريح لـ "سانا"، عن مقتل 9 مدنيين ووقوع 13 جريحاً في حصيلة أولية للهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس بمنطقة الدويلعة في دمشق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تيار اورغ
منذ ساعة واحدة
- تيار اورغ
دبلوماسية روسية: الأسلحة الغربية الموردة إلى أوكرانيا تصل إلى أيدي الجماعات الإرهابية
أكدت دبلوماسية روسية رفيعة المستوى أن الأسلحة الغربية من أوكرانيا تتسرب إلى الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. وقالت يوليا جدانوفا رئيسة الوفد الروسي في مفاوضات فيينا حول الأمن العسكري ومراقبة التسلح في حديث لوكالة "نوفوستي" إن الاتجار غير المشروع بالأسلحة والذخائر من أوكرانيا يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين. وباستنادها إلى تقييمات الخبراء الأجانب، أشارت جدانوفا إلى أن ارتفاع مستوى الفساد بين القيادات الأوكرانية بالإضافة إلى الانتهاكات الجسيمة في نظام مراقبة الأسلحة التي قدمتها الدول الغربية لكييف، يؤدي إلى زيادة تدفق الأسلحة الغربية من أوكرانيا إلى "الأسواق السوداء". وقالت جدانوفا: "من بين المستفيدين الرئيسيين (من تسرب الأسلحة القادمة من أوكرانيا) الشركات العسكرية الخاصة الإقليمية والدولية، والتنظيمات الإرهامية، والعصابات الإجرامية العابرة للحدود في إفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. فخلال العملية الخاصة للقوات الأمريكية ضد تنظيم داعش في سوريا، تم ضبط بنادق هجومية من نوع VZ.58 ورشاشات VZ.61 "سكوربيون" تشيكية الصنع مع ذخائر لها". وأوضحت جدانوفا أن الفحص الأولي للعلامات الموجودة على الأسلحة أظهر أنها كانت جزءا من مساعدات عسكرية مجانية قدمتها وزارة الدفاع التشيكية إلى القوات المسلحة الأوكرانية في مارس 2023. وأضافت الدبلوماسية الروسية: "مع ذلك، فإن أكبر المخاوف تتعلق باحتمال حصول العناصر الخبيثة على منظومات الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات التي يمكن استخدامها لاستهداف الطائرات المدنية". وذكرت جدانوفا أن الغرب وكييف يعرقلان مناقشات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول تسرب الأسلحة الغربية من أوكرانيا إلى "الأسواق السوداء"، مشيرة إلى أن الغرب يعتبر الإمدادات العسكرية لكييف "بقرة مقدسة" رغم ما يترتب على ذلك من وقوع ضحايا مدنيين وانتهاكات للقانون الدولي. وأكدت موسكو مرارا أن إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا تعيق التسوية السياسية، وتجر دول الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا، وتشكل "لعبا بالنار".

المدن
منذ ساعة واحدة
- المدن
مداهمة في طرابلس تثير المخاوف: نشاط داعش يتجدد؟
استفاق الطرابلسيون هذا الصباح على حدثٍ أمني خطير، عزّز في نفوسهم الشكوك والمخاوف من عودة التوترات الأمنية إلى الساحتين الطرابلسية والشمالية، قبل أن تتضح معالم هذا الحدث وتتبيّن صورته. ففي عملية مداهمة نوعية نفذتها فرقة "سوات" في الشرطة القضائية فجر اليوم السبت، في محلة شارع المئتين، حصل تبادل لإطلاق النار بين دورية الشرطة والمطلوب ناصر رومية، ما أدى إلى استشهاد عنصر من القوى الأمنية وإصابة ثلاثة عناصر آخرين، قبل أن يستسلم رومية ويُلقي سلاحه، ويتم اقتياده مكبّلًا إلى التحقيق. ووفق معلومات حصلت عليها "المدن"، فإن ناصر رومية من مواليد 1964، وهو متهم بارتكاب جرائم قتل وإطلاق نار، والتسبب بعدد من الإشكالات السابقة في طرابلس، لا سيما في مدينة الميناء. ولاحقًا، نعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي شهيدها المعاون إلياس طوق، الذي قضى خلال مداهمة منزل أحد المطلوبين في شارع المئتين – طرابلس. وبحسب بيان قوى الأمن الداخلي، فإن رومية بادر إلى إطلاق النار على العناصر الأمنية، ورمى خمس قنابل باتجاههم. وتأتي هذه الحادثة في وقتٍ تعيش فيه منطقة الشمال، وخصوصًا طرابلس، حالة من القلق والهواجس، حيث تبدو الأوضاع الأمنية على صفيحٍ ساخن، نتيجة التقارير الإعلامية والأمنية التي تتحدث عن نشاط متجدد لتنظيم "داعش" وخلاياه النائمة في المدينة. ومجرد شيوع خبر المداهمة، فتح الباب واسعاً أمام التحليلات والتكهنات، إذ ذهبت بعض المواقع إلى الحديث عن اشتباكات بين القوى الأمنية وخلايا داعشية. هذه الأخبار، وخلال أقل من ساعة، أعادت الهاجس الأمني إلى واجهة الأحداث في طرابلس، واحتلت المشهد الشمالي، وسط تخوف متزايد لدى المواطنين من انفلات أمني يهدد الاستقرار الهش في عاصمة الشمال، ويعيدها إلى مشهد تحاول طيّه ونسيانه. قلق مبرّر تقول مصادر متابعة إن "القلق الطرابلسي مبرر، خصوصًا أن الجيش اللبناني كان قد أعلن قبل أيام عن توقيف أحد قياديي تنظيم داعش ويدعى (ر.ف) الملقب بـ "قسورة"، في إطار ما وصفه بعودة نشاط التنظيم، وذلك ارتباطًا بأحداث شهدتها سوريا، أبرزها تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق، وهي العملية التي تبناها التنظيم لاحقًا". وتضيف المصادر أن مداهمة الفجر في طرابلس "جاءت بعد عملية رصد وتعقّب للمطلوب منذ مدة، وبناءً على إشارة القضاء المختص، وبعد ورود معلومات أمنية عن وجوده في شقته بشارع المئتين. وفي سياق سعيها المتواصل لضبط الأمن على مختلف الأراضي اللبنانية، تؤكد القوى الأمنية أنها لن تتهاون مع المخلّين بالأمن في أي منطقة". العائلة تتبرّأ وأصدرت عائلة رومية بيانًا، عقب المداهمة، أوضحت فيه أنها كانت تسعى إلى معالجة مشكلات ناصر بالطرق القانونية، مؤكدة أن ما قام به تصرف فردي غير مسؤول، وأنها تتبرّأ من هذا العمل الإجرامي وتلتزم بالقانون والشرعية. وقدمت العائلة تعازيها لعائلة الشهيد طوق، وتمنّت للبنان الأمن والاستقرار. وأعادت عملية الفجر إلى أذهان المواطنين في الشمال مشهدًا يعود إلى أيار/مايو 2007، عندما نفذت القوى الأمنية مداهمة مماثلة في شارع المئتين نفسه ضد عناصر من تنظيم "فتح الإسلام" كانت متحصنة في شقة سكنية، فوقع اشتباك مسلّح أدى إلى سقوط شهداء من القوى الأمنية. وسرعان ما امتدت المعركة إلى مخيم نهر البارد، حيث خاض الجيش اللبناني مواجهة عنيفة استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، وانتهت باستسلام عناصر التنظيم وانتصار الجيش اللبناني.

المدن
منذ 4 ساعات
- المدن
قراءة هادئة في خطاب البطريرك
حين أطلق البطريرك يوحنّا العاشر (يازجي) صرخته المدوّية، إبّان صلاة الدفن التي أقيمت لضحايا التفجير الإرهابيّ في كنيسة مار الياس في الدويلعة-دمشق، تعاطف معه كُثُر من المسيحيّين في سوريا وخارجها، وذلك على الرغم من أنّ الخطاب بدا انفعاليّاً وغير متماسك في أكثر من موضع - وربّما يكون هذا طبيعيّاً بفعل الارتجال وضغط اللحظة. من حقّ السلطة السياسيّة في سوريا، طبعاً، أن تفنّد بالنقد بعض مضمون هذا الخطاب. لكنّ ما يبدو اليوم أشدّ أهمّيّةً بما لا يقاس، ضرورةُ أن تتفكّر هذه السلطة في مغزى هذا التعاطف مع موقف البطريرك. لماذا يا ترى؟ لماذا شعر كُثُر من المسيحيّات والمسيحيّين في سوريا بأنّ البطريرك ينطق باسمهم كما لو أنّه "رئيس الملّة" إبّان الزمن العثمانيّ؟ لعلّ السبب الرئيس هو تعثّر الدولة السوريّة الجديدة الفاقع حتّى اليوم في أن تصبح دولة. من مذابح الساحل، مروراً بالاشتباكات في جرمانا وصحنايا، وصولاً إلى مجزرة كنيسة مار الياس، يسيطر شعور على كُثُر من السوريّات والسوريّين، لا المسيحيّين وحسب، بأنّ مشروع دولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع في حمى القانون وتوفّر لهم الأمن والأمان، لم يتحقّق بعد بالحدّ الأدنى. يضاف إلى ذلك إحساس بأنّ السلطة السياسيّة غير محايدة تجاه الأديان، بل تحاول، كلّما سنحت لها الفرصة، أن تضيّق على بعض مساحات المجتمع، وأن تأخذه نحو شكل من أشكال الأسلَمة، خَفِر تارةً وسافِر طوراً. حيال الخوف الذي يعتري المسيحيّين (وغيرهم) من الأسلمة وشعورهم بعدم الأمان، من الطبيعيّ أن يضعف التصاقهم بمشروع الدولة، وأن يشتدّ تماهيهم بالجماعة الدينيّة التي ينتسبون إليها، والتي يشعرون بأنّ انتماءهم إليها مهدّد. ولعلّ هذا ما يسوقهم إلى التعاطف مع قادة هذه الجماعة، واستحضار محطّات من ذاكرتهم التاريخيّة كان فيها هؤلاء القادة "رؤساء الملّة" والناطقين باسمها. حيال تقهقر مشروع الدولة وعدم قدرته على فرض ذاته بالسرعة المطلوبة، كان من الطبيعيّ والمشروع والضروريّ أن يحمّل البطريرك الحكومة مسؤوليّة مجزرة الكنيسة، مستخدماً كلمات قاسيةً ومتهكّمة. فالقضيّة قضيّة حياة أو موت. وإذا بقيت سوريا على ما هي عليه اليوم، جمهوريّة موز، الكلمة فيها للرعاع وقطّاع الطرق، سيمعن الناس في الافتقار والهجرة، وربّما انفجرت حرب أهليّة لا تبقي ولا تذر. بيد أنّ مشكلة خطاب البطريرك تكمن في موضعين: أوّلاً أنّه استعاد مذابح العام 1860 في دمشق من دون أيّ مبرّر واضح. ليس الموضوع أنّ الخطاب البطريركيّ ينكأ جراح التاريخ، إذ من حقّنا أن نتكلّم على التاريخ وأن نتفحّصه بالنقد. لكنّ الخطاب أعطى الانطباع أنّ البطريرك يحمّل مسؤوليّة مجزرة الكنيسة للدمشقيّين من أهل السنّة عموماً، وهذه مقاربة إشكاليّة تتجاهل مدى تضامن المسلمين مع المسيحيّين في إثر حادثة الكنيسة. يضاف إلى ذلك أنّ الحديث عن "طوشة 1860"، كما يحلو لأهل دمشق أن يسمّوها، لا يستقيم من دون الحديث عن عبد القادر الجزائريّ، الذي حمى آلاف المسيحيّين ومنع إخوته في الدين من قتلهم. ربطُ مجزرة الكنيسة بمجازر العام 1860، سببه الخوف المتراكم في الوعي الجمعيّ لدى المسيحيّين لأسباب يجدر بالمؤرّخين وعلماء الاجتماع والسيكولوجيا أن يدرسوها. لكن من واجب الخطاب البطريركيّ أن يفكّك هذا الخوف، لا أن يزكيه. المشكلة الثانية في كلمة البطريرك أنّها خاطبت السلطة السياسيّة بإسم المسيحيّين، لكنّها لم تقدّم خطاباً يتكلّم باسم السوريّات والسوريّين عموماً. في الآونة الأخيرة، كثيراً ما استرجع السيّد البطريرك مآثر سلفه مغبوط الذِّكر، غريغوريوس حدّاد. إنّ سيرة البطريرك الحدّاد تُظهر، بما لا يقبل الجدل، أنّ عبقريّة الديناميّة المسيحيّة تكمن في قدرتها على تقديم خطاب لا يتخطّى الخوف المسيحيّ القابع في مطاوي منظومة أهل الذمّة فحسب، بل يذهب إلى الحيّز الذي يتلاقى فيه السوريّات والسوريّون أجمعون بوصفهم أهل أرض واحدة يتشاركون في الهواء والخبز والإبداع والأحلام، ويستطيعون من هذا المنطلق أن يؤسّسوا عقداً اجتماعيّاً قوامه المشترك بينهم، أي المواطنة. هذا البحث عن الحيّز المشترك يملي علينا أن نلقي عنّا، إلى غير رجعة، الغباوة التي تفترض، عن وعي أو عن غير وعي، أنّ دماء المسيحيّين أغلى من دماء سواهم، أو أنّهم يشكّلون في منطقتنا حالةً خاصّةً تبرّر لهم التعالي على سواهم. فالمسيحيّون لا يصبحون حالةً "خاصّة" إلّا عبر إخلاصهم لإنجيل المصلوب. وهذا الإنجيل يعلّمهم شيئاً واحداً: أن يكونوا "غَسَلة أرجُل"، وأن أيّ هويّة أخرى لهم من خارج هذه الهويّة الإنجيليّة تفضي بهم إلى اللامعنى. في غمرة المذبحة، من الصعب أن يختطّ المرء الطريق الذي يأخذنا من الحلقة المفرغة المتّصلة بالهويّة المأزومة، إلى رحاب خطاب يشعر معه الجميع، كائناً مَن كانوا، أنّ أسقف الجماعة المسيحيّة ينطق بإسمهم كما لو كان شيخهم الصوفيّ. لكن هذا تحدّي الكبار. وإذا لم يعكف الكبار على هذه المهمّة، مَن يقوم بها؟