logo
الكحول المثيلي (الميثانول): القاتل المتسلسل

الكحول المثيلي (الميثانول): القاتل المتسلسل

جفرا نيوزمنذ 12 ساعات

جفرا نيوز -
الدكتور عادل محمد الوهادنة
1.التركيب والتحول السام داخل الجسم
الميثانول (CH₃OH) لا يُعد سامًا بحد ذاته، لكن تحويله عبر إنزيم نازع الهيدروجين الكحولي (Alcohol Dehydrogenase) في الكبد إلى فورمالدهايد ثم إلى حمض الفورميك يجعل سميته شديدة.
✔ يتحول 90% من الميثانول الممتص إلى مستقلبات سامة خلال 6 إلى 30 ساعة.
✔ حمض الفورميك يثبط الميتوكوندريا بشكل مباشر، خاصة في شبكية العين والعصب البصري.

2.الجرعة القاتلة والحد الأدنى السمي
الجرعة القاتلة من الميثانول للفرد البالغ تُقدَّر بين 30 إلى 100 مل من الميثانول النقي (أي ما يعادل 1.5 إلى 4 أونصات تقريبًا).
✔ الجرعة السامة الدنيا: 8 مل فقط قد تسبب أعراضًا خطيرة.
✔ عند الأطفال، يمكن أن يؤدي تناول 0.1 مل/كغ فقط إلى أعراض مهددة للحياة.

3.توقيت ظهور الأعراض وتأثير وجود الإيثانول
✔ فترة كمون الأعراض: من 6 إلى 24 ساعة (وقد تمتد إلى 72 ساعة في حال وجود إيثانول مشترك).
✔ الإيثانول يبطئ التمثيل الغذائي للميثانول بنسبة 80%، ما يؤخر الأعراض لكنه لا يمنع التسمم.

4.التأثير البصري الحاد والدائم
✔ حوالي 25-40% من المرضى المصابين بتسمم متوسط إلى شديد يصابون باضطرابات بصرية.
✔ في غياب العلاج النوعي، يحدث فقدان بصري دائم لدى ما يصل إلى 33% من المصابين، ويترافق مع ضمور دائم في العصب البصري.
✔ بداية فقدان الرؤية قد تظهر خلال 12 إلى 48 ساعة من التناول.

5.الحماض الاستقلابي القاتل
✔ يسبب الميثانول حماض استقلابي شديد بفجوة أنيونية عالية (AG > 16 mmol/L).
✔ يتجاوز تركيز حمض الفورميك في الدم 3 mmol/L في الحالات المتوسطة، ويصل إلى 15 mmol/L أو أكثر في الحالات الشديدة.
✔ الرقم الهيدروجيني (pH) قد ينخفض إلى < 6.90، مما يهدد الحياة خلال ساعات.
6.نسبة الوفيات حسب التدخل
✔ بدون علاج: معدل الوفاة يتراوح بين 40 إلى 70%.
✔ مع الإيثانول وحده: ينخفض المعدل إلى 25%.
✔ مع الفومبيزول والغسيل الكلوي: أقل من 5%.
✔ تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أكثر من 10,000 حالة وفاة سنويًا مرتبطة بتسمم الميثانول، خصوصًا في الدول النامية.
7.مصادر الميثانول وحالات التسمم الجماعي
✔ أكثر من 80% من حالات التسمم العرضي أو القاتل في الدول منخفضة الدخل ناتجة عن تناول مشروبات كحولية مغشوشة.
✔ في حالات جماعية (مثل الهند وإندونيسيا وإيران)، وصل عدد الضحايا إلى أكثر من 200 حالة وفاة في حادثة واحدة.
✔ الميثانول يُستخدم صناعياً في إنتاج المضادات الحيوية، الفورمالين، والوقود، مما يرفع فرص التسمم العرضي.
8.صعوبة التشخيص المختبري
✔ تحاليل مستوى الميثانول في الدم متوفرة فقط في أقل من 30% من مختبرات الطوارئ في العالم.
✔ يتم التشخيص غالبًا عبر الفجوة الأنيونية (AG) والفجوة الأسمولية (OG > 10 mosm/kg).
✔ قيمة الأسمولية الطبيعية: 285–295 mOsm/kg؛ وOG المحسوبة = أسمولية مقاسة – (Na × 2 + الجلوكوز/18 + اليوريا/2.8 + الإيثانول/4.6).

9.الإيثانول كعلاج مضاد تنافسي
✔ جرعة البداية: 600 مل من الإيثانول 10% وريدياً خلال ساعة، ثم 66–154 مل/ساعة للحفاظ على مستوى علاجي (100–150 mg/dL).
✔ الإيثانول يقلل تحويل الميثانول إلى حمض الفورميك بنسبة 80-90%.
✔ يتطلب مراقبة سكر الدم والكهارل ووظائف الكبد بدقة كل 4 ساعات.

10.الفومبيزول (Fomepizole): العلاج النوعي الفعّال
✔ جرعة: 15 mg/kg وريدياً كل 12 ساعة.
✔ يثبط إنزيم نازع هيدروجين الكحول بنسبة >98% خلال 30 دقيقة.
✔ فعاليته تعادل الإيثانول لكن بأمان أعلى، ولا يتطلب مراقبة مستمرة للسكر أو الحالة النفسية.
✔ الكلفة العالية (تتجاوز 2000 دولار للجرعة الكاملة) تحد من توافره في الدول النامية.
11.أهمية الغسيل الكلوي في الإنقاذ
✔ يزيل الميثانول ومستقلباته، ويصحح الحماض.
✔ يُوصى به إذا:
•مستوى الميثانول > 50 mg/dL
•وجود حماض شديد (pH < 7.25)
•تغيرات بصرية أو عصبية واضحة
✔ جلسة واحدة من الغسيل تستمر من 4 إلى 6 ساعات، وتقلل نصف عمر الميثانول من 54 ساعة إلى أقل من 4 ساعات.
12.الإجراءات الوقائية والاستجابة المجتمعية
✔ الدول التي تُنظم سوق الكحول وتمنع بيع الميثانول كمادة قابلة للشرب تشهد أقل من 1% من حالات التسمم بالميثانول سنويًا.
✔ حملات التوعية خفضت التسممات بنسبة 35% في بعض المناطق بعد الأزمات.
✔ إدراج الميثانول ضمن قائمة السموم الصناعية المحظورة للاستخدام الغذائي خفف الوفيات بنسبة 50% في بعض الدراسات الإقليمية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزيون في مركز الحسين للسرطان: المبادرة الملكية أعادت لنا الحياة
غزيون في مركز الحسين للسرطان: المبادرة الملكية أعادت لنا الحياة

الدستور

timeمنذ 6 ساعات

  • الدستور

غزيون في مركز الحسين للسرطان: المبادرة الملكية أعادت لنا الحياة

عمان- نيفين عبد الهادي مجرد استنشاق هواء الأردن هو استنشاق للحياة، وفرصة نجاة، وروح جديدة تبث بكل أجزاء أجسادهم، هم أطفال غزة المرضى الذين قدموا للأردن لتلقي العلاج في مستشفيات المملكة، وذلك في إطار مبادرة الممر الطبي الأردني، وحديث ذويهم حين تستمع لهم شاكرين الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني على ما قدّمه ويقدمه لأهل قطاع غزة منذ قرابة العامين، دون توقف أو حتى تأخّر في مد يد العون والسند لهم، فلم يخذلهم يوما بل أبقاهم أولوية، بدعم إنساني وصحي وغذائي وإغاثي لم يتوقف.في مركز الحسين للسرطان، تتواصل الجهود الأردنية لدعم غزة لتكتمل الحكاية، حيث يتلقى العلاج به حتى ظهر يوم أمس (97) طفلا مرضى السرطان مع عائلاتهم من غزة ، تشرف على علاجهم كوادر طبية بخدمات صحية وطبية بأعلى درجات المستويات الطبية، إضافة للأطباء النفسيين حيث يتم متابعة أوضاعهم النفسية بمجرد دخولهم للمركز، وبعد مباشرتهم العلاج، إضافة لتوفير كافة الخدمات للأطفال وذويهم من إقامة بأحد فنادق عمّان، والطعام والشراب، وحتى التعليم، حيث تم الحاق عدد من مرافقيهم للدراسة في مدارس المملكة، وببعض الحالات تم الحاق أحد مرافقي المرضى للدراسة الجامعية لحين انتهاء الطفل علاجه.ومنذ 4 آذار 2025، استقبل الأردن 170 شخصاً من غزة منهم (57 ) مريضا برفقة 113 من أفراد عائلاتهم على دفعات متعددة، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حيث يعمل الأردن لإجلاء المزيد من الأطفال المرضى من قطاع غزة وتسريع عملية إجلائهم، وفي الحادي عشر من حزيران الحالي وصل للمملكة الدفعة الخامسة من المرضى الأطفال من غزة للعلاج في الأردن وضمت الدفعة الأحدث 16 مريضا، منهم 10 مرضى سرطان، إضافة إلى 48 مرافقا من ذويهم.وأعلن جلالة الملك عبدالله الثاني عن مبادرة (الممر الطبي الأردني – غزة) خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الحادي عشر من شباط 2025 في البيت الأبيض، وتهدف المبادرة التي انطلقت مطلع شهر آذار 2025 بتوجيهات ملكية إلى إجلاء (2000) طفل مريض من غزة لتلقي العلاج في الأردن، حيث يتلقى المرضى الرعاية الطبية النوعية في أفضل المستشفيات الأردنية الحكومية والخاصة من قبل فرق طبية متخصصة.ويتم إعادة الأطفال المرضى مع أسرهم إلى غزة فور الانتهاء من رحلة علاجهم في الأردن، ليتسنى للأردن استقبال دفعات جديدة من المرضى، وقد تم الإعلان عن هذا الإجراء منذ بداية عمليات الإجلاء، وتعد هذه المبادرة (الممر الطبي الأردني – غزة) امتداداً للجهود الإنسانية التي يبذلها الأردن لضمان حصول الأطفال المرضى في غزة، على العلاج والذي من شأنه أن يمكنهم من العودة إلى ممارسة حياتهم.ويرى الأهل بغزة كل هذه الجهود الاستثنائية التي تتسم بالديمومة، ترياق حياة لهم، ونورا ينير نفق حياتهم المظلم، بآمال أن تعود لهم أهم أساسيات الحياة وهي الصحة، وتعود لملامح أطفالهم الضحكة التي طمستها الحرب، وقتلها المرض، ليكون جلالة الملك عبد الله الثاني المنقذ لهم، ومن بعث في حياتهم نبضا أعاد لها أهم مقوماتها لتضاف لباقي مبادرات ومكارم جلالته للأهل في غزة، والتي يؤكد جلالته على استمرار الأردن بهذا الدعم.وللقرب من قلب وتفكير أطفال غزة وسماع صوت حبّهم لجلالة الملك عبد الله الثاني وللأردن وعرفان ذويهم بمبادرة جلالة الملك (الممر الطبي الأردني – غزة) والتي تأتي استكمالا لجهود عظيمة عُرفت عن الأردن تاريخيا، التقت جريدة «الدستور» أمس بعدد من أطفال غزة وذويهم ممن يتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان، وبالأطباء المشرفين على علاجهم صحيا ونفسيا، ليتحدثوا بكل معاني الحبّ والشكر لبلد فتح قلبه وبابه وبيته لهم، ليس بالكلام إنما بمواقف ومبادرات حقيقية جعلت من حياتهم من مختلفة.لقاءات بحجم حالة سياسية وإنسانية، تحدث بها أطفال غزيون عن يد الأردن التي امتدت لتخفف آلامهم، تخففها ليس معنويا كما يفسرها البعض، إنما تخفيف الأوجاع بشكل عملي وملموس، ليعيشوا اليوم دون آهات وأنين، وعاد ليلهم ساعات للنوم، لا أوجاع بالمطلق، مؤكدين أن علاجهم بدأ منذ اللحظة الأولى لوصولهم للأردن، ومنهم من أجريت له عمليات الاستئصال للأروام التي يعاني منها، ومنهم من أجريت له الإجراءات الطبية اللازمة للعلاج، بإجراءات سريعة ومنظمة من مركز الحسين للسرطان، وبأعلى المستويات الطبية اللازمة، وأفضلها، وبروح إنسانية يؤكد الغزيون أنها تصلهم بشكل كبير وتدخل مشاعرهم بحبّ للأردن وقيادته العظيمة.وضمن لقاءات «الدستور» في الجولة التي قامت بها أمس في مركز الحسين للسرطان، أكد الفريق الطبي المشرف على علاج الأطفال، أنهم يتعاملون مع حالات لأول مرة بتاريخهم المهني يتعاملون معها، ففي أغلب الحالات نادرة، وقد وصلت للدرجة الرابعة من انتشار المرض بأجساد أطفال غزة، فيما حدث وأن أنجبت ثلاث سيدات قدمن بمرافقة أطفالهن للعلاج وأنجبن خلال فترة إقامتهن بالأردن، وينتظر أن تنجب سيدة قريبا حيث وصلت بإحدى دفعات الأطفال وهي حامل ومن المنتظر أن تنجب قريبا، مؤكدين أن المركز يملك كافة المؤهلات والقدرات للتعامل مع كافة الحالات بأعلى المستويات الطبية. زينب (أم عبد المعطي)حضرت زينب مع ولديها التوأم (قاسم وأحمد/ 13 عاما) وهما يعانيان من سرطان الغدة اللمفاوية، تقول «مهما شكرت جلالة الملك عبد الله الثاني والأردن سأكون مقصرة» فما قدمه لنا الأردن هو حلم بعيد المنال، بل معجزة لم أكن يوما أتوقع أن تتحقق، أنا أحد أبنائي ، أحمد ، يعاني من قبل الحرب من السرطان، وابني الآخر ظهر المرض لديه خلال الحرب، وبطبيعة الحال خلال الحرب لم يكن يتلقى العلاج بالمطلق، وكان وضعه الصحي يتدهور، في حين لم يكن قادرا على العيش براحة نتيجة الأوجاع والآلام، وفي هذه الأثناء بدأت أشعر أن ابني الثاني قاسم بدأت تظهر عليه أعراض تعب وارهاق وسعال وأصبح هزيلا، فقمت بمراجعة المستشفى الميداني الأردني في خانيونس، وهذا المستشفى يقوم بدور عظيم في غزة، طبيا وصحيا.وفي المستشفى الميداني الأردني تقول زينب أجريت له كافة الفحوصات والتحاليل وصور الاشعة، وتبين أنه يعاني من السرطان بنفس حالة توأمه، وبدأت أراجع المستشفى علما بأنني كنت أسير له مئات الكيلو أمتار، وعند وصولي كنت أجد أعلى درجات الاهتمام الطبي.وقالت زينب حقيقة عندما تم إبلاغي بسفري للأردن لعلاج ابني اقسم انه لا يوجد كلمات تعبّر عن فرحي، ودعائي لجلالة الملك والأردن، أطال الله في عمره، وحتى اللحظة لا أكاد أصدق أنني في عمّان، ولكرم الأردنيين الذي لا يوصف يتم علاج التوأم، وليس فقط قاسم، فقد تمت الموافقة على علاج ولدي الإثنين، ومنذ وصلنا الأردن بدأت إجراءات العلاج بالإضافة، للعلاج النفسي الذي يقدّم لهما.وبالطبع فور وصولنا ، تقول زينب ، تم تقديم كافة الاحتياجات والمستلزمات لنا، وتم توفير حجوزات فندقية ، علاوة على الطعام والشراب وخدمة الهواتف، والانترنت، جميعها قدمت لنا من أردن الخير والشهامة، ونأتي لمركز الحسين للسرطان للعلاج ونعود للفندق. وأشارت زينب إلى أن مركز الحسين للسرطان يقدّم لطفليها كل ما يلزمهما من خدمات صحية وطبية، ونفسية، بأفضل الأساليب الطبية والإنسانية، ولم يقصّر للحظة منذ وصولنا له بأي جانب، وقد أجريت لابني قاسم كافة الفحوصات اللازمة، وأجريت له عملية لأخذ عيّنة لمعرفة تفاصيل حالته الصحية، ويتم التعامل مع أحمد بذات الاهتمام الطبي والإنساني.في قول شكرا، قليل، بل عجز عن التعبير، هكذا ختمت زينب حديثها معنا، وقد تركت ابنها الكبير ووالده في غزة، وحضرت إلى بلد النشامى والنخوة ليصمت وجع وألم ابنها، ويعود توأمه لمتابعة علاجه. الطفل قاسمقاسم رفض بداية الحديث معنا، وقد بدأ علاجه الكيماوي قبل يومين، وبدا عليه التعب والإرهاق، ليحرّك صمته زميلي المصوّر شريف العويمر الذي داعبه بأن طلب منه أخذ الكاميرا والتقاط بعض الصور، ليحمل الكاميرا وتعود الابتسامة على ملامحه، ويبدأ بالحديث الذي أكد خلاله أنه سعيد بوجوده في الأردن، وأنه لم يعد يشعر بما كان يشعر به من آلام وهو في غزة، نتيجة مرضه، وقال «بحب جلالة الملك عبد الله كثير، وبحب الأردن كثير، والأردنيين» لينقل قاسم ابن 13 عاما، حال أطفال غزة وأهلها تجاه الأردن، ففي كلماته مشاعر تحيكها ملامحه قبل لسانه بصوت صامد أمام تحديات لم تعشها البشرية. ريم (أم فيّ)وعند ريم باقي الحكاية، حكاية حبّ الأردن والشكر والعرفان، وحكاية شعب يعيش حربا هي الأقسى بتاريخ البشرية، ريم أم فيّ «كان»، وفي كان وجع لا تحتمله قلوب البشرية، كان لها أربعة أبناء، ولد وثلاث بنات، استشهد زوجها وابنتيها، وبقيت فيّ وشقيقها، فهي اليوم أم لطفلين أحدهما مصاب بسرطان في العين، والآخر ابن (11) عاما، الطفل الذي هو اليوم رجل البيت وحاميه.قالت ريم، قدومي للأردن في إطار مبادرة جلالة الملك عبد الله الثاني لعلاج أطفال غزة، حقيقة بمثابة طوق نجاة لي ولطفلتي وطفلي، طوق نجاة يعبر بنا لبر الأمل، بعدما فقدته بشكل كامل، ولم أعد أرى في يومي وغدي سوى ألما، وعند إبلاغي بأني سأحضر للأردن، شعرت بأن الله منحي نعمة كبيرة هي نعمة قدومي للأردن والعلاج به، وعندما حضرت ووجدت عظيم ما يقدم لنا من خدمات صحية وطبية وإقامة وطعام وشراب، حقيقة يصعب وصف شعوري وشكري لجلالة الملك ملك الإنسانية.وأشارت ريم إلى أن طفلتها فيّ أنجبتها خلال الحرب، وهي لم تبلغ من عمرها، العام، وبعد ولادتها بشهر تقول بدأت أشعر بأن ابنتي لا تنظر لي كباقي الأطفال، وكباقي شقيقاتها، وقمت بمراجعة أحد المستشفيات بغزة تبين وجود كتل سرطانية في العينين، وبجاجة لعملية وبالطبع هذا الأمر لم يكن ممكننا بالمطلق في غزة، التي انهارت منظومتها الصحية تماما، ليتم بعد ذلك ابلاغي بالقدوم للأردن لعلاج ابنتي وقد حضرت معها ومع ابني وهو الآن بالفندق، تركته وأنا أشعر أنه بأيد أمينة جدا.وتضيف ريم، فور وصولنا بدأ مركز الحسين للسرطان بإجراء اللازم طبيا، وأجريت لابنتي عملية باحدى العينين ، وبقيت الثانية، وهي الآن أصبحت ترى بشكل طبيعي بعينها اليمنى، وقريبا بإذن الله سترى بعينها اليسرى، بعد كل هذا ماذا يمكنني أن أقول، حقيقة في كلمة شكر قليل جدا، احتاج الكثير الكثير من القول حتى أفي الأردن وجلالة الملك عبد الله الثاني حقهم، اليوم ابنتي بدأت ترى ما حولها، ولعله من أجمل ما يمكن قوله إنها رأت عمّان والأردن، وفي ذلك أجمل ما يمكن أن تفتح ابنتي عيناها عليه. إسراء أبو حاجتجلس إسراء وقد احتضنت طفلتها وطفلها، ملامحها مليئة بالألم والوجع، عند اقترابي منها ابتسمت وقالت أنا سعيدة فقد بدأت سما (9) سنوات بالتعافي، جلست بجوارها اراقب ملامحها، فقالت حقيقة لم أصدق أنني في الأردن، ابنتي تعاني من ورم في الدماغ، وهي الآن أفضل الحمد لله وقد بدأت بالعلاج وأجريت لها العملية بعد إجراء التحاليل اللازمة، وكلمات الشكر كلها لا تكفي لشكر جلالة الملك عبد الله الثاني، وتقدير الأردن ومركز الحسين للسرطان.وأضافت إسراء حضرت مع سما وعبد الرحمن، ونقيم الآن بفندق وتقدّم لنا كافة الخدمات اللازمة، ويتم توفير المواصلات لنا، وبدأ المركز بإجراء كافة الإجراءات الطبية اللازمة، لتصبح طفلتي الآن أفضل بكثير، فلا ألم، وعادت للحديث والتركيز والتحدث مع أخيها، حقيقة ما حدث لنا لا يمكن التعبير عن قيمته لنا، وأهميته وعظيم نتائجه، هو فرصة نجاة من كل آلامنا وأوجاعنا وفقدنا لأمل البقاء والحياة.فأن تسمع طفلتك تتألم ، تقول إسراء ، ولا تملك لها العلاج، ولا حتى ما يسكّن ألمها، هو الظلم والقهر، والوجع الكبير، ليأتي الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ويقدّم لنا ما نحتاج، بل ما نحلم به وظنناه لن يتحقق، لكنه اليوم حقيقة نعيشها ونسعد بكافة تفاصيلها، فشكرا لجلالة الملك وشكرا للأردن، وشكرا لمركز الحسين للسرطان. أم يوسف وجاءت أم يوسف لتحدثنا عن سعادتها بأن الأردن استقبلها وابنها يوسف، هذا الشاب المليء بالحياة التي تخفي وجعا وألما لا يمكن وصفهما، قالت نشكر الملك عبد الله الثاني، ونشكر الأردن، ونقدّر عاليا دور مركز الحسين للسرطان، فمجرد وصولنا بدأت رحلة علاج ابني والحمد لله هو اليوم يشعر بتحسن كبير، وأجريت له كافة الإجراءات الطبية اللازمة.وأشارت إلى ان ابنها يعاني من سرطان في الدماغ، وضعه الصحي كان سيئا للغاية، لكنه الآن يسير وفق إجراءات طبية بأعلى المستويات الطبية، ويلقى اهتماما كبيرا من الكادر الطبي، لتكون له فرصة حقيقة للنجاة والعودة لحياته الطبيعية، حقيقة ما قدّمه لنا الأردن بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني أكبر من أن نشكره بكلمات عادية، هو حلم تحقق، وأمل حلّ محل الألم، وحياة افتقدناها تعود لنا من نافذة مركز الحسين للسرطان، بحبّ وإنسانية وعطاء أردني عظيم. يوسفيوسف قال أنا سعيد أنني بدأت علاجي بصورة صحيحة، ووفق أعلى المستويات الصحية والطبية ومركز الحسين للسرطان قدّم لي أفضل رعاية وأجريت كافة الإجراءات والتحاليل الصحية اللازمة، وحقيقة بدأت أشعر بأني أفضل، وحياتي تغيرت «للأحسن».وشكر يوسف جلالة الملك عبد الله الثاني وقال، جلالة الملك ملك الإنسانية هذه المبادرة عظيمة وأعادت لنا حياة اشتقنا لها، حياة ظنناها لن تعود، وخفف آلامنا، ما أريد قوله جلالة الملك «جعلنا أفضل». الكوادر الطبيةوضمن لقاءات «الدستور» تحدثنا مع الكادر الطبي المشرف على علاج الأطفال في مركز الحسين للسرطان، فكانت البداية مع استشاري ورئيس قسم الأطفال في مركز الحسين للسرطان الدكتورة رود ريحاني، قالت يوجد الآن في مركز الحسين للسرطان 97 طفلا مصابا بالسرطان من غزة، موضحة أن هذا الرقم سبقه بالطبع عدد من الأطفال ممن غادروا وعادوا لغزة بعد تلقيهم العلاج، مبينة أن كافة أنواع السرطان والأورام شاهدوها خلال استقبالهم لأطفال غزة، وحقيقة هناك حالات لم نعرفها يوما، «ولم تمر علينا بتاريخ عملنا»، وغالبية الحالات التي تصلنا تعاني من الانتشار الكبير للأورام بأجساد الأطفال، بالطبع نتيجة لعدم العلاج وتوفر الأدوية.وبينت الدكتورة ريحاني أنه فور وصول الطفل للمركز يتم إجراء كافة الفحوصات اللازمة، وقد أظهرت التحاليل عند بعض الأطفال أنهم لا يعانون من السرطان بالمطلق، وتم إحالتهم إلى مستشفيات أخرى، وغالبية الأطفال تصل لنا بحالات سيئة نتيجة لسوء التغذية ومن الصدمات والظروف السيئة التي مروا بها وفقدانهم لعدد من أفراد أسرهم وهناك من فقد كامل أسرته وغالبية الأطفال يعانون من درجات متقدمة من المرض لكن المركز يبدأ بالعلاج اللازم على الفور، ويتم توفير علاج نفسي لهم.وأكدت ريحاني وجود كافة التخصصات الطبية لمعالجة الأطفال، وبأعلى درجات المستويات الصحية والطبية، ونتعامل مع كافة الحالات وفقا لطبيعتها، فهناك حالات تحتاج مجرد وصولها للعناية الحثيثة، والدخول للـ «أي سي يو «، نظرا لكونها حالات متقدمة، ونقوم بالعلاجات اللازمة.وعن أعمار الأطفال قالت الدكتورة ريحاني استقبلنا أطفالا بعمر الأشهر الأولى، وأكبر طفل كان عمره (19) عاما، وحقيقة شاهدنا كل أنواع الأورام عند أطفال غزة، فيصعب تحديد نوع دون الآخر، وهناك أطفال دون السنة بعمر الأشهر يعانون من أنواع سرطان.وعن أبرز التفاصيل التي تتحدث عنها الدكتورة ريحاني أن ثلاث سيدات أنجبن في عمّان، فقد حضرن مع أبنائهن وكن «حامل» وأنجبن في الأردن، والآن يوجد سيدة حامل حضرت بأحدى الدفعات الأخيرة ينتظر أن تنجب قريبا، مؤكدة أنه يتم توفير كافة الخدمات اللازمة لهن للإنجاب، بظروف صحية نموذجية.ولفتت الدكتورة ريحاني إلى انه يتم توفير المواصلات والسكن بفندق والطعام والشراب وكافة الخدمات الضرورية للأطفال وأسرهم، إضافة لتوفير المدارس لمرافقيهم في حال كانوا بمرحلة المدرسة، وحدث أن وفرنا الجامعات لمرافقي أطفال من طلبة الجامعات خلال فترة تواجدهم في الأردن، فنحن نقدم كافة الخدمات اللازمة بالإضافة بطبيعة الحال للدور الطبي، حيث نقوم بفحص الطفل ومن ثم نوفر العلاج اللازم وفقا للحالة.وأكدت الدكتورة ريحاني أن وضع أطفال غزة مختلف عن أي أطفال آخرين، وحدث ان استقبلنا أطفالا من سوريا في فترة الحرب، وما زلنا نستقبل، لكن حالات ليست بسوء ما نراه اليوم مما يعانون منه أطفال غزة. الدكتورة لينا الدباسوفي لقائنا الآخر، مع اختصاصية الطب النفسي الدكتورة لينا الدباس قالت نحن نوفر للأطفال فور وصولهم جلسات للعلاج النفسي قبل بدئهم العلاج، فهم قادمون من ظروف صعبة وقاسية جدا، علاوة على ما يعانون من آلام نتيجة مرضهم، فنبدأ بجلسات قبل العلاج، ومن ثم نبدأ بجلسات بعد بدء العلاج سيما وأن العلاج يسبب العناد والغضب السريع وفرط الحركة، فنعمل على توفير العلاج النفسي اللازم لكل طفل. ولفتت الدكتورة الدباس إلى أنه يتم توفير كافة الاحتياجات اللازمة للأطفال وذويهم، من طعام وشراب ومواصلات وتوفير أي احتياجات، ونراعي دوما التعامل الحذر معهم نفسيا، سيما وأن كافة الأطفال جاءوا من ظروف سيئة جدا، وهناك أطفال فقدوا أحد أفراد أسرهم أو أكثر، واستقبلنا طفل (7) سنوات، جاء مع جدته فقد أسرته بالكامل لم يبق له سوى جدته، وكل هؤلاء يعانون من ظروف صحية ونفسية غاية في السوء، ونحن نعمل على ترتيب إجراءات علاج نفسي لهم، منذ دخولهم للمستشفى.وبينت الدكتورة الدباس نبدأ بالقسم الاجتماعي ومن ثم النفسي مع الأطفال، إضافة إلى أننا نعمل على ترتيبات العودة للمدارس، ونوفر للأطفال الخدمات التعليمية حتى لا ينقطعوا عن المدرسة والتعليم.وأكدت الدكتورة الدباس على أنهم يتعاملون بكل إنسانية وحبّ مع الأطفال وهناك سعي حقيقي لتوفير كل ما يلزمهم ويبقيهم كغيرهم من الأطفال يعيشون حياة طبيعية، إلى جانب توفير العلاج الطبي يتم توفير العلاجات اللازمة نفسياً واجتماعياً.

تسويق الكفاءات الطبية الأردنية عالميًا
تسويق الكفاءات الطبية الأردنية عالميًا

الدستور

timeمنذ 7 ساعات

  • الدستور

تسويق الكفاءات الطبية الأردنية عالميًا

إعداد: د. عادل محمد الوهادنة، استشاري المناعة والروماتيزم – عمّان مقدمة:* في وقت تتغير فيه قواعد العلاقات الدولية من الاعتماد على السلاح والمال إلى الاعتماد على المعرفة والكوادر البشرية، تبقى الكفاءات الطبية الأردنية واحدة من أبرز موارد الدولة التي لم يُستثمر بها كما ينبغي بعد. لقد أنتجت الجامعات الأردنية ومؤسسات التدريب الطبي آلاف الأطباء من ذوي الكفاءة والخبرة، وانتشروا في عدة دول، لكن دون إطار تنظيمي وطني يجمعهم، أو استراتيجية تصدير صحية مستدامة.* في المقابل، فإن أسواقًا إقليمية كبرى تمر بأزمات نقص حاد في الموارد الطبية، وتفتح أبوابها لكوادر من دول أقل كفاءة من الأردن لكنها سبقتنا بتنظيم نفسها وتقديم مواردها ضمن رؤية مؤسسية لا تعتمد على الاجتهاد الفردي.* تأتي هذه الورقة لتقترح «إعادة منهجية تسويق الأطباء الأردنيين خارجيًا»، عبر بنية رقمية، استراتيجية وطنية، ودمج الطبيب في السياسة الخارجية للدولة، ليصبح سفيرًا للكفاءة الوطنية، وشريكًا في تعزيز صورة الأردن، وتنويع موارده الاقتصادية. المحتوى الموسع والإحصائي:أولًا: مبررات إعادة المنهجية1. عدم كفاءة الأدوات التقليدية: مثل السيرة الذاتية الورقية، المراسلات العشوائية، أو التوظيف عبر الأقارب.2. فجوة بين العرض والطلب: معدل الأطباء في الأردن > 2.5 لكل 1,000 نسمة، بينما هو < 0.5 في معظم الدول المحيطة.3. انعدام الهوية التسويقية: لا توجد منصة تعريفية مؤسسية باسم الطبيب الأردني خارج الحدود.ثانيًا: الأسواق الصحية القابلة للاستيعاب* العراق، اليمن، السودان، ليبيا، وتشاد: عجز يفوق 250,000 طبيب خلال العقد المقبل.* أفريقيا الناطقة بالإنجليزية: نيجيريا وحدها تحتاج 60,000 طبيب إضافي بحلول 2030.* دول الخليج غير المشبعة مثل عمان والبحرين.* آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية بدأت بانفتاح مشروط للكوادر الطبية العربية.ثالثًا: نموذج المنهجية الجديدة** منصة وطنية رقمية:* تحت اسم: Jordanian Doctors Global* تُدار بشفافية، تحوي ملفات مصدقة ومترجمة لكل طبيب.* مزوّدة بمحرك ربط مع جهات التوظيف، وإعداد قانوني للتعاقدات.** وحدة وطنية للتسويق الصحي الخارجي:* تعمل بإشراف مشترك من وزارات الصحة والخارجية والتعليم العالي.* تنسق المعارض، العلاقات الثنائية، وملفات التحضير القانوني واللغوي.** ملف تسويقي رقمي لكل طبيب:* يتضمن: سيرة ذاتية دولية، شهادة حسن سلوك مهني، مقطع فيديو تعريفيا، تقييما لغويا.رابعًا: تجارب ناجحة يمكن الاستفادة منها:* الفلبين:* تصدير أكثر من 200 ألف كادر صحي سنويًا.* تحويلات سنوية تتجاوز 10 مليارات دولار.* كوبا:* فرق طبية ضمن اتفاقيات ثنائية، تعد أداة دبلوماسية ثابتة.* الهند:* منصة توظيف صحية دولية وربط مباشر بين الجامعات والأسواق الخليجية.* تونس:* رقمنة ملف الخريجين وربطه مع السوق الأوروبية عبر برنامج طبي موحد.* يمكن للأردن أن يُنشئ «شبكة أطباء إقليميين أردنيين» تخدم الملايين خارج حدوده وتُعزز نفوذه السياسي. التحركات المقترحة:* استحداث وحدة دبلوماسية صحية في الخارجية.* بناء سجل وطني مغترب للأطباء.* إدخال الطبيب الأردني في مشاريع المساعدات الرسمية.* ربط الطبيب المغترب بالقنصليات والمراكز الثقافية.سادسًا: مراجعات وتحسينات مقترحة* إصدار تشريع خاص بتصدير الكفاءات الصحية.* إنشاء تطبيق رقمي للأطباء.* توقيع اتفاقيات توظيف حكومية مباشرة.* وضع بند في الموازنة لتمويل المنصة ووحدة التسويق.سابعًا: مقارنات مع دول نجحت في تبني الأسلوب المؤسسي لتسويق كوادرها الصحيةفي خضم التنافس الدولي على الكفاءات الصحية، برزت عدة دول ذات موارد بشرية محدودة لكنها استطاعت أن تسوّق أطبّاءها بنجاح بفضل تبنيها لنهج مؤسسي شمولي ومدروس. هذه التجارب تقدم دروسًا ثمينة يمكن للأردن الاستفادة منها وتطويعها ضمن بنيته الوطنية:* الفلبين:* أنشأت الحكومة الفلبينية من خلال وزارة العمل بالتعاون مع وزارة الصحة وحدة مركزية لتصدير الكفاءات الصحية، لا سيما التمريض.* تم تطوير قاعدة بيانات وطنية متاحة للسفارات والمشغّلين الدوليين.* كل طبيب أو ممرض يُجهّز ضمن برنامج إعداد لغوي وثقافي قبل السفر.* بلغت صادرات الموارد البشرية الصحية في الفلبين عام 2022 أكثر من 200 ألف وظيفة، وأسهمت بـ10 مليارات دولار تحويلات سنوية.* كوبا:* تتبع سياسة صحية تقوم على التعليم الطبي المرتبط بالبعد الدبلوماسي الدولي.* يتم إرسال الفرق الطبية عبر اتفاقيات حكومية ثنائية، وتتقاضى الحكومة مقابلها رسومًا، ما يحول الكادر الطبي إلى أداة دبلوماسية واقتصادية في آنٍ واحد.* يشترط على كل طبيب الالتزام بمعايير تدريب موحدة، ويتم تجهيزه وفق بروتوكولات التبادل المهني.* تحوّلت كوبا إلى واحدة من أكثر الدول تصديرًا للكوادر الصحية.* الهند:* رغم اتساع البلاد، تبنت حكومات الولايات بالتعاون مع القطاع الخاص نهجًا احترافيًا في تسويق الأطباء.* أنشأت منصات رقمية متخصصة مثل «HealthCare India» لتسويق الأطباء للمستشفيات في الشرق الأوسط وأوروبا.* تم ربط الجامعات الطبية بالأسواق الخارجية من خلال برامج تدريب معتمد دوليًا تؤهل الطبيب مباشرة للمعادلة دون الحاجة للوساطات.* تونس:* عملت على تنظيم مكاتب ارتباط طبي في بعض السفارات، وأطلقت مبادرة «طبيب تونس في الخارج».* تمت رقمنة ملفات الخريجين وربطها بمنصة عالمية، مما أدى إلى تصاعد فرص التوظيف في كندا وألمانيا وفرنسا.* تمت مراجعة المناهج الطبية لتتوافق مع متطلبات السوق الأوروبي من حيث اللغة والتطبيقات.ثامنًا: المراجعات والتحسينات المقترحة للمنهجية الأردنية تعزيز الإطار التشريعي والتنظيمي:* إصدار قانون خاص بتنظيم تسويق الكوادر الصحية الأردنية خارج المملكة.* إشراف مباشر من مجلس وزاري صحي اقتصادي مشترك على الخطة التنفيذية.* إنشاء وحدة مستقلة ضمن وزارة الصحة أو نقابة الأطباء:* تكون مهمتها بناء وإدارة المنصة الرقمية، والتنسيق مع جهات التوظيف، وتجهيز الملفات.* تُدار الوحدة بكادر متخصص في إدارة الموارد البشرية الدولية، وليس موظفين إداريين تقليديين.* ربط المنظومة التعليمية بالتسويق الدولي:* إدخال مكوّنات تدريبية متعلقة بالمقابلات الطبية العالمية، مهارات التواصل العابر للثقافات، والقوانين الصحية الدولية.* عقد شراكات بين كليات الطب الأردنية والجامعات التي تمتلك برامج تأهيلية مباشرة للعمل في الخارج.= رقمنة العملية برمتها:* إنشاء تطبيق خاص بالأطباء الأردنيين يحتوي على:- فرص التوظيف الموثقة.- برامج المعادلة في الدول المختلفة.- دعم قانوني ولوجستي.- تقييمات دورية للطلب العالمي على التخصصات.* التحرك السريع نحو الاتفاقيات الثنائية:* توقيع مذكرات تفاهم حكومية مع الدول التي تعاني من عجز صحي.* تفعيل السفارات الأردنية كقنوات تسويق لا كمجرد بعثات دبلوماسية.* مراجعة البنية التسويقية الحالية:* إيقاف أو ضبط المكاتب التي تعمل بطريقة عشوائية وتسيء لصورة الطبيب الأردني.* تقييم جدوى الإعلانات التقليدية، والتركيز على منصات الذكاء الاصطناعي والبحث المهني الدولي.تاسعًا: البعد السياسي والدبلوماسي لإعادة تسويق الأطباء الأردنيين: نحو استخدام الكفاءات الطبية كأداة للنفوذ الصحي الإقليمي. تمهيد:لطالما ارتبط الأمن الصحي بالأمن القومي، واعتُبرت الكفاءات البشرية في القطاع الطبي رصيدًا استراتيجيًا للدول، ليس فقط داخل حدودها بل أيضًا كجزء من قوتها الناعمة في محيطها الإقليمي والدولي. ومن هنا، فإن إعادة منهجية تسويق الأطباء الأردنيين تتجاوز البعد المهني والاقتصادي إلى بعد سياسي ودبلوماسي عميق، يمكن استثماره كأداة استراتيجية لتعزيز مكانة الأردن في الإقليم عبر ما يُعرف بـ»النفوذ الصحي».= الدور السياسي المتصاعد للكفاءات الصحية في العلاقات الدولية:* أصبحت الكوادر الطبية في السنوات الأخيرة وسيلة توازن سياسي في مناطق النزاع أو الكوارث، كما شهدنا في تجارب كوبا، تركيا، الصين، وروسيا.* الكوادر الطبية لا تقدم خدمة علاجية فقط، بل تحمل قيمة رمزية وثقة شعبية تتفوق في بعض الأحيان على تأثير القنوات السياسية التقليدية.* وفق تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2023، فإن 32% من المساعدات الصحية الدولية تُنفذ عبر فرق طبية بشرية متنقلة وليس عبر معدات أو أدوية.(المصدر: تقرير الاتحاد الدولي للأطباء العرب 2024).* الأردن، رغم التحديات، يمتلك أكثر من 38,000 طبيب مسجل (2023) بمعدل 4.2 طبيب لكل 1,000 نسمة في العاصمة و2.5 في المحافظات، وهو من أعلى المعدلات في المنطقة العربية.= الفرصة: كيف يمكن للأردن توظيف فائض كفاءاته الصحية دبلوماسيًا؟* تصدير الكفاءات الطبية كجزء من السياسة الخارجية الذكية.* توقيع اتفاقيات تبادل طبي مع دول تعاني من نزاعات أو ضعف بنيوي في نظمها الصحية.* إيفاد أطباء أردنيين لفترات زمنية قصيرة ضمن برامج صحية مؤسسية برعاية حكومية.* تمويل مشترك مع المنظمات الدولية (مثل UNDP، WHO) لتغطية الكلف.إنشاء وحدة «الدبلوماسية الصحية الأردنية»:* تكون تابعة لوزارة الخارجية بالتنسيق مع الصحة، ومهمتها الربط بين الكادر الصحي والمصالح السياسية للدولة.* صياغة استراتيجية وطنية تسويق الطبيب كجزء من الدور الإنساني للأردن.استغلال السمعة الأردنية في الأوساط الطبية الدولية:* الطبيب الأردني يتمتع بمكانة إيجابية في الخليج وأفريقيا، وتم استقباله بترحيب في مبادرات سابقة مثل:- الحملة الصحية في زنجبار 2019.- الفريق الطبي الأردني في غزة (2021).* يمكن تحويل هذه التجارب إلى مبادرات دائمة ومؤسساتية.= البعد الأمني – الصحي: الأردن كمرجعية استجابة في الطوارئ الإقليمية.* مع تزايد احتمالات الكوارث الوبائية، والكوارث المناخية، والنزاعات المسلحة، فإن وجود نواة من الكفاءات الصحية الأردنية المنتشرة إقليميًا يعزز:- سرعة التدخل الأردني الفوري.- تأسيس «خطوط طبية أمامية» تمثل امتدادًا للمنظومة الوطنية.- إنشاء غرفة عمليات صحية إقليمية مرنة، بقيادة أردنية.يشير تقرير الأمن الصحي العربي لعام 2024 إلى أن البلدان التي تمتلك شبكة كوادر طبية منتشرة في المنطقة تكون أسرع بنسبة 38% في الاستجابة الأولية للكوارث.ما الذي يمنع الأردن حتى الآن من تفعيل هذا النفوذ؟* غياب خطة وطنية تربط السياسة الصحية الخارجية بالسياسة العامة.* ضعف الربط بين وزارتي الصحة والخارجية والمؤسسات الأكاديمية.* انشغال الداخل بالتحديات الاقتصادية والبيروقراطية، مع غياب وحدة مؤسسية تعنى بالدبلوماسية الصحية.* فقدان البعد الإعلامي في الترويج للدور الطبي الأردني.اقتراحات عملية لتفعيل النفوذ الصحي الأردني:1. إدراج ملف الكفاءات الطبية في أجندة السياسة الخارجية.2. استحداث بعثات طبية أردنية ضمن «المساعدات الرسمية للدول الصديقة».3. تخصيص بند مستقل في الموازنة تحت اسم: «صندوق الدبلوماسية الصحية».4. تعزيز وجود الطبيب الأردني في المنظمات الدولية (WHO، UNHCR، MSF).5. بناء سجل إقليمي موحد للأطباء الأردنيين العاملين خارج الأردن. خلاصة:لم يعد الطبيب الأردني مجرد فرد يبحث عن وظيفة خارج الحدود، بل يمكن أن يكون أداة استراتيجية للدولة إذا تم تنظيم جهده وتسويقه ضمن رؤية وطنية مهنية. لقد أثبتت التجارب العالمية أن تصدير الكفاءات الطبية لا يُضعف النظام الصحي المحلي، بل يقويه من خلال العائد المالي، والسمعة، وفتح مجالات للتعاون والابتعاث والشراكات البحثية. إن ما نطرحه هنا ليس خطة تشغيل، بل رؤية سيادية للصحة الأردنية خارج حدود الجغرافيا، تؤسس لدور جديد للمملكة كمصدر للثقة، المعرفة، والرعاية، لا مجرد ناقل للخبرة. إن الطبيب الأردني يستحق أن يتحول إلى رمز للصورة الجديدة للدولة، القادرة على التصدير المهني لا فقط السياسي أو اللوجستي. إذا أردنا استثمار رأس المال البشري الأردني في القطاع الصحي، فالحل ليس في تصدير الأطباء بصورة فردية، بل في تصديرهم وفق رؤية مؤسسية ذات سيادة واحترافية. فالكفاءة الأردنية لا تقل عن نظيرتها في الدول التي سبقتنا، لكن الفرق يكمن في المنهجية، والتخطيط، والمأسسة. لقد آن الأوان أن يُنظر إلى الطبيب الأردني ليس فقط كفرد يبحث عن فرصة، بل كمكوّن استراتيجي من مكونات القوى الناعمة الأردنية. لم تعد الكفاءات الطبية مجرد مورد بشري اقتصادي، بل أصبحت أداة دبلوماسية واستراتيجية من الطراز الأول. ويمكن للأردن، إذا ما اعتمد نهجًا مؤسسيًا في تسويق أطبائه، أن ينتقل من خانة المراقب إلى خانة الفاعل في الأمن الصحي الإقليمي والدولي. الطبيب الأردني، حين يتحرك بمؤسسية وبتوجيه وطني، لا يُنقذ أرواحًا فقط، بل يعزز سيادة الدولة ويمد جسورًا إنسانية تصعب على السياسة أن تبنيها وحدها. لم يعد الطبيب الأردني مجرد فرد يبحث عن وظيفة خارج الحدود، بل يمكن أن يكون أداة استراتيجية للدولة إذا تم تنظيم جهده وتسويقه ضمن رؤية وطنية مهنية. لقد أثبتت التجارب العالمية أن تصدير الكفاءات الطبية لا يُضعف النظام الصحي المحلي، بل يقويه من خلال العائد المالي، والسمعة، وفتح مجالات للتعاون والابتعاث والشراكات البحثية. المراجع:1. تقرير منظمة الصحة العالمية – World Health Statistics 2023.2. بيانات الاتحاد العربي للمهن الطبية – نشرة يونيو 2024.3. بيانات نقابة الأطباء الأردنيين – تقرير الإحصاء المهني 2023.4. تقرير البنك الدولي عن الصحة العالمية والهجرة الطبية – 2022.5. ورقة بحثية بعنوان «Medical Diplomacy and Global Soft Power» – جامعة Harvard – 2021.6. إحصائيات مجلس التمريض الفلبيني – Manila, 2023.7. مشروع «Cuban Medical Brigades» – WHO Collaboration Paper – 2020.8. Health Human Resources Platform – India Ministry of Health – 2022.

خبراء لـ «الدستور»: «الميثانول» مادة شديدة السُّميّة
خبراء لـ «الدستور»: «الميثانول» مادة شديدة السُّميّة

الدستور

timeمنذ 7 ساعات

  • الدستور

خبراء لـ «الدستور»: «الميثانول» مادة شديدة السُّميّة

عمان - كوثر صوالحة قفز المركب الكحولي «الميثانول» إلى الواجهة بعد حادثة تسببت في وقوع عدد من الوفيات لشبان في محافظة الزرقاء، وسط تساؤلات عن طبيعة هذه المادة.وذكر خبراء ومختصون في مجال السموم أن الميثانول مادة كيميائية سامة، يتم تلوينها غالبًا باللون الأحمر في المنتجات التجارية لتمييزها عن الإيثانول (الكحول المستخدم في المشروبات).وأوضحوا لـ»الدستور» أن «أحمر الميثانول» يصبح شديد السمية بمجرد دخوله الجسم بسبب تحوله إلى مركبات سامة وليس بسبب الميثانول نفسه، مشددين على أهمية الإسراع في إسعاف متناوله.وتهدف عملية التلوين هذه إلى منع الاستهلاك العرضي أو المتعمد للميثانول، حيث إن تناوله أو استنشاقه أو امتصاصه من خلال الجلد يمكن أن يكون مميتًا.كما يُعرف الميثانول أيضًا باسم «الكحول الصناعي» أو «الكحول الخشبي» أو «الكحول الميثيلي»، ويستخدم في المصانع وفي تركيب العطور والبلاستيك كمادة خام.وبين المختصون أن شدة السمية مرتبطة بكميات الميثانول التي يتناولها الشخص، وأيضا بعامل الوقت بعد ظهور الأعراض الناتجة عن تناوله.الإسعاف بشكل فوري قد ينقذ الشخص في الساعات الأولى، إلا أنه سيترك الكثير من الأعراض التي ترافق الشخص مدى حياته مثل صعوبة المشي والرجفان، لأن الميثانول مؤذٍ جدا للأعصاب، بحسب أخصائية السموم الدكتورة سيرين الدليمي، التي أشارت إلى أن الوفاة قد تحدث بعد ساعات من تناول هذا المركب، وقد تقع خلال ثلاثة أو أربعة أيام.وذكرت أن الكبد هو المسؤول عن استقلاب هذا المركب الكحولي الذي يؤدي إلى ارتفاع الحموضة في الدم، وأن الإسعافات يجب أن يتم إجراؤها بشكل فوري لأن قياس الميثانول في الدم صعب جدا حيث يترسب بشكل فوري في الأعضاء، ولكن يبقى له أثر، لذلك فإن «الدقيقة تحدث فرقا في عملية الإنقاذ».وقالت الدليمي إن جرعة صغيرة لا تتجاوز 10 مل (حوالي ملعقتين صغيرتين) كفيلة بإحداث عمى دائم، أما الجرعات التي تتراوح من 30 إلى 100 مل فتعتبر قاتلة لمعظم البالغين.وبينت أن أعراض التسمم تظهر خلال عشر ساعات إلى ثلاثين ساعة من بداية التعرض للميثانول، وتشمل زغللة في البصر أو فقدانا كاملا للرؤية أو حموضة في الدم.أخصائي السموم والمركبات العضوية الدكتور أديب الشريف قال إن الميثانول مادة سامة للغاية وغالبًا ما يكون مميتًا بتسببه بتلف دماغي.وأشار إلى أن التأثيرات السامة تأتي من استقلاب مادتي حمض الفورميك والفورمالديهايد، حيث يؤدي ذلك إلى الضرر بأنسجة المخ، وشبكية العين، والعصب البصري، وغيرها من الأنسجة العصبية.وبين أن حمض الفورميك، وهو نفس المادة الموجودة في سمّ النمل، يؤدي إلى أضرار في الكلى والكبد، ومشاكل في القلب والدورة الدموية، وصعوبات في الرؤية، وأضرار في الدماغ والأعصاب.وأوضح: تتمثل أعراض التسمم في صعوبة التنفس أو انقطاعه، ورؤية غير واضحة، أو العمى، إضافة إلى التشنجات وانخفاض ضغط الدم والصداع والدوخة وازرقاق الشفاه والأظافر والغيبوبة والمغص الشديد والإسهال وغثيان وقيء وتعب.وأشار إلى أن ساعات الإسعاف المبكرة مهمة لوجود ترياق فعال لتسمم الميثانول هو «فوميبيزول»، كما يمكن استخدام الإيثانول (الكحول الإيثيلي) كبديل في حال عدم توفر الفوميبيزول.ولفت إلى أنه في بعض الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري إجراء غسيل للدم أو ما يعرف بغسيل الكلى للمساعدة في إزالة الميثانول والمركبات السامة من الجسم وتنقية الدم وإزالة الفضلات منه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store