
الهوية الوطنية والقوى الناعمة وتأثيرها على مجتمعاتنا العربية ندوة بمكتبة الإسكندرية
بحضور الكاتب الصحفي مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، وأدارها الإعلامي الدكتور محمد عبده بدوي.
أشاد الإعلامي محمد عبده بدوي بالدور الثقافي الرائد لمكتبة الإسكندرية، واصفًا إياها بـ"نافذة العالم"، معبّرًا عن تقديره لتنظيم مثل هذه الفعاليات التي تسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز الحوار.
قا الكاتب الصحفي مصطفى عمار عن مفهوم الهوية الوطنية، مؤكدًا أنها تمثل حالة الحب والانتماء التي يشعر بها المواطن تجاه وطنه، مشددًا على أهمية الهوية في بناء المجتمعات وتنميتها وصياغة مستقبلها.
وأوضح عمار أن الهوية ليست حالة ثابتة، بل هي مفهوم متطور وقابل للتجديد، لأنها نتاج للإرث الثقافي والاجتماعي.
وعن القوى الناعمة، أوضح عمار أنها وسيلة للتأثير وتحقيق الأهداف دون استخدام القوة، مشيرًا إلى أن الفنون بمختلف أشكالها من أغاني وصور ودراما، تُعد من أبرز أدوات القوى الناعمة.
وأضاف: "مصر لا تزال تحتفظ بتأثير كبير في المحيط العربي من خلال الفن والثقافة، والحضارة المصرية القديمة صاحبة الفضل على العالم".
وأكد أن اللهجة المصرية تظل اللهجة المشتركة التي تفهمها مختلف الشعوب العربية، مشيرًا إلى أن الفن يمثل عنصرًا أساسيًا في تشكيل وعي الشعوب، لاسيما في ظل تراجع معدلات القراءة واعتماد كثيرين على الفنون كمصدر للمعرفة، وهو ما يجعل الفن جزءًا من الأمن القومي.
وأشار عمار إلى تراجع دور الفن المصري عقب ثورة 2011، ودخول الدراما السورية والتركية إلى المشهد العربي، ما انعكس سلبًا على مكانة الدراما المصرية، منتقدًا الأعمال الدرامية التي تُركّز على السلبيات والعنف وتروّج لما وصفه بـ"عصر التفاهة والترند"، مقارنةً بدول أخرى تقدم فنونًا نظيفة رغم التحديات داخل مجتمعاتها.
واقترح الكاتب الصحفي مجموعة من الحلول لتجاوز هذا التراجع، أبرزها الارتقاء بالكلمة، وفتح المجال أمام الشباب المبدعين في الكتابة والإنتاج الفني، من خلال دعم الدولة لمسارح الجامعات والمدارس، وتبني أعمال هادفة تُعلي من قيمة الفن والثقافة.
وأوضح أن الفن كان له دور محوري في تحفيز الروح الوطنية لدى المصريين خلال حرب أكتوبر، عبر بث مشاعر الانتماء والفخر، مما يؤكد أهمية استمرار هذا الدور في دعم قضايا الوطن.
وردًا على سؤال حول التحديات التي تواجه الهوية الوطنية، قال عمار إن وسائل التواصل الاجتماعي تُعد من أبرز التحديات الراهنة، إذ تسهم في إحباط إرادة الشعوب والنيل من تاريخها، مشيرًا إلى أن معايير تقييم الأفراد في الوقت الحالي لم تعد تعتمد على العلم أو الكفاءة، بل على عدد المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي وحجم الثروة، وهو ما أدى إلى حالة من الفوضى المجتمعية.
أكد مصطفى عمار أن هذه الصناعة تتطلب استثمارات ضخمة، لمواجهة ما يُقدَّم من أعمال فنية مغلوطة تسيء إلى تاريخ مصر، ضمن حملات ممنهجة تهدف إلى تشويه رموزها وإرثها الحضاري.
وردًا على سؤال حول كيفية بناء الوعي المستنير والمقاومة الثقافية، استشهد مصطفى عمار بالدور التنويري الذي قدّمه الفنان الراحل نور الشريف، من خلال إنتاجه لعدد من الأفلام التي شارك فيها زملاءه ودعمه لشباب الفنانين والمخرجين، مؤكدًا أن هذه المبادرات أسهمت في إثراء الفن المصري وتعزيز رسالته الثقافية التنويرية.
اختتم حديثه بتوصية هامة، دعا فيها إلى إبعاد الأطفال عن استخدام الهواتف المحمولة، واستبدالها بممارسة الفنون المختلفة، مثل الرسم والموسيقى والرياضة، إلى جانب تشجيعهم على القراءة.
ويُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، ويشارك فيه 79 دار نشر مصرية وعربية تقدم أحدث إصداراتها بخصومات مميزة.
كما يتضمن أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 من المثقفين والمفكرين، ويُقام بالتوازي مع أنشطة ثقافية في "بيت السناري" بالسيدة زينب و"قصر خديجة" بحلوان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
مكتبة الإسكندرية: إطلاق سلسة"أفلام عارف" لحفظ الهوية المصرية والتراث
كشف الدكتور أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الاسكندرية، تفاصيل عن إطلاق "أفلام عارف" وهي سلسلة أفلام وثائقية قصيرة لا تتعدى الـ3 دقائق تهدف لتقديم مواد شيقة وسهلة للشباب؛ من أجل حثهم على الحفاظ على الهوية المصرية والتراث. وأضاف سليمان، خلال مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، أنه تم إنتاج حوالي 48 فيلمًا حتى الآن، كما تم ترجمتها بالإنجليزية والفرنسية مدعومة بلغة الإشارة أيضا، وسيتم إطلاقها الخميس القادم من خلال فعالية خاصة بالمكتبة. وأشار سليمان، إلي أن إطلاق موقع علماء العالم الإسلامي ضمن فعاليات "نعتز بتراثنا" يأتي ضمن جهود المكتبة لحفظ التراث وتوثيقه للأجيال القادمة بحسب أيديولوجية المكتبة، موضحًا أن الدورة الحالية من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تضم محور"نعتز بتراثنا" ويتم من خلاله إطلاق مجموعة من المشاريع والمخرجات ومنها "موقع علماء العالم الإسلامي".


الوفد
منذ 12 ساعات
- الوفد
الهوية الوطنية والقوى الناعمة وتأثيرها على مجتمعاتنا العربية ندوة بمكتبة الإسكندرية
نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأحد، ندوة بعنوان "الهوية الوطنية والقوى الناعمة وتأثيرها على مجتمعاتنا العربية"، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب. بحضور الكاتب الصحفي مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، وأدارها الإعلامي الدكتور محمد عبده بدوي. أشاد الإعلامي محمد عبده بدوي بالدور الثقافي الرائد لمكتبة الإسكندرية، واصفًا إياها بـ"نافذة العالم"، معبّرًا عن تقديره لتنظيم مثل هذه الفعاليات التي تسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز الحوار. قا الكاتب الصحفي مصطفى عمار عن مفهوم الهوية الوطنية، مؤكدًا أنها تمثل حالة الحب والانتماء التي يشعر بها المواطن تجاه وطنه، مشددًا على أهمية الهوية في بناء المجتمعات وتنميتها وصياغة مستقبلها. وأوضح عمار أن الهوية ليست حالة ثابتة، بل هي مفهوم متطور وقابل للتجديد، لأنها نتاج للإرث الثقافي والاجتماعي. وعن القوى الناعمة، أوضح عمار أنها وسيلة للتأثير وتحقيق الأهداف دون استخدام القوة، مشيرًا إلى أن الفنون بمختلف أشكالها من أغاني وصور ودراما، تُعد من أبرز أدوات القوى الناعمة. وأضاف: "مصر لا تزال تحتفظ بتأثير كبير في المحيط العربي من خلال الفن والثقافة، والحضارة المصرية القديمة صاحبة الفضل على العالم". وأكد أن اللهجة المصرية تظل اللهجة المشتركة التي تفهمها مختلف الشعوب العربية، مشيرًا إلى أن الفن يمثل عنصرًا أساسيًا في تشكيل وعي الشعوب، لاسيما في ظل تراجع معدلات القراءة واعتماد كثيرين على الفنون كمصدر للمعرفة، وهو ما يجعل الفن جزءًا من الأمن القومي. وأشار عمار إلى تراجع دور الفن المصري عقب ثورة 2011، ودخول الدراما السورية والتركية إلى المشهد العربي، ما انعكس سلبًا على مكانة الدراما المصرية، منتقدًا الأعمال الدرامية التي تُركّز على السلبيات والعنف وتروّج لما وصفه بـ"عصر التفاهة والترند"، مقارنةً بدول أخرى تقدم فنونًا نظيفة رغم التحديات داخل مجتمعاتها. واقترح الكاتب الصحفي مجموعة من الحلول لتجاوز هذا التراجع، أبرزها الارتقاء بالكلمة، وفتح المجال أمام الشباب المبدعين في الكتابة والإنتاج الفني، من خلال دعم الدولة لمسارح الجامعات والمدارس، وتبني أعمال هادفة تُعلي من قيمة الفن والثقافة. وأوضح أن الفن كان له دور محوري في تحفيز الروح الوطنية لدى المصريين خلال حرب أكتوبر، عبر بث مشاعر الانتماء والفخر، مما يؤكد أهمية استمرار هذا الدور في دعم قضايا الوطن. وردًا على سؤال حول التحديات التي تواجه الهوية الوطنية، قال عمار إن وسائل التواصل الاجتماعي تُعد من أبرز التحديات الراهنة، إذ تسهم في إحباط إرادة الشعوب والنيل من تاريخها، مشيرًا إلى أن معايير تقييم الأفراد في الوقت الحالي لم تعد تعتمد على العلم أو الكفاءة، بل على عدد المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي وحجم الثروة، وهو ما أدى إلى حالة من الفوضى المجتمعية. أكد مصطفى عمار أن هذه الصناعة تتطلب استثمارات ضخمة، لمواجهة ما يُقدَّم من أعمال فنية مغلوطة تسيء إلى تاريخ مصر، ضمن حملات ممنهجة تهدف إلى تشويه رموزها وإرثها الحضاري. وردًا على سؤال حول كيفية بناء الوعي المستنير والمقاومة الثقافية، استشهد مصطفى عمار بالدور التنويري الذي قدّمه الفنان الراحل نور الشريف، من خلال إنتاجه لعدد من الأفلام التي شارك فيها زملاءه ودعمه لشباب الفنانين والمخرجين، مؤكدًا أن هذه المبادرات أسهمت في إثراء الفن المصري وتعزيز رسالته الثقافية التنويرية. اختتم حديثه بتوصية هامة، دعا فيها إلى إبعاد الأطفال عن استخدام الهواتف المحمولة، واستبدالها بممارسة الفنون المختلفة، مثل الرسم والموسيقى والرياضة، إلى جانب تشجيعهم على القراءة. ويُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، ويشارك فيه 79 دار نشر مصرية وعربية تقدم أحدث إصداراتها بخصومات مميزة. كما يتضمن أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 من المثقفين والمفكرين، ويُقام بالتوازي مع أنشطة ثقافية في "بيت السناري" بالسيدة زينب و"قصر خديجة" بحلوان.


بوابة الفجر
منذ 16 ساعات
- بوابة الفجر
الهوية الوطنية والقوى الناعمة وتأثيرها على مجتمعاتنا العربية" ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأحد، ندوة بعنوان "الهوية الوطنية والقوى الناعمة وتأثيرها على مجتمعاتنا العربية"، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بحضور الكاتب الصحفي مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، وأدارها الإعلامي الدكتور محمد عبده بدوي. وأشاد الإعلامي محمد عبده بدوي بالدور الثقافي الرائد لمكتبة الإسكندرية، واصفًا إياها بـ "نافذة العالم"، معبّرًا عن تقديره لتنظيم مثل هذه الفعاليات التي تسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز الحوار. ومن جانبه، تحدث الكاتب الصحفي مصطفى عمار عن مفهوم الهوية الوطنية، مؤكدًا أنها تمثل حالة الحب والانتماء التي يشعر بها المواطن تجاه وطنه، مشددًا على أهمية الهوية في بناء المجتمعات وتنميتها وصياغة مستقبلها. وأوضح عمار أن الهوية ليست حالة ثابتة، بل هي مفهوم متطور وقابل للتجديد، لأنها نتاج للإرث الثقافي والاجتماعي. وعن القوى الناعمة، أوضح عمار أنها وسيلة للتأثير وتحقيق الأهداف دون استخدام القوة، مشيرًا إلى أن الفنون بمختلف أشكالها من أغاني وصور ودراما، تُعد من أبرز أدوات القوى الناعمة. وأضاف: "مصر لا تزال تحتفظ بتأثير كبير في المحيط العربي من خلال الفن والثقافة، والحضارة المصرية القديمة صاحبة الفضل على العالم". وأكد أن اللهجة المصرية تظل اللهجة المشتركة التي تفهمها مختلف الشعوب العربية، مشيرًا إلى أن الفن يمثل عنصرًا أساسيًا في تشكيل وعي الشعوب، لا سيما في ظل تراجع معدلات القراءة واعتماد كثيرين على الفنون كمصدر للمعرفة، وهو ما يجعل الفن جزءًا من الأمن القومي. وأشار عمار إلى تراجع دور الفن المصري عقب ثورة 2011، ودخول الدراما السورية والتركية إلى المشهد العربي، ما انعكس سلبًا على مكانة الدراما المصرية، منتقدًا الأعمال الدرامية التي تُركّز على السلبيات والعنف وتروّج لما وصفه بـ "عصر التفاهة والترند"، مقارنةً بدول أخرى تقدم فنونًا نظيفة رغم التحديات داخل مجتمعاتها. واقترح الكاتب الصحفي مجموعة من الحلول لتجاوز هذا التراجع، أبرزها الارتقاء بالكلمة، وفتح المجال أمام الشباب المبدعين في الكتابة والإنتاج الفني، من خلال دعم الدولة لمسارح الجامعات والمدارس، وتبني أعمال هادفة تُعلي من قيمة الفن والثقافة. وأوضح أن الفن كان له دور محوري في تحفيز الروح الوطنية لدى المصريين خلال حرب أكتوبر، عبر بث مشاعر الانتماء والفخر، مما يؤكد أهمية استمرار هذا الدور في دعم قضايا الوطن. وردًا على سؤال حول التحديات التي تواجه الهوية الوطنية، قال عمار إن وسائل التواصل الاجتماعي تُعد من أبرز التحديات الراهنة، إذ تسهم في إحباط إرادة الشعوب والنيل من تاريخها، مشيرًا إلى أن معايير تقييم الأفراد في الوقت الحالي لم تعد تعتمد على العلم أو الكفاءة، بل على عدد المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي وحجم الثروة، وهو ما أدى إلى حالة من الفوضى المجتمعية. وردًا على سؤال حول صناعة الوعي، أكد مصطفى عمار أن هذه الصناعة تتطلب استثمارات ضخمة، لمواجهة ما يُقدَّم من أعمال فنية مغلوطة تسيء إلى تاريخ مصر، ضمن حملات ممنهجة تهدف إلى تشويه رموزها وإرثها الحضاري. وردًا على سؤال حول كيفية بناء الوعي المستنير والمقاومة الثقافية، استشهد مصطفى عمار بالدور التنويري الذي قدّمه الفنان الراحل نور الشريف، من خلال إنتاجه لعدد من الأفلام التي شارك فيها زملاءه ودعمه لشباب الفنانين والمخرجين، مؤكدًا أن هذه المبادرات أسهمت في إثراء الفن المصري وتعزيز رسالته الثقافية التنويرية. واختتم حديثه بتوصية هامة، دعا فيها إلى إبعاد الأطفال عن استخدام الهواتف المحمولة، واستبدالها بممارسة الفنون المختلفة، مثل الرسم والموسيقى والرياضة، إلى جانب تشجيعهم على القراءة. ويُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، ويشارك فيه 79 دار نشر مصرية وعربية تقدم أحدث إصداراتها بخصومات مميزة. كما يتضمن أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 من المثقفين والمفكرين، ويُقام بالتوازي مع أنشطة ثقافية في "بيت السناري" بالسيدة زينب و"قصر خديجة" بحلوان.