
القوات المسلحة المغربية تُطلق برنامجاً لتحديث أسطول النقل الجوي العسكري بحضور وفد أميركي
وحسب البيان سالف الذكر، فإن هذا المشروع يهم بالأساس تحديث طائرات النقل من طراز C-130H التي يحوزها المغرب، في إطار شراكة تقنية مع شركة L3-Harris Technologies الأمريكية.
وأبرز المصدر ذاته أن هذه الخطوة تعد لبنة جديدة في مسار تطوير منظومة النقل الجوي العسكري وتجسد رؤية المغرب نحو تعزيز فعالية تدخلاته الميدانية داخل الوطن وخارجه، سواء في المهام العملياتية أو في الاستجابات الإنسانية.
ويعد هذا التحديث، حسب مهتمين بالشؤون الدفاعية، نقلة نوعية في منظومة النقل الجوي العسكري المغربي وخيارا استراتيجيا يعكس رؤية دفاعية شاملة للمغرب في مواجهة التهديدات المتعددة، ويُكرّس تموقعه كشريك موثوق في منظومات الأمن الإقليمي والدولي.
واعتبر المهتمون أنفسهم أن تطوير هذا النوع من الطائرات ينسجم مع توجه الرباط لبناء قوة جوية متعددة المهام قادرة على فرض حضورها في مسارح العمليات الأمنية والإنسانية، ومواكبة التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة في محيطها الإقليمي وفي العالم.
قدرات عملياتية وكفاءة مغربية
قال عبد الرحمان مكاوي، خبير في الشؤون العسكرية، إن 'عملية تحديث أسطول النقل الجوي للقوات المسلحة الملكية المغربية، خاصة طائرات النقل C-130H، تكتسي أهمية استراتيجية وعسكرية بالغة؛ بالنظر إلى الدور المهم الذي تلعبه هذه الطائرات في دعم القدرات العملياتية للجيش المغربي، سواء في حالات الأزمات الإنسانية أم أثناء تنفيذ المهام اللوجستية والعسكرية داخل الوطن وخارجه، كإجلاء قوات المظليين وعمليات الإسقاط الجوي'.
وأبرز مكاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن 'امتلاك أسطول نقل جوي حديث يعزز القدرات العملياتية للقوات الجوية الملكية المغربية، كما يُعد أيضا خيارا استراتيجيا ذا أولوية قصوى ضمن منظومة الدفاع المغربية'.
وسجل الخبير في الشؤون العسكرية أن 'طائرات النقل C-130H أمريكية الصنع تُعدّ ركيزة لوجستية أساسية بالنسبة للعديد من الجيوش في تأمين الإمداد السريع للوحدات المنتشرة في مسارح العمليات، ونقل العتاد والجنود في البيئات الصعبة والمعقدة'.
وشدد المتحدث عينه على أن 'الرفع من القدرات التكتيكية لهذه الطائرات، من خلال تحديث أنظمة الملاحة والاتصالات وأنظمة التحكم بالطيران، يضمن تعزيز المرونة العملياتية لسلاح الجو المغربي ويُكرّس تفوقه إقليميا، خاصة أن القوات الجوية المغربية أصبحت تتوفر على أسلحة متطورة وارتفعت كفاءتها بشكل كبير لتضاهي سلاح الجو التابع للعديد من الدول الغربية؛ بما في ذلك الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، خصوصا بعد إدماج مقاتلات من الأجيال الجديدة إلى جانب الطيران المُسيّر'.
وذكر الخبير العسكري ذاته أن 'تحديث قدرات وأسلحة القوات الجوية المغربية يعكس إرادة القيادة في الرباط في مواكبة التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية التي تعرفها المنطقة والعالم، وفي دمج جيش البلاد بشكل أعمق في منظومات العمل العملياتي المشترك مع الشركاء الدوليين؛ من ضمنهم الولايات المتحدة وباقي حلفاء المملكة'.
وأشار مكاوي إلى أن 'العديد من التقارير تحدثت عن اهتمام المغرب أيضا بطائرات النقل العسكري من طراز Embraer C-390 Millennium البرازيلية الصنع، القادرة على تنفيذ مهام متعددة؛ ما يجعلها منصة متعددة الاستخدامات وخيارا مناسبا للمغرب لدعم العمليات ذات البعد الاستراتيجي'.
استثمار استراتيجي وضرورة حتمية
من جهته، اعتبر هشام معتضد، باحث في الشؤون الاستراتيجية، أن 'تحديث طائرات النقل C-130H لا يمكن اعتباره مجرد ترقية تقنية لأسطول الطيران العسكري؛ بل هو استثمار استراتيجي في قدرات الدولة المغربية على التحرك المستقل والفعّال في زمن الأزمات'.
وأوضح معتضد، في تصريح لهسبريس، أن 'هذه الطائرة، المعروفة بقدرتها العالية على الهبوط والإقلاع في مدارج غير مهيأة وبأحمال ثقيلة، تشكل العمود الفقري لأية عمليات نقل لوجستي تكتيكي أو استراتيجي، سواء على مستوى الجبهات أم في عمليات الإسعاف الجوي والإغاثة الإنسانية'.
وأضاف الباحث في الشؤون الاستراتيجية أن 'تحديث هذا الأسطول يعكس بوضوح اختيارا سياسيا بالاعتماد على التقنية الغربية عالية الدقة؛ ما يُكرّس خيار المغرب الاستراتيجي في التموقع داخل محور الأطلسي'.
وسجل المتحدث عينه أن 'قدرة المغرب على التدخل السريع في مناطق التوتر الإقليمي ستتعزز بشكل نوعي بفضل هذا التحديث، خصوصا في ظل توسع الأدوار المغربية في إفريقيا غربا وجنوبا؛ ذلك أن طائرة C-130H، بعد تحديثها بأنظمة ملاحة واتصال متقدمة، ستكون قادرة على تنفيذ مهام معقدة في بيئات جغرافية قاسية وظروف جوية صعبة'، لافتا إلى أن هذا 'ما يمنح الرباط أداة حاسمة لتفعيل دبلوماسيتها العسكرية، سواء في مهام الإجلاء أم نقل القوات أم تقديم المساعدة الطبية في بؤر النزاع، دون انتظار المساعدات الخارجية'.
وأبرز معتضد أن 'المغرب يعيد، من خلال هذا المشروع، بناء مفهوم 'الجاهزية الجوية' بما يتجاوز الأبعاد التقليدية؛ فالجاهزية هنا لم تعد مرادفة فقط لقدرة الطيران القتالي على الرد السريع، بل تشمل أيضا تموقعا لوجستيا يسمح بنقل الموارد والعتاد والمساعدات بسرعة وكفاءة. وبذلك، تصبح القوات الجوية ركيزة في إدارة الكوارث وحفظ السلام والتدخل الطبي في الداخل والخارج؛ وهو ما يتقاطع مع تصور الدولة المغربية لدورها كفاعل إقليمي مسؤول'.
وأكد أن 'تحديث أسطول النقل الجوي هو ضرورة حتمية في سياق التحولات الجيوستراتيجية التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء، والتي تشهد فراغات أمنية متزايدة. فمع تنامي التحديات العابرة للحدود، من الإرهاب إلى الهجرة غير النظامية، تصبح القدرة على نشر وحدات الدعم أو التدخل السريع عاملا حاسما في حماية المصالح الوطنية؛ بل وفرض توازن ردعي على من يراهن على هشاشة المجال الجوي في الجنوب'.
وخلص معتضد إلى أن 'هذا المشروع، على محدودية حجمه مقارنة بصفقات التسليح الكبرى، يعكس عقلانية استراتيجية في بناء القوة: أي التركيز على 'القدرات الممكنة' أكثر من 'الاستعراضات الردعية'. ففي عالم تتراجع فيه أهمية التهديد الكلاسيكي لصالح التهديدات الهجينة والطارئة، يصبح الاستثمار في النقل الجوي واللوجستيات قرارا سياديا يرفع من قيمة الجيش في عمليات الإسناد، ويعزز من صورة المغرب كدولة ذات قدرة على تقديم المساعدة لا على طلبها فقط'.هسبريس- توفيق بوفرتيح
القوات الملكية الجوية المغربية تُحيي ذِكرى تربّع محمد السادس على العرش
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LE12
منذ 11 ساعات
- LE12
طلال يستقيل من المكتب المديري للوداد الرياضي لهذا السبب..
أعلن محمد طلال، الناطق الرسمي باسم نادي الوداد الرياضي لكرة القدم، عبر تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' عن استقالته من المكتب المديري للنادي. ولم يكشف طلال في تدوينه الأولى عن الأسباب التي دفعته إلى تقديم استقالته، وعاد ليكشف في تدوينة ثانية عن أسباب هذه الاستقالة التي اعتبرتها مكونات الفريق الأحمر مفاجئة. وقال طلال 'حتى لا تفسر استقالتي بأنها 'تقليزة من تحت الجلباب' ومن باب سد الذرائع أمام تأويلات أو تفسيرات غير دقيقة، أود التأكيد أن استقالتي أملتها ظروف شخصية، لا علاقة لها من قريب او من بعيد، بشخص الرئيس هشام أيت منا، الذي جمعتني معه علاقة احترام وتقدير متبادلين منذ أن وضع ثقته في شخصي بعد انتهاء عقوبة التوقيف'. وختم المسؤول الودادي تدوينته قائلا ' بدوري كأي ودادي عاشق لهذا الكيان، أتمنى التوفيق والنجاح للمكتب الحالي في مهامه، وأومن أن قوته كانت وستظل دائما في التفاف جميع مكوناته حول شعار الوداد، والوداد فقط لا غير.. والله ولي التوفيق'.


كش 24
منذ 12 ساعات
- كش 24
قناة الرياضية توضح ملابسات نشر اعلان بخريطة المغرب مبتورة
كشفت قناة الرياضية المغربية عن توضيحاتها بشأن بث وصلة إشهارية اثناء بث مباراة افتتاح كاس افريقيا للسيدات مشيرة الى انها صادرة عن الكاف. وحسب توضيح نشر بالصفحة الرسمية للقناة على موقع فيسبوك فإن الوصلة المعنية هي جزء من الإشارة الدولية الرسمية التي تبثها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ضمن التغطية المباشرة لمباريات كأس أمم أفريقيا سيدات، وقناة الرياضية لا تتدخل إطلاقًا في محتوى هذه الإشارة المباشرة باعتبارها مجرد ناقل للبث كما توفره الجهة المنظمة لكل المحطات التي تبث الحدث. وفور رصد هذا الخطأ تضيف قناة الرياضية، قدّمت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم اعتذارًا رسميًا للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة معترفة بمسؤوليتها الكاملة عن هذا الحادث المؤسف، كما تعهدت بتصحيح الوصلة الإشهارية المعنية وضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً. اقرأ أيضاً إصلاح التقاعد..الحكومة تراهن على 'الحوار' ونقابات تشهر ورقة الرفض تتجه الحكومة لعقد جلسات حوار مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية لإعادة فتح ملف إصلاح أنظمة التقاعد، فيما بدأت الأصوات ترتفع للتعبير عن رفض المساس بمكتسبات الطبقة العاملة وتدعو لما تسميه بإصلاح شامل. نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، جددت رفضها لمشروع قرار دمج الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (CNOPS) مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، وقالت إنه يتضمن مقتضيات تشكل تهديدا واضحا لمكتسبات فئات واسعة من الموظفين والمستخدمين، ومساسا بمبدأ العدالة في التغطية الصحية، بما يمكن أن يحدثه من تراجع لسلة الخدمات الصحية المقدمة لموظفي القطاع العام، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على المكتسبات التي حققها المنخرطون بتمويل دام لسنوات من جيوب الموظفين. كما رفضت مقاربة الحكومة في تدبير ملف صناديق التقاعد، وعدم موافقتها على إجراءات ميكانيكية تروم الرفع الإجباري لسن التقاعد والزيادة في الاقتطاعات وتخفيض نسبة حساب قيمة المعاشات، واعتبرت ذلك مجرد تأجيل للإشكاليات الهيكلية لصناديق التقاعد لبضع سنوات أخرى، في مقابل المس بالقدرة الشرائية للأجراء وتحميلهم مسؤولية الخلل في حكامة وتوازن الصناديق لم يكونوا طرفا فيهما. وذهبت إلى أن أي إصلاح لأنظمة التقاعد يجب أن يكون في إطار شمولي ومنصف ومستدام، في اتجاه إقرار نظام تقاعد بثنائية قطبية، تشمل جميع المتقاعدين على أساس توحيد الأنظمة في قطبين عام وخاص، إضافة إلى نظامين تكميليين، انسجاما مع مبدأ التضامن الاجتماعي الوارد في الدستور، مع إمكانية إضافة صناديق تكميلية اختيارية. كما طالبت الحكومة باللجوء إلى حلول مبتكرة لإعادة التفكير في مصادر التمويل البديلة لسد العجز الهيكلي في تمويل أنظمة التقاعد، والرفع من مردودية الاستثمارات الخاصة باحتياطاتها واعتماد منهجية صارمة للتقييم والتتبع لضمان استدامة حقوق ومكتسبات المتقاعدين، بدل الاعتماد على الحلول الميكانيكية السهلة، والتي يمكن أن تمس بالاستقرار الاجتماعي. ويرتقب أن تعقد اللجنة الوطنية المكلفة بإصلاح أنظمة التقاعد يوم الخميس 17 يوليوز 2025، بمقر رئاسة الحكومة. ويتضمن العرض الحكومي مقترحات تشمل رفع سن الإحالة على التقاعد، ومراجعة شروط الاستحقاق. وترفض جل النقابات رفع سن التقاعد إلى 64 سنة أو زيادة المساهمات دون توافق اجتماعي شامل، وتؤكد على أنه لا يمكن تحميل الشغيلة تبعات الأخطاء التي ارتكبت في تدبير صناديق التقاعد. وطني خبير يكشف لـ'كشـ24″ أبعاد تكوين المغرب لـ200 جندي بوركينابي في خطوة تعكس عمق الحضور المغربي في منطقة الساحل الإفريقي، أنهى 200 جندي بوركينابي تكوينهم الميداني في مجال القفز المظلي، بدعم وتنسيق ميداني من المغرب، ضمن برنامج عسكري موسع يندرج في إطار التعاون الأمني والدفاعي جنوب-جنوب، الذي تراكم المملكة خبرة طويلة فيه. وفي هذا السياق، اعتبر الأستاذ أحمد نور الدين، الخبير في شؤون الصحراء والعلاقات الدولية، أن هذا التكوين لا يندرج في خانة المبادرات العرضية أو الظرفية، بل يأتي في سياق استراتيجية مغربية شاملة تجاه القارة الإفريقية، تهدف إلى بناء شراكات متقدمة مع الدول الصديقة، ومواجهة التهديدات المشتركة، وفي مقدمتها التهديد الإرهابي المتصاعد. وأوضح نور الدين في تصريحه لموقع كشـ24، أن تكوين 200 جندي مظلي يعني إعداد قوات نخبة في الجيش البوركينابي، وهي وحدات ذات كفاءة عالية، تلعب دورا حاسما في مواجهة الهجمات المسلحة والعمليات الإرهابية، خصوصا في بلد مثل بوركينافاسو، الذي سجل خلال سنة 2023 فقط أزيد من ألفي قتيل بسبب أعمال إرهابية. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هذه الخطوة تسهم في دعم التحالف الثلاثي بين مالي، النيجر وبوركينافاسو، الذي أعلن عنه مؤخرا في إطار كونفدرالية لدول الساحل، تواجه تحديات أمنية وإنسانية واقتصادية جسيمة، في منطقة أصبحت ساحة لتقاطع النفوذ الدولي ومسرحا لعمليات الجماعات المسلحة. وأضاف نور الدين أن التعاون العسكري المغربي في هذه المنطقة يرتبط أيضا بأبعاد جيوسياسية مباشرة، حيث تعد منطقة الساحل عمقا استراتيجيا حيويا للمغرب، سواء على مستوى أمنه القومي أو في ما يتعلق بامتداداته الاقتصادية داخل القارة، وبالتالي فإن تقوية حلفاء الرباط هناك يعد جزءا من معادلة الحماية الاستباقية للمصالح المغربية. وفي تحليله للأبعاد الاستراتيجية الأعمق، شدد الخبير المغربي على أن بناء تحالفات قوية مع جيوش إفريقية وازنة، يعتبر استثمارا بعيد المدى في تهيئة شبكة دفاع إقليمية، قد تكون حاسمة في حالة وقوع نزاع مستقبلي يفرض على المملكة، مشيرا إلى أن الحدود الشاسعة لبعض خصوم المغرب قد تتحول، في مثل هذا السيناريو، إلى نقطة ضعف استراتيجية يمكن استثمارها لصالحه. وختم نور الدين تصريحه بالتأكيد على أن تكوين الضباط الأفارقة في المدارس والأكاديميات العسكرية المغربية ليس جديدا، بل يعود إلى فترة الستينيات، ويشمل إلى اليوم أكثر من ثلاثين دولة إفريقية، في تقليد يعكس رؤية المغرب القائمة على التضامن، وتبادل الخبرات، وتقوية الأمن الجماعي الإفريقي. وطني


المغرب اليوم
منذ 20 ساعات
- المغرب اليوم
القوات المسلحة المغربية تُطلق برنامجاً لتحديث أسطول النقل الجوي العسكري بحضور وفد أميركي
في خطوة استراتيجية تؤشر على تحول نوعي في قدرات سلاح الجو المغربي، أطلقت القوات المسلحة الملكية المغربية ، الأربعاء الماضي بالرباط، برنامجا لتحديث أسطول النقل الجوي المخصص للشحن والدعم اللوجستي، بحضور وفود رفيعة المستوى من المملكة المغربية والولايات المتحدة الأميركية، حسب ما أفاد به بيان للقوات المسلحة الملكية على حسابها الرسمي على موقع 'فيسبوك'. وحسب البيان سالف الذكر، فإن هذا المشروع يهم بالأساس تحديث طائرات النقل من طراز C-130H التي يحوزها المغرب، في إطار شراكة تقنية مع شركة L3-Harris Technologies الأمريكية. وأبرز المصدر ذاته أن هذه الخطوة تعد لبنة جديدة في مسار تطوير منظومة النقل الجوي العسكري وتجسد رؤية المغرب نحو تعزيز فعالية تدخلاته الميدانية داخل الوطن وخارجه، سواء في المهام العملياتية أو في الاستجابات الإنسانية. ويعد هذا التحديث، حسب مهتمين بالشؤون الدفاعية، نقلة نوعية في منظومة النقل الجوي العسكري المغربي وخيارا استراتيجيا يعكس رؤية دفاعية شاملة للمغرب في مواجهة التهديدات المتعددة، ويُكرّس تموقعه كشريك موثوق في منظومات الأمن الإقليمي والدولي. واعتبر المهتمون أنفسهم أن تطوير هذا النوع من الطائرات ينسجم مع توجه الرباط لبناء قوة جوية متعددة المهام قادرة على فرض حضورها في مسارح العمليات الأمنية والإنسانية، ومواكبة التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة في محيطها الإقليمي وفي العالم. قدرات عملياتية وكفاءة مغربية قال عبد الرحمان مكاوي، خبير في الشؤون العسكرية، إن 'عملية تحديث أسطول النقل الجوي للقوات المسلحة الملكية المغربية، خاصة طائرات النقل C-130H، تكتسي أهمية استراتيجية وعسكرية بالغة؛ بالنظر إلى الدور المهم الذي تلعبه هذه الطائرات في دعم القدرات العملياتية للجيش المغربي، سواء في حالات الأزمات الإنسانية أم أثناء تنفيذ المهام اللوجستية والعسكرية داخل الوطن وخارجه، كإجلاء قوات المظليين وعمليات الإسقاط الجوي'. وأبرز مكاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن 'امتلاك أسطول نقل جوي حديث يعزز القدرات العملياتية للقوات الجوية الملكية المغربية، كما يُعد أيضا خيارا استراتيجيا ذا أولوية قصوى ضمن منظومة الدفاع المغربية'. وسجل الخبير في الشؤون العسكرية أن 'طائرات النقل C-130H أمريكية الصنع تُعدّ ركيزة لوجستية أساسية بالنسبة للعديد من الجيوش في تأمين الإمداد السريع للوحدات المنتشرة في مسارح العمليات، ونقل العتاد والجنود في البيئات الصعبة والمعقدة'. وشدد المتحدث عينه على أن 'الرفع من القدرات التكتيكية لهذه الطائرات، من خلال تحديث أنظمة الملاحة والاتصالات وأنظمة التحكم بالطيران، يضمن تعزيز المرونة العملياتية لسلاح الجو المغربي ويُكرّس تفوقه إقليميا، خاصة أن القوات الجوية المغربية أصبحت تتوفر على أسلحة متطورة وارتفعت كفاءتها بشكل كبير لتضاهي سلاح الجو التابع للعديد من الدول الغربية؛ بما في ذلك الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، خصوصا بعد إدماج مقاتلات من الأجيال الجديدة إلى جانب الطيران المُسيّر'. وذكر الخبير العسكري ذاته أن 'تحديث قدرات وأسلحة القوات الجوية المغربية يعكس إرادة القيادة في الرباط في مواكبة التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية التي تعرفها المنطقة والعالم، وفي دمج جيش البلاد بشكل أعمق في منظومات العمل العملياتي المشترك مع الشركاء الدوليين؛ من ضمنهم الولايات المتحدة وباقي حلفاء المملكة'. وأشار مكاوي إلى أن 'العديد من التقارير تحدثت عن اهتمام المغرب أيضا بطائرات النقل العسكري من طراز Embraer C-390 Millennium البرازيلية الصنع، القادرة على تنفيذ مهام متعددة؛ ما يجعلها منصة متعددة الاستخدامات وخيارا مناسبا للمغرب لدعم العمليات ذات البعد الاستراتيجي'. استثمار استراتيجي وضرورة حتمية من جهته، اعتبر هشام معتضد، باحث في الشؤون الاستراتيجية، أن 'تحديث طائرات النقل C-130H لا يمكن اعتباره مجرد ترقية تقنية لأسطول الطيران العسكري؛ بل هو استثمار استراتيجي في قدرات الدولة المغربية على التحرك المستقل والفعّال في زمن الأزمات'. وأوضح معتضد، في تصريح لهسبريس، أن 'هذه الطائرة، المعروفة بقدرتها العالية على الهبوط والإقلاع في مدارج غير مهيأة وبأحمال ثقيلة، تشكل العمود الفقري لأية عمليات نقل لوجستي تكتيكي أو استراتيجي، سواء على مستوى الجبهات أم في عمليات الإسعاف الجوي والإغاثة الإنسانية'. وأضاف الباحث في الشؤون الاستراتيجية أن 'تحديث هذا الأسطول يعكس بوضوح اختيارا سياسيا بالاعتماد على التقنية الغربية عالية الدقة؛ ما يُكرّس خيار المغرب الاستراتيجي في التموقع داخل محور الأطلسي'. وسجل المتحدث عينه أن 'قدرة المغرب على التدخل السريع في مناطق التوتر الإقليمي ستتعزز بشكل نوعي بفضل هذا التحديث، خصوصا في ظل توسع الأدوار المغربية في إفريقيا غربا وجنوبا؛ ذلك أن طائرة C-130H، بعد تحديثها بأنظمة ملاحة واتصال متقدمة، ستكون قادرة على تنفيذ مهام معقدة في بيئات جغرافية قاسية وظروف جوية صعبة'، لافتا إلى أن هذا 'ما يمنح الرباط أداة حاسمة لتفعيل دبلوماسيتها العسكرية، سواء في مهام الإجلاء أم نقل القوات أم تقديم المساعدة الطبية في بؤر النزاع، دون انتظار المساعدات الخارجية'. وأبرز معتضد أن 'المغرب يعيد، من خلال هذا المشروع، بناء مفهوم 'الجاهزية الجوية' بما يتجاوز الأبعاد التقليدية؛ فالجاهزية هنا لم تعد مرادفة فقط لقدرة الطيران القتالي على الرد السريع، بل تشمل أيضا تموقعا لوجستيا يسمح بنقل الموارد والعتاد والمساعدات بسرعة وكفاءة. وبذلك، تصبح القوات الجوية ركيزة في إدارة الكوارث وحفظ السلام والتدخل الطبي في الداخل والخارج؛ وهو ما يتقاطع مع تصور الدولة المغربية لدورها كفاعل إقليمي مسؤول'. وأكد أن 'تحديث أسطول النقل الجوي هو ضرورة حتمية في سياق التحولات الجيوستراتيجية التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء، والتي تشهد فراغات أمنية متزايدة. فمع تنامي التحديات العابرة للحدود، من الإرهاب إلى الهجرة غير النظامية، تصبح القدرة على نشر وحدات الدعم أو التدخل السريع عاملا حاسما في حماية المصالح الوطنية؛ بل وفرض توازن ردعي على من يراهن على هشاشة المجال الجوي في الجنوب'. وخلص معتضد إلى أن 'هذا المشروع، على محدودية حجمه مقارنة بصفقات التسليح الكبرى، يعكس عقلانية استراتيجية في بناء القوة: أي التركيز على 'القدرات الممكنة' أكثر من 'الاستعراضات الردعية'. ففي عالم تتراجع فيه أهمية التهديد الكلاسيكي لصالح التهديدات الهجينة والطارئة، يصبح الاستثمار في النقل الجوي واللوجستيات قرارا سياديا يرفع من قيمة الجيش في عمليات الإسناد، ويعزز من صورة المغرب كدولة ذات قدرة على تقديم المساعدة لا على طلبها فقط'.هسبريس- توفيق بوفرتيح القوات الملكية الجوية المغربية تُحيي ذِكرى تربّع محمد السادس على العرش