logo
الرياضة مصدر فرح وفخر للشعوب.. تأهل "النشامى" للمونديال مثالا

الرياضة مصدر فرح وفخر للشعوب.. تأهل "النشامى" للمونديال مثالا

الغد١١-٠٦-٢٠٢٥

مصطفى بالو
اضافة اعلان
عمان- لا تنته الليالي 'الملاح' العامرة بأفراح الأردنيين في كل قرية ومدينة ومخيم ومحافظة، معبرة عن فرحها وفخرها بالإنجاز التاريخي للكرة الأردنية، وابتهاجا بتأهل 'النشامى' كأول منتخب عربي إلى مونديال 2026.ويفسر الفرح والفخر الأردني الكبير بالإنجاز الذي تحقق، بعد مشوار حافل بالمحاولات خلال مشاركته بالتصفيات التي بدأت منذ العام 1985، عظم حالة الفرح التي جاءت بعد مطاردة للحلم المونديالي الذي قبض عليه النشامى في الأراضي العُمانية.'ليلة ويا ليلة'، عاشها الأردنيون منذ الفوز بـ'ثلاثية' العلوان في الشباك العُمانية، وتأكد الفرح الأردني بعد خسارة العراق أمام كوريا بنتيجة 0-2، في الجولة قبل الأخيرة من الدور الحاسم للصتفيات الآسوية، ليسهر الأردنيون في مناطق المملكة وخارجها، حتى الصباح على ألحان الأغنيات الوطنية والحماسية التحفيزية لنشامى الوطن حين أصبح الحلم المونديالي حقيقة أردنية، في ليالي فرح ألحانها تصدح بالفرح والفخر الأردني.وارتسمت لوحة فسيفساء أردنية، تلونت بألوان علم الوطن، وتوشحت 'بالشماغ الأحمر'، وارتفعت بقلوب الأردنيين على اختلاف أماكن إقامتهم، كبار وصغار، نساء ورجال، وشباب وشابات، وثقافتهم ومناصبهم العملية، أغنياء وفقراء، ذابت في تلك اللوحة كل الفروقات، ونسيت الهموم وأعباء الحياة، وتقدمت فرحة الوطن، واكتملت دائرة الفرح الأردني بعد الاحتفال الذي نظمه اتحاد الكرة احتفاء بالتأهل التاريخي تحت عنون 'جابوها النشامى'، في استاد عمان الدولي بعد انتهاء الجولة الأخيرة التي جمعته وضيفه العراقي.وتحولت شوارع العاصمة عمان، وكافة المحافظات إلى ميادين للبهجة، يسكنها الفرح والفخر الأردني في كل مكان، وازدحمت بالعاشقين الحالمين الذين باركوا هذا الإنجاز، وعبروا عن فخرهم بالدعم الملكي الكبير والمتابعة الدائمئة من قبل سمو ولي العهد الأمير الحسين.ورغم ثقل الحياة وظروفها الصعبة في ظل ضغوطات سياسية واقتصادية تلقي بظلالها على الأردن والأردنيين، إلا أن الرياضة –كرة القدم- وفرحة تأهل النشامى المونديالي التاريخي، غسلت قلوبهم وملأتها بالفرح والفخر الأردني، وبدلت الإحباط بتفاؤل مدخله الرياضة، وانعكاساته المحملة الأمل بغد مشرق، بالعزم والإرادة والتحدي والمثابرة تتحقق الأحلام الكبيرة، وأن المستحيل ليس أردنيا لجميع الأجيال الأردنية في مختلف مجالات الحياة.وما يفسر الإنجازات والانتصارات الرياضة تعد مصدرا مهما لفرح وفخر الشعوب، تسابق أبرز نجوم الغناء الأردني باستحداث أغنيات جديدة تتغنى بالنشامى والإنجاز الأردني، ومثلها فعلت كبريات الشركات والجهات العامة والخاصة، في أفكار أعمال جديدة تحاكي الإنجاز التاريخي للرياضة والكرة الأردنية بدافع الفرح والفخر الأردني الكبير.ولعل ما ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي بعبارة 'نبارك للنشامى التأهل إلى مونديال 2026'، إلا أن تفاعل المتابعيين الأردنيين تقدمه الفرخ والفخر بالإنجاز التاريخي للنشامى، ووقوفه أول المتأهلين من المنتخبات العربية، إلى جانب منتخبات عالمية عريقة، ولها صولاتها وجولاتها وإنجازاتها الكروية، حين تزين علم الأردن بشموخ 'النشامى'، إلى جانب أعلام الدول المتأهلة إلى المونديال كل من: كندا، أميركا، المكسيك، اليابان، نيوزلاندا، الأرجنتين، إيران، كوريا الجنوبية، أوزباكستان، استراليا، الإكوادور، والأرجنيتن، في مشهد يؤكد أن إنجازات الرياضة محركا مهما للفرح والفخر لدى الشعوب بمختلف ظروفها وإنجازاتها في مجالات كثيرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرواد يعتزل كرة القدم مع هبوط معان وظروف العمل
الرواد يعتزل كرة القدم مع هبوط معان وظروف العمل

الغد

timeمنذ 43 دقائق

  • الغد

الرواد يعتزل كرة القدم مع هبوط معان وظروف العمل

مهند جويلس اضافة اعلان عمان - قرر قائد فريق معان لكرة القدم إبراهيم الرواد، وضع حد لمشواره في اللعبة، رغم قدرته على العطاء في ميادين الكرة لفترة أطول، وذلك بسبب ظرفين أجبراه على اتخاذ هذا القرار في الفترة الماضية.وكان الرواد أحد ركائز فريق معان الذي شارك للمرة الأولى بدوري المحترفين في الموسم 2020، وكان عنصرا مهما في الفريق حتى الموسم الأخير الذي تسبب في عودة النادي لمصاف أندية دوري الدرجة الأولى، بعد 5 مواسم قضاها بين الكبار، وكان علامة فارقة في العديد من الفترات.وتحدث الرواد البالغ من العمر 29 عاما، عن أسفه لاتخاذ هذا القرار في الفترة الحالية، مفيدا بأن القرار كان صعبا عليه بسبب تركه لأكثر الأمور محبة له في حياته، وهو ممارسة اللعبة التي جعلته رمزا من رموز النادي وأحد ممثلي أندية الجنوب بين الكبار.وأضاف الرواد في حديثه لـ'الغد'، أنه اللاعب الوحيد الذي استمر طوال 5 مواسم بين جدران النادي في دوري المحترفين، إلى جانب اعتباره اللاعب الوحيد من أبناء مدينة معان الذي صعد مع الفريق من دوري المظاليم وصولا لدوري الأضواء، وهو ما جعله قائدا للفريق طوال الفترة الماضية.وتابع: 'هبوط نادي معان للمرة الأولى منذ مشاركته بدوري المحترفين إلى دوري الأولى، إلى جانب حصولي على وظيفة بقطاع الهندسة التي أمتلك شهادة جامعية بها، ساهما في اتخاذي قرار الاعتزال رغم ترددي كثيرا في المرحلة الماضية، إلا أنني أراه الأنسب نظرا لعدم قدرتي على اللعب والعمل في الوقت نفسه، بسبب ضيق الوقت وعملي بمحافظة معان'.وأشار الرواد إلى أن الظروف المالية في أندية المحترفين، وصعوبة الحصول على المستحقات المالية في موعدها المحدد، يجبر اللاعبين على التوجه للعمل بالقطاع الخاص وعدم الاعتماد على مصدر الدخل من اللعبة، مؤكدا بأنه تلقى عرضين من البقعة والجزيرة قبل بدء الاستعدادات لدوري المحترفين من أجل الانضمام لأحدهما خلال الفترة الماضية.وزاد: 'على الرغم من عدم لعبي كمهاجم صريح، إلا أنني أعد الهداف التاريخي لنادي معان في بطولات المحترفين برصيد 23 هدفا، رغم غيابي لفترات طويلة أيضا بسبب إصابتي بقطع في الرباط الصليبي، وإصابات أخرى بفترات مختلفة، وقرار الاعتزال صعب لكن هذه سنة الحياة'.وتحدث الراود عن التجربة الاحترافية الوحيدة التي خاضها في مسيرته مع فريق طرابلس اللبناني في العام 2023، مشيرا إلى أنها كانت جيدة ونجح من خلالها بتحقيق الهدف مع الفريق بالثبات بالدوري الممتاز، مؤكدا بأنه شعر بقيمة الاحتراف كلاعب أجنبي مع الفريق، والتقدير الذي حظي به من النادي والجماهير.واستطرد: 'أرى بأن عودة نادي معان لدوري المحترفين من جديد أمر صعب، لأن النادي لم يهتم بالفئات العمرية في السنوات الماضية بشكل جيد، إضافة إلى عدم الزج بلاعبين من أبناء النادي مع الفريق، والاعتماد بشكل سنوي على لاعبين جدد، وهبوط النادي كان بسبب زيادة عدد الفرق الهابطة إلى 4 فرق في الموسم الماضي، والكرة الأردنية يجب أن تتخذ طريقا مغايرا بعد تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم، من حيث الاهتمام بجميع الأندية واللاعبين من مختلف المحافظات'.

ولي العهد .. فكر إبداعي ملهم للشباب ودعم يقود الى تحقيق كبرى الإنجازات الرياضية
ولي العهد .. فكر إبداعي ملهم للشباب ودعم يقود الى تحقيق كبرى الإنجازات الرياضية

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

ولي العهد .. فكر إبداعي ملهم للشباب ودعم يقود الى تحقيق كبرى الإنجازات الرياضية

يدرك الشارع الرياضي المحلي، أن الرياضة الأردنية محظوظة بدعم ومتابعة الأمير الشاب سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حيث أن لسموه بصمات عديدة على الرياضة الأردنية، كان آخرها توفير بيئة مثالية وخصبة للمنتخب الوطني لكرة القدم لتحقيق حلم بلوغ نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه. وما يزال الشارع المحلي يردد كلمات سمو ولي العهد، خلال حديثه ضمن وثائقي 'نشمي' والذي تطرق فيه للكثير من التفاصيل والقضايا الرياضية في رسائل للأندية والاتحادات الرياضية من أجل تعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات. ويفخر الشارع الرياضي الأردني بالدعم الكبير الذي قدمه سمو ولي العهد لمنتخب الكرة، من خلال تواجد سموه في التدريبات، بل والمشاركة فيها احيانا بشكل رمزي وتحفيزي، وكلماته الداعمة للاعبي المنتخب، واستضافتهم في أكثر من مناسبة، ومشاركتهم همومهم، وحرص سموه على التواجد في المدرجات لتشجيع منتخب النشامى، ما شكل حافزا مهما لنجوم المنتخب الذين حققوا حلم الوصول للمونديال أمام أعين ولي العهد الذي كان حاضرا في مدرجات ستاد قابوس في مسقط، عندما حقق النشامى فوزا كبيرا على الشقيق العماني، ما قاد المنتخب لبلوغ نهائيات كأس العالم في إنجاز غير مسبوق. ويؤكد معنيون في الشأن الرياضي والشبابي، أن جهود سمو الأمير الحسين ودعمه للرياضة والرياضيين يشكل أحد الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها التطور الرياضي في المملكة، من خلال اهتمامه المتواصل بتطوير البنية الرياضية، وتحفيز الرياضيين على المستوى المحلي والدولي، وإشراك الشباب والنساء في الأنشطة الرياضية، الأمر الذي ساهم باختصار المسافات نحو منصات التتويج في الكثير من الرياضات. ويأتي دعم ولي العهد للرياضة والشباب، كجزء من رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في الارتقاء بجميع القطاعات بما في ذلك القطاع الرياضي، حيث تشكل الرياضة أحد الأهداف الرئيسية التي يسعى الأردن إلى تحقيق النجاح فيها بفضل القيادة الحكيمة والداعمة لهذا القطاع الحيوي. كما يولي سمو الأمير الحسين اهتمامًا خاصًا بالشباب الأردني، حيث يعتبرهم القوة الدافعة لتحقيق التقدم في المجتمع، لذلك، يسعى سموه إلى دعم المواهب الرياضية الشابة من خلال توفير الفرص والموارد اللازمة لتطوير مهاراتهم، ويعزز سموه هذا الدعم من خلال اللقاءات المباشرة مع الرياضيين الشبان، إضافة إلى تشجيعهم على المشاركة في البطولات المحلية والدولية ويؤكد رياضيون في حديثهم لوكالة الأنباء الاردنية (بترا) أن سمو ولي العهد يعد داعما مؤثرا وفاعلا للرياضة الأردنية في ظل ايمان سموه بأن الرياضة هي من الوسائل الفاعلة لبناء الإنسان السليم والصحة العامة، كما أنها تمثل أداة لتعزيز الوحدة الوطنية وزيادة التفاعل بين المواطنين من مختلف الفئات، ولذلك، عمل سموه على دعم جميع الأنشطة الرياضية بشكل شامل، بدءًا من الرياضات الجماعية وصولاً إلى الرياضات الفردية. واعتبر نائب رئيس اللجنة الأولمبية الاردنية جهاد قطيشات، أن الرياضة الأردنية محظوظه بسمو ولي العهد الذي لا يكتفي بتوجيهاته في ضرورة دعم الرياضة والرياضيين، بل يعززها بجهد ميداني حقيقي من خلال المتابعة الدقيقة، والحرص على زيارة المنتخبات في الملاعب، وتبادل الحديث مع اللاعبين، ما كان له أثر فاعل في تحقيق الانجازات. واعتبر قطيشات، أن بلوغ المنتخب الوطني لكرة القدم نهائيات كأس العالم، ما هو إلا تجسيد واضح لأثر دعم سمو ولي العهد للرياضة والرياضيين، حيث كان سموه متابعا للمنتخب في الملاعب المحلية والخارجية، وحريصا على تحفيز اللاعبين والمدربين وهو أمر يجعلنا أكثر فخرا بأمير شاب محبوب. وبارك قطيشات لسمو ولي العهد بعيد ميلاده الميمون، متمنيا له باسمه وباسم كل الرياضيين والشباب دوام الصحة والعافية لخدمة وطننا الغالي الذي نفخر بقيادته الهاشمية الحكيمة والفذة. واعتبر المدرب الوطني في كرة القدم عيسى الترك، ان الرياضة الاردنية محظوظة بدعم القيادة الهاشمية الفذة والحكيمة، ما ساهم في الوصول إلى منصات التتويج في العديد من البطولات. وقال: كنا سعيدين برؤية سمو ولي العهد وهو يزور تدريبات المنتخب الوطني لكرة القدم، ويطمئن على اللاعبين واحوالهم، ما شكل حافزا معنويا كبيرا لتحقيق انجاز التأهل لكأس العالم. وقال الترك المعروف بشيخ المدربين في الأردن: خلال برنامج 'نشمي' كشف سمو الأمير الحسين عن اطلاع كامل على تفاصيل دقيقة في الرياضة الأردنية على صعيد المنتخبات الوطنية والأندية، وهذا دفع الأردنيين بالتفاؤل بقدرة سموه ورسائله في هذا البرنامج، إلى لفت انظار القائمين على الرياضة بضرورة تعزيز الايجابيات والعمل على معالجة السلبيات، وهو أمر مهم للتقدم والتطور واستدامة الانجازات في مختلف الرياضات. ويرى لاعب المنتخب الوطني السابق والمدرب الحالي أحمد هايل، أن حلول عيد ميلاد سمو ولي العهد، يعد فرصة مثالية للتعبير عن فخرنا بأميرنا الشاب المحبوب الذي لعب دورا مهما في الارتقاء بالرياضة الاردنية ودعم الشباب. واستذكر هايل الاصابة الخطرة التي تعرض لها اثناء احترافه في العربي الكويتي، وكيف حرص سمو الامير الحسين على متابعتها والتوجيه بالمعالجة، لافتا إلى الاثر الطيب لكلمات سموه عندما زاره في المستشفى بعمان للاطمئنان عليه. وبين هايل أن الاردنيين جميعا كانوا فخورين بتفاعل سمو الأمير الحسين مع المنتخب الوطني لكرة القدم، وتقديم سموه دعما كاملا للاعبين، ما ساهم في تحقيق حلم بلوغ المونديال. يشار إلى أن صور ولي العهد خلال دعمه للمنتخب الوطني في المدرجات أو داخل الملعب، ما تزال تتصدر ذاكرة الأردنيين الذين تفاعلوا بشكل واسع مع تواضع سموه وحرصه على مشاركة اللاعبين تدريباتهم واحاديثهم في مشهد ربما لا يحدث الا في الأردن، ليعكس تلاحم الشعب والقيادة.

ميسي وباريس سان جيرمان.. نجاحات محدودة وذكريات باقية
ميسي وباريس سان جيرمان.. نجاحات محدودة وذكريات باقية

الغد

timeمنذ 8 ساعات

  • الغد

ميسي وباريس سان جيرمان.. نجاحات محدودة وذكريات باقية

اضافة اعلان للوهلة الأولى، قد يبدو أن فترة ليونيل ميسي مع باريس سان جيرمان بين العامين 2021 و2023 لم ترقَ إلى مستوى التوقعات. اللاعب والنادي كانا يأملان بالمزيد بعد الانتقال التاريخي للنجم الأرجنتيني إلى العاصمة الفرنسية.فقد تم الترويج لميسي باعتباره القطعة المفقودة لفريق لطالما تعثّر في سعيه وراء مجد دوري أبطال أوروبا، لكن حتى أكثر اللاعبين تتويجاً لم ينجح في إيصال النادي إلى القمة، بعدما خرج الفريق من دور الـ16 مرتين متتاليتين.ورغم أن تجربته مع سان جيرمان لم تثمر عن لقب أوروبي، إلا أن ميسي أمتع جماهير باريس بلحظات من السحر الخالص فوق المستطيل الأخضر – من مراوغات ولمسات ساحرة ولمحات فنية لا تُنسى. وقال النجم الأرجنتيني بعد رحيله بأسابيع قليلة: "من الناحية الرياضية، لم تسر الأمور كما كنت أرجو، لكنني أحتفظ بذكريات جميلة جداً من هناك".كان يوم 10 آب (أغسطس) 2021، يوم وصول ميسي إلى باريس، لحظة ستبقى محفورة في ذاكرة الفرنسيين. فقد أشعلت أخباره عاصفة إعلامية غير مسبوقة، حيث احتشد الصحفيون والمصورون في مطار لو بورجيه وملعب "حديقة الأمراء"، وهم بالكاد يصدقون أن الأسطورة ليونيل ميسي بات لاعباً في الدوري الفرنسي. وتسابقت الجماهير على تذاكر المباريات لمشاهدته عن قرب.حتى قبل أن يحط رحاله في باريس قادماً من برشلونة، حيث صنع مجده، كانت كل الأنظار تتجه صوب الدوري الفرنسي. نيكو كوفاتش، مدرب موناكو آنذاك والمدير الفني الحالي لبوروسيا دورتموند، علّق قائلاً: "ميسي هو أفضل لاعب في العالم. إذا تمت الصفقة، سيكون ذلك رائعاً للدوري الفرنسي، لكنه سيشكل أخباراً سيئة لخصوم سان جيرمان. أحب مشاهدته، وأتمنى أن يأتي، وأعتقد أن كل فرنسا ستكون سعيدة بقدومه".لطالما اعتُبر الدوري الفرنسي من أكثر البطولات تطلبا وتميزا من الناحية الفنية، وكان محطة انطلاق لنجوم كبار أمثال ريمون كوبا، ميشيل بلاتيني، رونالدينيو، زين الدين زيدان وتييري هنري. ورغم ذلك، لم يشهد سابقا انضمام نجم عالمي بحجم ميسي وهو ما يزال في قمة عطائه. دييجو مارادونا أبدع في إسبانيا وإيطاليا، ويوهان كرويف أذهل الجماهير في هولندا وإسبانيا، لكن لا أحد من هؤلاء مرّ عبر الملاعب الفرنسية.وصول ميسي، وهو أسطورة حية ما تزال تمارس سحرها الكروي، هزّ أرجاء العاصمة الفرنسية وبثّ موجة حماس استثنائية في تاريخ الكرة الفرنسية. قال ميسي في أول يوم له: "أشكر الباريسيين. كان كل شيء جنونياً منذ لحظة وصولي، وكان ذلك بمثابة تتويج جميل".ورغم أنه كان مصاباً عند انضمامه، إلا أن جودته كانت جلية، وتمكن من إبهار الجماهير بمجرد أن وطئت قدماه أرض الملعب. وسجّل أول أهدافه مع الفريق في فوز على مانشستر سيتي 2-0 في دوري الأبطال، بطريقة أكدت أنه ما زال يملك الكثير ليقدمه.في خط هجوم ناري ضم إلى جانبه نيمار وكيليان مبابي، تحوّل ميسي إلى صانع لعب بامتياز، يسهم في تمزيق دفاعات الخصوم أكثر من كونه هدافاً. وبعد خسارة لقب الدوري لمصلحة ليل في موسم 2020-2021، عاد سان جيرمان لاستعادة اللقب في الموسم التالي، وأضاف ميسي لقبين في الدوري الفرنسي إلى سجل بطولاته الزاخر.وقد خاض النجم الأرجنتيني 75 مباراة مع الفريق، سجّل خلالها 32 هدفاً وقدّم 34 تمريرة حاسمة. ولعل أبرز لحظاته كانت في المباراة الافتتاحية للموسم 2022-2023، عندما سجّل هدفاً رائعاً بضربة مقصية في مرمى كليرمون فوت، في عرض فني نادر استحق عليه تصفيقا حارا من الجماهير.ومن باريس، بدأ ميسي التحضير لأعظم إنجاز في مسيرته: الفوز بكأس العالم 2022 في قطر. واختياره اللعب في الدوري الفرنسي تبيّن أنه كان خطوة ذكية ومثالية، فقد أتاح له الاستمرار في بيئة تنافسية قوية، مما ساعده على الحفاظ على جاهزيته البدنية والذهنية قبل التحدي الأكبر في حياته.والعنصر الوحيد الذي لم يسر حسب السيناريو كان الطرف الآخر في النهائي: منتخب فرنسا. فبعد تعادل مثير 3-3، حُسم اللقب بركلات الترجيح لصالح الأرجنتين 4-2. ومن ثم، كان من الصعب الاحتفال في باريس بكونه بطلاً للعالم. واعترف ميسي لاحقاً: "كان أمراً مفهوماً، فقد كنت في البلد الذي حرمناه من التتويج باللقب".انتهت رحلته مع النادي الفرنسي بخيبة أمل أوروبية، كما طوى معها سان جيرمان صفحة مشروع رياضي طويل، لكن، في نهاية المطاف، لم يكن ذلك مهماً.فبعد عامين من رحيله، ما تزال جماهير الكرة الفرنسية تشعر بالفخر لاستضافة ميسي في دوريها. وعندما حقق باريس سان جيرمان حلمه الأكبر بالفوز بدوري أبطال أوروبا يوم 31 أيار (مايو) الماضي، رأى الكثيرون أن مساهمة النجوم السابقين، ومنهم ميسي، كانت جزءا لا يتجزأ من هذا الإنجاز.ويوم غد الأحد، سيلتقي باريس سان جيرمان مع فريق ميسي الحالي إنتر ميامي في دور الـ16 من كأس العالم للأندية، على ملعب مرسيدس-بنز في أتلانتا. وبينما يعود النجم الأرجنتيني لمواجهة فريقه السابق، الذي كان يرتدي شعاره حين تُوّج بطلاً للعالم، فإن المشهد المنتظر سيكون عنوانه التحية والتصفيق. فقد عبّرت الصحافة الفرنسية بوضوح عن مزاج الشارع الكروي: فرنسا لم تنسَ ليونيل ميسي... ولن تنساه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store