
'قصة نجاح'.. مسيرة وإنجازات فرع المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة بجازان
يُعد فرع المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة بمنطقة جازان من أبرز المراكز الزراعية في المملكة، لما يقدّمه من خدمات جليلة للمزارعين داخل المنطقة وخارجها، إذ مرّ بمراحل تطوير متعددة منذ تأسيسه في عام 1972م، تحت مسمى 'مشروع التنمية الزراعية'، ثم تحوّل إلى 'مركز الأبحاث الزراعية'، معتمدًا منذ نشأته على إجراء البحوث والتجارب الزراعية.
ويهدف فرع المركز بمنطقة جازان إلى النهوض بالتنمية الزراعية في المنطقة على أسس علمية راسخة، حتى أصبح مرجعًا رئيسًا في تقديم الخدمات الزراعية في مجالي الفاكهة الاستوائية والمحاصيل الحقلية، من خلال الأبحاث والتجارب التي نفذها الباحثون في الفرع، والتي أحدثت نقلة نوعية في التركيبة المحصولية بالمنطقة، وزيادة العائد المالي للمزارعين، مما انعكس إيجابًا على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية.
واستثمر الفرع ما تتمتع به منطقة جازان من مناخ دافئ رطب، ووفرة في المياه الجوفية ومجاري الأودية، لزراعة 'الفواكه الاستوائية وشبه الاستوائية'، فحققت المنطقة نجاحًا ملحوظًا في هذا المجال، في إطار جهود الدولة – حفظها الله – لدعم القطاع الزراعي في المملكة، بما ينسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030.
ويمتلك فرع المركز في منطقة جازان حقلًا زراعيًا بمساحة 40 هكتارًا، يضم أكثر من 65 صنفًا من المحاصيل، منها: (المانجو، والجوافة، والبابايا، والتين، والشيكو، والقشطة، والكرامبولا، والأناناس، والكاجو، والفول السوداني)، إلى جانب العديد من الفواكه والحمضيات التي تُجرى عليها الدراسات، مع العمل على رصد ومكافحة الأمراض؛ بهدف إنتاج شتلات خالية من الآفات، وتطوير نظام المقاومة البيولوجية.
ويواصل الباحثون في الفرع جهودهم من خلال التجارب الحقلية لدراسة المقننات المائية، وتحديد الاحتياجات الفعلية لأشجار الفاكهة الاستوائية والمحاصيل الحقلية، وتحديد أفضل الوسائل المناسبة لتطوير نظام المقاومة البيولوجية.
ويعمل المشتل التابع للفرع على إنتاج شتلات الفاكهة والطعوم، وشتلات الزينة والنباتات العطرية -موثوقة المصدر- وبيعها بمبالغ رمزية، إلى جانب إسهاماته في تدريب الفنيين والعمال، وتنفيذ المبادرات، واستقبال الطلاب للاطلاع على أنواع النباتات وطرق إكثارها.
والتقت وكالة الأنباء السعودية (واس) مدير فرع المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة بمنطقة جازان عواجي حيدر أبوالغيث، الذي سلط الضوء على جهود القائمين على الفرع، والتي أثمرت في زراعة أصناف مهمة من الفواكه، أبرزها 'المانجو'، والتي تُعد من المنتجات الرئيسة التي تشتهر بها منطقة جازان، إلى جانب البن، والعسل، والحبوب البعلية، والفل، والنباتات العطرية، حيث تنتج المنطقة منها أكثر من 60,000 طن سنويًا.
وبيّن المهندس أبوالغيث أن الحقل الزراعي يضم أكثر من 60 نوعًا من أجود أنواع المانجو التي نجحت زراعتها، من أبرزها: (الساندري، والتومي، وبالمر، والكيت، والكنت، والأرومانس، والخد الجميل، والأونو، والدبشة، والتيمور، والجولي، والرويال، والزبدة، والزل، والسابري، والسكري، والصديق، والعنب اليمني، والفجر كلان، والفندايكي، واللانجرا، والمالجوبا، والماليكا، والمبروكة، والمسك، والنجوى، ونام دوك ماي، والنيلم، والهودن، والكيسر، والهندي نسنارة)، وغيرها من الأنواع التي تختلف في مواعيد حصادها، بين مبكر ومتأخر، ومنها ما يُجنى مرة واحدة في العام، وأخرى تُنتج مرتين سنويًا.
ويؤكد مدير الفرع أن المركز يواصل دوره في إدخال أصناف جديدة، وإجراء البحوث والتجارب؛ لتعزيز زراعة الفواكه الاستوائية في المنطقة، مشيرًا إلى أن مزارعي جازان أدركوا الجدوى الاقتصادية لهذه الزراعة، وبذلوا جهودًا لتطوير مزارعهم، كما أسهم (مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية السنوي) في التعريف بمنتجات المنطقة، وتشجيع الاستدامة، وتحفيز الإنتاج، ودعم المزارعين، وضمان وفرة هذه الفاكهة اللذيذة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ يوم واحد
- سعورس
المملكة تؤكد على أهمية العمل الحاسم والتعاون الدولي لسد فجوات العصر الذكي
وخلال الكلمة أكد معاليه أن رؤية سمو ولي العهد -حفظه الله- قادت المملكة للريادة في عصر الذكاء الاصطناعي، من خلال عدد من المبادرات والجهود ومنها إطلاق سموه ولي العهد شركة "هيوماين" كرائد عالمي في الذكاء الاصطناعي، وتوفير قدرات الذكاء الاصطناعي من المعالجات حتى المواهب. وقال معاليه: "إن جهود المملكة جاءت استجابة للتحديات العالمية، حيث يواجه العالم اليوم "فجوة وجودية" ناجمة عن التفاوت في الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، محذرًا من أن استمرار هذه الفجوات قد يهدد مكتسبات التقدم البشري"، مبينًا أن المملكة ملتزمة بدعم الجهود الدولية الهادفة إلى ردم الفجوات التقنية في عصر الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا ضرورة العمل الدولي الحاسم لبناء منظومة رقمية أكثر شمولية واستدامة. وأكد أن التحولات التقنية التي شهدها العالم مرت عبر 3 مراحل رئيسية، بدأت بالعصر التماثلي الذي استغرق أكثر من قرن لربط (800) مليون شخص، ثم العصر الرقمي الذي نجح في ربط (5.5) مليارات من الأشخاص خلال خمسين عامًا، مع بقاء (2.6) مليار دون اتصال، وصولًا إلى عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تتركز الفجوات الحالية في البنية التحتية الحاسوبية، والبيانات، والخوارزميات. وأشار معاليه إلى مجموعة من المؤشرات الدولية التي تعكس عمق التفاوت، أبرزها تمركز قدرات الحوسبة، وافتقار العديد من الدول للبنية التحتية اللازمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومحدودية مشاركة دول الجنوب العالمي في صياغة أطر الحوكمة والتنظيم. واستعرض جهود المملكة في معالجة هذه الفجوات، والتي شملت تمكين المرأة رقميًا بنسبة تفوق (35%)، وتصدر المؤشرات الرقمية العالمية لعامين متتاليين، إلى جانب تصنيف الباحثين السعوديين في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ضمن أعلى (1%) عالميًا من حيث عدد الاستشهادات العلمية، إضافة إلى إصدار تشريعات متقدمة لحماية البيانات، وتطوير نماذج لغوية تعزز الشمول التقني لمختلف المجتمعات. واختتم معاليه كلمته بالتأكيد على أن السنوات ال 10 المقبلة ستكون حاسمة لسد الفجوات في العصر الذكي، داعيًا إلى تفعيل الشراكة متعددة الأطراف تحت مظلة الاتحاد الدولي للاتصالات لبناء منظومة ذكاء اصطناعي عادلة وآمنة وشاملة، تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز رفاه الإنسان.


المناطق السعودية
منذ 2 أيام
- المناطق السعودية
المملكة تؤكد على أهمية العمل الحاسم والتعاون الدولي لسد فجوات العصر الذكي
المناطق_واس ألقى معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، كلمة المملكة خلال مشاركتها في الفعاليات المصاحبة لاحتفالية مرور 160 عامًا على تأسيس الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) التي أقيمت في جنيف. وخلال الكلمة أكد معاليه أن رؤية سمو ولي العهد -حفظه الله- قادت المملكة للريادة في عصر الذكاء الاصطناعي، من خلال عدد من المبادرات والجهود ومنها إطلاق سموه ولي العهد شركة 'هيوماين' كرائد عالمي في الذكاء الاصطناعي، وتوفير قدرات الذكاء الاصطناعي من المعالجات حتى المواهب. وقال معاليه: 'إن جهود المملكة جاءت استجابة للتحديات العالمية، حيث يواجه العالم اليوم 'فجوة وجودية' ناجمة عن التفاوت في الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، محذرًا من أن استمرار هذه الفجوات قد يهدد مكتسبات التقدم البشري'، مبينًا أن المملكة ملتزمة بدعم الجهود الدولية الهادفة إلى ردم الفجوات التقنية في عصر الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا ضرورة العمل الدولي الحاسم لبناء منظومة رقمية أكثر شمولية واستدامة. وأكد أن التحولات التقنية التي شهدها العالم مرت عبر 3 مراحل رئيسية، بدأت بالعصر التماثلي الذي استغرق أكثر من قرن لربط (800) مليون شخص، ثم العصر الرقمي الذي نجح في ربط (5.5) مليارات من الأشخاص خلال خمسين عامًا، مع بقاء (2.6) مليار دون اتصال، وصولًا إلى عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تتركز الفجوات الحالية في البنية التحتية الحاسوبية، والبيانات، والخوارزميات. وأشار معاليه إلى مجموعة من المؤشرات الدولية التي تعكس عمق التفاوت، أبرزها تمركز قدرات الحوسبة، وافتقار العديد من الدول للبنية التحتية اللازمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومحدودية مشاركة دول الجنوب العالمي في صياغة أطر الحوكمة والتنظيم. واستعرض جهود المملكة في معالجة هذه الفجوات، والتي شملت تمكين المرأة رقميًا بنسبة تفوق (35%)، وتصدر المؤشرات الرقمية العالمية لعامين متتاليين، إلى جانب تصنيف الباحثين السعوديين في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ضمن أعلى (1%) عالميًا من حيث عدد الاستشهادات العلمية، إضافة إلى إصدار تشريعات متقدمة لحماية البيانات، وتطوير نماذج لغوية تعزز الشمول التقني لمختلف المجتمعات. واختتم معاليه كلمته بالتأكيد على أن السنوات الـ 10 المقبلة ستكون حاسمة لسد الفجوات في العصر الذكي، داعيًا إلى تفعيل الشراكة متعددة الأطراف تحت مظلة الاتحاد الدولي للاتصالات لبناء منظومة ذكاء اصطناعي عادلة وآمنة وشاملة، تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز رفاه الإنسان.

سعورس
منذ 2 أيام
- سعورس
"من أسرار الذِّئب"
وجاء الكتاب في 133 صفحة محتوية على موضوعات كثير أهمها: الذئب في القرآن والحديث النبوي، وفي سيرة من قبلنا، الذئب وشهادته بالرسالة، الذئب في الأمثال، الذكاء عند الذئب، عمر الذئب، طريقة سيره أثناء الليل والنهار، طريقة هجومه، الفرق بين الجُحر والزّرب، الذئب وأكل الإبل، طريقة ترصّده للفرائس، الاعتداء على الإنسان، الذئب وأكل الجن، وروده للماء، حال الذئب مع كلاب الصيد، الفرق بين الذئب والولبة، انتقام الذئب، هجرة الذئب، اعتقاد عرب الجاهلية فيه، قصص ومواقف مع الذئب. واستهل الباحث كتابه بالآيات التي ورد ذكر الذئب فيها في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ، وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ)، وقوله تعالى: (قَالُوا لَبِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَسِرُونَ)، وكذلك قول الله: (قَالُوا يَأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ). وأضاف أن لهذا المخلوق العجيب أسماء منها: (الذئب، السبع، سرحان، أويس، مصاوط، الأمعط، أبا السمح، الريح) كما أن العرب تردّد اسمه في كثير من كلامهم على سبيل الإعجاب، ويعدون ذلك إجلالًا واحترامًا لمن يُطلق عليه اسم الذئب، ويسمّون به مواليدهم مثل: (ذئب وذؤيب وذياب وسرحان) أو يطلقون عبارة دون اسم فيقولون: (ذيبان أو يا ذيبان) وهكذا، ولا يعدون ذلك من باب التنقيص من مكانة الشخص، بل على عكس من ذلك. وأشار أنَّ للذئب تصرفات غريبة في سيره وتنقله، وأكله، وهجومه وهروبه وجميع تحركاته، وهذه التصرفات التي يتميز بها الذئب عن سائر الحيوانات يصعب على الإنسان اكتشافها؛ لأنَّ الذئب ليس من الحيوانات الأليفة، ولا تظهر كثير من تصرفاته إلا عندما يكون حرًّا طليقًا، والبدو الذين يربون الماشية يعرفون عنه أشياء ويجهلون أخرى، ومثل هذه المعلومات شحيحة جدًا ولا تجدها إلا عند فئة قليلة من كبار السن فقط. وبيّن الباحث أن في الذئب ذكاء يتفوق به على كثير من الحيوانات الأخرى، فهو يعرف كيف ومتى يحتال، وكيف ومتى يخدع غيره، ويعرف أن كانت المحاولة في الموقف الذي اتخذه ناجعة أم لا، وإن كانت عكس ذلك فإنه يبادر إلى ترك الموقع واللجوء إلى طريقة أخرى، ويتّضح له من بداية المحاولة معرفة الموقف هل هو في صالحه أم لا، أما تعامله مع الكلاب فعجيب أيما عجب وذلك أنه يعرف الجيد منها ويفرق بينه وبين الذي يتوارى من الذئب حين رؤيته وهذا النوع من الكلاب له علامات تدل عليه منها: كثرة النوم، وقلة النباح، إضافة إلى أكله من الفريسة التي خلّفها الذئب، ويحدث أصوات نباح مزعجة بعد أن يتأكد من ذهاب الذئب وابتعاده عن الموقع، وهذا النوع من الكلاب يعرفه الذئب ولا يخاف منه. وجاء في الكتاب أنّ سير الذئب عادة ما يكون عكس اتجاه الرياح، ولا يمكن أن يتجه مع الريح قط إلا في حالات نادرة، وله عدة احتياطات يحرص على مراعاتها للحفاظ على حياته، فمثلًا إذا كانت الرياح شرقية ، فهو يستقبل الرياح بطريقة مستقيمة، والانحراف إلى اتجاه آخر ليتحاشى انتقال الريح إلى عدوه الأول (الكلب)، وتحرك الذئب يكون سريعًا إذا كان من مكان إلى آخر، ولا يطيل الوقوف في مكان إلا إذا كان في انتظار فرصة الهجوم على القطيع المحروس، فإنه يبقى بعض الوقت. وناقش الباحث أسباب تناقص أعداد الذِّئاب في بلادنا في السنوات الأخيرة وأرجعها إلى عدة أمور منها: "كثرة السيارات"، و "التَّمدُّد العمراني"، و "تعبيد الطُّرق"، و "الإنارة الزائدة التي ربما امتدت بين القرى"، و "تحويل بعض الجبال إلى متنزّهات"، وهذا مما أسهم في تناقص أعداد الذئاب، إلّا أن هناك جبالًا كبيرة ممتدة على مساحات شاسعة من الجزيرة العربية لا زالت توفر ملاذًا آمنًا للذئاب حيث تتنقل فيها بكامل حريتها، وتحصل من خلالها على مبتغاها من فرائسها ليلًا أو نهارًا مستغلة بذلك وعورة المكان. يُذكر أنه صدر عدّة مؤلفات عن الذئاب العربية، ومنها على سبيل المثال: "الذِّئب العربي طباعه وعلاقته بالإنسان" للباحث سعد الشّبانات، و"الذّئب في الأدب العربي" للدكتور فضل العماري، وله أيضًا "الذّئب في العلم والتاريخ"، و "الذّئب في الأدب القديم" للدكتور زكريّا النوتي.