logo
الحكومة تطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل في سيطرة الحوثيين على السفينة "نوتيكا"

الحكومة تطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل في سيطرة الحوثيين على السفينة "نوتيكا"

اليمن الآنمنذ 15 ساعات
تعتزم الحكومة اليمنية التقدّم بطلب رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لفتح تحقيق عاجل بشأن استيلاء جماعة الحوثي الإرهابية على ناقلة النفط البديلة «نوتيكا»، التي جرى نقل نحو 1.1 مليون برميل من الخام إليها من السفينة المتهالكة «صافر».
وكشف معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن ميليشيا الحوثي تستخدم الناقلة البديلة «نوتيكا» لتخزين شحنات من النفط الإيراني، فيما وصفه بـ«استغلال فج» لمعدات ومقدرات وفّرتها الأمم المتحدة، لخدمة مصالح الجماعة الضيقة، على حد تعبيره.
وأضاف الإرياني أن الحكومة اليمنية ستتخذ الإجراءات المناسبة على الصعيدين القانوني والدبلوماسي، بما في ذلك مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة، والمطالبة بإجراء تحقيق عاجل في هذا الانتهاك.
وأشار إلى أن بلاده ستعمل على تحميل ميليشيا الحوثي ومن يقف خلفها المسؤولية القانونية الكاملة، استناداً إلى أحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».
وشدّد الإرياني على أن «الحكومة اليمنية تأخذ هذا التصعيد الخطير بمنتهى الجدية»، مبيناً أن «الرئيس رشاد العليمي وجّه السفير عبد الله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، بتضمين هذا الموضوع ضمن كلمته اليوم أمام مجلس الأمن، وإحاطة الدول الأعضاء بخطورة ما أقدمت عليه ميليشيا الحوثي من عمل عدواني لا يهدد اليمن وحده».
ولفت الوزير إلى أنه «وفور تأكد الحكومة اليمنية من استيلاء ميليشيا الحوثي الإرهابية على السفينة (نوتيكا)، التي اشترتها الأمم المتحدة في إطار عملية إنقاذ الناقلة (صافر)، عبّرنا بشكل رسمي وعبر وسائل الإعلام عن إدانتنا واستنكارنا لهذا التصرف الخطير، الذي يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولقواعد ميثاق الأمم المتحدة، واستخداماً غير مشروع لممتلكات الأمم المتحدة لأغراض تخدم مشروعاً حربياً عدوانياً».
وحذّر معمر الإرياني من أن «هذه الجريمة تمثل سابقة خطيرة تؤكد مجدداً أن ميليشيا الحوثي لا تحترم أي تعهدات أو اتفاقات، ولا تقيم وزناً للمواثيق الدولية، وهو ما يستدعي موقفاً دولياً حازماً، دفاعاً عن هيبة الأمم المتحدة وحماية لمكتسباتها ومواردها».
وبحسب الإرياني فقد أقدمت «ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، على السيطرة على الناقلة العملاقة (نوتيكا)، التي اشترتها الأمم المتحدة في عام 2023 في جزء من خطة إنقاذ الناقلة المتهالكة (صافر) الراسية قبالة ساحل الحديدة، ضمن الجهود الدولية لتجنب وقوع كارثة بيئية وإنسانية واقتصادية تهدد اليمن والمنطقة والعالم».
وكانت الأمم المتحدة قد اشترت الناقلة «نوتيكا» بمبلغ 55 مليون دولار، وأطلقت عملية تفريغ النفط من «صافر» في يوليو 2023، ولا تزال حتى اليوم تتحمل تكاليف تشغيلها وصيانتها بهدف حماية البيئة البحرية في البحر الأحمر، وضمان سلامة الملاحة الدولية.
وقال وزير الإعلام إن «ميليشيا الحوثي قامت باستخدام الناقلة كأنها خزان عائم لتخزين النفط الآتي من إيران، في استغلال فج لمعدات ومقدرات الأمم المتحدة لخدمة مصالحها الضيقة». لافتاً إلى أن «الناقلتين (نوتيكا) و(صافر)، لا تزال عائمة رغم التهالك وخطر الغرق أو الانفجار، أصبحتا تحت السيطرة الفعلية لميليشيات الحوثي، وتستخدمان لتخزين شحنات النفط الواردة إلى المواني الخاضعة لسيطرة الميليشيا بعد الأضرار التي لحقت مؤخراً بخزانات ميناء رأس عيسى النفطي، دون أي اكتراث بالمخاطر البيئية الكارثية المترتبة على أي تسرب أو انفجار أو غرق محتمل للناقلة صافر».
وذكّر الإرياني، بأن الحكومة اليمنية سبق أن حذرت في أغسطس (آب) 2023 من مخاطر معاودة ميليشيات الحوثي استخدام السفينة «نوتيكا» بعد انتهاء عملية تفريغ «صافر»، وطالبت الأمم المتحدة بمتابعة مراحل خطة الإنقاذ، واتخاذ ما يلزم لضمان عدم استخدام الميليشيا للناقلة البديلة لخدمة مصالحها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحركات عربية ودولية لمواجهة خطر تنظيم "الإخوان"
تحركات عربية ودولية لمواجهة خطر تنظيم "الإخوان"

اليمن الآن

timeمنذ 7 دقائق

  • اليمن الآن

تحركات عربية ودولية لمواجهة خطر تنظيم "الإخوان"

في ظل تصاعد القلق العالمي من تنامي تأثير تنظيم الإخوان في الساحات السياسية والاجتماعية والدينية، بدأت دول عربية وغربية تتحرك ضمن مسارات مختلفة لمواجهة ما يوصف بأنه "خطر أيديولوجي عابر للحدود". وبينما صنفت بعض العواصم العربية التنظيم جماعة إرهابية، لا تزال غالبية الحكومات الغربية تتعامل مع الإخوان بوصفهم مكونا دعويا، مما يمنح التنظيم هامش مناورة واسعا. غير أن المتغيرات الأمنية والإيديولوجية الأخيرة دفعت عواصم القرار إلى إعادة النظر في هذه المقاربة، مدفوعة بظهور أدلة على تغلغل التنظيم داخل المجتمعات الغربية، وتورطه المحتمل في التمهيد للانقضاض على النظم السياسية من الداخل. جذور المواجهة تتصدر الدول العربية مسار المواجهة مع الإخوان، حيث أعلنت كل من مصر والسعودية والإمارات تصنيف التنظيم جماعة إرهابية، وشرعت في ملاحقة شبكاته المالية والتنظيمية. وبرز مؤخرا الأردن كمحطة جديدة لهذه المواجهة، مع بدء الحكومة إجراءات تستهدف شركات وجمعيات يشتبه بأنها واجهات مالية للتنظيم. وفي تونس، تسارعت الأحداث مع صدور أحكام قضائية بالسجن على قيادات إخوانية بتهم تتعلق بالتآمر على أمن الدولة والتورط في قضايا إرهاب. لكن الساحة الأوروبية لا تقل تعقيدا، ورغم غياب التصنيف القانوني للتنظيم منظمة إرهابية في غالبية دول أوروبا، فإن أصواتا سياسية وأمنية بدأت تدعو إلى مراجعة الموقف، في ظل ما يعتبره كثيرون تغلغلا خطيرا للإخوان داخل مؤسسات تعليمية ودينية واقتصادية. استراتيجيات التلاعب والمراوغة اعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية مصطفى أمين، خلال حديثه الى غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، أن التنظيم دخل مرحلة جديدة من المواجهة، خاصة بعد الإجراءات الفرنسية والألمانية الأخيرة. وأكد أن الإخوان ليسوا في موقف دفاعي، بل يعتمدون استراتيجيات متقدمة تقوم على "التلاعب والتخفي والالتفاف على القوانين". وأوضح أن فرنسا، رغم محاولات تقليص الدعم المالي المقدم للجمعيات التابعة للإخوان، لم تنجح حتى الآن في تجفيف منابع التمويل بشكل شامل، معتبرا أن التنظيم استغل الثغرات القانونية لتأسيس واجهات جديدة، ووزع الأموال بين جمعيات لا تحمل صبغة إسلامية واضحة، مستفيدا من غياب تشريعات حاسمة. وأشار أمين إلى أن الاستراتيجية التي اعتمدها الإخوان منذ الستينيات تقوم على بناء "ملاذات آمنة" في أوروبا وأميركا، وتوظيف الأموال والشركات والمؤسسات الخيرية كأدوات للاختراق الناعم. وقدر حجم الأموال التي تديرها الجماعة في أوروبا بما يفوق 150 مليون يورو، بينما قدرها في الولايات المتحدة بين 300 و500 مليون دولار. وشدد على ضرورة وجود تنسيق بين الدول، محذرا من أن التنظيم ما يزال يتمتع بنَفَس طويل، وبيئة قانونية مواتية في أوروبا تتيح له التحرك، واعتبر أن غياب التنسيق بين فرنسا وألمانيا والنمسا وبريطانيا يسهل تمدد الإخوان عبر عناوين جمعوية وخيرية تبدو شرعية في ظاهرها. التخفي والتناقضات الغربية وخلال مداخلته، قدم الخبير التونسي في الشؤون الأمنية خليفة الشيباني رؤية شاملة لجذور الظاهرة، رابطا صعودها بتحالفات سياسية خاطئة في السبعينات والثمانينات، حين لجأت بعض الأنظمة إلى توظيف الإخوان لضرب التيارات اليسارية والقومية، قبل أن ينقلب التنظيم على من مكنه. وبأسلوب لا يخلو من النقد الحاد، وصف الشيباني الإخوان بأنهم "جماعة سرية بطبيعتها"، تجيد "مبدأ التقية"، وتظهر بوجه مدني في حين تضمر أهدافا أيديولوجية عنيفة. كما وصف الخبير التونسي هذه الجماعات بـ"الأخطبوط القادر على التمفصل داخل مؤسسات الدولة"، قائلا: "هم لا يدخلون الانتخابات لخدمة الدولة بل للسيطرة عليها. هم يستثمرون في كل شيء: المساجد والتعليم والجمعيات والإعلام، وحتى في لغة الديمقراطية ذاتها التي لا يؤمنون بها". وتوقف عند التجربة التونسية، قائلا إن راشد الغنوشي ورفاقه حصلوا على عفو من الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، لكنهم انقلبوا عليه لاحقا واستولوا على مفاصل الدولة بعد الثورة. وأشار الشيباني إلى أن الغرب ارتكب "خطأ قاتلا" حين قدم المأوى عناصر الإخوان تحت غطاء حقوق الإنسان والديمقراطية، فيما هم، حسب وصفه، يمثلون خطرا على الدولة المدنية، وهو ما اعتبره "سذاجة أمنية وبراغماتية مفرطة" في التعامل مع الإسلام السياسي. وقال: "الغرب ربّى هذا التنين في جيبه والآن بدأ يلدغه. لكن حتى اليوم لا يوجد فهم حقيقي لعقيدة الإخوان، ولا لخطورتهم على النسيج الاجتماعي والديمقراطي في أوروبا وأميركا". وأكد أن الوقت حان لإنهاء ما وصفه بـ"لعبة التوظيف السياسي" التي مارستها أجهزة غربية استخدمت الإخوان ضد خصومها، ليعودوا لاحقا ويشكلوا تهديدا داخليا في باريس ومانشستر. اختراق فرنسا حذر الخبير الفرنسي في الشؤون الاستراتيجية جان بيار ميلالي، من تسلل الإخوان إلى عمق المؤسسات الفرنسية، مستغلين شعارات العلمانية والحريات، وقال إن الجماعة تمكنت من تأسيس نفوذ في المدارس الخاصة والمجالس البلدية، بل وحتى في بعض المؤسسات الإعلامية. وأكد ميلالي أن الوضع الفرنسي بات مقلقا، مما دفع الرئيس إيمانويل ماكرون إلى عقد مجلسي دفاع خلال أشهر معدودة، وتوجيه أوامر بإعداد قانون خاص لمواجهة ما سماه "الانعزالية الإسلامية"، في محاولة للسيطرة على الظاهرة قبل الانتخابات البلدية المقبلة. وشدد الخبير على أن الإجراءات الفرنسية تبقى غير كافية، لسببين رئيسيين: أولا لأن تنظيم الإخوان ليس وحيدا بل يتقاطع مع التيارات الجهادية التي تمارس العنف المباشر، وثانيا لأن التنظيم وجد حلفاء في الداخل الفرنسي، خاصة في التيار اليساري، الذي تبنى خطابا دفاعيا عن الإخوان تحت شعارات مناهضة الإسلاموفوبيا. وأشار إلى انقسامات داخل الحكومة الفرنسية نفسها، حيث رفض بعض الوزراء الاعتراف بخطورة ما يسمى بـ"الإسلاموية اليسارية"، رغم تحذيرات الأمن والاستخبارات. أميركا.. تغلغل ناعم في الأثناء سلط المستشار السابق للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" كاظم الوائلي الضوء على الوضع في الولايات المتحدة، مؤكدا أن الإخوان نجحوا في اختراق النسيج الأميركي، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، مستفيدين من هامش واسع للتحرك تحت غطاء المنظمات الدعوية. وقال الوائلي إن الجيل الجديد من الإخوان في أميركا بات يتحدث الإنجليزية بطلاقة وولد في الولايات المتحدة، وتغلغل في الجامعات الكبرى مثل هارفارد وكولومبيا، ويستخدم أساليب "الدعوة الناعمة" لكسب الدعم والتغلغل المؤسسي. وأضاف أن التنظيم يمتلك دعما ماليا ضخما من رجال أعمال وشركات، وتلقى دعما ضمنيا من بعض الحكومات في مراحل سابقة، مؤكدا أن دعوات تصنيف الإخوان جماعة إرهابية من قبل نواب أميركيين، مثل السيناتور تيد كروز، لم تجد طريقها للتنفيذ بسبب هيمنة الديمقراطيين على الكونغرس. ورأى الوائلي أن فترة حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما كانت بيئة مواتية لنشاط الإخوان، بينما شهد عهد الرئيس دونالد ترامب نوعا من التجميد نتيجة سياساته الصارمة، لكنه حذر من أن التنظيم يعيد ترتيب صفوفه بانتظار أي تغيير في المشهد السياسي الأميركي.

اليمن يبلغ مجلس الأمن: تدخلات إيران وتعنت الحوثيين يهددان استقرار المنطقة
اليمن يبلغ مجلس الأمن: تدخلات إيران وتعنت الحوثيين يهددان استقرار المنطقة

وكالة 2 ديسمبر

timeمنذ ساعة واحدة

  • وكالة 2 ديسمبر

اليمن يبلغ مجلس الأمن: تدخلات إيران وتعنت الحوثيين يهددان استقرار المنطقة

اليمن يبلغ مجلس الأمن: تدخلات إيران وتعنت الحوثيين يهددان استقرار المنطقة حذّرت الجمهورية اليمنية، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، من استمرار تعنت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وسعيها لإطالة أمد الصراع ومفاقمة الأزمة الإنسانية، والزج بالبلاد في صراعات إقليمية مدمّرة، كما حذرت من التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني، بما في ذلك تهريب الأسلحة والخبراء العسكريين إلى المليشيا، في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القراران 2216 و2624. وأكد مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، أن الحوثيين يرفضون جهود السلام، ويواصلون ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، تشمل القتل والاختطاف وتجنيد الأطفال وزراعة الألغام، فضلًا عن تهديد أمن الملاحة الدولية من خلال استهداف السفن واستخدام الشواطئ اليمنية لتهريب السلاح والنفط الإيراني. وحمل السعدي المليشيا الحوثية مسؤولية غرق السفينة "ماجيك سيز" المحمّلة بمواد خطرة، محذراً من كارثة بيئية واقتصادية وشيكة، وداعياً إلى تحرك دولي عاجل لتفادي آثارها. كما أشار إلى استيلاء الحوثيين على الناقلة "نوتيكا"، واعتبر ذلك خرقاً واضحاً للاتفاقات المبرمة مع الأمم المتحدة، وتهديداً مباشراً لأمن البعثات والمنظمات الدولية العاملة في اليمن. وجددت الحكومة اليمنية تأكيد التزامها بمسار السلام والإصلاحات الاقتصادية، مناشدة المجتمع الدولي دعم جهودها في التخفيف من معاناة الشعب اليمني، ومشددة على أن تحقيق السلام الحقيقي يبدأ بإنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة.

وزارة التعليم العالي.. مملكة المنح الوراثية وابتعاث الأقارب باسم الوطن!
وزارة التعليم العالي.. مملكة المنح الوراثية وابتعاث الأقارب باسم الوطن!

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

وزارة التعليم العالي.. مملكة المنح الوراثية وابتعاث الأقارب باسم الوطن!

مرة أخرى، تهبّ علينا وزارة التعليم العالي بخبر "رنان" يتحدث عن صرف مستحقات الطلاب المبتعثين، وكأنها تتكرّم على من تبقى من طلابنا في الخارج الذين لم يُصابوا بالاكتئاب أو الجوع أو "الهجرة العكسية" بعد أن تحوّل الحلم الأكاديمي إلى كابوس ممول من جيب الأسرة! فقد خرج علينا رئيس الوزراء سالم بن بريك، متجهّم الوجه، وهو يعلن – بكل فخر – توجيهاته "العاجلة" بصرف مستحقات الربع الأول والثاني من عام 2024، ويبدو أنه اكتشف لتوّه أن العام شارف على الانتهاء، والمبتعثون في الخارج لا يأكلون من الهواء ولا يدرسون على الشموع. في بلاد الواق واق، المنحة تُمنح لا للأذكياء بل للأقرباء "العين الثالثة" تذكّر جمهورها العزيز أن الوزارة ذاتها التي تعِد اليوم بالعدالة والشفافية في الابتعاث، هي نفسها التي تخصص المنح الدراسية لمن يحمل لقب "ابن خال المسؤول"، أو "زوج الأخت الثانية لنائب المدير"، أو "صاحب الواسطة التي تصنع المعجزات"، وفعلاً، لا عشوائية في هذا التوزيع، بل إنه منتظم جداً... على طريقة من يدفع أو ينتمي، يحصل. ورغم "الشفافية" المزعومة، فقد تم تقليص عدد المبتعثين من 5600 إلى 3100 تقريبًا. خطوة إصلاحية عظيمة... لولا أن معظم من تبقوا ينحدرون من نفس الشجرة العائلية! وزير التعليم العالي: أنا أُصلح، فصفقوا لي! أما وزير التعليم العالي الدكتور خالد الوصابي، فقد جلس مطمئنًا ليشرح كيف خفّض نفقات الابتعاث، مشيرًا إلى "إنجاز" تقليص التكاليف إلى 5.5 مليون دولار. وعلى رأيه، فإن المشكلة ليست في من يبتعث، بل في كم نبتعث.. الأسماء؟ لا تسأل، فقط اعلم أن العدالة قائمة، طالما أنك لم تولد في الأسرة الخطأ. المثير في الأمر أن الوزير لمّح إلى مشروع إيقاف الابتعاث الخارجي بحلول 2026، وتعويضه بالمنح الداخلية.. طبعاً بعد أن ضمِن ابتعاث أبناء الصفوة إلى الخارج، وبعد أن صارت الشقق في كوالالمبور واسطنبول مليئة "بالمبتعثين الوطنيين" الذين لا يفرّقون بين المختبر والمول. المالية تتدخل.. وتحلم بنظام إلكتروني عبقري في مشهد كوميدي إضافي، تحدث نائب وزير المالية عن تنسيق رائع مع التعليم العالي، وعن نظام إلكتروني قادم سيحل كل الإشكالات، نعم، النظام الإلكتروني سيجعل الواسطة رقمية، والمحسوبية تُمارس عبر الباركود، وكل شيء سيكون منظّمًا بنقرة زر. اجتماعات لامعة.. وقرارات أكثر لمعانًا الاجتماع الذي حضره عدد من الشخصيات "المهمة جدًا"، ناقش "الشفافية" و"تكافؤ الفرص"، مع أن الجميع يعلم أن المنح تشبه رسائل اليانصيب، لكن بشرط أن تكون من أسرة "مؤهلة"، أو لديك قدرات خارقة على دفع ما يلزم من أجل خدمة العلم... أو خدمة "الخال". في ظل هذا المشهد العبثي، لا يسعنا إلا أن نقول: هنيئًا لأبناء المحظوظين بجواز السفر الأحمر والمنح الذهبية، ولأبناء البسطاء شهادة الانتظار، وانتظار الشهادة.. من وطن يصرّ على أن العدل فكرة مؤجلة، وأن الكفاءة حلم يُبتعث بعيدًا.. لكن ليس إليك. في الختام، توجّه "العين الثالثة" بسؤال بريء إلى وزارة التعليم العالي: هل بإمكان طالب لا يملك "واسطة" أن يحصل على منحة؟ الجواب: نعم.. إن كان في رواية خيالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store