
النسوية في مواجهة غريزة الأمومة على خشبة مسرح لندن
إلّا أنّ العمل الجديد، على رغم من طموحه، يغرق في الميلودراما والطرح الفكري المكرّر.
تدور القصة حول جيسيكا باركس، قاضية بريطانية صارمة تترأس جلسات المحاكم في قضايا المخدّرات والاعتداءات الجنسية والعنف الأسري. في المقابل، تعاني في حياتها الشخصية من تربية ابنها المراهق هاري، الذي يتعرّض إلى التنمّر.
تتصاعد الحبكة حين يُتهم هاري باغتصاب زميلته، فتجد جيسيكا نفسها ممزّقة بين دعمها الدائم لحقوق النساء وواجبها كأم تدافع عن ابنها الذي يُصرّ على براءته.
تُقدّم روزاموند بايك، بطلة العمل، أداءً قوياً يُشكّل عماد المسرحية. بحضورها الطاغي على الخشبة، تنقل شخصية جيسيكا بين النبرة القانونية الصارمة والضعف الإنساني العميق. تثير السخرية وتُضحك المشاهدين حين تسخر من زوجها مايكل أثناء كَيّ قميص ابنها، لكنّها تكشف أيضاً عن هشاشتها كامرأة تخشى أنّها أخفقت في تربية ابنها أو في حفظ توازن علاقتها الزوجية.
الزوج، مايكل، يؤدّي دوره جيمي غلوفر ببرودة تناسب شخصية رجل أقل شأناً من زوجته، غارق في غيرة مكتومة وعاجز عن أداء دوره الأبوي. أمّا الابن، الذي يلعب دوره جاسبر تالبوت، فيظهر أكبر سناً ممّا ينبغي، لكنّ أداءه الانفعالي يُغطّي على ذلك.
تعتمد المسرحية على المونولوغ الداخلي، تتخلّله مشاهد «فلاش باك» مع نسخة طفولية من هاري، لتصوير العلاقة المتوترة بين الأم والابن. في أحد المشاهد الساخرة، تعتقد جيسيكا أنّ ابنها يشاهد مواد إباحية، فتُقدّم له محاضرة تربوية باستخدام مملحة ذات شكل رمزي، قبل أن تكتشف أنّه كان يلعب Call of Duty.
مع تصاعد الأزمة، تبدأ جيسيكا في مراجعة نفسها: هل بالغت في حماية غرور زوجها؟ هل كانت مسؤولة عن خلق نموذج ذكوري سلبي في حياة ابنها؟ الأسئلة مطروحة بصدق، لكنّ معالجتها جاءت إنشائية ومباشرة أكثر ممّا ينبغي.
على رغم من أنّ المسرحية تتناول قضايا هامة كالأمومة والذكورة وتغيّر الأدوار الأسرية، إلّا أنّ النص يضع الفكرة قبل الدراما، فتبدو الأحداث خاضعة إلى الرسالة. وتأتي الخاتمة متسرّعة، تفتقر إلى قوة الإقناع، وتنتهي بمشهد عاطفي مفرط في ملعب أطفال.
ديكور العرض أنيق وبسيط، والممثلة الرئيسية تسحب الجمهور بحضورها، لكنّ المسرحية ككل لا تتجاوز كونها مقالة فكرية ترتدي ثوب الدراما، من دون أن تلامس جوهرها الحقيقي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 2 أيام
- الجمهورية
النسوية في مواجهة غريزة الأمومة على خشبة مسرح لندن
تعود الكاتبة الأسترالية سوزي ميلر والمخرج جاستن مارتن إلى المسرح الوطني في لندن بمسرحية جديدة بعنوان Inter Alia، تكمل من خلالها النجاح الذي حققته مسرحية Prima Facie عام 2023. إلّا أنّ العمل الجديد، على رغم من طموحه، يغرق في الميلودراما والطرح الفكري المكرّر. تدور القصة حول جيسيكا باركس، قاضية بريطانية صارمة تترأس جلسات المحاكم في قضايا المخدّرات والاعتداءات الجنسية والعنف الأسري. في المقابل، تعاني في حياتها الشخصية من تربية ابنها المراهق هاري، الذي يتعرّض إلى التنمّر. تتصاعد الحبكة حين يُتهم هاري باغتصاب زميلته، فتجد جيسيكا نفسها ممزّقة بين دعمها الدائم لحقوق النساء وواجبها كأم تدافع عن ابنها الذي يُصرّ على براءته. تُقدّم روزاموند بايك، بطلة العمل، أداءً قوياً يُشكّل عماد المسرحية. بحضورها الطاغي على الخشبة، تنقل شخصية جيسيكا بين النبرة القانونية الصارمة والضعف الإنساني العميق. تثير السخرية وتُضحك المشاهدين حين تسخر من زوجها مايكل أثناء كَيّ قميص ابنها، لكنّها تكشف أيضاً عن هشاشتها كامرأة تخشى أنّها أخفقت في تربية ابنها أو في حفظ توازن علاقتها الزوجية. الزوج، مايكل، يؤدّي دوره جيمي غلوفر ببرودة تناسب شخصية رجل أقل شأناً من زوجته، غارق في غيرة مكتومة وعاجز عن أداء دوره الأبوي. أمّا الابن، الذي يلعب دوره جاسبر تالبوت، فيظهر أكبر سناً ممّا ينبغي، لكنّ أداءه الانفعالي يُغطّي على ذلك. تعتمد المسرحية على المونولوغ الداخلي، تتخلّله مشاهد «فلاش باك» مع نسخة طفولية من هاري، لتصوير العلاقة المتوترة بين الأم والابن. في أحد المشاهد الساخرة، تعتقد جيسيكا أنّ ابنها يشاهد مواد إباحية، فتُقدّم له محاضرة تربوية باستخدام مملحة ذات شكل رمزي، قبل أن تكتشف أنّه كان يلعب Call of Duty. مع تصاعد الأزمة، تبدأ جيسيكا في مراجعة نفسها: هل بالغت في حماية غرور زوجها؟ هل كانت مسؤولة عن خلق نموذج ذكوري سلبي في حياة ابنها؟ الأسئلة مطروحة بصدق، لكنّ معالجتها جاءت إنشائية ومباشرة أكثر ممّا ينبغي. على رغم من أنّ المسرحية تتناول قضايا هامة كالأمومة والذكورة وتغيّر الأدوار الأسرية، إلّا أنّ النص يضع الفكرة قبل الدراما، فتبدو الأحداث خاضعة إلى الرسالة. وتأتي الخاتمة متسرّعة، تفتقر إلى قوة الإقناع، وتنتهي بمشهد عاطفي مفرط في ملعب أطفال. ديكور العرض أنيق وبسيط، والممثلة الرئيسية تسحب الجمهور بحضورها، لكنّ المسرحية ككل لا تتجاوز كونها مقالة فكرية ترتدي ثوب الدراما، من دون أن تلامس جوهرها الحقيقي.


صدى البلد
منذ 3 أيام
- صدى البلد
هنادي مهنا تنتهي من تصوير مسلسل "بتوقيت 28"
أسدل الستار فجر اليوم على تصوير حكاية "بتوقيت 28"، إحدى قصص مسلسل "ما تراه، ليس كما يبدو"، حيث انتهى فريق العمل من تصوير المشاهد الأخيرة في أحد مواقع التصوير بمدينة الشيخ زايد، وسط أجواء احتفالية جمعت أبطال وصنّاع الحكاية. المشاهد الأخيرة ضمت هنادي مهنى، أحمد جمال سعيد، يوسف عثمان، ونانسي هلال، الذين عبروا عن سعادتهم بتجربتهم الفنية في هذه الحكاية التي تمتد لخمس حلقات، تنتمي لدراما الواقع الإنساني المعاصر. وحرصت الفنانة هنادي مهنى على مفاجأة فريق العمل بتوزيع الحلوى المزينة باسم الحكاية "بتوقيت 28"، فيما خطف الفنان أحمد جمال سعيد الأنظار بإفيهاته العفوية خلال الاحتفال، بينما التقط يوسف عثمان ونانسي هلال الصور التذكارية مع أعضاء الطاقم الفني. احتشد فريق العمل حول المخرج خالد سعيد في لفتة تقدير لما قدمه من جهد ورؤية إخراجية، خاصة في ظل تعامله مع طاقات شابة تمثل الجيل الجديد من الفنانين الشباب. أحمد خالد صالح يفاجئ فريق عمل 'بتوقيت ٢٨' وفي لفتة راقية من النجم أحمد خالد صالح، فاجأ فريق عمل حكاية "بتوقيت 28" بزيارتهم والاحتفال معهم بانتهاء التصوير، وبارك لزوجته هنادي مهنى وأحمد جمال سعيد ويوسف عثمان ونانسي هلال والمخرج خالد سعيد، والمنتج كريم أبوذكري، وحضر معهم الفركش. وأكد المخرج خالد سعيد، في تصريح له عقب انتهاء التصوير، على سعادته الغامرة بتقديم هذه الحكاية، مشيرًا إلى أنه سيواصل حاليًا تصوير حكاية "هند" ضمن نفس المسلسل. وأوضح أن العمل ككل يحمل فكرة طموحة وغير تقليدية، حيث تدور كل الحكايات في عوالم متفرقة لكن تظل مترابطة في السياق العام، بما يواكب عنوان المسلسل "ما تراه، ليس كما يبدو". وأضاف أن الاعتماد على شباب في الكتابة والإخراج والتمثيل والإنتاج يمثل "مغامرة محسوبة وجرأة مطلوبة"، لا سيما أن القصص تلامس الواقع وتناقش موضوعات إنسانية بمذاق عصري. - قصة "بتوقيت 28" تجسد هنادي مهنى شخصية "داليدا"، مذيعة بودكاست تتمتع بشخصية قوية، تقع في دوامة من المشاعر الغامضة مع زوجها رجل الأعمال (أحمد جمال سعيد) الذي يملك شركة إنتاج، ويتقاطع معهما أصدقاء يعملون بالشركة، لتنكشف عبر الحلقات خيوط درامية إنسانية مشوقة، من خلال قصة حب وظروف نفسية وأسرار دفينة. - تفاصيل المسلسل الكامل يُذكر أن مسلسل "ما تراه، ليس كما يبدو" يتكون من 7 حكايات منفصلة، كل واحدة من 5 حلقات، بمجموع 35 حلقة، ويعتمد في بطولته على عدد من النجوم الشباب، وهو من إنتاج كريم أبو ذكري ، ومن المقرر عرضه خلال أغسطس المقبل على قنوات الشركة المتحدة ومنصاتها الإلكترونية. وكانت أسرة العمل قد انتهت قبل أيام من تصوير حكاية "فلاش باك"، من بطولة أحمد خالد صالح، مريم الجندي، وخالد أنور، فيما تتواصل حاليًا التحضيرات لتصوير الحكايات المتبقية من المشروع الدرامي المنتظر.


صدى البلد
منذ 7 أيام
- صدى البلد
السيناريست محمد حجاب: مسلسل ما تراه ليس كما يبدو مغامرة درامية
أعرب السيناريست محمد حجاب عن سعادته بمشاركته بحكايتين ضمن حكايات مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو"، مؤكدًا أن العمل يمثّل مغامرة درامية غير تقليدية، ويضم قصتين من تأليفه، هما: "فلاش باك" و"Just You"، واصفًا التجربة بأنها جديدة ومختلفة على الساحة الدرامية المصرية. الفانتازيا والرومانسية وقال حجاب في تصريحات صحفية، إن قصة "فلاش باك" تُعد من أقرب الأعمال إلى قلبه، إذ كتبها عام 2022 وتنتمي إلى نوعية الفانتازيا والرومانسية المشوبة بالغموض. وأكد أن خروج الحكاية إلى النور كان بدعم من المنتج كريم أبو ذكري، واصفًا إياه بالموهوب والمُلم بكل تفاصيل العملية الدرامية، قائلاً: "كنت سعيد جدًا إن أولى تجاربي الدرامية خرجت معاه لأنه منتج فاهم وشاطر". وأشار إلى أن المنتج وفّر كل الإمكانيات لإخراج العمل بأفضل صورة، إلى جانب جهود المخرج جمال خزيم، الذي قدّم رؤية إخراجية متكاملة، قائلاً: "حضرت التصوير وشوفت قد إيه الكل أمام ووراء الكاميرا كان بيشتغل بحب وصدق". وأكد حجاب أن المسلسل ينتمي إلى الدراما الشبابية 100%، ويضم مجموعة من النجوم الشباب الموهوبين، كما أتاح المنتج أبو ذكري الفرصة للمؤلفين والمخرجين الشباب في أولى تجاربهم، مما أعطى المشروع طاقة كبيرة وشغفًا حقيقيًا. تفاصيل قصتي "فلاش باك" و"Just You" وكشف حجاب عن تفاصيل "فلاش باك"، مشيرًا إلى أنها تدور حول شخصية زياد الكردي، وهو مصور جنائي شديد الذكاء، متزوج من مريم زيدان، رسامة موهوبة، إلى أن يقع حدث مفاجئ يقلب حياتهما رأسًا على عقب. أما عن "Just You"، فقال إنها قصة نفسية مشوقة تنتمي إلى نوعية السايكولوجيكال ثريلر، وتدور حول شخصية سارة، صحفية مجتهدة تتعرض لسلسلة من الأحداث الغامضة التي تخرج حياتها عن السيطرة. القصة من تأليف المخرج جمال خزيم، وسيناريو وحوار محمد حجاب، وأضاف: "Just You عمل صعب جدًا ومليء بالتفاصيل النفسية، وما زال يتم تصويره حاليًا". وأشاد حجاب بأداء أبطال "فلاش باك" وعلى رأسهم أحمد خالد صالح، وخالد أنور، ومريم الجندي، ومحمد يونس، وسالي حماد، مؤكدًا أنهم قدموا شخصيات ستبقى في الذاكرة. أما في "Just You"، فأثنى على تارا عماد التي وصف أدائها بـ"الأقوى في مشوارها"، إلى جانب عمرو جمال، بسمة داوود، وفاء صادق، ونبيل علي ماهر، مشيرًا إلى أن كل منهم أبدع في تقديم شخصيته بصدق. تجربة إنتاجية جديدة ووصف حجاب المنتج كريم أبو ذكري بأنه يخوض مغامرة إنتاجية غير تقليدية، مضيفًا: "هو أول منتج يتبنى هذا النوع من الحكايات ويغامر خارج القالب المعتاد، وده بيخلق مساحة كبيرة للتجديد في الدراما المصرية". جدير بالذكر أن مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو" يتكون من 35 حلقة تتوزع على 7 حكايات مستقلة، تمتد كل حكاية منها 5 حلقات فقط، ويُعرض خلال موسم الصيف.