logo
عون واللبنانيّة الأولى شاركا المؤمنين بذكرى القديس شربل وبإزاحة الستار عن الكيلومتر صفر لـ "درب مار شربل" الراعي: لبنان بحاجة الى قادة على مثال القديس شربل ومار الياس لا يسعون الى المجد الشخصي بل الى العمل بصمت

عون واللبنانيّة الأولى شاركا المؤمنين بذكرى القديس شربل وبإزاحة الستار عن الكيلومتر صفر لـ "درب مار شربل" الراعي: لبنان بحاجة الى قادة على مثال القديس شربل ومار الياس لا يسعون الى المجد الشخصي بل الى العمل بصمت

الديارمنذ 4 أيام
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان لبنان يمرّ بظروف دقيقة وصعبة، تستدعي الرويّة في حلّها. وأوضح ان زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى دير مار مارون-عنايا اليوم، "هي بارقة رجاء بأن لبنان بحاجة إلى قادة على مثال القديس شربل ومار الياس النبيّ، يتكلمون قليلاً ويعملون كثيرًا. لا يسعون إلى المجد الشخصي، بل إلى العمل بصمت".
موقف الراعي أتى خلال القداس الإلهي الذي أقيم في دير مار مارون عنايا، لمناسبة ذكرى القديس شربل، حيث اطلق مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، العمل على "درب مار شربل"، وازاحا الستار عن لوحة تذكارية تمثل افتتاح مسارات الحج على هذا الدرب، في دير مار مارون- عنايا حيث ضريح القديس.
وكان الرئيس عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون وصلا الى دير مار مارون- عنايا، عند الساعة الحادية عشرة الا ربعا، حيث كان في استقبالهما رئيس الرهبنة اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ. ثم توجه الرئيس عون والسيدة الأولى الى الساحة الخارجية للدير، وألقيا التحية على الراعي والسفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، وراعي ابرشية جبيل المطران ميشال عون، والمطران الياس نصار، والمطران أنطوان طربيه، وعدد من الكهنة. وتوجه الجميع الى نصب اللوحة التذكارية التي خصصت للاعلان عن الكيلومتر صفر لـ "درب مار شربل".
وبعد صلاة قصيرة، ازيح الستار عن لوحة كتب عليها: "برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بارك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نصب الكيلومتر صفر مفتتحا في سنة يوبيل "حجاج الرجاء" 2025، مسارات الحج على درب مار شربل، 20 تموز 2025 (عيد مار شربل). كما كتب النص نفسه باللغة الإنكليزية ايضاً.
كما ازاح الرئيس عون والراعي الستار عن لوحة صور تمثل الوصلتين من عنايا الى شوّان/ يحشوش (مسيرة الايمان)، ومن عنايا الى ميفوق (مسيرة النعمة) مع شرح للمناطق المذكورة.
ومن اللوحة التذكارية، انتقل الجميع الى كنيسة الدير قبيل بدء القداس الإلهي الذي شارك فيه ايضاً، إضافة الى الرئيس عون واللبنانية الأولى وافراد العائلة، ووزراء الدفاع والاتصالات والاشغال اللواء ميشال منسى وشارل الحاج وفايز رسامني، والنائبان سيمون ابي رميا وزياد حواط، والنائب السابق وليد خوري، والوزير السابق فريج صابونجيان، ومدير عام التفتيش المركزي جورج عطية، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير، ووجوه سياسية وعسكرية وأمنية وروحية واجتماعية، وفاعليات من مدينة جبيل والمناطق المجاورة.
بعدها، ترأس الراعي، القداس الإلهي. والقى بعد قراءة الانجيل المقدس، العظة الاتية: "إننا نصلّي معكم، فخامة الرئيس، لكي بشفاعة القديس شربل، قديس لبنان، يسدد الله خطاكم ويزيدكم حكمة وفطنة وصبراا في قيادة لبنان الذي يمرّ بظروف دقيقة وصعبة، تستدعي الرويّة في حلّها. وأنتم تؤمنون بذلك، ومن أجله تعملون وتصلون. فحضوركم اليوم، على رأس المصلين ليس مجرّد زيارة شخصيّة أو خطوة وطنيّة، بل وبخاصّة فعل إيمان عميق بأن لبنان رغم كلّ شيء، لا يزال قائماً على ركيزتين: الله وقدّيسيه".
أضاف: "يتزامن عيد القدّيس شربل مع عيد مار الياس نبيّ الله الغيور، الذي قاده الله في الرسالة التي انتدبه لها. وهو مثال لكلّ قائد غيور متجرّد يعمل في سبيل الشعب والخير العام. نلتمس شفاعته من أجل السلام والاستقرار في بلدنا وسائر البلدان. ها نحن نلتقي في عيد هذا القديس الذائع الصيت، الذي أصبح علامة فارقة في تاريخ القداسة في لبنان والعالم، حتى أصبح شاغل العالم، قديس كل الأديان والطوائف والبلدان، المتجذّر في أرض لبنان والمحلّق تحت كلّ سماء. نحن في حضرة قديس من زمن الله، عاش متجذّرا في التراب، ومحلقاً في الملكوت. رجلٍ صامت صمت الأسرار، ومتكلّم بقوّة المعجزات، رجلٍ لبناني الجسد، وعالمي الروح وسماوي الدعوة. إنه شربل ناسك عنايا، والمقيم في قلوب الشعوب، المتعبّد لله بالصمت، وخادم الجماهير بالشفاعة والشفاء. عيد مار شربل إعلان متجدّد أن القداسة ممكنة، وأن الرجاء لا يُطفأ، وأن من أرضنا المصلوبة تنبت ورود قداسة تعبق بعطر المسيح".
وتابع "فخامة الرئيس، إن زيارتكم التقوية إلى ضريح القديس شربل، هي بارقة رجاء بأن لبنان بحاجة إلى قادة على مثال القديس شربل ومار الياس النبيّ، يتكلمون قليلا ويعملون كثيرًا. لا يسعون إلى المجد الشخصي، بل إلى العمل بصمت. لبنان بحاجة إلى بصيرة القديس شربل وجرأة مار الياس، وقرارهما المدروس والملتزم. في زمن يعاني فيه لبنان من اهتزازات سياسية واقتصادية واجتماعية، يطلّ علينا مار شربل كشاهد صادق يقول لكل مسؤول ولكل مواطن: "ارجعوا إلى الله، ارجعوا إلى الأخلاق، ارجعوا إلى لبنان الحقيقي، ارجعوا إلى الشجاعة الداخلية والحكمة والقرار الواضح والصحيح، ارجعوا إلى التجرّد الشخصي من أجل الخير العام".
لإلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب
وأكد الراعي "في خضمّ الأخطار التي تهدّد لبنان في كيانه ووجوده من جرّاء ما يحدث فيه ومن حوله، نشهد اليوم وبكلّ أسف خلافًا وانقسامًا بين السياسيين حول المادة 112 من قانون الانتخابات النيابية الحالي. فقد عُلقت هذه المادّة وبحق في انتخابات 2018 و2022 لعدم صحّتها؛ فاستحداث ست دوائر انتخابية للبنانيين غير المقيمين مخالف لمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين المقيمين والمنتشرين، وهو مبدأ يضمنه الدستور والنظام الديموقراطي عندنا. إن حصر المنتشرين في ستة مقاعد نيابية يتعارض مع مبدأ ربطهم بوطنهم وأرضهم وأهلهم ومشاركتهم في الحياة السياسية اللبنانيّة. ما نشهده في المادة 112 هو عملية اقصاء يلغي حقّ المنتشرين الطبيعي بالتصويت في كلّ الدوائر الإنتخابية المئة وثماني وعشرين على مساحة الوطن. إن اللبنانيين في الانتشار يتطلعون إلى المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة بكلّ حريّة في دوائرهم الانتخابية حيث مكان قيدهم في لبنان. فلا بدّ من أجل حماية الوحدة الداخليّة من إلغاء المادّة 112 من قانون الانتخاب الحاليّ".
وختم الراعي: "فلنصلِّ، لكي يجعلنا الله على مثال القدّيس شربل، نقف وقفة ضمير جماعيّة، يعود فيها كلّ اللبنانيّين إلى اكتشاف معنى العيش المشترك، وقيمة القداسة في حياتنا. ونسأله تعالى أن يبارك رئيس الجمهوريّة وأركان الدولة، ويكون رفيقهم في الطريق الصعب، ونورًا في قراراتهم، وسندًا في مسؤوليّاتهم".
وقبل بداية القداس، توجه الاباتي محفوظ للرئسي عون بالقول: "إنّني أوَكّد لفخامتكم صلاة الرهبانيّة من أجلكم ووقوفها الى جانبكم، أنتم المتميّزين بمحبّتكم للقديس شربل، وأنتم الذي يعلو جبينكم علوّ أرز لبنان الشاهق. إنكم، تحملون على كتفكم ثقل ما عصف بلبنان منذ عشرات السنين وما آلت اليه الأوضاع في وطننا، ولكنّكم لا تنحنون تحتها، لكيلا ينحني الوطن، بل إنّكم تدجّنون هذا الحِمل للسير بلبنان الى الأمام، حيث الازدهار وفرح الحياة. وإنّها لمسؤوليتنا جميعًا مساندتكم في هذه المسيرة".
مأدبة غداء
وبعد انتهاء القداس، تسلم الرئيس عون من الاباتي محفوظ هدية تذكارية عبارة عن مجسم لارزة لبنان يحتوي على ذخائر القديسين اللبنانيين، وعلبة أخرى تتضمن بخورا وزيتا مقدسا وشموعا مباركة.
واقامت الرهبنة مأدبة غداء على شرف الرئيس عون واللبنانية الأولى والراعي، احتفالا بذكرى القديس شربل وباطلاق العمل بدرب مار شربل. وتوقف الرئيس عون والسيدة عون في محطات من الكنيسة الى مبنى الدير، حيث تبادلوا اطراف الحديث مع المواطنين والتقطوا صوراً تذكارية معهم.
وقبل الغداء، زارت السيدة عون ضريح القديس شربل حيث تلت صلاة شخصية، واضاءت شمعة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من العسكرة الى خريطة سلام في تركيا أوجلان يصيغ هويّة "الأكراد" من جديد
من العسكرة الى خريطة سلام في تركيا أوجلان يصيغ هويّة "الأكراد" من جديد

الديار

timeمنذ 42 دقائق

  • الديار

من العسكرة الى خريطة سلام في تركيا أوجلان يصيغ هويّة "الأكراد" من جديد

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لا تزال تبعات دعوة زعيم ومؤسس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان (PKK)، لحلّ الحزب تتردّد ليس في تركيا فحسب، بل أيضاً في الإقليم والعالم على نطاقٍ أوسع. وهي خطوة ستعيد تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة، بعدما أصبح من الواضح بشكلٍ متزايد، أنّ لا تركيا ولا حزب العمال الكردستاني قادرَين على تحقيق نصر عسكري مطلق. كما أنّ انحسار الصراع النشط داخل تركيا، قد أعاد رسم هذا التصوّر لدى الرأي العام. شكلت دعوة أوجلان إلى حل الحزب والقاء السلاح حدثا مهما، وهي جاءت بعد مبادرته التي كان قد أطلقها لإلقاء السلاح في 27 فبراير الماضي. ولكن نداءه الجديد هذا، جاء متزامنا مع التحولات الاقليمية الكبرى في "الشرق الأوسط"، العدوان الصهيوني على غزة ولبنان وسوريا وإيران... وسقوط الدولة السورية بنظامها البعثي السابق. قال أوجلان في رسالة "فيديو" من سجنه في جزيرة "إمرالي" ببحر مرمرة جنوب إسطنبول (09.07.2025): "نعلن انتهاء كفاحنا المسلح بشكلٍ طوعي". وتابع: "انتقالنا للمرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية، هو انتصار تاريخي وليس خسارة"، وأنه "يقع على عاتق الجميع "مسؤولية الوفاء بمتطلباتها". في إشارة إلى الحكومة التركية. ويُعدّ وقف إطلاق النار من جانب حزب العمال الكردستاني خطوة أولى مُهمّة، لكن استمراره على المدى الطويل يتطلب إضفاء طابع مؤسّسي عليه، وهو ما لا يمكن أن توفّره تسويةٌ تكتيكية بحتة أو مستعجلة. مع ذلك، لا بدّ من الاعتراف بأنّه لا يمكن بناء أيّ عملية سلام على مطالب غير قابلة للمساومة، أو على خارطة طريق مثالية خالية من أي توتّرات. يتطلّب السلام المستدام حلولاً عمليّة وخطوات تدريجية، وقبولاً بأنّ المفاوضات ستتضمّن انتكاسات ومصالح متنافسة وضرورة تقديم تنازلات متبادلة. ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعلان "العمال الكردستاني" حل نفسه وإلقاء السلاح (11.07.2025)، مؤكدا أهمية هذه الخطوة، "لتعزيز أمن البلاد وسلام المنطقة، والأخوة الأبدية بين أبناء الشعب التركي". وأضاف "مع خروج الإرهاب والعنف من المعادلة، ستُفتح أبواب مرحلة جديدة بكل المجالات، في مقدمتها تعزيز القدرات الديموقراطية للعمل السياسي". أهمية دعوة أوجلان أنها تفتح الأبواب أمام صياغة جديدة لـ "الهوية الكردية" من جهة، وحل للمسألة الكردية في تركيا من جهة أخرى، على أساس تكريس مفهوم المواطنة التي تجمع نسيج المجتمع التركي من أكراد وعرب وعلويين وغيرهم. وهذا يؤكد قراءة ما ذهب إليه الزعيم الكردي في كتابه "الأمة الديموقراطية" الذي يشير إلى أن "الهوية الكردية هي هويَّة مفتوحة تتفاعل مع الهويات المتنوعة داخل المجتمع التركي بلا وجل، وهي في حالة تعلّم واستكشاف أبدي، لا ترى للمعرفة مديات نهائية، ولا تراها قارة ساكنة، بل ترى المعرفة أفقا مضيئا لا نهائيا، يستمد فيه الإنسان قدرته على تطوير ذاته فردا ومجتمعا، لإثراء هويته وإنضاجها". هكذا يسعى أوجلان إلى حماية "جمهوره ومؤيديه" من تسارع التحولات في الإقليم، وخطر الوجود "الإسرائيلي" في المنطقة، وإن كانت مواكبة سعيه لا تزال قلقة ومضطربة وهشة، قبل أن تتبلور العناصر القانونية لدمج أكراد تركيا في وحدة الحياة مع باقي عناصر المجتمع، إذ لا خلاص لـ "الهوية الكردية" إلا أن تخرج من شرنقتها، كيلا يمحو وجودها واقع دولي وإقليمي يتغير فيه كل شيء. لا شك أن دعوة أوجلان لا يمكن اعتبارها معزولة أو محلّية بحتة، بل تمثّل فرصة جوهريّة قد تُعيد تشكيل المشهد السياسي بأسره، وصولاً إلى مكانة الفاعلين الأكراد في المستقبل، ما يرسم معالم المرحلة المقبلة من ديناميّات القوى الإقليمية. وهذا التحول عند "العمال الكردستاني" من العسكرة إلى الهوية الثقافية، يفرض على كرد تركيا في وعيهم النقدي، التمييز بين محطات الإخفاق ومحطات التفوق، وعليهم أن يدركوا أن الذاكرةَ الأيديولوجية الموجَّهة لا تحرص على اكتشاف الحقيقة، قدر حرصها على توجيه الذاكرة لبناء روايةِ هويَّة جماعةٍ عن ماضيها، بحيث يجري توظيف الروايةِ بالكيفية التي تفرضها الأيديولوجيا. فالجمهور الكردي التركي (وفي المنطقة) يتصرَّفُ بذاكرةِ الألمِ مع أنظمة مستبدة، وهو يعيدُ تشكيلَها بإعادةُ خلقِ الذاكرةِ، فبدلا من كونِها منبعا للألمِ والإحباطِ ، تصيرُ منبعا للثقةِ والأملِ. تدرك أنقرة أن من شأن تسوية "المسألة الكردية" أن تعزّز نفوذ تركيا الديبلوماسي، لا سيّما إزاء الجهات الأوروبية والأميركية المنتقدة لسياساتها ضد الأكراد في الداخل وفي الدول المجاورة. كما وأنّ عمليةً مستدامة قد تخفّف التوتّرات مع العراق وسوريا، حيث تسبّبت العمليات التركية ضد المجموعات الكردية باحتكاكات، ما قد يُعزّز التعاون الأمني والاقتصادي مع بغداد بعدما هيمنت على دمشق. ولكن من جهة اخرى، على الدولة التركية عدم التنكر لما حدث من مظالم واضطهادات للكرد (وغيرهم)، والتنكيل بهم في جنوب شرق تركيا، وأن لا تتيح لهم من جديد "عبودية أخرى"، كما يرى إتين دي لابويسيه (مؤسس الفلسفة السياسية الحديثة في فرنسا) "لتدوسهم تحت حوافر القوانين واللوائح، وتمعن في إذلالهم بشبكة الاقتصاد والتعليم والخدمات الرديئة". وبهذا المعنى على الحكومة التركية ممثلة بالبرلمان، أن تقيم ورش عمل لتفعيل وحدة الحياة داخل المجتمع التركي من جديد، في سياق هويَّة مفتوحة تتحلى شخصية "الطوراني" باحترام المختلف، وقبول التعددية الدينية والعقائدية والثقافيَّة واللغوية والإثنية في المجتمع، والقدرة على العيش في فضاء الاختلاف والتنوع، بلا شعور بالاصطفاء والتفوق على غيره، مهما كان دينه ومعتقده وإثنيته وثقافته ولغته. وفي سياق تفاعلها تتحقّق الهويَّة بكيفية تتعلم فيها من جماعات ديناميكية خلّاقة، استطاعت أن تراكم منجزات معرفية وعلمية وتكنولوجية وثقافيَّة وحضارية. وعليه، يجب أن تبحث الهويَّة التركية عن المشتركات، وما يمكن أن تتمثله ويدخل في نسيجها المجتمعي. وعلى الدولة التركية أن تدرك أن العقلانية النقدية، يمكن أن تضع حدا لتطرف الجماعات، لكنها لن تفلح في اجتثاثها ما لم تتحقق المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، ويكشف النقاب عن العنصرية الطورانية الظاهرة والمستترة، وفضح رموزها وتعبيراتها أينما كانت، في اللغة والدين والثقافة، والعمل على مداواة جروحها العميقة في حياة المواطن التركي. ورغم أهمية الخطوات التشريعية التي سيتم تحقيقها في البرلمان التركي في تسهيل هذا الانتقال، فإنّ وجود خارطة طريق واضحة تتضمّن التعديلات القانونية والسياسية والاجتماعية، يُعدّ ضروريا. ولكن وفقاً لتصريحات الجهات الحكومية التركية، لا تتضمّن الرؤية الحالية أيا من هذه الإصلاحات الرئيسية. ويبقى السؤال مطروحا: كيف يمكن حلّ حزب العمال الكردستاني من دون إحداث تغيّرات جذرية؟

تحضيرات لـ"الثنائي الشيعي" لخوض الانتخابات النيابيّة بوجوه شبابيّة تكليف اللجان البلديّة مواصلة العمل... وتعيينات بعد "ِشواغر الحرب"
تحضيرات لـ"الثنائي الشيعي" لخوض الانتخابات النيابيّة بوجوه شبابيّة تكليف اللجان البلديّة مواصلة العمل... وتعيينات بعد "ِشواغر الحرب"

الديار

timeمنذ 42 دقائق

  • الديار

تحضيرات لـ"الثنائي الشيعي" لخوض الانتخابات النيابيّة بوجوه شبابيّة تكليف اللجان البلديّة مواصلة العمل... وتعيينات بعد "ِشواغر الحرب"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب 10 اشهر واسبوعان تفصل اللبنانيين عن استحقاق ايار 2026 الانتخابي النيابي. وفي السياق تكشف اوساط واسعة الاطلاع في "الثنائي الشيعي" وعلى دراية بالملف الانتخابي لـ"الديار"، ان الطرفين "حركة امل" وحزب الله، يعملان بشكل حثيث على ملف الانتخابات النيابية من كل جوانبه، تمهيداً لخوض الاستحقاق في اي وقت ولو كان غداً. وتشير الاوساط الى ان الطرفين كلفا اللجان الانتخابية، التي حضّرت واشرفت على الانتخابات البلدية والاختيارية، مواصلة العمل في الملف الانتخابي النيابي. وهذه اللجان تحيط بكل التفاصيل، ولديها كل الاحصاءات والجداول الاسمية، وصولاً الى لوائح الشطب المدققة والنظيفة من الاخطاء الاملائية والاخطاء في القيود، وليس انتهاءً بلوائح محدثة دورياً، مع ارتفاع نسبة الشباب الذين يبلغون سن الواحد والعشرين تباعاً. وتشير الاوساط الى ان هؤلاء معظمهم من الحزبيين الملتزمين، والذين يتقاضون رواتب بالاساس، بالاضافة الى وجود متطوعين غير حزبيين ويؤيدون "الثنائي"، وهؤلاء لا يكلفون ايا من الحزبين فلساً واحداً. وتلفت الاوساط الى ان التركيز سيكون على المغتربين الذين يقضون فترة محددة في لبنان، لا سيما في قرى الجنوب والبقاع. وهؤلاء يتم التواصل معهم لابقاء الحماسة الانتخابية لديهم كما حصل في الانتخابات البلدية، والتي عزز فيها الاغتراب ترجيح كفة بعض العائلات، وساهمت "العائلية" في انجاح المرشح ذي العائلة الكبيرة وانتخابه رئيساً للبلدية. وتكشف الاوساط الى وجود توجه لدى قيادة "الثنائي" لترشيح شخصيات ووجوه جديدة، ومن فئات الشباب ومن غير الحزبيين كما جرى في انتخابات ايار البلدية. ولكن هذا لا يعني ان استبدال الوجوه القديمة بوجوه شابة بالكامل، او استبعاد الحزبيين الأكفاء ومن الشباب ايضاً عن تمثيل "الثنائي الشيعي" نيابياً. وترى الاوساط ان الامور لا تزال في إطار تبادل الافكار والتشاور، ولم تحسم الامور وهناك وقت لذلك، ولكن هناك معايير وأطر عامة قيد التداول داخلياً. تنظيمياً، تكشف الاوساط عن ورشة تنظيمية في حزب الله وحركة "امل"، لملء الشواغر في الجسم الحزبي مناطقياً وخصوصاً في الجنوب، في ظل العدوان الصهيوني المتمادي والذي ادى الى استشهاد عدد من الكوادر المدنيين من الحزبين خلال عدوان الـ66 يوماً. وتلفت الاوساط الى ان تعيينات جرت اخيراً في جسم حزب الله تناولت العمل في الجنوب، بعدما شغرت بعض الاماكن بسبب الاستشهاد، فيما جرت تبديلات تنظيمية روتينية تتعلق بالعمل اليومي وتنظيمه. اما حركة "امل" فتكشف اوساطها لـ"الديار"، انها في صدد تعيين عدد من المسؤولين في المجال التنظيمي والاعلامي، بعد استشهاد كادرين خلال عدوان ايلول، بينما شغرت اماكن اخرى بسبب السفر وترك العمل الحزبي لفترة محددة.

جعجع يخرج من "سور معراب" الى كليمنصو "لغسل القلوب" مع جنبلاط إتفاق على تحالف في الانتخابات النيابيّة... وتأكيد على المصالحة
جعجع يخرج من "سور معراب" الى كليمنصو "لغسل القلوب" مع جنبلاط إتفاق على تحالف في الانتخابات النيابيّة... وتأكيد على المصالحة

الديار

timeمنذ 42 دقائق

  • الديار

جعجع يخرج من "سور معراب" الى كليمنصو "لغسل القلوب" مع جنبلاط إتفاق على تحالف في الانتخابات النيابيّة... وتأكيد على المصالحة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب خرج رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من "سور معراب" الى كليمنصو، في زيارة مفاجئة للرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، رتبها النائبان ملحم رياشي ووائل ابو فاعور، اللذان ينسقان العلاقة بين الطرفين. ولان جعجع لا يخاطر امنياً، فهو قليل الزيارات الا اذا اضطر ان يكون حاضراً، كمثل لقائه بجنبلاط الاب ، الذي مرت مرحلة فتور سياسي بينهما، او عدم تطابق في المواقف على قضايا داخلية، كمثل آلية تنفيذ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والمرتبط تحديداً بحزب الله، اضافة الى مسائل لها علاقة باداء في الحكومة، او مشاريع واقتراحات قوانين، ومحاكاة الاصلاح. الا ان الثابت بينهما هو تعميق المصالحة في الجبل، التي لم تهتز على مدى اكثر من عقدين من الزمن. واللقاء الذي دام حوالى الساعتين، وحضره الرئيس الحالي ل "الاشتراكي" تيمور جنبلاط تخلله غداء، اضافة الى رياشي وابو فاعو، جرى خلاله عرض لكل الاحداث والتطورات في لبنان وسوريا، لا سيما الاحداث الدموية في محافظة السويداء، الى التحالف السياسي بين الحزبين "الاشتراكي و"القوات اللبنانية". وتقول مصادر المجتمعين ان جعجع اعلن تأييده لموقف جنبلاط، وما صدر عن اجتماع المجلس المذهبي الدرزي برئاسة شيخ العقل سامي ابي المنى، من مواقف حول احداث محافظة السويداء، وقال ان المواقف تدل على مسؤولية وطنية، ووعي للمرحلة الخطرة التي تمر بها المنطقة ولبنان من ضمنها، وجبنلاط اسرع الى وأد حصول فتنة سنية ـ درزية في لبنان. فرد جنبلاط بان نهجه السياسي هو عدم تكرار ما جرى في سنوات الحرب الاهلية المؤلمة والمدمرة، وان توجهه نحو المصالحة في الجبل، يعود الى قبل نهاية ثمانينات القرن الماضي، وتعميمها على كل لبنان تحت سقف الدولة، وهو ما كان يأمل ان يحصل في السويداء، لكن هناك من عاند وكابر، ولم يقرأ ما يخطط لسوريا، لا سيما من العدو الاسرائيلي. فوقعت الاحداث التي بدأت فردية لتتوسع، في وقت كان على الدولة السورية الجديدة، ان تدرس التنوع الطائفي والتوزع الجغرافي، وتسعى الى مؤتمر حوار وطني فعلي، لجمع كل المكونات السورية تحت شعار واحد وحدة سوريا، وهذا ما يعلنه رئيسها احمد اشرع. فالقراءة التي حصلت من قبل جنبلاط وجعجع لاحداث السويداء خصوصاً، وما يجري في سوريا عموماً، كان تأكيدا منهما وفق ما تكشف المعلومات التي تسربت عن اللقاء، على ضرورة تحصين الساحة اللبنانية، وعدم اثارة خلافات تسبب انقسامات سياسية وطائفية، وفق ما اكد جنبلاط خلال اللقاء، الذي وصف بانه كان لغسل القلوب بين الرجلين، وترطيب الاجواء وتنقيتها من الشوائب التي حصلت خلال الفترة الاخيرة، دون ان تنقطع الاتصالات بين كليمنصو او المختارة ومعراب، عبر موفدين من الطرفين. ولم يغب قانون الانتخاب عن لقاء كليمنصو، لا سيما المادة 112 منه، التي تسمح للمغتربين بالاقتراع 134 نائباً ، بعد زيادة العدد بضم 6 نواب يمثلون الاغتراب الى النواب 128 المقيمين، فتم التوافق وفق المعلومات عن ان الطرفين توافقا على المبدأ، دون ان يُطرح من زاوية طائفية او مذهبية، او عملية عزل لمكون، وان يجري حوار حول هذا الموضوع من دون تحديات. وفي اثناء البحث في قانون الانتخاب الذي اكد جعجع استمرار العمل بالقانون الحالي، الذي اعاد صحة التمثيل، على ان يتبعه تصحيح تمثيل الاغتراب، فانه اتفق مع جنبلاط على التحالف الثابت بين "القوات" و"الاشتراكي" في الانتخابات النيابية المقبلة في ايار 2026، واكدا على ضرورة اجرائها في موعدها وعدم التمديد لمجلس النواب، كما ذكرت مصادر المعلومات التي لم يتم خلال اللقاء التطرق الى اسماء المرشحين. لقاء كليمنصو ثبّت التحالف السياسي والانتخابي بين "الاشتراكي" و "القوات اللبنانية"، مع احتفاظ الطرفين بابداء مواقف ولو كانت غير متطابقة، لان الاوضاع السياسية تتبدل، كما تتغير التحالفات، وهذا ما حصل مع فريق 14 آذار الذي تجمع في عام 2005 على رفض الوجود السوري، وشعار السيادة والحرية والاستقلال، وهذا التحالف لم يصمد كثيراً، وحصلت متغيرات كانت تفرض تحالفات وتفرز تجمعات او هيئات ولقاءات، فذهب جنبلاط الى الوسطية، وبقي جعجع عند عناوينه السياسية، التي كانت تقربه من اطراف وتبعده عن اخرى، فكانت تجربة "اتفاق معراب" بين "القوات اللبنانية" و "التيار الوطني الحر"، الذي لم يصمد كثيراً، لان كلا من الطرفين دخل اليه باهداف ومصالح مختلفة عن الآخر. "فغسل القلوب" في كلمينصو بين جنبلاط وجعجع، ارسى معادلة "جين ـ جين" (ج ـ ج) ولم يخرج بتفاهم او اتفاق، بل باعادة ترسيخ التحالف بينهما، والتقدم نحو الانتخابات النيابية المقبلة بـ "شراكة" فيها لا سيما في الجبل، الذي "للقوات اللبنانية" فيه حضور في المدن والبلدات المسيحية، التي تعزز "القوات" عودة المسيحيين اليها والاقامة فيها، وهذا ما يعمل له جنبلاط ويشجع عليه، لان زمن الحرب ولى في الجبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store