
نائب رئيس شعبة الذهب في مصر: حروب التجارة أشعلت الأسعار عالميا والمستقبل رهن الهدنة
وسط تقلبات حادة بفعل الحروب والتوترات التجارية، يكشف المهندس لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب، لـ"العين الإخبارية" أسرار صعود الأسعار وتوقعاته للفترة المقبلة.
يشهد سوق الذهب العالمي حالة من التقلب المستمر بفعل التوترات السياسية والصراعات الاقتصادية والعسكرية بين القوى الكبرى، وتتأثر الأسعار بشكل مباشر بالأحداث العالمية.
في هذا الإطار، يوضح المهندس لطفي منيب، نائب رئيس الشعبة العامة للذهب والمصوغات بالاتحاد العام للغرف التجارية في مصر، لـ"العين الإخبارية" أبرز أسباب تذبذب أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة، ومدى تأثر السوق بالحروب التجارية والعسكرية، كما يتحدث عن جودة الذهب المصري وموقعه من المنافسة الدولية، ويقدم رؤيته لتوقعات الأسعار خلال المرحلة المقبلة.
وإلى نص الحوار:
-ما أسباب تذبذب أسعار الذهب في الآونة الأخيرة؟
الذهب يمر حالياً بحالة من الترقب والهدوء النسبي، حيث يراقب العالم نتائج الهدنة التفاوضية بين الولايات المتحدة من جهة، والصين والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، حول التعريفات الجمركية والضريبية.
فمنذ بداية العام، لعبت الأحداث السياسية والاقتصادية دورًا حاسمًا في حركة الذهب، بداية من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم، وإشعال فتيل الحرب التجارية العالمية.
حيث فرضت واشنطن تعريفات جمركية وصلت إلى 145%، وردّت عليها الصين بضرائب بنسبة تصل إلى 125% ودول أخرى بالمثل، مما دفع أسعار الذهب للارتفاع من نحو 2600 دولار إلى أكثر من 3500 دولار للأوقية في الأسواق العالمية.
وعندما أعلنت الصين والولايات المتحدة تعليق الرسوم مؤقتاً لمدة ثلاثة أشهر، انخفضت الأسعار إلى نحو 3200 دولار.
لكن التطورات العسكرية مثل التصعيد بين إسرائيل وإيران أعادت الأسعار للارتفاع من جديد، لتستقر حالياً حول 3300 إلى 3350 دولاراً للأوقية.
-كيف أثرت الحروب سواء العسكرية أو التجارية على أسعار الذهب خلال السنوات الأخيرة؟
الحروب لعبت دوراً بالغ التأثير. لم تقتصر التأثيرات على الحروب العسكرية فقط، بل كانت الحرب التجارية أشد وقعًا على أسعار الذهب.
على سبيل المثال، الحرب الاقتصادية التي قادتها أمريكا ضد الصين والاتحاد الأوروبي، رفعت سعر الأوقية من 2600 إلى 3500 دولار، أي بنسبة زيادة تقارب 35%.
أما الحروب العسكرية، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فقد أدت إلى ارتفاعات مؤقتة، لا سيما حينما شنت أوكرانيا ضربات في العمق الروسي.
كذلك، فإن الهجوم الإسرائيلي على إيران، وردّ طهران، كان لهما تأثير مباشر في رفع الأسعار مجددًا.
بالتالي، يمكن القول إن أي تصعيد سياسي أو عسكري يعيد الذهب إلى حالة الصعود، في حين أن أي هدنة أو تهدئة تؤدي إلى تراجعه.
-لماذا تختلف جودة الذهب المصري عن نظيره في بعض الدول الأخرى؟
في الحقيقة، الاختلاف لا يرتبط بالجودة الفنية بقدر ما يرتبط بالذوق العام، فكل منطقة في العالم لديها تفضيلات خاصة فيما يخص شكل ولون الذهب.
في مصر، خصوصًا في الأقاليم، يفضل الناس الذهب عيار 21 بلونه المعروف، ولا يحبذون الذهب عيار 18 أو الذهب الإيطالي اللامع.
أما في دول مثل الهند، فيُقبل الناس بشدة على الذهب المُصنَّع هناك، رغم أن بعض أشكاله قد لا تلقى رواجاً في السوق المصري.
نفس الأمر ينطبق على دول البحر المتوسط التي لها ذوق خاص في التصميمات.
بالتالي، لا يمكننا اعتبار اختلاف الذوق دليلاً على تدني الجودة.
على العكس، الذهب المصري يتمتع بجودة عالية، والدليل على ذلك أننا أصبحنا دولة مُصدِّرة للمشغولات الذهبية إلى دول الخليج، والبحر المتوسط، والأردن.
طالما أن منتجاتنا تلقى رواجًا خارجيًا، فهذا أكبر دليل على جودتها وتوافقها مع المعايير الدولية.
-في ظل هذا التصدير، هل أصبح الذهب المصري قادراً على منافسة الأسواق العالمية؟
نعم، بلا شك. جودة الصناعة المصرية شهدت تطوراً ملحوظاً، والدليل الواضح كان في المعارض الكبرى التي كشفت أن مصر أصبحت لاعباً حقيقياً في تصدير المشغولات.
اليوم، لدينا منتجات تُنافس بقوة، ويطلبها التجار في الخليج والأردن ودول المتوسط. وهذا لم يكن ليتحقق لولا مواكبة الصناع المصريين للذوق العالمي واهتمامهم بالجودة والتشطيب والتصميم.
-ما توقعاتك لأسعار الذهب في الفترة المقبلة؟
السوق حالياً في وضع ترقب، والأسعار مرهونة بتطورات الهدنة التجارية بين أمريكا وبقية القوى العالمية.
إذا انتهت الهدنة بإيجابية، فقد نشهد بعض الانخفاضات، أما إذا عادت التوترات، فسنرى ارتفاعات جديدة في الأسعار.
المؤشرات الحالية توحي بأن الأسواق متأهبة لأي مستجد، وأن الذهب سيظل أداة للتحوط ومخزنًا آمنًا للقيمة في ظل استمرار التوترات العالمية.
aXA6IDE5OC4yMy4xMjkuMTE3IA==
جزيرة ام اند امز
US
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 29 دقائق
- العين الإخبارية
جوائز مونديال الأندية 2025.. من ربح أكثر؟
تصدر تشيلسي قائمة الأندية الأكثر ربحاً من المشاركة في كأس العالم للأندية 2025. وأقيمت بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 32 فريقاً لأول مرة في تاريخ المسابقة. وحصد تشيلسي لقب النسخة الأولى من مونديال الأندية الموسع، بالفوز على باريس سان جيرمان 3-0 في المباراة النهائية، مساء الأحد. الأكثر ربحا من مونديال الأندية 2025 وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قد أعلن في وقت سابق أن إجمالي الجوائز المالية لمونديال الأندية يبلغ مليار دولار أمريكي، سيتم توزيع 525 مليوناً منها كمكافاة للأندية المشاركة، و475 مليوناً بناء على النتائج. ويحصل الفائز في كل مباراة بدور المجموعات على 2 مليون دولار، ومليون دولار لكل تعادل، أما التأهل إلى دور الـ16 فمكافأته تبلغ 7.5 مليون دولار، و13.125 مليون دولار للمتأهل إلى ربع النهائي. وتختلف الجوائز المرتبطة بالأداء بحسب كل اتحاد قاري، وتحصل أندية أوروبا على مبلغ يتراوح بين 12.81 و38.19 مليون دولار، يتم تحديده من خلال تصنيف "يعتمد على معايير رياضية وتجارية". ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن تشيلسي (البطل)، هو الأكثر ربحاً من مونديال الأندية 2025، وبلغ إجمالي جائزته المالية 112.90 مليون دولار. جاء باريس سان جيرمان (الوصيف) أيضاً في المركز الثاني، بجائزة مالية قدرها 105.38 مليون دولار. واحتل ريال مدريد، الذي ودع من نصف النهائي على يد باريس، المركز الثالث بجائزة قدرها 89.38 مليون دولار. بينما حصد فلومينينسي البرازيلي، الفريق الرابع في المربع الذهبي، الذي أقصاه تشيلسي، 67.74 مليون دولار. وبلغت جائزة بايرن ميونخ، الذي ودع من ربع النهائي على يد سان جيرمان 57.39 مليون دولار. aXA6IDE5My40Mi4yMjcuMTg4IA== جزيرة ام اند امز PT


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
قطاع التأمين في عصر الذكاء الاصطناعي
رغم اعتماد صناعة التأمين التقليدي على تجنب المخاطر، فإن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل هذه الصناعة بشكل جذري. أصبح الذكاء الاصطناعي أداة محورية في حساب المخاطر المعقدة وفي تحسين تواصل شركات التأمين مع العملاء. ورغم أن نحو 80% من شركات التأمين بدأت بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن كثيرًا منها يعترف بعدم تحقيق زيادات ملموسة في الأرباح حتى الآن. الخبراء يؤكدون أن امتلاك التكنولوجيا وحده لا يكفي، وإنما الدمج الحقيقي للذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية هو الذي يصنع الفارق. وتأتي أكبر التحولات في مجال معالجة المطالبات، حيث ساهم الذكاء الاصطناعي في تبسيط الإجراءات التي كانت تستغرق أسابيع. ففي 2021، نجحت شركة «ليمونيد» في تسوية أكثر من ثلث مطالباتها خلال ثلاث ثوانٍ فقط دون تدخل بشري. وشهدت شركة تأمين سفر كبرى في الولايات المتحدة تحوّلًا من نظام يدوي إلى ذكي بنسبة 57%، مما خفّض زمن معالجة المطالبات من أسابيع إلى دقائق. تحليل مخاطر متقدم ليس السرعة فقط هي الميزة، بل أيضًا الدقة، إذ يقلل الذكاء الاصطناعي الأخطاء البشرية المكلفة التي تؤدي إلى تسرب المطالبات بنسبة تصل إلى 30%، ما يسمح لمعدلي المطالبات بالتعامل مع 40-50% أكثر من الحالات، مع تركيز أفضل على القضايا المعقدة التي تحتاج تدخلًا بشريًا. وعلى صعيد تحديد المخاطر، يوفر الذكاء الاصطناعي قدرة تحليلية غير مسبوقة عبر دمج بيانات متعددة المصادر مثل تقنية الـ «التليماتيكس» التي تسمح بجمع معلومات دقيقة، ونقاط الائتمان، مما يساعد في إعداد تقارير مبدئية دقيقة وتسعير أكثر عدلاً يعكس الظروف الفردية للعملاء. على سبيل المثال، حسنت شركة «زيورخ» دقة تقييماتها بنسبة 90% باستخدام منصة إدارة مخاطر حديثة. تعزيز ولاء العملاء باتت عملية وضع السياسات أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التهديدات المعقدة مثل الهجمات السيبرانية والتغير المناخي. ولا تقتصر فوائد الذكاء الاصطناعي على العمليات الداخلية، بل يعيد أيضًا صياغة العلاقة مع العملاء. فروبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقدم دعمًا مستمرًا وعلى مدار الساعة، مع تحسينات مستمرة عبر التعلم من التفاعلات. كما تمكن هذه التكنولوجيا من تخصيص الخدمات، مثل تذكير العملاء بتجديد وثائق التأمين واقتراح منتجات ملائمة، ما يعزز الولاء في قطاع يعاني من نسب عالية من عدم الرضا. إضافة إلى ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في كشف عمليات الاحتيال، حيث يمكنه التعرف على أنماط غير مألوفة تقلل خسائر الغش بنسبة تصل إلى 40%. ابتكار بدون برمجة تدعم هذه التحولات ظهور منصات تطوير منخفضة الكود «low-code»، التي تسرّع إطلاق الخدمات الجديدة وتتيح لمستخدمين غير متخصصين بناء تطبيقات مبتكرة دون الحاجة لمعرفة تقنية عميقة، مع ضمان معايير أمان والتزام تنظيمي صارم. وعلى المدى البعيد، لا يعد الذكاء الاصطناعي مجرد مشروع تقني، بل استراتيجية عمل أساسية، حيث شهدت الشركات التي تبنته مبكرًا زيادة في الاحتفاظ بالعملاء بنسبة 14% وارتفاعًا في مؤشرات رضاهم بنسبة 48%. ويتوقع أن يتجاوز حجم سوق الذكاء الاصطناعي في التأمين 14 مليار دولار بحلول 2034، مع توقعات بإضافة تريليون دولار سنويًا لقيمة القطاع. مستقبل بلا حدود تبقى التحديات الأكبر في الجانب البشري والثقافي، لا التقنية، إذ أن البيانات غالبًا ما تكون محصورة في أنظمة قديمة تعيق الاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي. ولذلك، يحتاج القطاع إلى قيادة واضحة ورؤية استراتيجية مع الالتزام بتغيير الثقافة المؤسسية وتدريب الموظفين على الاستفادة من التكنولوجيا. الفائزون في عصر الذكاء الاصطناعي هم من يدمجون هذه التقنيات بفعالية في جوهر أعمالهم، مع إدراك أن النجاح يتطلب إعادة اختراع طريقة تقديم القيمة وبناء الثقة مع العملاء، وليس مجرد تحسين الأدوات القديمة. أسامة عثمان (أبوظبي)


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
طفرة «الدرون».. والتقدم الصيني
جوي كيلين، من إحدى الشركات الناشئة بمنطقة إيلسيجوندو بولاية كاليفورنيا الأميركية، ينهمك في تشغيل طائرة من دون طيار، من أجل اختبارها قبل استخدامها ضمن تمرين عسكري في ألاسكا كان قد استمر أربعة أيام. وفي ظل التوسع في استخدام هذا النوع من الطائرات، بات الأميركيون يدركون حاجتهم لإنتاج وتطوير المزيد من الدرونات لمواكبة هذه الطفرة العالمية التي تتصدرها الآن دول أخرى، علما بأن لدىهم 500 شركة متخصصة في تصنيع الدرونات تقوم بإنتاج أقل من 100000 درون سنوياً. ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن «الدرون» باتت سلاحاً مفضلاً في ساحات القتال الحديثة، وظهر تأثيرها بوضوح خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا، خاصة في ظل تكلفتها المنخفضة التي تبلغ أحيانا 300 دولار أميركي، ما يدفع الجنود الأميركيين والشركات التي تزود وزارة الدفاع لمواكبة الجديد في حروب الطائرات من دون طيار لتعزيز جاهزية الأميركيين في هذا المجال. وبعيداً عن المجالات الدفاعية، تتنوع استخدامات «الدرون» التجارية، مثل التصوير الجوي وتسليم الطرود وأبحاث الطقس، وفي هذا السياق نجحت إحدى الشركات الصينية في إنتاج 70 في المائة من جميع الطائرات من دون طيار التي تستخدم لأغراض تجارية في العالم، وتبيع هذه الشركة الصينية معداتها للأميركيين. (الصورة من خدمة نيويورك تايمز).