
شركة الخطوط الملكية المغربية وغرفة التجارة والصناعة لكوت ديفوار تبرمان شراكة من أجل حركية سلسة للمقاولات الإيفوارية
وتتوخى اتفاقية الشراكة التي وقعها الممثل الإقليمي للشركة الوطنية بكوت ديفوار، محمد بابو، ورئيس غرفة التجارة والصناعية الإيفوارية، فامان توري، منح المقاولات المسجلة في الغرفة تخفيضات أسعار تفضيلية على الرحلات الجوية التي تؤمنها الخطوط الملكية المغربية، بما يسهل تنقل هذه المقاولات وولوجها لمختلف فرص الأعمال على الصعيد الدولي.
وتندرج هذه الشراكة في سياق علاقات التعاون والشراكة المتينة والنموذجية التي تجمع المملكة المغربية وكوت ديفوار في مختلف المجالات، وتجسد الإرادة الثابتة للبلدين بغية توطيد هذه العلاقات بشكل دائم.
كما تعكس إرادة الطرفين الموقعين تطوير مبادرات للتعاون من شأنها تقديم حلول فعالة وملموسة في مجال التنقل لفائدة المقاولات الإيفوارية.
وقال السيد بابو في كلمة بالمناسبة، إنه بفضل هذه الشراكة، سيتمكن جميع الأعضاء الفعليين بالغرفة من الاستفادة من أسعار تفضيلية على الخطوط التي تؤمنها شركة الخطوط الملكية المغربية تصل إلى تخفيض ب 20 في المائة، مجددا التزام الفرق العاملة بالشركة الوطنية بمواكبة أعضاء الغرفة الإيفوارية لترشيد أمثل لميزانية النقل لديها.
وقدم بابو، بالمناسبة ذاتها، لمحة تاريخية حول إحداث الخطوط الملكية المغربية باعتبارها علامة مميزة للنقل الجوي الإفريقي، مشيرا إلى أنه منذ 2020 تعد الشركة الوطنية عضوا في التحالف الدولي 'عالم واحد' One world، ما يمكنها من تعزيز ربطها على المستوى العالمي.
ولفت إلى أن الخطوط الملكية المغربية قامت سنة 2023 بنقل من يناهز 7.5 مليون مسافر، مبرزا أن الخط الجوي الدار البيضاء – أبيدجان، الذي أطلق في 1984، ساهم بشكل كبير في تعزيز روابط الصداقة والأخوة التي تجمع البلدين.
وتابع أن الخطوط الملكية المغربية تنخرط في دينامية طموحة تحدو المملكة بهدف واضح يتمثل في جعل الدار البيضاء أحد المحاور المركزية للنقل الجوي على الصعيد القاري، وفي جعل الخطوط الملكية المغربية رافعة أساسية للسياحة والأعمال والدبلوماسية المغربية.
وقال إنه بفضل أزيد من 90 وجهة موزعة على 50 بلدا، وأسطول حديث وفي تطور مستمر (قرابة 50 طائرة)، تهدف الشركة إلى مضاعفة عدد المسافرين على متن رحلاتها بحلول 2037، وتسعى للاضطلاع بدور محوري في الربط بين إفريقيا وبقية العالم.
وذكر بأن الشركة وقعت في يوليوز 2023 عقد برنامج طموحا مع الدولة المغربية، يتضمن الانتقال إلى أسطول يضم 200 طائرة بحلول عام 2037 وافتتاح العديد من الخطوط الجوية، لا سيما في إفريقيا ونحو الأسواق الاستراتيجية. وأشار إلى أن هذا التطور يواكبه تعزيز للبنيات التحتية والخدمات، مضيفا أن الهدف النهائي يكمن في الارتقاء بالخطوط الملكية المغربية إلى مرتبة الرائد القاري.
من جهته، أشاد رئيس غرفة التجارة والصناعة في كوت ديفوار بجودة العلاقات التاريخية والاقتصادية والأخوية التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية كوت ديفوار، وهما دولتان توحدهما رؤية مشتركة للتعاون جنوب-جنوب، قائمة على التضامن والتكامل والطموح المشترك لجعل القطاع الخاص محركا للتنمية المستدامة.
وقال توري 'يندرج توقيع هذه الشراكة بين غرفة التجارة والصناعة في كوت ديفوار والخطوط الملكية المغربية ضمن هذه الدينامية، إذ يجسد إرادتنا إقامة جسور ملموسة بين منظومتينا الاقتصاديتين، من خلال تسهيل التبادلات التجارية، والاستثمارات المتبادلة، وخاصة دعم تنقل الفاعلين الاقتصاديين الإيفواريين والأفارقة على الصعيد الدولي'.
كما نوه بالخطوط الملكية المغربية، باعتبارها شركة رائدة على مستوى القارة، وفاعلا استراتيجيا في مجال الربط الإفريقي والعالمي، معتبرا أن حضورها والتزامها إلى جانب غرفة التجارة والصناعة في كوت ديفوار يأتي لتعزيز مهمتنا المشتركة المتمثلة في خدمة المقاولات، وتحفيز المبادلات، وفتح آفاق جديدة من الفرص أمام فاعلينا الاقتصاديين.
وتعد هذه الاتفاقية، بالنسبة لرئيس الغرفة، نقطة تحول في هذا الاتجاه، إذ تفتح المجال أمام مزايا تفضيلية من حيث الأسعار والخدمات اللوجستيكية لفائدة أعضاء الغرفة، لاسيما أرباب المقاولات، والوفود الاقتصادية، والمقاولات الناشئة، والتعاون المؤسساتي وغيرها. كما تفتح آفاق تنظيم بعثات اقتصادية مشتركة، ومنتديات أعمال، ولقاءات ثنائية بين الشركات في إفريقيا وأوروبا ومختلف أنحاء العالم.
وأشار توري إلى أنه 'بالإضافة إلى الاتفاق الذي نوقعه اليوم، فإننا نبرم معا شراكة استراتيجية ومستدامة وذات قيمة مضافة عالية'.
من جانبها، أعربت المندوبة العامة ل'محفل المقاولات الصغرى والمتوسطة بكوت ديفوار'، كوياتي أهوا، عن سعادتها بتوقيع هذه الشراكة بين مؤسستين مهمتين، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تتماشى مع طموحات المحفل الذي يهدف إلى تسليط الضوء على المقاولات الصغيرة والمتوسطة الإيفوارية، وإقامة جسور لها مع المؤسسات العامة أو الخاصة الكبرى، وتسهيل وصولها إلى الأسواق وفرص الأعمال، وتعزيز الشراكات الواعدة والملموسة من أجل تنميتها المستدامة.
وحسب أهوا، فإن هذه الاتفاقية ستمكن المقاولات الصغيرة والمتوسطة الإيفوارية من الاستفادة من شروط تفضيلية في تنقلاتها المهنية، بهدف تعزيز تنقلاتها، وتنافسيتها، وانفتاحها على الأسواق الدولية.
ح/م
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

جزايرس
منذ 5 ساعات
- جزايرس
دورة أكتوبر 2025 للتكوين المهني: إصلاحات شاملة لتأهيل الشباب وفق حاجيات سوق العمل
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وبحسب المذكرة، سيتم إعادة ضبط العروض التكوينية وفق دراسة معمقة للمحيط الاقتصادي، مع تركيز خاص على القطاعات ذات الأولوية الوطنية. ففي هذا السياق، تم الإعلان عن رفع عدد المتكونين في قطاع الصناعة بنسبة 55%، وزيادة عدد المتربصين في مجال البناء والأشغال العمومية والري بنسبة 35%، مقابل تقليص تدريجي للتخصصات الإدارية والتسيير بنسبة 30%، مما يعكس توجهاً نحو مهن الإنتاج والتقنيات.كما ستصبح المهارات الرقمية مكوناً أساسياً في جميع برامج التكوين، إلى جانب الاعتماد الكامل على المقاربة بالكفاءات، مع إلغاء النظام السداسي التقليدي وتعويضه بنظام تقييم مستمر أكثر ديناميكية وتفاعلاً.وفي خطوة هيكلية هامة، سيتم خلال هذه الدورة إطلاق "المرجع الوطني للتكوينات والكفاءات" ليحل محل المدونة الوطنية للشعب والمهن، وذلك لضمان توحيد البرامج وتحسين فرص الإدماج المهني، بما يتماشى مع متطلبات الاقتصاد الوطني.ولضمان تأهيل فعلي للمكونين، سيُخصص شهر سبتمبر 2025 بالكامل لتنظيم برنامج مكثف لتكوين المكونين، يركز على إتقان المقاربة بالكفاءات، وتوظيف التقنيات الرقمية والتكنولوجيات الحديثة في التكوين.أما على صعيد الإجراءات الرقمية، فسيكون الدخول التكويني المقبل خالياً من الورق، حيث سيتم اعتماد منصة للتسجيلات، ومنصة لربط المترشحين بالتكوين التمهيني مع المؤسسات الاقتصادية. كما ستُطلق حملة وطنية واسعة للتعريف بعروض التكوين ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التكوين المهني.وفي إطار التزام الوزارة بشمولية التكوين، تم تخصيص فروع بيداغوجية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بطيف التوحد، إلى جانب تهيئة 100 مؤسسة لتكون قابلة للولوج، وتخصيص 5% من المقاعد البيداغوجية لهذه الفئات، مع تكوين مكونين متخصصين وتطوير برامج تربوية مكيفة.وتدعم المذكرة روح المقاولاتية من خلال إطلاق 180 مركزًا لتنمية المقاولاتية لمرافقة 10 آلاف حامل مشروع سنويًا، فيما تسعى الوزارة إلى بلوغ 30 ألف متكون في نمط التكوين عن بعد، من خلال تطوير 100 محتوى رقمي جديد، وتكوين 1000 مؤطر في تقنيات التعليم الرقمي، تدعمهم 16 مركز امتياز سيضمنون تكوينًا عالي الجودة في المجالات الاستراتيجية. وسيُفتح باب التسجيلات من 27 يوليو إلى 27 سبتمبر 2025، مع تفعيل خلية يقظة تسهر على الرد عن استفسارات المترشحين عن بعد، وضمان متابعة دقيقة لعملية التسجيلات بالتنسيق مع مستشاري التوجيه عبر كافة ولايات الوطن.


الشروق
منذ 7 ساعات
- الشروق
التكوين المهني.. من احتواء الراسبين إلى الابتكار
لم يعد التكوين المهني في الجزائر مجرد هروب من الفشل في شهادتي التعليم المتوسط أو البكالوريا، أو مجرد ملء للفراغ بعد ترك مقاعد الدراسة، فالتحديات الاقتصادية والاجتماعية وما تفرضه مستجدات تكنولوجية، جعلت من هذا القطاع حقل للإبداع والابتكار خاصة لدى شباب يملكون الكثير من الأفكار، ويبحثون عن دعم وتشجيع لتجسيدها في مشاريع على ارض الواقع.. بفضل الخطوات الجدية التي اتخذتها الجزائر للنهوض بالتكوين المهني قصد تحقيق التوازن بين الاحتياجات الفعلية للسوق ومخرجات هذا التكوين، من خلال تحديث البرامج وتعديل المناهج وتوفير مناخ مناسب للابتكار، استطاع الكثير من المتربصين أن يحولوا أفكارهم إلى حلول مساعدة للاقتصاد الوطني والمجتمع الجزائري، في جميع الميادين والأنشطة، فمن الأدوات التربوية المبتكرة للتدريب المهني، إلى الأنظمة الروبوتية المخصصة لتلبية احتياجات قطاعات متخصصة، والحلول المبتكرة في مجال البيئة والتنمية المستدامة، وإلى غيرها من الحلول المتمثلة في أجهزة تعمل بالذكاء الاصطناعي أو بأدوات التحكم الاتوماتيكي، كلها مشاريع بحسب المختصين يمكن تطويرها مستقبلا لتجعل من التكوين المهني منارة مضيئة وبيئة تنمو فيها الأفكار وتتجسد بالابتكار. ابتكارات تحافظ على الثروات الطبيعية وأخرى لحل مشاكل اجتماعية وفي إطار إبراز قدرات ومهارات خريجي التكوين المهني، كان كل من وزير التكوين والتعليم المهنيين، ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، قد أشرفا مؤرخا على فعاليات الحفل الختامي للمسابقة الوطنية الأولى للابتكار في قطاع التكوين المهني' innovet' بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، أين أبدع بعض المتربصين في طرح حلول مبتكرة يمكن أن تستفيد منها قطاعات مختلفة، وينتفع منها جزائريون بسطاء وذوو الاحتياجات الخاصة، ومدارس التعليم وحتى قطاع التكوين المهني. حلول لمواجهة صعوبات التدريب المهني أولا وقصد توفير الأدوات التربوية المبتكرة للتدريب المهني، فكر أيمن مويلحي، الطالب المتربص في المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني سيدي عبد الله الرحمانية تكنولوجيا التعليم، في حل مشكل صعوبة وصول المتكونين إلى الموارد التعليمية المنظمة، ومشكل نقص أدوات رقمية خاصة بالتكوين المهني، وغياب حلول متكاملة تجمع بين المتكونين والمكون والإدارة، بحيث اقترح منصة رقمية للتعلم عن بعد موجهة خصيصا لمتربصي التكوين المهني، تحتوي على ثلاث واجهات، متكون،مكون والنتائج والتقدم، وقال إن المشروع في مرحلة نموذج أولي وظيفي قابل للاستعمال، تتمثل قيمته في رفع جودة التكوين وتوفير بيئة رقمية منظمة ومساهمة في التحول الرقمي للقطاع، وهو مشروع، بحسبه، قابل للتعميم على المستوى الوطني، موجه للمعاهد ومراكز التكوين المهني عبر الوطن. تطبيقات لحماية المؤسسات من الهجمات السيبيرانية وأما الطالبتان سلمى بن عويدة وأسماء غربوج، من المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني العربي بن مهيدي ميلة، فاقترحتا فكرة مبتكرة لحل إشكالية تزايد الهجمات السيبرنية وتعقيداتها، وضعف بيئات الاختبار التقليدية وعدم استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الهجمات، وغياب التدريب الواقعي للأفراد، وقلة التحليل الذكي لحركة البيانات داخل الشبكة، وتتمثل الفكرة في إنشاء بيئة ذكية لاختبار أدوات اختراق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي 'كابي آل'. وهي أجهزة افتراضية تمثل المهاجم والضحية وخادم التحليل، وجهاز مراقبة، تحليل حركة البيانات ' باستخدام برامج مثل 'ZEEM وwireshark. ويتضمن هذا التطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي مثل ' على الحزم المصنفة، واختبار أدوات وتقنيات الاختراق، ويقوم بتصنيف الحزم الشبكية إلى حزم عادية أو حزم ضارة أو سلوكيات غير طبيعية، كما يحاكي سيناريوهات هجومية حقيقية مثل ' dos. App'. وتتمثل أهمية منصة kp all، بحسب الطالبتين، في مساعدة المؤسسات الحكومية في اختبار امن البيئة التحتية الرقمية قبل تنفيذها، دعم الشركات الاقتصادية في تحسين جاهزية الأنظمة ويقلل من الخسائر المحتملة الناتجة عن الهجمات الالكترونية ويدعم اتخاذ القرار الأمني بناء على تحليلات ذكية وواقعية. وتستهدف هذه الفكرة المبتكرة المؤسسات الحكومية، والشركات الاقتصادية وشركات الأمن السيبيراني والاستثمارات التقنية، بحيث تتصف بسعر منخفض مقارنة بالحلول الأجنبية، وهي قابلة للتخصيص حسب المؤسسة تعمل بدون اتصال دائم بالانترنت وتدمج الذكاء الاصطناعي بدون تعقيد. وفي مجال الحلول التي تستفيد منها معاهد التكوين، اقترح نصر الدين بلال، تقني سامي في الإكترونيك صناعية معهد التخصص في التكوين المهني قاسم شريف 500، ماكينة ميني 'cnc '، لصنع الدوائر الالكترونية محليا وهي سريعة ودقيقة وسهلة الاستعمال حتى للمبتدئين وتخفض تكلفة الإنتاج بأكثر من 70 بالمائة، ويعتبر الابتكار قيمة مضافة ولها تأثير وتتمثل فوائد 'mini cnc pcb'، من الناحية الاقتصادية في تقليل التكاليف بنسبة 70 بالمائة مقارنة بطلب اللوحات من الخارج، ومن الناحية التعليمية التكنولوجية يمكن الطلبة والتقنيين من التعلم العملي وصناعة لوحاتهم بأنفسهم علاوة كونه يقلل من وقت الإنجاز من 7 أيام إلى أقل من ساعة. وأكد نصر الدين بلال، أنه نموذجا أوليا شغال وقيد التجربة، ويسعى لتطوير نسخة قابلة للتسويق للمؤسسات والمعاهد، حيث قال إن ورشات الإلكترونيات والتعليم التقني تخسر المال كل شهر في طلب لوحات 'pcb'، من الخارج. هدر المياه والاكتظاظ المروري.. حلول تأتي من مراكز التكوين وقدم بعض المتربصين في الحفل النهائي لمسابقة الابتكار في التكوين المهني، بعض الابتكارات التكنولوجية بهدف ايجاد حلول لبعض الأزمات والمشاكل التي تواجه المواطن والمؤسسات، ففي التكنولوجيا التي تهدف إلى تحسين استخدام الموارد المائية، ابتكر الطالبان هيثم دحمري، وباكر البشير، من المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني حساني عبد الكريم، صمام مياه ذكين يتم التحكم فيه عن طريق قاطع. ويرى هذان الطالبان، أنه في الكثير من المناطق يتم ري المزروعات بشكل عشوائي دون مراعاة مستوى الرطوبة أو توفر المياه، مما يؤدي إلى هدر المياه وتلف النباتات وهنا تكمن الحاجة إلى نظام ذكي يحسن هذه العملية ويوفر الجهد والماء، ويعتمد على 'arduino'، ويتكون من حساس رطوبة لتحديد حاجة التربة للماء وعوامتين مع وحدة للتحكم بمستوى المياه في الخزان. ويعمل النظام بحسب الطالبين، تلقائيا لتشغيل المضخة فقط عند الحاجة، مما يوفر الموارد بشكل كبير وهو حاليا في مرحلة النموذج الأولي بحيث تم تنفيذ التجربة بمواد بسيطة، علمان أنه يقلل من هدر الماء بنسبة 50 بالمائة، ويستفيد منه أصحاب البيوت الريفية والحدائق المنزلية والمدارس المهتمة بالزراعة. مشروع آخر للطالبين وسيم طبوش وعماد الدين قويدري، من مؤسسة التكوين المهني الشهيدة صليحة بن حمدين، شرشال، يتمثل في نظام التحكم في عملية فصل ووصل القابض بشكل أتوماتيكي 'تلقائي'، فانطلاقا من حل المشكلة المتعلقة بالسيارات ذات علبة السرعة اليدوية، والتي يضطر سائقيها إلى استعمال دواسة القابض مئات المرات يوميا خصوصا في الازدحام المروري، وهذا ما يسبب تعبا كبيرا وتآكل سريع للقابض وأخطاء متكررة عند المبتدئين في السياقة، وخاصة أن ذوي الاحتياجات الخاصة يجدون صعوبات في التحكم اليدوي أثناء القيادة، جاءت الفكرة من الحاجة ملحة لنظام أتوماتيكي. واقترح الطالبان حلا يتمثل في تطوير نظام اتوماتيكي يتحكم في دواسة القابض دون الحاجة إلى تدخل السائق، ويعتمد هذا النظام على مجموعة من حساسات تقيس وضعية المحرك وسرعة السيارة ويرسل الأوامر إلى محرك كهربائي صغير يتحكم بدواسة القابض بدقة. ويركب هذا النظام على سيارة يدوية دون الحاجة لتغيير علبة السرعات مما يجعله اقل تكلفة، حسب الطالبان، مقارنة بكثير من الأنظمة الموجودة في السيارات الحديثة وما يجعله فريدا هو مخصص للمبتدئين وذوي الاحتياجات الخاصة ويسهل القيادة اليومية خاصة في المدن. الطاقات المتجددة.. الثروة التي تبحث عن حلول جيدة وفي ما يخص فئة الأنظمة الروبوتية المخصصة لتلبية احتياجات قطاعات متخصصة، ابتكر عبد اللطيف بوساهل، من معهد التكوين المهني 500 قائم شريف سطيف، نظام تتبع ذكي للطاقة الشمسية، إذ قال إن الألواح الشمسية تكون أكثر كفاءة عندما تواجه الشمس مباشرة ولكن الألوان الثابتة لا تلتقط الضوء الأمثل إلا لفترة قصيرة كل يوم، بحيث تشير الدراسات، بحسبه، إلى أن أنظمة التتبع الشمسي يمكن أن تزيد من إنتاج الطاقة بنسبة 25 بالمائة إلى 40 بالمائة مقارنة بالأنظمة الثابتة، وخاصة في المناطق التي تكون فيها أشعة الشمس قليلة ويكون هذا الفرق بالغ الأهمية، خاصة مع توجه العالم إلى استخدام الطاقات المتجددة. وأكد الطالب أن تحسين كفاءة الألواح الشمسية هو حاجة عالمية ملحة، خاصة في مناطق مثل البلدان النامية حيث كل واط واحد مهم، فمن خلال زيادة كفاءة الألواح الشمسية سيتيح إمكانية إنتاج المزيد من الطاقة الخضراء بموارد اقل مما يقلل التكاليف على المدى الطويل، يمكن الحصول على الكهرباء في المناطق الريفية، واعتبر ابتكاره، أيضا كأداة تعليمية تروج للطاقة المتجددة، ويفيد المدارس والمنازل والمزارع والقرى المعزولة في الجزائر.


الشروق
منذ 10 ساعات
- الشروق
الغار الذي سيُطوّر البلاد
لم يكن غار جبيلات اكتشافا منجميا جزائريا جديدا، فهو موجود منذ آلاف السنين، ومعروف مكانه وقيمته، منذ ما قبل الاستقلال، كما الفوسفات واليورانيوم والغاز الصخري والذهب والزنك والمياه الجوفية المكتَنزة في قلب الصحراء، ولكن الاكتشاف الجديد هو إرادة الإنسان الجزائري، الذي حقق في ظرف وجيز 'ديكليك' الإقلاع، بعد أن ظن كثيرون بأن الرهان على غار جبيلات هو مغامرة ميّتة في مهدها، كمن يحرث البحر، واعتبروا المنطقة 'الثلث الخالي' الذي يصعب الاقتراب منه، أو يصعب تقريبه منا، فما بالك أن تحدث قصة التحدي والانتصار، لنكتشف إرادة، نظنها أشد بأسا من حديد غار جبيلات نفسه. لا تهم ملايير الدولارات التي ستجنيها الجزائر من مشروع غار جبيلات، ولا الآلاف من اليد العاملة التي ستقتحم عالم الشغل بهذا الكنز الرباني، ولكن وضع قطار المناجم على السكة الصحيحة، هو تأسيسٌ جديد لسوناطراك جديدة، تقدّم الجزائر التي حلم بها الملايين، حتى نتحرر من غار البترول، الذي قيل في عقود سابقة بأننا لن نستطيع الخروج من قبضته. تكمن قيمة تحدي غار جبيلات في تعبيد الطريق لمشاريع كبرى في الطاقات المتجددة وبقية المناجم وأيضا في الفلاحة والسياحة، وإذا كان الجزائريون يطلقون على بلادهم اسم القارة، حامدين الله على نعمه التاريخية والجغرافية، فإن الحمد الحقيقي يكون بتحويل البلاد إلى طاقة وثروات، أينما ضربنا الأرض، أنبتت قمحا وغازا وطاقة شمسية وحتى بُنّا وقصب سكر وعبّاد شمس. إلى سنوات عشر سابقة لو سألت أي جزائري عن إمكانية الخروج من التبعية ما منحك بصيص أمل وتفاؤل، ولكننا مع مرور السنوات، بل والشهور، صرنا نسمع هنا عن اكتفاء ذاتي في القمح الصلب وفي كل أنواع الخضر والفواكه، وهناك في البنزين والإسمنت والحديد، وبالتأكيد هنا وهناك أيضا، في المستقبل القريب في البقول والقمح الليّن والسيارات… وهذه الإنجازات لا تمنح الجزائري مناصب شغل ومالا وتحررا من التبعية فقط، إنما تمنحه المعنويات لأجل مقارعة بقية الأمم المتطورة وتنقل البلاد من دولة نامية وناشئة إلى بلاد متطوّرة لا ينقصها عن بقية البلاد الكبرى شيء. الذي يفتح ورشات كبرى وعديدة في زمن وجيز، لا بدّ وأن يتعثر لبعض الوقت، فالسُّبات العميق الذي عاشته البلاد عدة عقود، جعل النهوض أمرا عسيرا، والذين بنوا ثرواتهم من سبات البلاد من داخل الوطن ومن خارجه، لا بدّ وأن يحاربوا هذا 'الدكليك' ويشكّكوا فيه، لكن الانتصار هو الذي سيتحقق، خاصة بعد أن ظهرت الثمار الأولى في المناجم والفلاحة، وشهية الأمم تأتي دائما مع الأكل، ولا نظن أن وجبة غار جبيلات بقي على طهيها الكثير.