logo
اللواء موسوي يحذر أعداء إيران من ارتكاب أي خطأ استراتيجي جديد

اللواء موسوي يحذر أعداء إيران من ارتكاب أي خطأ استراتيجي جديد

الميادينمنذ 2 أيام

أكد رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، في رسالة، إن "إيران فرضت إرادتها على الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي في الحرب الأخيرة".
وأضاف اللواء موسوي أن القوات المسلحة "تصدت، ببسالة، للعدوان الإسرائيلي الأميركي الغاشم"، مشيراً إلى أنها "استهدفت المراكز المهمة، العسكرية، والاستراتيجية، والبحثية، للعدو، وحولتها إلى رماد".
وتابع موسوي: "على الرغم من الرقابة على إعلام العدو، إلا أن خسائره كانت كبيرة، وامتدت على كل الكيان، من شماله إلى جنوبه". اليوم 13:16
اليوم 11:09
رئيس هيئة الأركان الإيرانية تطرق إلى أن "منظومات دفاع العدو، التي كان يبتاهى بها سابقاً، لم تتمكن من حمايته، ولا مكان كان للمستوطين سوى في الملاجئ".
وعن الرد الإيراني على العدوان الأميركي على المنشآت النووية، قال موسوي إنه إظهار للإرادة الفولاذية، والعزم على التصدي لأي معتدي".
وختم اللواء موسوي رسالته بتحذير الأعداء من أنهم "إذا ارتكبوا مجدداً أي خطأ استراتيجي، فسوف يُرسَل المعتدون إلى مزبلة التاريخ".
في سياق متصل، أكّد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية، اللواء محمد باكبور، أنّ إيران لن تتردد في الرد القوي على أي اعتداء إسرائيلي أو أميركي، مشدداً على أنّ " القوات الإيرانية في أعلى درجات الجهوزية".
وقال باكبور إنّ "إيران مستعدة للرد القوي على أي خطأ يرتكبه العدو، تماماً كما فعلت خلال الأيام الـ12 الأخيرة من الحرب".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسرار الصحف المحلية ٢٨-٦-٢٠٢٥
أسرار الصحف المحلية ٢٨-٦-٢٠٢٥

LBCI

timeمنذ 38 دقائق

  • LBCI

أسرار الصحف المحلية ٢٨-٦-٢٠٢٥

- خفايايقول خبير إستراتيجي فرنسي إن الفارق بين 'إسرائيل' وإيران هو أن 'إسرائيل' تحمل تطلعات وترسم سياسات يثبتكلّ يوم أن إمكاناتها حتّى عند توافر الدعم الغربي، والأميركي خصوصًا، أقل بكثير من اللازم لتحقيقها، بينما يحدثالعكس مع إيران فهي تملك تواضعًا وواقعية بالتطلع لدور أقلّ بكثير مما تتيح إمكاناتها، لكنّها تحمل مبادئتجعل التصادم معها حتميًا ما يكشف ضخامة إمكاناتها ويصنع لها دورًا لم تكن قد حدّدته هدفًا لها، وبالتوازيتدخل 'إسرائيل' حروبًا تحتاج إلى بيئة ومدى إستراتيجيّ في الجغرافيا والديمغرافيا غير متاحين ويستحيل الحصولعليهما، بينما تملك إيران في الجغرافيا والديمغرافيا بيئة ومدًى إستراتيجيًا ما يتيح لها اكتشاف ضآلة ما تستدعيهمنها هذه الحروب التي تفرض عليها غالبًا دون أن تذهب هي إليها. - كواليسالعصبة الفكريّة التي بدأت منذ طوفان الأقصى تنتحب على غزّة تحت شعار التضامن وتكيل الاتهامات ضدّ قوىالمقاومة ومحورها، رغم كلّ التضحيات والإنجازات وعند الحديث عن النظام العربيّ، تجيب فورًا بأن لا جدوى منالرهان على المتخاذل أصلًا، لكن الأمل كان في مَن يدّعي أنه مقاوم، وتعتبر هذا القول كافيًا لتبرير حملتها عادتلتنظيم حملة اتهام لإيران بخذلان غزّة رغم ضخامة ما أنجزته إيران من إصابات عمق الوعي الصهيوني الاستيطانيخلال الحرب بصواريخها وتكرّر معزوفة أما النظام العربي المتخاذل فلا ينتظر منه شيء، لكنّها فرصة لامتحانالمقاومين أو أدعياء المقاومة، لكن هذه العصبة وقعت في فضيحتين كشفتا نفاقها: الأولى موقفها منالحكم الجديد في سورية وهي لا تتحدّث بحرف عن اجتماعات التطبيع بين هذا الحكم وكيان الاحتلال وعدائهللمقاومة وتجاهله لغزّة التي أقام لها الاحتفالات قبل أن يصير حكمًا، والثانية موقفها من ضربة إيران لمقر قيادةالقوات الأميركيّة وغرفة عملياتها في العديد وقد استنفرت ضدّها تحت عنوان اعتبارها عدوانًا فارسيًا على أرضعربية. صحيفة اللواء - همس: لا يُخفي مرجع حجم الضغوطات التي يتعرض لها لجهة وضع رزنامة زمنية في ما يتعلق بمصير السلاح شمالالليطاني. - غمز: شكلت مواقف رئيس حزب وسطي صدمة لدى فريق حليف، وانكبت التساؤلات على اتّجاه الرسالة الخارجية منوراء ذلك. - لغز: لا يحسد سفير في مركز حساس مهمّة خلفه في المركز، لاضطراره للتعامل مع مندوبة دولة صديقة لـ"إسرائيل"،وتتميَّز بعدم لباقتها الدبلوماسية. صحيفة الجمهورية - تبلغ أحد المسؤولين ثناء مسؤول غربي على موقفه من مسألة حساسة. - ُطرِحت على مسؤول كبير فكرة إعداد قانون جديد، يرمي إلى وقف الفلتان العشوائي الحاصل على الشاشاتومواقع التواصل الاجتماعي، عبر اتّخاذ إجراءات قاسية وفرض غرامات مالية ضخمة، على من يثبت تورّطه بإطالقشائعات واتهامات باطلة. - سئل سياسي بارز عن سبب امتناعه عن التعليق على الحرب بين "إسرائيل" وإيران، فأجاب: المسألة أكبر منا... وبلاما نتفلسف ونحكي كلام بلا طعمة لا بيقدم ولا بيأخر.

في الحديث عن معايير النصر والهزيمة
في الحديث عن معايير النصر والهزيمة

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

في الحديث عن معايير النصر والهزيمة

لم تكن الحرب المباشرة بين "إسرائيل" وإيران سوى ارتداد من ارتدادات معركة طوفان الأقصى التي غيرت البيئة الاستراتيجية في المنطقة، ولا تزال مفاعيلها مستمرة حتى اليوم. الخطأ الاستراتيجي لـ"إسرائيل" تمثل في اعتقادها أن فقدان إيران لحلفائها في المنطقة أفقدها القدرة على المجابهة، وبالتالي فإن استهدافها من الخارج بات ممكناً، بعد أن جرى العمل على الداخل ولسنوات طويلة. الحديث عن أن "إضعاف حلفاء إيران في المنطقة نقل المعركة إلى الداخل الإيراني" لم يعد دقيقاً، والحقيقة أن طهران استطاعت عبر حلفائها تأجيل المعركة إلى حين امتلاكها القوة القادرة من خلالها على ردع خصومها. المواجهة بين طهران والولايات المتحدة الأميركية كانت مقررة منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بمعنى أن السياسة الإيرانية استطاعت تأجيل تلك المواجهة لحوالى نصف قرن من الزمن. يبدو أن "إسرائيل" قد نجحت في صناعة "طابور خامس" في الداخل الإيراني، لكنه كان محكوماً عليه بصفة الخيانة من قبل الشعب الإيراني، سواء أكان مؤيداً للحكومة أم معارضاً لها. نضج المعارضة السياسية في إيران حال دون انزلاقها إلى مستنقع العمالة مع الخارج، وزاد من فرص التقارب بينها وبين الحكومة، على قاعدة الشراكة والعمل لمواجهة التحديات التي تستهدف وجود إيران كلها، بعيداً عن لغة التخوين التي اعتادت حكومات المنطقة على إطلاقها على أي معارضة تقف في وجهها. عقيدة "الدفاع المتقدم" أو ما يسمى "طوق النيران" التي استطاعت إيران انتهاجها، تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة، وكانت النتيجة الحتمية لها هي نقل المعركة إلى الداخل الإيراني، لكن ذلك تم بعد أن استطاعت طهران بناء قوة الردع الكافية. في الحديث عن معايير الربح والخسارة لا بد من التأكيد أن من يبدأ الحرب يعدّ منتصراً فيها إذا ما استطاع تحقيق الأهداف التي وضعها مسبقاً. أما المدافع عن أرضه، فمجرد البقاء والقدرة على الاستمرار يشكلان انتصاراً لوجهة نظره. لقد كانت الأهداف المعلنة للحرب هي إسقاط النظام في إيران أو تدجينه، وهو ما لم يتحقق. وتدمير البرنامج النووي لإيران، ويبدو أن الادعاءات الأميركية بذلك لم تقنع أحداً، وما الإصرار الأميركي على العودة إلى المفاوضات إلا دليل على ذلك. فما الجدوى من المفاوضات إذا كان قد تم تدمير البرنامج النووي الإيراني على حد زعمهم؟. أما الرغبة في تدمير البرنامج الصاروخي لإيران، فقد حرصت طهران على ختم المعركة برشقة صاروخية مستهدفة الداخل الإسرائيلي، معلنة استمرار قدراتها الصاروخية المتطورة. في التحليل السياسي علينا التمييز بين الرغبة والقوة والقدرة، فالتفكير الرغبوي ليس بالضرورة هو ما يمكن تطبيقه على أرض الواقع، حتى لو امتلكت القوة اللازمة لذلك، نتيجة لغياب الإرادة أو القدرة على التنفيذ، أو الاصطدام بإرادة الطرف الآخر، وقدرته وإصراره على حسم المعركة. هذه المعادلة تنطبق وبشكل كبير على الكيان الصهيوني وعدم قدرته على تنفيذ مخططاته، رغم امتلاكه فائض القوة القادرة على تنفيذ تلك المخططات من الناحية النظرية. أكثر من سنة وثمانية أشهر مرت على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وما زالت المقاومة قادرة على الرد، والشعب الفلسطيني أكثر تمسكاً وإصراراً على النصر، وهو ما زاد من مأزق حكومة الحرب الإسرائيلية، وجعلها تفكر في البحث عن "مهرب خارجي"، عبر افتعال المواجهة مع طهران. إذا كان بن غوريون هو من أسس "دولة إسرائيل" بشكلها الحالي، فإن نتنياهو هو من استطاع توسعتها، هذا الحلم هو ما يسعى نتنياهو لتحقيقه، وهو ما دعمه ترامب حين اعتبر أن إسرائيل صغيرة، وأنه يفكر في العمل على توسعتها. إثنا عشر يوماً من العدوان الصهيوــ أميركي على إيران، أثبتت للعالم أن من أراد تغيير شكل الشرق الأوسط لم يستطع حتى تغيير ملابسه، وخاصة أن الصواريخ الإيرانية وصلت إلى منزل عائلة نتنياهو، كما أجبرت المستوطنين على النزول إلى الملاجئ. إذا كان الهجوم الإسرائيلي على إيران قد فاجأ العالم، فإن الدفاع الإيراني قد فاجأنا جميعاً، فعلى الرغم من سياسة الاغتيالات التي مارستها "إسرائيل"، فإن طهران استعادت زمام المبادرة، وأثبتت أن لديها أجيالاً متسلسلة من القيادات، ليسوا أقل خبرة وبأساً ممن سبقوهم. لقد أثبتت الأيام أن المفاعلات النووية الحقيقية هي العقول التي تمتلكها إيران، وهي المفاعلات التي يصعب القضاء عليها. امتلاك طهران لأكثر من 30 ألف عالم نووي، ووجود 21 مفاعلاً نووياً فيها، موزعة على 12 منطقة، يزيدان من مناعتها، ويجعلان فكرة القضاء على برنامجها النووي شبه مستحيلة، وكل ما يمكن فعله هو العمل على تعطيله بعض الوقت. 27 حزيران 10:04 27 حزيران 08:53 الشباب في "إسرائيل" لم يعيشوا حرباً كهذه، فآخر مواجهة بين "إسرائيل" ودولة أخرى كانت في حرب أكتوبر عام 1973، والتي لم تكن سوى "حرب تحريك"، الهدف منها الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتوقيع اتفاقية للسلام بين مصر والكيان الصهيوني. "الخداع الاستراتيجي"، الذي نفذته "إسرائيل" وبمشاركة الولايات المتحدة الأميركية يبدو أنه لم ينجح، فالاستعدادات الإيرانية كانت حاضرة، والدليل هو قيام طهران بإفراغ المواقع النووية التي تعرضت للهجمات الأميركية من محتوياتها، قبل عدة أشهر. الصور التي نُشرت والتي أظهرت قيام شاحنات بنقل مواد من تلك المواقع، يبدو أنها لم تكن سوى نوع من الخداع الذي مارسته طهران، إدراكاً منها أن حركة تلك الشاحنات مراقبة، وبالتالي فإن المكان الذي ستصل إليه سيكون معروفاً لأعدائها. الرد الإيراني على العدوان الصهيوني جاء منضبطاً، الهدف منه الابتعاد عن توسيع دائرة المواجهة في المنطقة، لكن التدخل الأميركي المباشر، فرض على إيران حتمية الرد. الخيارات أمام طهران عديدة، وكان أولها العمل على إغلاق مضيق هرمز، وهو الخيار الذي استبعدته طهران، كونه يضر بمصالحها، ومصالح حلفائها، وعلى رأسهم الصين. الصين التي كانت استراتيجيتها تركز على الاستفادة من كل أزمة تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، باتت ترى أن مجرد الاستفادة من الأخطاء الأميركية لم يعد كافياً، وأنه لا بد من وضع حد لتلك الأخطاء. على أن يكون ذلك على الطريقة الصينية (من دون الدخول في مواجهة مباشرة مع أميركا)، والاكتفاء بتزويد الحلفاء بأسلحة نوعية تؤمن تفوقهم العسكري وقدرتهم على الردع، على غرار ما فعلته خلال دعمها لباكستان في معركتها الأخيرة مع الهند. صحيح أن العلاقة مع باكستان أكثر أهمية لبكين (حلف وثيق) من العلاقة مع طهران (حلف جديد)، لاعتبارات كثيرة أهمها أن باكستان تدخل في مواجهة مع الهند (العدو التاريخي للصين)، إضافة إلى أن هذه العلاقة أكثر تجذراً وتاريخية من الشراكة الاستراتيجية بين الصين وإيران التي وقعت في العام 2021. مع الأخذ في الاعتبار أن انشغال أميركا في الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط يريح الصين ويخفف الضغط الأميركي عنها، فالحرب الأميركية على تنظيم القاعدة أجلت المواجهة مع الصين لأكثر من عشرين عاماً. أما روسيا، فإن جل تركيزها منصب على الحرب في أوكرانيا، وترى أن الدعم الأميركي لـ"إسرائيل" قد يسهم في تخفيف دعمها لأوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار أهمية إيران بالنسبة إلى روسيا. الاستراتيجية الروسية تقوم على نظرية "النواة والغلاف"، فالنواة هي روسيا، والغلاف هو الدول المحيطة بها، وتأتي إيران ضمن الغلاف الجنوبي لروسيا، رغم أنهما بلدان غير متجاورين. الروس مستعدون للتضحية بإيران من أجل أوكرانيا، بينما الصين تهمها إيران أكثر، وخاصة أن البلدين وقّعا شراكة استراتيجية مدتها 25 عاماً، وأن مصالح الصين مع دول المنطقة تتعاظم وبشكل مضطرد. لم تكن طهران لتستهدف المصالح الأميركية إلا بضوء أخضر من حلفائها، فجاء استهداف قاعدة العديد في قطر تكريساً لمبدأ "الرد المتماثل" ولم يكن بالضرورة رداً الهدف منه نقل رسائل سياسية أكثر منها عسكرية، فتهديدات ترامب لإيران بعدم الرد حتّمت عليها الرد على أكبر قاعدة عسكرية أميريكة في المنطقة. بعد العدوان الأميركي على طهران، جرى الحديث عن تراجع قدرات إيران الصاروخية، فجاء الرد الإيراني ليؤكد تماسك قدراتها الصاروخية حتى الساعة الأخيرة من المعركة، حين استهدفت بئر السبع. نهج "نشر الحرائق" الذي يمكن لإيران افتعاله في المنطقة لم يكن وارداً، باعتباره من آخر الخيارات التي قد تلجأ إليها طهران، فيما لو استشعرت أن المعركة باتت تهدد وجودها، وهو ما لم يحدث مطلقاً. بمعنى أن "إسرائيل صرخت أولاً"، وكانت طهران أكثر براعة في سياسة "عض الأصابع" التي اعتادت عليها، وأدركت أهمية "النفس الطويل" في إدارة المعركة، بينما اعتادت "إسرائيل" على "حرب الأيام المعدودة"، فلا طاقة لمستوطنيها على الصبر، وخاصة أن قوارب الفارين منهم قد ملأت البحر. لم تستطع "إسرائيل" ولا الولايات المتحدة الأميركية جر إيران إلى اللجوء إلى خيار شمشون، وبالتالي استعداء الجميع، وهو ما لم يتحقق نتيجة لإدراك دول المنطقة خطورة سيناريو "هزيمة إيران"، فيما لو حدث. هزيمة إيران تعني شيئاً واحداً، وهو أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" ستبتلعان المنطقة، وهو ما يثير حفيظة القوى الدولية، والقوى الفاعلة في الإقليم. التحليلات المنطقية للأحداث هي أكثر التحليلات بعداً عن الحقيقة، فالسياسة لا منطق لها، وعلم السياسة علم غير محايد بكل تأكيد. لقد كانت الحرب على إيران اختباراً لمفاصل الإقليم ولحلفاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أما الحرب المقبلة فستكون بهندسة جديدة ستعصف بدول كثيرة في المنطقة. الحديث الإسرائيلي عمّا سُمّي "التحالف الإبراهيمي"، يؤكد أن الحرب المقبلة في الشرق الأوسط ستشهد تحالفاً إسرائيلياً سنياً ضد الجبهة الشيعية، وهنا آمل أن تكون قراءتي للمشهد خاطئة. لقد كانت طهران هي المنتصر في هذه المعركة لأنها لم تعلن بعد نهاية الحرب، ولأنها استطاعت التمييز بين خسائر الحرب ونتائجها، فالخسائر يمكن تحملها، إذا كانت النتيجة هي النصر.

هل تخلّت الصين عن إيران خلال العدوان الإسرائيلي عليها؟
هل تخلّت الصين عن إيران خلال العدوان الإسرائيلي عليها؟

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

هل تخلّت الصين عن إيران خلال العدوان الإسرائيلي عليها؟

يتساءل الجميع عن موقف الصين من الأحداث الأخيرة بين إيران و"إسرائيل"، والضربات الأميركية على المفاعلات النووية الإيرانية، ولماذا لم تتدخل بكين لمساعدة طهران عسكرياً واكتفت بالإدانات، ولا سيما أن الصين وروسيا دائماً ما يشيران إلى أن العالم يشهد تغيرات تتمثل بالتحول من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب، وأن الدول الثلاث أي روسيا والصين وإيران تواجه تحديات كبيرة من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي تسعى إلى تفكيك شراكة تلك الدول يُضاف إليها كوريا الشمالية. منذ العدوان الإسرائيلي على إيران، في 13 حزيران/ يونيو الحالي، سارعت الصين إلى إدانة الهجمات الإسرائيلية التي تشكل انتهاكاً لسيادة وأمن وسلامة الأراضي الإيرانية، وحثت بكين أطراف النزاع ،ولا سيما "إسرائيل"، على الإيقاف الفوري للمواجهات، وأمضى وزير خارجيتها، وانغ يي، أسبوعاً حافلاً حيث تحدث مع نظرائه في إيران و"إسرائيل" ومصر وسلطنة عمان، وأعلن عن استعداد بلاده للعب دور بناء في تهدئة الصراع، وكرر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ذلك في تصريحاته حيث أعلن عن استعداد الصين للعمل مع جميع الأطراف للقيام بدور بناء في استعادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وبعد الهجوم الأميركي على المفاعلات النووية الإيرانية، أدانت الصين الهجوم ووصفت وسائل الاعلام الصينية الرسمية الضربات الجوية الأميركية بأنها منعطف خطير، وبأن التاريخ أثبت أن التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط غالباً ما تؤدي إلى صراعات مطوّلة وزعزعة استقرار المنطقة. ومع وقف إطلاق النار بين الجانبين أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي اتصالاً بنظيره الإيراني شدد فيه على حق إيران في حماية سيادتها الوطنية وأمنها، وأمل بالتوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي . التصريحات الصينية الرسمية تجاه العدوان الإسرائيلي على إيران كانت متوقعةً وطبيعيةً بالنظر إلى العلاقة المتينة بين البلدين ولا سيما العلاقات الاقتصادية والنفطية. ترى الصين أن من حق إيران أن يكون لها برنامج نووي سلمي باعتباره حقاً مشروعاً يكفله القانون الدولي. وتدرك بكين أن طهران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، حتى أن الصين تعارض امتلاك إيران للسلاح النووي لما له من تأثير على استقرار المنطقة، إذ ستعمد دول أخرى فيها إلى امتلاك الأسلحة النووية، واحتمالية استخدامها في حال نشوب صراع في المنطقة. وفي هذا الإطار تشدد طهران على أنها تقوم بتطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية لا بهدف تطوير الأسلحة النووية. وكانت الصين حاضرة دائماً في المفاوضات والمباحثات التي تمت حول برنامج إيران النووي. فهي ضمن مجموعة الخمسة زائداً واحداً التي تولّت المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، وتوصلت عام 2015 إلى الاتفاق على خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي انسحب منها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018 وأعاد فرض العقوبات على إيران. وبعد تولي ترامب رئاسته الثانية عُقدت مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ، وكانت إيران تطلع كلاً من روسيا والصين على نتائج المفاوضات، فضلاً عن نشاطها المتعلق بتطوير برنامجها النووي السلمي. فمثلاً عُقد في شهر آذار/ مارس الماضي اجتماع جمع نواب وزراء خارجية الدول الثلاث. وفي وقت لاحق من هذا العام، عُقد اجتماع ضم خبراء من الصين وروسيا وإيران لدراسة الملف النووي الإيراني. نظراً للمخاطر التي قد تنجم عن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وتأثير ذلك على المصالح الروسية والصينية، أجرى زعيما الصين وروسيا اتصالاً هاتفياً ناقشا فيه الأوضاع في المنطقة. وقدّم الرئيس الصيني مقترحاً من أربع نقاط لتخفيف التوتر بين "إسرائيل" وإيران يقوم على وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، ودعم الحل السياسي للقضية النووية الإيرانية، وحثّ المجتمع الدولي، وخاصة القوى الكبرى، ذات النفوذ الخاص على أطراف النزاع إلى بذل الجهود لتهدئة الوضع بالإشارة الضمنية إلى الولايات المتحدة الأميركية. وهذه ليست المرة الأولى التي تقدّم فيها بكين مقترحات لحلّ الملف النووي الإيراني، إذ إنه قد سبق لها أن تقدمت بمقترح من خمس نقاط خلال اجتماع نواب وزراء خارجية إيران وروسيا والصين الذي عُقد في بكين خلال شهر آذار / مارس الماضي، والذي يقوم على الالتزام بحل النزاعات بطرق سلمية، وتعزيز التعاون من خلال الحوار، والالتزام بإطار العمل الخاص بالاتفاق النووي عبر العودة إلى استئناف المفاوضات، والحفاظ على التوازن بين الحقوق والالتزامات الذي يقوم على التزام إيران بعدم تطوير الأسلحة النووية، بينما يتعين على الأطراف الآخرين احترام حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. تراقب الصين بقلق وحذر بالغين الأوضاع في الشرق الأوسط نظراً لمصالحها الاقتصادية الكبيرة مع إيران و"إسرائيل" بشكل عام والمنطقة بشكل خاص. فبالنسبة إلى إيران، تربطها بها شراكة استراتيجية شاملة مدتها 25 سنة بقيمة استثمارات صينية تتجاوز 400 مليار دولار في إيران مقابل الحصول على النفط الإيراني بأسعار مخفضة. ويعتبر النفط عصب العلاقات الصينية الإيرانية إذ تستورد بكين حوالى 90% من النفط الإيراني وما يشكل 15 % من النفط الذي تستورده عالمياً. كما أن لإيران موقعاً استراتيجياً مهماً ضمن مبادرة الحزام والطريق، فهي نقطة وصل بين الشرق والغرب، وتتمتع بسواحل طويلة على الخليج العربي وبحر عمان، تمنحها وصولاً حيوياً إلى الممرات المائية الدولية، ولا سيما مضيق هرمز. أيضاً للبلدين علاقات في مختلف المجالات الصناعية والثقافية والتكنولوجية والزراعية والسياحية والطبية والعسكرية ولا سيما في موضوع تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية. 27 حزيران 12:05 27 حزيران 10:04 ولطالما دعمت الصين إيران من خلال استيراد وارداتها النفطية في ظل العقوبات، والوقوف إلى جانبها في مجلس الأمن والمحافل الدولية. وأجرى البلدان مناورات بحرية مشتركة إلى جانب روسيا ورحبت بكين بانضمام طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس. أما فيما خص "إسرائيل" فالصين هي ثاني أكبر شريك اقتصادي لها بعد الولايات المتحدة الأميركية. ولدى الصين عدد من مشروعات البنية التحتية والتكنولوجيا فيها واستثمارات في ميناء حيفا. سادت مخاوف حقيقة في الصين حول مستقبل استقرار إيران ونظام الحكم فيها، إذ إن الهجمات الإسرائيلية على إيران لم تكن تهدف بالدرجة الأولى إلى تدمير البرنامج النووي لها كما تدعي "إسرائيل" وأميركا، بل كانت "تل أبيب" تهدف بشكل أساسي إلى إسقاط النظام الإيراني على الرغم من التصريحات الإسرائيلية والأميركية المناقضة لذلك. بشكل عام ليس من مصلحة الصين حصول نزاع في منطقة الشرق الأوسط، إذ قد تواجه بكين نقصاً كبيراً في إمدادات النفط، كونها تعتمد اعتماداً كبيراً على واردات النفط الخام من الشرق الأوسط التي يمر معظمها عبر مضيق هرمز. وتدرك الولايات المتحدة الأميركية أهمية مضيق هرمز بالنسبة إلى الصين، لذلك حثّ وزير خارجيتها، ماركو روبيو ، بعد أن وافق البرلمان الايراني على إغلاق مضيق هرمز، الصين على ثني إيران عن إغلاق المضيق. وبعد وقف إطلاق النار قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه بإمكان الصين مواصلة شراء النفط الإيراني في إشارة لعدم إغلاق المضيق. لم تكن طهران تقدم على إغلاق مضيق هرمز وهي تدرك جيداً أن عملاً كهذا سيؤثر على علاقاتها مع مختلف الدول ولا سيما مع الصين. إنما كان التهديد بإغلاقه ورقة ضغط على المجتمع الدولي لردع العدوان الإسرائيلي الأميركي عليها. تحتل إيران أهمية كبيرة في الاستراتيجية الصينية، وبالتالي، فإن دخولها في حرب طويلة قد يؤثر على المصالح الصينية، خاصة في حال قُصفت المنشآت النفطية الإيرانية، الأمر الذي سيدفع بالصين إلى البحث عن مصادر أخرى للنفط من روسيا وماليزيا مثلاً، إلا أن هاتين الدولتين سترفعان الأسعار مع الزيادة على الطلب. وقد ترتفع أسعار السلع الأخرى أيضاً وسيتأثر الاقتصاد الصيني والاقتصاد العالمي بطبيعة الحال. ويؤثر أيضاً على مشروع الحزام والطريق نظراً لموقع إيران المهم فيه. مؤخراً قامت إيران والصين بتعزيز علاقاتهما في إطار المشروع الصيني. فمثلاً قبل العدوان الإسرائيلي على إيران بعدة أسابيع استقبل ميناء آبرين، الواقع جنوب غربي طهران، أول قطار حاويات انطلق قبل 15 يوماً من مدينة شيآن في الصين محملاً بألواح شمسية، اعتبر ذلك إيذاناً بالانطلاق الرسمي لخط سكة حديد مباشر بين البلدين. وبعد انضمام أفغانستان رسمياً إلى الممر الصيني الباكستاني فمن المحتمل أن تنضم إليه إيران في المستقبل. ومن ناحية أخرى، ليس من مصلحة الصين إسقاط النظام في إيران والإتيان بنظام غربي، لأنها سوف تخسر النفط الإيراني الذي تشتريه بأسعار منخفضة، والاستثمار في الموانئ الإيرانية وخروج طهران من مبادرة الحزام والطريق، ناهيك عن إمكانية إغلاق مضيق هرمز أمام السفن الصينية أو المتجهة نحوها، في حال حصول نزاع في بحر الصين الجنوبي، أو قيام الصين باستخدام القوة العسكرية لإعادة التوحيد مع تايوان، أو قد تقدم أميركا على إنشاء قوات عسكرية أميركية في إيران قريبة من ميناء غوادر الباكستاني، حيث للصين استثمارات ضخمة فيه. وفي حال انفلات الأوضاع الأمنية في إيران في حال إسقاط النظام، فمن الممكن أن يؤثر ذلك على زيادة الهجمات على المصالح الصينية في إيران وفي إقليم بلوشستان الباكستاني. في المحصلة، التزمت الصين بالمسار السياسي والدبلوماسي لحل الملف النووي الإيراني، ولكن ليس من مصلحتها أن تدخل إيران في حرب طويلة أو انهيار النظام فيها، وإن كان البعض يرى أن انغماس الولايات المتحدة الأميركية في حرب طويلة في الشرق الأوسط مجدداً سيكون مفيداً للصين، إذ سيصرف انتباه واشنطن عن مواجهتها في المحيطين الهندي والهادئ. رد فعل الصين على الهجمات الإيرانية والأميركية كان متزناً وهادئاً وعقلانياً سواء لناحية إدانة الهجمات أم لناحية التزامها بالحل السياسي لوقف الحرب. ولكن لو تصاعدت التوترات، كانت الصين لتكون أمام عدة خيارات، إما مساعدة طهران عسكرياً وتقنياً عبر طرف ثالث، أو الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، تتنازل فيها بكين عن ملف معين لواشنطن لقاء إنهاء الحرب، أو بقاء الصين على الحياد، وفي ذلك فشل للشراكة الروسية الإيرانية الصينية، وسيثبت عدم مصداقية روسيا والصين في العمل لتغيير النظام العالمي. على الرغم من وقف إطلاق النار، إلا أن الأمور لم تنتهِ هنا، مع الحديث عن عودة المفاوضات حول برنامج إيران النووي، والذي من المحتمل أن يكون لروسيا والصين دور أكبر للتشاور مع إيران حول ملفها النووي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store