
روسيا تشنّ هجوماً جديداً في أوكرانيا... ما توقعاته الأولية؟
عودة إلى الشمال
حشدت روسيا نحو 50 ألف مقاتل لتأسيس منطقة عازلة في سومي المتاخمة لكورسك، موقع التوغل الأوكراني المفاجئ في صيف 2024. تتقدم روسيا في تلك المنطقة، وسيطرت على عدد من البلدات. لكن العدد غير كاف على الأرجح للسيطرة على كامل المنطقة. سبق أن حشدت روسيا أعداداً مماثلة للسيطرة على خاركيف في أيار/مايو 2024، لكن من دون جدوى إلى حد كبير. تعثر الهجوم بحلول أوائل حزيران/يونيو من تلك السنة بعد السيطرة على عدد قليل من البلدات. ويبدو أن أوكرانيا تتقدم مجدداً بالقرب من بلدات بوروفا وفوفشانسك في خاركيف بحسب تقييم حديث لـ "معهد دراسة الحرب".
مع ذلك، وبحسب ضابط أوكرانيّ متقاعد، كانت مناورة أوكرانيا في كورسك هي التي ساهمت في تقدم روسيا داخل سومي. ذكر الضابط الذي يدير موقع "فرونتيليجنس إنسايت" أن القوات الأوكرانية خسرت عدداً أكبر من المركبات أمام الروس في تلك المنطقة (994 مقابل 791) بينما خسرت عدداً أقل بكثير في محور أفديفكا-بوكروفسك (697 مقابل 2352). على افتراض أن التقدم الروسي في سومي سيشبه إلى حد كبير التقدم في خاركيف، ما الذي يمكن توقعه عن الهجوم في محور كوستيانتينيفكا؟
تقييمات مختلفة
بحسب تقرير لـ "إيكونوميست"، تنهمر القنابل الموجهة على البلدة بشكل يومي وتبلغ نحو 25 قنبلة في اليوم، بينما يغادر المدنيون المتبقون هناك والبالغ عددهم 8500 المدينة مع بدء حظر التجول عند الثالثة بعد الظهر. ونقلت المجلة أجواء متباينة بين القادة الأوكرانيين الميدانيين إذ يعتبر البعض أن الهجوم لن يحقق الشيء الكثير، بما أن المهاجمين يضطرون للتوغل ضمن أعداد صغيرة، بينما قال آخرون إن روسيا تطوّر بشكل نوعي مسيّراتها مما يصعّب على المدافعين مهمتهم.
لكن مجدداً، كانت "إيكونوميست" نفسها قد ذكرت في آب/أغسطس الماضي اقتراب روسيا من "سحق" بوكروفسك، ومع ذلك، صمدت المدينة لغاية اليوم. ومن المتوقع أن تكون بوكروفسك مركزاً آخر للهجوم الصيفي الحالي. علاوة على ذلك، من المرجح أن تكون القوات الروسية قد وصلت إلى منطقة أوكرانية (أوبلاست) جديدة هي دنيبروبتروسك. بالرغم من أن أوكرانيا نفت ذلك معتبرة إياه تضليلاً إعلامياً، ذكر تقرير في صحيفة "كييف إندبندنت" أن يكون هذا التوغل جزءاً من محاولة تطويق بوكروفسك، من دون أن يعني ذلك تغييراً في الوضع العام للميدان.
خرجت أوكرانيا منتصرة معنوياً من عملية "شبكة العنكبوت" التي تسببت بأضرار كبيرة في القاذفات الاستراتيجية الروسية. من المفترض أن تساعد هذه العملية في تشجيع الأوكرانيين على خطوط الدفاع وتعزيز عزيمتهم. وإذا صمدت أوكرانيا في الصيف فقد تحصد نتيجة إيجابية في السنة المقبلة عبر مراكمة منافع المساعدات الأوروبية العسكرية المتزايدة.
الضابط الأوكراني السابق الذي أسس موقع "فرونتليجنس إنسايت" لم يستبعد على "أكس" سقوط كوستيانتينيفكا وبوكروفسك بسبب غياب الموارد الكافية في الوقت الحالي.
https://t.co/Lqx9PMMh05
Photo: Reuters pic.twitter.com/7yLMcWvEkO
— The Economist (@TheEconomist) June 8, 2025
ويبدو أن ثمة ما يؤكد وجود زخم لدى القوات الروسية. فبعد نحو 10 أشهر من الحرب، يوشك الروس السيطرة على بلدة توريتسك القريبة من كوستيانتينيفكا.
ربما تخطت الحرب مرحلة تحقيق روسيا اختراقاً استراتيجياً على الميدان، لكن ليس مرحلة إنجاز بعض المكاسب التكتيكية. حتى لو كانت بطيئة مؤلمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ يوم واحد
- الميادين
مركز أبحاث بريطاني: تعليق إرسال الأسلحة الأميركية لكييف يفاقم الوضع بالنسبة لأوكرانيا
نقلت وكالة "روينرز"، اليوم الأربعاء، عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة، مركز الأبحاث المتخصّص بالدفاع والأمن ومقره لندن، إن قرار الولايات المتحدة تعليق تسليم بعض الأسلحة المتنوعة، بما في ذلك المدفعية الصاروخية الدقيقة، إلى أوكرانيا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع على الأرض بالنسبة لقوات كييف. وقال الباحث البارز في المعهد، جاك واتلينج، للوكالة نفسها، إن "فقدان هذه الإمدادات سيؤثّر بشكل كبير على قدرة أوكرانيا على استهداف القوات الروسية الموجودة على مسافة أبعد من 30 كيلومتراً من خط المواجهة"، مضيفاً أن هذا الوضع "سيتيح لروسيا تعزيز موقفها العسكري، من الناحية اللوجستية". في السياق، قال مسؤول عسكري أوكراني إن موسكو توغلت بالقرب من بلدتين رئيسيتين لطرق إمداد الجيش في شرق أوكرانيا، وذلك في إطار جهود روسيا لإحراز تقدم كبير في هجوم تشنّه خلال الصيف، بحسب "رويترز". وقد تمكنت القوات الروسية من التقدم في المناطق الريفية على جانبي بلدتي بوكروفسك وكوستيانتينيفكا، اللتين تقعان على مفترق طرق يؤدي إلى خط المواجهة من المدن الأكبر، في الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، بالتزامن مع تكثيف الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ على كييف ومدن أخرى. اليوم 16:19 اليوم 14:16 من جهته، أفاد قائد الجيش الأوكراني ألكسندر سيرسكي، الأسبوع الماضي، بأن روسيا لديها الآن 111 ألف جندي في مدينة بوكروفسك، التي تحاول السيطرة عليها منذ أوائل العام الماضي، لافتاً إلى اندلاع العشرات من المعارك في المنطقة يومياً. وفي تصريحات مكتوبة لـ "رويترز"، صرّح المتحدّث باسم مجموعة قوات خورتيتسيا الأوكرانية، فيكتور تريهوبوف، بأن "هجمات مستمرة تجري، بهدف اختراق حدود منطقة دنيبروبيتروفسك، بأي ثمن". وأضاف أن قوات خورتيتسيا تستخدم الآن مجموعات هجومية صغيرة، ومركبات خفيفة، وطائرات مسيّرة للتقدّم نحو المنطقة المجاورة، حسبما نقلت عنه الوكالة نفسها. ولم تسفر جهود الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حتى الآن، عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت في العام 2022، فيما أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أيام، استعداد موسكو لجولة جديدة من المحادثات مع كييف. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قد قرّرت في وقت متأخر من الأمس، إيقاف شحنات أسلحة إلى أوكرانيا، تتضمّن صواريخ دفاع جوي وذخائر دقيقة، كانت الإدارة السابقة قد وعدت بها، بحسب ما أفادت به صحيفة "بوليتيكو" الأميركية. الكرملين علّق على قرار البنتاغون، معتبراً أنه "كلما قلّت الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا، اقتربت نهاية العملية العسكرية الخاصة".


النهار
١٩-٠٦-٢٠٢٥
- النهار
هل تقتحم إسرائيل منشأة فوردو عبر "الكوماندوز"؟
"واو!" بدهشة واضحة، ردت الإعلامية باري ويس على إعلان كبير من ضيفها الصحافي دكستر فيلكينز. "كانت لديّ محادثة مع مسؤول سابق بارز في البيت الأبيض، شخص في إدارة بايدن، وقال 'لا أعتقد أن إسرائيل تستطيع بنفسها تدمير فوردو من الجو. الولايات المتحدة تستطيع فعل ذلك مع (قاذفات) بي-2 والقنابل الخارقة للتحصينات بزنة 30 ألف رطل (نحو 14 طناً) لكن عليهم أن يدمروا فوردو. الإسرائيليون قد يكونون قادرين على فعل ذلك إذا كانوا مستعدين لوضع أشخاص على الأرض'. وقال هذا المسؤول حينها 'إنهم يتمرنون على فعل ذلك الآن. هذا كان منذ نحو شهر من الآن'". ما أهميتها؟ لطالما مثّل التشكيك بقدرة إسرائيل على تدمير منشأة فوردو عبر ضربات جوية الحكمة التقليدية لدى معظم المحللين الغربيين. حتى القنابل الأميركية الخارقة قد لا تتمكن من إلحاق ضرر دائم بالمنشأة. تعتقد مجلة "إيكونوميست" أيضاً أن إسرائيل لن تكون قادرة على تدمير فوردو، "أهم منشأة تخصيب"، إلا بوضع قوات على الأرض في حال تمكنت من تحييد الدفاعات المحلية. ويُعتقد على نطاق واسع أن فوردو هي المنشأة المرجحة لتحقيق اختراق افتراضي في الأسلحة النووية، كما أنها "التحوط" الأساسي في حال تعرضت المنشآت الأخرى للأضرار، بحسب "سي بي إس". ففي تلك المنشأة، عثر مفتشون أمميون على آثار يورانيوم مخصب إلى حد 83.7 في المئة قبل نحو عامين، بالرغم من أن إيران نفت ذلك. "إذا تركْتَ بنية تحتية مثل فوردو (سليمة) فليس هناك من معنى فعلاً" للحرب الإسرائيلية على إيران، على ما قاله لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" خبير شؤون حظر الانتشار في "معهد ميدلبوري للدراسات الدولية" جيفري لويس. "انعطافة مذهلة" مع الاختراق الكبير الذي حققه الموساد داخل إيران إلى حد تمكنه من إطلاق مسيّرات وصواريخ من داخل البلاد ضد منظومات الدفاع الإيرانية، قد لا يُعدّ اقتحام منشأة فوردو عبر قوات كوماندوز مستحيلاً. لكنه ليس بلا مخاطر، ومن المرجح أن يكون الخيار الإسرائيلي الأخير في حال رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب قصف المنشأة بقنابله الخارقة للتحصينات. ليس لدى إسرائيل شيء لخسارته من هذا الرهان. ذكر تقرير لـ"نيويورك تايمز" الثلاثاء أن ترامب "يدرس بجدية" إرسال طائرات أميركية لمحاولة ضرب فوردو، وهي خطوة ستمثل "انعطافة مذهلة عن معارضته قبل شهرين وحسب، لأي تحرك عسكري بينما لا تزال أي فرصة متاحة لحل ديبلوماسي". وأضافت الصحيفة نقلاً عن ثلاثة أشخاص مطلعين على الاتصال الهاتفي بين ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 9 حزيران/يونيو إعلان الأخير أن لدى إسرائيل "قوات على الأرض داخل إيران". كيف يمكن تدميرها؟ الطريقة الأولى التي من المرجح أن تراهن عليها إسرائيل هي القصف الأميركي عبر قنبلة "جي بي يو-57". وفي وقت قد يخشى البعض من تلوث إشعاعي نووي، يخفف كثر من هذا القلق. أوضح تقرير لـ"فايننشال تايمز" الخميس أن احتمالات انتشار إشعاع نووي خطر في نطنز وفوردو منخفضة للغاية وستكون محليّة على الأرجح، لأنّ المنشأتين لا تتضمنان مفاعلات أو تكنولوجيا لمعالجة النفايات النووية، ولأنّ لب عملهما هو تحت الأرض. وهذا ما يرجّحه أيضاً الأستاذ الجامعيّ وخبير شؤون الحرب غير التقليديّة في "مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية" التابع لجامعة الدفاع الوطني في واشنطن ديفيد دي روش. ففي اتّصال مع "النهار"، يقول دي روش إنّ هناك بعض مخاطر الإشعاع النوويّ لكنّه سيكون على الأغلب محصوراً إلى حدّ كبير في المنشأة الواقعة تحت الأرض. وما يخفف القلق أيضاً العزلة النسبيّة للموقع الجغرافي للمنشأة. ويشير دي روش إلى أن هناك حذراً في تحديد مفهوم نجاح الضربة بشكل مبكر. فهناك قاعتان متوازيتان داخل المنشأة، وعلى القاذفات إسقاط قنبلتين عليهما، وإلحاقهما بقنبلتين أخريين في النقطة نفسها، وبشكل دقيق. لكنّ الأنقاض قد تصعّب هذه المهمّة كما أوضح. المشكلة الأخرى بحسب دي روش هي أنّه لن يكون بالإمكان معرفة حجم الضرر مباشرة بعد الضربات. لذلك، من المحتمل أنّه حتى بعد تقييم أوّليّ للعملية بأنّها ناجحة، يمكن للإيرانيين أن يعودوا بعد أشهر إلى المنشأة ليجدوا كمية كبيرة من اليورانيوم المخصّب القابل للاستخدام مرة أخرى. فاليورانيوم نفسه لا ينفجر. ماذا عن الاقتحام؟ قد يكون هناك طرق أخرى لإخراج المنشأة عن العمل. في حديث إلى مجلة "ذا تابلت"، تقدّم المحقّق الأمميّ السابق ومؤسس "معهد العلوم والأمن الدولي" ديفيد أولبرايت بعدد من الاحتمالات الممكنة. بإمكان تل أبيب ضرب إمدادات التيّار الكهربائيّ للمنشأة وقطع نظام التهوية ممّا يجعل العمل فيها مستحيلاً. ويمكنها أيضاً تقويض الجدران أو حتى قصف المَدخلَين. بمجرد خروج المنشأة عن الخدمة لأشهر عدة، تكون أجهزة الطرد قد انهارت بحسب أولبرايت. لكن بالرغم من إشارته إلى إمكانيّة لجوء إسرائيل إلى مثل هذه الوسائل وتعطيل المنشأة، يشكّ دي روش في إمكانية أن يتسبّب التعطيل بخروج المنشأة نهائيّاً عن العمل. في جميع الأحوال، قد يتعيّن على الإسرائيليّين إرسال قوّات إلى داخل المنشأة حتى بعد القصف الأميركي. فبما أنهم يسيطرون على الأجواء الإيرانية، سيواصلون قصف كل من يقترب من فوردو حتى تخلو الساحة لعملية الإنزال. بعدها، بإمكان قوات إسرائيلية دخول المنشأة وعلى الأرجح إزالة اليورانيوم المخصّب المتبقي وتدمير أجهزة الطرد المركزيّ السليمة. ويعتقد آخرون أنه حتى في حال تدمير فوردو، قد تلجأ إيران إلى منشآت سرية أخرى لاستئناف برنامجها النووي. هذا مع العلم أنّ عدد القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات محدود وقد تكون بحدود العشرين، إنما يبقى الرقم الحقيقي سرّيّاً. "تواضُع"؟ ليس مؤكداً أن إسرائيل قادرة أو راغبة باستخدام قواتها الخاصة لاقتحام فوردو. ,كما قال مسؤول إسرائيلي لـ"تايمز أوف إسرائيل"، إن هدف نتنياهو أكثر تواضعاً بكثير من ضرب كامل البرنامج النووي. إنه التسبب بـ"ما يكفي من الضرر" لمنح ترامب قوة تفاوض جيدة لإبرام اتفاق صلب. وفي حال الفشل، سيحاول نتنياهو تأخير البرنامج أعواماً إلى الوراء. بالمقابل، قال مسؤول إسرائيلي بارز لـ"وول ستريت جورنال" إن تل أبيب تملك استراتيجية شاملة للتعامل مع المنشأة... وبشكل مستقل.


الميادين
١٨-٠٦-٢٠٢٥
- الميادين
استطلاع رأي لمجلة "ذي إيكونوميست": 60% من الشعب الأميركي يعارض الانجرار إلى حرب مع إيران
استطلاع رأي لمجلة "ذي إيكونوميست": 60% من الشعب الأميركي يعارض الانجرار إلى حرب مع إيران