logo
الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)

الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)

المصري اليوممنذ 3 أيام
وطبيعة الحياة متجددة ومتغيرة، ويقتضى أن تكون قواعدها مرنة ومطاوعة، وأحكامها وقوانينها تتوافق مع ما يستجد على الناس من تطور وتحضر يفرض على الناس فرضًا ما لهم فيه من قرار، وتظل الأحكام تساير كل العصور وإلا جمدت مكانها وتحايل وتماكر الناس عليها.
وكنا فى المقال السابق قد استعرضنا «حد السرقة» وكيف كان الحكم يعامل فى زمن النبوة والصحابة معاملة القانون المدنى الوضعى، ليس ثابتا أو جامدا، بل أصبح وأمسى حسب الأحوال، وطبق ونفذ على قدر ما تفرضه سياسة الحكم والحاكم، فقد رأى الرسول عدم تنفيذ الحكم على من ينتهب (سرقة) أموال الغزوات (الغلول) حتى لا تهن عزيمة المقاتلين، ونفذ الحكم فى سرقة رداء (صفوان) الردىء المهلهل حين تفشت ظاهرة السرقة، وعفا عن المخزومية التى سرقت لمكانتها عند العرب لاستمالتهم واستقطابهم، ولتعلم عزيزى أن العدل المطلق ليس واقعا فى حياة الناس، بل هو العدل الممكن عند الأديان والقانون الوضعى على السواء.
والآن إلى أحكام الرق والعبودية: ولقد عرف العرب الرق كما عرفه غيرهم من الأمم المجاورة، وقد كان لضرورة اقتصادية، ولم يكن هذا الأمر مخجلا أو معيبا، وكان الغزو أهم مصادره، والمهزوم يسترق وتسرى عليه أحكام العبيد، وهناك مصدر آخر هو شراء العبيد من أسواق النخاسة، وقد أباحه الإسلام كما أباحته كل الأديان، والتى رأت من الحكمة ألا تتصادم مع الأعراف والتقاليد القائمة والضاربة فى أعماق التاريخ، والمتوافقة ومصالح الناس، وقد كان العرب يواجهون مشكلة هروب العبيد من الرق وفرارهم من تحت أيدى من استرقوهم، وكانت عقوبة العبد الآبق «الهارب» إما قطع يده كحكم السارق، أو إهدار دمه أو حبسه بلا طعام حتى لا يفكر فى تكرار فعلته، ولقد كان الإسلام مواكبا ومرافقا لهذا كله، حتى تظل «مؤسسة الرق» قائمة ومتوافقة معه، بل ويؤصل للعقوبات القائمة شرعا ويرسى ويثبت أركانها بأحاديث على النحو الآتى: (أيما عبد أبق «هرب» من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم) وحديث (أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة)، أى أحلّ دمه، وحديث (إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة) وحديث (أيما عبد أبق إلى أرض الشرك فقد حلّ دمه)، ولقد حاول الإسلام فى المقابل أن يخفف من حدة البغض التى يحملها العبيد للسادة بآيات قرآنية تحث على حسن معاملتهم، وبحديث «إذا أدّى العبد حق الله وحق مواليه كان له أجران» وإلى هنا فقد توافقت مصالح السادة مع الوافد الجديد وبين السادة والعبيد، وإذا كان الإسلام قد فتح الباب للعتق، فإن العتق كان معروفا قبل الإسلام أيضاً تقربًا للآلهة، ولقد فتحت الغزوات مصادر للرق فاقت العتق بمراحل، فقد أغلق بابا وفتح مقابله أبوابا.
وكان الرسول يتعامل مع العبيد كما يتعامل أهل قبيلته، فتملّك من العبيد والإماء كما تملك غيره، أما عن أعدادهم فالكتب اختلفت حول هذا، المهم أن النبى تعامل مع مؤسسة الرق باعتراف وإقرار، بل تذكر الكتب أن أسرى وسبايا بنى قريظة قد تم بيعهم فى أسواق النخاسة بالشام، وبالمقابل تم شراء أسلحة ومعدات للحروب والغزوات.
ولنا فى الرق مثال نرى فيه إدارة الأزمات تحكمها سياسة التوازنات والمواءمات: فقد حدث تمرد وهروب لعدد كبير من العبيد والأرقاء فى العهد النبوى نتيجة إحساسهم بالغبن والظلم الواقع عليهم من أسيادهم، وفر وهرب منهم الكثير إلى (كنانة ومزينة) وشكلوا جماعات سلب ونهب فى جبل تهامة، يسطون ويغيرون منه على القوافل والقبائل، حتى أصبح وجودهم خطرًا على الدولة الجديدة، فما حاربهم الرسول ولا طالب بإقامة حد المفسدين فى الأرض «الحرابة»، ولا أعتبرهم آبقين أحلاء الدم، لكن فرضت السياسة قواعدها على الموقف برمته، واستجاب النبى لها، وأرخى بظلاله على الجميع أسيادًا وعبيدًا، وفرض عليهم المصالحة والمهادنة، فحررهم الرسول من العتق وأطلق حريتهم من أسيادهم، حتى يأمن شرهم، ويحمى مؤسسة الرق من الانهيار، وجاء فى كتابه (أن هؤلاء العتقاء «أعتقهم الرسول» إن أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فعبدهم حر، وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم، سامحهم فيما نهبوه ومن قتلوه، وما كان لهم من دين فى الناس رد إليهم، ولا ظلم عليهم ولاعدوان) هكذا تصنع السياسة فى الأحكام، وتميل لها ميلا شديدا.
ولو خرج فى دولة حديثة مجموعة من المطاريد واحتلوا جبلا من الجبال وأغاروا منه على الناس، لفزعت الدولة ودكت هذا الجبل دكا على رأس من فيه، حتى تعود للدولة هيبتها، فكانت أحكام القرآن أكثر نعومة ومدنية من أحكام الدولة المدنية ذاتها.
فإذا كانت أحكام الرق والعبيد والتى استحوذت على الكثير من آيات الله، قد بانت ومالت مع أحوال السياسة ومنطق الحكم، حتى ألغيت وعطلت كل أحكامه نتيجة الثورات التحررية دون نسخ إلهى، فماذا لو انسحب هذا الأمر إلى باقى الأحكام أو بعضها وحل محلها قانون وضعى يرتضيه الناس ويقبلونه وينتخبونه برضا واختيار، دون تحايل أو مراوغة أليست حقا تفرضه الظروف والمصالح؟.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«مين بيتكلم عن مين؟!».. تامر أمين: سوزي الأردنية أم 50% في الثانوية بتتكلم عن النبي
«مين بيتكلم عن مين؟!».. تامر أمين: سوزي الأردنية أم 50% في الثانوية بتتكلم عن النبي

المصري اليوم

timeمنذ 11 دقائق

  • المصري اليوم

«مين بيتكلم عن مين؟!».. تامر أمين: سوزي الأردنية أم 50% في الثانوية بتتكلم عن النبي

علق الإعلامي تامر أمين على القبض على بعض صانعي المحتوى على تطبيق « تيك توك »، بسبب بثهم محتوى مخالف. وقال أمين عبر برنامجه «آخر النهار»، بقناة «النهار»: «أنا مش فرحان فيهم، لكن اللي يتعدى على الحق والخير لازم يتعاقب، فرحان بحالة الانتباه الموجودة من المحامين ووزارة الداخلية لظبط الأمور». وأضاف: «محدش ضد الحرية والمحتوى والسوشيال ميديا، وإن الشباب يكسبوا، إحنا ضد الكسب والشهرة عن طريق العري أو الإباحة أو الانحراف». وتابع: «شبابنا لما يلاقوا ناس بلا محتوى وقيمة، أثرياء وعندهم متابعين بالملايين ومحدش بيقولهم انتوا فين، فالشباب كله هيتلحسوا». وعرض أمين فيديو لحوار سوزي الأردنية تتحدث فيه عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلق عليه قائلًا: «سوزي الأردنية أم 50% في الثانوية بتتكلم عن أمية النبي، قالت لك الرسول على دماغي بس الشهادة أهم حاجة... مين بيتكلم عن مين؟! ومين بيتسأل فيه إيه؟! ليه عملتوا قيمة للناس دي… طب بإمارة إيه؟!». وأكمل: «إيه إنجازات سوزي الأردنية؟! إنها نجحت بـ %50 في الثانوية العامة، وشتيمتها لأبوها اللي كانت سبب في شهرتها، هو ده النموذج اللي عايزنه لأولادنا؟! أنا مش هعلق على كلامها عن الرسول، لأن عارف إن الجملة (النبي كان متعلم) دي اتقالت عن جهل مش قصد».

المحامي هاني عوض يثني على نجاح حملة مكافحة البلطجة والفوضى الرقمية
المحامي هاني عوض يثني على نجاح حملة مكافحة البلطجة والفوضى الرقمية

خبر صح

timeمنذ 11 دقائق

  • خبر صح

المحامي هاني عوض يثني على نجاح حملة مكافحة البلطجة والفوضى الرقمية

أشاد المحامي هاني عوض بالجهود الأمنية والرقابية التي أدت إلى القبض على شبكة من البلوجرز وصناع المحتوى، الذين اتهموا بنشر الفوضى والبلطجة وتبييض الأموال واستغلال حاجة الفقراء، وأكد عوض أن هذه العملية جاءت بعد أشهر من الرصد والمتابعة الدقيقة التي استهدفت تفكيك هذه التشكيلة العصابية. المحامي هاني عوض يثني على نجاح حملة مكافحة البلطجة والفوضى الرقمية ممكن يعجبك: تنسيق الجامعات 2025 يسجل 15 ألف طالب رغباتهم لأداء اختبارات القدرات وفي منشور عبر حسابه الرسمي على موقع 'فيس بوك'، قال عوض: 'إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرئ ما نوى'، وأضاف: 'بفضل الله وتوفيقه، يسعدني أن نشارك أنباء نجاح جهود استمرت لأشهر، تُوّجت اليوم بالقبض على تشكيل عصابي خطير يمتد جذوره محليًا وإقليميًا ودوليًا، سعى بكل خبث إلى زعزعة استقرار وطننا العزيز، وضرب بنية المجتمع، ونشر الفوضى والبلطجة، وتبييض الأموال القذرة، واستغلال حاجة الفقراء وضعاف الحال' الرصد والمتابعة الدقيقة وأضاف: 'كان مجهودًا عظيمًا شاركت فيه أيادٍ وطنية مخلصة من جهات أمنية ورقابية سامية المقام، وشخصيات نذروا أنفسهم للحق والعدل فعملوا في صمت برؤية ويقظة ومثابرة على مدى شهور من الرصد والمتابعة الدقيقة وجمع المعلومات حتى تكللت المساعي ببداية كشف الشبكة وإسقاطها' وتابع: 'كل الشكر والتقدير لكل من دعم وساند وساهم، وكل التحية للعيون الساهرة التي لم تنم دفاعًا عن مصر وأمنها' شوف كمان: وزيرة التنمية المحلية تراقب تقدم العمل في منظومة المراكز التكنولوجية واختتم المحامي هاني عوض منشوره قائلًا: 'حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ووحدة ترابها المقدّس.. وستبقى مصر دائمًا عصيّة على كل من أراد بها سوءًا' تطهير منصات التواصل الاجتماعي وفي موجة غير مسبوقة، تصدّر المشهد تطهير منصات التواصل الاجتماعي، بعد القبض على وأم مكة وأم سجدة، وفتح النار على عشرات الحسابات التي تقدم محتوى أقل ما يُوصف بأنه هابط ومنافٍ للآداب العامة حسابات ضخمة تحصد ملايين المشاهدات، لكنها في المقابل تُثير عاصفة من الغضب، وسط اتهامات بتشويه صورة المرأة المصرية، وتصدير نماذج منحطة للأجيال الجديدة، لا بأس في ذلك ففي حضرة السوشيال ميديا نجد 'التريند' غاية تُبرر كل وسيلة حتى إن كان الثمن هو ضرب القيم عرض الحائط. سوزي الأردنية وأم مكة وأم سجدة.. هل يقترب الدور على باقي القائمة السوداء؟ سوزي الأردنية.. من شهرة التيك توك لاتهامات الإساءة للرسول سوزي الأردنية، واسمها الحقيقي مريم أيمن، حصلت على مجموع 50% بالثانوية العامة، وتروج لمنتجات مختلفة مقابل الحصول على ما لا يقل عن ٥٠ ألف جنيه، لدى سوزي شقيقتان إحداهن من ذوي الاحتياجات الخاصة وتظهر معها في الفيديوهات.

طبيب البابا شنودة في كليفلاند يروي ذكريات نادرة في الذكرى الـ102 لميلاده
طبيب البابا شنودة في كليفلاند يروي ذكريات نادرة في الذكرى الـ102 لميلاده

الاقباط اليوم

timeمنذ 20 دقائق

  • الاقباط اليوم

طبيب البابا شنودة في كليفلاند يروي ذكريات نادرة في الذكرى الـ102 لميلاده

لا يزال اسم قداسة البابا شنودة الثالث محفورًا في ذاكرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بل وفي وجدان المصريين جميعًا، باعتباره أحد أعظم الشخصيات الكنسية في العصر الحديث، فقد استطاع، بعلمه الغزير، وكلماته المؤثرة، ومواقفه الوطنية الثابتة، أن يقود الكنيسة في فترة مليئة بالتحديات، بروح الأب الراعي والمعلم القائد. وفي هذه المقابلة الخاصة، نلتقي بالدكتور شريف سلامة، الطبيب المعالج لقداسة البابا شنودة الثالث في مستشفى كليفلاند، للحديث عن شخصية البابا الراحل من زاوية من عايشه عن قرب، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ102 لميلاد البابا، والتي تحتفل بها الكنيسة غدًا. وإلى نص الحوار: ◄كيف تعرّفت على قداسة البابا شنودة الثالث؟ تعرفت على قداسة البابا خلال زياراته إلى مدينة كليفلاند، كان يحب الدعابة، وأنا كنت معروفًا بحبي للنكت، وهو ما عرفه القمص ميخائيل إدوارد راعي الكنيسة، فكان هو من قدمني لقداسة البابا شنودة الثالث، ومنذ ذلك الحين، نشأت بيني وبينه علاقة محبة خاصة. ◄كواليس زيارات البابا شنودة إلى الخارج؟ كنت أتشرف بلقاء البابا في كل زيارة، لكني لم أذهب إلا بناءً على طلبه أو طلب أبونا، كنا نستقبله في المطار، وتشرفت أن سيارتي كانت وسيلة تنقله الأساسية بعد عملية ظهره لأنها كانت مريحة ومنخفضة. وقررت من وقتها ألا أستخدمها طيلة فترة إقامته، ولا زلت أحتفظ بها حتى اليوم. ◄ماذا عن علاقته بالمصريين بالخارج؟ قداسة البابا شنودة الثالث كان حريصًا على لقاء الشعب، تعليمهم، وتوجيههم، في مرضه، كان يفتح بابه لكل من يرغب في زيارته من مسيحيين وغير مسيحيين، وكان خلال فترة علاجه في كليفلاند يتابع عن كثب الأحداث ويقابل المسؤولين لمواكبة الأمور. ◄ماذا تعلمت من البابا شنودة؟ وماذا افتقدت فيه؟ تعلمت منه الحكمة، حسن التقدير، متى يكون الصمت حكمة، ومتى يكون الرد لازمًا، كما تعلمت أسلوبه في الرد بخفة ظل حين يلزم، وكيف يجمع بين الصراحة واللطف، افتقدت حضوره، ذكاءه، ونظرته التي كانت وحدها كافية لتعليم الكثير. ◄حدثنا عن الجوانب الخفية في شخصيته؟ قداسة البابا كان إنسانًا شديد التواضع، يحترم كل من حوله. لم يشكُ أبدًا من آلامه، وكان مثالًا في الصبر والالتزام بالعلاج، ورغم معرفته العلمية واللاهوتية الواسعة، كان دائم التساؤل والفهم والتعلم دون غرور. ◄احكِ لنا عن زيارته الأخيرة إلى كليفلاند؟ كانت زيارة متعبة، شعر فيها قداسة البابا شنودة الثالث ونحن كذلك بأنها الأخيرة، بعد عودته إلى مصر، قررنا زيارته في الكاتدرائية وهناك، حدث موقفًا طريفًا، حينما قال لي الحارس بعد أن قلت له: "أنا د. شريف من أمريكا"، فقال لي: "اتفضل يا باشمهندس!"... فلما رويت الموقف لسيدنا، ضحك كثيرًا، وكانت هذه آخر مرة أراه يضحك فيها. ◄ماذا عن طقوسه في أسبوع الآلام؟ لم يكن يزورنا في أسبوع الآلام، وكنت أزوره تقريبًا يوميًا لكن لم أعرف كل تفاصيل روتينه اليومي حينها، كان ملتزمًا بروتينه الروحي حتى في عز المرض. ◄نصيحة لا تنساها من قداسته؟ كان دائمًا ينصحني بتلك الكلمات "الرب يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح"، "كن صريحًا دائمًا، ولكن لا تخرج عن حدود اللطف". ◄كيف كان يتعامل مع مرضه والأطباء؟ كان المريض المثالي، ينصت للطبيب، يسأل ليعرف، ينفذ بدقة، يتعامل باحترام بالغ. رغم آلامه الكبيرة، لم أسمعه يشتكي، بل كان يصر على إتمام خدمته في كل وقت. ◄ وماذا عن كسر الفخذ عام 2008؟ جاء إلى كليفلاند بعد إصابة بكسر في الفخذ، وهو أمر خطير في سنه. لكننا فوجئنا بابتسامته وهو يقول لنا: "ما تخافوش، هتعدي بخير"... وفعلًا، عدت بخير بفضل الله وإيمانه وصبره. ◄ كيف كان يخدم رغم مرضه؟ كان قداسة البابا يخضع لغسيل كلى، ويعاني من ألم، ومع ذلك يصر على اللقاءات، والاجتماعات، والتدشينات، وزيارات الخدمة، ومتابعة لجنة البر، لم يوقفه شيء عن خدمة شعبه. ◄هل كان حازمًا في قراراته؟ نعم، لكنه كان يجمع بين الحزم واللطف، قليلًا ما تراجع عن قرار، وكان يفكر بروح الإنجيل، ويشرح أسباب قراراته بعمق إنجيلي وروحي. ◄هل شعرت أنه بدأ يتمسك بالحياة أقل مع اقتراب النهاية؟ نعم، في الأيام الأخيرة، قال للأنبا أرميا: "قول لربنا كفاية كده، لم يعد لدي ذرة أخرى"، كان راضيًا، شاكرًا، مؤمنًا بأن كل ما يأتي من يد الرب هو للخير. ◄كيف تلقيت نبأ نياحته؟ جاءني الخبر من أحد الزملاء الأطباء، ثم تأكدت من طبيبه الخاص د. ماهر أسعد. كان يوم سبت في الظهر (بتوقيت أمريكا). حجزت للسفر فورًا، وأبلغت سكرتيرتي بإلغاء جميع المواعيد، وسافرت للمشاركة في وداعه الأخير في القاهرة. ◄ كلمة أخيرة عن البابا شنودة الثالث؟ معرفتي بقداسته كانت من أعظم الهبات التي منحني الله إياها في حياتي. رأيت فيه رجلًا عظيمًا، معلمًا، حكيمًا، إنسانًا، وديعًا، ضحوكًا، حازمًا، متواضعًا، ورجل صلاة بكل ما للكلمة من معنى. كان وما زال قدوة لا تُنسى في حياتي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store