logo
"التواصل بين الواقع وتأويلاته" لجدعان: انعكاس لنبض المجتمعات

"التواصل بين الواقع وتأويلاته" لجدعان: انعكاس لنبض المجتمعات

الغدمنذ 8 ساعات
عزيزة علي
اضافة اعلان
عمّان – تُقدم الباحثة والكاتبة الأردنية الدكتورة رزان جدعان في كتابها انطباعات: التواصل بين الواقع وتأويلاته". باقة من المقالات التي كتبتها عبر سنوات، وتواصل الكتابة فيها، تنبع من تجربة فريدة جمعت بين ثقافتين: الشرق والغرب. مقالات تعكس نبض المجتمعات، وتوثق التفاعلات بين الثقافات المختلفة في شتى مناحي الحياة، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن الدين إلى الاجتماع.في الكتاب الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، تنبض حرية الرأي، وتنمو آمال الإنسان في مواصلة رحلته رغم تقلبات الزمان وتعقيدات الحياة. هنا، حيث تتشابك السرديات وتتلاشى ثوابت الواقع بين ظلال فوضى المعلومات وتحديات الأيديولوجيات، تقف المؤلفة شامخة، متأملة في مفترق طرق الإنسان، بين ماضيه الحافل، وحاضره المتقلب، ومستقبله المجهول.وهذه المقالات التي نشرت سابقا في عدد من الصحف والمواقع الصحفية، مثل جريدة رأي اليوم وجريدة الدستور. هي ميدان للتساؤل الحر، والتحليل العميق، والتأمل الفلسفي الذي يفتح آفاقا للحوار بين الثقافات، دون خوف أو قيد. إنها رحلة متواصلة من الفكر والكتابة، حيث العقل لا يتوقف عن البحث، والإنسان يواصل الكفاح من أجل غد أفضل، يسوده السلام والتفاهم والإنتاج البنّاء.بعنوان مدخل تذكر جدعان أن رحلتها مع هذه المقالات التي تقدمها في هذا الإصدار بدأت في ألمانيا، حيث نشأت وتعلمت في مدارس عروس الشمال الأردني، إربد، ثم في العاصمة عمّان. وتقول "أُتيحت لي الفرصة، بفضل والدي، أن أتابع دراستي الجامعية في مدينة فيينا الجميلة، الغنية بتاريخها في الفن والموسيقى والمسرح والأدب. وقد أنهيت دراستي للدكتوراة بنجاح، ضمن حوار ثقافي تفاعلي، يعكس التباين والاختلاف في الرؤى بين الشرق والغرب، خاصة في الجوانب الثقافية المختلفة".وتضيف المؤلفة: عندما عدتُ إلى الوطن العربي، كنت أحمل حماسة الطموح لتدريس علوم الاتصال والإعلام، إلى جانب العلوم الاجتماعية والسياسية، بهدف الإسهام في بناء المجتمعات، وتعزيز الحوار والسلام بين الثقافات وفيما بينها. وهنا واجهتُ تحديات متعددة، منها ما كان بنّاء ومنها ما كان هدّاما، في الشرق ومع شرقه، وفي الغرب ومع غربه، وكذلك بين الشرق والغرب. ورغم هذه التحديات، ما يزال العمل قائما حتى اليوم، وبوتيرة مستمرة لا تعرف التوقف.وتوضح جدعان أن تجربة الحياة، بما فيها من مواجهات على المستوى الذاتي والفردي والثقافي، بجوانبه الاجتماعية والدينية والسياسية والدولية والاقتصادية، وكذلك الفنية والموسيقية والأدبية، كانت سببا في انبثاق وحي الكتابة النثرية الإعلامية. تقول: "جاء هذا الوحي فجأة، بعد أن كتبتُ كتابا بعنوان: (التواصل بين-الثقافي... الواقع. البديهية. الصورة)، ومنذ ذلك الحين بدأتُ أكتب عن الحياة وتجربتها، عن ظروفها، وأحلامها، وإشكالاتها، وطموحاتها، وعن حضور الإنسان فيها وأدواره المتعددة".وتقول المؤلفة إن هذه المقالات تقدم وصفا تحليليا نقديا موضوعيا للواقع الثقافي الراهن، سواء في العالم العربي أو الغربي، كما تتناول مفهوم "التواصل بين الثقافات" بين الشرق والغرب. وهي تسعى إلى تقديم مختصر مفيد يُعد بمثابة مرآة تعكس حال المجتمعات العربية، وخلفية العلاقة التاريخية التي نشأت بين الشرق العربي والغرب الأوروبي والأميركي، وصولا إلى واقع التفاعل الثقافي الراهن بين هذه الكيانات.وتشير جدعان إلى أن هذه المقالات تعكس، من جهة، الرأي العام العربي والغربي، ومن جهة أخرى، انطباعات المجتمعات تجاه الواقع ورمزياته وبديهياته، كما ترصد منظوراتها وسلوكياتها تجاه ذاتها وتجاه بعضها بعضا، في مختلف المجالات الثقافية والحياتية. وهي بذلك تعبّر عمّا يدور في ذهن الإنسان من تساؤلات، ومشاعر من التشاؤم أو التفاؤل، وآمال تصطدم أحيانا، وتتماهى أحيانا أخرى، مع ما يجري من أحداث وأخبار وتفاعلات إنسانية حول العالم.كما تتناول هذه المقالات، بأسلوب لغوي متنوّع ثلاثي اللغة "العربية والإنجليزية والألمانية، تبعا لمحتوى الخطاب الإعلامي"، الكيانات البشرية بوصفها مخلوقات اجتماعية، تسعى إلى التواصل من أجل البقاء، وتتفاعل من أجل الاستمرار، وتطوّر ذاتها للتكيّف مع الطبيعة والحفاظ على وجودها.وترى المؤلفة أن هذه المقالات تسعى إلى تعريف الإنسان ككائن هو من الطبيعة وفيها، لكنه في الوقت ذاته صانع للرمزية. فقد طوّر الإنسان وعيه ليصل إلى مستوى البديهة، وتحول هذا الوعي عبر التاريخ إلى سرديات ثقافية متعدّدة، تختلف في دلالاتها ومنظوراتها بحسب السياق "الجغرافي–الثقافي" الذي تنشأ فيه.وتوضح جدعان أن المقالات تتناول قضايا الهوية، والمجتمع، والثقافة، والحضارة، من خلال تحليل اصطلاحي ومعرفي يهدف إلى شرح وجود هذه المفاهيم، وبنيتها، وسلوكياتها، وأفعالها، وردود أفعالها في كلٍّ من العالم العربي الشرقي، والعالم الغربي الأوروبي والأميركي، كما تسلط الضوء على العلاقة التاريخية بين هذه العوالم، وعلى تفاعلاتها الثقافية المتعددة.كما تؤكد المؤلفة أنها، عند كتابة مقالاتها، تتناول قضايا الهوية الإنسانية والهوية الوطنية، والهوية العابرة للقارات والكونية، كما تكتب عن الحرب والسلام، والاحتلال والمقاومة، بكل أشكالها: الدفاعية والهجومية والاحتوائية، إلى جانب موضوعات الاستقلال، والخلاف، والحوار بين الشرق والغرب، وما يتصل بها من صور متداولة إعلاميا في كل من الشرق والغرب — سواء تلك الصور المسبقة، أو النمطية، أو المصنوعة بمصداقية، أو المبنية على أنصاف الحقائق والدعاية، كما تظهر في الصحف، وشاشات التلفزيون، والإذاعات، والوسائط الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة، التي تُشكّل الرأي العام العالمي يوميا.وتوضح المؤلفة أنه، في هذا السياق، تُطرح قضايا مثل الإرهاب اليميني في الغرب، والتطرّف في الشرق، والعنف الذي تذهب ضحيته الشعوب. كما تُحلَّل مفاهيم الاستشراق، والاستغراب، والعولمة، بدقة وعمق، مع التوسّع في دراسة ظاهرة التواصل بين الثقافات، من مختلف زوايا الرؤية والانطباع والتحليل.وتسعى جدعان، من خلال هذه المقالات، إلى تقديم حلول واقعية ومباشرة للصراع بين الثقافات، من خلال اقتراح مناهج تواصلية تدعو إلى تجاوز محدودية الأطر التقليدية، دون التفريط بالهوية الثقافية، وذلك بما يفضي إلى بناء مناهج حوارية أصيلة، تعزز فهم طبيعة اختلاف أطباع المجتمعات وسماتها، التي صاغها الزمن والتاريخ، بناء على الزاوية "الجغرا–مناخية" التي نشأت وتطوّرت وازدهرت فيها.وتشير المؤلفة إلى أن هذه المقالات تتناول الإعلام بوصفه جزءا لا يتجزأ من المجتمع، فهو مرآة تعكس الرأي العام، ووسيلة للتعبير عن قضايا الناس، وساحة للأخبار أحيانا، ومنبر للنقاش أحيانا أخرى، بل يتحول في كثير من الأحيان إلى مُصنّع للمعلومة الموجّهة، تُستخدم لتشكيل الرأي العام، والتأثير عليه، بل والسيطرة في كثير من الحالات، خصوصا في واقع الإعلام الحديث.وتخلص جدعان أن مقالات هذا الكتاب هي فكرية، إعلامية، ووثائقية، تقدم المختصر المفيد الذي يلخّص تجربة المجتمعات العالمية في مرحلة ما بعد الحداثة، كما تعبّر عن انطباعات الرأي العام العالمي الراهن، في الشرق العربي والغرب الأوروبي والأمريكي، تجاه واقع باتت فيه المجتمعات أقرب إلى بعضها من حيث المعلومات والتكنولوجيا، لكن ما تزال تعاني من سوء الفهم بقدر ما تشهد من التفاهم، ومن الخلاف كما من الاتفاق، ومن الجهل كما من التنوير. وترصد المقالات أيضا الأيديولوجيات التي تضيق على مساحات التفكير، مقابل حركات تحررية تفتح آفاق التنوع والتعددية في الرؤية والمنظور، في مشهد يتأرجح بين التفاؤل وخيبة الأمل، وبين الرجاء في الوصول إلى سلام حقيقي، وحوار أصيل داخل الثقافات، وفيما بينها.في مقدمتها، تقول المؤلفة إن كتابها هذا يُجسّد رمزا لحرية الرأي، وطموح الإنسان في مواصلة المسيرة نحو الأمام، مهما اختلفت ظروف الحياة، وتبدلت الموازين، وتغيّرت الظواهر، وارتبكت المصطلحات في تعريف الواقع، وسط فوضى السرديات، وتوهان المعلومات، وزعزعة العقائد، وفتنة الأيديولوجيات، وهيمنة تقنيات الذكاء الاصطناعي، واضطراب التواصل وتفاعلاته. كل ذلك في مرحلة إنسانية دقيقة، يقف فيها الإنسان أمام مفترق طرق تتقاطع فيه تشعبات الماضي بأحداثه، والحاضر بعواصفه، والمستقبل بغموض رجاءاته.وتضيف جدعان أنها تقدم في هذا الكتاب مجموعة مقالات كتبتها على مدار السنوات الماضية، وما تزال تكتب في خضم التجربة العالمية الراهنة، وهي مقالات تعكس انطباعات ثقافية وبين-ثقافية، في مختلف مجالات الحياة: الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، والدينية، كما تمسّ عمق حياة المجتمعات وتفاعلها الداخلي، وعلاقاتها الثقافية فيما بينها.وتؤكد المؤلفة أن الركيزة الأساسية لهذه المقالات هي الأمل، الذي يبقى حاضرا، مهما اشتدّت التحديات، وتلبدت سماء الواقع العربي بالتعقيدات، على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. وانطلاقا من تجربتها الذاتية، كإنسانة عاشت في الشرق والغرب، وتعد نفسها في حالة تعلم مستمر من الثقافات المختلفة، تشارك الكاتبة هذا الكتاب كحصيلة لتلك الرحلة، مقدمة فيه مرآة للمجتمعات، وآرائها العامة، وصورتها الثقافية الذاتية وفيما بينها، سعيا إلى فتح الأبواب نحو الإيجابية، والسلام، والحوار المستدام.وتوضح المؤلفة أن هذه المقالات تحمل طابعا فلسفيا وفكريا وتحليليا للواقع، وتفتح المجال أمام جميع التساؤلات والاحتمالات، مما يمنح، في اعتقادها، الأمل بالحياة والاستمرارية، وفرصة المشاركة في استكمال النقاش إلى ما بعد حدود الكتابة، وإلى ميتافيزيائياتها. وتؤكد أن الهدف من هذا الكتاب هو منح مساحة حرّة للتفكير، والتساؤل، والتشاور، والنقاش، حول مختلف القضايا الثقافية، داخل الثقافات وفيما بينها، دون خوف أو تقييد أو حرج، في سعيٍ للوصول إلى جدليات تواصل ثقافي متبادل، منتج، وبنّاء.وفي خاتمة الكتاب، تقول جدعان: "إن العقل ما يزال يفكّر، والوحي ما يزال حيا يكتب، والإنسان ما يزال يكافح لتحقيق الأمل، ليعيش الطموح، ويواظب على الإنتاج والبناء. فبذلك يدوم التواصل المستنير، وتُبعث الحياة في الإنسانية، من خلال ثقافات مزدهرة وحضارات عريقة تتجدد باستمرار".وترى المؤلفة أن هذه المقالات الإعلامية – بتعبيراتها ومضامينها – ليست نهاية المطاف، بل بداية لمسيرة مستمرة من الكتابة والانطباعات، مؤكدة أن المزيد قادم، رغم تحديات سقف الحريات التي تواجهها الشعوب والرأي العام العالمي، في ظل هيمنة سياسات النفوذ المادي الدولي، البعيدة عن القيم الأخلاقية، بل والمناقضة لها في كثير من الأحيان.وخلصت المؤلفة أن هذه المقالات قدمت وصفا تحليليا نقديا وموضوعيا لواقع الحال الثقافي في العالمين العربي والغربي، شرقا وغربا، عبر قراءة معمّقة تتناول مفهومي الاستشراق والاستغراب، وتُظهر خلفية العلاقة التاريخية والحالية بين الشرق والغرب بتجلياتها المتعددة. لقد عكست المقالات الرأي العام العالمي، العربي والغربي، كما لو كانت مرآة له، فشرحت انطباعات المجتمعات تجاه الواقع، ورمزياته، وبديهياته، ومنظوراته، وسلوكياته في المجالات الحياتية المختلفة، لتصبح بذلك مصدرا وثائقيا مهما يُظهِر واقع هذه الحقبة التاريخية المعاشة حاليا، بعمقها الثقافي وتحدياتها المتشابكة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ديانا كرزون تحيي حفلاً غنائياً في مهرجان جرش 2025
ديانا كرزون تحيي حفلاً غنائياً في مهرجان جرش 2025

رؤيا نيوز

timeمنذ 40 دقائق

  • رؤيا نيوز

ديانا كرزون تحيي حفلاً غنائياً في مهرجان جرش 2025

تحيي الفنانة ديانا كرزون حفلا غنائيا ضمن حفلات مهرجان جرش بالأردن، وتحديدا على المسرح الجنوبي، وذلك يوم 26 يوليو الجاري. وأعلنت إدارة المهرجان عن طرح تذاكر حفل ديانا كرزون للحجز الإلكتروني للجمهور. وقد أشارت ديانا كرزون إلى أنها ستقدم باقة من أجمل أغانيها خلال الحفل، وأنها تتطلع إلى لقاء جمهورها وتقديم عروض مميزة تجعل الحفل لا ينسى.

إطلاق مشروع 'الذاكرة الثقافية للمخيم' ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025
إطلاق مشروع 'الذاكرة الثقافية للمخيم' ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

إطلاق مشروع 'الذاكرة الثقافية للمخيم' ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025

تطلق رابطة الكتاب الأردنيين، بالتعاون مع مهرجان جرش للثقافة والفنون، مشروع 'الذاكرة الثقافية للمخيم'، الذي يأتي ضمن سلسلة من المبادرات الهادفة إلى تسليط الضوء على الأهمية الثقافية للمخيمات الفلسطينية في الأردن. ويهدف هذا المشروع، الذي ينطلق في 24 تموز المقبل، إلى ربط المخيمات بالمدن والقرى ثقافياً وتنموياً، وتكريس الذاكرة الثقافية للقضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة، بحسب المنسق العام للمشروع، وعضو الهيئة الإدارية للرابطة محمد سلام جميعان، وقال في بيان صحفي، إن المشروع يعد جزءًا أصيلاً من مشروع 'ذاكرة المكان' الأوسع الذي تتبناه الرابطة، والذي يتناول الجوانب التاريخية والأنثروبولوجية والسياحية لعدد من المدن الأردنية. وأضاف، أن مشروع 'الذاكرة الثقافية للمخيم' يسعى بشكل خاص إلى تغيير الصورة النمطية عن المخيم باعتباره مجرد مكان للجوء، مؤكدا أنه حاضن للطاقات والإبداع والفعل التنموي والثقافي في مختلف أشكاله. وأشار جميعان، إلى أن المشروع يتطلع للكشف عن مكانة المخيم في الأدب الأردني والعربي والعالمي، وإلى الكشف عن الحضور المتنوع للمخيم في السرديات الأدبية، سواء في زمن انتظار العودة، أو الحنين، أو الإعاشة، أو العمران والحياة الاجتماعية. كما يهدف إلى استطلاع المعاني التي جسدها الأدباء الأردنيون والعرب والعالميون للمراحل الزمنية التي اكتنفت المخيم، والتحولات الثقافية والتنموية التي عبر عنها الأدب، والتي حولت حالة البؤس والضياع إلى حالة إبداع وفعل تنموي. كما يسعى البرنامج إلى نقل أدب القضية الفلسطينية من حالة فردية إلى حالة مجتمعية، من خلال ربط أدب المخيمات بالسياق العام للأدب الفلسطيني والعربي، وإعادة ترتيب الأنساق الأدبية بناءً على الأهمية والجودة الفنية. ويتضمن ذلك تحرير الأدب الفلسطيني من تأثيرات الآلة الإعلامية الدعائية التي أحاطت به خلال مراحل الصراع العربي الإسرائيلي ونشوء حركات التحرر. وبين جميعان أن فعاليات مشروع 'الذاكرة الثقافية للمخيم'، ستقام في إربد، ومخيم البقعة، ومخيم حطين (شنلر)، وتتضمن الفعاليات ندوات مشتركة، يتناول فيها كل متحدث محوراً من المحاور الرئيسية التي تشمل: 'المخيم في الإبداع العالمي'، 'المخيم في الإبداع العربي'، 'المخيم في الأدب الأردني'، و'المخيم في ذاكرة مبدعيه'. ويشارك في ندوة إربد التي تقام في قاعة البلدية، كل من: محمود عيسى موسى، وأحمد الخطيب، وعلي الهصيص، وتقديم صفاء أبو خضرة. وتقام ندوة مخيم حطين/ شنلر في قاعة لجنة خدمات مخيم حطين، بمشاركة كل من : أحمد الكواملة، شفيق العطاونة، ود. زياد أبو لبن، وتقديم كفاية عوجان. وتقام ندوة مخيم البقعة في قاعة لجنة خدمات المخيم، بمشاركة حسين نشوان، وليد أبو زهرة، وعدنان الأسمر، وتقديم بكر الأخرس. يؤكد هذا المشروع التزام رابطة الكتاب الأردنيين بدورها الريادي في إثراء المشهد الثقافي الأردني والعربي، وتسليط الضوء على قضايا محورية من خلال الفن والأدب، ويؤكد العلاقة الثقافية بينها وبين المهرجان تتجدد في كل دورة من دوراته.

"التواصل بين الواقع وتأويلاته" لجدعان: انعكاس لنبض المجتمعات
"التواصل بين الواقع وتأويلاته" لجدعان: انعكاس لنبض المجتمعات

الغد

timeمنذ 8 ساعات

  • الغد

"التواصل بين الواقع وتأويلاته" لجدعان: انعكاس لنبض المجتمعات

عزيزة علي اضافة اعلان عمّان – تُقدم الباحثة والكاتبة الأردنية الدكتورة رزان جدعان في كتابها انطباعات: التواصل بين الواقع وتأويلاته". باقة من المقالات التي كتبتها عبر سنوات، وتواصل الكتابة فيها، تنبع من تجربة فريدة جمعت بين ثقافتين: الشرق والغرب. مقالات تعكس نبض المجتمعات، وتوثق التفاعلات بين الثقافات المختلفة في شتى مناحي الحياة، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن الدين إلى الاجتماع.في الكتاب الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، تنبض حرية الرأي، وتنمو آمال الإنسان في مواصلة رحلته رغم تقلبات الزمان وتعقيدات الحياة. هنا، حيث تتشابك السرديات وتتلاشى ثوابت الواقع بين ظلال فوضى المعلومات وتحديات الأيديولوجيات، تقف المؤلفة شامخة، متأملة في مفترق طرق الإنسان، بين ماضيه الحافل، وحاضره المتقلب، ومستقبله المجهول.وهذه المقالات التي نشرت سابقا في عدد من الصحف والمواقع الصحفية، مثل جريدة رأي اليوم وجريدة الدستور. هي ميدان للتساؤل الحر، والتحليل العميق، والتأمل الفلسفي الذي يفتح آفاقا للحوار بين الثقافات، دون خوف أو قيد. إنها رحلة متواصلة من الفكر والكتابة، حيث العقل لا يتوقف عن البحث، والإنسان يواصل الكفاح من أجل غد أفضل، يسوده السلام والتفاهم والإنتاج البنّاء.بعنوان مدخل تذكر جدعان أن رحلتها مع هذه المقالات التي تقدمها في هذا الإصدار بدأت في ألمانيا، حيث نشأت وتعلمت في مدارس عروس الشمال الأردني، إربد، ثم في العاصمة عمّان. وتقول "أُتيحت لي الفرصة، بفضل والدي، أن أتابع دراستي الجامعية في مدينة فيينا الجميلة، الغنية بتاريخها في الفن والموسيقى والمسرح والأدب. وقد أنهيت دراستي للدكتوراة بنجاح، ضمن حوار ثقافي تفاعلي، يعكس التباين والاختلاف في الرؤى بين الشرق والغرب، خاصة في الجوانب الثقافية المختلفة".وتضيف المؤلفة: عندما عدتُ إلى الوطن العربي، كنت أحمل حماسة الطموح لتدريس علوم الاتصال والإعلام، إلى جانب العلوم الاجتماعية والسياسية، بهدف الإسهام في بناء المجتمعات، وتعزيز الحوار والسلام بين الثقافات وفيما بينها. وهنا واجهتُ تحديات متعددة، منها ما كان بنّاء ومنها ما كان هدّاما، في الشرق ومع شرقه، وفي الغرب ومع غربه، وكذلك بين الشرق والغرب. ورغم هذه التحديات، ما يزال العمل قائما حتى اليوم، وبوتيرة مستمرة لا تعرف التوقف.وتوضح جدعان أن تجربة الحياة، بما فيها من مواجهات على المستوى الذاتي والفردي والثقافي، بجوانبه الاجتماعية والدينية والسياسية والدولية والاقتصادية، وكذلك الفنية والموسيقية والأدبية، كانت سببا في انبثاق وحي الكتابة النثرية الإعلامية. تقول: "جاء هذا الوحي فجأة، بعد أن كتبتُ كتابا بعنوان: (التواصل بين-الثقافي... الواقع. البديهية. الصورة)، ومنذ ذلك الحين بدأتُ أكتب عن الحياة وتجربتها، عن ظروفها، وأحلامها، وإشكالاتها، وطموحاتها، وعن حضور الإنسان فيها وأدواره المتعددة".وتقول المؤلفة إن هذه المقالات تقدم وصفا تحليليا نقديا موضوعيا للواقع الثقافي الراهن، سواء في العالم العربي أو الغربي، كما تتناول مفهوم "التواصل بين الثقافات" بين الشرق والغرب. وهي تسعى إلى تقديم مختصر مفيد يُعد بمثابة مرآة تعكس حال المجتمعات العربية، وخلفية العلاقة التاريخية التي نشأت بين الشرق العربي والغرب الأوروبي والأميركي، وصولا إلى واقع التفاعل الثقافي الراهن بين هذه الكيانات.وتشير جدعان إلى أن هذه المقالات تعكس، من جهة، الرأي العام العربي والغربي، ومن جهة أخرى، انطباعات المجتمعات تجاه الواقع ورمزياته وبديهياته، كما ترصد منظوراتها وسلوكياتها تجاه ذاتها وتجاه بعضها بعضا، في مختلف المجالات الثقافية والحياتية. وهي بذلك تعبّر عمّا يدور في ذهن الإنسان من تساؤلات، ومشاعر من التشاؤم أو التفاؤل، وآمال تصطدم أحيانا، وتتماهى أحيانا أخرى، مع ما يجري من أحداث وأخبار وتفاعلات إنسانية حول العالم.كما تتناول هذه المقالات، بأسلوب لغوي متنوّع ثلاثي اللغة "العربية والإنجليزية والألمانية، تبعا لمحتوى الخطاب الإعلامي"، الكيانات البشرية بوصفها مخلوقات اجتماعية، تسعى إلى التواصل من أجل البقاء، وتتفاعل من أجل الاستمرار، وتطوّر ذاتها للتكيّف مع الطبيعة والحفاظ على وجودها.وترى المؤلفة أن هذه المقالات تسعى إلى تعريف الإنسان ككائن هو من الطبيعة وفيها، لكنه في الوقت ذاته صانع للرمزية. فقد طوّر الإنسان وعيه ليصل إلى مستوى البديهة، وتحول هذا الوعي عبر التاريخ إلى سرديات ثقافية متعدّدة، تختلف في دلالاتها ومنظوراتها بحسب السياق "الجغرافي–الثقافي" الذي تنشأ فيه.وتوضح جدعان أن المقالات تتناول قضايا الهوية، والمجتمع، والثقافة، والحضارة، من خلال تحليل اصطلاحي ومعرفي يهدف إلى شرح وجود هذه المفاهيم، وبنيتها، وسلوكياتها، وأفعالها، وردود أفعالها في كلٍّ من العالم العربي الشرقي، والعالم الغربي الأوروبي والأميركي، كما تسلط الضوء على العلاقة التاريخية بين هذه العوالم، وعلى تفاعلاتها الثقافية المتعددة.كما تؤكد المؤلفة أنها، عند كتابة مقالاتها، تتناول قضايا الهوية الإنسانية والهوية الوطنية، والهوية العابرة للقارات والكونية، كما تكتب عن الحرب والسلام، والاحتلال والمقاومة، بكل أشكالها: الدفاعية والهجومية والاحتوائية، إلى جانب موضوعات الاستقلال، والخلاف، والحوار بين الشرق والغرب، وما يتصل بها من صور متداولة إعلاميا في كل من الشرق والغرب — سواء تلك الصور المسبقة، أو النمطية، أو المصنوعة بمصداقية، أو المبنية على أنصاف الحقائق والدعاية، كما تظهر في الصحف، وشاشات التلفزيون، والإذاعات، والوسائط الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة، التي تُشكّل الرأي العام العالمي يوميا.وتوضح المؤلفة أنه، في هذا السياق، تُطرح قضايا مثل الإرهاب اليميني في الغرب، والتطرّف في الشرق، والعنف الذي تذهب ضحيته الشعوب. كما تُحلَّل مفاهيم الاستشراق، والاستغراب، والعولمة، بدقة وعمق، مع التوسّع في دراسة ظاهرة التواصل بين الثقافات، من مختلف زوايا الرؤية والانطباع والتحليل.وتسعى جدعان، من خلال هذه المقالات، إلى تقديم حلول واقعية ومباشرة للصراع بين الثقافات، من خلال اقتراح مناهج تواصلية تدعو إلى تجاوز محدودية الأطر التقليدية، دون التفريط بالهوية الثقافية، وذلك بما يفضي إلى بناء مناهج حوارية أصيلة، تعزز فهم طبيعة اختلاف أطباع المجتمعات وسماتها، التي صاغها الزمن والتاريخ، بناء على الزاوية "الجغرا–مناخية" التي نشأت وتطوّرت وازدهرت فيها.وتشير المؤلفة إلى أن هذه المقالات تتناول الإعلام بوصفه جزءا لا يتجزأ من المجتمع، فهو مرآة تعكس الرأي العام، ووسيلة للتعبير عن قضايا الناس، وساحة للأخبار أحيانا، ومنبر للنقاش أحيانا أخرى، بل يتحول في كثير من الأحيان إلى مُصنّع للمعلومة الموجّهة، تُستخدم لتشكيل الرأي العام، والتأثير عليه، بل والسيطرة في كثير من الحالات، خصوصا في واقع الإعلام الحديث.وتخلص جدعان أن مقالات هذا الكتاب هي فكرية، إعلامية، ووثائقية، تقدم المختصر المفيد الذي يلخّص تجربة المجتمعات العالمية في مرحلة ما بعد الحداثة، كما تعبّر عن انطباعات الرأي العام العالمي الراهن، في الشرق العربي والغرب الأوروبي والأمريكي، تجاه واقع باتت فيه المجتمعات أقرب إلى بعضها من حيث المعلومات والتكنولوجيا، لكن ما تزال تعاني من سوء الفهم بقدر ما تشهد من التفاهم، ومن الخلاف كما من الاتفاق، ومن الجهل كما من التنوير. وترصد المقالات أيضا الأيديولوجيات التي تضيق على مساحات التفكير، مقابل حركات تحررية تفتح آفاق التنوع والتعددية في الرؤية والمنظور، في مشهد يتأرجح بين التفاؤل وخيبة الأمل، وبين الرجاء في الوصول إلى سلام حقيقي، وحوار أصيل داخل الثقافات، وفيما بينها.في مقدمتها، تقول المؤلفة إن كتابها هذا يُجسّد رمزا لحرية الرأي، وطموح الإنسان في مواصلة المسيرة نحو الأمام، مهما اختلفت ظروف الحياة، وتبدلت الموازين، وتغيّرت الظواهر، وارتبكت المصطلحات في تعريف الواقع، وسط فوضى السرديات، وتوهان المعلومات، وزعزعة العقائد، وفتنة الأيديولوجيات، وهيمنة تقنيات الذكاء الاصطناعي، واضطراب التواصل وتفاعلاته. كل ذلك في مرحلة إنسانية دقيقة، يقف فيها الإنسان أمام مفترق طرق تتقاطع فيه تشعبات الماضي بأحداثه، والحاضر بعواصفه، والمستقبل بغموض رجاءاته.وتضيف جدعان أنها تقدم في هذا الكتاب مجموعة مقالات كتبتها على مدار السنوات الماضية، وما تزال تكتب في خضم التجربة العالمية الراهنة، وهي مقالات تعكس انطباعات ثقافية وبين-ثقافية، في مختلف مجالات الحياة: الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، والدينية، كما تمسّ عمق حياة المجتمعات وتفاعلها الداخلي، وعلاقاتها الثقافية فيما بينها.وتؤكد المؤلفة أن الركيزة الأساسية لهذه المقالات هي الأمل، الذي يبقى حاضرا، مهما اشتدّت التحديات، وتلبدت سماء الواقع العربي بالتعقيدات، على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. وانطلاقا من تجربتها الذاتية، كإنسانة عاشت في الشرق والغرب، وتعد نفسها في حالة تعلم مستمر من الثقافات المختلفة، تشارك الكاتبة هذا الكتاب كحصيلة لتلك الرحلة، مقدمة فيه مرآة للمجتمعات، وآرائها العامة، وصورتها الثقافية الذاتية وفيما بينها، سعيا إلى فتح الأبواب نحو الإيجابية، والسلام، والحوار المستدام.وتوضح المؤلفة أن هذه المقالات تحمل طابعا فلسفيا وفكريا وتحليليا للواقع، وتفتح المجال أمام جميع التساؤلات والاحتمالات، مما يمنح، في اعتقادها، الأمل بالحياة والاستمرارية، وفرصة المشاركة في استكمال النقاش إلى ما بعد حدود الكتابة، وإلى ميتافيزيائياتها. وتؤكد أن الهدف من هذا الكتاب هو منح مساحة حرّة للتفكير، والتساؤل، والتشاور، والنقاش، حول مختلف القضايا الثقافية، داخل الثقافات وفيما بينها، دون خوف أو تقييد أو حرج، في سعيٍ للوصول إلى جدليات تواصل ثقافي متبادل، منتج، وبنّاء.وفي خاتمة الكتاب، تقول جدعان: "إن العقل ما يزال يفكّر، والوحي ما يزال حيا يكتب، والإنسان ما يزال يكافح لتحقيق الأمل، ليعيش الطموح، ويواظب على الإنتاج والبناء. فبذلك يدوم التواصل المستنير، وتُبعث الحياة في الإنسانية، من خلال ثقافات مزدهرة وحضارات عريقة تتجدد باستمرار".وترى المؤلفة أن هذه المقالات الإعلامية – بتعبيراتها ومضامينها – ليست نهاية المطاف، بل بداية لمسيرة مستمرة من الكتابة والانطباعات، مؤكدة أن المزيد قادم، رغم تحديات سقف الحريات التي تواجهها الشعوب والرأي العام العالمي، في ظل هيمنة سياسات النفوذ المادي الدولي، البعيدة عن القيم الأخلاقية، بل والمناقضة لها في كثير من الأحيان.وخلصت المؤلفة أن هذه المقالات قدمت وصفا تحليليا نقديا وموضوعيا لواقع الحال الثقافي في العالمين العربي والغربي، شرقا وغربا، عبر قراءة معمّقة تتناول مفهومي الاستشراق والاستغراب، وتُظهر خلفية العلاقة التاريخية والحالية بين الشرق والغرب بتجلياتها المتعددة. لقد عكست المقالات الرأي العام العالمي، العربي والغربي، كما لو كانت مرآة له، فشرحت انطباعات المجتمعات تجاه الواقع، ورمزياته، وبديهياته، ومنظوراته، وسلوكياته في المجالات الحياتية المختلفة، لتصبح بذلك مصدرا وثائقيا مهما يُظهِر واقع هذه الحقبة التاريخية المعاشة حاليا، بعمقها الثقافي وتحدياتها المتشابكة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store