logo
السياحة تنمو.. والأفكار ساكنة

السياحة تنمو.. والأفكار ساكنة

رؤيا نيوزمنذ 6 ساعات
تشهد السياحة في الأردن نموا ملموسا وغير مسبوق في أعداد الزوار والإيرادات، حيث تتزايد الأرقام بشكل يعكس مكانة المملكة كوجهة سياحية واعدة في منطقة متقلبة الأوضاع، إلا أن هذه الزيادة لم تواكب بتطور في الأفكار التي تثري المنتج السياحي، فما زلنا في مكاننا بين التكرار والكلاسيكية، فإلى متى؟
الأردن يعيش اليوم فرصة تاريخية لوضع نفسه بقوة على خارطة السياحة الإقليمية والعالمية، فالأرقام تثبت أن القطاع السياحي يشهد نموا لافتا، مع ارتفاع عدد الزوار بنسبة 18% في النصف الأول، ما يعكس مدى الثقة بالمملكة واستقرارها سياسيا وأمنيا واقتصاديا وسط إقليم مليء بالتقلبات، الأمر الذي يجعلني اتساءل: هل يترافق مع هذا النمو ارتفاع في الأفكار والاستراتيجيات المبتكرة؟.
التجارب السابقة، اثبتت أن الاعتماد على المنتجات 'السياحية التقليدية فقط ' مثل 'المواقع الأثرية الشهيرة' والفنادق الكلاسيكية لم يعد كافيا، فنمو أعداد الزوار يجب أن يصحبه تطور بنوعية المنتجات المقدمة، لأجل تلبية تطلعات جمهور متنوع ومتغير، يحاكي جميع الفئات،وهنا يكمن دور المهرجانات الفنية الثقافية السينمائيةو الموسيقية في لعب دور محوري في تنويع المنتج السياحي.
اليوم، لابد من إقامة فعاليات ذات طابع محلي وعالمي، وتنظيم مهرجانات سينمائية و ثقافية تبرز جماليات الأردن وتاريخه، الى جانب حفلات موسيقية تجمع بين التراث والحداثة، وهذه كلها ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل عامل جذب سياحي يخلق ديناميكية مستدامة في القطاع ويجذب فئات عمرية مختلفة ويزيد التفاعل بين الزائر والمجتمع المحلي.
الأرقام الصادرة تشير إلى ارتفاع ملحوظ في 'سياح المبيت'، خصوصا من الأسواق الأوروبية والآسيوية والأمريكية، ما يعني أننا قادرون على استقطاب من يبحثون عن تجارب فريدة ومتنوعة، وهذا يتطلب إعادة النظر في الخطط التسويقية والترويجية لتشمل مزايا غير تقليدية،وتوظيف التكنولوجيا لتحسين تجربة الزائر ونقله لتجربه فريدة.
الدخل السياحي كذلك ارتفع بنسبة 16% في الأشهر الخمسة الأولى، وهذا يبرز مدى الإمكانات الاقتصادية التي يمكن الاستفادة منها بشكل أفضل، غير أن تحقيق قفزات نوعية بالقطاع يتطلب تعاوناً حقيقياً وتشاركية بين القطاعين العام والخاص، والتركيز على دعم الفعاليات والمنتجات التي تضيف بعدا ثقافيا وفنيا مميزا، كاستقطاب فنانين عالمين واحداث دولية.
خلاصة القول، نحن أمام تحد حقيقي، وهو تحويل هذا النمو العددي إلى جودة حقيقية في الخدمات والمنتجات السياحية، لضمان ولاء الزوار وتحقيق المزيد من العوائد، وما علينا الا أن نغادر منطقة الراحة، والكلاسيكية وأن نبتكر، ونفتش عن الفرص الجديدة التي تقدمها السياحة الحديثة، لنحافظ على مكانة الأردن ونرفعها إلى مصاف الدول الرائدة في السياحة المستدامة المبتكرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مها الصغير تعتذر عن نسب لوحة فنانة دنماركية لنفسها
مها الصغير تعتذر عن نسب لوحة فنانة دنماركية لنفسها

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

مها الصغير تعتذر عن نسب لوحة فنانة دنماركية لنفسها

قدّمت الإعلامية المصرية، طليقة وأم أبناء الفنان ، اعتذارًا للفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا لاش نيلسون، ولبرنامج 'معكم' للإعلامية ، عقب اتهام الأولى بالسطو على لوحة الثانية ونسبها لنفسها على أساس أنها من إبداعها الشخصي. وأصدرت الصغير بيانا إعلاميا عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، باللغتين العربية والإنجليزية، قالت فيه: 'لقد أخطأت في حق الفنانة الدنماركية ليزا، وفي حق كل الفنانين، إضافة إلى المنبر الإعلامي الذي استضافني، والأهم أنني أخطأت في حق نفسي'، مضيفة: 'مروري بأصعب ظروف في حياتي لا يبرر لي ما حدث، أنا آسفة وزعلانة من نفسي'. وبحسب ما أوردته وسائل إعلام مصرية، جاء اعتذار الإعلامية مها الصغير بعد ساعات من تفاقم أزمة لوحة الفنانة الدنماركية التي نسبتها الصغير لنفسها في أثناء استضافتها في حلقة من برنامج 'معكم' مع الإعلامية منى الشاذلي، الذي شهد الواقعة حين عرضت الأولى عدة لوحات على شاشة داخلية بالاستوديو، منها اللوحة مثار الأزمة، مدعية أنها ضمن أعمالها في، التي تنوي تجميعها في معرض تشكيلي مستقبلا. وكانت منى الشاذلي دخلت قبل ساعات على خط الأزمة المُثارة حول لوحة الفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا لاش نيلسون، التي تصور امرأة تعاني القيود وترغب في الانطلاق، بأن نشرت صورة اللوحة عبر حسابها الرسمي في 'إنستغرام'، موضحة أن الفنانة الدنماركية هي المالكة الأصلية للوحة، وليست مها الصغير كما جاء في برنامجها، معلقة 'اللوحة من إبداع الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسون، نحترم المبدعين الحقيقيين ونقدر إبداعاتهم الأصلية في كل المجالات'. في حين كتبت نيلسون، عبر حسابها الرسمي على 'إنستغرام'، قائلة: 'إنه لأمر رائع أن ترى عملك على الشاشة الكبيرة في برنامج تلفزيوني في مصر، بلد يبلغ عدد سكانه 140 مليون نسمة، وسيكون أكثر تأثيرًا إذا ذُكر اسمك فعلًا، لكن مها الصغير المذيعة والمصممة المشهورة نسيت أن تذكره'. وأضافت 'دعونا نقول بصوت عال: ليس من الجيد أن تأخذ عمل آخرين اشتغلوا بجد لإنشائه، وتستخدمه للترويج أو كسب المال لنفسك دون دفع أو حتى تسجيل الفضل للمالك الأصلي، إنه ليس فقط انتهاكا للقانون ولكن أيضا لحقوق الشخص الذي وضع روحه ووقته في العمل'. تجدر الإشارة إلى أن الإعلامية منى الشاذلي كانت استضافت الإعلامية الفنانة مها الصغير التي كشفت عن شغفها بالفن التشكيلي، تبعه عرض مجموعة من لوحاتها خلال الحلقة، من بينها لوحة المرأة المقيدة محل الجدل، لمالكتها الأصلية الدنماركية ليزا لاش نيلسون.

كيف وصل ممثل أدوار ثانوية مصري إلى هوليوود بعمر 65 عامًا؟
كيف وصل ممثل أدوار ثانوية مصري إلى هوليوود بعمر 65 عامًا؟

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

كيف وصل ممثل أدوار ثانوية مصري إلى هوليوود بعمر 65 عامًا؟

أثار الممثل المصري رضا إدريس حالة من التفاعل بين الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الإعلان عن مشاركته التمثيلية الجديدة والأولى في عمل فني عالمي، ما أحدث حالة من التساؤلات عن كيفية وصوله إلى الحضور الفني بهوليوود في عمر الـ 65 عامًا، خصوصا أنه ممثل أدوار ثانوية في الأعمال الفنية المصرية. وأكدت مصادر إعلامية مصرية أن مشاركة إدريس في عمل عالمي جاءت عن طريق الممثل والمخرج الأمريكي صاحب الأصول المصرية،، الحائز على جائزة غولدن غلوب عن جائزة أفضل ممثل في عام 2020، بناء على حضور رضا إدريس في دور تمثيلي صغير بالمسلسل الدرامي الأمريكي Ramy عام 2019، ما عزز رغبته في اختياره مجددًا لتجسيد دور الأب العربي في أحداث العمل الفني الجديد. من جهته، أوضح رضا إدريس، في تصريحات للصحافة المصرية، أنه يُجسد في أحداث العمل الفني الجديد دور أب عربي، يواجه تحديات عدة بين العادات والقيم الدينية والمجتمعية الشرقية والغربية، بالتأثير في ابنته التي تُقيم علاقة غير شرعية بشاب، ويحاول تصحيح هذا الخطأ عن طريق زواجها به. وأشار إدريس إلى أنه رفض العديد من العروض الفنية في مصر أخيرًا؛ بسبب عدم تناسب طبيعة الأدوار التمثيلية مع مبادئه ونهجه الفني الذي يتبعه منذ سنوات طويلة، مؤكدًا رفضه التام أداء أدوار في التمثيل، على حد تعبيره. تجدر الإشارة إلى أن الممثل رضا إدريس شارك في عشرات الأعمال الفنية المصرية، من أبرزها، أفلام 'الباشا تلميذ'، و 'ركلام'، و 'الثلاثة يشتغلونها'، ومسلسلا 'فلانتينو' و 'أستاذ ورئيس قسم' مع الفنان ، إضافة إلى مشاركته في جزأين من مسلسل الثأر والدم الشهير 'سلسال الدم' مع الفنانة عبلة كامل.

"شرفة آدم": رحلة تأملية في الأدب والهوية الثقافية لـ حسين جلعاد
"شرفة آدم": رحلة تأملية في الأدب والهوية الثقافية لـ حسين جلعاد

الغد

timeمنذ 3 ساعات

  • الغد

"شرفة آدم": رحلة تأملية في الأدب والهوية الثقافية لـ حسين جلعاد

عزيزة علي اضافة اعلان عمّان – أكد الناقد والشاعر الدكتور محمد عبيد الله أن كتاب "شرفة آدم" للشاعر والقاص حسين جلعاد الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نافذة تأملية على عوالم الأدب والفكر والثقافة، حيث يتلاقى الأدب مع الفلسفة والتجربة الإنسانية في حوار متواصل مع الذات والوجود.وأضاف عبيد الله خلال حفل توقيع الكتاب الذي أقيم أول من أمس في رابطة الكتّاب الأردنيين، أن هذا الكتاب يجمع بين نصوص صحفية ومقالات وحوارات تعكس تجربة جلعاد العميقة والمتنوعة التي تمتد لأكثر من عقدين، كاشفة عن ثراء المشهد الثقافي الأردني والعربي والعالمي.شارك في الحفل الذي أدارَه الشاعر مهدي نصير، وتحدث فيه الدكتور محمد عبيد الله، قائلاً إن كتاب "شرفة آدم" يُجسّد تأملات حسين جلعاد في الأدب والوجود، ويكشف عن بُعد جديد في العلاقة بين الصحافة والأدب والثقافة. وأوضح أن المقالات التي يتضمّنها الكتاب، والتي نُشرت سابقًا في عدة منابر صحفية أردنية وعربية على مدى العقدين الماضيين، أعاد جلعاد تنظيمها وتحريرها وتقديمها في إطار موحّد تحت عنوان "شرفة آدم".وحول دلالة التسمية "شرفة آدم"، أشار عبيد الله إلى أنها تسمية لافتة تُبرز أهمية العنوان في تحديد هوية الكتاب وكشف مرامي مؤلفه. فهي، بحسبه، تعبّر عن الخيط الناظم الذي يجمع أطراف الكتاب وأشتاته في بنية واحدة، ويحوّل المقالات والكتابات التي نُشرت أول مرة متفرقة ومتباعدة إلى وحدة متماسكة في هيئة "كتاب".يقول عبيد الله أن الكتاب يضم جانبًا مشرقًا ومنتقى من حصيلة جلعاد في الصحافة الثقافية، عبر نحو ربع قرن من الكتابة. ومن خلال نشر هذه المجموعة المختارة من مقالاته وكتاباته، يسعى جلعاد إلى "استعادة جزء من ذاكرتنا الثقافية"، مؤكدًا أن الكتاب، وفق تعبيره، "ليس مجرد مجموعة من المقالات والحوارات، بل هو محاولة جادة لفهم اللحظة التاريخية التي نعيشها، وتقديم قراءة نقدية لمسار الأدب العربي المعاصر، وكذلك الأدب العالمي. مبينا أن الكتاب يُعد دعوة إلى الحوار والتفكير النقدي، وإلى استكشاف الجذور الثقافية التي تُشكّل هويتنا، بما يحمله من رؤى وتأملات تُسهم في فهم التحولات التي تشهدها الثقافة العربية في سياقها المحلي والعالمي.وعن جدل الأدب والصحافة، رأى عبيد الله أن من أبرز مظاهر التقاطع بين الصحافة والثقافة هو حضور الأنواع الكتابية الصحفية، وفي مقدّمتها: المقالة، والتحقيق، والحوار الصحفي. وأشار إلى أن المهتمين بهذه الأنواع يمكن أن يجدوا في كتاب جلعاد نماذج راقية، تتسم بتنوّع عناصرها شكلًا ومضمونًا، ومن خلال تحليل هذه العناصر يمكن التعمّق في خصائص الأسلوب الذي طوّره جلعاد عبر تجربته الطويلة وعكوفه الجاد على هذه الكتابات القيمة.وأوضح أن المقالة الصحفية، بحكم طبيعة النشر، غالبًا ما تكون موجزة ومحدودة الحجم من حيث عدد الكلمات، ما يجعلها مثالًا واضحًا على بلاغة الإيجاز، وكيفية التعبير عن قضايا حيوية ومهمة بأقل عدد ممكن من الكلمات. وهنا تبرز مهارة الكاتب التي تصقلها الصحافة، في القدرة على التعبير المكثّف دون إسهاب أو استطراد، وعلى الاختزال دون الإخلال بالمعنى أو الفكرة.وأضاف أن بناء المقالة يتطلّب عناصر مهمة، تبدأ عادةً بمقدمة أو مفتتح يشكّل مظلّة شاملة للموضوع، أو يضع الفكرة في سياقها الفكري والثقافي، قبل الانتقال إلى فقرات المعالجة التي تشكّل جسم المقالة وصُلبها، وصولًا إلى خاتمة أو خلاصة تحمل رسالة أو توجيهًا أو نتيجة محدّدة يرغب الكاتب في إيصالها إلى القارئ.وتحدّث عبيد الله عن بلاغة التحقيق الثقافي، مشيرًا إلى أن الكتاب يتيح لنا فرصة ثمينة لمراجعة جانب من التحقيقات الصحفية التي أنجزها حسين جلعاد حول قضايا ثقافية جوهرية، استند فيها إلى آراء نخبة من المهتمين والخبراء والمشتغلين في الشأن الثقافي.وأوضح أن هذه التحقيقات لا تقتصر على عرض الوقائع، بل تتميّز بعمق الطرح ودقة التناول، ما يجعلها نماذج عالية الجودة من هذا النوع الصحفي المهم، ويضيف أنها تجمع بين التوثيق والتحليل والحوار مع القارئ.وقدّم عبيد الله ثلاثة أمثلة بارزة وردت في الكتاب، تُظهر هذا الأسلوب وتنوع اهتماماته، وهي:"لماذا يختلس الكاتب سيرته الذاتية؟""ترجمة الأدب الأردني""حفيدات شهرزاد في الأردن يتصدرن المشهد القصصي" وبيّن أن هذه التحقيقات تُبرز القدرة على تفكيك الإشكاليات الثقافية، وفتح أبواب النقاش، وتقديم المشهد الثقافي في سياق حيّ وتفاعلي، ما يجعلها إضافة نوعية في الصحافة الثقافية العربية.ورأى عبيد الله أن التحقيق الثقافي، وفق تحليل هذه النماذج من كتابات جلعاد، لا يقتصر على جمع آراء متباينة وتقديمها بصورة عشوائية، بل يخضع لرؤية الكاتب ويخضع لمراحل متعددة قبل أن يستقر في صورته المنشورة النهائية. مشيرا إلى أن التحقيق الثقافي، كما يتجلى في كتاب "شرفة آدم"، يقترب من كونه دراسة استقصائية، لا تخلو من تحليلات ومجادلات فكرية، تُسهم في توجيه القارئ، وتقديم المتعة والفائدة في آنٍ واحد.وأوضح عبيد الله أن التحقيق يبدأ عادةً بـمقدمة شاملة، تُكثّف الإشكالية الأساسية التي يطرحها، وتُحدّد أبعادها وأسئلتها الجوهرية، ثم يقوم الكاتب بتقسيم مادته إلى محاور أو قضايا فرعية، يُقدّم من خلالها إجابات المشاركين وآراءهم، مع الحرص على وضع كل إجابة في سياق تحليلي يخدم الموضوع، ويساعد على إضاءة أبعاده المختلفة. وشدّد على أن هذا النوع من الكتابة يُظهر براعة الصحفي الثقافي، ليس فقط في جمع المعلومات، بل في صياغة المعنى وتوجيه النقاش، ما يمنح التحقيق قيمة معرفية وإبداعية تتجاوز حدود العرض والتجميع.وقال عبيد الله إن الحوارات التي أجراها جلعاد، رغم مرور سنوات على بعضها، ما تزال تحتفظ بحيويتها وقيمتها، وهو ما يعود إلى نوعية الأسئلة والقضايا التي تطرحها. وأشار إلى أن جلعاد يُعد مثالًا نادرًا للمثقف والإعلامي الذي يبذل جهدًا استثنائيًا في بناء الحوار، يظهر ذلك في اختياره الواعي للشخصيات الثقافية التي يحاورها، وابتعاده عن الأسئلة النمطية أو الجاهزة، مقابل سعيه لطرح أسئلة نوعية ترتبط بتجربة الشخصية نفسها، وهو ما يتطلب اطلاعًا معمقًا وقراءة دقيقة لإنتاج الشخصية قبل إجراء الحوار.وخلُص عبيد الله إلى أن كتاب شرفة آدم يكشف عن جانب أصيل من ثقافتنا وأدبنا، في الأردن والعالم العربي، كما يُقدّم إطلالات لافتة على الأدب العالمي. وأضاف أن النظرة من "الشرفة" – كما يوحي العنوان – تكشف عادةً عن مشاهد متنوّعة ومكونات متعدّدة، وهذا ما يفعله الكتاب: فهو شرفة عالية من شرفات أدبنا الحديث.ومن هذه الشرفة، نرى أعلامًا بارزين، ومؤلفات مهمة، وقضايا فكرية وأدبية جدلية، جميعها تنتمي إلى ثقافة الأسئلة، تلك التي لا تركن إلى إجابات جاهزة، ولا تطمئن تمامًا إلى الاستراحة في نعيم الجواب.من جانبه، شكر الشاعر والكاتب والإعلامي حسين جلعاد رابطة الكتّاب الأردنيين، واصفًا إياها بـ"البيت الذي يستقبل أبناءه بمحبة"، مشيرًا إلى أنه وصفها في إحدى مقالاته سابقًا بأنها "قلعة الحرية والإبداع"، متمنيًا لها دوام العطاء في سبيل الحرية والإبداع. وتقدّم بالشكر إلى الشاعر مهدي نصير على إدارته للأمسية، الشاعر والناقد الدكتور محمد عبيد الله، الذي قال عنه إنه "أضاء نصوصي بنظرته العميقة". وأضاف جلعاد: "شرفة آدم كتابي، نعم، لكنه أيضًا كتاب أولئك الذين سرتُ معهم، من حاورتهم، وقرأتهم، وتعلّمت منهم. فهو كتاب من أحبّوا رغم الخسارات، ومن كتبوا حيواتهم في الظلّ. من نظروا بعين القلب، ليجلبوا لنا كل هذه المتعة التي يوفرها الأدب والفكر." مضيفا أن "شرفة آدم" هو مشروع مفتوح على الأسئلة، حيث يتقاطع فيه الأدب مع الفلسفة والتجربة الإنسانية. وقال إنه أضاء في هذا العمل على تجارب أدبية أردنية وعربية وعالمية، مستكشفًا عبر نصوص الكتاب العلاقة بين الذات والعالم، وكيف يمكن للأدب أن يكون وسيلة لفهم الذات والواقع المحيط بنا.وأشار جلعاد إلى العنوان ذاته، قائلاً: "يعكس العنوان جوهر التجربة الفكرية التي يطرحها الكتاب، حيث تمثل الشرفة مساحة للتأمل الحر، وآدم رمز الإنسان الأول الباحث عن المعنى والوجود. في شرفة آدم، لم تكن رحلتي منفردة، بل كانت حوارًا متصلًا مع تجارب وقامات أدبية من مختلف الأعمار والسياقات والمرجعيات والثقافات".وأضاف: "لقد سعيت جاهداً لإبراز أهمية الأفكار التي طرحها هؤلاء المؤلفون والكتاب والشعراء، ولعل كل اسم منهم هو شرفة خاصة أطلت على عوالمنا الداخلية والخارجية، وذلك من خلال نقاشاتهم حول الوجود والعدم، الحب والفقد، الخير والشر. قدم لنا هؤلاء المبدعون، على اختلاف توجهاتهم ورؤاهم، عدسة فريدة ننظر من خلالها إلى تعقيدات الحياة."وأشار جلعاد إلى أن الهدف من هذا الكتاب هو إدامة الحوار الإنساني، وإظهار كيف أن سؤالاً قديماً قد يحمل إجابة جديدة، وكيف أن حكمة منسية قد توقظ بصيرة غائبة، وكيف أن سؤالًا آنياً يضيء درب المستقبل. وبيّن أن فلسفته في هذا الكتاب تقوم على اعتبار الأدب أداة فكرية وأخلاقية لفهم أنفسنا والعالم من حولنا. فالأدب، بحسب جلعاد، ليس ترفًا، بل هو مرآة نُبصر من خلالها حقيقتنا ومعاناتنا، وهو ما يساعدنا على التفكير الحر، بعيدًا عن السياسة المباشرة أو الأيديولوجيا.وأضاف أن "شرفة آدم"، في مستوى ما، جاء كتأريخ للصحافة الثقافية، ليصبح شهادة على زمن ثقافي عشناه بكل تفاصيله. وفي مستوى آخر، هو مساهمة في الفهم النقدي، ونداء للتأمل والتفكير الحر. فهي شرفة حرة تدعونا إلى تأمل أفكارنا بهدوء. مؤكد أن الكتاب هو دعوة للحوار، فهو لا يغلق نصوصه، بل يضع مفاتيح تشجع القارئ على متابعة النقاش أو التحليل، وتحفزه على الانتقال من ترف التأمل إلى التفاعل الفكري.وخلص إلى أن "شرفة آدم" هو كتاب غني بالتأملات الفلسفية والأدبية، ويمثل دعوة للقارئ لإعادة التفكير في الأسئلة الكبرى حول الأدب، والوعي، والوجود الإنساني. وفي الوقت نفسه، هو إشارة إلى أن الأدب هو واحة الإنسان ومتعة روحه في رحلة الوجود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store