logo
«هدنة غزة»: المفاوضات تدخل يومها الثالث... و«لا اختراق حتى الآن»,,, مقتل شخصين جراء هجوم حوثي على سفينة ليبيرية قبالة ميناء الحديدة... ترمب يُشعل جولة جديدة من الحرب التجارية عبر رسائل رسمية

«هدنة غزة»: المفاوضات تدخل يومها الثالث... و«لا اختراق حتى الآن»,,, مقتل شخصين جراء هجوم حوثي على سفينة ليبيرية قبالة ميناء الحديدة... ترمب يُشعل جولة جديدة من الحرب التجارية عبر رسائل رسمية

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 8 يوليو
2025.
«هدنة غزة»: المفاوضات تدخل يومها الثالث... و«لا اختراق حتى الآن»
أفاد مصدر مطلع على سير المفاوضات حول وقف إطلاق نار في قطاع غزة الثلاثاء أن «لا اختراق حتى الآن»، مع دخول المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة يومها الثالث.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم يتحقق أي اختراق حتى الآن، والمفاوضات مستمرة» في العاصمة القطرية.
واستُؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين وفدَي حركة «حماس» وإسرائيل في وقت سابق اليوم، في الدوحة بشأن وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وقال مصدر فلسطيني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بوجود الوسطاء المصريين والقطريين، تتواصل صباح اليوم في الدوحة حول آليات تنفيذ المقترح»، مشيراً إلى أن المفاوضات «تركز على بحث آليات الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات ووقف النار».
ووصف المفاوضات بـ«الصعبة». وتابع أن «(حماس) جادة في التوصل إلى اتفاق، والمأمول أن يضغط الجانب الأميركي على إسرائيل للوصول إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى (والرهائن)».
وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفَيْن في قطر مساء الأحد، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أن سلّم الوسطاء مقترحاً جديداً للطرفين يستند، حسب مصادر مطلعة، إلى مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
ترمب يُشعل جولة جديدة من الحرب التجارية عبر رسائل رسمية
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الاثنين، فرض ضريبة بنسبة 25 في المائة على السلع المستوردة من اليابان وكوريا الجنوبية، إلى جانب تحديد معدلات رسوم جمركية جديدة على اثنتي عشرة دولة أخرى، على أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس (آب).
وقد أبلغ ترمب نظراءه بهذه الإجراءات من خلال نشر رسائل موجهة إليهم عبر منصته «تروث سوشيال»، محذراً من اتخاذ تدابير انتقامية، ومؤكداً أن أي زيادة في الرسوم من جانبهم ستُقابل بزيادة مماثلة على الرسوم الأميركية، وفق «وكالة أسوشييتد برس».
وكتب ترمب، في رسالته إلى رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا، ورئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ: «إذا قررتم، لأي سبب، رفع رسومكم الجمركية، فإن النسبة التي تختارونها ستُضاف إلى الـ25 في المائة التي نفرضها».
وعلى الرغم من أن هذه الرسائل ليست الكلمة الأخيرة بشأن الرسوم، فإنها تمثّل فصلاً جديداً من الدراما الاقتصادية العالمية التي وضع ترمب نفسه في مركزها. وأدت هذه الإجراءات إلى إثارة المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي إلى أدنى مستوياته، وربما تعريض الولايات المتحدة ودول أخرى لخطر الركود. إلا أن ترمب لا يزال يعتقد أن الرسوم الجمركية ضرورية لإعادة التصنيع إلى الداخل وتمويل التخفيضات الضريبية التي وقّعها الأسبوع الماضي.
وأظهر ترمب مزيجاً من الحزم والانفتاح على التفاوض؛ مما يُنذر باستمرار حالة الغموض والتقلب، ويُكرّس فكرة أن لا شيء نهائي في عهده.
وقال للصحافيين، يوم الاثنين: «كل شيء جاهز. قلت لكم إننا سنبرم بعض الصفقات، لكن في الغالب، سنرسل رسالة».
من جهتها، أعلنت وزارة التجارة الكورية الجنوبية، صباح الثلاثاء، أنها ستُسرّع وتيرة المفاوضات مع الولايات المتحدة؛ للتوصل إلى اتفاق يحقق المنفعة للطرفَيْن قبل بدء سريان ضريبة الـ25 في المائة على صادراتها.
ووفقاً للإجراءات الجديدة، ستُفرض ضرائب على واردات ميانمار ولاوس بنسبة 40 في المائة، وكمبوديا وتايلاند بنسبة 36 في المائة، وصربيا وبنغلاديش 35 في المائة، وإندونيسيا 32 في المائة، وجنوب أفريقيا والبوسنة والهرسك 30 في المائة، وكازاخستان وماليزيا وتونس 25 في المائة.
وقد استخدم ترمب كلمة «فقط» قبل الكشف عن نسبة الرسوم في رسائله، في محاولة للإيحاء بأنه كان «كريماً»، رغم أن الصياغة كانت موحدة تقريباً بين جميع الرسائل، حتى إن الرسالة الموجهة إلى رئيسة البوسنة والهرسك، زيلجكا تسفيانوفيتش، خاطبتها بالخطأ بـ«السيد الرئيس»، قبل أن يُنشر تصحيح لاحق.
وحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، فإن الرئيس يعمل على «خطط تجارية مصمّمة خصيصاً لكل دولة على هذا الكوكب»، مشيرة إلى أن الإدارة تركز على هذه الاستراتيجية حالياً.
وفي خروج واضح عن التقاليد الدبلوماسية، يعتزم ترمب مواصلة نشر رسائله عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل إرسالها رسمياً، وهو أسلوب يبتعد كثيراً عن ممارسات أسلافه في التفاوض التجاري.
وتُعد هذه الرسائل بمثابة إعلان من طرف واحد، وليست اتفاقات مُبرمة، مما يشير إلى فشل المحادثات المغلقة مع الوفود الأجنبية في تحقيق نتائج مُرضية.
وعدّت نائبة رئيس معهد سياسة مجتمع آسيا، المفاوضة السابقة في مكتب الممثل التجاري الأميركي، ويندي كاتلر، أن زيادة الرسوم على اليابان وكوريا الجنوبية «أمر مؤسف»، مشيرة إلى أن البلدَيْن شريكان وثيقان للولايات المتحدة في قضايا الأمن الاقتصادي، ويقدمان الكثير في مجالات مثل صناعة السفن وأشباه الموصلات والمعادن الحيوية والطاقة.
ولا تزال هناك خلافات تجارية عالقة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي والهند، في حين تحتل المفاوضات الصعبة مع الصين جدولاً زمنياً أطول، إذ تخضع واردات الصين حالياً لرسوم بنسبة 55 في المائة.
أما مكتب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، فقد أصدر بياناً عدّ فيه الرسوم المعلنة من قِبل ترمب تشويهاً لطبيعة العلاقة التجارية مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن بلاده ستواصل جهودها الدبلوماسية من أجل علاقة تجارية متوازنة ومُربحة للطرفَيْن، بعد أن اقترحت إطاراً تجارياً جديداً في 20 مايو (أيار).
وقد دفعت هذه الإجراءات الأسواق إلى القلق؛ إذ انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.8 في المائة يوم الاثنين، وارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.39 في المائة، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفائدة على القروض العقارية والسيارات.
وعلى الرغم من أن الكونغرس يُمنح دستورياً سلطة فرض الرسوم، فإن ترمب لجأ إلى إعلان «حالة طوارئ اقتصادية» لتبرير فرض هذه الضرائب من جانب واحد، في خطوة تواجه تحدياً قانونياً، بعدما عدّت محكمة التجارة الدولية في مايو أن الرئيس قد تجاوز صلاحياته.
ويظل من غير الواضح ما الذي يحققه ترمب استراتيجياً من خلال استهدافه حليفَيْن أساسييْن مثل اليابان وكوريا الجنوبية، في إطار مواجهته الاقتصادية الأوسع مع الصين.
وكتب ترمب في كل من الرسالتَيْن: «قد يتم تعديل هذه الرسوم، صعوداً أو هبوطاً، حسب طبيعة علاقتنا مع بلدكم».
وبما أن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ بعد نحو ثلاثة أسابيع، فإننا أمام فترة مفاوضات جديدة محتملة، قد تكون عاصفة.
وقال نائب رئيس معهد كاتو، سكوت لينسيكوم، إن «ما نراه ليس تصعيداً ضخماً ولا تراجعاً كبيراً؛ بل استمرار في النمط نفسه».
وكان ترمب قد أثار اضطرابات في الأسواق المالية حين أعلن للمرة الأولى الرسوم على عشرات الدول، شملت 24 في المائة على اليابان، و25 في المائة على كوريا الجنوبية، لكنه هدّأ من الاضطرابات بإقرار فترة تفاوضية مدتها 90 يوماً، تم خلالها فرض رسوم مخفّضة بنسبة 10 في المائة على معظم الدول. وتُطابق الرسوم التي تضمنتها الرسائل الأخيرة في الغالب تلك المعلنة في 2 أبريل (نيسان).
وتنتهي فترة الـ90 يوماً رسمياً يوم الأربعاء، رغم أن مسؤولي الإدارة أكدوا أن فترة الأسابيع الثلاثة قبل التطبيق تمثّل «وقتاً إضافياً» يمكن أن يفضي إلى تغييرات في المعدلات. وقد وقّع ترمب أمراً تنفيذياً، يوم الاثنين، لتأجيل دخول الرسوم حيز التنفيذ حتى 1 أغسطس.
تاريخياً، كانت الاتفاقيات التجارية التي يقرها الكونغرس تستغرق سنوات من التفاوض، نظراً إلى تعقيداتها، في حين يعتمد ترمب حالياً على عائدات الرسوم الجمركية للمساعدة في تمويل التخفيضات الضريبية التي وقّعها في 4 يوليو، مما قد يحمّل الطبقة الوسطى والفقيرة جزءاً أكبر من عبء الضرائب، إذ يُرجّح أن تُنقل التكاليف إلى المستهلكين. وقد حذّر ترمب شركات التجزئة الكبرى، مثل «وول مارت»، من تحميل هذه التكاليف للمستهلكين، مطالباً إياها بتحمّل الزيادة.
من جانبه، قال رئيس قسم الاقتصاد الدولي في مجلس الأطلسي، جوش ليبسكي، إن فترة الأسابيع الثلاثة غير كافية لإجراء مفاوضات مجدية، وأضاف: «أرى فيها إشارة على جدّية ترمب في فرض هذه الرسوم، وليس مجرد تكتيك تفاوضي».
وعلى الرغم من أن فريق ترمب وعد بـ«90 صفقة في 90 يوماً»، لم تُثمر المفاوضات سوى عن إطارَيْن تجاريين فقط حتى الآن.
ويتضمن اتفاق ترمب مع فيتنام مضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات الفيتنامية إلى 40 في المائة، للحد من استخدامها بوصفها قناة خلفية للبضائع الصينية إلى أميركا. أما الإطار مع المملكة المتحدة فيعفيها من الرسوم المرتفعة على الفولاذ والألمنيوم والسيارات، لكنه يُبقي على نسبة 10 في المائة على بقية السلع البريطانية.
وسجلت الولايات المتحدة عجزاً تجارياً بلغ 69.4 مليار دولار مع اليابان، و66 مليار دولار مع كوريا الجنوبية في عام 2024، حسب مكتب الإحصاء الأميركي.
ووفقاً لرسائل ترمب، فستُفرض رسوم جمركية منفصلة على السيارات بنسبة 25 في المائة عالمياً، في حين ستُفرض ضريبة بنسبة 50 في المائة على واردات الفولاذ والألمنيوم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها ترمب في مواجهة تجارية مع طوكيو وسيول. ففي ولايته الأولى، احتفى باتفاق جديد مع كوريا الجنوبية عام 2018. كما وقّع اتفاقاً محدوداً مع اليابان عام 2019 بشأن الزراعة والتجارة الرقمية، وصفه، آنذاك، بأنه «نصر كبير للمزارعين الأميركيين».
وقد أشار ترمب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن الدول المتحالفة مع توجهات «بريكس» -التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات- ستواجه رسوماً إضافية بنسبة 10 في المائة.
ترمب يلتقي نتنياهو ويؤكد رغبة «حماس» في وقف إطلاق النار
استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، الاثنين، فيما أجرى مسؤولون إسرائيليون محادثات غير مباشرة مع حركة «حماس»، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن من غزة ووقف إطلاق النار بوساطة أميركية.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّه رشّح الرئيس الأميركي لنيل جائزة نوبل للسلام، مقدّماً للملياردير الجمهوري خلال اجتماع في البيت الأبيض، نسخة عن رسالة الترشيح التي أرسلها إلى لجنة الجائزة. وقال نتنياهو خلال عشاء مع ترمب في البيت الأبيض، إنّ الرئيس الأميركي «يُرسي السلام في هذه الأثناء، في بلد تلو الآخر، وفي منطقة تلو الأخرى». وكثيراً ما اشتكى الرئيس الجمهوري من تجاهل لجنة نوبل النرويجية للجهود التي بذلها في حلّ النزاعات بين الهند وباكستان، وكذلك أيضاً بين صربيا وكوسوفو.
وأعرب ترمب عن ثقته في أنّ حركة «حماس» تريد التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت المعارك الدائرة في القطاع بين إسرائيل والحركة الفلسطينية، ستؤدّي إلى تعطيل المحادثات الجارية بين الطرفين للتوصّل إلى هدنة، قال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: «إنّهم (حماس) يريدون اللقاء ويريدون وقف إطلاق النار هذا». وردّاً على سؤال بشأن السبب الذي حال حتى الآن دون إبرام هذه الهدنة، قال الرئيس الأميركي: «لا أعتقد أنّ هناك عائقاً. أعتقد أنّ الأمور تسير على ما يرام».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه يريد السلام مع الفلسطينيين، لكنه وصف أي دولة مستقلة لهم في المستقبل بأنها ستكون منصة لتدمير إسرائيل، منادياً بضرورة بقاء السلطة السيادية الأمنية بيد إسرائيل لهذا السبب. أما ترمب، فعندما سأله الصحافيون عما إذا كان حل الدولتين ممكناً، قال: «لا أعرف»، وأحال السؤال إلى نتنياهو.
ورد نتنياهو بالقول: «أعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على جميع الصلاحيات لحكم أنفسهم، ولكن ليس على أي صلاحيات من شأنها تهديدنا. وهذا يعني أن السلطة السيادية، مثل الأمن الشامل، ستبقى دائماً في أيدينا».
وأضاف لاحقاً: «بعد 7 أكتوبر، قال الناس إن الفلسطينيين لديهم دولة، دولة (حماس) في غزة، وانظروا ماذا فعلوا بها. لم يقوموا ببنائها. لقد بنوها في المخابئ، في أنفاق الإرهاب، وبعد ذلك ذبحوا شعبنا واغتصبوا نساءنا وقطعوا رؤوس رجالنا، واجتاحوا مدننا وبلداتنا ومزارعنا، وارتكبوا مجازر مروعة لم نشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية والنازيين، المحرقة. لذلك من غير المرجح أن يقول الناس (دعونا نعطِهم دولة أخرى) ستكون منصة لتدمير إسرائيل».
وتابع: «سنعمل على التوصل إلى سلام مع جيراننا الفلسطينيين، أولئك الذين لا يريدون تدميرنا، وسنعمل على التوصل إلى سلام يبقى فيه أمننا والقوة السيادية للأمن في أيدينا دائماً». وأضاف: «الآن سيقول الناس: (إنها ليست دولة كاملة، ليست دولة، ليست هذه هي الدولة)، نحن لا نهتم. لقد تعهدنا بعدم تكرار ذلك أبداً. لن يحدث مرة أخرى أبداً الآن. لن يحدث ذلك مرة أخرى».
وكانت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت، استبقت اللقاء بين ترمب ونتنياهو بالقول إنّ «الأولوية القصوى في الشرق الأوسط للرئيس هي إنهاء الحرب في غزة وضمان عودة جميع الرهائن».
وأضافت أنّ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، سيسافر إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وكان ترمب قال الأحد، إنّ هناك «فرصة جيّدة» للتوصل إلى اتفاق «هذا الأسبوع».
ويأتي الاجتماع بين ترمب ونتنياهو في الوقت الذي عقدت فيه إسرائيل و«حماس» في الدوحة، يوماً ثانياً من المحادثات غير المباشرة الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وبينما كان الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي مجتمعين، احتشد عشرات المتظاهرين قرب البيت الأبيض، مردّدين شعارات تتهم نتنياهو بارتكاب «إبادة جماعية» في القطاع الفلسطيني.
متظاهرون يحملون أعلامًا ولافتات فلسطينية أثناء تجمعهم أمام البيت الأبيض في واشنطن(د.ب.أ)
متظاهرون يحملون أعلامًا ولافتات فلسطينية أثناء تجمعهم أمام البيت الأبيض في واشنطن(د.ب.أ)
ومنذ الأحد، عُقدت في الدوحة جولتان من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس»، وفق مصادر فلسطينية قريبة من المفاوضات.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات الرامية، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بقطاع غزة، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» مشترطاً عدم كشف هويته: «انتهت بعد ظهر اليوم، جلسة المفاوضات غير المباشرة بين (حماس) وإسرائيل في الدوحة»، لافتاً إلى أنه «لم يتم تحقيق اختراق في اللقاء الصباحي، لكن المفاوضات سوف تستمر». وأضاف أن «(حماس) تأمل في التوصل إلى اتفاق».
من جهة أخرى، قال الرئيس الأميركي إنه يود رفع العقوبات الصارمة عن إيران في الوقت المناسب. وقال إن الخطوة الأخيرة لرفع العقوبات الأميركية عن سوريا ستساعد دمشق في المضي قدماً، معبراً عن أمله في أن تتخذ إيران خطوة مماثلة.
وأضاف: «أود أن أتمكن، في الوقت المناسب، من رفع تلك العقوبات، ومنحهم فرصة لإعادة البناء، لأنني أود أن أرى إيران تبني نفسها من جديد بطريقة سلمية، لا أن تتردد في ترديد شعارات مثل: (الموت لأميركا، الموت للولايات المتحدة، الموت لإسرائيل)، مثلما كانوا يفعلون».
وأعلن الرئيس الأميركي أنّ الولايات المتّحدة سترسل «مزيداً من الأسلحة الدفاعية» إلى أوكرانيا، في قرار يأتي بعد أن أعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي، وقف بعض شحنات الأسلحة إلى كييف. وقال ترمب: «سيتعيّن علينا إرسال مزيد من الأسلحة - أسلحة دفاعية بالدرجة الأولى»، مجدّداً إبداء «استيائه» من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بسبب عدم جنوحه للسلم.
وعندما سئل ترمب عما إذا كان الموعد النهائي المحدد لسريان الرسوم الجمركية الأميركية في أول أغسطس (آب) ثابتاً، قال: «أقول: ثابت، ولكن ليس ثابتاً تماماً. إذا اتصلوا بنا وقالوا إننا نرغب في اتباع نهج مختلف، فسنكون منفتحين على ذلك». وبدأ ترمب الاثنين، إبلاغ شركائه التجاريين، من كبار الموردين مثل اليابان وكوريا الجنوبية إلى الدول الصغيرة، بأن الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة بشدة ستبدأ في أول أغسطس، ما يُمثل مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي أطلقها في وقت سابق من هذا العام.
والتقى ترمب ونتنياهو على عشاء خاص بدلاً من إجراء محادثات رسمية في المكتب البيضاوي، حيث يستقبل الرئيس عادة كبار الزوار. ولم يتضح بعد سبب اختيار ترمب تقليل الطابع الرسمي في استقباله لنتنياهو هذه المرة. وبعد وصوله الليلة الماضية إلى واشنطن، التقى نتنياهو، ستيف ويتكوف مبعوث ترمب الخاص إلى الشرق الأوسط، وماركو روبيو وزير الخارجية، للتحضير للمحادثات مع ترمب.
وهذه ثالث زيارة يقوم بها نتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترمب إلى منصبه في يناير (كانون الثاني)، وتأتي في أعقاب الأمر الذي أصدره ترمب الشهر الماضي، بشن غارات جوية أميركية على مواقع إيران النووية لمساندة إسرائيل في هجماتها الجوية. وساعد ترمب لاحقاً في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يوماً.
بينهم أطفال ونساء... ارتفاع عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على غزة إلى 30
ارتفاع عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على غزة منذ فجرالثلاثاء، إلى 30 منهم 20 بجنوب القطاع، بحسب ما نشرت وسائل إعلام فلسطينية.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة «وفا» بأن القوات الإسرائيلية تواصل عدوانها على قطاع غزة، مستهدفةً منازل مدنيين ومراكز إيواء للنازحين؛ ما أسفر عن مقتل 13 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، في سلسلة غارات جوية عنيفة شملت مناطق متفرقة من القطاع.
وأعلن «مستشفى الشفاء» مقتل 4 فلسطينيين، بينهم رضيع، جراء قصف الطائرات الإسرائيلية منزلاً في محيط «مول كارفور» بحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، بينما أعلن «مستشفى المعمداني» مقتل مواطنَين وإصابة آخرين، جراء قصف استهدف منزل المواطن خضر الجماصي بجوار مسجد الإيبكي في حي التفاح شرق المدينة.
وقال مصدر صحي في «مستشفى العودة» بمخيم النصيرات، إن عدداً من المواطنين أُصيبوا جراء استهداف مدرسة أبو حلو الشرقية التي تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط القطاع، في قصفٍ إسرائيلي مباشر؛ ما أثار حالةً من الذعر في صفوف العائلات النازحة.
واستقبل «مستشفى شهداء الأقصى» بدير البلح، قتيلة وعدداً من المصابين، في قصف جوي استهدف غرفةً فوق سطح منزل عائلة أبو عمرة وسط مدينة دير البلح.
كما استقبل «مستشفى ناصر» بخان يونس، قتيلين إثر استهدافهما بطائرة مسيّرة إسرائيلية على طريق خان يونس – رفح الغربية.
وفي مجزرة أخرى، قُتل 4 مواطنين من عائلة واحدة، وأُصيب آخرون، في قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.
ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تشن إسرائيل، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 194 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.
«لا أخلاقيات ولا حقوق»... لماذا تثير «مؤسسة غزة» مخاوف المنظمات غير الحكومية؟
لم تشهد المنظمات غير الحكومية إلى الآن نموذجاً مماثلاً لشبكة «مؤسسة غزة الإنسانية» لتوزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني المدمر.
ووفق تقرير نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت أديا غييو من منظمة «كير» غير الحكومية إنه مع وصول المنظمة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في نهاية مايو (أيار)، «فجأة اختلط كل شيء، كأنه لم يعد هناك أي مبدأ أو أخلاقيات أو -خصوصاً- أي حق»، ولا حتى حق «المدنيين في الحماية».
وتستخدم «مؤسسة غزة الإنسانية»، ومقرها ديلاوير بالولايات المتحدة، متعاقدين مسلحين.
وأوضحت غييو أنه منذ ذلك الحين تجري في القطاع الفلسطيني المدمَّر بفعل 639 يوماً من الحرب «إعادة نظر جوهرية في كل ما حاول العالم ابتكاره منذ الحرب العالمية الثانية، وهذا يثير لدينا جميعاً مخاوف».
ورأى جان فرنسوا كورتي، رئيس منظمة أطباء العالم، أن «ما هو غير مسبوق هو استغلال الجانب العملياتي للقضية الإنسانية ورمزيتها».
ويقول رئيس «مؤسسة غزة الإنسانية» جوني مور، وهو مسيحي إنجيلي حليف للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنها منظمة خيرية خاصة. وتؤكد المنظمة إنها وزعت أكثر من مليون حزمة من المواد الغذائية بعدما منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المهدد بالمجاعة لأكثر من شهرين.
لكن غييو قالت: «إنهم ليسوا محترفين. على سبيل المثال، يوزعون طعاماً مجففاً. وعندما لا تكون المياه متوافرة، ما نفعُ ذلك؟».
من جهتها، أوضحت ألكسندرا سايح، من منظمة «سايف ذا تشيلدرن»، أن «اضطرار المدنيين إلى اجتياز كيلومترات وكيلومترات نحو مناطق مغلقة، حيث يقوم الجيش بتفتيشهم والتثبت من هوياتهم، يعرِّضهم بوضوح للخطر»، مشيرةً كذلك إلى أن هذا النظام «يستبعد الأشخاص الأكثر ضعفاً».
وقُتل أكثر من 500 شخص قرب مواقع توزيع المساعدات التابعة لـ«مؤسسة غزة الإنسانية»، حسب الأمم المتحدة.
وقالت سايح: «ليست هذه أول مرة يتم استخدام شركات خاصة لتسليم مواد في أوضاع نزاع مسلح، لكن من النادر أن نرى» إحداها تعمل «بهذا الشكل الواضح باسم أحد أطراف النزاع».
«عميل سري»
وهذا الخلط بين المهام ليس أمراً جديداً. ففي أفغانستان، كانت فرق إعادة الإعمار الإقليمية مثالاً على هذه الأعمال المدنية العسكرية، فكانت تتألف من عسكريين وموظفين أميركيين يعملون بملابس مدنية ويقومون خصوصاً بإصلاح بنى تحتية.
ولفت كورتي إلى أن هذا «يشكّل ضغطاً على مفهوم المساحة الإنسانية المستقلة»، موضحاً أن «المنظمات غير الحكومية المحايدة تصبح مشبوهة»، وهو ما «لا يسهل علاقة الثقة والتكامل في العمل مع جهات ميدانية قد تنظر إليك على أنك عميل سري».
كما أن المنظمات غير الحكومية قد تجد نفسها وسط استراتيجيات لإرساء الاستقرار، كما في أفغانستان وكوسوفو والساحل، حسب أوليفييه روتو من منظمة «بروميير أورجانس إنترناسيونال»، وهي عمليات تنفذها الجيوش بصورة مباشرة، ومن غير أن تحظى بغطاء «العمليات الإنسانية».
من جهة أخرى، لفت روتو إلى أن بعض الشركات الخاصة مثل شركة «كيمونيكس» الأميركية، يمكن أن تفوز بعقود إعادة إعمار.
أما بالنسبة إلى استغلال المساعدات الإنسانية، فهذا أيضاً ليس بجديد.
فبعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة، دافع وزير الخارجية الأميركي آنذاك، كولن باول، عن مفهوم «إما معنا و إما ضدنا» في وجه الإرهاب، مطالباً المنظمات غير الحكومية بأن تكون عاملاً لـ«مضاعفة القوى».
لكن لا شيء يشبه النظام المستحدث في غزة، باستثناء ربما ما ذكره الرئيس السابق لمنظمة «أطباء بلا حدود» روني برومان، عن «العمل الإنساني المستخدم طعماً في فخوخ مميتة».
ففي 1996-1997 تعقبت القوات الرواندية عناصر من الذين نفذوا الإبادة الجماعية لجأوا إلى زائير التي أصبحت فيما بعد جمهورية الكونغو الديمقراطية، فعمدت إلى جذبهم إلى «مواقع معينة من خلال عمليات توزيع إمدادات غذائية قامت بها منظمات إنسانية أو عمليات رعاية».
وفي غزة، قال برومان: «نشهد نوعاً من تكرار هذه القصة» ولكن «تحت سيطرة كبرى لقوة سياسية، إذ لا يتم حتى اللجوء إلى المنظمات الإنسانية الموجودة» التي تم «استبدال كيان أطلقت عليه الصفة الإنسانية بها وهو مكلف باستكمال استراتيجية انقطاع المواد التي اعتمدها الإسرائيليون».
وأشار إلى أنه «كان هناك 400 موقع لتوزيع المواد الغذائية، والآن هناك أربعة فقط».
وبعدما أقامت الولايات المتحدة ميناءً عائماً مؤقتاً في ربيع 2024 لتوزيع المساعدات مع الاستعانة بعملاء من القطاع الخاص، تحولت غزة -برأي روتو- إلى «موقع ما يشبه اختباراً عسكرياً للمساعدة الخارجية».
وخلص روتو واصفاً «مؤسسة غزة الإنسانية» بأنها «أشبه بجسم فضائي».
مقتل شخصين جراء هجوم حوثي على سفينة ليبيرية قبالة ميناء الحديدة
أعلنت ليبيريا مقتل شخصين بعد هجوم حوثي على السفينة "إتيرنيتي سي" التي رفعت علم ليبيريا قبالة ميناء الحديدة باليمن.
وقال وفد ليبيريا للمنظمة البحرية الدولية إن السفينة تشغلها شركة يونانية.
وشن الحوثيون أمس هجومين على سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر.
ويأتي استئناف المليشيات الحوثية لهجماتها البحرية بعد نحو شهرين من توقيعها اتفاقا مع الولايات المتحدة شمل وقف هجماتها في البحر الأحمر ضد السفن الأمريكية.
وكانت المليشيات الحوثية استهدفت خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ويناير/كانون الثاني 2025، أكثر من 100 سفينة تجارية بصواريخ وطائرات مسيرة، ما أدى إلى غرق سفينتين ومقتل أربعة بحارة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل ينجح ؟ .. حزب إيلون ماسك بين تحديات إنشاؤه وتهديداته لأنصار ترمب
هل ينجح ؟ .. حزب إيلون ماسك بين تحديات إنشاؤه وتهديداته لأنصار ترمب

موقع كتابات

timeمنذ 3 ساعات

  • موقع كتابات

هل ينجح ؟ .. حزب إيلون ماسك بين تحديات إنشاؤه وتهديداته لأنصار ترمب

خاص: كتبت- نشوى الحفني: وسط سجل حافل بالتراجع عن تعهدات سابقة؛ بدءًا من تحالفه القصير مع الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، ثم تجربته المحدودة مع مشروع (دوغ كوين)، وصولًا إلى وعده الأخير بالابتعاد عن السياسة الذي لم يصمدَّ سوى أيام، إلا أن إعلان رجل الأعمال الأميركي؛ 'إيلون ماسك'، عزمه تأسيس حزب ثالث في 'الولايات المتحدة' يُثّير اهتمامًا خاصًا. رُغم أنه لم يكن أول من يسلك هذا الطريق، إلا أن خطوة كهذه، إن حصلت، قد تكتسب بُعدًا مختلفًا مع شخصية مثله وبالإمكانات التي يمتلكها. ودائمًا ما تقوم مشاريع الأحزاب الثالثة في 'واشنطن' على أمل إيجاد مرشحين: 'خارقين' قادرين على تمثيّل تيارًا وسطيًا، وجذب المعتدلين من جميع الأطياف؛ (كما حدث مع تجارب: Unity08، No Labels، Americans Elect، وحملة بلومبرغ 2016). غير أن هذه الوصفة غالبًا ما تبوء بالفشل في بلد منقَّسم سياسيًا، ويتطلب أموالًا طائلة والتزامًا شديدة لإنجاح مثل هذه الخطوة. ولوح 'إيلون ماسك'؛ بإنشاء حزب جديد طيلة أسابيع. وأطلق استطلاع آراء على (إكس)، في حزيران/يونيو، أظهر تأييدًا لهذا المقترح: بـ (80%) بين الذين ردوا عليه، وعددهم: (5.6) ملايين. الفجوات الإيديولوجية.. عن تلك الخطوة؛ يقول موقع (بوليتيكو) أنه حتى يكتب لمشروع 'ماسك' السياسي النجاح، فعليه أن يستفيّد من تجارب أبرز من هزوا النظام الحزبي التقليدي، مثل 'دونالد ترمب' على اليمين؛ و'بيرني ساندرز' على اليسار، عبر التقاط القضايا التي تغفل عنها الأحزاب الكبرى، لا من خلال التوسط بينهما، بل بتجاوز ثنائية الجمهوريين والديمقراطيين. فقد بنى 'ترمب' صعوده السياسي على ثلاث قضايا شعر كثير من الأميركيين أن أصواتهم غير ممثلة فيها: الهجرة، والتجارة، والسياسة الأمنية العالمية، رافضًا بذلك التوافق التقليدي بين الجمهوريين والديمقراطيين في عهد 'بوش' و'كلينتون'. ورأى الموقع أن 'ماسك' يُمكنه أن يُركز على قضايا مثل التجارة الحرة، ومعالجة العجز من خلال إعادة التوازن إلى الموازنة العامة، إضافة إلى الحفاظ على التفوق العلمي والتكنولوجي لـ'الولايات المتحدة'. وأضاف: 'تُشّكل هذه الفجوات الإيديولوجية والنقاط العمياء؛ فرصًا لأي سياسي، خصوصًا لمن يملك حرية إنفاق مليارات الدولارات على تجربة انتخابية'. العمل ضمن النظام القائم.. من جانبها؛ ذّكرت (نيويورك تايمز)، بالجهود الكبيرة التي يتطلبها إنشاء حزب جديد، ولذلك كانت هذه المحاولة تفشل في كل مرة. كما أنها اعتبرت أن الشعارات التي يرفعها 'ماسك' تفضح قلة اضطلاعه على بعض المواضيع، مثل وعوده بإعادة النظر بالنظام الانتخابي الأميركي. لذلك رأت الصحيفة؛ أنه قد يكون من الأسهل لـ'ماسك': 'العمل ضمن النظام القائم'. وأكدت أنه لا يزال هناك العديد من الجمهوريين في 'الكونغرس' الذين يعبَّرون عن استيائهم من 'ترمب' بشكلٍ خاص، لكن القليل منهم فقط يجرؤون على معارضته علنًا. وأوضحت أن 'ماسك' يُمكن أن يُحقق عائدًا سياسيًا أفضل بكثير إذا تمكّن من إقناع النواب الجمهوريين الحاليين بالتحالف مع جهوده الجديدة، بدلًا من محاولة انتخاب وجوه جديدة في 'الكونغرس'. وأضافت أن الأهم هو أن يُحافظ أعضاء 'الكونغرس' المَّقربين من 'ماسك' على وحدتهم في حال تعرضوا لهجومًا من 'ترمب'، ولا يهم إن كانوا يعملون ككتلة داخل الحزب (الجمهوري) أو من خلال حزب جديد تمامًا. لكن تقريرًا لوكالة الأنباء الفرنسية؛ أشار إلى أن مثل هذه المبادرة، التي وصفها 'ترمب': بـ'السخيفة'، قد تُشّكل خطرًا على الجمهوريين الذين لا يحظون سوى بأغلبية ضئيلة جدًا في 'الكونغرس'. فقد اعتبر أن: '(حزب أميركا)؛ التابع لإيلون ماسك، هو ورقة مفتوحة على كلّ الاحتمالات من شأنها أن تقلب المعادلة في انتخابات منتصف الولاية سنة 2026، لا سيّما للجمهوريين'. واعتبر أن: 'الجمهوريين الذين لا يحظون سوى بأغلبية ضئيلة جدًّا في الكونغرس ينبغي أن يتخوّفوا' من هذه المبادرة. وخلافًا لتجارب الحزب الثالث سابقًا؛ من شأن هذا الحزب الجديد أن يتمتع بموارد غير محدودة وبزعيم كاريزماتي يحظى بقاعدة واسعة من الشباب المؤيّدين له الذين يرون فيه بطلًا عبقريًا كسر القواعد المعمول بها. وتابع: 'علامة ماسك تجذب مصوّتين من الشباب المستقلّين والشغوفين بالتكنولوجيا الذين خُيّبت آمالهم؛ والذين قد يتحوّلون إلى الجمهوريين في الولايات المتأرجحة'. فيما اعتبرتها صحيفة (واشنطن بوست) مهمة: 'شبه مستحيلة' لتحويل الحزب إلى حركة سياسية مؤثرة، رُغم نفوذ 'إيلون ماسك' المالي. وكان 'ماسك'؛ الرئيس التنفيذي لشركة (تسلا)، دعمًا ماليًا ضخمًا لحملة 'دونالد ترمب' الانتخابية الناجحة عام 2024؛ ليُصبّح أكبر ممول سياسي في 'الولايات المتحدة'، وقاد لاحقًا تشكيل: 'إدارة الكفاءة الحكومية' في إدارته. لكن 'ماسك' يبدو الآن في مرحلة انفصام عن 'ترمب' ومعظم الجمهوريين، مهددًا بتأسيس حزب جديد؛ رافضًا: 'الإنفاق الحكومي المفرط' الذي يُجسّده مشروع 'قانون الضرائب والإنفاق' الذي وقّع عليه الرئيس. وفي مواجهة هذا الطموح، تبَّرز (واشنطن بوست): (06) تحديات جوهرية: نظام معادٍ للأحزاب الجديدة.. يواجه الحزب الجديد عقبات مؤسسية هيكلية، أبرزها نظام: 'الفائز يحصل على كل شيء'؛ الذي يجعل الصعود صعبًا. ويوضح البروفيسور 'هانز نويل'؛ بجامعة (جورجتاون): 'لا توجد في أميركا آليات تسمح للأحزاب الصغيرة بالنجاح دون فوز مباشر'. كما تُفرض قواعد الاقتراع المتباينة بين الولايات شروطًا تعجيزية – مثل متطلبات الإقامة وتوقّيعات الناخبين – سبق وأفشلت أحزابًا مثل (الليبرتاريين) و(الخُضر). إرث تاريخي من الفشل.. رُغم المحاولات المتكررة؛ لم يُحقق أي مرشح رئاسي خارج الثنائية؛ (الجمهوري-الديمقراطي)، فوزًا في 'المُجمع الانتخابي' منذ فوز 'جورج والاس'؛ مرشح الحزب الأميركي المستقل، بأصوات خمس ولايات جنوبية 1968، وحتى الملياردير 'روس بيرو'؛ الذي حصد: (19%) من الأصوات الشعبية عام 1992، لكنه لم ينل صوتًا انتخابيًا واحدًا بسبب طبيعة النظام. استراتيجية غير واضحة المعالم.. رُغم إعلان 'ماسك' على (إكس) اعتزامه التركيز على انتخابات التجديد النصفي لمجلسي 'النواب' و'الشيوخ' القادمين. لكن 'ماسك' لم يُحدّد بعد السباقات التي سيخوضها أو أسماء المرشحين. ويُحذر الخبراء من إمكانية أن تتسبّب هذه المقاربة في فوضى انتخابية وتقسيمًا للأصوات المؤيدة للجمهوريين في الولايات المتأرجحة. غموض الأهداف والهوية السياسية.. طرح 'ماسك' برنامجًا حزبيًا يدعو إلى خفض الدين العام، وتحديث الجيش باستخدام 'الذكاء الاصطناعي' والروبوتات، ودعم تحرير القيود وحرية التعبير، والمواقف الداعمة للتكنولوجيا والإنجاب، و'السياسات الوسطية في كل مكان'. ويدّعي قطب الأعمال أن حزبه يُمثل: '(80%) من الناخبين غير المنتَّمين للأحزاب'، لكن البروفيسور 'نويل' يُشّكك في وجود كتلة موحدة قابلة للحشد، قائلًا: 'الناس غير راضين عن الحزبين، لكن لا يوجد إجماع على بديل'، متسائلًا: 'ما هي أهداف ماسك المحدَّدة؟'. تقلص نفوذ 'ماسك' داخل الحزب (الجمهوري)؛ بعد خلافاته العلنية مع 'ترمب'. وردًا على خطوته، أعلن حليف ترمب؛ 'جيمس فيشبك'، تأسيس لجنة سياسية لمواجهته. ويذكر المحللون أن بناء حزب ناجح يتطلب شبكة داعمة جاهزة للعمل الميداني – وليس مجرد تمويل. إحراج سياسي.. شّكك البروفيسور 'ماكوركل'؛ في قُدرة 'ماسك' – المعروف بطموحاته التكنولوجية الصاروخية وعدم التزامه بالقواعد – على تحمل بيروقراطية السياسة الطويلة، قائلًا: 'لست متأكدًا من امتلاكه الصبر الكافي'. ويُحذر من تحول المشروع إلى: 'إحراج سياسي' إذا اجتذب مرشحين غير مؤهلين طمعًا في أمواله، مشيرًا إلى خسارة 'ماسك' السابقة في سباق 'محكمة ويسكونسن' رُغم إنفاقه (20) مليون دولار. ويختتم 'ماكوركل' بالتشّكيك في دوافع الملياردير: 'ما يفعله الآن نابع من عداء لترمب أكثر من كونه مشروعًا سياسيًا طويل الأمد. لا أعتقد أنه سيَّكرس حياته لبناء حزب'. يجذب الشباب المستقلين.. كما أشار المحلّل السياسي؛ 'مات شوميكر'، وهو ضابط استخبارات سابق ترشّح لعضوية 'الكونغرس' مع الحزب (الجمهوري)، إلى أن: '(حزب أميركا) لإيلون ماسك، هو ورقة مفتوحة على كل الاحتمالات من شأنها أن تقلب المعادلة في انتخابات منتصف الولاية في 2026، خاصةً للجمهوريين'. واعتبر أن: 'على الجمهوريين الذين يملكون أغلبية ضئيلة جدًا في الكونغرس التخوف' من هذه المبادرة. وقال 'شوميكر': 'علامة ماسك تجذب مصوّتين من الشباب المستقلّين والشغوفين بالتكنولوجيا؛ الذين خابت آمالهم والذين قد يتحوّلون إلى الجمهوريين في الولايات المتأرجحة'. تراجع شعبيته إثر انضمامه لـ'ترمب'.. وسبق لـ'ماسك'؛ الذي يملك ثروة شخصية تقدّر بحوالي: (405) مليارات دولار، أن أظهر أنه لا يتوانى عن إنفاق مبالغ طائلة على السياسة. وأغدق: (277) مليون دولار على حملة 'ترمب' الانتخابية في 2024. لكن تدخّله الأخير في المشهد السياسي في 'ويسكونسن'، أظهر حدود الثروة والشهرة في السياسة. فقد أنفق 'ماسك': (20) مليون دولار لدعم مرشّحه للمحكمة العليا في الولاية الذي تعرّض لهزيمة ساحقة. ولا شكّ أيضًا أن من الصعب حشد دعم سياسي في مناطق الثقل الأميركي لناخبين ليسوا ضمن نادي مجموعات التكنولوجيا في (سيليكون فالي). وكان 'ماسك'؛ الذي اختارته مجلّة (تايم) شخصية سنة 2021؛ يحظى بإعجاب طيف واسع من الأميركيين، لكن شعبيته تراجعت بشدّة إثر انضمامه إلى إدارة 'ترمب'، وتكليفه بتقليص النفقات الفيدرالية. وتدّنت شعبيته إلى: (18.1) نقطة دون الصفر، في مقابل: (6.6) نقاط دون الصفر لـ'ترمب'، حسّب أحدث استطلاع لـ (نايت سيلفر)؛ الذي يُعدّ من أبرز المحلّلين السياسيين في 'الولايات المتحدة'. يصعب حصد أصوات أنصار 'ترمب'.. وقال 'فلافيو هيكل'؛ الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة (واشنطن) في 'ماريلاند': 'صحيح أنه لا يجب التعميم، لكن يصحّ القول إن القاعدة الجمهورية و(حركة ماغا) للرئيس ترمب التي ترفع شعار: (لنجعل أميركا عظيمة مجددًا)، هما متلازمتان نسبيًا في المشهد السياسي اليوم'. ولفت إلى أن القاعدة المؤيّدة لـ'ترمب': 'لا تزال ثابتة رغم السجالات الأخيرة. ومن الصعب تصوّر أن أيّ مشروع سياسي مرتبط بماسك سيحصَّد أصوات أنصار دونالد ترمب'. ورُغم أن الكثير من الجمهوريين والديموقراطيين تحوّلوا إلى مستقلّين، فإن الأحزاب الثلاثة اللاحقة بأكبر حزبين في البلد نادرًا ما حقّقت خروقات في التاريخ الأميركي الحديث. وكان الحزب المحافظ بولاية 'نيويورك'؛ في السبعينيات، وحزب (العمّال المزارعين) في الثلاثينيات؛ الحزبين الصغيرين الوحيدين اللذين فازا بمقاعد في 'مجلس الشيوخ' في القرن الماضي. وكانت نجاحات الأحزاب الصغيرة أكبر في 'مجلس النواب'؛ في مطلع القرن العشرين، لكنها لم تظفر إلا بمقعد واحد منذ الخمسينيات. وتطرّق عدة محلّلين في تصريحاتهم إلى العراقيل الكثيرة التي تواجه مرشّحي الأحزاب الثلاثة في مسّعاهم إلى خوض نظام انتخابي مصمم للإبقاء على المعادلة الثنائية الراهنة. ومن بينها، الحصول على الحد الأدنى من التوقّيعات، وتسدّيد رسوم باهظة، واستيفاء شروط صارمة في السنّ، والإقامة، والمواطنة تختلف باختلاف الولاية. وذكّر المحلّل السياسي المخضرم؛ 'مات كلينك'، بحزب (نو ليبلز)، الذي نادى بسياسة وسطية في انتخابات 2024، و'سقط سقوطًا مدويًا' في نهاية المطاف. ويقرّ المحلّلون بصعوبة الظفر بمقاعد في 'الكونغرس'؛ لكنهم يُشيرون إلى أن 'ماسك' قد يوجّه ضربات موجعة إلى 'ترمب' بسحب أصوات نواب في أوضاع هشة، ودعم مرشّحين يواجهون الذين يختارهم الرئيس في الجولة التمهيدية. وقال 'إيفن نيرمان'؛ مؤسس شركة (ريد بنيان) لإدارة الأزمات العالمية ومديرها، إن: 'حزب ماسك لن يحصل على مقاعد، لكنه قد يُكلف الجمهوريين غاليًا'. وأشار إلى أنه: 'في المناطق حيث تحتدم المنافسة، قد تنقلب المعادلة بمجرّد أخذ بعض النقاط من اليمين'.

نتنياهو يسوّق هزيمته على عتبة البيت الأبيض… والمقاومة تُفاوض من قلب النار!.محمد الأيوبي
نتنياهو يسوّق هزيمته على عتبة البيت الأبيض… والمقاومة تُفاوض من قلب النار!.محمد الأيوبي

ساحة التحرير

timeمنذ 4 ساعات

  • ساحة التحرير

نتنياهو يسوّق هزيمته على عتبة البيت الأبيض… والمقاومة تُفاوض من قلب النار!.محمد الأيوبي

نتنياهو يسوّق هزيمته على عتبة البيت الأبيض… والمقاومة تُفاوض من قلب النار! د.محمد الأيوبي* من قلب الميدان المشتعل في قطاع غزة، إلى قاعات التفاوض في الدوحة، وعلى أعتاب البيت الأبيض، تتكشّف معادلة معقدة لكنها واضحة لمن يقرأ السياسة بلغة الوقائع لا الأوهام: هناك من يقاتل ويصمد ويُعيد رسم ميزان القوة من تحت الركام، وهناك من يسوّق الهزيمة بأوهام 'النصر الوشيك' في العواصم الكبرى. بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، يخوض معركته الأشدّ ضراوة منذ تولّيه السلطة: معركة البقاء السياسي تحت وقع خسائر متتالية في غزة، ضغط شعبي داخلي متصاعد، وملاحقة دولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية. ومع ذلك، لا يتردّد في مواصلة الاستعراض السياسي، محاولًا قلب الهزيمة في الميدان إلى أوراق مفاوضات في واشنطن، حيث يقف على عتبة البيت الأبيض، محاولًا إقناع دونالد ترامب بأن 'النصر بات قريبًا'. لكن الحقيقة على الأرض تختلف جذريًا: في بيت حانون، نفّذت كتائب القسام كمينًا مركّبًا أدى إلى مقتل 5 جنود 'إسرائيليين' وجرح 14 آخرين، بينهم ضباط في وحدة 'يهلوم' الهندسية الخاصة. هذه العملية النوعية لم تكن معزولة عن السياق العسكري أو السياسي، بل كانت بمثابة رسالة مباشرة إلى كل من يحاول تجاوز المقاومة في معادلة التفاوض، وعلى رأسهم نتنياهو وترامب. غزة تفاوض من قلب النار ما يجري في الدوحة ليس مفاوضات في ظروف اعتيادية، بل حوار تحت النار، تمليه موازين قتال حيّة تصنعها المقاومة بدماء مقاتليها. ومع كل محاولة 'إسرائيلية' لتثبيت 'صورة نصر'، تأتي عملية جديدة لتنسف هذه الرواية. هكذا هو الحال مع كمين بيت حانون، الذي جاء ليؤكد أن حماس تفاوض من موقع قوة، لا من موقع انكسار. حركة حماس، عبر تصريح عزت الرشق، كانت واضحة: 'لا إطلاق سراح للأسرى إلا بشروط المقاومة'. هذا الموقف لا يعكس مجرد عناد سياسي، بل قراءة دقيقة لواقع الحرب. فبعد 21 شهرًا من العدوان، بات 'الجيش الإسرائيلي' عاجزًا عن استعادة أسراه بالقوة، فيما المقاومة ما زالت تحتفظ بأوراق تفاوضية قوية، أبرزها الأسرى الأحياء. نتنياهو في واشنطن: تسويق الهزيمة بعبارات النصر خلال لقائه الثاني مع ترامب، حاول نتنياهو كعادته اللعب على الحبال: تارة يتحدث عن استمرار الحرب لتحقيق أهدافها، وتارة يلوّح بانتصارات وهمية كمبرر لأي انسحاب تكتيكي قادم. في تصريحه على منصة 'إكس'، قال إن أهدافه تشمل 'القضاء على قدرات حماس وضمان ألا تُشكّل غزة تهديدًا بعد الآن'. لكن ميدانيًا، لا شيء يدعم هذه المزاعم. فرغم استخدام 5 فرق نخبة وشنّ أكثر من 70 ألف غارة، لا تزال المقاومة صامدة، وقادرة على تنفيذ كمائن نوعية، آخرها ما وصفه 'الإعلام الإسرائيلي' بـ'الانفجار الكبير' في بيت حانون، والذي أربك الجيش وأصاب مستوطنات الغلاف بحالة ذعر، رغم أنها أُعلنت 'آمنة للعودة'. أوراق حماس وتفكك جبهة نتنياهو المفارقة أن نتنياهو لا يفاوض حماس فقط، بل يفاوض 'الداخل الإسرائيلي'. فأكثر من 70% من 'الإسرائيليين' يعتقدون أن الحرب لم تحقق أهدافها، بينما تكشف تقارير عن مقتل أكثر من 883 'جنديًا إسرائيليًا' منذ بدء العدوان، وإصابة ما يفوق 6000 آخرين. فشل نتنياهو في تبرير هذه الخسائر، وفشله في استعادة الأسرى، يضغطان عليه سياسيًا، ويجعلاه في أمسّ الحاجة إلى اتفاق يحفظ ماء وجهه. لكن هذا الاتفاق لن يُفرض بشروط نتنياهو. فكما قالت حماس، الصفقة القادمة يجب أن تُبنى على 'معادلات الميدان'، أي على الوقائع التي رسمتها المقاومة، لا على الأوهام التي يسوّقها الاحتلال. لماذا يكثف الاحتلال هجماته الآن؟ الإجابة هنا تكمن في علم النفس السياسي والعسكري. جيش الاحتلال، بعد فشله في تنفيذ خطة 'الحسم السريع'، بات يعتمد على تكتيك 'الانسحاب بشرف'. هو يريد قبل أي اتفاق وقف إطلاق نار أن يترك غزة مدمّرة، وأن يدّعي القضاء على ثلاثة ألوية من أصل خمسة. ولتحقيق ذلك، يكثّف عملياته في محاور خان يونس، القرارة، السطر، وبيت حانون. لكن الواقع لا يسعفه: فرق الهندسة التابعة له تتكبد خسائر متتالية، ووحداته الخاصة – ككتيبة نتساح يهودا ويهلوم وإيغوز – تعرّضت لنكبات ميدانية أدت إلى فرار الجنود وترك المدرعات خلفهم. هنا تحديدًا، يفشل نتنياهو في إقناع ترامب بأن 'الإنجازات' المحققة على الأرض كافية. ترامب والبيت الأبيض: الضغط الأميركي وحده لا يكفي ترامب، الذي يسعى إلى وضع اسمه على 'اتفاق تاريخي' جديد في الشرق الأوسط، بدأ يمارس ضغطًا فعليًا على نتنياهو. وحسب ما نقلته 'يديعوت أحرونوت'، قال ترامب لنتنياهو خلال لقائهما: 'سنتحدث حصريًا عن غزة، ويجب حل هذا الوضع المأساوي'. لكن هل الضغط كافٍ؟ ليس بالضرورة. فنتنياهو، المحاط بشركاء يمينيين متطرفين يرفضون إنهاء الحرب، يسعى إلى كسب الوقت. هو يعلم أن الاتفاق الذي يُصاغ في الدوحة، بدعم قطري وأميركي، لن يُكتب له النجاح ما لم يحصل على ضمانات واضحة: بأن حماس لن تعود إلى الحكم، وأن سلاح المقاومة سيتم تفكيكه، وأن البديل السياسي سيكون 'قابلًا للترويض'. مقاومة تفاوض بشروطها… لا خضوع ولا انكسار المقاومة الفلسطينية، على لسان قادتها، لا تقبل بهذا المنطق. فلا تهجير من غزة، ولا نزع للسلاح، ولا تسليم للقطاع، كما يريد نتنياهو. بل على العكس، تأتي كمائن المقاومة كوسيلة لتكريس معادلة: من يفاوض من تحت النار، لا يفاوض إلا بشروطه. وفي ظل تقارير تؤكد أن القضايا الخلافية تقلصت إلى نقطة واحدة، يبدو أن المفاوضات بلغت مرحلة حساسة، وهي لحظة الحقيقة: إما الاعتراف بشرعية المقاومة، وإما استمرار الحرب، مع ما تحمله من خسائر إضافية للطرف 'الإسرائيلي' المنهك. معادلة الحسم الحقيقية منذ بداية الحرب، حاول نتنياهو فرض شروطه بالقوة، لكن الحرب الطويلة التي دخلت شهرها الـ21 لم تحقق له شيئًا مما وعد به. في المقابل، نجحت المقاومة في فرض معادلات جديدة: من جباليا إلى الشجاعية، ومن خانيونس إلى بيت حانون، رسمت خطًا بيانيًا تصاعديًا لنسقها العملياتي. وفيما يقف نتنياهو عند أبواب البيت الأبيض يُسوّق نصرًا مزيّفًا، تجلس المقاومة في قلب اللهب، تفاوض بلغة القوة، وتدرك أن المعركة ليست فقط على الأرض، بل على الرواية، وعلى من يملك حق تحديد نهاية الحرب وشكل ما بعدها. هذا هو الفرق بين من يقاتل من أجل التحرر، ومن يراوغ من أجل البقاء السياسي. كاتب صحفي فلسطيني ‎2025-‎07-1‎0

ما بعد الهدنة.. إسرائيل تخيّر حماس: نزع السلاح أو استئناف الحرب
ما بعد الهدنة.. إسرائيل تخيّر حماس: نزع السلاح أو استئناف الحرب

شفق نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • شفق نيوز

ما بعد الهدنة.. إسرائيل تخيّر حماس: نزع السلاح أو استئناف الحرب

شفق نيوز- الشرق الأوسط أفاد وسائل إعلام عربية، يوم الخميس، بأن إسرائيل تهدد حركة حماس وتضع أمامها خيارين لا ثالث لهما، إما نزع سلاحها، أو استئناف الحرب في قطاع غزة فور انتهاء الهدنة. وفي هذا الصدد، قال مسؤول إسرائيلي، في تصريح أورده موقع "سكاي نيوز"، إن إسرائيل "سوف تستأنف حرب غزة بعد هدنة الـ60 يوما المقترحة، إذا رفضت حركة حماس نزع سلاحها". وأوضح المسؤول، أن إسرائيل وحماس قد تتمكنان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير رهائن خلال أسبوع أو أسبوعين، لكن من غير المتوقع التوصل إلى مثل هذا الاتفاق خلال يوم واحد. وأضاف: "إذا وافق الجانبان على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لعرض وقف دائم لإطلاق النار يتطلب من الحركة نزع سلاحها"، لافتاً إلى أن "رفض حماس يعني أن تل أبيب ستمضي في العمليات العسكرية مجدداً".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store